دوافع الإنسان في الحياة هي الوجود و النوع البشري و التفوّق ، فالخُلق هو انضباط وعطاء وكوابح و دوافع، و أخلاق المؤمن أخلاق أصيلة لا تتبدل لا بالمصالح إن تحققت ولا إذا لم تتحقق ، ولا تتبدَّل بالاستفزاز .
الإنسان في حقيقته زمن ولقد وأقسم الله بمطلق الزمن لهذا المخلوق الأول الذي هو في حقيقته زمن ثم يأتي الموت بغتة ، لذلك عملُ الإنسان وحركته تتسق مع النهاية ، فالأخلاق لها أصل عَقديّ و ما لم تعرف من أنت لن تستطيع أن تكون أخلاقياً .
الخُلُق جُهدٌ بَشريٌّ ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ذو خلق حسن و وسلوك سوي مع الطرف الآخر ، لذلك لا يستوي المحسن مع المسيء، فالإسلام بناء من خمسة قواعد ذو مضمون أخلاقي .
إذا أردتَ معرفة حقيقة الإسلام فارجع إلى ينابيعه الصافية، فالإنسان المؤمن الأخلاقي إن حدثك فهو صادق وإن عاملك فهو أمين وإن استثيرت شهوته فهو عفيف، لذلك أخلاق المسلم لا تتأثر بالطوارئ ، و الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي قَبِل حمْلَ الأمانة ولأنه كان مخلوقاً أول كرمه الله و سخر له الكون .
التفكر في الكون من أرقى العبادات و علّة خَلق الإنسان العبادة والطاعة فالاستقامة هي مركز الثقل في الدين وما لم تستقم على أمر الله فلن تقطف شيئاً من ثمار الدين وعندئذٍ يغدو الدين ثقافة ليس غير ، لذلك الدعاة إلى الله قسمين داع إلى الله وداع إلى الذات و الإنسان له طبع ومعه تكليف .
العيد خاتمة عبادة عظيمة وهي الصيام و العيد أيام فرح وسرور ففي العيد نفرح لكن هناك فرح بسيط جداً هذا الفرح من مستوى الأطفال أما المسلم فيفرح بطاعة الله يفرح برضوانه يفرح أنه في الطريق إلى الجنة ، لذلك السعادة نموذج لدخول الجنة و وسائلها بيد كل إنسان .
العبادة بالمفهوم الشمولي تنطوي على العلم أيضاً فهناك عدة أنواع للعبادة منها عبادة الهوية يجب أن تعبد الله فيما أقامك وعبادة الظرف و عبادة العصر هذه العبادة عبادة مهمة جداً من أجل الطرف الآخر ، لذلك العبادات الشعائرية لا تقبل ولا تصح إلا إذا صحت العبادات التعاملية .
ما من حركة مهما بدت صغيرة إلا وراءها تصور فإن صحّ التصور صحّ السلوك و التخطيط الخاطئ يُفضي إلى نتائج غير سليمة ، نفس الإنسان أمانة فلابد مِن تزكيتها بأن تعرفها بربها الكون أكبر شيء ثابت يدعم الإيمان و العقل هو القوة الإدراكية التي أكرم الله بها الإنسان و ميزه على بقية المخلوقات .
الإعجاز العلمي في القرآن هي المادة الأولى التي تقنع أي إنسان من دون استثناء أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن ولكن حواسنا الخمس لا تستطيع أن تدرك الله عز وجل ولكن العقول تصل إليه لأنها أقوى من الحواس فهناك الكثير من الآيات التي تشير إلى عظمة هذا الكون .
الإنسان إذا فكر في جسمه الذي هو أقرب شيء إليه لوجد أنه يعيش بحواسه الخمس ، يعيش بأجهزته ، يعيش بخصائص جسمه ولقد خلق الإنسان في أحسن تقويم فالإنسان ركب الله فيه قوة الإدراكية وما لم يبحث عن الحقيقة فإنه يلغي إنسانيته لأن في الإنسان حاجات عليا وحاجات سفلى .
العقل أداة مهمة في البحث في الواقع ، فالإنسان يكتشف بعقله ما غاب عن الواقع وهو أداة استبيان و أداة استنباط فالعقل مرتبط بالواقع وبالمصالح وهو محدود المهمات و لا بد للعقل من شرع يهتدي به ، من مبادئ العقل : السببية والغائية وعدم التناقض .
لا إكراه في الدين وهناك العديد من الأدلة القرآنية على الاختيار في الدين وعدم الإكراه ، يعني عقيدةُ الجبرية باطلة نقلا وعقلا ومنطقا وواقعًا ، لابد من الحركة والعمل فالعالم الغربي يعمل ليلاً نهاراً في الظلام والمسلمون نائمون في ضوء الشمس ، لذلك نحن الآن بحاجة إلى ما يسمى بالدعوة الصامتة ، و الإسلام دين وسطي يقبل بالطرف الآخر .