وضع داكن
22-02-2025
Logo
الأردن - عمان - جامع التقوى - دروس صباحية - الدرس : 029 - الاستقامة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللّهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا، إنّك أنت العليم الحكيم، اللّهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدْنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصَّالحين.

الاستقامة عين الكرامة: 


أيُّها الإخوة الكرام؛ لعلكم تعجبون كلمة واحدة إن لم تُحقَق لن نستطيع أن ننتفع من هذا الدين؛ الاستقامة إنَّها عين الكرامة، إنَّها من أشد الوسائل فعاليةً في الوصول إلى الله، لذلك أحد أصحاب النّبي الكريم قال له:

(( يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحداً بعدك؟ قال: قل: آمَنْتُ بالله ثم استقم  ))

[ أخرجه مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي  ]

كلمة واحدة، فقال-عليه الصّلاة والسّلام-: (قل: آمَنْتُ بالله ثم استقم) مالم تستقم على أمر الله الإسلام حركي ليس تأملياً فقط، مالم يكن الدخل صحيحاً، الإنفاق صحيحاً، معاملة الزوجة صحيحة، تربية الأولاد صحيحاً، خروج البنات صحيحاً، اختيار الحرفة صحيحاً، التعامل بالحرفة صحيحاً، التعامل مع الوالدين....، العبادة الشعائرية خمسة: صوم، وصلاة، وحج، وزكاة، وشهادة، أما العبادة التعاملية إن لم تصح لن تقطف من العبادة الشعائرية شيئاً.
بين أيديكم مليارا مسلم نحتل أهم منطقة استراتيجية بالأرض، ملتقى القارات الثلاثة، معنا ثلاث ممرات مائية أصل التجارة الدولية، أحكي لك عشر ساعات بإيجابياتنا، وليست كلمتنا هي العليا، ليس كافياً هذا الكلام، أين السبب؟ مالم نستقم على أمر الله لن تقطف من ثمار الدين شيئاً.
 النقطة الدقيقة من دون استقامة الدين ثقافة، الدين معلومات، الدين تراث، الدين فكر، يقول لك: له خلفية إسلامية لكن لا يصلي، له خلفية إسلامية، له أرضية إسلامية؛ كلها مصطلحات جديدة، عنده مشاعر 
إسلامية، عنده اهتمامات إسلامية، عنده ثقافة إسلامية، إن لم نطبق منهج الله -عزَّ وجلَّ-يبقى الدين ثقافةً ليس غير، لا يوجد أمة تملك كما نملك نصف ثروات الأرض بالضبط، ثلاث ممرات مائية أصل التجارة الدولية، الحديث طويل ومع كل ذلك أمرنا في الأعم الأغلب -لا أعمم-، ليس بيدنا، وللطرف الآخر علينا ألف سبيل وسبيل.

كيف يجب أن نفهم العبادات الشعائرية؟


إخواننا الكرام؛ مرة ثانية، قال له: (قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحداً بعدك؟) قال له النّبي الكريم: (قال: قل: آمَنْتُ بالله ثم استقم) لما نفهم الدين عبادة الشعائرية، الآن سأعطيكم خمس ملاحظات مؤلمة هي:

 الصلاة:

(( لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يومَ القيامةِ بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تهامةَ بيضًا فيجعلُها اللهُ عزَّ وجلَّ هباءً منثورًا، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ صِفْهم لنا جَلِّهم لنا ألا نكونَ منهم ونحنُ لا نعلمُ قال أما إنهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم ويأخذون من الليلِ كما تأخذون ولكنَّهم أقوامٌ إذا خَلْوا بمحارمِ اللهِ انتهكُوها. ))

[ صحيح ابن ماجه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ]

انتهت الصلاة انتهى مفعولها، انتهت فعاليتها، انتهت آثارها العظيمة. 

الصوم:

(( مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ. ))

[ أخرجه البخاري عن أبي هريرة  ]

الزكاة:

﴿ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَٰسِقِينَ(53) ﴾

[ سورة التوبة ]

الحج:

من خرج بمال حرام:" فوضع رجلَه في الغرزِ فنادى: لبيك، ناداه منادٍ من السماءِ: لا لبيك ولا سعديكَ، 
زادُك حرامٌ، ونفقتُك حرامٌ، وحجُّك غيرُ مبرورٍ".

مالم تستقم لا تقطف من ثمار الدين شيئاً:


من الأخير، أنت مسلم هناك منهج تطبقه على عيننا ورأسنا، ما طبقته تحب أقول لك: فلكلور
إسلامي، عادات، تقاليد، مشاعر، أحكي لك عشر ساعات، الإسلام ليس هذا؛ دخلك حلال، الإنفاق حلال، بضاعة شغل الصين -لا يوجد مانع- لا يطلب منك:  اكتبوا made in Germany ، تربح خمسة أضعاف، أعرف أخاً غالٍ عليّ هو يبيع قطع تبديل، قال لي: "عندي قطعة  بقيت خمس سنوات لم تُبع غالية كثيراً، فجاء أحدهم طلبها، لما طلبها اختل توازني من فرحي تخلصنا منها"، قال لي: "على السلم أريد إنزالها"، قال له : أصلية؟ قال له: لا، قال له : "هاتها" كلمة واحدة ، الذي يسأله ليس عنده إمكان أن يعرف أصلاً أصلية أم غير أصلية، made in Germanyلكن هي ليست أصلية ؛ صينية.
 الدين هو الاستقامة، مالم تستقم لا تقطف من ثمار الدين شيئاً، هذه الحقيقة المرة التي أراها أفضل ألف مرة من الوهم المريح، مكاسب المسلم، أخلاق المسلم، روحانية المسلم، سكينة المسلم، ثقة المسلم بالله -عزَّ وجلَّ-، تفاؤل المسلم، سعادة المسلم، كلها تحتاج إلى استقامة، هناك في الدخل مال حرام ، هناك سهرة لا ترضي الله -عزَّ وجلَّ-، اختلاط ويوجد تفلت بنساء السهرة، مادامت سهرة مفتوحة، "ولا تدقق، ولا تشدد"، هذا كله كلام الشيطان، لا، أريد أن أدقق و أشدد ؛ منهج ، أنت تشتري حاجة أول عمل جاءت التعليمات باللغة الإنجليزية تترجمها أول شيء -غالية كثيراً-، لأنه حاجة آلة معينة، الإنسان ينتبه عندما يشتري آلة غالية عليه ، لماذا يبحث عن مترجم يترجم له تعليمات؟ وأنت كإنسان أهم إنسان بالأرض، هناك تعليمات الصانع هي الكتاب والسنة، حريص على سلامتك، على بيتك، على أسرتك، على بناتك، على زواج بناتك، على أولادك بارين أو غير بارين، اختيار حرفة لهم، الحياة معقدة جداً الآن، لما تمشي صح لك معاملة خاصة.

﴿ فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْاْ إِنَّهُۥ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112)﴾

[ سورة هود ]

كلمة واحدة؛ دين كله يُحكى عنه مئة ساعة، مستقيم تقطف كل ثماره، عفواً لو أحدهم أُميٌّ ويريد أن يبيع شيئاً، قال له أصلية قال له: "لا"، البيع حلال، قال لك: "أصلية"، البيع حرام، هي الحقيقة الكذب أخطر شيء في حياتنا، تزوير للماركات للقاءات.

(( لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج من عترتي، أو من أهل بيتي، من يملأها قسطاً  وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً ))

[ أخرجه أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ]

(( أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ ))

[ أخرجه البخاري عن عوف بن مالك الأشجعي  ]

(( والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا تَذْهَبُ الدُّنْيا حتَّى يَأْتِيَ علَى النَّاسِ يَوْمٌ لا يَدْرِي القاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، ولا المَقْتُولُ فِيمَ قُتِل.  ))

[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة    ]

مضطر أن أقول لكم هذه الآية:

﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ(55) ﴾

[ سورة النور ]

بربكم هل نحن كمسلمين الذين يملكون نصف ثروات الأرض ويملكون أهم موقع استراتيجي في الأرض، وثلاث ممرات مائية في الأرض، ودين واحد وإله واحد، توجه واحد وقبلة واحدة، هل قطفنا ثمار هذا الدين؟ لا والله، هناك حرب عالمية ثالثة معلنة على الدين، أحد أعضاء دولة عظمى قال: لن نسمح بقيام حكم سني في الشرق الأوسط-من الآخر-لكن بيد الله كل شيء، اسمعوا الآية (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ) الحقيقة المرة، هل نحن مستخلفون؟ لا والله، (كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) قانون معنى هذا.
 (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ) هل هذا الدين ممكّن أم يواجه حرب عالمية ثالثة؟ كانت تحت الطاولة قديماً الآن فوق الطاولة معلنة جهاراً ( وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) ثلاثة؛ لا نحن مستخلفون ولا ممكّنون ولا آمنون، أين المفتاح؟ (يَعْبُدُونَنِى) كلمة واحدة، فإن قصّرنا في العبادة خسرنا هذه الوعود الثلاث.
 بالمناسبة زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى)
والعبادة: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تُفضي إلى سعادة أبدية ، لذلك جاهد تشاهد، جاهد نفسك وهواك، غض بصرك اضبط الشاشة بالبيت، اضبط اللقاءات، اختلاط لا يوجد عندنا، جاهد تشاهد، لست مستعداً أن  تشاهد ولا يوجد شيء إيجابي بحياتك، لكن هناك صورة الكعبة على حائط بكامله، لا يوجد مانع وليس غلطاً لكن لا تكفي هذه، وتضع مصحفاً بالسيارة وعينك على البنات لا تصح، الإسلام تعليمات دقيقة جداً إن لم تطبقه لا تقطف ثماره، وفرْ وقتك، هناك إسلام فلكلوري عندنا عيد ونزين ونحضر حلويات-لا يوجد مانع كله صحيح- لكن العيد ليس هذا؛ العيد عودة إلى الله، وليس  عودة إلى ماكنا عليه، كلمة أنا أقولها قاسية قليلاً( من عاد بعد رمضان إلى ما كان عليه قبل رمضان ما صام إطلاقاً) رجع للوراء، هذه الثلاثون يوماً ضبط أموره قليلاً رجع كما كنا سابقاً، هناك شاعر( شوقي) مشهور كثيراً قال: 

رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي          مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ

[ أحمد شوقي ]

لكن أقسمَ بالله ما فعلها، حتى تكن أمانة بالنقل، أن الدين فقط في رمضان؟ لا، الدين بـ 365ـ يوماً وربع هذا ليس تشديداً، هذه شروط، إذاً الإسلام كله يُضغط بكلمة واحدة، فتوفيراً للوقت والجهد واختصاراً للقيل والقال إن لم تستقم لن تقطف من ثمار الدين شيئاً، طبعاً نحن لسنا معصومين لكن هناك غلط يجب أن أتوب منه، لا يوجد مانع الله تواب رحيم أما أن أمارسه دائماً وأنا أعلم أنه حرام؛ هذا استهزاء بالله -عزَّ وجلَّ، هناك نقطة دقيقة جداً أنا سأرتكب المعصية هذه، "مضطر لي مصلحة فيها بعدها أتوب"، التوبة تكون لما مضى، لما سيكون ليس هناك توبة، هذه اسمها جرأة على الله -عزَّ وجلَّ-، استخفاف بهذا الدين كان هناك خطأ وتبت الله -عزَّ وجلَّ- يغفر الذنوب جميعاً،مرة ثانية؛ مضطرون (يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحداً بعدك؟ قال: قل: آمَنْتُ ـبالله ثم استقم) فقط لا يوجد سلبيات بحياتك، لا يوجد مال حرام، لا يوجد سهرة حرام، لا يوجد حرفة حرام، هناك حرفة، هناك سهرة، هناك لقاء، هناك سفر إلى مكان بعيد. 
يعني للتقريب، نقرب المعلومات الدينية، أحدهم معه التهاب معدة حاد زار طبيب هضمية رقم واحد، قال له: حمية ستة أشهر على الحليب فقط، والشفاء بإذن الله تام، هذا ما تحمّل أكل، صار بحاجة لعمل جراحي، كان حمية فقط صار عملاً جراحياً، الأمور واضحة مثل الشمس. 

﴿ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (284) ﴾

[ سورة البقرة ]

عند الله إن حكيت أم لم تحكي يعلم، علم ما كان وعلم ما يكون، وعلم ما سيكون وعلم مالم يكن لو كان كيف كان يكون، فيغفر لمن يشاء إن استقام، وإذا ما استقام، ويعذب من يشاء.
هذا المرض يحتاج إلى حمية أنت مخيّر تحب أن تعمل حمية قاسية الشفاء تام، شهوتك غلبتك هناك عمل جراحي، هناك تخدير، وهناك احتمال عدم نجاح العملية.

(( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ومالك عن أبي هريرة ]

كلمة، ممكن كلمة (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً) مثل ماذا؟ "أنت أخلاقي لأنك ضعيف" "أنت ضعيف لأنك أخلاقي"، تعرف السُّم هكذا هناك كلمات متداولة سم، العوام والله يوجد آلاف الكلمات "مسكينة حظها سيء"، فقط هذا، هي ما عملت شيئاً إطلاقاً! 

﴿ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِى ظُلُمَٰتِ ٱلْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ مُّبِينٍ(59) ﴾

[ سورة الأنعام ]

ورقة تقع من الشجرة يعلمها، وهذا الزواج العمر كله الله لا علاقة له فيه؟! تستقيم تقطف ثمار يانعة، عند الله لا يوجد كلام يوجد تطبيق، تطبق تقطف الثمار، هناك كلمة (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً) كلمة، لكن ما هذه الكلمة؟ لغت الدين كله "ضعيف لأنك أخلاقي" التغى الدين، أين؟!

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ(4) ﴾

[ سورة القلم ]

ما عاد دقيقاً، كلام ما له معنى إطلاقاً، يوجد تحريف فعلوا هذا اليهود، تحريف النصوص " لا تدقق"، هذه آية أم حديث؟ هذه شائعة بين الناس " لا تدقق"، لا سأدقق، هذا الدخل حرام، والسهرة حرام، هذا اللقاء حرام، والزيجة حرام، غني كبير ما تكلموا كلمة عن حجاب ابنتهم، تفلتت (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً)
مثلاً -والله شيء صعب أن يكون مقبولاً-، السيدة عائشة لها ضرة -والضرة مُرّة دائماً-اسمها صفية، قالت إنها قصيرة، كلمة واحدة، فقال:

(( يا عائِشَة لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْه ))

[ رواه أبو داود والترمذي عن عائشة رضي اللّه عنها ]


المسلمون محجوبون بالصغائر لا بالكبائر:


هذا كلام النبي الكريم (يا عائِشَة لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْه) ، الدنيا شتاء أو صيف سهرات للساعة الواحدة ليلاً غيبة، نميمة، وتجريح، وافتراء وتهم، وتقليد، أين الاستقامة؟ أين هذا مسلم، أين هو؟ اترك الكبائر القتل، والزنا، والخمر، مليون معصية بهذه البيوت، كل وعود الله غير محققة، هناك سؤال كبير (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى) طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تُفضي إلى سعادة أبدية.
أريد أن أقدم مثلاً للصغائر؛ طريق دولي عرضه ستون متراً، طريق دولي وأنت ماشٍ بالوسط، المقود حرّكته سنتمتراً واحداً بالضبط، تحتاج تقريباً ثلاث دقائق لتصير بالوادي، لكن ليس مباشرةً، قيل: "لا صغيرة مع الإصرار" تنقلب إلى كبيرة، هناك اختلاط، هذه زوجتك لكن هذه أحلى منها بكثير، ما أزلت عينك منها طوال السهرة، ما عمل شيئاً، إطلاق بصر، سهراتنا، لقاءاتنا، أنا لا أتشدد، أنا أقول لكم لماذا نحن لا نقطف ثمار ديننا، هناك اختلاط بالسهرات، هناك غيبة ونميمة، وهناك نفاق كبير جداً، بالوجه المدح غير معقول، يغيب "أجدب لا يفهم شيئاً"، الكلام ( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً) هذا كلام الصادق المصدوق، قالت له: قصيرة (قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْه) ، -هنا يوجد نقطة دقيقة-: 

(( إنَّ الشَّيطان قد أيس أن يُعبد بأرضكم هذه، ولكن قد رضيَ منكم بما تحقرون ))

[ أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة ]

لا يقدر أن يقنع الشيطان الإنسان بالزنا، ولا بالخمر، ولا .... الخ، لكن هناك مليون معصية موجودة، والمعاصي هذه الصغيرة فيما يبدو للناس هي حجاب بين العبد وربه، إذا كان الحجاب دقيقاً أو كبيراً انحجبت عن الله -عزَّ وجلَّ (إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه ولكن قد رضي منكم بما تحقرون) 
الملخص؛ المسلمون محجوبون بالصغائر لا بالكبائر، معظم المسلمين لا يقترفون جريمة قتل، ولا يشربون الخمر، ولا يزنون هذه كبائر، ما الذي يحجبهم عن الله؟ الصغائر؛ غيبة، نميمة، بهتان، سخرية، استهزاء، اختلاط، مصافحة، يملأ عينيه من الحرام، بهذه الصغائر حُجب عن الله -عزَّ وجلَّ.
للتقريب، بيت صاحبه ميسور كثيراً، ماذا يوجد أجهزة غالية جداً، أعلى مستوى، أغلى نوع كل شيء عنده ثلاثون جهازاً لو خط التيار الأساسي قطعناه ميليمتراً واحداً أم متراً مثل بعضها انحجبت عن الله -عزَّ وجلَّ، الكبائر خمر، الكبائر قتل، الكبائر زنا، اتركها هذه، الصغائر حجبتك عن الله -عزَّ و جلَّ-أدت مفعولاً أنت عصيت خالق الأكوان، من أجل أن تقعد مع زوجة أخيك فقط، "كنْ إنسانياً، كنْ حضارياَ"، حضاري أيضاً!!  يعدون الهمجية أن أحداً أطاع الله -عزَّ وجلَّ، "كنْ حضارياَ"، فالإنسان إما أن يُحجب بالكبائر-والعياذ بالله تعالى -أو أن يُحجب بالصغائر (ولكن قد رضي منكم بما تحقرون) .
هناك ملاحظة دقيقة قليلاً ، الشيطان قالوا عنه:  ذكي جداً، يدعو الإنسان إلى الكفر ، رآهُ على إيمان يدعوه إلى الشرك، الآن "إذا ما كنت صديقه ما تصل لهذا المنصب"، ربط المنصب بواحد؛  شرك، إن رآه على توحيد دعاه إلى كبيرة، إن رآه على طاعة دعاه إلى صغيرة، نحن بالصغائر الآن، خذ مئة بيت بأي مكان بدمشق، بحلب ، بأي مكان، مئة بيت ليس فيه خمر كمسلمين، مئة بيت ليس فيه زنا، مئة بيت ليس فيه قتل، لكن يوجد شاشة ، والله يا إخوان، كلمة أرجو ألا تكون قاسية شاشة الحائط، وشاشة الآيباد، شاشة الهاتف إذا لم ينضبطوا في البيت لا يوجد توبة، فقط من الآخر، فهمكم كفاية، هذه الشاشات لا بد من أن تُضبط ، ضبطها ليس صعباً، أشياء إخبارية أو إسلامية فقط، ولا يوجد شيء مفتوح، الآن الشيطان لا قدر على الإنسان المؤمن يكفرّهن ولا قدر أن يجعله يعمل معاصياً ولا قدر ... ،كله ما قدر، بقي له ورقتان رابحتان :التحريش بين المؤمنين، تحريش :"من شيخك؟ معقول تقعد عنده؟! هذا غير فهمان أبداً"، التحريش بين المؤمنين، ما نجحت معه هذه الورقة، آخر ورقة المباحات، والله دخلت لبيت أظن مكلف ملايين مملينة صاحبه ذو ذوق كثير، هذا المبلغ الفلكي الذي صُرف على البيت، عندما يموت انتهى، لم يعد البيت له، يعني أنا أقول: سمِّ بيتك مثوى مؤقتاً، ما الدليل بكل النعوات؟ وسيشيع إلى مثواه الأخير، بيتك الحالي مثوى مؤقت اعتنِ به قدر ما تريد لكنه مثوى مؤقت، المغادرة إلى القبر، الآن كلمة قد تكون عجيبة:

(( دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ ربطتها، فلم تُطْعِمها، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض ))

[ أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر ]

قطة، هرة، لجهنم!! شعوب تموت من الجوع، قتل، جوع، غلاء أسعار.

﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَٰكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115) فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ  لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ(116)﴾

[ سورة المؤمنون ]

أن يكون خلقه عبثاً.

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْـَٔلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(93)﴾

[ سورة الحجر ]

والله، لا يوجد أغبى من الكافرين، ما السبب؟ ما أدخل الله في حسابه، لا يوجد أغبى منه، أنت في قبضة الله، غلطة بالعين فقد بصره، نقطة دم بالدماغ فقد ذاكرته كلها، مليون سبب تصبح الحياة جحيم لا يُطاق، كله بيد الله -عزَّ وجلَّ-ألا تخاف منه؟! تبني مجدك على أنقاض الآخرين، تبني حياتك على موتهم، تبني عزك على ذلهم، تبني غناك على فقرهم، هكذا الحياة الآن، فإذاً (دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ ربطتها، فلم تُطْعِمها، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض) وإذا تقهر شعباً بكامله تجعله فقيراً، والله انتقل أموال من الشرق للغرب بألوف المليارات، قصة قديمة، ويتملص الإنسان؟!(فَوَرَبِّكَ لَنَسْـَٔلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) .
أرجو الله عزَّ وجلَّ-أن يحفظنا جميعاً، ويحفظ بلادنا، ويكون التوفيق حليف المؤمنين جميعاً، والحمد لله رب العالمين.
الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور