الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إخواننا الكرام؛ العبد الفقير كنت في الشام عضواً مؤسساً لجمعية مكافحة التدخين، يرأس هذه الجمعية وزير الصحة هناك، وفي حفل افتتاح هذه الجمعية ألقيت كلمة حول مضار التدخين على مدرج جامعة دمشق، حضرها جَمْع غفير من العلماء، والدعاة، والوجهاء، وقلت في هذه المحاضرة: إن شركات التدخين تنتج دخينتين -يعني سيجارتين- يومياً لكل إنسان على وجه الأرض، وعدد سكان الأرض ثمانية آلاف مليون، 8 مليارات، يعني أن ستة عشر ألف مليون دخينة تُنْتَج كل يوم، هذه الكميات الفلكية التي تنتجها شركات الدخان فيها مواد سامة لو أُخِذَت في الدم دفعة واحدة لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري بأكمله، هذا تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، هذه المنظمة غير ربحية، يعني موضوعية، لو أخذت هذه المواد السامة في هذه السجائر دفعة واحدة بعد استخلاصها في الوريد مباشرة، فهي كفيلة أن تقتل الإنسان وهو في أوج صحته، هذا كله من منظمة الصحة العالمية، مؤسسة غير ربحية، يعني موضوعية، ولو استخلصت هذه المواد السامة وحقنت بالوريد لمات الإنسان فوراً، وعدد الذين يلقون حتفهم، أو يعيشون حياة تعيسة من جراء التدخين، يفوق عدد الذين يلاقون حتفهم من أمراض الطاعون، والكوليرا، والجدري، والسل، والجُزام، والتيفوئيد مجتمعين، والوفيات الناجمة عن التدخين هي أكثر بكثير من جميع الوفيات للأمراض الوبائية مجتمعة، هذه فِقْرة منقولة حرفياً من منظمة الصحة العالمية، وهي منظمة علمية، كتاباتها وإحصاءاتها موضع ثقة كبيرة، لأنها مؤسسة ليست ربحية، وتابعة للأمم المتحدة.
إن مجموع الدخل الذي تحققه الدول الكبرى من جراء الضرائب الباهظة على إنتاج التدخين هي أقل بكثير من الأموال التي تُنفَق لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين، إن بين كل ثلاثة مدخنين واحد يلقى حتفه بسبب التدخين، وتواجه الدول العظمى الأوبئة بقلق شديد، فلو انتشرت الكوليرا في بلد لانبرى المسؤولون عن الصحة لمواجهة هذا المرض، واستنفروا، ولكن قد يعجب الإنسان لماذا لا تواجه الدول أخطار التدخين بهذا القلق نفسه؟!
لا تظهر بشكل واضح إلا بعد وقت ليس بالقصير، وهنا الخطر، فإن الآثار المدمرة للمدخن تظهر بعد أمد ليس بالقصير، وبحسب الإحصاءات العلمية إن الدخينة الواحدة تقصر عمر الإنسان بقدر تدخينها، فالإنسان لا بحسب اعتقدانا أن أجله لا يزيد ولا ينقص، ولكن بحسب التقارير العلمية الغربية، أن التدخين يقلل من عمر الإنسان من خمسة عشر عاماً إلى عشرين عاماً، فيما لو لم يدخن طبعاً هناك عمر آخر، هذا حسب القضايا العلمية، أما نحن كمؤمنين: الإنسان يموت بانتهاء أجله.
أنت لا تدخن، السلبي هو الموضوع الخطير، الشيء الجديد في هذا اللقاء موضوع التدخين السلبي، أو التدخين غير الإرادي، هؤلاء الناس الذين لا يدخنون، ولكنهم يتعرضون بشكل يومي للغازات والمواد المنبعثة من تدخين السجائر من زملائهم في العمل، غرفة فيها خمس موظفين، يدخن واحد من بيهم، 30% من أخطار التدخين للأربعة، هم لم يدخنوا، أو الأولاد من أبيهم، أو الزوجة من زوجها، أو الأولاد من أمهم، هؤلاء جميعاً لا يدخنون ولكنهم ينضوون تحت مصطلح اسمه: المدخن السلبي ، وهنا المشكلة.
هذه السجائر تحتوي على أربعة آلاف مادة كيماوية على شكل غازات، ومواد معظمها سامة، ومضرة بالصحة العامة، من نتائج التدخين السلبي أن الذي لا ذنب له في التدخين إلا أنه ابن في بيت الأب فيه يدخن، أو ابن في بيت الأم فيه تدخن، أو موظف في دائرة أحد زملائه فيها يدخن، هذا الذي لا يدخن، ولا يريد أن يدخن، تظهر على صحته آثار قد لا تُصدَّق.
طرفة: هناك إمام بالشام إذا بدأ بالصلاة يقول: اطفئوا هواتفكم فإن إطفاء الهواتف من إقامة الصلاة.
1- التدخين السلبي يسبب الربو:
إن التدخين السلبي يسبب الربو، فشركاء المدخنين وجلساؤهم يكونون معرضين بنسبة خمسة أضعاف المعدل الاعتيادي للربو، خمسة أضعاف، من؟ الذي لا يدخن، الأب يدخن، الموظف يدخن، الأم تدخن، هذا اسمه التدخين السلبي، الأولاد، الموظفون بدائرة، الأقرباء وهكذا، والربو الآن مرض شائع جداً،
ولا سيما ربو الأطفال، وأحد أسبابه تدخين الأب في البيت، كما أن الذين يتعرضون لآثار التدخين من زملائهم في العمل، يقعون في أمراض هي ضعف الأمراض التي يقع بها من لا يدخن تدخيناً سلبياً، لا يدخن إطلاقاً.
2- التدخين السلبي يسبب ضيق النفس:
يسبب ضيق التنفس، شيء آخر: التدخين السلبي له علاقة بضيق التنفس الليلي،
وهذه الدراسة تم إجراؤها في بلد متقدم، فقد خضع ثمانية آلاف شخص من ثلاثة عشر بلداً إلى فحص دقيق، لمعرفة آثار التدخين السلبية على صحتهم، فكان من أبرز هذه الآثار ضيق التنفس الليلي، وضيق التننفس الذي يتبع أي جهد عضلي، في النوم، أو بجهد عضلي، وهذا أيضاً من آثار التدخين السلبي: ضيق التنفس الليلي، وضيق التنفس على أثر جهد عضلي.
3- التدخين السلبي له علاقة بأمراض القلب:
هناك دراسة تربط بيت التدخين السلبي، وبين أمراض القلب، فاحتمال الإصابة بأمراض القلب هي ضعف احتمالات الإصابة للأشخاص الذين لا يتأثرون بالتدخين السلبي،
لي صديق حميم، طبيب قلب من الدرجة الأولى في دمشق، يأتيه مريض معه احتشاء في القلب، فيضع يده في جيبه ويخرج علبة السجائر منها، ويقول له: سبب مرضك من هذه.
هذا الذي لا يدخن، لكنه طفل في أسرة الأب فيها يدخن، أو طفل في أسرة الأم فيها تدخن، أو زميل في عمل الزميل يدخن، إذا كان هذا أثر التدخين فيمن لا يدخن، ولكنه يجاور من يدخن، فكيف أثره فيمن يدخن؟!
4- التدخين السلبي قد يسبب العقم عند النساء:
أحد نتائج التدخين بحوث أخرى أشارت إلى أن التدخين السلبي يمكن أن يضر بقدرة المرأة على الإنجاب، له علاقة بالعقم،
وكشفت دراسة رصينة أجرتها جامعة على 8500 من الأزواج الذين تعرضوا للتدخين السلبي في أثناء العمل، فكان هناك نسبة كبيرة من النساء كن أقل قدرة على الإنجاب، من اللواتي لم يتعرضن للتدخين السلبي.
5- التدخين السلبي يسبب ضعف الذكاء عند الأطفال:
شيء دقيق جداً، التدخين يسبب ضعف الذكاء، وشيء آخر أن التدخين السلبي يضعف ذكاء الطفل،
وقام باحثون في مركز طبي تابع لمستشفى في إحدى الولايات الأمريكية، قال هذا التقرير: إن الأطفال المعرضين لدخان السجائر، حتى لو بكميات قليلة، يعانون من انخفاض في القدرات الذهنية، والإدراكية، وقد أشار هؤلاء إلى الدراسة التي أجريت على أكثر من أربعة آلاف طفل، ونشرتها مجلة رصينة، وأن هذا الأثر واضح جداً على ألأطفال الذين يعانون من التدخين السلبي.
6- التدخين السلبي يسبب التهابات بالأذن:
والتدخين السلبي أيضاً يزيد من خطر إصابة الأطفال بالتهابات الأذن، هذا أثر التدخين فيما لم يدخن، فكيف فيمن يدخن؟!
التدخين انتحار بطيء، انتحار بطيء، وضرر بالناس، والإنسان حينما يصر على التدخين، أو حينما تضعف إرادته على أن يقلع عن التدخين ألَا يرحم زوجته؟ ألَا يرحم أولاده؟ ألَا يرحم من يلوذ به؟
أهم النِّعم التي أنعمها الله علينا:
النعمة الأولى: والصحة تأتي في الأهمية بعد الهداية، فأول نعمة على الإطلاق: أن تعرف الله وأن تعرف منهجه وأن تحمل نفسك على طاعته
والنعمة الثانية: أن تكون صحيحاً معافى في بدنك فالصحة رأس مال الإنسان، ورأس ماله الأوحد، وهي وعاء عمله، وهي سبب استقامته، وهي سبب توفيقه في طلب الآخرة، إن كانت الصحة موفورة، والذين يتعرضون للتدخين السلبي يأخذون إجازات من وظائفهم ضعف الإجازات الصحية الذي يأخذها زملاؤهم ممن لا يتعرضون للتدخين السلبي، هذه الحقائق المرة أنا أراها أفضل ألف مرة من الوهم المريح، لا شك أن الذين يرتادون المساجد معظمهم والحمد لله لا يدخنون، ولكن هذه المعلومات يجب أن ينشروها في أوساط من حولهم، فلعل هذه الحقائق المرة تكون رادعاً لهم، ورادعاً لغيرهم عن ممارسة التدخين.
النصوص: يقول الله جل جلاله:
﴿ وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195) ﴾
الذي يدخن يلقي بيده إلى التهلكة، هذا الذي يدخن يلقي بيديه إلى التهلكة أليس ينتحر انتحاراً بطيئاً؟! والأروع من ذلك الإعلان الذي رسم رصاصة وكتب تحتها انتحار سريع ثم رسم دخينة- سيجارة يعني- وكتب تحتها انتححار بطيء، بالرصاصة سريع، بالدخان بطيء الله عز وجل بيقول: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195)) .
(( عن سيدنا جابر بن عبد الله قال: كان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته: يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهدِ الله فلا مضلّ له، ومن يضلل لا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور مجدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، فكان إذا ذكر الساعة احمرّت وجنتاه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه نذير الجيش، يقول: صبحكم مساكم ثم قال: من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً فعليه، وأنا أولى بالمؤمنين ))
أليست هذه الدخينة بدعة؟ لا يوجد نص قرآني يمنعها، لأن لم يكن هناك دخان وقتها، هذه بدعة، إن الأسرة الفقيرة تستهلك من دخلها ثلث المال من أجل التدخين، هذا المبلغ الذي يعادل ثلث دخل الأسرة لو رُدَّ على الأولاد غذاء وفاكهة وكساء وضروريات تفتقر إليها الأسرة أليس هذا من باب أولى! وقال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29) ﴾
لا أحد يمسك مدية ويقتل نفسه، هذه نادرة، ولكن عندما يدخن يقتل نفسه (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29)) الآية مطلقة، والمطلق على إطلاقه في القرآن الكريم، قتل سريع معروف لدى الجميع، وقتل بطيء هو الدخان، الذي ينتهي بصاحبه إلى القبر، الدخان مفتّر، والمفتّر منهيّ عنه.
(( عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نَهَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن كلِّ مسكرٍ ومُفتِّرٍ ))
أليس الدخان مفتّراً؟! عالم كبير من علماء مصر ذهب إلى أمريكا، وزار بنفسه بعض معامل التبغ، وألف كتاباً أنا اشتريته وقرأته في معرض الكتاب في دمشق فإذا فيه هذه الحقيقة الخطيرة: أن هذا الدخان يُنقع بالخمر أو الكحول لمدة ثلاثة أشهر، هذه الدخينة إذا أشعلتها تبقى مشتعلة، لو لم تُنقع تنطفئ، ما الذي يجعلها مشتعلة لو لم تستخدمها؟ ذلك لأن أوراق التبغ نقعت أشهراً ثلاثة إما في الكحول، وإما في الخمر، فإذا كان في الخمر فسعرها أغلى، فيها نكهة الخمر، هذه حقيقة ثابتة حتى في شركات التدخين في الشرق الأوسط، تُنقع أوراق التبغ في الخمر، أو في الكحول من أجل أن تعطيها نكهة، ومن أجل أن تبقى مشتعلة حتى نهاية المطاف.
حقيقة ثانية مُرَّة: إن شركات التدخين في العالم العربي تصنع دخاناً خاصاً لشعوبها، وتصنع دخاناً آخر لشعوب الشرق الأوسط، نسب النيكوتين في الذي يصدَّر للشرق الأوسط خمسة أضعاف، يعني يعطونهم نفايات الدخان، خمس أضعاف النيكوتين فيها، نسب النيكوتين في الدخان المصدر إلى الشرق الأوسط خمسة أضعاف. وشيء آخر: نسب المدخنين تقل في العالم الغربي في الواحد إلى 60%، يعني المئة صاروا 60 من الواحد، يعني أن 40% أقلعوا عن التدخين، ونسب المدخنين في العالم العربي والإسلامي زادت 38%، هم يَدَعُون التدخين حفاظاً على صحتهم، وإدراكاً لمضار التدخين، ونحن في العالم الإسلامي، وفي الشرق الأوسط بالذات، ترتفع نسب المدخنين عندنا إلى 38% زيادة عن ذي قبل.
أحد علماء الدين في بلد إسلامي زار مشفى كبيرة في عاصمة بلده ، زار شعبة الأمراض الصدرية، فكانت المفاجأة أنه ما التقى بمريض في هذه الشعبة إلا وجده مدخناً، بمعنى أن التدخين كان سبباً في إصابته بهذا المرض الصدري، كان لي صديق قديم طبيب قلب، ولكنه متفوق جداً، يفحص المرسض فيجد معه جلطة قيمد يده إلى جيبه ويخرج علبة السجائر، فيقول له: هذه الجلطة سببها هذه العلبة.
(( عن أبي موسَى قالَ : ثلاثةٌ يدعونَ اللَّهَ فلا يستجيبُ لَهُم : رجلٌ كانت لَهُ امرأةٌ سيِّئةُ الخُلقِ فلم يطلِّقْها ، ورجلٌ أعطَى مالَهُ سفيهًا ، وقد قالَ : وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ورجلٌ كانَ لَهُ علَى رجلٍ دينٌ فلم يُشهِدْ عليهِ ))
(ثلاثة يدعون الله، فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها) وقد جعل الله الطلاق طريقاً للخلاص لأنها سيئة جداً، لأنه لم يطلقها لا يستجاب دعاؤه.
(ورجل كان له على رجلٍ مال فلم يشهد عليه) لم يكتب إيصالاً، أنكره عليه، ولم يعطِه إياه، فالله أمر أن يُكتب هذا الدين، فلم يكتبه، فلما تهاون بالكتابة أُكِل ماله، هذا الإنسان لا يُستجاب دعاؤه، لأنه قصر في تطبيق منهج الله عز وجل.
ورجل أعطى سفيهاً ماله ، وقد قال عزّ وجل: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) وأنت حينما تنفق من دخلك ثلثه على الدخان، فإنك أتيت هذا المال أناساً سفهاء، يتّجرون في صحة الناس، في بلد إسلامي ينفق على شراء الدخان ستة آلاف مليون جنيه، ثمن دخان، والإحصاء مؤلم جداً، أعلى نسبة من المدخنين في الدول النامية من المسلمين، فالمسلمون مع الأسف الشديد في الدول النامية يشكلون أعلى نسبة في المدخنين.
وجاء في الموسوعة البريطانية أن القار والقطران الموجودَين في دخان السجائر، يحتويان على كمية من المواد المسببة للسرطان، أستمحيكم عذراً أيها الاخوة على هذا الدرس المؤلم جداً، لكن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، والتفاصيل العلمية مؤلمة، ولكني أعتقد كما قلت قبل قليل: أن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، والحقبقة ينبغي أن تصل إليكم، ينبغي أن يصحو الإنسان من غفلته، في هذا الشرق المتخلف، ينبغي أن تعلموا أن هؤلاء الذين لا يدينون بدين، لا يقيمون وزناً للقيم الأخلاقية، ولا يؤمنون بالآخرة إطلاقاً، حفاظاً على صحتهم، وقوتهم، ومكانتهم، لذلك مع الأسف أن المدخنين في العالم الغربي ينقص عددهم دائماً بسبب الوعي، نحن ليس لدينا هذا الوعي.
هذه حقائق علمية : عن التدخين، هناك أحكام فقهية عن التدخين وكلاهما يصب في خانة واحدة، الحكم الفقهي للتدخين: إذا أردت الحكم الفقهي عن التدخين، فاقرأ قوله تعالى:
﴿ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ(157) ﴾
إن أردت الحقائق العلمية فهذا والله كَمّ قليل مما عندي من ملفات التدخين، فأنا مؤسس جمعية الشام لمكافحة التدخين، أنا مؤسس لها، وعندي مصادر دقيقة جداً، وترجمات عالية جداً، أردت أن ننقل لهذا البلد الكريم هذه الحقائق المؤلمة، الإنسان العاقل يتعامل مع النص بفهم عميق (وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَٰٓئِثَ) فإذا ثبت علمياً، يقينياً أن الدخان خبيث، فهو محرم بالدليل العام، وليس الخاص، الخمر محرم بالدليل الخاص، الربا محرم بالدليل الخاص، لم يكن هناك دخان في زمنهم، الآن محرم بالدليل العام: (وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَٰٓئِثَ)
آخر كلمة أقولها لكم دقيقة جداً: ما رأيت مدخناً عاقلاَ، والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لاعلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين،
الملف مدقق