بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
الإنسان هو المخلوق الأول رتبة والمفضل والمكرم والمكلف عند الله :
أيها الأخوة الأكارم ؛ أيها الأخوة الأحباب ؛ أيها الأخوة المؤمنون : كما يقال عدنا والعود أحمد ، والآية تقول :
﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) ﴾
والإنسان بحاجة إلى خطاب ديني ، خطاب ديني متوازن ، لا فيه تشدد ، ولا فيه تساهل ، ولا ينتمي إلى جهة أرضية ، بل إلى جهة علوية ، هذا الخطاب الديني ينعش حياتنا ، يذكرنا بعلة وجودنا .
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) ﴾
يذكرنا بالحق لا بالباطل ، يذكرنا بالخير لا بالشر .
فلذلك أخواننا الكرام ؛ الإنسان بحاجة إلى نفحة إيمانية ، أكثركم أو كلكم يحمل هذا الهاتف ، هذا الهاتف قد يصل ثمنه لمئة ألف ، من دون شحن لم يعد له قيمة إطلاقاً ، قطعة بلاستيك ، بالشحن مئة ألف .
فنحن أيضاً الإنسان هو المخلوق الأول :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) ﴾
لأنه في عالم الأزل قبل عالم الصور قبِل حمل الأمانة ، كان عند الله المخلوق الأول رتبة ، والمفضل ، والمكرم ، والمكلف ، بماذا كلف ؟ بالعبادة ، ما العبادة ؟
" طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية " .
طاعة طوعية ، ليست قسرية ، الله خلقنا ، حياتنا بيده ، الموت بيده ، الصحة بيده ، المرض بيده ، السعادة بيده ، الشقاء بيده ، التوفيق بيده ، عدم التوفيق بيده ، زوجتك بيده ، من حولك بيده ، الأقوياء بيده ، الضعفاء بيده ، ومع كل ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاً فقال تعالى :
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) ﴾
بل أراد أن نعبده اختياراً .
﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) ﴾
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3) ﴾
إذا تاب العبد توبة نصوحة أنسى الله حافظيه ، والملائكة ، وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه ، فلابد من الصلح مع الله ، والإنسان إذا رجع إلى الله ، وخضع لمنهجه ، ولم يقل : ليس على وجه الأرض من هو أسعد هناك مشكلة كبيرة ، أنت مع من ؟ مع أصل الجمال والكمال والنوال ، مع الذات الكاملة ، مع صاحب الأسماء الحسنى ، والصفات العلا .
الفرق بين اللذة والسعادة :
الحقيقة فرق كبير بين اللذة والسعادة ، اللذة حسية ، تحتاج إلى مال ، صحة ، وقت ، ولحكمة بالغةٍ بالغة دائماً ينقص الإنسان أحد شروطها ، في البداية يوجد صحة ووقت لكن لا يوجد مال ، بالوسط يوجد مال وصحة لكن لا يوجد وقت .
أقسم لي إنسان صاحب معمل ، قال لي : ست وثلاثون سنة ما ذهبت إلى مكان جميل ، عنده معمل ، وعنده عمال ، وعلى رأس عمله من ست وثلاثين سنة ، قال لي : مرة ذهبت للاذقية تسلمت سيارة اشتريتها فقط .
بالوسط يوجد مال وصحة لكن لا يوجد وقت ، بخريف العمر يوجد وقت ومال لكن لا يوجد صحة ، هذه حكمة بالغة ، ما سمح الله للدنيا أن تمدك بسعادة مستمرة متنامية ، مستحيل، ومستمرة مستحيل ، متدنية ، كل إنسان عندما يشتري بيتاً ، أول أسبوعين يسر سروراً بالغاً ، كلما زاره ضيف يريه البيت كله ، بعد أسبوعين صار عادياً ، يرى أن الزواج هو كل شيء ، بعدما يتزوج بأسبوعين أو ثلاثة صار الزواج عادياً ، كلمة عادي كلمة يستخدمها العامة ، ما سمح الله عز وجل للدنيا أن تمدك بسعادة متنامية .
بطولة الإنسان أن يعرف الله قبل فوات الأوان :
لذلك البطولة ، والذكاء ، والحكمة ، والحنكة أن تعرف الله قبل فوات الأوان ، انظروا يا أخوان ؛ أنت الآن معك مليون خيار رفض ، هذا البيت لم يعجبك لا تشتريه ، هذه الفتاة التي خطبتها ، بلغك عن أخلاقها شيء سلبي ، تلغي الزواج ، لا تتزوجها ، هذه المصلحة دخلها قليل ، دوامها كبير ، معك مليون خيار رفض ، إلا مع الدين معك خيار وقت ، الفرق بينهما .
فرعون أكفر كفار الأرض الذي قال :
﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) ﴾
أكفر كفار الأرض الذي قال :
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
مرة عدلها قال :
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) ﴾
هذا فرعون أكفر كفار الأرض عندما أدركه الغرق قال :
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) ﴾
آمن لكن بعد فوات الأوان ، لا قيمة لهذا الإيمان ، طالب لم يدرس ، قدم امتحاناً لم يكتب ولا كلمة ، فأخذ صفراً بجدارة ، رجع للبيت فتح الكتاب المقرر ، قرأ الموضوع فهمه ، رجع إليهم ، أعطونا الورقة ، لا هذا مستحيل .
﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) ﴾
كل إنسان سوف يؤمن بما أراده الله لكن بعد فوات الأوان ، فرعون آمن ، قال له :
﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) ﴾
الوقت أخطر شيء يملكه الإنسان بحياته :
إذاً أنت أولاً أخطر شيء تملكه بحياتك الوقت ، تعريف جامع مانع دقيق للإمام الحسن البصري : الإنسان بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ، ولأنك وقت ، أقسم الله لك بمطلق الوقت ، قال :
﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) ﴾
الواو ؛ واو القسم
﴿ وَالْعَصْرِ ﴾
جواب القسم مخيف
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
إله خالق الأكوان يقسم لكم ، أنك أيها الإنسان خاسر ، يا رب ! لماذا أنا خاسر ؟ قال : لأن مضي الوقت وحده يستهلكك .
يوجد طرفة لكن عميقة جداً ، شخص قرر أن ينتحر لضيق ذات اليد - القصة رمزية طبعاً - جاءه أبو العز ، أي عزرائيل ، قال له : لا تنتحر ، اعمل طبيب ، إن رأيتني عند رأس المريض لا تعالجه ، هذا سوف يموت قطعاً ، انسحب بانتظام ، والله أنا لست مختصاً بهذا الموضوع سامحوني ، انسحب ، إن رأيتني عند أرجله ، صف له أي دواء ، عقدها عليه ، قبل الطعام ، بعد الطعام ، بعد المشي ، بعد كذا ، سوف يشفى ، فهذا عمل طبيباً بهذا الطريقة ، ربح أرباحاً مذهلة ، لأنه عندما يرى أبا العز عند رأسه لا يعالجه ، ينسحب بانتظام ، بنعومة ، بذكاء ، إن رآه عند رجليه يعالجه بتعقيد بالغ ، هذه ممنوعة ، وهذه ممنوعة ، خذ الحبة هذه قبل الطعام ، بعد الطعام ، على الريق ، جمع ثروة طائلة ، فإذا بابنة الملك تمرض ، وكان والدها يحبها حباً جماً ، فقال : الذي يشفيها من مرضها أزوجه إياها ، أي يصير ولي العهد ، يصير ملكاً ، فلما زارها - والقصة رمزية طبعاً - رآه عند أرجلها ، اختل توازنه من الفرح ، صرت ولي العهد ، يوم العرس جاءه ملك الموت ، تفضل ، قال له : الآن ؟ قال له : الآن ؟ قال له : والله وقتها كان أهون ، هذه قصة تتكرر يومياً .
أي اشتغل بالوظيفة ، دخل محدود ، استطاع أن يعمل تجارة متواضعة ، زاد دخله ، هذه التجارة نجحت ، عمل فرعاً ثانياً ، عمل فرعاً ثالثاً ، اشترى سيارة لزوجته ، وله سيارة ، ثم أخذ بيتاً بالمصيف ، بالجبل ، وبيتاً على البحر من أجل السباحة ، حتى بلغ الأوج جاء أبو العز قال له : تفضل ، قال له : الآن ؟ قال : الآن ، قال له : والله وقتها كان أهون ، هذه قصة تتكرر يومياً ، اشترى بيتاً ، اشترى بيتاً ثانياً ، وبيتاً على البحر ، وبيتاً بالجبل ، ودخله كبر ، اشترى لزوجته سيارة خاصة ، عندما وصل لقمة النجاح والفلاح جاءه أبو العز : تفضل .
" عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت " .
اعتماد الغرب على الصورة لإخراج الإنسان من الدين :
الذكاء ، والنجاح ، والفلاح ، والتوفيق ، والتفوق أن تدخل هذه الساعة التي لا بد منها في حياتك اليومية ، تبتعد عن المال الحرام ، عن سهرة فيها حرام ، عن لقاء فيه حرمة ، تبتعد عن إطلاق البصر ، تبتعد عن الشاشة ، والله الذي لا إله إلا هو ، وأنا أعني ما أقول ، ولا أحنث بهذا اليمين هذه الشاشة التي أمامك بالبيت ، والآيباد الذي بيدك ، والهاتف ، إن لم يضبط ، لا يوجد توبة ، هذا الهاتف ، العرب غلبنا بهذا ، هذا لا يوجد فيه كلمة فيه صورة ، الكلمة فشلت في إبعادنا عن هذا الدين ، الكلمة فشلت ، لكن الصورة قويت .
مثلاً مرة أطلعوني على مشهد بفيلم ، كنت باللاذقية ، إنسان على أعلى درجة من الغنى ، رشيق ، أنيق ، وجه حسن ، بيت عبارة عن أربعمئة وخمسين متراً ، ثريات رشانج ، سجاد إيراني ، بذخ بالبيت شيء يفوق حدّ الخيال ، وأناقة تامة ، هو غير متلزم ، متفلت ، يستقبل صديقات زوجته بثياب فضفاضة جداً ، بهذه الصور أعطوك للكفر ، والعصيان ، والبعد عن الله أحلى صورة ، هذه مهمة الإعلام الآن ، وعرضوا لك شيخ الجامع بالقرية ، أفق ضيق جداً ، عصبي جداً ، بالبيت قاس جداً على أولاده ، وعنده ازدواج شخصية ، له موقف أمام الناس ، وموقف بالبيت ، هم ما هاجموا الدين أبداً ، لكن أعطوك أسوأ صورة عن الدين ، وأعطوك أحلى صورة عن الكفر ، هذا الإعلام ، الإعلام لما يئس من إلغاء هذا الدين عمد إلى الصورة ، لا إلى الفكرة ، الأفلام كلها هكذا .
أريد أن أقول كلمة سامحوني فيها : ببعض البلاد ، أو بأكثر البلاد انقلب رمضان ، وهو شهر التوبة والغفران ، شهر القرب من الله ، شهر الصلح مع الله ، انتقل إلى مسلسلات وولائم ، هذه الحقيقة المرة ، مسلسلات ، المسلسل أسلوب غربي ذكي جداً ، وخطير جداً ، أن تخرج من دينك ، القصة ، أنا معي اختصاص بالأدب العربي ، القصة حقيقة مع البرهان عليها ، فيها شخصيات ، فيها بيئة مكانية ، بيئة زمانية ، فيها حوار ، فيها عقدة ، فيها حل ، فيها أهداف ، فيها مغزى ، اعتمد على الصورة لإخراجك من الدين ، يوجد مؤامرة كونية على هذا الدين ، كونية .
أقول لكم كلمة دقيقة : نحن درسنا إن شاء الله عبارة عن عشرين دقيقة بالضبط ، لا تزيد ولا دقيقة ، حتى الإنسان يعرف متى يغادر ، أما إذا أراد الشخص أن يغادر فيستطيع ذلك بعد الصلاة ، يستطيع أن يمشي بوضع طبيعي جداً ، ويستطيع عندما ينتهي الدرس أن يمشي ، بنص الدرس والله فيها إحراج ، كأن الدرس ما أعجبه ، فأنت عليك أن تأخذ قرارك إما أن تبقى لآخر الدرس ، أو اخرج عندما تنتهي الصلاة ، هذه لا يوجد فيها شيء أبداً ، طبيعية ، الدرس عبارة عن عشرين دقيقة إن شاء الله ، لا أزيد ولا دقيقة ، معي ساعة ، ومبرمجة ، لكن والله نسيت أين وصلنا .
اتباع تعليمات الصانع لأنها ضمان لسلامة الإنسان وسعادته :
إذاً المؤمن يخضع لمنهج الله ، يخضع لتعليمات الصانع ، الصانع هو الله ، الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها .
راكب سيارتك الجديدة ، تألق ضوء أحمر في لوحة البيانات إن فهمته ضوءاً تزيينياً احترق المحرك ، تحتاج إلى ثلاثمئة ألف ، وإن فهمته ضوءاً تحذيرياً ، أوقفت المركبة ، أضفت الزيت فقط لتر زيت سلم المحرك ، فأنت انطلاقاً من حبك لذاتك ، من حبك لسلامتك ، من حبك لسعادتك ، من حبك لاستمرارك ، ينبغي أن تتبع تعليمات الصانع .
أنت راكب سيارتك عندما تقرأ بلوحة : ممنوع المرور حقل ألغام ، هل تكمل ؟ تقف، لماذا تقف ؟ لأن سلامتك مهمة جداً ، وهذا الحاكم بيّن أن هنا يوجد ألغام ، فأنت هذه اللوحة ممنوع المرور تراها حداً لحريتك أم ضماناً لسلامتك ؟ والله الذي لا إله إلا هو حينما تفهم أن كل أوامر الله عز وجل ، وكل نواهيه ليست حداً لحريتك ، ولكنها ضمان لسلامتك ، تغدو فقيهاً ، كل أوامر الله ، غض البصر منها ، ضبط اللسان منها ، اختيار الزوجة الصالحة منها ، المنهج التفصيلي ، بعشرات الألوف ، كسب مالك ، إنفاق مالك ، علاقتك مع الأقوياء ، مع الضعفاء ، مع أقربائك ، مع أسرتك ، اختيار حرفتك ، يوجد حرفة فيها إشكال كبير ، حرفة لا بد من إضافة مواد مسرطنة إليها ، كل المعلبات الغذائية مسموح ثلاثة بالألف بنزوات الصوديوم ، إذا وضعت ثلاثة بالمئة نما السرطان بالبلد ولا أحد ينتبه ، الدين منهج تفصيلي جداً جداً ، يبدأ من العلاقات الأسرية وينتهي بالعلاقات الدولية ، هذا الدين .
أرجو الله عز وجل أن يحفظ لكم إيمانكم جميعاً ، وأهلكم ، وأولادكم ، وصحتكم ، ومالكم ، وهناك صفة سادسة واستقرار بلادكم ، وهذه نعمة لا تعرف إلا إذا فقدت ، وفي بعض البلاد فقدت ، الاستقرار ، أرجو الله أن تنالوا مرادكم ، هذا شيك موقع ، املأه كما تريد .
﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) ﴾
هذا الدرس إن شاء الله عبارة عن عشرين دقيقة بالضبط ، ونعود إليه بفضل الله عز وجل .
الملف مدقق