وضع داكن
29-03-2024
Logo
الأردن - عمان - جامع التقوى - دروس صباحية - الدرس : 015 - حجة الوداع
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصَّادق الوعد الأمين. 
       اللَّهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا، إنّك أنت العليم الحكيم، اللّهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدْنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول، فيتّبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصَّالحين. 
      أيّها الإخوة الكرام؛ في درسين سابقين تحدثنا عن حجة النبي -صلى الله عليه وسلم -، وفي هذا الدرس ننتقل إلى انتقاله إلى المدينة، وبعد المدينة حجة الوداع.

خطبة النبي الكريم في حجة الوداع خطبة جامعة مانعة تضمنت مبادئ إنسانية:


      لقد خطب النبي-صلى الله عليه وسلم-في حجة الوداع خطبةً جامعةً مانعةً، تضمنت مبادئ إنسانية سيقت في كلمات سهلة سائغة، كيف لا وقد أوتي النبي -صلى الله عليه وسلم-جوامع الكلم، فلقد استوعبت هذه الخطبة جملة من الحقائق التي يحتاجها العالم الشّارد المعذّب اليوم، خطبة جامعة مانعة، كأنّه وضع يده على مشكلات أهل الأرض، قال تعالى:

﴿ قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًۢا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ(123) ﴾

[ سورة طه  ]

وفي آية أخرى:

﴿ قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(38)﴾

[ سورة البقرة ]

     الأولى (فَمَنِ ٱتَّبَعَ) والثانية (فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، هذا كلام خالق الأكوان، كلام رب العالمين (فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) ، لا يضل عقله ولا تشقى نفسه، (فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
    لو جمعنا الآيتين معاً لكان مجموع المعنى: الذي يهتدي إلى الله لا يضل عقله، ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت، فماذا بقي من سعادة الدنيا والآخرة؟! مرة ثانية: (فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) ، لا يضل عقله، ولا تشقى نفسه، (فَمَن تَبِعَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، ماذا بقي من سعادة الدنيا كلها؟!
   الذي يتبع هدى الله -عز وجل-لا يضل عقله، ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت، لذلك إن الله -جل وعلا -ربَّى محمداً -صلى الله عليه وسلم -ليُربِّيَ به العرب، وربّى العرب بمحمد
-صلى الله عليه وسلم -ليُربِّيَ بالعرب الناس جميعاً، قال تعالى:

﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ(110) ﴾

[ سورة آل عمران ]

     (كُنتُمْ) : أي أصبحتم، معنى (كنتم) هنا أي أصبحتم، (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أصبحتم بهذا الدين بوحي السماء، بهذا النبي الكريم، (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ) .
      هكذا أرد الله لهم أن يكونوا حملة رسالة، ودعاة إلى أمن وأمانة وتحقيقاً لكرامة الإنسان-أي إنسان-بأي زمان ومكان، قال تعالى يخاطب العرب بالذات:

﴿ وَجَٰهِدُواْ فِى ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ ۚ هُوَ ٱجْتَبَىٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَٰهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ ۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلَىٰكُمْ ۖ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ(78) ﴾

[ سورة الحج ]


ـالمبادئ التي انطوت عليها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:


هذه المبادئ التي انطوت عليها خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم -في حجة الوداع-الآن دققوا-:

1- الإنسانية متساوية القيمة:

     أن الإنسانية بنو البشر جميعاً على اختلاف مللهم ونحلهم وانتماءاتهم وأعراقهم وأنسابهم وطوائفهم، إن الإنسانية متساوية القيمة:

(( لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ ))

[  أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عبد الله(صحيح)  ]

    تطبيق: سلمانُ فارسيُّ، قال النبي الكريم:

(( سلمان منا آل البيت ))

[ رواه الحاكم في المستدرك، والطبراني وضعّفه الألباني ]

 حسناً، بلالٌ حبشي الصحابة كانوا إذا ذكروا الصديق يقولون:" هو سيدُنا وأعتق سيدَنا " سيدَنا: عبد أسود!! 
" هو سيدنا وأعتق سيدنا "
الآن هذا أبو لهب قرشي:           

﴿   تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍۢ وَتَبَّ(1) ﴾

[ سورة المسد ]

     واضح، تمام؟ 
     (إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ) يعني إقليمية، عشائرية، يعني صفات خاصة (إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ)
    الإنسانية متساوية القيمة في أي إهاب تبرز ، اذهب إلى الحج الهندي والباكستاني والصيني والأمريكي والعربي وغير العربي كلهم ثياب واحدة، لا يوجد ثياب غالية جداً، هناك ثياب ترمز إلى وظيفتك قد تكون ضابطاً كبيراً، كل أنواع الثياب التي تشير إلى مكانتك قد يكون من ثمنها الغالي، قطعتين من الثياب فقط يعني منشفتان باللغة الدارجة، شاهد هذه الحكمة البالغة مهما كنت غنياً مهما كنت قوياً مهما كنت ذا رتبة
 عالية الناس سواسية كأسنان المشط، فلذلك:  

(( أيها الناس، -الخطبة- إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلَّغت؟ اللهم فاشهد.  ))

[ من خطبة الوداع راجع شرح النووي على صحيح مسلم، والبداية والنهاية لابن كثير ]

 

2- النفس الإنسانية ما لم تكن مؤمنة بربها وبوعده ووعيده بأنه يعلم سرها وجهرها لن ينفعها إيمانها شيئاً:

      ومن أقوال النبي-صلى الله عليه وسلم -كما قلت قبل قليل، لذلك النفس الإنسانية مالم تكن مؤمنة بالله خالقاً ومربيّاً ومسيّراً وصاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا، مؤمنة بوعده ووعيده وجنتَيه في الدنيا والآخرة، ومؤمنة بأنه يعلم سرها وجهرها لن ينفعها إيمانها شيئاً؛ لأن الإنسان أي إنسان قبل أن يعرف الواحد الدَّيّان يدور حول أثرته.
     الإنسان -عفواً-إذا ذُكر الإنسان في القرآن معرَّفاً بألـ: أي الإنسان قبل أن يؤمن، فالإنسان أي إنسان قبل أن يعرف الواحد الدّيّان يدور حول أثرته ومصلحته ولا يبالي بشيء في سبيل غايته، وربما بنى مجده على أنقاض الآخرين، وربما بنى غناه على إفقار الآخرين، ربما بنى عزّه على إذلال الآخرين، ربما بنى حياته على موت الآخرين، لذلك قال النبي -عليه أتم الصلاة والسلام-في خطبة حجة الوداع: أيّها الناس:

(( إنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ علَيْكُم حَرامٌ ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، وسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عن أعْمالِكُمْ..... : ألَا هلْ بَلَّغْتُ؟ مَرَّتَيْنِ.  ))

[ أخرجه البخاري ومسلم عن أبي بكرة نفيع بن الحارث  ]

     دماءكم: يعني يقابلها القتل، وأموالكم: يقابلها السرقة، أعراضكم: أن تتكلم عن إنسان كلام تجرده من كل قيمه الإنسانية يعني سمعته، (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ..... وسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ)

(( لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه بطيب نفس منه  ))

[ رواه البيهقي وابن حبان عن ابن عباس ]

       (وسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عن أعْمالِكُمْ..... : ألَا هلْ بَلَّغْتُ؟ مَرَّتَيْنِ) هذه خطبة جامعة مانعة، فيها 
حقوق الإنسان ومزالق الإنسان، لذلك (لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه بطيب نفس منه) ، أما أن
 تأخذه بقوتك لست تنتمي لهذا الدين أن تأخذه بقوتك قهراً وظلماً.

3- المال قوام الحياة:

    البند الثالث: والمال قوام الحياة، المال شيء أساسي جداً، يعني الآن الشاب يريد أن يتزوج يحتاج إلى مال، يريد أن يشتري بيتاً أو أن يستأجر بيتاً يحتاج إلى مال، هناك دفع مهر، هناك تأمين مصروف، المال قوام الحياة.   
    لذلك المال قوام الحياة وينبغي أن يكون مُتداولاً بين كل الناس، اسمعوا الكلام الدقيق جداً؛ إذا ولد المالُ المال عن طريق الربا هذه أكبر معصية ، لماذا؟ إذا ولد المالُ المال تتجمَّع الأموال في أيدٍ قليلة ويُحرم منها الكثرة الكثيرة، أما إذا ولدت الأعمال المال.
      أذكر لمحة قرأتها مرة، شركة سيارات في فرنسا عندها مئتا شركة أخرى تعمل لها -مئتا شركة-، يعني هذه الشركة تقريباً قرابة 20-30 ألف عامل كسبت أموالاً، شغلت آلاف الناس.
      مرةً يعني أخ كريم كثيراً غالٍ عليَّ عنده معمل استأذنني بإلغاء المعمل، قلت له: أنت كم عامل عندك؟ قال لي: ستة وثمانون، قلت له: أنت ما ربحت؟، قال: أنا ما ربحت إطلاقاً ربح صفر، قلت له: أنت فاتح ستة وثمانين بيتاً، يوجد في البيت خمسة على التقريب: الأب والأم وثلاثة أولاد، 100×5 = 500 إنسان يأكل من هذا المعمل هذا أكبر ربح، لو ما ربحت ولا قرشاً، فهمك الدين عميق تصير إنساني.
       والله أعرف معاملاً الربح صفر، ثماني سنوات عنده عمال لهم أولاد، عندهم بيوت إيجار بيوت، طعام شراب، أقساط لأولادهم، لو ما ربح ولا قرشاً هو مهيئ عملاً لخمسمئة إنسان، خمسمئة بيت مفتوح؛ بيت فيه مصاريف، فيه طعام، فيه شراب، عندما تفهم بأنانية مقيتة أنك أنت لا تربح هذا فهم مغلوط، أنت يدك تبسطها لخدمة الناس، أنت عائش للعمل الصالح، الدليل -هذا دين-: 

﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ(99)لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّآ ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

      ما سمعت أحدهم على فراش الموت يقول: ربي أرجعني أكمل الدكتوراة أنا آخذٌ ماجستير ينقصني دكتوراة، أخّرني لآخذَ الدكتوراة لا أحد يقولها، أنا معمرٌ خمسة طوابق أريد أن أبقى أعمر الطابق السادس (رَبِّ ٱرْجِعُونِ) دققوا، قرآن هذا  (لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا) معنى ذلك أن علة وجودك في الدنيا :العمل الصالح (رَبِّ ٱرْجِعُونِ*لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا) .
    ولماذا سُمِّي العمل صالحاً، قال: لأنه يصلح للعرض على الله، ومتى يصلح؟ إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً: ما ابتُغي به وجه الله، وصواباً: ما وافق السُّنة.  
   لذلك ينبغي أن يكون المال مُتداولاً بين كل الناس، وأنه إذا ولد المالُ من دون جهد حقيقي يسهم في عمارة
الأرض، وإغناء الحياة، تجمَّع في أيدٍ قليلة وحرمت منها الكثرة الكثيرة، عندها تضطرب الحياة، ويظهر الحقد، ويُلجأ إلى العنف.
     هناك كتاب اسمه لـ (Frantz Fanon) فرانز عمر فانون يعني عالم كبير فرنسي تُرجم للغة العربية، ووضع كتاباً مقرراً في بلاد الشام، هذا الكتاب ملخصه (العنفُ لا يلد إلا العنفَ) ، عندما يتوهم الإنسان أنه بالعنف يصل لأهدافه جاهل وغبي، العنف لا يلد إلا العنف.

الربا وآثاره على المجتمع البشري:


      والربا يُسْهِم بشكل أو بآخر في هذه النتائج المأساوية التي تعود على المجتمع البشري بالويلات، تسعون بالمئة من ثروات الأرض يملكها 10%عشرة بالمئة من سكان الأرض، هذه الحقيقة المُرّة، 90%تسعون بالمئة من ثروات الأرض يملكها عشرة بالمئة من سكان الأرض، هذا التفاوت المخيف في مستوى المعيشة بين دول الشمال ودول الجنوب، الأرض فيها شمال وفيها جنوب، لحكمة بالغة دول الشمال غنية جداً ودول الجنوب فقيرة جداً، لذلك هذا الواقع المَرضي لا يسْلم من العنف، ولا يؤدي إلّا إلى مزيد من العنف، لذلك: 

(( ألا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهليَّةِ مَوضوعٌ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ))

[ أخرجه الترمذي عن عمرو بن الأحوص(صحيح) ]

     يعني كان هناك أحدهم متورط بالربا له أن يأخذ رأس ماله، انتهى الأمر (ألا وإن كل رباً في الجاهلية موضوع) ، دقيقة الفكرة كلام النبي في خطبة الوداع

(( (ألا وإن كل رباً في الجاهلية موضوع، لكم رؤوس  أموالكم لا تُظلمون ولا تَظلمون) ))

.

(( وإن الله -عز وجل -قضى أن أول رباً يوضع-أي أسقطه-ربا العباس بن عبد المطلب ))

[ رواه أحمد عَنْ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ عَمِّهِ ]

     أنهى الربا، هناك عمل، هناك جهد، هناك عمل زراعيّ، صناعي، تجاري، تعليمي هذه كلها مصادر الكسب المشروع.

 4 - النساء شقائق الرجال:

    البند الرابع النساء شقائق الرجال لا يوجد عنصرية، النساء شقائق الرجال، يعني المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية، مكلّفة كما هو مكلّف، مشرفّة كما هو مشرّف، مسؤولة كما هو مسؤول، ولكن ماذا نفعل بقوله تعالى؟:

﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) ﴾

[ سورة آل عمران ]

     قرآن هذا، نفهم من هذه الآية أن خصائص الرجل الجسمية والفكرية والنفسية والاجتماعية كمالٌ مطلقٌ للمهمة التي أُنيطت به، وخصائص المرأة الجسمية والنفسية والفكرية والاجتماعية كمالٌ مطلقٌ للمهمة التي أُنيطت بها.
     لذلك المرأة مساوية للرجل تماماً من حيث أنها مكلّفة كالرجل بالعقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، مساوية له من حيث استحقاقُها للثواب والعقاب، وأنها مساوية له تماماً في التشريف والتكريم والمسؤولية، لذلك قال -عليه الصلاة والسلام-في خطبة حجة الوداع:

(( فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ ؛ فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ ما لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إنِ اعْتَصَمْتُمْ به؛ كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَما أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قالوا: نَشْهَدُ أنَّكَ قدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقالَ بإصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إلى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إلى  النَّاسِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.))

[ صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله  ]

(( أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ. ))

[  رواه الترمذي عن عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ  ]

ثم يتابع خطبته -صلى الله عليه وسلم-فيقول -دققوا الآن-أخطر ما في الخطاب بهذه الفقرة:

(( لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ. ))

[ صحيح البخاري عن جرير بن عبد الله ]

كيف هذا؟ قال: (يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) ، لو دخل القتل -أعوذ بالله - (لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) .

(( إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أن يُعبَدَ بأرضِكم، ولكن رضِيَ أن يُطاعَ فيما سِوى ذلك مما تُحاقِرون من أعمالِكم ، فاحْذَروا، إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نبيِّه ))

[ إسناده صحيح على شرط الشيخين عن عبد الله بن عباس  ]

    يعني خذْ الآن ألف بيت في أي مدينة إسلامية قتل لا يوجد، زنا لا يوجد، لكن هناك شاشة، كبائر لا يوجد بأي مكان تقريباً بالعالم الإسلامي لكن هناك شاشة، هناك أفلام، هناك برامج لا ترضي الله.
      أنا أقول كلمة لوجه الله؛ الشاشة الحائطية وشاشة الآيباد والهاتف إن لم تُضبط، في البيت توبة لا يوجد-من الآخر-بدءاً من أعلى إنسان في البيت وأنت نازل، ليس فقط الصغار من فوق ونازل.
شاشة الحائط والآيباد والآيفون إن لم تُضبط، في البيت توبة لا يوجد، (إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أن يُعبَدَ بأرضِكم، ولكن رضِيَ أن يُطاعَ فيما سِوى ذلك مما تُحاقِرون من أعمالِكم فاحْذَروا) 

(( تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ))

[ أخرجه مالك في ((الموطأ)) عن مالك بن أنس   ]

   (وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَما أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قالوا: نَشْهَدُ أنَّكَ قدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ) وكل حاج أو مُعتمر إذا زار قبر النبي الكريم يقول هذا الدعاء:" نشهد أنك يا رسول الله بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة 
وكشفت الغمة وجاهدت في الله حق الجهاد وهديت العباد إلى سبيل الرشاد" (فَقالَ بإصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إلى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إلى النَّاسِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ) .

القواسم المشتركة لوحدة الأوربيين، والقواسم المشتركة لوحدة المسلمين: 


      الآن هناك حقيقة مُرّة مؤلمة جداً؛ الطرف الآخر من دون أن نسمي (الآخر) غير المسلم يتعاونون تعاوناً مذهلاً، وفي تاريخهم حروب لمئتي عام، في تاريخ الغرب حروب لمئتي عام يتعاونون مع بعضهم بعضاً وبينهم وبين الآخر-انظر-يتعاونون تعاوناً مذهلاً وبينهم 5% قواسم مشتركة، الأوربيون بأكملهم يتعاونون.
      أنا سافرت من إسبانيا إلى دول أوربا بلداً، بلداً، بلد واحد لا يوجد هوية، ولا يوجد قف، ولا يوجد هاتِ 
الإقامة، من إسبانيا إلى تركية كم دولة مررت؟ لا يوجد شيء إطلاقاً، أغرب من ذلك؛ هنا إيطاليا انتهت 
  هذه غير موجودة. 
     الأوربيون حروب مئتي عام بينهم، انتبهوا، وارتاحوا، تدخل لأول بلد تخرج من آخر بلد ليس مطلوباً منك تظهر هويتك إطلاقاً، بلد واحد تعاون، تعاون حضارة، تعاون قوة.
      لذلك بينهم حروب لمئتي عام ومع ذلك تعاونوا، وبينهم 5% قواسم مشتركة، والمسلمون مع الأسف الشديد الشديد الشديد لا يتعاونون، بل يتنافسون، بل يقتتلون والدماء تسيل في بلادهم كما ترون وبيننا 95% قواسم مشتركة.
(لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) :
      لذلك أخطر كلمة بهذا اللقاء الطيب (لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) ، كلام النبي المعصوم (لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) .
    لذلك سمّى النبي الكريم الفتن بين المسلمين التي تنتهي بالقتل وإسالة الدماء، سماها النبي -عليه الصلاة والسلام-كفراً (لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) .
كلمة أقولها لكم أيها الإخوة من أعماق قلبي؛ هذا اجتهاد مني والمجتهد يخطئ ويصيب: 
   طرح أية قضية خلافية الآن بين المسلمين جريمة بحق هذه الأمة؛ لأن الغرب وضعنا جميعاً في سلة
 واحدة، وينبغي أن نقف جميعاً في خندق واحد، الغرب وضعنا جميعاً كمسلمين (كلنا إرهابيون) وضعنا جميعاً في سلة واحدة فينبغي أن نقف جميعاً في خندق واحد.
     هناك قواسم مشتركة وما أكثرها بين المسلمين لا يعلمها إلا الله، وبإمكانك -انظر-أن تدعو إلى الله خمسين عاماَ بالقواسم المشتركة دون أن تثير أي مشكلة، ممكن أن تكون داعية خمسين عام بالمتفق عليه، ليس عليك ولا كلمة، هناك أطياف في المجتمع، هناك فِرَق، أنت تريد قاسم مشترك، أن تخاطب الناس جميعاً كمِلّة واحدة.
      لذلك أيها الإخوة؛ ابحثوا عن القواسم المشتركة، ابحثوا عن التوافق، ابحثوا عن أن هذه الأمة إلهها واحد، ونبيّها واحد، وقرآنها واحد، وآلامها واحدة، وآمالها واحدة، وعداؤها طرف آخر يكيد لهم ليفرقهم وليضلهم وليفسدهم وليذلهم بل وليبيدهم إن أمكنه ذلك، إخواننا الكرام؛ هذه حقيقة مرّة لكنها أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
    إذا أحدهم معه شيك مزوّر بمئة ألف، إذا عرفه مزوّر بالوقت المناسب وأتلفه أفضل أم يقدمه لبنك يجلس في السجن عشر سنوات؟ 
      الحقيقة المُرّة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، لا تعش بكلام فارغ ليس له معنى، نحن أمة الوحيَين
-خيراً إن شاء الله-أربع عواصم محتلة، نحن أمة لا إله إلا الله، والله كله كلام فارغ، أمة التطبيق لما تطبق 

(( ولا يُغْلَبُ اثنا عشرَ ألفًا من قِلَّةٍ ))

[ رواه أبو داود والترمذي وأحمد ]

     نحن الآن ملياران ولا نملك -طبعاً ليس كلاماً عاماً كلام ببعض البلاد-لا نملك القرار، فلذلك لابد من عودة إلى الله، لابد من صحوة إلى الله.

نوعا الإسلام الفردي، الجماعي:


      وهناك إسلام فردي أنت وبيتك وعملك، فإذا أقمت أمر الله فيما تملك كفاك مالا تملك ، لا تُحاسَب عما يجري في أمريكا إطلاقاً، أنت معك قرار عن نفسك بإمكانك أن تصلي أو لا تصلي، بإمكانك تقدم بضاعة مزوّرة (made In Germany) هي (made In china) ألا تستطيع عملها؟!  تأخذ خمسة أضعاف 
ألماني تفضّل، يعني أنت عندما تقدم بضاعة مزورة الآن نفس الصين تكتب لك (made In Germany)
    والله هناك شيء لا يُصدق، ما تريد تكتب لك فقط اشترِ، هي وحدها تبيع الآن لكن بمرونة عالية جداً، فأنت تكتب لك (made In Germany) تأخذ ثمنها خمسة أضعاف، ألماني انظر ألا تقرأ؟! 
      الآن عفواً بالأقمشة هناك شريط ذهبي يوضع على المكواة تكويه على الثوب الطويل، جوخ
(In England made) هذا أغلى أنواع الجوخ وهو صنع تايوان، لكن له شريط تضعه تكويه، أنواع الغش لا تُعد ولا تُحصى.
      تصدقون عندي خبر مؤلم جداً، ماذا يوجد بضاعة غذائية منتهٍ مفعولها، صنعوا معملاً يمحي لك 
التاريخ القديم ويضع باحترافية عالية جداً التاريخ الجديد، هي كلها بضاعة فاسدة، لأنها منتهية، يمحي لك 
القديم ويضع جديداً.
      فالغش له أساليب لا تُعد ولا تُحصى؛ أما المؤمن لا يقدر، يعني مثل بسيط مضحك: بقال عنده بقالية صباحاً وجد بتنكة الزيت الغالية فأرة، يحضر ملقط يخرجها، يبيعها زيتاً، تخلى عن دينه كله، أما باعها لمعمل صابون انتهت، انظر دقة الإسلام -لا تقدر-، الفأرة نجسة وميتة بالزيت تخرج بملقط ولا أحد يدري بالموضوع إلا الله؛ دينك دقيق جداً.
     عندما تؤمن تماماً، تستقيم تماماً، دخلك حلال، علاقاتك حلال، الشاشة مضبوطة، اختلاط لا يوجد نشأ لك خط ساخن مع الله تستطيع تناجيه وتبكي في الصلاة، ليس هناك معصية، ليس هناك كذب، ليس هناك غش، ليس هناك إيهام، ليس هناك تزوير، ما دمت مستقيماً.
 وإخواننا الكرام، من دون استقامة الإسلام فلكلور فقط، يعني الإنسان يضع أياماً الكعبة يوجد صور بحجم الحائط بكامله-ما شاء الله-الحائط كله الكعبة، الغرفة الثانية الحرم النبوي، بالسيارة مصحف، والله شيء حلو!! لكن هناك غض بصر بالمصحف؟ مصحف موجود لكن هناك غض بصر عن النساء؟ هناك دخل حلال أم دخل حرام؟ هناك شاشة مضبوطة أم متفلتة؟ هنا الشطارة، تريد الله يجب أن تستقيم، تريد فلكلور إسلامي ضع الكعبة، ضع المدينة، ضع مصحفاً واعمل ما شئت، هذا وضع.
      ونحن ملياران (ولا يُغْلَبُ اثنا عشرَ ألفًا من قِلَّة ) فالقضية ليست سهلة، لكن أريد أن أطمئن الشباب
 الإسلام إسلامان: إسلام فردي، وإسلام جماعي.
الفردي: أنت؛ ممكن ألا تصلي وممكن أن تصلي، ممكن أن تغض بصرك وممكن ألا تغض بصرك، ممكن الشاشة فيها أفلام لا ترضي الله وقد تكون مضبوطة ضبط كامل، فأنت واحد وبيتك اثنان وعملك ثلاثة، فإذا أقمت أمر الله فيما تملك كفاك مالا تملك.

الخاتمة: 


لعل بهذا الدرس يوجد قسوة، والله ما أقصدها إطلاقاً لكن من محبتي لكم والله، مالم نستقم إسلامنا فلكلور.
     القرآن الكريم تُلي في باريس على أنه فلكلور شرقي، تُلي في باريس بمهرجان، هناك الآن نصوص شرقية على أنه فلكلور شرقي، وهو كتاب خالق السماوات والأرض خالق الأكوان كلام الله صار فكلوراً، فالحياة الآن معقدة جداً، إذا أحدهم في هذا الزمان الله أكرمه وأعانه على استقامة، بكل مراحل حياتك هناك شاشة.
الشاشة أخطر شيء في حياتنا:
      الآن أنا لي كلمة دقيقة أخطر شيء بحياتنا الشاشة لا تضبطها لا تقدر تتوب إطلاقاً، أنا أضرب مثلاً لكن آخر: بائع أقمشة وامرأة وضيئة ملأ عينه من محاسنها لكن ما عمل شيئاً، ملأ عينه من محاسنها، أذّن الظهر راح ليصلي، يلاقي له خطاً ساخناً مع الله أم مقطوع الخط؟ هذا أبسط مثال: ما عملت شيئاً، لا كذب ولا غش، ولكن ملأ عينيه من محاسن هذه المرأة ولم يغض بصره عنها.
     فأرجو الله أن يحفظ إيمانكم جميعاً، وأهلكم وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، واستقرار بلادكم، وأنا مضطر أن أغيب شهراً وأسبوعاً، عندي -والله -ثلاثة مؤتمرات دعوية جمّعتهم بوقت واحد، فأنا إن شاء الله بـ2 أيلول نتابع الدروس،

والحمد لله رب العالمين.  

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور