وضع داكن
20-04-2024
Logo
الأردن - عمان - جامع التقوى - دروس صباحية - الدرس : 030 - سنن الله عزَّ وجل
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

المقدمة:



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

تعريف القانون:


أيها الإخوة الكرام، قيل: نهاية العلم القانون، القانون: علاقةٌ علميةٌ بين مُتغيرَين، تطابق الواقع، عليها دليل ، فيزياء، كيمياء، رياضيات، جميع العلوم تخضع لهذا القانون، علاقة مقطوع بها، تطابق الواقع، عليها دليل.
معنى المقطوع: مصداقية الفكرة أولاً: أول نوع من المصداقية: اليقين:

﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ﴾

[ سورة التكاثر ]

علم اليقين هو مقياس دقيق جداً، يعني الوهم 30% المصداقية، الشك 50%، الظن 70%، غلَبة الظن 90%، القطع: 100%.
علاقةٌ لا وهم، ولا ظن، ولا غلبة ظن، بل قطع، علاقةٌ مقطوعٌ بها بين متغيرَين تطابق الواقع، عليها دليل. هذا هو العلم، فيزياء، كيمياء، رياضيات، إلى آخر العلوم كلها.

السنن في الإسلام تقابل القانون:


ماذا يقابل القوانين في الإسلام؟ القانون: علاقة بين متغيرين، مقطوع بها، تطابق الواقع، عليها دليل، هذا العلم، ماذا يقابل هذا التعريف الدقيق للقانون؟ السنن:

﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)﴾

[ سورة فاطر ]

أولاً: سنن الدفع إلى الله:

الآن دخلنا بالسُّنن، أول شيء هذه السُّنن أكبر موضوع مُقسَّم إلى قسمين اثنين: سنن الدفع إلى الله، وسنن الردع.
أولاً: الهدى البياني:
الدفع: الهدى البياني: كهذا الدرس؛ أنت ليس لديك ولا مشكلة إن شاء الله، والحمد لله، سمعت درساً الموقف الكامل من سماع الدرس، من سماع خطبة، من قراءة بحث إسلامي، من متابعة موضوع، الهدى البياني، الهدى البياني أرقى شيء، سمعت درساً، كنت بسهرة أو أمسية فيها رجل من العلماء الربانيين تكلم بموضوع، الموقف الكامل الرائع من الهدى البياني: الاستجابة.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) ﴾

[  سورة الأنفال  ]

يعني الله -عز وجل- قال: 

﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22)﴾

[ سورة فاطر ]


الفرق بين وحي السماء ووحي الأرض:


أي قبر هذا؟ قبر في الدنيا، قبر شهواته، خاضع لشهواته، خاضع لمصالحه، والعالم الآن –كلام دقيق جداً- هناك مصالح، وهناك شهوات، فالمصلحة قد تقتضي أن ندعم إنساناً ظالماً، لدينا مبادئ وقُرُبات، ويوجد مصالح وشهوات، وحي السماء: مبادئ وقربات، وحل الأرض: مصالح وشهوات، كما ترون وتسمعون، قد ندعم إنساناً منحرفاً، ندعم إنساناً ظالماً لمصلحة، في الأرض: أنا سميته وحل الأرض، وحل الأرض: مصالح وشهوات، وحي السماء: مبادئ وقربات.
الآن بالعالم كله هناك شيئان؛ تلبية حاجة الفم، وحاجة الفرج، مصالح وشهوات.
وحي السماء: مبادئ وقربات، واضح؟ وحل الأرض: مصالح وشهوات، وحي السماء: مبادئ وقربات. كل بطولتك، ونجاحك، وفلاحك، وتفوقك، أن تنتقل من وحل الأرض إلى وحي السماء، كمال مُطلَق، مبادئ وقيم، وحل الأرض: مصالح وشهوات.
الآن، البطولة أن تتلقّى المبادئ والقُربات بالقبول، هذا اسمه الهدى البياني، درس مثل هذا، خطبة جمعة من خطيب عالم رباني يتقي الله، مناظرة على الشاشة بين عالمَين ربانيَين، كتاب تفسير، تلقّي، أنت إذا تلقيت ما يقترب من وحي السماء البطولة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ نحن أموات؟ هذا سؤال، فالإخوة الأطباء يعرفون هذا الشيء، الضغط المثالي: 08/12، والنبض: 70- 80 هذا إنسان بأعلى درجة من الحياة، لكن الله -عز وجل- وصف الذين شردوا عن الله بأنهم أموات، كلام خالق الأكوان، كلام القرآن:

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾

[  سورة النحل ]

يعني إذا الإنسان اهتم بطعامه وشرابه، يعني شهوة البطن والفرج، هذه كلها مصالح، أما وحي السماء: مبادئ وقربات، فلذلك:
إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ﴾

[ سورة الرحمن ]

جنة الدنيا هي جنة القرب، وجنة الآخرة هي جنة الخلد، فالبطولة، والذكاء، والنجاح، والفلاح، والتفوق، أن تنتقل من وحل الأرض إلى وحي السماء، وحل الأرض: مصالح وشهوات، بالفكر مصالح، بالحركة شهوات، أما وحي السماء: مبادئ وقُربات.
الآن دخلنا بالهدى البياني؛ درس، إلقاء كلام، خطبة جمعة، كتاب تفسير، سهرة فيها عالم رباني، فأنت أمام الهدى البياني لك مهمة واحدة أن تستجيب ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
الاستجابة: سمعت درساً، سمعت خطبة، كنت بأمسية فيها عالم رباني تكلم كلاماً رائعاً، التلقي تلقي الحقيقة، تلقي سرّ وجودك، وغاية وجودك، وكمال وجودك، فأنت يجب أن تعرف الحقيقة قبل فوات الأوان.
هناك ملاحظة دقيقة جداً، هذه الملاحظة الدقيقة الآن الأرض فيها 8 مليارات، فيهم شخص يحب الفقر؟ القهر؟ المرض؟ أبداً، كلنا جميعاً نتمنى أن يكون الكسب جيداً ومشروعاً، إذاً نحن لدينا الآن مبادئ وقربات، أول شيء الهدى البياني كهذا الدرس، كخطبة جمعة من عالمٍ ربّاني، كتاب تفسير من مؤلّفٍ على حق، فأنت بحاجة إلى الحقيقة، تأخذها من عالمٍ رباني، إما في مسجد أو في جامعة، بالمناسبة حتى يكون الكلام دقيقاً، الجامع مذكر لفظي عند علماء اللغة العربية، والجامعة مؤنث لفظي، والرجال قوامون على النساء، يعني ينبغي أن تكون الدعوة متعلقة بوحي السماء لا بوحل الأرض.

خيارك مع الإيمان خيار وقت:


 وأنت بحاجة يعني عفواً مَن أكفر كفار الأرض؟ فرعون الذي قال:

﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24) ﴾

[ سورة النازعات ]

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) ﴾

[  سورة القصص ]

هل يوجد أوضح من هذا؟ عندما أدركه الغرق ماذا قال؟ قال:

﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) ﴾

[   سورة يونس  ]

معنى ذلك أنت كإنسان معك مليون خيار رفض، هذا البيت لم يعجبك لا تشتريه، هذه الحرفة دوامها طويل ودخلها قليل ترفضها، هذه المخطوبة لم تعحبك أخلاقها ترفض الزواج منها، معك مليار خيار رفض إلا مع الدين خيار وقت –دقق- فإما أن تؤمن في الوقت المناسب، أو لا بدّ من أنْ تؤمن بعد فوات الأوان.

﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158)﴾

[ سورة الأنعام ]

سأعيدها مرة ثانية، خطيرة جداً: أنت تملك مليون خيار رفض، أيّ إنسان هذا البيت سعره كبير وميزاته قليلة، هذه المخطوبة لم تعجبك أخلاقها ما تزوجتها، أنت معك مليون خيار رفض، إلّا مع الإيمان خيار وقت، ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ فنحن قبل فوات الأوان، يعني شخص دخل للامتحان دون أن يدرس إطلاقاً فأخذ صفر لكن بجدارة؛ لأنه لم يكتب ولا كلمة، عاد إلى البيت فتح الكتاب وفهم الموضوع، فذهب إلى الامتحان فلم يستطع أن يعيده، انتهى، لا يوجد عودة ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ هذا اسمه الهدى البياني، هذا الدرس هدى بياني، خطيب رباني سمعت خطبته هدى بياني، تفسير لعالم رباني قرأته، تلقّيت الحقيقة، الحقيقة -هناك تعليق دقيق- لها صفات، كل شيء وقع، الحقيقة واقعٌ وقعَ، هناك ظاهرة فيزيائية علم، ظاهرة كيميائية علم، ظاهرة بيولوجية علم، ظاهرة تاريخية علم، فالحقيقة يجب أن تكون هدف الإنسان:

فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي     رأوه لما وليت عنا بغيرنا

ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا

ولو ذقت من طعم المحبة ذرة    عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا

ولو نسمت من قربنا لك نسمة        لمت غراما واشتياقا لقربنا

فما حبنا سهل وكل من ادعى         سهولته قلنا له قد جهلتنا

فأيسر ما في الحب للصب قتله   وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنا

[ علي بن محمد بن وف ]

إذاً: نحن الآن لدينا سنن الدفع إلى الله، وسنن الردع، الهدى البياني أعلى درجة بالهداية، أنت مرتاح جداً، ليس لديك أي مشكلة صحية، ولا نفسية، ولا اجتماعية...إلخ، سمعت درساً كهذا الدرس، سمعت خطبة من عالم رباني، قرأت تفسيراً، لا يهم قرأت، أم سمعت، أم حضرت، فتحت الأجهزة التي معك "الآيباد، الآيفون..إلخ" أنت بحاجة إلى علم: 
إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
الهدى البياني أكبر أسلوب مريح، عرفت الحقيقة قبل فوات الأوان، فرعون أيضاً عرف الحقيقة لكن متى؟ بعد فوات الأوان، قال له:

﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) ﴾

[ سورة يونس ]

لا بد من أنْ تعرف الحقيقة، إمّا أنْ تعرفها قبل فوات الأوان، أو أنْ تعرفها بعد فوات الأوان، هذا الهدى البياني؛ درس، خطبة، كتاب تفسير، سهرة، أمسية في بيت فيه عالم رباني تكلم فأنت تلقّيت، الموقف الكامل: الاستجابة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ الهدى البياني، الموقف الكامل: الاستجابة، سمعت درساً تأثرت فيه طبِّقْه، إذا لم تطبّقه لم تنتفع به إطلاقاً، يعني أنت بالتعبير المعاصر سرّب الله لنا تسريباً ما يقوله أهل النار في النار:

﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) ﴾

[ سورة الملك ]

كلام أهل النار ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾
إذاً: الأصل علم، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك. 
هذا الهدى البياني؛ هذا الدرس، خطبة، أمسية فيها عالم رباني، كتاب تفسير، مصادر متنوعة جداً، وكل شيء بالأرض الآن يدل على الله، كل شيء في الأرض يدل على الله، فلذلك الهدى البياني هكذا؛ محاضرة، درس، لقاء، البطولة أن تستجيب ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ -في قرآنه- وَلِلرَّسُولِ - في سنته- إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ﴾ ﴿دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ قد يكون هناك إنسان ضغطه 08/12 مثالي، نبضه 80 مثالي عند الله ميت ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ﴾ .

﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4) ﴾

[  سورة المنافقون  ]

هذه الثانية:

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً ا (44) ﴾

[  سورة الفرقان ]

آخر واحدة صعبة:

﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) ﴾

[  سورة الجمعة  ]

كله قرآن، الهدى البياني؛ سمعت درساً، سمعت خطبة، قرأت تفسيراً، سهرة فيها عالم رباني أخذت كلامه وسجلته وتعلمته ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ هذا الهدى البياني أرقى شيء. 
ثانياً: التأديب التربوي:
ما طبّق، يوجد عملية ثانية، يعني للتوضيح: شخص معه التهاب بمعدته من مستوى عالٍ، ذهب لطبيب فقال له: حمية قاسية جداً لستة أشهر على الحليب، وبعدها شفاء تام، الآية تقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ ما استجاب، يوجد التأديب التربوي لمّا قلنا لمن يعاني بقرحة في معدته الحمية الكاملة على الحليب لستة أشهر بالتمام والكمال بعدها يوجد شفاء تام، أما إذا غلبتك شهوتك بالطعام والشراب أصبحت بحاجة لعمل جراحي.
الأولى الهدى البياني؛ درس، تفسير، سهرة، أمسية، حضور خطبة جمعة، هذه كلها تلقي، التلقّي ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ ما استجبت، يوجد تأديب تربوي، القرحة يوجد التهاب بالمعدة، العلاج: الحمية التامة، لم يستطع وغلبته شهوته صار بحاجة لعمل جراحي، التأديب التربوي:

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) ﴾

[ سورة السجدة ]

هدى بياني: استجابة، وأنت بأعلى درجة من الراحة والصحة، ليس لديك ولا مشكلة، سمعت درساً، سمعت خطبة، قرأت تفسيراً، البطولة أن تستجيب ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ ما استجبت التأديب التربوي، ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ ، فالبطولة، والنجاح، والفلاح، والتفوق، أن تكون من الزّمرة الأولى ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ وإلا هناك عمل جراحي، يعني هناك مصيبة، هناك مشكلة، أذكر أخاً كريماً في الشام قديماً عليه زكاة مال 12500 زوجته ضغطت عليه ضغطاً شديداً كي يطلي البيت "طلاء البيت" استجاب لها، وطلى البيت، ولم يدفع الزكاة، قال لي حصل معي حادث، الغريب أن الفاتورة كانت 12500 الرقم نفسه، هذه رسالة من الله ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ هذا الهدى البياني، التأديب التربوي ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ فكل واحد من الحاضرين بارك الله بكم جميعاً خاضعٌ لهذه القوانين، هدى بياني؛ سمعت الدرس، شاهدت مناظرة بين عالمين ربانيين، قرأت كتاب تفسير، كنت بأمسية فيها عالم رباني تكلم كلاماً طيباً، هذا راقٍ جداً الهدى البياني، يجب أن تستجيب ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ ما استجبت تأديب تربوي.
ثالثاً: الإكرام الاستدراجي:
يوجد حالة ثالثة: إكرام استدراجي، أذكر أن هناك إنسان من عامة المسلمين سافر لبلد نفطي يبدو أنه أتاه دخلاً كبيراً، أرسل لزوجته رسالة وهي محجبة: " إن لم تخلعي الحجاب لست زوجتي" الهدى البياني، تأديب تربوي، الآن إكرام استدراجي، سقط بالامتحان، فأنت خاضع إما إلى هدى بياني؛ درس، أو لا سمح الله، ولا قدّر، ولا قدّر، ولا قدّر، مصيبة لكن المصيبة هادفة، سُمِّيت مصيبة لأنها تصيب الهدف، يوجد إسراف، صار هناك تقنين، خسر.
أذكر أن هناك إنسان خطب ابنته شخص صالح ديّن، ولكن دخله محدود، أب المخطوبة له مكانة كبيرة، وعنده مشروع ضخم، أقسم بالله خسر هذا المشروع كله، صار يبحث عن الخطيب ويسأله هل تقبل أن تتزوج ابنتي؟ الله كبير، لا أملّ من ترديد هذه الكلمة "الله كبير" إياك أن تغلط مع الله، غلطة واحدة انتهت حياتك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) 
رابعاً: القصم:
إذاً: سنن الدفع إلى الله -عز وجل-: الهدى البياني، ما استجاب: تأديب تربوي، ما تاب: إكرام استدراجي، الأخيرة: القصم انتهى عند الله -عز وجل- الله كبير.

ثانياً: سنن الردع:

الآن لدينا سنن الردع، الدفع: كلها إيجابيات، الموقف: استجابة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
المنع: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ 
إذاً: هدى بياني، تأديب تربوي، إكرام استدراجي، هذه سنن الدفع إلى الله.
المصائب:
الردع: المصائب، الأنبياء أُصيبوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( لقد أُخِفتُ في اللهِ وما يخافُ أحدٌ ولقد أُوذيتُ في اللهِ وما يؤذَى أحدٌ ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يومٍ وليلةٍ ومالي ولبلالٍ طعامٌ يأكلهُ ذو كبدٍ إلَّا شيءٌ يواريهِ إبطُ بلالٍ. ))

[ الألباني عن أنس بن مالك ]

﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) ﴾

[ سورة الملك ]


علة وجودنا الابتلاء:


فنحن علة وجودنا الابتلاء، علة وجودنا، سبب وجودنا، غاية وجودنا الابتلاء ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ فالبطولة أن تنجح في الابتلاء، إذا ما نجحت هناك تأديب تربوي، ما تبت هناك إكرام استدراجي، لا هذه، ولا هذه، ولا تلك، صار هناك قصم، 
أما الثانية: سنن الردع الآن، كنا بالدفع، الآن بالردع: المصائب للأنبياء: كشف، يعني سافر إلى الطائف، دققوا 80 كم مشياً على قدميه، في الطائف كذبوه، وسخروا منه، وأغرَوا صبيانهم بضربه بالحجارة، وسال الدم من قدمه الشريف، أرسل له ملك الجبال، قال له: يا محمد أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين، ماذا قال؟ اللهم اهد قومي إنهم لا يعلمون.

(( وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا. ))

هذا مقامه كبير، يعني شخص أُهين، كُذِّب، ضُرب، سال الدم من قدمه الشريف، وما قبل أن يُعاقب هؤلاء، ما هذا النبي الكريم! رحمة، رحمة مهداة من الله إلينا، فالبطولة أن تأخذ سنته، يعني الكتاب والسنة، الكتاب فيه كليات "القرآن" السنة فيها تفاصيل، فلا بد من طلب العلم، مرة ثانية:
إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
فالمصيبة تدبير سلبي، البطولة أن تتوب، ما تبت اتفقنا أن أول شيء التوبة، لا يوجد توبة إطلاق اليد، بعدها يوجد عقاب شديد، لذلك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
إخواننا الكرام، البطولة أن تفهم على الله، أنت راكب سيارتك الجديدة، تألَّقَ ضوءٌ أحمر بلوحة البيانات –دقق- إن فهمت هذا التألُّق تألُّقاً تزيينيّاً احترق المحرك، تحتاج لمئة ألف، وإن فهمت هذا التألق بحسب تعليمات الصانع أنه تألقٌ تحذيريٌّ أوقفت المركبة وأضفت الزيت فقط، فمصلحتك كإنسان أن تصغي إلى تعليمات الصانع، تعليمات الصانع لصالحك، فلا بدّ من طلب العلم، يعني أنت راكب سيارتك وجدت منعطفاً يبدو أنه أخضر، مكتوب "حقل ألغام ممنوع التجاوز" أنت إن أعجبك اللون الأخضر ودخلت انتهيت، لكن هناك "ممنوع التجاوز" فدائماً النص لصالحك ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ .
سنن الردع: المصائب، للأنبياء: كشف. 
للمؤمنين: دفع ورفع. 
لغير المؤمنين: ردع وقصم. 
فأنت بين سنن الدفع؛ هدى بياني، تأديب تربوي، إكرام استدراجي، الردع المصائب: للأنبياء كشف، للمؤمنين دفع وردع، لغيرهم: درع وقصم
وكل واحد من الحاضرين المُكرَّمين بمكان من هذه الأمكنة؛ هدى بياني، تأديب تربوي، إكرام استدراجي، أو مصيبة ردع، أو دفع أو رفع، كل هذه مصائب، فلذلك: ﴿وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾
﴿وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ علة وجودنا الحقيقية الابتلاء، والبطولة ليس ألّا تُبتلَى، بل أن تنجح في الابتلاء.
أرجو الله أن يحفظ لكم إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، وآخر دعوة مهمة جداً واستقرار هذه البلاد، هذه نعمة لا تُعرَف إلا إذا فُقدِت، أدعو الله من أعماق قلبي أن تكون هذه النعمة مستمرة في حياتنا في هذا البلد الطيب. 

والحمد لله رب العالمين. 

الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور