برنامج دعاة - قناة اليرموك : الحلقة 02 - شرف الدعوة إلى الله
- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠92برنامج دعاة - قناة اليرموك
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
مقدمة :
المذيع :
أبرز أهداف الدعوة إلى الله إقامة الحجة على الناس بتبليغهم الرسالة ، وتبشيرهم بالأجر المترتب على الإيمان ، واتباع طريق الحق ، وإنذارهم بالعقاب الذي ينتظر من يضل ، ويحيد عن الطريق ، ويتبع هواه ، فجاءت الدعوة إلى الله من أجل أن يتم إعمار الأرض وفق تشريع ربانيّ ، يضمن للناس الحياة في المجتمع القائم على مبادئ الخير والسلام .
كما تهدف الدعوة إلى الله لإصلاح عقيدة الناس ، وذلك لأن العقيدة الصحيحة هي الأصل الذي ينبني عليه صلاح حياة الناس في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وغياب العقيدة الصحيحة يؤدي إلى فساد حياة الناس ، يعتبر إصلاح عقيدة الناس من أهم الأهداف التي جاءت بها الدعوة إلى الله ، كيف يقرأ الدكتور محمد راتب النابلسي قوله تعالى :
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ
أفضل إنسان من دعا إلى الله وعمل صالحاً :
الدكتور راتب :
ليس عند الله بنص هذه الآية إنسان أفضل ممن دعا إلى الله ، دعا إلى الله بخطابه ، بلقاءاته ، بسهراته ، بعمله ، وَعَمِلَ صَٰلِحًا ، الآن حركته في الحياة ، كسب ماله ، إنفاق ماله ، اختيار زوجته ، تربية أولاده ، خروج بناته ، نوع تجارته ، وَعَمِلَ صَٰلِحًا ، لا يكفي ، وَقَالَ إنني مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ، من : للتبعيض ، ما قال : أنا الداعية الأول ، وكل دعوة أخرى لا قيمة لها ، موجود مثل هذه الحالات ، أصحابها معهم توحد ، دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ .
المذيع :
﴿ وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ . ﴾
الدكتور راتب :
أنا من عامة الدعاة .
التكامل أصل في حياتنا :
لأن الدعاة - أخي الكريم- ممكن أن يكونوا في دائرة واحدة ، ممكن ، لأنهم جميعاً على حد معقول من فروع الدين ، جميعاً ، كلمة دقيقة : على حد معقول ، قد يكون لا يوجد شطح للأعلى ، ولا يوجد بساطة ، حد معقول ، لكن بعضهم تفوّق في التفسير، نرسم على الدائرة مثلثاً ، هذا في الإعجاز ، هذا في السيرة ، هذا في العمل الصالح ، هذه المثلثات متكاملة فيما بينها ، فالتكامل أصل في حياتنا ، فنحن إذا رفضنا التكامل يكون لدينا خطأ كبير ، فأنت أخذت جانباً ونجحت فيه ، أنا معك ، وهذا أخذ جانباً آخر ، نتكامل فيما بيننا ونبتعد عن التنافس ، أعداؤنا يتعاونون تعاوناً مذهلاً ، وبينهم 5% قواسم مشتركة ، ونحن مع الأسف الشديد ، والشديد ، والشديد ، لا نتعاون بل نتنافس ، بل نتقاتل ، وبيننا 95% قواسم مشتركة .
المذيع :
للأسف .
الدكتور راتب :
هذه وصمة عار بحق الأمة .
المذيع :
علماً أن هذه الأمة أمة واحدة .
الدكتور راتب :
أبداً ، أبداً .
المذيع :
ويقول الله تعالى :
﴿ إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
التمسك بالتعاون والابتعاد عن التنافس :
الدكتور راتب :
هذا أخي ، هذا أخي ، أنت تنتمي إلى حلقة ، لك أم وأب ، الآخر زان ؟ لا ، له أم وأب أيضاً ، كما أن لك أماً وأباً تحبهما ، معك حق ، لكن هناك أيضاً طالب علم آخر ، وشيخ ، وعالم جليل وصادق ، فأنا من أنصار الائتلاف بين العلماء ، إذا تعاونوا ، وتواصلوا ، وتراحموا ، التقى الناس جميعاً عند الله ، فإذا لم يتعاونوا بل تنافسوا ، بل تراشقوا التّهم ، سقطوا جميعاً من عند الله ، ومن عين الناس ، نتعاون ولا نتنافس .
المذيع :
﴿ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
الدكتور راتب :
نعم ، نعم .
خاتمة وتوديع :
المذيع :
إنه عطاء تلو عطاء ، وعمل على إثر عمل ، قال تعالى :
﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ (7) إِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَب (8) ﴾
إذا فرغت من الفرائض فاشرع بالنوافل ، وإذا فرغت من الجهاد فانصب إلى الطاعة والعبادة ، وإذا فرغت من ميدان دعوي فانصب في ميدان آخر ، وإلى الله فارغب بالدعاء أن يتقبل منك العمل ، إنه ثبات على الدين ، واستمرار عليه ، ومواصلة للعمل حتى نلقى وجه الله سبحانه ، والإسلام يعلو ولا يُعلى عليه :
﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ ومماتي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ( 162) ﴾
والحمد لله رب العالمين