برنامج دعاة - قناة اليرموك : الحلقة 06 - وما توفيقي إلا بالله
- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠92برنامج دعاة - قناة اليرموك
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
اتصال الداعية بالله أهم طريق لتبليغ الدعوة :
المذيع :
أهم زاد للداعية في طريقه لتبليغ دعوة الله للناس هو اتصاله بالله تعالى ، واعتماده عليه ، وتفويض جميع أموره إليه ، فقلوب الناس بين أصابعه سبحانه يقلّبها كيف يشاء ، ولو شاء لهدى الناس كلهم أجمعين ، فبالاعتماد عليه ، وتفويض الأمور إليه ، تتفتح الأبواب ، وتسهل الصعاب ، ويُقرّب البعيد ، وعلى الله جل وجلاله كل مُتّكَل .
ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أروع الأمثلة في قوة الاتصال بالله تعالى ، خاصة عند الأزمات امتثالاً لقوله تعالى :
﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ ( 79) ﴾
قال السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية : أي اعتمد على ربك في جلب المصالح ودفع المضار ، وفي تبليغ الرسالة ، وإقامة الدين ، وجهاد الأعداء .
الإنسان هو المخلوق الأول رتبة والمكلّف عبادة والمحاسَب على تقصيره :
الدكتور راتب :
رُكّب الملك من عقل بلا شهوة ، ورُكّب الحيوان من شهوة بلا عقل ، ورُكّب الإنسان من كليهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان ، فالإنسان كائن مُكلَّف ، مفضّل ، أي هو المخلوق الأول رتبة ، والمكلّف عبادة ، والمحاسَب على تقصيره ، هذا المخلوق الأول خُلق لجنة عرضها السماوات والأرض فيها :
(( في الجنةِ ما لَا عينٌ رأَتْ ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ ، ولا خَطَرَ على قلْبِ بَشَرٍ . ))
فالإنسان هو في الحقيقة مخلوق للجنة ، والجنة إلى أبد الآبدين ، عرضها السماوات والأرض ، ولكنه جاء إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة ، والأصح من ذلك : ليدفع ثمن مفتاح الجنة ، الجنة لا شيء يقابلها ، سعادة إلى الأبد .
الشهوات حيادية :
لذلك دفع مفتاح الجنة ، المفتاح ؛ أودع الله فينا الشهوات لنرقى بها إلى رب الأرض والسماوات ، هذه الشهوات حيادية كصفيحة البنزين ، شهوة ، مادة متفجرة ، إذا وُضِعَت هذه الصفيحة في مستودع مُحكم ، وسَال هذا البنزين في الأنابيب المحكمة ، وانفجر في الوقت المناسب ، والمكان المناسب ، في البستونات ، ولّد حركة نافعة ، تُقلّك في العيد إلى العقبة ، ما الذي حصل في هذه النزهة الرائعة ؟ انفجارات ، لكن في الوقت المناسب ، والمكان المناسب ، صفيحة البنزين نفسها صبّها على المركبة ، وأعطها شرارة تحرق المركبة ومن فيها ، فهذه الشهوات لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات .
المذيع :
لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات .
الدكتور راتب :
ما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات ، أي أنت لماذا تؤجر إذا غضضت البصر ؟ لأن الله أودع فيك شهوة المرأة ، ولكن أعطاك قنوات نظيفة لها ، تزوج ، بماذا ترقى إلى الله ؟ أعطاك حب المال ، هناك كسب مشروع ، وكسب غير مشروع ، الشهوة في الحقيقة حيادية ممكن أن تكون سُلّماً ترقى بها ، أو دركات تهوي بها ، ما مِن شهوة أودِعت في الإنسان إلا جعل الله لها قناة نظيفة ، طاهرة ، تسري خلالها ، إذاً بالإسلام لا يوجد حرمان ، لا يوجد حرمان إطلاقاً ، لكن كل شهوة تأخذ حدّها المعقول .
مثلاً : نهر عميق ومخيف ، وأنت أيها الإنسان لا تجيد السباحة ، هذا النهر له شاطئ مستوٍ جاف ، وشاطئ مستوٍ مائل ، فالبطولة أن أمشي في الشاطئ المستوي الجاف وأنا في أمن كامل ، هنا يوجد مزالق ، يوجد احتمال 50% أن تسقط بالنهر ، هذه الشهوات والشبهات ، اليقينيات هنا شاطئ جاف مستوٍ ، وهنا شهوات وشبهات .
بطولة الإنسان أن يضبط منهجه ضبطاً تاماً :
المشكلة اليوم لا يوجد إجماع إلا على الكليّات ، أمّا الزنا زنا ، والخمر خمر ، والقتل قتل ، لكن أين المشكلة ؟ قلنا في الشبهات ، مثلاً : بيت فيه كل الكهربائيات إطلاقاً بأعلى مستوى ، ولكن لا يوجد كهرباء ، كل هذه الأجهزة الغالية جداً لا قيمة لها ، المشكلة هنا إذا قطعت التيار الرئيسي مليمتراً أو متراً ، سيّان ، تعطّلت كل هذه الأجهزة ، ألف بيت في العالم الإسلامي ، في الأعم الأغلب لا يوجد فيهم خمر ، ولا يوجد قتل ، ولا يوجد زنا ، لكن المخلفات الألفيّة بكسب المال ، بإنفاق المال ، بالسهرات المختلطة ، بالشاشة المفتوحة ، كل هذا يقطعك عن الله ، فالقطيعة إمّا بالكبائر أو بالصغائر .
فالبطولة أن أضبط هذا المنهج ظبطاً تاماً ، حتى أقطف ثمار هذا الدين .
ابتغاء مرضاة الله من كل عمل :
المذيع :
على الداعية أن يعيَ بأن نتائج دعوته هي من الله سبحانه وتعالى ، فلا يسأم وإن رأى صدوداً من الغير ، لأن هذا العمل وكأي عمل آخر نبتغي منه فقط مرضاة الله تعالى ، والأجر بإذن الله تعالى ثابت سواء رأينا نتائج لهذا العمل أم لم نر ، وهذا لا يعني ألا نعيد النظر في طريقتنا ، فربما كان العيب في وسيلتنا ، لا فيمن ندعوه .
والحمد لله رب العالمين