المذيع:

إن النفوس تميل إلى من يحترمها ، ويرفع من قدرها ، ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بقضايا المسلمين ، لقد كان يهتم بأمور العبيد والموالي ، متى يخرج الداعية إلى الترهيب ؟ 

 

الدكتور محمد راتب النابلسي :

إذا كان الشخص مصراً على معصية ويقول لك : لا ، هذا هو الصحيح ، وأريد أن أعيش وقتي ، انظر إلى هذه الكلمات ، أريد أن أعيش وقتي ، يجب أن تعيش البنت وقتها ، أي أن تُبرز كل مفاتنها بالطريق للعامة ، هذه المفاتن مضبوطة بشرط لأهلها ، وبلا شرط لزوجها فقط ، عفواً هناك سيارة عامة وسيارة خاصة ، العامة لكل إنسان أما الخاصة فهي للنخبة .

هذه الزوجة إنسانة غالية على الله كثيراً ، فهذه المفاتن لزوجك في الأساس ، ولمحارمك بشروط ، انظر هنا بلا شرط ، وهنا بشروط ، لكنها ليست عامة ، لأن شاباً يرى فتاة كل مفاتنها ظاهرة ، وبينه وبين الزواج عشرون سنة قادمة ؛ ماذا فعلت به ؟ هذا أكبر عدوان لامرأة متفلتة ، هذا الذي يوجد بينه وبين الزواج عشرون سنة قادمة ، هو بالصف العاشر ، بريعان الشباب وفوران الشهوة ، تبدو وكأنها شبه عارية ، ثياب قصيرة أو ضيقة أو شفافة ، فهذا الشاب ماذا فعل بنفسه ؟ قهرته ولجأ للعادة السرية ، هي السبب ، هذا عدوان ، أما حينما تحتشم المرأة ؛ مرة كنت في زيارة لمصر ودخلت إلى متحف مشهور جداً ، المتحف الذي يوجد فيه فرعون ، جاء وفد سياحي بريطاني أنا أحتاج إلى وعاء لأتقيأ من القرف من ثيابهن ، والله لا أبالغ ، ثم وجدت امرأة محجبة ما رأيت في حياتي امرأةً أجمل منها ، جمال احتشام . 

أحد كبار الملحدين اسمه جيفري لانج Jeffrey Lang هذا أساسه مسيحي كاثوليكي ، كان أبوه قاسياً جداً ، فألحد نكايةً بوالده ، وصل إلى أمريكا وكان ذكي جداً أصبح أستاذ رياضيات ، أكبر أستاذ رياضيات في أمريكا ، ولكنه ملحد ، فالنتيجة أستاذه الذي منحه الدكتوراه  كانت هناك طالبة شرق أوسطية موضوعها دقيق جداً ، لكنها محجبة حجاباً كاملاً ، ثياب ساترة ، معطف ساتر ، فهذا الأستاذ عندما رآها هكذا قال : البنات في أمريكا شبه عرايا ما الذي في فكر هذه الفتاة حتى كانت هذه ثيابها ؟ جيفري لانج عكف على قراءة القرآن وهو يعلم يقيناً أنه كلام محمد ، وليس كلام الله لأنه ملحد ، فقرأ ، وقرأ ، لكنه يشعر بخلاف ما كان يتوقع إلى أن وصل إلى آية : 

فاتصل بصديقه موريس بوكاي قال له : أنت تقول : القرآن كلام الله وهذه الآية ؟ قال له : هذا الشخص الذي ذكرته الآية رممت جثته بيدي ، فأسلم ، وأصبح أكبر داعية Jeffrey Lang جيفري لانج ، وأنا في دمشق في جامعي درّست كتابه ، كتاب جيفري لانج من ملحد إلى داعية ، من الإلحاد إلى الإسلام القوي ، إلى الدعوة إلى الإسلام ، سيدي أنا أُدرّس كتابه في جامعي ، الإسلام عظيم لأنه دين الله ، إذا أراد الإنسان أن يهاجمه فليهاجمه ، لكن هذا الهجوم يزيده قوةً .

 

المذيع:

يمر على الناس حالات من الجهل في دينهم ، وفي عقيدتهم ، فتأتي مهمة الدعاة أن  يزيلوا ذلك الصدأ المتراكم على قلوب بعض الناس ، وعلى أفكارهم ، فعلى الدعاة أن يكثفوا جهودهم في هذه المهمة التي خصهم بها الله عزَّ وجلَّ ، وعلى الناس توقيرهم وتقديرهم في عملهم .  

الملف مدقق