بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم، الله علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
أيُّها الإخوة الكرام الصلاة عِماد الدين، الخيمة لها عِماد لو أُّلغيَّ العِماد أُلغيت الخيمة، الصلاة عِماد الدين، وعصام اليقين، وسيدة القُربات، ومِعراج المؤمن إلى ربِّ الأرض والسماوات، وحيثما وردت كلمة إنسان في القرآن معناها الإنسان قبل أن يعرف الواحد الديّان، الإنسان المُعرّفة (بأل) في القرآن قبل أن يعرف الواحد الديّان، والشواهد كثيرة جداً.
الصلاة عماد الدين و بها يلجأ العبد إلى ربه:
ما الصلاة؟ اتصال هذا الإنسان، الفقير، الضعيف الذي يخاف كثيراً، الإنسان خُلِق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه، فيسعد بافتقاره، ولو خُلِق قوياً لاستغنى بقوته فشقيَّ باستغنائه، أنَّ الله عز وجل خلقه ضعيفاً لحكمةٍ بالغة، فلذلك الله قال:
﴿ هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) ﴾
فالإنسان حادث، واحد لو قرأ كتاب مُؤلَّف قبل ولادته، أثناء تأليفه وطبعه من هو؟ لا شيء (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) .
فالإنسان حادث، ولحكمةٍ بالغةٍ بالغة له صفات تُعينه على معرفة الله، فالإنسان، هلوع، جزوع، منوع، بالقرآن هلوع يخاف من كل شيء، هذا الخوف دفعه إلى الله، هذا الخوف ألجأه إلى الله، دائماً يوجد مشكلات، أنا أقول هذه الكلمة لو دخلت لمسجد يغلب على ظنّي تسعون بالمئة من روّاده تعرّفوا على الله على أثر مُعاملة من الله معينة، فالإنسان يخاف، يخاف على وجوده، ويخاف على سلامة وجوده، ويتمنى كمال وجوده، ويتمنى استمرار وجوده، الثماني مليارات إنسان بالأرض فيها صفات واحدة، الإنسان يخاف من أي شيء يُؤذيه، يُحبُّ سلامة وجوده، وكمال وجوده، واستمرار وجوده، وما يطبّق على الثماني مليارات واضح جداً في القرآن الكريم:
﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)﴾
هلوعاً شديد الخوف، كلام دقيق جداً، هذا من أصل خلق الإنسان، ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)
أي صلاة؟ نحن الآن مليارين مسلم، يعني كل وعود الله تقريباً غير مُحققّة، يوجد مشكلة كبيرة جداً
﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾
عندما تؤمن بالله العظيم الإيمان الكامل لا يمكن أن تعصيّه:
تحت كلمة عظيم ضع مائة خط، فالبطولة أن نؤمن بالله العظيم، وأنت إذا آمنت بالله العظيم لا يمكن أن تعصيّه.
يعني مثل بسيط، أنت تركب سيارة والإشارة حمراء، والشرطي واقف، لماذا تقف؟ واضع قانون السير عِلمه يطولك من خلال هذا الشرطي، وقدرته تطولك، إذاً لا تعصيه، قضية بسيطة جداً مع شرطي سير، مادام هذا الشرطي يمثّل وزير الداخلية، فإذا خالف الإنسان القوانين، هناك ضبط، وهناك مبلغ ضخم أو منع إجازة، تجميد قيادة مركبة، فأنت حينما تعتقد أنَّ القوي قدرته تطولك، وعِلمه يطولك لا يمكن أن تعصيه
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) ﴾
أنا أعتقد مع القوي، أي قوي لا يمكن أن تعصيّه وهو يعلم، إن كان لا يعلم موضوع آخر، أما الله عز وجل يعلم كل شيء، فكلما ازداد الإيمان النتيجة الاستقامة، الله عز وجل لم يمنعك أن تأكل وتشرب، الحاجات الأساسية والنفسية والاجتماعية مُحققة بالدين مئة بالمئة، منعك من الخمر فرضاً، منعك من السرقة، منعك من أشياء الأرض كلها تُقرّها، فهذا الدين منهج إلهي، فلذلك لا بُدَّ من أن نعرف الله عز وجل، المشكلة المعرفة تحتاج إلى وسائل، الله ماذا قال؟
﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) ﴾
التفكر بخلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله:
الآية معناها الدقيق، الآيات مُطلق الآيات هي القنوات الوحيدة الفريدة السالكة لمعرفة الله، يعني يوجد بالقرآن آية أمر، ما الذي ينبغي أن نفعله؟ أن نأتمر، آية نهي ننتهي، قصة نتعِظّ، وألف وثلاثمائة آية بالقرآن تتحدث عن الكون والإنسان، ما الموقف الكامل من هذه الآيات؟ التفكر
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
يتفكرون فعل مضارع والمضارع يعني الاستمرار، نمو الفكر نمو المشاعر، فالتفكّر بخلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله وأوسع باب ندخل منه على الله لأنه يضعُنا وجهاً لوجه أمام عظمة الله:
﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾
بالله العظيم دقيقة جداً، تحتاج عشرون خطاً تحتها، طبعاً الإنسان لم يعرف الله المعرفة الكاملة لا يُطيعه.
الملف مدقق