وضع داكن
28-03-2024
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم ١١ لعام ٢٠٢٣ - تركيا : من الحلقة (15) - حقيقة الإيمان
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم.
الحقيقة أنَّ الكلمات إذا تعدّدت تنوعت، والقرآن الكريم سرَّب لنا مفهوم مُعاصر، أقوال من شَردوا عن الله يوم القيامة،

﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32( إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾

[ سورة الحاقة ]


من لوازم الإيمان أن تؤمن بالله العظيم:

 
النقطة الدقيقة الإيمان بالله العظيم، الحقيقة الدقيقة مفهوم العَظَمة عند عامة الناس أساسها مُعطيات مادية، يعني شكل، مال، عِلم، منصب، هذه مفهومات العَظَمة عند عامة الناس، ولكن المؤمن الذي آمن بالله مرة ثانية (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32 )إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)
آمن به خالقاً كمُعظم أهل الأرض، أما آمن بالله العظيم من لوازم هذا الإيمان أن يخضع له، يعني إنسان أحياناً يكون يملك أموال طائلة يأتي بخبير لمعمله يتّبِع تعليماته الدقيقة إيماناً منه أنه خبير، فلذلك (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) .
 الآن الله عز وجل في ذاته، وأسمائه، وأفعاله، وصفاته، بدءاً من إيمانه الفطري، يوجد إيمان فطري بكل إنسان، وإيمان تحصيلي طلب العِلم، ويوجد إيمان كسبي بعمله الصالح، من خلال اتصاله بالله عز وجل، يعني بالتفصيل كل عطاءات الله عز وجل إيجابية، من صحةٍ إلى أُسرةٍ ناجحةٍ، إلى مكانةٍ اجتماعيةٍ إلى إقبالٍ على  الله، يعني دائماً وأبداً الخيرات من الدين لا تُعد ولا تُحصى، لكن أحياناً تكون الحقيقة المُرَّة أفضل ألف مرة من الوهم المُريح، يوجد حقائق غير صحيحة أو يوجد مقولات غير صحيحة فإذا تعلقنا بها سلكنا طريقاً مسدوداً. 

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) ﴾

[ سورة النور ]

كلام خالق الأكوان (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) هذا قانون، (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي)

زوال الكون أهون على الله من أن لا يُحقق وعوده للمؤمنين:


يعني يا ترى هل نؤمن أنّنا حصّلنا ثمار هذا الإيمان الآن؟ لا والله، يوجد مليون مشكلة نعيشها وهذه حقيقة مُرَّة وأنا أراها أفضل ألف مرة من الوهم المُريح.
أنا أقول و هذا اجتهاد: زوال الكون أهون على الله من أن لا يُحقِّق وعوده للمؤمنين، لكن الله عز وجل أرادنا أن نأخذ بالأسباب .
 هذه نقطة مهمة جداً، الإسراء الله عز وجل ألغى قوانين الزمان والمكان كُليّاً، لنعلم قدرته المُطلقة، أما بالهجرة كلَّف النبي بأخذ أربعين سبب، والبطولة ونحن نحتاجها أن نأخذ بالأسباب وكأنها كُلُّ شيء ثم نتوكل على ربِّ الأرباب وكأنها ليست بشيء، هذا منهج يحتاجه المسلمون اليوم، الغرب أخذ بالأسباب أخذاً مُذهلاً لكنه ألهّها واعتمد عليها فوقع في الشرك، والمسلمون لم يأخذوا بها أصلاً وقعوا في المعصية، والبطولة ونحن نحتاجها أن نأخذ بالأسباب وكأنها كُلُّ شيء ثم نتوكل على ربِّ الأرباب وكأنها ليست بشيء.
يعني مثلاً عندك سفر إلى مكان، تتفقد السيارة الزيت، العجلات المكبح، مراجعة دقيقة جداً جداً، أخذ بالأسباب ثم يتوجه إلى الله يا رب أنت المُسلِّم، أنت الحافظ، أنت المُوفق، هذه ليست سهلة، الأخذ بالأسباب يُضعف التوكل، والتواكل يُلغي الأسباب، فالبطولة أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم نتوكل على ربِّ الأرباب وكأنها ليست بشيء.
بسم الله الرحمن الرحيم الله علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا علماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يتبعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور