محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم ١١ لعام ٢٠٢٣ - تركيا : من الحلقة (06) - حمل الأمانة
- محاضرات خارجية / ٠31مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء
- /
- مقتطفات من الموسم الحادي عشر 2023 تركيا
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ) والسماوات والأرض مُصطلحٌ قرآني يعني الكون، والكون ما سوى الله.رُكّب المَلَك من عقلٍ بلا شهوة، رُكّب الحيوان من شهوةٍ بلا عقل، رُكّب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة. يوجد ملمح دقيق: النقطة الدقيقة: إذا أردت الدنيا فعليك بالعِلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعِلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعِلم، والعِلم لا يُعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كُلّك، فإذا أعطيته بعضك لم يُعطك شيئاً، ويظلّ المرء عالِماً ما طلب العِلم، فإذا ظنَّ أنه قد عَلِم فقد جَهِل، طالب العِلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.النقطة الدقيقة: مريضان أمام طبيب، واحد لديه التهاب معدة حاد، أخضعه لحميةٍ قاسيةٍ جداً، على الحليب فقط ستة أشهر، والثاني لديه مرض خبيث منتشر، سأله الثاني ماذا آكل قال: كل ما شئت، أيهما أفضل؟
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، قال تعالى:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) ﴾
الإنسان قَبِل أن يحمل الأمانة :
هذه الآية دقيقة جداً، أنا أرى وهذا اجتهاد مني والمُجتهد قد يُخطئ وقد يُصيب، تُقرأ قراءتين، (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) استفهام إنكاري؟ لا، كان طموحاً، أراد أعلى مرتبة عند الله، أو حينما نسيَّ حمل الأمانة (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) تقريريّة.
رُكّب المَلَك من عقلٍ بلا شهوة، رُكّب الحيوان من شهوةٍ بلا عقل، رُكّب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.
يعني للتقريب إنسان عنده أولاد كُثر وهو غنيٌ جداً، أمّن لكل ابن دخل شهري ومركبة وبيت إلى آخره، لكنه قال: الذي يأتي بشهادة علميّة من بلد بعيد أُعطيه نصف المعمل، وإلا أجعله يتسول، لا يوجد حل وسط، إما أن تكون فوق الملائكة، أو دون أحقر حيوان.
﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) ﴾
معنى ذلك التصديق رزق كبير، أن تكون مؤمن بإلهٍ عظيم، صاحب الأسماء الحُسنى، والصفات العُلى، ورسولٍ كريم، هذا الدين شيء مهم جداً.
فلذلك الإنسان لو أخذنا ثمانية مليارات إنسان، هل فيهم واحد يُحبُّ الفقر؟! ولا واحد، فيهم واحد يُحبُّ القهر؟! ولا واحد، يُحبُّ المرض؟ ولا واحد، فيهم واحد لا يُحبُّ الغنى؟! دخل كبير، زوجة على مزاجه، أولاد أبرار، بنات مُحتشمات إلى آخره.
حاجات الإنسان: سلامة، سعادة، استمرار، تنطبق على ثمانية مليارات إنسان، السلامة من مرض، من فقر، من قهر، والسعادة أن يكون لك بيت معقول، زوجة صالحة، أولاد أبرار، بنات مُحتشمات، إلى آخره، ومن لا يُحب أن يعيش مائة وثلاثون سنة؟ أحد شيوخ الأزهر عاش مائة وثلاثون سنة.
السلامة، والسعادة، والاستمرار، هذه رزق من الله عز وجل (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) فإذا أحبَّ الله عبده ابتلاه.
نحن كأُمة إن شاء اهلا نحن مع الحقّ ولكن يوجد تقصير، نخضع لمُعالجات كثيرة من قِبل الله عز وجل، هذه المعالجات لعلها تنتهي لنا بالجنّة، أما الطرف الآخر:
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)﴾
الملف مدقق