بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم.

السلام عليكم ورحمة الها وبركاته، أنا والله أعتز بكم، وهذا اللقاء الطيب لم ترى عيني مثل هذا اللقاء، مودِّة، محبّة، إخلاص، تواضع، أدام الله علينا هذا الفضل دائماً، والناس إذا رأونا بهذه المحبّة والتواضع أحبّونا جميعاً، فإن تنافسنا لا سمح الله ولا قدّر بخلاف ما ينبغي أن يكون نسقط جميعاً من عين الله وعين الناس.

إخواننا الكرام الله عز وجل يقول:

الآية دقيقة جداً، ليس عند الله إنسانٌ على وجه الأرض أفضل (مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) كلام دقيق جداً، دعا إلى الله بلسانه، بأمسيته، بلقاءاته، بأي مكان، بأي مناسبة، دعا إلى الله، ذكر آية، ذكر حديث، في حدود ما يعلم ومع من يعرف، بالمناسبة الدعوة إلى الله فرضُ عين، كيف؟ أنت لماذا تُصلّي؟ تقول الصلاة فرض عين، وفي حدود ما تعلم، ومع من تعرف الدعوة إلى الله فرض عين، سَمِعت الخطيب ذَكر حديث تأثرت به انقله إلى زوجتك، أنت داعية، بسهرة انقله إلى من في السهرة، فهذه الدعوة إلى الله كفرض عين نشاط يومي، نشاط بأي مناسبة، لأن الله أغلى شيء عندك، فلذلك الدعوة إلى الله بكل ثانية، بكل حركة، بكل سَكَنة، بكل موقف، في محلك التجاري، أحياناً كلمة حقّ تنقل بها إنسان والله يوجد آلاف القصص من كلمة حقّ صادقة انتقل بها من التفلُّت إلى الالتزام، يوجد حالات كثيرة جداً، فأنت إذا أردت أن تكون داعيّة اعلم (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ) ولكن (وَعَمِلَ صَالِحًا) .

 الآن حركته اليومية، كسب ماله، إنفاق ماله، تمضية وقت فراغه، اختيار زوجته، تربية أولاده، خروج بناته، العبادة الشعائرية واضحة صوم وصلاة وحج وزكاة وشهادة، أما العبادة التعامُليّة تبدأ من أخصِّ خصوصيات الإنسان، من فراش الزوجية وتنتهي بالعلاقات الدوليّة، هذا شيء واسع جداً، فكلما تعمقت في هذا الدين، ضبطت دخلك، وإنفاقك، وسهراتك، ولقاءاتك، والشاشة لا بُدَّ من أن تُضبط والآيباد والهاتف، هذه أساليب ماكرة من الطرف الآخر لنخرج عن هذا الدين، الصورة أبلّغ من الكلمة الآن،  يئسوا من انتصار الكلمة عَمَدوا إلى الصورة، فلذلك ما لم نضبط هذه الشاشات ليس هناك توبة في البيت، هذا كلام الحقيقة المُرَّة أفضل ألف مرَّة من الوهم المريح، دعا إلى الله بلسانه، بأقواله، بأي نشاط من نشاطاته، وعمل صالحاً هذا شيء مُفصَّل، كسب ماله، إنفاق ماله إلى آخره.

 لا يكفي لا يتوهم الداعيّة أنه هو الأوحد، (وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (من) للتبعيض، يوجد تواضع، أنت حينما تُحبّ الدُعاة، الدُعاة جميعاً يرتقون عند الله وعند الناس، والله هذا المشروع، هذا البرنامج والله له آثار، بخلاف ما يسمع الناس من أقوالنا، أن يرونا على مودةٍ بالغة، على محبةٍ بالغة، على تعاون بالغ، هذا أكبر إنجاز حديث، كان يوجد أساليب لا تُرضي الله بين الدُعاة إلى الله،(وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) هذه دعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم.

 لكن التعمق أولاً التفرغ لهذه الدعوة، والتبحُّر، والتعمق، والتثبُّت، من أحاديثك، من نصوصك، فأنت أن تكون داعية ممتاز، أو ادعم داعية، أو أعِن داعية، أو موِّل داعية في مشاريعه "الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق" والكُل عند الهب مقبولون.

النقطة الدقيقة، هؤلاء أهل الجنَّة دخلوها بأسباب متنوعة، من ورّع، من عمل صالح، من جهاد، إلى آخره، بعد أن دخلوا الجنة كأن الأسباب تلاشت كلهم في الجنّة، والعياذ بالله أهل النار دخلوا النار بأسباب متنوعة بعد أن دخلوها انتهت الأسباب والحمد لله رب العالمين.