حياة المسلم 4 - إذاعة حياة إف إم : الحلقة 18 - أيام معلومات
- ندوات إذاعية / ٠09برنامج حياة المسلم - إذاعة حياة إف إم
- /
- ٠4برنامج حياة المسلم 4
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
مقدمة :
المذيع:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، يا ربنا صلّ وسلم ، أنعم وأكرم على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .
سلام الله عليكم مستمعينا الكرام ؛ سلام معبق بالعلم والإيمان مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، شيخنا مرحباً بفضيلتكم وكل عام وأنتم بخير .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
بارك الله بكم ، وبإذاعتكم ، وبإيمانكم .
المذيع :
على أبواب بدء موسم الحج لهذا العام ، ونحن في العشر من ذي الحجة ، هذه الأيام المباركة ، ومنها يوم عرفة العظيم الذي نرقبه في الأيام المقبلة بحول الله تعالى ، حلقتنا بعنوان : "أيام معلومات" ، وهذا من قول الخالق سبحانه وتعالى :
﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ
ويقول عز وجل في سورة آل عمران :
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
شيخنا الحبيب على أبواب الركن الخامس من أركان الدين وهو فريضة لمن استطاع إليه سبيلاً هل لك أن تحدثنا عن هذه الأيام المباركات ؟
معنى التلبية في أيام الحج المباركة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
أخي الكريم ؛ بارك الله بك على هذا السؤال الدقيق ، يذهب المسلم إلى بيت الله الحرام ، ويُخلِّف في بلدته هموم المعاش والرزق ، هموم العمل والكسب ، هموم الزوجة والولد ، وهموم الحاضر والمستقبل ، وبعد أن يُحرم من الميقات يبتعد عن الدنيا كلياً ، ويتجرَّد إلى الله عز وجل موحداً ، ويقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .
هذه التلبية كأنها استجابة لنداء ودعوة يقعان في قلبه ، أن يا عبدي خلِّ نفسك وتعال، تعال يا عبدي لأريحك من هموم كالجبال ، تجثم على صدرك ، تعال يا عبدي لأطهرك من شهوات تنغص حياتك .
إلى متى وأنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤول
* * *
تعالَ يا عبدي وذق طعم محبتي ، تعال يا عبدي وذق حلاوة مناجاتي ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .
تعال يا عبدي لأريك من آياتي الباهرات ، تعال يا عبدي لأريك من ملكوت الأرض والسماوات ، تعال يا عبدي لأضيء جوانحك بنوري الذي أشرقت به الظلمات ، تعال يا عبدي لأعمر قلبك بسكينة عزت على أهل الأرض والسماوات ، تعال يا عبدي لأملأ نفسك غنىً ورضا شقيتْ بفقدهما نفوس كثيرات ، تعال يا عبدي لأخرجك من وحول الشهوات إلى جنات القربات ، تعال يا عبدي لأنقذك من وحشة البعد إلى أُنس القرب ، تعال يا عبدي لأخلصك من رُعب الشرك وذل النفاق إلى طمأنينة التوحيد وعز الطاعة .
يقول العبد : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ، تعال يا عبدي لأنقلك من دنياك المحدودة ، وعملك الرتيب ، وهمومك الطاحنة ، إلى آفاق معرفتي ، وشرف ذكري ، وجنة قربي ، تعال يا عبدي وحُطَّ همومك ومتاعبك ومخاوفك عندي ، فأنا أضمن لك زوالها ، تعال يا عبدي واذكر حاجاتك ، وأنت تدعوني فأنا أضمن لك قضاءها ، إن بيوتي في الأرض المساجد ، وإن زوارها هم عُمارها ، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته ثم زارني ، وحقَّ على المزور أن يكرم الزائر ، فكيف يكون إكرامي لك إذا قطعت المسافات ، وتجشمت المشقات ، وتحملت النفقات ، وزرتني في بيتي الحرام ، ووقفت بعرفة تدعوني ، وتسترضيني ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ؟
تعال يا عبدي وزرني في بيتي لتنزاح عنك الهموم ، ولتعاين الحقائق ، ولتستعد للقاء
يقول الله عز وجل :
(( إن عبداً أصححت له جسمه ، ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم ))
تعال يا عبدي وطف حول الكعبة طواف المحب حول محبوبه ، واسع بين الصفا والمروة سعي المشتاق لمطلوبه ، تعال يا عبدي وقبّل الحجر الأسود يميني في الأرض ، واذرف الدمع على ما فات من عمر ضيعته في غير ما خلقت له ، وعاهدني على ترك المعاصي والآثام، والإقبال على الطاعات والقربات ، وكن لي كما أريد أكن لك كما تريد ، كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ، خلقت لك ما في الكون من أجلك فلا تتعب ، وخلقتك من أجلي فلا تلعب ، فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمنته لك عما افترضته عليك .
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .
تعال يا عبدي إلى عرفات ...
المذيع :
الله يفتح عليك دكتور على هذا الكلام الطيب ، هذه عبارة التلبية التي يرددها ضيوف الرحمن : لبيك اللهم لبيك هل لك أن تفسر لنا ما معانيها في الشريعة دكتور ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
كما قلت قبل قليل : تعال يا عبدي لأطهرك ، لأكرمك ، لأفتح بصيرتك ، لأوفقك ، كل الذي قلته هو إجابة للتلبية لسؤال مضمون تعال يا عبدي ، التلبية إجابة .
المذيع :
في قوله تعالى :
﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ
وهذا عنوان لقائنا ما المقصود بهذا المصطلح القرآني أيام معلومات ؟
أيام الحج معلومة ثابتة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أيام الحج معلومة ، ثابتة ، لا يوجد حج بأيام أخرى ، عفواً نحن نعبد الله في بيوتنا، وفي مدننا وفي قرانا ، وفي بلدنا ، إلا الحج عبادة متميزة يجب أن تذهب إليه ، أن تذهب إليه وتلتمس رضاه ، والحقيقة الذهاب إلى الله هو الحج ، عفواً إذا إنسان عليه ديون تقدر بمليونين أو ثلاثة ملايين ، وكل أملاكه محجوزة ، وقيل له : اذهب إلى هذا المكان واجلس أياماً معدودة ، وتعفى من كل هذه الديون ، من حج البيت غفر له الله عز وجل ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، الحج فيه عطاء كبير جداً ، نحن نعبد الله ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً وربع ، الحج عبادة استثنائية ، محدودة بأيام الحج ، ما الذي يحصل أيام الحج ؟ الحقيقة دون أن نشعر كأن هناك مؤتمراً إسلامياً يعقد ، ترى في الحرم الصيني أحياناً ، والباكستاني ، والمصري ، والعربي ، والمغربي ، أنت تلتقي مع المسلمين في شتى بقاع الأرض ، وفي شتى أنماطهم وعاداتهم وتقاليدهم ، يقال أحياناً : كأنه مؤتمر ، الإنسان في الحج يرى من كل الأطياف ، من كل البلاد تقريباً ، يقال : إنه مؤتمر إسلامي كبير ، الإنسان يعبد الله في بيته ، أما إذا جاء إلى الله فتعال إليّ هذا عنوان لقائي ، تعال إليّ لأريحك من هموم كالجبال لأغفر لك ، إنّ بيوتي في الأرض المساجد فكيف إذا جئت وفي بيت الله الحرام ؟!
الحج له معان عميقة جداً ، بين مؤتمر ، بين صلح مع الله ، بين مسامحة كاملة لكل ما فعلت سابقاً عدا حقوق البشر .
أنواع الذنوب :
بالمناسبة أخي الكريم ؛ هناك ذنب يغفر فوراً ما كان بينك وبين الله ، وهناك ذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد ، وهناك ذنب لا يغفر هو الشرك بالله عز وجل ، فالذي يغفر كل الأخطاء التي بينك وبين الله ، الصلحة بلمحة ، قال تعالى :
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
الفرق بين الكسب والرزق :
رحمة الله واسعة :
﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
ملمح دقيق في الآية ، أحياناً الإنسان عندما يغتني غنى فاحشاً لم يعد يهمه تأمين حاجاته ، لأنها مؤمنة بأعلى درجة ، الآن يتفاخر مع أقرانه بالحجم ، بحجم الثروة ، رحمة ربك في الحج خير مما يجمعون ، إذا شخص ترك ثلاثة وتسعين ملياراً على فراش الموت ماذا قال ؟ هذا الرقم لا يعني عندي شيئاً ، أنا مضطر أن أتكلم كلمة دقيقة جداً للأخوة المشاهدين والمستمعين ، نحن عندنا رزق وعندنا كسب ، الرزق ما أكلت فأفنيت ، تصدقت فأبقيت ، لبست فأبليت .
الرزق ثلاثة أنواع ، أول نوع : الطعام ، أكلت فأفنيت ، النوع الثاني : الثياب ، لبست فأبليت ، النوع الثالث : تصدقت فأبقيت ، الرزق ثلاثة أنواع ؛ نوعان ليس لهما أثر مستقبلي إطلاقاً ، الإنسان إن أكل طعاماً نفيساً جداً ، بعد أسبوع نام فشعر بألم في أسنانه لا يحتمل ، لو تذكر الطعام هل يذهب الألم ؟ أول بند وثاني بند ليس لهما أثر مستقبلي .. أما الكسب فحجمك المالي ، إنسان ترك ثلاثة وتسعين ملياراً ، في مؤسسة سبعمئة مليار ، الكسب لن تنتفع به وستحاسب عليه درهماً درهماً .
المذيع :
شيخنا الحبيب لماذا خص الله هذه العبادة وهذا الركن من أركان الإسلام بعيداً عن الصلاة والصيام وعن الزكاة وعن الشهادتين لا يتحقق إلا ببعد ثابت وبمكان جغرافي ثابت في المشاعر المقدسة ؟ لم ؟
الحكمة من تخصيص الحج ببعد ثابت وبمكان جغرافي ثابت :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لو كان الحج في سويسرا ، تحتار هل هذا الإنسان ذهب ليعمل سياحة أم ليحج ؟ الله جعل الحج في واد غير ذي زرع ، والحرارة لا تحتمل ، لو كان هناك تقارب بين الهدفين تضيع الحقيقة ، لو كان الحج في سويسرا في أماكن جميلة ، سواحل ، بحار ، غابات رائعة جداً ، لا تعرف الحاج من السائح ، أما قال تعالى :
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
يوجد ازدحام ، ومشقة ، وإنفاق ، تصلي دون أن تنفق شيئاً في بيتك ، هنا يوجد ركوب طائرة ، فندق ، إنفاق على الأهل ، الحج رحلة إلى الله بالضبط ، تعال يا عبدي ، تعال يا عبدي لأريحك من هموم كالجبال .
المذيع :
شيخنا بعض الأشخاص كانوا يتساءلون : ديننا يربط العبد بالخالق مباشرة لماذا هناك مناسك لا بد لك أن تلتزم بها مثلاً أن تقبل الحجر الأسود ، أن تطوف حول البيت العتيق ، أن تسعى بين الصفا والمروة ؟ لماذا وجود هذه العناصر بين العبد وربه ؟ ما الحكمة منها ؟
الحكمة من وجود مناسك يلتزم بها الإنسان في الحج :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
معان عميقة ، لو أن إنساناً أخطأ مع والده ماذا يفعل ؟ يقبّل يده ، يمين الله في الأرض كما قال بعضهم رأي من الآراء ، أنت حينما تقبل الحجر ، الحجر يمين الله في الأرض ، أي أنت عاهدته على الطاعة ، عاهدته على التوبة ، عاهدته على إصلاح ما مضى ، عاهدته على أداء الحقوق لأصحابها ، لكن بالمناسبة حقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو بالمسامحة ، أقول هذا للأخوة المستمعين والمشاهدين ، النبي صلى الله عليه وسلم صحابي جليل توفي ..
أم العلاء امرأة من الأنصار قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي مات فيه ، فلما توفي غسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا عثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( وما يدريك أن الله أكرمه ؟ فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن يكرمه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هو فقد جاءه اليقين فوالله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي ، قالت : فوالله ما أزكي بعده أحداً أبدا ))
النبي صلى الله عليه وسلم وحده لو قيل أمامه كلام وسكت فهو صحيح ، السبب أقواله سنة ، أفعاله سنة ، إقراره أي سكوته سنة ، صفاته سنة ، أقواله ، أفعاله ، إقراره ، صفاته...
فأم العلاء امرأة من الأنصار قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبرته أنهم اقتسموا للمهاجرين قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي مات فيه ، فلما توفي غسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا عثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه ؟ فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن يكرمه الله ؟
(( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هو فقد جاءه اليقين فوالله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي ، قالت : فوالله ما أزكي بعده أحداً أبدا ))
أن تحكم على المستقبل يقيناً هذا من شأن الله وحده ، يوجد تأل على الله ، فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أشياء كثيرة ، أعيدها : سنته أقواله أو بالأصح ما صح من أقواله ، وسنته أفعاله ، وسنته إقراره ، وسنته صفاته ، كان لا يسحب يده إلا إذا سحب الآخر يده .
المذيع :
انطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ
من نوى الحج لكن الظروف الصحية اليوم ، والإجراءات المرتبطة بالكورونا ، والظروف المرتبطة بالفيزا ، وصعوبة الوصول لها ، قد تحول بين الإنسان وبين قدرته على زيارة المناسك هناك هل النية تشفع له أن يصل إلى أجرهم وهو هنا ؟
شروط الحج :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الإجابة قوله تعالى :
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلً
الاستطاعة في صحته ، الاستطاعة في توفر المال ، والاستطاعة في أمن الطريق ، والاستطاعة بموافقة أولي الأمر في بلاد الحج ، أربعة شروط ، صحته ، ونفقته ، وأمن الطريق ، وموافقة أمراء الحج في بلاد الحرمين ، فإذا نظم الأمور أحياناً فتحوا باب الحج صار هناك مشكلات لا تعد ولا تحصى ، ففي إمارة للحج تتخذ قرارات أنا أستطيع إذا سمح لي ، والطريق آمن ، وصحتي كافية أن أحج ، ومعي النفقة ، أما أنا لا يوجد معي النفقة أن أذهب وأنام في الطرقات ما كلفني الله بهذا ، هذه نراها كثيراً ، ينام في الطرقات ، هكذا المسلم ؟ أنت غير مستطيع ، معك استطاعة تنام بغرفة لا أقول لك : فندق خمس نجوم ، أما تنام في الطريق والمرأة أحياناً تنام في الطريق فتتكشف أعضاؤها هذا خطأ كبير جداً ، الاستطاعة ، أن تملك المال ، الصحة ، وأن يكون الطريق أمناً ، وأن يسمح لك بالحج النظامي لا التهريب ..
المذيع :
أنا سؤالي : أحياناً الفيزا تكون للأكبر سناً فبعض الشباب إذا انتظر دوره قد يكون بعد الثلاثين أو الأربعين ، ومن يدري قد لا يعيش ، يحصل على فيزا بأنه موظف أو لحام أو حلاق ويذهب لكن حقيقة لا يمارس هذه المهنة ، هل تراها صائبة أم غير مقبولة ؟
الأهداف النبيلة لها وسائل نبيلة والحج من أرقى الأعمال :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أحياناً مسموح تحج لكن بمبلغ معين ، مثلاً لا أدري ما القوانين ، والحج له رسم تقريباً أنا قلت لك أربعة أشياء ، الذي موكل إليهم إدارة الحج بموافقة أو تعويض أو مبلغ ، أما أنا فأبدأ حجي برشوة ما أراد الله هذا إطلاقاً ، الأهداف النبيلة لها وسائل نبيلة ، أرقى عمل هو الحج ، أما أنا أتوسل إليه برشوة أو بعمل لا يرضي الله فهذا مستحيل ، الصحة و المال وأمن الطريق وموافقة أولي الأمر في السعودية .
المذيع :
شيخنا من عزم النية على هذا ومنعته الظروف هل يؤجر وهو في بيته ؟
من لم يُسمح له بالحج فهو ليس مستطيعاً :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
ليس مستطيعاً الآية واضحة :
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلً
الذي لا يسمح له بالحج ليس مستطيعاً لو معه أموال طائلة .
المذيع :
تسقط عنه الفريضة ، المقصود هنا شيخنا أن تسقط عنه الفريضة لهذا العام ، هل بنيته الصادقة يبلغ أجور الحجيج لبيت الرحمن ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الحج رحلة العمر مرة واحدة ، فإن لم يسمح له ، يسمح له بعد حين ، كلام دقيق جداً: أنا معي مبلغ من المال يكفي أن أكون مسلماً لكن بكرامتي لا بالتسول ، لا أنام في الطرقات، لا امرأة تنكشف أعضاؤها وهي نائمة ، أنا مسموح لي أن أملك النفقة بالحد الأدنى ، وأن يسمح لي بالحج من أولي الأمر هناك ، وألا يكون الطريق فيه خطر ، وألا يكون فيه قطاع طرق ، هناك سنوات صار هناك قطاع طرق .
المذيع :
الحديث عن موسم الحج ، يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة ، وهو من ثاني الأيام الرئيسة في الحج ، وقفة عرفة هي المشهد العظيم في الحج ، ومن ثم اليوم التالي ورمي الجمرات .
ازدياد قيمة الأعمال الصالحة في الحج :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
سيدي الوقوف بعرفة أحد أركان الحج .
المذيع :
القول شيخنا أنها تجمع بين عبادة الحج وتجمع بين العشر من ذي الحجة ، ليست كل أيام التشريق ورمي الجمرات تندرج من ضمن العشر الأولى ، الأيام المباركة من ذي الحجة، هذه الأيام المباركة يوم عرفة واليوم العاشر من رمي الجمرات ويوم النحر ، تدمج بين أنها جزء من عبادة الحج وأيضاً جزء من العشر من ذي الحجة ، هذه الأيام تحظى ببركات كثيرة ماذا نفعل دكتور ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
نحن بالحج قراءة قرآن ، دفع صدقات ، إنفاق المال ، أن تعين الآخرين ، يوجد حجاج متقدمون بالسن ، والله يوجد أعمال صالحة بالحج لا تعد ولا تحصى ، إنسانة ضاع ابنها تخبر المسؤولين ، من يبحث عن الضائعين ، الأعمال الصالحة تزداد قيمتها في الحج ، علة وجود الإنسان في الدنيا العمل الصالح ، والدليل :
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا
وسمي صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، والأعمال الصالحة برمضان أرقى من غير رمضان ، والعمل الصالح بالحج أرقى من غير أيام الحج ، يوجد مواسم ، رمضان موسم ، العشر من ذي الحجة موسم ، أيام الحج موسم ، يوجد أيام استثنائية أراد الله عز وجل أن تكون هذه نقطة إغراء للإنسان ، أن يزداد عمله الصالح في هذه الأيام .
المذيع :
معنا اتصال أبو أحمد تفضل...
السؤال مناسب للحلقة الآن الناس منهم المؤمن ، الكافر، المجوسي ، إلى آخره ، الآية التي ذكرها شيخنا :
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
لمَ لم تذكر الآية ولله على المسلمين وذكرت ولله على الناس ؟ الناس مسلم كافر إلى آخره يرجى توضيح هذه الآية ؟
الدين لجميع الناس :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذا الدين لجميع الناس ، يوجد آيات كثيرة يا أيها الناس اتقوا ربكم ، يا أيها الناس ، هذا الدين لجميع أهل الأرض .
المذيع :
معنا اتصال أبو أحمد تفضل...
لو سمحت توضيح إضافة ..الآن الأعمال التي يقوم بها المسلم في مكة خاصة بالمسلمين من طواف وسعي وهذه الأعمال ، كلمة حج كما أفهم أنا هي الأعمال التي يقوم بها المسلم وهذه خاصة بالمسلم لم ذكرت : ولله على الناس ؟ هذا ما أريد أن نستفيد منه ..
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لو ما حج يقوم بخدمات الحجيج .
المذيع :
معنا شادي اتصال جديد تفضل..
نسأل الله أن يغير الحال إلى أحسن حال علينا وعلى جميع المسلمين ، ويرد المسلمين رداً جميلاً .
معالجة الله لعباده رحمة بهم :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنت طبيب ، يوجد عندك مريضان ، الأول معه التهاب معدة حاد ، أخضعته لحمية قاسية جداً جداً ، لأن الأمل بالشفاء مئة مئة ، والثاني معه ورم خبيث منتشر في كل جسمه ، سأل الثاني : ماذا آكل ؟ تقول له : كُلْ ما شئت ، أيهما أفضل من خضع لحمية قاسية جداً أم من قيل له : كُلْ ما تشاء ؟ اسمع الآية :
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) ﴾
إذا إنسان عنده تقصير الله عالجه معنى هذا يوجد أمل كبير بالشفاء .
المذيع :
ننتقل إلى إسماعيل واتصال جديد تفضل ..
سؤال حول الأجر وأنا أنوي الحج والمال متوفر وأنت تعرف ممنوع الحج ؟
نية المؤمن خير من عمله :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
النبي سئل هذا السؤال وأجاب عنه ، نية المؤمن خير من عمله ، نيتك كافية ، إنما الأعمال بالنيات .
المذيع :
إسماعيل واتصال جديد تفضل ..
أي نؤجر على ذلك ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الحج لمن يستطيع ، متعلقة بالموافقة من قبل أهل الحل والعقد بالمملكة ، والاستطاعة بالصحة والمال وأمن الطريق .
المذيع :
إسماعيل واتصال جديد تفضل ..
أنت تعرف الظروف ، الحج ممنوع إلا على المقيمين ، ونحن ننوي ولا نقدر هل نؤجر عليها ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
نية المؤمن خير من عمله واضحة مثل الشمس .
المذيع :
إسماعيل واتصال جديد تفضل ..
نريد منك دعوة في هذه الأيام ؟
أخونا إسماعيل كان ينتظر دعاء خاصاً ينتظر الإنجاب منذ ست سنوات وينتظر الدعاء له ..
الدعاء قمة الدين :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذا شيك مفتوح ، نسأل الله أن ينوله مراده بالإنجاب ، بزوجة صالحة ، بدخل معقول، نجاحه كله دعاء ، ادعوني أستجب لكم ، الدعاء قمة الدين ، الدعاء أساسه أنك مؤمن ، أن هناك إلهاً عظيماً ، يسمعك إذا دعوته ، ويعلم إن لم تدعه ، ويحبك ويحب أن يلبيك ، لكن لو طلب ابن من أبيه دراجة قبل فحصه بساعتين أو يومين لا يعطيه ، لحكمة بالغة ، المؤمن يدعو إذا استجيب له فرح ، إن لم يستجب له هناك حكمة بالغة بالغة علمها من علمها ، وجهلها من جهلها ، المؤمن مستسلم لقضاء الله وقدره ، والرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين .
المذيع :
سأل أبو أحمد :
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ﴾
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وليس على المسلمين ؟
من خدم الحجاج ولم يكتب له الحج فله أجر كبير :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الحقيقة أن من يعمل لخدمة الحجاج له أجر ، هو دخل مع الناس ولم يحج ولكن هو يخدم الحجاج ، يوجد أجر بالموضوع ، الناس أوسع من المؤمنين ، ليس أن أخذنا الأصغر وعممناه على الأكبر .
المذيع :
شيخنا أحياناً في بعض الآيات : يا أيها الناس اتقوا ربكم ، التقوى مطالب الجميع بها لكن الحج بمناسكه تقتصر على المسلمين .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الخدام لهم أجر في الحج ، الذين ما حجوا ولكن خدموا الحجيج عدد كبير جداً و، الذي يخدم الحجاج ما كتب له الحج ولكن كتب له الأجر .
المذيع :
قول النبي : خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، ومن أجره أن صيامه يكفر السنة الماضية والقادمة ، يوم عرفة إن شاء الله يصادف يوم الاثنين القادم ماذا تقول للأخوة الكرام عن فضل هذا اليوم ؟
الدعاء أصل الدين وهو مخ العبادة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الدعاء هو أصل الدين ، مخ العبادة ، الدعاء هو العبادة ، الله عز وجل أنت حينما تدعوه مؤمن بوجوده أولاً ، مؤمن أنه يسمعك لو دعوته بصوتك ، مؤمن أنه يعلم لو أضمرت الدعاء ، مؤمن بقدرته ، مؤمن بمحبته ، الدعاء هو العبادة ، والدعاء مخ العبادة ، والدعاء أصل من أصول الدين ، والدعاء من إنسان ضعيف حادث طارئ خائف بخيل اتصل بأصل الجمال والكمال والنوال ، بالذات الكاملة ، بصاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، فالدعاء هو الدين كله ، الدعاء بأي لحظة ، بأي مكان ، بأي زمان ، بسيارتك ، في بيتك ، بالطريق وأنت تمشي ، في الحقيقة الخط الموصول مع الله دائماً الدعاء ، والدعاء لا يحتاج إلى وضوء ، أنت بموقف حرج تدعو الله من أعماقك ، من لا يدعوني أغضب عليه ، إن الله يحب من عبده أن يسأله شسع نعله إذا انقطع .
المذيع :
ماذا ندعو دكتور ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
ادع ما شئت ، أن يحفظ لك أهلك ، وأولادك ، وصحتك ، ومالك ، وبلدك ، أن يحفظ لك إيمانك أولاً المهم ، ثم أهلك ثانياً ، أولادك ثالثاً ، وصحتك رابعاً ، ومالك خامساً .
المذيع :
إذاً ندعوه لخير الدنيا والآخرة ، نختم الحلقة بالدعاء .
الدعاء :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا ، واجعل بلاد المسلمين آمنةً مطمئنة .
الاستماع للدرس
00:00/00:00
إخفاء الصور
