- العقيدة الإسلامية
- /
- ٠9العقيدة والإعجاز
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس التاسع من دروس العقيدة والإعجاز، وقد عالجنا في دروس سابقة مقومات التكليف، وبدأنا بالكون، ثم بالعقل، واليوم ننتقل إلى الفطرة.
من مقومات التكيلف: الفطرة:
الآيات التي أشارت إلى الفطرة:
الآية الأولى:
في أي الآيات أشار الله إلى الفطرة ؟ في قوله تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
النفس تعرف بالفطرة فجورها وتقواها:
جبلت هذه النفس جبلة عالية، حيث إنها إذا أحسنت شعرت بشكل طبيعي ابتداءً من دون تعليم، من دون توجيه أنها أحسنت، وإذا أساءت شعرت ابتدأً من دون توجيه ولا تعليم أنها أساءت، قال تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾
إن فجرت فجورها، وإن اتقت تقواها، عندك مشعر ذاتي، أنت بالفطرة تعرف خطأك من دون أن تنبه إليه، أنت بعقلك تعرف ربك، وبفطرتك تعرف خطأك، قال تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
أيها الإخوة، لولا هذه الفطرة لما تألم إنسان من معصية، فلو أن جبلته جبلت على معصية فكلما عصى ربه ازداد راحة وانسجاماً مع نفسه، ولكن لأنك مفطور فطرة عالية، مفطور على الكمال، مفطور على الرحمة، على الإنصاف، على العدل، على الصدق، على الأمانة، جبلتك، فطرتك، بنيتك النفسية، خصائصك تحب الرحمة، فإذا رحمت المخلوقات تنام قرير العين، تنام مرتاحاً، تنام مطمئناً، تنام سعيداً.
لذلك أيها الإخوة، لمجرد أن تتوب إلى الله، وأن تصطلح معه تصطلح مع نفسك، وترتاح نفسك، وتطمئن نفسك، وتسعد نفسك:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾
كيف سواها الله عز وجل ؟ سواها حيث إذا فجرت تعرف أنها فجرت، وإذا استقامت تعرف أنها استقامت.
من صفات المسيْ والمذنب:النهيار الداخلي:
إن علماء النفس وصفوا حالة تصيب الإنسان المسيء بصفات عديدة، منها:الانهيار الداخلي: فإذا بنى الإنسان مجده على أنقاض الناس، بنى غناه على إفقارهم، بنى أمنه على إخافتهم، بنى عزه على إذلالهم، ينهار من الداخل، يشعر بصغار، تصيبه الكآبة، والكآبة مرض العصر، فأية نفس خرجت عن منهج الله خرجت أيضاً عن فطرتها، خرجت أيضاً عن مبادئها، خرجت أيضاً عن جبلتها.
من خصائص النفس:
أيها الإخوة، من أرقى خصائص النفس أنها جبلت على الكمال، أنها توافقت مع منهج الله، فما من أمر أمرك الله به إلا وفطرتك ترتاح له، وما من أمر نهاك الله عنه إلا وفطرتك تتألم منه، قال تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾
الفطرة متوافقة تماماً مع منهج الله، كيف أن العقل متوافق توافق تاماً مع قوانين الكون، بني الكون على السببية، والعقل لا يفهم شيئاً إلا بسبب، وبني الكون على الغائية، والعقل لا يفهم شيئاً بلا غاية، كذلك بني منهج الله على الصدق والأمانة، والعدل والإنصاف، والرحمة، والنفس البشرية لو أنها عاصية، ولو أنها آثمة لا ترتاح إلا للصدق والأمانة، والعدل والإنصاف:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾
حدثني أخ سافر إلى بلاد الغرب، نزل في بعض الفنادق، رأى لوحة على السرير كتب عليها: إن لم تنم في هذه الليلة فالعلة ليست في فرشنا، إنها وثيرة، ولكن العلة في ذنوبك، إنها كثيرة.
في قلب المؤمن من الراحة النفسية والطمأنينة والسكينة والهدوء ما لو وزع على أهل بلد لكفاهم، لأن المؤمن التائب انسجم مع نفسه، اصطلح مع نفسه، جاءت حركته متوافقة مع خصائصه، هذه آية من آيات الفطرة، قال تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
الآية الثانية:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ﴾
أن تقوم، وأن تقف، معنى ذلك أن الأمر في غاية الأهمية، والإنسان أحياناً يكون جالسًا، إذا حزبه أمر وأقلقه أمر، أو جدّ أمر يقف، قال تعالى:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ﴾
بكليتك، بكل اهتمامك، بكل طاقتك، بكل حركاتك وسكناتك، قال تعالى:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ﴾
أن تقيم وجهك للدين حنيفاً، هذه الإقامة للدين حنيفاً هي نفسها فطرتك التي فطرت عليها، قال تعالى:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾
أيها الإخوة الكرام، هذه حقائق في أي مكان في الأرض، في أي زمان الخطأ خطأ، والصواب صواب، بل إن أروع ما في هذا الدين العظيم أن الله سمى الأعمال القبيحة في ميزان الشرع منكراً، لأن الفطر السليمة تنكرها ابتداءً، وسمى الأعمال الصالحة في ميزان الشرع معروفاً، لأن الفطر السليمة تعرفها ابتداءً، قال تعالى:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾
هكذا فطرنا، فطرنا على طاعة الله، فطرنا على الصدق والأمانة، والإحسان، والإنصاف والعدل، والرحمة والعفو، قال تعالى:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
هذه الآية الثانية، فإذا توجهت إلى الدين بكل إمكاناتك، بكل اهتمامك، بكل طاقاتك، هذا التوجه هو نفسه ما جٌبِلتَ عليه، وما فطرت عليه، وما أراحك.
الآية الثالثة:
قال تعالى:
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه ﴾
لا يمكن أن تخدع كل الناس لكل الوقت:
يمكن أن تخدع بعض الناس لكل الوقت، ويمكن أن تخدع كل الناس لبعض الوقت، أما أن تخدع كل الناس لكل الوقت فهذا مستحيل وألف ألف مستحيل، أما أن تخدع نفسك ثانية واحدة فهذا مستحيل وألف ألف أَلف مستحيل، لأن الله عز وجل يقول:
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
المذنب يعلم علم اليقين أنه مذنب، وقد لا يعترف، وقد يكابر، وقد يركب رأسه، ولكن في أعماقه يعلم أنه مذنب، هذه فطرتك، قال تعالى:
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
الآية الرابعة:
﴿حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾
للتوضيح: حينما تضع أمام أنفك وردة فواحة الرائحة لماذا تشعر براحة كبيرة ؟ لأنك مجبول على حب الرائحة الطيبة، لكن هناك حيوانات تعيش في المياه السوداء، وكأنها في عطور، أن تستمتع بالشيء الجميل هذا في الأصل ليس في الجميل فقط، بل في فطرتك، أن تستمتع برائحة طيبة هذا لا يعود إلى أن الوردة لها رائحة طيبة، يعود إلى أنك أيضاً جُبلت على قبول هذه الرائحة، والدليل: هناك كائنات أخرى تستمتع بأنتن الروائح، الخنزير أكلته المفضلة خنزير متفسخ، أكلته المفضلة لحم الجيف.
أحياناً يمشي الإنسان في الفلاة فيشعر برائحة يكاد يخرج من جلده، حيوان متفسخ، وهو أكلةُ الخنزير المفضلة، أطيب طعام يشمه من أعماقه الجيف واللحوم المنتنة والجرذان الميتة، معنى ذلك أنك حينما تستمتع بشيء طيب من الطعام والشراب، أو حينما تشم رائحة طيبة، فاستمتاعك بهذه الأشياء لا لأن الرائحة طيبة فقط، لأنك في أصل تركيبك مجبول على حب هذه الرائحة، وهذا من تكريم الله لك.
انظر إلى دجاجة إنها تأكل كل شيء، حتى براز الإنسان، قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾
﴿حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾
أربع آيات في كتاب الله تتحدث عن الفطرة، وفي حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري ومسلم عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ:
(( الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ))
الشيء القبيح لا ترتاح له، بل تقلق مِن فعله، تقلق أشد القلق، والدعاة إلى الله يُسألون عن أشياء لم يرتح السائل لها، آلاف الأشياء تفعلها وأنت مطمئن، لأنها متوافقة مع الفطرة، لكن هناك شيء أقلقك فتسأل عنه، لأنه خالف الفطرة، إذاً: الآيات الكريمة والحديث الصحيح يؤكد أن الإنسان جُبِل على فطرة عالية.
من خصائص النفس:
لو أردنا أن نتابع خصائص النفس.
أيها الإخوة الكرام، من أولى خصائص النفس، وأنا أتمنى أن يجهد العلماء لمعالجة موضوعات تحت عنوان: علم النفس الإسلامي.
1 – كل نفس ذائقة الموت:
الحقيقة الأولى في خصائص النفس: أن كل نفس ذائقة الموت، ومعنى ذائقة لا أنها تذوق الموت، والإنسان مؤلَّف من ذات هي نفسه التي بين جنبيه، هي التي تؤمن، هي التي تكفر، هي التي تحب، هي التي تبغض، هي التي تسمو، هي التي تسهو، هي الطائعة، هي العاصية، هي المؤمنة، هي الكافرة، هي التي لا تموت، هي التي مصيرها إما إلى جنة يدوم نعيمها، أو إلى نار لا ينفذ عذابها، هي ذات الإنسان، وقد خاطبها الله بقوله تعالى:
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾
أو:
﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾
أو:
﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾
ذاتك، من أنت ؟ نفسك هذا وعاء الجسم، وعاء النفس، في داخل الجسم ترى من عينين، تنتقل، لها الأصوات من أذنين، تعبر عن ذاتها باللسان، تنتقل من مكان إلى مكان عن طريق الرجلين، تبطش باليد، تستخدم جهاز الفكر، هذه التي تخاطب، والتي تعاتب، هي ذاتك، هي التي تؤمن، هي التي تكفر، قال تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
مَن حملها على معصية الله، من أبقاها غافلة عنه، لذلك: ( قد أفلح ) في القرآن تعني النجاح كل النجاح، والفلاح كل الفلاح، والفوز كل الفوز، والتوفيق كل التوفيق، والتفوق كل التفوق، أن تزكّي نفسك، أي أن تؤهّلها لدخول الجنة، ثمن الجنة تزكية النفس، قال تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
2 – البشر من نفس واحدة:
من خصائص النفس أن الله خلق البشر من نفس واحدة، من خصائص واحدة، الإنسان هو الإنسان، في أي مكان وزمان،
(( يا داود، ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها ))
خصائص البشر واحدة، فأيّ إنسان على وجه الأرض يحب الجمال، ويحب الكمال، ويحب النوال، خصائص ثابتة، مسلم أو غير مسلم، ملحد، علماني، بعيد، قريب، أيّ نفس إنسانية تحب الكمال، قد يكون الذي يحب الكمال ناقصاً، قد يكون مجرماً قد يكون لصاً، يقول اللص لإخوانه اللصوص: اقسموا بالعدل، فطرته العدل، لكنه يخالف فطرته.
أيها الإخوة، خصائص النفس واحدة، تحب الكمال، أن تحب الكمال شيء، وأن تكون كاملً شيء آخر، أن تحب الرحمة شيء، وأن تكون رحيماً شيء آخر، الفطرة تعني أنك تحب الكمال، تحب العدل، تحب الإنصاف، تحب الكرم، تحب السخاء، تحب الرضا، خصائص البشر واحدة، الكمال موقف أخلاقي فيه وفاء، الجمال، الوردة الجميلة، الطفل الجميل، المنظر الجميل، البحر الجميل، الجبل الأخضر الجميل، أيّ شيء جميل تحبه النفس، والنوال العطاء، لو أن واحدًا كان قصير القامة، أسمر اللون، غائر العينين، ناتئ الوجنتين، أحنف الرِّجل، مائل الذقن، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب، منحك بيتاً، فإنك تذوب محبة له، على قماءة شكله، تحب النوال، وتحب الكمال، وتحب الجمال، الكمال أخلاقي، والجمال قد يكون حسيًا، والنوال عطاء، هذه خصائص النفس البشرية.
3 – الإنسان خلق هلوعا:
من خصائص النفس البشرية أن الإنسان خلق هلوعا، ما معنى هلوع ؟ القرآن فسر الهلوع، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ﴾
لا يحتمل.
إنّ طبيبًا فحص مريضًا معه ورم خبيث منتشر، قال له: هذا المرض ينهي أجلك بعد أربعة أشهر، تدبر وقتك، اكتبْ وصية، نظم أمورك، مات في اليوم الثاني، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
يقلق على حياته، يقلق على رزقه، يقلق على من يلوذ به، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
لو لم يكن هلوعاً لما تاب إلى الله، لو أن الإنسان لا يخاف، فبلغوه بخبر ورم خبيث، خير إن شاء الله، ما من مشكلة، لا يتوب إلى الله، أما إذا لاح إلى الإنسان شبح مشكلة ـ لا سمح الله ـ عافاكم الله جميعاً، أنا والله من أدعيتي التي أتأثر بها: " اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء "، أكرموا عزيز قوم ذُلَّ، وغني افتقر، وعالم ضاع بين الجهال، لذلك خُلق الإنسان هلوعا، هذا ضعف في أصل خلقه لمصلحته، ألا ترى أن بعض الآلات الغالية جداً فيها وصلة ضعيفة جداً تسمى ( الفيوز )، كومبيوتر صناعي ثمنه ثلاثون مليونًا، لو جاءت شحنة كهربائية عالية جداً لأحرقته، لكن فيه وصلة ضعيفة جداً، فإذا جاء التيار عالياً ساحت هذه الوصلة، وقطعت عنه التيار، وسَلِم الجهاز، هذا الضعف في أصل تصميم الجهاز لصالح الجهاز، وهكذا الإنسان، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
ومعنى: إذا مسه الشر جزوعا، يقلق أشد القلق يطرب، لا ينام الليل، وإذا مسه الخير منوعا، لأنه إذا مسك الخير تكون منوعًا، فترقى بالصدقة، والمال محبب، قال تعالى:
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْث ﴾ِ
لأن المال محبب، فبإنفاقه يرقى به، والشيء الذي لا تحبه إذا أنفقته هل تشعر برقي ؟
عندك ثوب بالٍ قديم لا ترتديه إطلاقاً، هو عبء عليك، ولا مكان له في البيت فتصدقت به، هل ترقى بهذا التصدق ؟ الشيء الجديد، الطعام الطيب، المال إن أنفقته تَرْقَ، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
المصلي قد ينجو من هذا الضعف الخلقي، وهو ضعف في أصل خلق الإنسان، لكنه لصالح الإنسان، الآية الثانية:
﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً ﴾
يريد أشياء قريبة، فإذا اختار الآخرة يعاكس فطرته، فإذا عاكس فطرته ارتقى عند الله، يريد شيئًا مستعجلا جاهزا، أحياناً يدعى إلى عمل دخله كبير جداً فيه مئات الشبهات، شبهات في العمل، في الدخل، يريد المال سريعاً، يأتي المؤمن فيقول: معاذ الله، إنه ربي أحسن مثواي، يبحث عن شيء ينفعه بعد الموت، اختار هدفا بعيدا عن متناول يده، بهذا الاختيار يرقى الإنسان، لأنه عجول، إذا اختار هدفاً بعيداً يرقى بهذا الاختيار، لو كان في الأصل مَهُولا لا يرقى باختيار الآخرة أبداً.
4 – وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا
الآية الثالثة:
﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾
خلق الله الإنسان ضعيفاً ليفتقر في ضعفه، فيسعد بافتقاره، ولو خلق قوياً لاستغنى بقوته، فشقي باستغنائه، لذلك أحياناً يكون الإنسان في حالات قوياً جداً، فيستغني بقوته عن الله، قد يكون غنياً جداً فيستغني بماله عن الله، والآية واضحة جداً:
﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾
رأى نفسه مستغنياً عن الله عز وجل، لذلك بطولة المؤمن أنه مفتقر دائماً إلى الله عز وجل.
إذاً: من خصائص النفس أنها تذوق الموت ولا تموت، ومن خصائص النفس أنها خلقت من نفس واحدة، من صفات وسمات مشتركة بين كل البشر، ومن خصائص النفس أن:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
ومن خصائص النفس:
﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً ﴾
ومن خصائص النفس:
﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾
هذا الكلام يقترب مما يسمى بعلم النفس الإسلامي.
خصائص الإنسان حيادية:
لكن أيها الإخوة، هناك ملاحظة دقيقة جداً: أن كل خصائص الإنسان حيادية، بمعنى أنه يمكن أن ترقى بها على أعلى عليين، ويمكن أن تهوي بها إلى أسفل سافلين.
مثلاً: الإنسان يحب التقليد، إن قلدت مؤمناً ارتقيت، وإن قلد فاسقاً هلكت، التقليد حيادي، الإنسان يغار، إن غار من مؤمن حافظٍ لكتاب الله يرقى، وإن غار من إنسان غارق في الزنا يهلك، فالغيرة حيادية.
بالمناسبة، لأن الإنسان مخير فكل خصائصه حيادية، التقليد خصيصة، طفل يقلد أباه، وهو يصلي، وطفل إنسان فاسق يقلده، وهو يفسق، التقليد صفة حيادية، أساساً من صفات المؤمنين أن أولادهم في الأعم الأغلب مؤمنون، ومن صفات الكفار والفاسقين قال تعالى:
﴿وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً ﴾
فالطفل بحسب ما يرى يقلِّد، فالتقليد صفة في الإنسان، يمكن أن توظف في الخير أو في الشر، فإنْ صحبت المؤمنين تمنيتَ أن تكون مثلهم، وإن صحب الإنسانُ أهلَ الفسق والفجور تمنى أن يكون مثلهم، لذلك قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
عش في أجواء إيمانية، عش مع المؤمنين، لا تصاحب إلا مؤمناً، لا تصاحب إلا من يرقى بك إلى الله حالُه، ويدلُّك على الله مقالُه، صفات الإنسان كلها حيادية، سمات الإنسان كلها حيادية، خصائص الإنسان كلها حيادية، يمكن أن تكون سلَّماً ترقى به، أو دركات تهوي بها، لذلك التقليد من خصائص الإنسان المؤمن، قال تعالى:
5 – التقليدُ:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْم ﴾
غير المؤمن يقلِّد أهل الفجور والانحراف والفسوق والعصيان.
لذلك من خصائص الإنسان التقليد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام البخاري:
(( لا حَسَدَ إلا على اثْنَتيْنِ: رجلٌ آتَاهُ اللَّهُ القرآنَ فقام به آناء اللَّيل وَآنَاءَ النَّهارِ، ورجلٌ أعْطاهُ اللَّهُ مالا، فَهوَ يُنْفِقِهُ آنَاءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ ))
هذا هو التقليد، إذا قلّدتَ مؤمناً في سَمته الحسن، في ورعه، في استقامته، في إنفاقه، في عبادته، ترقى عند الله، والذي يقلد فاسقاً يسقط من عين الله، ودائماً وأبداً هؤلاء النجوم والأعلام والقادة، مدير مستشفى، مدير مدرسة، معلم صف، إذا دخن أمام طلابه فقد أغراهم بالدخان، ويعاقَب مرتين، مرة لأنه أخطأ، ومرة لأنه قُلِّد مِن قِبَل مَن يراه كبيراً.
أيها الإخوة الكرام، الحسد مثلاً، الحسد أن تتمنى ما عند الآخرين، هذه خصيصة، لكنها حيادية.
التقيت مع مؤمن، رأيت سمته وأدبه، ومحبته لله، وتألق وجهه وورعه، وعلمه واستقامته، وأعماله الطيبة، تمنيت أن تكون مثله، لا حَسَدَ، أي لا غبطة إلا في اثْنَتيْنِ، إنسان ينفق ماله في الليل والنهار، وإنسان ينفق علمه في الليل والنهار، الصفة نفسها، الخصيصة نفسها، إذا تأملت حياة فاسق فاجر كل يوم في نادٍ، كل يوم في فندق، كل يوم مع فتاة، إذا استخدمت خصيصة التقليد تتمنى أن تكون مثلهم، إذاً: التقليد صفة حيادية.
الحسد أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك لتصل إليك، هذا مستوى، وهناك مستوى أسوء ؛ أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك دون أن تصل إليك، وهناك أسوء وأسوء ؛ أن تكتب، أن توغر صدر سيده عليه بتقرير .
لذلك أيها الإخوة، ما من خصيصة من خصائص النفس إلا وهي حيادية، سلم ترقى بها أو دركات تهوي بها، قد لا تصدقون أن هذه الفطرة موجودة عند الحيوانات أيضاً، الدليل: ألقِ لهرة أمامك قطعة لحم تأكلها أمامك، لو أنها خطفتها تأخذها، وتعدو بها بعيداً عنك، لأنها شعرت أنها في الحالة الثانية أنها كانت معتدية.
بين الفطرة والصبغة:
1 – الفطرة:
الآن مع موضوع الفطرة والصبغة، الفطرة أن تحب الخير، وقد لا تكون خيراً، الفطرة أن تحب العدل، وقد لا تكون عادلاً، الفطرة أن تحب الرحمة، وقد لا تكون رحيماً، هذه الفطرة، الفطرة شيء، حب الكمال شيء، وأن تكون كاملاً شيء آخر.
2 – الصبغة:
أما إذا اتصلت بالله جل جلاله صلة محكمة استقرت في نفسك الكمالات، الله رحيم، وأي مؤمن يتصل به يصبح رحيماً، الله عز وجل عدل، وأي مؤمن يتصل به تراه عادلاً، الله عز وجل لطيف، وأي مؤمن يتصل به يشتق منه اللطف، أنت في الحالة الأولى فطرتك سليمة، أما في الثانية فهي صبغة، قال تعالى:
﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾
الفطرة أن تحب الكمال، لكن الصبغة أن تتخلق بالكمال، الفطرة أن تحب الرحيم، لكن الصبغة أن تكون رحيماً، الفطرة أن تحب العدل، لكن الصبغة أن تكون عادلاً، الصبغة من خصائص المؤمنين، لأنهم اتصلوا بالله عز وجل، لذلك قال تعالى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
أيْ: بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد كنت ليناً لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، لذلك إذا ابتعدتَ عن الله يغدو القلب قاسياً، وإذا اقتربتَ منه يغدو القلب رحيماً، قال تعالى:
﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾
عندنا صبغة وفطرة، الفطرة أن تحب الكمال، لكن الصبغة أن تكون كاملاً، الفطرة من صفات البشر جميعاً، لكن الصبغة من صفات المؤمنين.
بين الطبع والتكليف:
هناك شيء آخر، هناك طبع وهناك تكليف الطبع، أقرب إلى الجسم، طبعك يقتضي أن تبقى نائماً إلى ما بعد الشمس، أما التكليف فيأمرك أن تستيقظ قبل طلوع الشمس، طبعك يقتضي أن تملأ عينيك من محاسن النساء، لكن التكليف يأمرك أن تغض البصر، طبعك يقتضي أن تأخذ المال، لكن التكليف يأمرك أن تنفقه، طبعك يقتضي أن تخوض في فضائح الناس مستمتعاً بها، والتكليف يأمرك أن تسكت.
أيها الإخوة الكرام، الطبع مناقض للتكليف، ومن تناقض الطبع مع التكليف يكون ثمن الجنة، قال تعالى:
﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾
إذاً: أنت لا ترقى عند الله إلا إذا خالفت طبعك، لذلك طاعة الله تنسجم مع الفطرة، وتتناقض مع الطبع، ومن تناقض الطبع مع التكليف يكون ثمن الجنة.
من الإعجاز العلمي في القرآن:إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا:
أيها الإخوة الكرام، لو انتقلنا إلى موضوع في الإعجاز العلمي: كلكم يعلم أن الأرض تدور حول الشمس، لكن في مسار بيضوي، ومعنى مسار بيضوي أنه يشبه البيضة، المسار البيضوي فيه قطر صغير وقطر طويل، الأرض تقطع في الثانية الواحدة ثلاثين كيلو متر في دورتها حول الشمس، لو أنها هنا في الطرف الطويل، وسارت على مسارها، ووصلت إلى هنا في القطر الصغير، ما الذي يمكن أن يقع ؟ نظام الجاذبية متعلق بالمسافة، ونظام الجاذبية متعلق بالكتلة، الكتلة ثابتة، لكن حينما تقلّ المسافة بين الأرض والشمس فهناك احتمال أن تنجذب الأرض إلى الشمس، وإذا انجذبت تبخرت في ثانية واحدة، وانتهت الحياة، لأن حرارة باطن الشمس عشرون مليون درجة، تتبخر الأرض فوراً، لذلك ما الذي يحصل ؟ الأرض عاقلة، الأرض جماد، الأرض حينما تقترب من القطر الأصغر ترفع سرعتها وحينما ترفع سرعتها ينشأ من رفع سرعتها قوة جديدة نابذة تكافئ القوة الجديدة الجاذبة، فتبقى الأرض على مسارها، قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
من آيات الله الدالة على عظمته أن الأرض تسرّع إذا اقتربت من القطر الأصغر لينشأ من سرعتها الطارئة قوة نابذة طارئة تكافئ القوة الجاذبة الطارئة من قلّة المسافة بينها وبين الشمس، يد من ؟ صنع مَن ؟ تصميم من ؟ قال تعالى:
﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾
فإذا تابعت الأرض سيرها، ووصلت إلى القطر الأطول زادت المسافة، و ضعفت الجاذبية، وهناك احتمال أن تتفلت الأرض من الجاذبية، وتسير في الفضاء الكوني، وعندئذ تصبح الأرض قبراً جليدياً بمئتين وسبعين درجة تحت الصفر، وتنتهي الحياة، هذه يد الله العظيمة، ماذا تفعل الأرض هنا ؟ تخفض من سرعتها لينشأ من تخفيض السرعة الطارئة قوة نابذة أقلّ تكافئ القوة الجاذبة الأقل، وتبقى على مسارها، قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
أن لا تخرج الأرض عن مسارها هذا من آيات الله الدالة على عظمته.
بعض العلماء يقول: " لو أردنا أن نرجعها إلى الشمس، لو أنها شردت، وانفلتت، قال: نحتاج إلى مليون مَليون حبل فولاذي، قطر كل حبل خمسة أمتار، والحبل الفولاذي الذي قطره خمسة أمتار يستطيع أن يقاوم من قوى الشد مليوني طن، فالأرض مرتبطة بالشمس بقوة جذب تساوي مليون مَليون ضرب مليونين، أيْ اثنين أمامها ثمانية عشر صفرًا، كل هذه القوة من أجل أن تحرف الأرض في مسارها ثلاثة ميليمترات في الثانية، لينشأ مسار مغلق، هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه، قال: ولو أردنا أن نعيدها إلى الشمس، وزرعنا على سطحها مليون مَليون حبل فولاذي المفاجأة أن المسافة بين كل حبلين خمسة أمتار، نحن أمام غابة من الحبال، فلا بحار، ولا إبحار، ولا سفن، ولا طرق، ولا أبنية، ولا زراعة، ولا شيء.
الآية الكريمة:
﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
يعني بعمد لا ترونها، هذه قوى الجذب، لذلك الآيتان:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
والآية الثانية:
﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
هاتان آيتان في القرآن الكريم بعد اكتشاف حقائق الجاذبية، وحقائق الفلك وحقائق الأرض تبين أن هاتين الآيتين من الإعجاز العلمي الذي يشير إلى عظمة الله عز وجل.
أيها الإخوة الكرام، نتابع هذا الموضوع إن شاء الله في درس قادم.