وضع داكن
26-04-2024
Logo
جامع التقوى - الدرس : 263 - جزاء الآخرة مبني على التفاوت في العمل .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

عدم استواء الذين يعلمون مع الذين لا يعلمون :

 أخواننا الكرام؛ مثل من الواقع : طالب لم يدرس ، وطالب لم ينم الليل وهو يدرس ، أن يستوي الذي لم يدرس فينجح والذي درس ينجح ، الدراسة انتهت ، لن يدرس أحد ، ما دام واحد لم يدرس أبداً ولم يداوم وأخذ الشهادة ، والذي درس وداوم أخذ الشهادة ، ما دام استوى المجتهد مع الكسول ، استوى الصالح مع الطالح ، استوى المعطي مع المانع ، استوى المنضبط مع المتفلت ، استوى المصلي مع غير المصلي ، استوى الذي يخاف الله مع الذي لا يخاف الله، أن يستوي هؤلاء مع هؤلاء التغى الدين ، التغت الجنة ، التغت النار ، انتهى كل شيء ، الآية الجامعة المانعة الرائعة :

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 9 ]

 مسافة كبيرة جداً ، والمسافة ليست مسافة في الدرجة ، كيف ؟
 عندك ذهب عيار أربعة وعشرين ، هذا أغلى شيء ، الأقل منه واحد وعشرون ، وهناك ثمانية عشر أيضاً ، وستة عشر ، وأحد عشر ، كله ذهب ، التفاوت بين هذه الأنواع بالدرجة ، يقول لك : ذهب أربعة وعشرون ، ذهب واحد وعشرون ، ذهب ثمانية عشر ، ذهب أحد عشر ، لكن الذهب غير التنك ، التنك معدن خسيس ، ليس له قيمة .
 الآن صفيحة جبنة من التنك ، تستطيع أن تبيعها لشخص و هي فارغة بليرة ، لا أريدها ، تجدها بالقمامة :

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 9 ]

 مسافة كما بين الأرض والسماء ، كما بين الخير والشر ، كما بين العقل والجنون ، كما بين الوسامة والدمامة .

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 9 ]

 هذه آية أصل .
 في الشام بيوت تتصدر هذه الآية غرفة الضيوف .

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 9 ]

﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

[ سورة القصص : 31]

 مستحيل !

﴿ أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾

[ سورة السجدة : 18]

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

 هذا الدرس مهم جداً ، أنك أنت تغض بصرك ، وتخاف من الله ، لك زواج عند الله ناجح ، وسعيد ، لأنك غضضت بصرك عن محارم الله ، والذي له تجارب قبل الزواج ، يسمونها الفسقة : تجارب ، أي زنى ، هذا كهذا ؟ الذي حفظ نفسه كهذا الذي يزني ؟ ما من شيء أحب إلى الله تعالى - اسمعوا يا شباب - من شاب تائب ، إن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب ، يقول :

(( انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي))

 القضية ليست سهلة ، تتعامل مع الله وتُظلم ؟ ! مستحيل وألف ألف ألف مستحيل ! والله زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، أنت مؤمن ، أنت إنسان منبضط ، دخلك منضبط ، الإنفاق منضبط ، السهرات منضبطة لا يوجد بها اختلاط ، التجارة منضبطة بربح شرعي ، لا يوجد غش ، أي ممكن أن تكون ذكياً جداً وتغش .

وجوب أن تكون المسافة بين الطاعة ونتائجها والمعصية ونتائجها كبيرة :

 هذه قصة للموعظة ، أعرف شخصاً معه دكتوراه بالكيمياء ، استطاع أن يصنع مادة غذائية من دون مواد طبيعية ، ربح أرباحاً طائلة ، المواد الطبيعية تكلفه تسعين ، المبيع بمئة وعشرين ، ربح ثلاثين بالمئة ، أي ثلاثون ليرة ، أما المادة الكيماوية فقد كلفته عشر ليرات ، هو يبيع بمئة وعشرين ، أي ربح مئة وعشر ليرات ، جمع ثروة طائلة ، ما مات إلا مجنوناً ، وكان يمشي بالطريق عارياً .
 إياك أن تغلط مع الله ، الله كبير ، لكن عظمة الله أنه لا يعاقب بعد الذنب مباشرة ، إذا عاقب بعد الذنب مباشرة التغى الاختيار ، قل للناس : ادفع مئة وخذ ألفاً ، تجد طابوراً طوله مليون كيلو متر ، سهلة جداً ، قل لشخص نظر لفتاة ستفقد بصرك ، ترى الجميع يغض بصره ، يجب أن يكون هناك مسافة كبيرة بين الطاعة ونتائجها ، والمعصية ونتائجها ، حتى يتحقق الاختيار ، واضحة تماماً ؟

العاقل من يستقيم على أمر الله :

 لذلك من هو البطل ؟ من هو الذكي ؟ من هو العاقل ؟ من هو الفالح ؟ من هو المتفوق ؟ من هو الكبير عند الله ؟ الذي يستقيم على أمر الله ، حقك محفوظ بالتمام والكمال .
 واحدة من النساء كل مفاتنها ظاهرة ، قصير ، ضيق ، وأخرى تخاف من الله ، تلبس الحجاب ، سترت كل مفاتنها عن العامة ، زواج هذه مثل زواج هذه ؟ مستحيل وألف ألف مستحيل ! شاب مؤمن يرتاد المساجد ، يرضي والديه ، يحسن لمن حوله ، يغض بصره ، لا يتابع أشياء إباحية ، هذا الشاب يستوي مع شاب متفلت ؟
 أقول لكم كلمة لعلها تكون قاسية : يستوي الصالح مع الطالح ، المحسن مع المسيء، المعطي مع المانع ، المنضبط مع المتفلت ، أن يستوي هذان الصنفان ، أو هذه الأصناف مع هذه الأصناف ، دققوا الآن؛ هذا لا يتناقض مع عدله فحسب ، بل يتناقض مع وجوده .
 قصة تأثرت بها كثيراً ، إنسان بعيد عن الدين كلياً ، ما تربى بالمساجد أبداً ، تربى بدور اللهو ، صار طبيباً ، جاءه مريض ، الطبيب مقيم في الشام ، جاءه مريض يقيم بالساحل زوجته معها آلام بكتفها الأيمن ، هو طبيب ذكي جداً ، ولا يوجد عنده مبادئ ، قال له : هذا التهاب يحتاج لإبرة كل أسبوعين ، صدق هذا الطبيب ، وصار ينزل من طرطوس إلى الشام كل أسبوعين ، طبعاً هو فقير ، يوجد مواصلات ، و أجور طبيب ، بقي سنة ونصف ، أحد أخواني طبيب جراح بالأورام الخبيثة ، رأى هذه المريضة بالمستشفى ، قال له : معها التهاب دكتور ؟ قال : هذا ليس التهاباً ، هذا ورم خبيث ، وهذا يعرفه طالب الطب ، هذا الزوج فهم القصة ، فهم الاحتيال ، رمى نفسه على الأرض و قال للطبيب : يا رب إذا كنت موجوداً فانتقم من الطبيب الأول ، وإذا لم تكن موجوداً لا تنتقم منه ، هكذا قال ، هذا دعاء غلط ، حرق قلبه ، سنة ونصف من طرطوس إلى الشام أجور مواصلات ، وفنادق ، ويتدين ، وباع الأرض التي يملكها ، يقول لي هذا الطبيب الجراح المختص بالأورام : والله بعد أحد عشر شهراً جاءني الطبيب معه ورم خبيث حقيقي .
 الله كبير ، لا أشبع منها ، كبير ، بغلطة بجسمك تصير حياتك جحيماً ، هناك أمراض صعبة جداً ، ليس معنى هذا أنها لا تصيب الصالح ، حتى لا تفهموا مني بشكل خاطئ، قد يكون الابتلاء عقاباً ، و المصيبة قد تكون ابتلاء .

﴿ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

[ سورة المؤمنين : 30]

 الأنبياء ابتلوا ، قد تكون عقاباً .
 فيا أخوان خف من الله ، خف من الله إذا كان حرفتك راقية جداً لا تقبل المساءلة .
 مرة كنت أتعالج بلبنان ، كنت أنا مقيماً بلبنان حوالي سنة ، قبل أن آتي إلى الأردن رأيت طبيباً طلب مني أحد عشر تحليلاً ، كم تحليل ؟ أحد عشر ، رآهم طبيب يخاف الله ، قال لي : تحتاج إلى أول واحد فقط ، والباقي كله لا تحتاجه إطلاقاً ، قد يكون هناك ترتيب معين بين الطبيب والمحلل ، هذا مريح جداً ، المريض لا يكشف هذا الموضوع ، نحتاج إلى اثني عشر تحليلاً ، وأنت تحتاج إلى واحد فقط ، والباقي مناصفة ، ليس الكل ، إياكم أن تفهموا أن الكل يفعلون ذلك ، قلة قليلة ، الطب مهنة راقية جداً .
 عندما أنت تعرف الله تنقلب موازينك بكل شيء ، باختيار الزوجة ، بشراء بيت ، بتجارة ، هناك تجارات رابحة جداً ، لكنها لا تجوز ، يقول لك : الآن التجارة الأولى في العالم الإباحية ، أعلى أرباح بالعالم كله الأفلام الإباحية ، تباع بعشرة أضعاف .

بطولة الإنسان ان يحسن اختيار حرفته و زوجته :

 أخواننا الكرام؛ وهذه نصيحة للشباب الذين أمامي ، ألصق شيء بحياة الشباب شيئان؛ حرفته ، وزوجته ، فالبطولة أن تحسن اختيار الحرفة ، الحرفة فيها خير ، لا يوجد بها شر ، فيها انضباط ، لا يوجد بها تفلت ، فيها خدمة للمجتمع ، لا يوجد بها إفساد للمجتمع .
 كان هناك شارع بالشام يوصل إلى مصيف راق جداً ، وغال جداً ، على هذا الشارع بناء على اليمين ، و بناء على اليسار ، الذي على اليمين ملهى ، ملهى ليلي ، وهناك تفلت ليس موجوداً بأي بلد بالعالم ، و هو تفلت ممنوع بالعالم كله ، لكن صاحبه قوي ، و على اليسار جامع ، ولحكمة بالغةٍ بالغة الذي أنشأ الملهى توفي ، و الذي أنشأ الجامع توفي ، والملهى مفتوح ليوم القيامة ، وكل يوم ما يجري به من معاص وآثام وانحرافات كبيرة جداً في صحيفة من أنشأه ، وكل واحد دخل للجامع وصلى ركعتين وبكى بالصلاة وخشع في صحيفة من أنشأ المسجد .
 هذه بطولتك ، اختر حرفة فيها عطاء ، حرفة لا تتناقض مع الدين ، حرفة فيها خدمة للمجتمع ، بطولتك أيها الشاب الذي لم تتزوج أن تحسن اختيار زوجتك وحرفتك ، لذلك :

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 9 ]

 مستحيل !

﴿ أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾

[ سورة السجدة : 18]

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

 من ملهى لملهى .

﴿ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

 من جامع لجامع .

﴿ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

 ارتكبوا خطأ مدمراً ، هناك خطأ ينهي حياتك ، خطأ ينهي كل ما تملك ، خطأ مدمر.

من يتوهم استواء الصالح مع الطالح فهو أكبر جاهل :

 أخواننا الكرام؛ إذاً أن يستوي الصالح مع الطالح ، المستقيم مع المنحرف ، المعطي مع المانع ، المنضبط مع المتفلت ، الذي يؤدي الصلوات الخمسة بإتقان مع الذي لا يصلي ، الذي يغض بصره مع الذي لا يغض بصره ، لا يستويان ، عندما تتوهم أنهم يستويان أنت أكبر جاهل .

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 9 ]

 هذا اسمه بالبلاغة : استفهام إنكاري ، قطعة ثمينة بالبيت مكسورة ، من كسرها ؟ لا نعرف ، أنا كسرتها ؟ الأب قال : أنا كسرتها ؟ لا ، هذا اسمه : استفهام إنكاري ، معقول أنا أكسرها أو تنكسر لوحدها ؟ من كسرها ؟

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 9 ]

 لكن مرة ثانية أقول الفكرة : لو يأتي الجزاء بعد العمل مباشرة ألغي الاختيار ، أحضر أفسق إنسان ، قل له : إذا نظرت إلى امرأة هناك ضريبة غالية جداً ، و إذا لم تنظر هناك مكافأة ، اختلف الوضع ، إذاً :

﴿ أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً ﴾

[ سورة السجدة : 18]

 آمن بالله ، بوحدانيته ، بكماله ، أدى الصلوات ، صام رمضان ، حج بيت الله الحرام، غض بصره ، لا يوجد عنده سهرة لا ترضي الله بالبيت ، لا يوجد عنده تجارة فيها انحراف ، أو فيها كسب مال غير مشروع .

﴿ أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾

[ سورة السجدة : 18]

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

 أي ما أحمقهم ، ما أضلهم .

إذا سكت من لا يعلم قلّ الخلاف و إذا تكلم من لا يعلم زاد الخلاف :

 أخواننا الكرام؛ هذه مقدمة ، أما الموضوع فدقيق جداً ، أول فقرة في هذا الموضوع : إذا سكت من لا يعلم قلّ الخلاف ، ما بقي هناك خلاف بحياتنا ، إذا سكت من لا يعلم قلّ الخلاف ، وإذا تكلم من لا يعلم زاد الخلاف ، نحن ما مشكلتنا ؟ الذين لا يعلمون يتكلمون ، لهم مقالات ، ولهم تغريدات ، هذه كلمة جديدة تغريدات على الفيس بوك ، الذي تكلم من لا يعلم ، إذا سكت من لا يعلم قلّ الخلاف ، وإذا تكلم من لا يعلم زاد الخلاف ، فتعلم قبل أن تتكلم ، القضية لا مزح فيها .
 تروى قصة أن شخصاً لم يترك معصية إلا و ارتكبها ، انظر إلى بيته ما أجمله ، انظر إلى سيارته ، إلى دخله الفلكي ، إلى مكانته الاجتماعية ، هذه قصة مدمرة ، هذه قصة كالسم في الدسم .
 مرة قرأت عبارتين يا لطيف ! لو قرأهم شاب في أول حياته انتهى ، أنت ضعيف لأنك أخلاقي ، و أنت أخلاقي لأنك ضعيف ، هذا منطق الأقوياء ، الأقوياء عندهم مقولة خطيرة للغرب كله : أنت قوي إذاً أنت على حق ، عندك طيران ، عندك مدراعات ، عندك جيش عرمرم ، تمسك ناصية معظم الدول في العالم ، أي الغرب ، أنت قوي أنت على حق ، أنت ضعيف كل طروحاتك باطلة ، أنت ، و دينك ، و مبادئك ، و قيمك ، هذا الذي أنهى الحياة ، الأقوياء .
 أحياناً يموت شخص ، تضج القارات الخمسة و الإعلام بموته ، شيء ليس معقولاً ، و هو قاتل مليون شخص ، عادي .

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر  وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر
***

 الأمم المتحدة ، يقوها الأمين العام : هو يتابع بقلق ما يجري في سوريا ، فقط يتابع بقلق ، عنده قلق فقط ، مقتول مليون ، قال : عنده قلق ، أقوياء ، والله قلت : يمكن أن تحقن الدماء بهاتف ، هاتف فقط ، لا يوجد طيران ، فقط بهاتف تحقن دماء مليون ، ولا يفعل ذلك ، هذا عند العلماء شركاء مع القاتل .
 احفظوا هذه الفكرة : أية جهة بالأرض كائنة من كانت تستطيع أن تحقن الدماء ولم تفعل فهي شريكة القاتل مئة بالمئة .
 ماذا قال سيدنا عمر ؟ لو أن أهل بلدة ائتمرت على قتل واحد لقتلتهم به جميعاً ، كلام سيدنا عمر .
 لو مجتمع بالملايين وافق على ما يجري في الشرق الأوسط ، المجتمع هذا لأنه ديمقراطي فهو آثم ، انتخب شخص عمل حرباً ، قال : أنتم عندكم سلاح شمولي ، وهم يعلمون علم اليقين أن هذا كذب ، كان هناك مليون قتيل ، عشرة ملايين نازح ، من أجل تهمة باطلة ، وهم يعلمون ، حرب العراق عشرة ملايين ، شيء لا يصدق ، ويتصدرون المجالس ، ويتفلسفون، ويتكلمون ، الله كبير ، نحن في دار ابتلاء لا دار جزاء .
 لذلك دققوا؛ إذا سكت من لا يعلم قلّ الخلاف ، وإذا تكلم من لا يعلم زاد الخلاف ، فتعلم قبل أن تتكلم .

سكوت العلماء يقوي الظالم على ظلمه :

 نص آخر : لو سكت من يعلم ، واختبأ في منزله خوفاً على دنياه ، بيته درجة أولى ، ومركبته ، وتجارته ، وليس له مصلحة بالكلام .
 لو سكت من يعلم ، واختبأ في منزله خوفاً على دنياه ، دخل الناس في حيرة من أمرهم ، وشكوا في دين ربهم .
 لذلك قالوا : لا شيء يقوي الظالم على ظلمه كسكوت العلماء على ظلمهم .
 أنت بالضبط يهمك من الطبيب علمه فقط ، تهمك استقامته ؟ تهمك أداء صلواته ؟ لا يهمك ، معه بورد بالهضمية ، ومعك أنت لا سمح الله التهاب معدة حاد ، يهمك من هذا الطبيب علمه فقط ، يهمك من المهندس معلوماته فقط ، من المحامي معلوماته فقط ، لكن لا يمكن أن تنتفع من رجل الدين إلا إذا تأكدت يقيناً أن الذي يقوله يفعله .
 كطرفة : بالشام عندي درس من فضل الله كان عليه إقبال منقطع النظير ، يحضر الدرس عدة آلاف ، و عندي للنساء بالقبو ، والقبو ممتلئ عن آخره ، ابنتي صغيرة عمرها ثماني سنوات ، جلست مع النساء مع والدتها ، هناك امرأة عرفت أن هذه الفتاة هي ابنتي ، فقالت لها: والدك بالبيت مثلما يتكلم بالدرس ؟
 هم لا يريدون من العالم فصاحته ، ونطقه ، وشواهده ، والآيات ، والأحاديث ، وبراعته بإلقاء الدرس ، أنت مطبق ما تقول ؟ عود نفسك أن تفعل ما تقول ، عود نفسك أن تكون قدوة ، لذلك قالوا : القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور