وضع داكن
26-04-2024
Logo
الدرس : 246 - المكر يقابله الصبر مع الطاعة لينتهي بالنصر.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

الصبر مع الطاعة ينتهي بالنصر أما الصبر مع المعصية فليس بعده إلا القبر :

 أيها الأخوة الكرام؛ آية في القرآن الكريم قال تعالى:

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ ﴾

[ سورة إبراهيم : 46 ]

 الطرف الآخر.

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

 إشارة إلى علم الله.

﴿ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

 خالق الأكوان يصف مكر الكفار بأنه يزيل الجبال، هذا جبل قاسيون في دمشق، أو أحد جبال عمان الصغيرة، لو اجتمع أهل الأرض على أن يزال هذا الجبل لا يستطيعون.

﴿ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم : 46 ]

 بيّن لك عظم مكرهم، بيّن لك قوتهم، خداعهم، بعد ذلك يقول لك:

﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 47 ]

 زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، الآية التي بعدها:

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾

[ سورة آل عمران : 120 ]

 هذا المكر الشديد الذي تزول منه الجبال، أنت بصبرك وطاعتك ينتهي بالنصر، لذلك قالوا: الصبر مع الطاعة ينتهي بالنصر، أما الصبر مع المعصية فليس بعده إلا القبر.
 أي ليس غريباً عنكم وعود الله عز وجل بالنصر لا تعد ولا تحصى، وعملياً غير محققة، عندنا خلل، كل بطولتنا الآن أن نكتشف أين الخلل، أين الخلل الذي أوقف وعود كلها؟

﴿ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾

[ سورة آل عمران: 120 ]

 أي نصبر بالقرآن، فقط تطبيق عملي، قرأت عن شخص اعتُقل ظلماً، وضع في زنزانة، طولها مترين وعرضها متر، بعد حين نقلوه لزنزانة كانت متراً بمتر، لم يعد يستطيع أن ينام و هو مستلق، ينام جالساً، وهذا صعب جداً، ثم أدخلوا عليه خمسة أشخاص، لم يستطيعوا أن يتنفسوا، ثم خمسة أخر، ثم أدخلوا خنزيراً، صار همهم الوحيد فقط إخراج الخنزير، سياسة تخفيف المطالب، مطالب كبيرة، انخفضت، انخفضت، إلى موضوع بسيط، إخراج هذا الخنزير.

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

 الآية الدقيقة:

﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 47 ]

اليقين بنصر الله يقين قطعي :

 والله يا أخوان؛ زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، زوال الكون، أنت مع الخالق، مع القوي، مع العزيز، مع الجبار.

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾

[ سورة الطارق: 15 ـ 16 ]

 بالمناسبة هذا الشيء من العقيدة، الله ليس ماكراً، ولا كائداً، هذا يسمونه بالبلاغة: مشاهدة، مثال ذلك، أنطبخ لك طعاماً؟ يقول: لا، اطبخوا لي جبة وقميصاً.
 لذلك أخواننا الكرام، اليقين بنصر الله قطعي، تصور إنساناً أُهدر دمه، وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، رسول الله أُهدر دمه، وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، تبعه سراقة.
 والله يوجد نص نحن نقرأ هكذا، لكن دقق به، إنسان مهدور دمه، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، يقول لسراقة: يا سراقة، كيف بك إذا لبست سوار كسرى؟ شخص مهدور دمه، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، يقول لسراقة: كيف بك يا سراقة إذا لبست سوار كسرى؟ أكبر دولة بالعالم، أي أنا سأصل سالماً، وسأنشئ دولة، وسأنشئ جيشاً، وسأحارب أكبر دولة بالعالم، وسأنتصر، وسوف تأتيني الغنائم، ولك منها يا سراقة سوار كسرى.
 افتحوا كتب السيرة سيدنا عمر، جاءت كنوز كسرى، وقف صحابي أمسك برمحه ومده إلى أعلى ما يستطيع، وقف صحابي آخر بالطرف الثاني، أمسك برمحه وأمده إلى أعلى ما يستطيع، حتى التقى الرمحان، كلها كنوز، ذهب، ألماس، فضة، فقال سيدنا عمر: إن الذي أدى هذا لأمين، فقال له سيدنا علي: يا الله! أعجبت من أمانتهم؟ لقد عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا.
 فلذلك أخواننا الكرام، عندما جاءت كنوز كسرى سيدنا عمر قال: أين سراقة؟ جاء سراقة، ألبسه سوار كسرى، وقال: بخ بخ، أعيرابي من بني تميم يلبس سوار كسرى، والله هو هو، إله الصحابة إلهنا، كل البطولات في السابق يمكن أن تكرر، أهم شيء أن يكون الشخص واثقاً من وعد الله عز وجل، هذا وعد الله لا يمكن من ألا يتنفذ.

 

الدين الإسلامي دين فردي و جماعي :

 لكن أحياناً أريد أن أقول كلمة للأخوة الشباب: هذا الدين دين جماعي، ودين فردي، أنت أيها الشاب، وحدك غضضت بصرك، ضبطت لسانك، أحسنت لوالديك، كنت زوجاً ناحجاً، أو ابناً ناجحاً، أو أخاً ناجحاً، أنت وحدك تقطف كل ثمار الإسلام الفردية وليس الجماعية، الأمة تطبق الإسلام تقطف ثماره الجماعية.
 الآية الأولى:

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء : 147 ]

 مستحيل ومليار مستحيل أن تؤمن وتشكر ثم تعذب، الآية نفسها.

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء : 147 ]

 أما كإسلام جماعي:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 33]

 يا محمد ما دامت سنتك قائمة في حياتهم فهم في مأمن من عذاب الله.

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

 فأنت يجب أن تثق بوعد الله ثقة مطلقة.

 

علاقة الإنسان مع الخالق سبحانه :

 مرة شخص بالشام بغرفة مطلة على الشارع، فتاة محجبة حجاباً كاملاً، تمشي بالطريق، قال: هذه الفتاة عندها مفاتن كأي امرأة، لكنها خافت من ربها، وسترت مفاتنها محتشمة، فلها معاملة خاصة.
 يجب أن تشعر بكل كيانك، بكل ذرة، بكل قطرة في دمك، وكل خلية بجسمك وأنت كمؤمن أن لك معاملة خاصة.

﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 47 ]

 لك معاملة خاصة في حياتك، في زواجك، في عملك، في بيتك، بصحتك، لك معاملة خاصة متميزة، ما الدليل؟

﴿ أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾

[ سورة السجدة: 18]

 مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يستوي المؤمن المستقيم مع غير المؤمن، لا يستويان.

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة الجاثية: 21]

 وألف مستحيل.

﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 47 ]

 الآيات المطمئنة لا تعد ولا تحصى، أنت علاقتك مع الخالق، أحياناً يعدك إنسان بوظيفة، يكون مثلاً بمنصب رفيع جداً، يتأخر عن تنفيذ الوعد، تقابله، يقول لك: والله لم أستطع، قدمتها لرئيس الوزارة ولم يوافق، كل إنسان قدراته محدودة، أنت تخاطب خالق الأكوان، الكون كله بيده، الطرف الآخر بيده، الأقوياء بيده، الطغاة بيده، الحالة النفسية بيده، الإنسان عنده حالة نفسية المؤمن ينفرد بها.

﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 81 ـ 82 ]

 شيء دقيق جداً، فأنت اقرأ القرآن، واعتقد بكل خلية بجسمك، وبكل قطرة بدمك أن وعد الله محقق، بأي عصر، بأي مصر، بأي مكان، بأي زمان، بأي ظرف، وعود الله تنفذ فوق الظروف كلها، الظرف صعب، لا يوجد شواغر، لا يوجد تعديلات جديدة، الأمر صعب، وعود الله فوق كل الظروف الصعبة، فإذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟
 أربع كلمات، إذا كان الله معك فمن عليك؟ ولا أحد يجرؤ أن يكون عليك بالأرض كلها، وإذا كان عليك فمن معك؟ يكون ذكياً جداً، معه ثروات طائلة، تأتيه قضية صحية تلغي له كل سعادته.

 

نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ونعمة الهدى والرشاد نعم لا تقدر بثمن :

 مرة أقسم لي إنسان بالله أنه فقد شيئاً من صحته، قال لي: والله لو رجعت لي صحتي لأنفق مالي كله، كل ماله، شخص لا ينام، لم يترك طبيباً ولا دواء، قال لي: والله أدفع مليون ليرة فقط لأنام ليلة واحدة، مليون ليرة، أنا لي بالدعوة أربعون سنة سمعت حالات، أحياناً يريد أن يمد رجله لا يستطيع، يوجد حالات صعبة جداً، اتق الله حتى تتنعم بالصحة والسعادة والتوفيق والنجاح بحياتك، إله الصحابة إلهنا، وعود الله جاهزة، الله لا يخلف وعده إطلاقاً، بالتعبير المعاصر افتح خطاً ساخناً مع الله، ناجه بالليل، يا رب عافني في بدني، يا رب وفقني في زواجي، أنتم شباب، أرشدني إلى زوجة صالحة، الدنيا كلها متاع، وخير المتاع الزوجة الصالحة، الذي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك، إذا الله رزقك أيها الشاب زوجة صالحة، أو دخلاً كافياً، نحن عندنا غنى، وعندنا كفاية، ثلاث نعم إذا حصلتها لم تخسر من الدنيا شيئاً، أول نعمة وأكبر نعمة نعمة الهدى، تعرف أن هناك إلهاً، هناك إله، رب، قدير، وهناك دنيا، وآخرة، وجنة، ونار، وحساب، وعذاب، وإكرام، مسلمات الدين، نعمة الهدى أكبر نعمة، حتى إن بعضهم قال: تمام النعمة الهدى، لو معك مال قارون هذه نعمة ناقصة، ما الذي يكملها؟ الهدى أول نعمة، النعمة الثانية الصحة.
 مرة إنسان يشغل منصب معاون وزير الصحة، هو صديق صديقي، فقد بصره، زاره صديقه، قال له: والله أتمنى أن أجلس على الرصيف، ولا أملك إلا هذا المعطف، وأتسول، وأن يرد لي بصري، كلام واضح لأعلى درجة، أربع سيارات، وبيت فخم بأرقى الأحياء، يتمنى أن يشحذ و يرد له بصره، نعمة البصر نعمة كبيرة.
 أحياناً الشخص يختل اختلالاً عقلياً، تجد معه ملايين ومصيره إلى مستشفى المجانين، كل مكانتك، وبيتك، وهيمنتك، ودخل كبير، وتاجر عظيم، وأقرب الناس لك يدبر لك مكاناً بمشفى المجانين، راح العقل، وراح البيت، وراحت الزوجة والأولاد، أنت مغمور بالنعم.
 سبحان الله! الإنسان عندما يكون بعيداً عن الله يفكر بالنقص فقط، يفكر بالموجود، عندك زوجة صالحة، تغيب شهرين لا تشك بأخلاقها إطلاقاً، هذه أكبر نعمة، عندك دخل يكفي نفقاتك، عندك مكانة اجتماعية، لا يشار لك بازدراء.
 يا أخوان نفكر بالنعم التي بين أيدينا، هذه نعم كثيرة، والحقيقة الدقيقة عندك ثلاث نعم كبرى، نعمة الإيجاد، ما دليلك؟

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾

[ سورة الإنسان : 1]

 لو فرضنا أخاً من الإخوان، متى ولدت؟ عام ألف و تسعمئة و خمسة و تسعين، أو عام ألف و تسعمئة و تسعين، أنت من؟ لا شيء، لست موجوداً، لا يوجد معك هوية، ليس لك اسم بالنفوس.

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾

[ سورة الإنسان : 1]

 فالله منحك نعمة الإيجاد، موجود، ونعمة الإمداد، لك أم وأب، كرامتك محفوظة، لك غرفة خاصة بالبيت، وأب يحبك كثيراً، وأم تحبك، ويهتمون بإكرامك، ويدفعون لك قسط الجامعة، هذه ليست قليلة، نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد، ثلاث نعم لا تقدر بثمن، نعمة الإيجاد، نعمة الإمداد، نعمة الهدى والرشاد.

 

الكلمة الطيبة صدقة :

 أخواننا الكرام؛ الدين واسع جداً، والنعم لا تعد ولا تحصى، يوجد سبعة مليارات ومئتا مليون، الآن ثمانية مليارات بالأرض قطعاً، فهل هناك شخص يحب المرض أو الفقر أو القهر؟ ولا واحد، هل هناك شخص يحب أن يكون دخله قليلاً؟ لا، يحب أن يكون دخلك كبيراً، من يحب أن يكون بيته ستين متراً؟ يحب أن يكون مئتي متر أقل شي، مطالب كل واحد منا.
 فأنت كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، عبدي كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك، لا تكلف خاطرك، وتقول لي ماذا تريد، أنا أعرف ماذا تريد، أنتم شباب وكل واحد يتمنى زوجة صالحة، وبيتاً معقولاً، ودخلاً معقولاً، وراتباً كل شهر، وأن يذهب نزهة كل يوم جمعة، وسيارة صغيرة، هذه مطالب الشباب مؤمنة عند الله عز وجل، لكن اعرفه أنت، أدخله بحسابك، أدخل لقاءه بحسابك، اخطب وده، الله ودود، اخطب وده بالطاعة، بالعمل الصالح، عندك أختك أكرمها كثيراً، عندك أخت كبيرة لتكن مثل والدتك، هل تحتاجين إلى شيء أختي؟ خبرها بالهاتف، والله هذا ينعش الإنسان، مشغول معك حق، يوجد هاتف معك، وأختك معها هاتف، بالأسبوع مرة، كيف صحنك يا أختي؟ إن شاء الله مرتاحة؟ هل تحتاجين إلى شيء؟ تبقى أسبوعاً مسرورة، الطاعات ليست صعبة إطلاقاً لكنها تحتاج إلى فكر، انظر إلى وضع الوالدة، هل تحتاج إلى شيء.
 سأتكلم عن قصة دقيقة: دخل للبيت الساعة الواحدة، قالت له أمه: أريد دواء رأسي يؤلمني، قال لها: جميع الصيدليات مغلقة، لكن هو يعرف أن هناك صيدليات مناوبة، قال لها: لا يوجد أحد، وهي استحت منه، مرة ثانية استحى ألا يحضر لها الدواء، قالت له: رأسي يؤلمني يا بني ذهب ليحضر لها دواء معيناً لتأخذه، يوجد ثلاث صيدليات غير موجود، بالحالتين الدواء لم يؤخذ، لكنه أول مرة نام معذب الضمير، المرة الثانية نام مرتاحاً، بالحالتين الدواء ما أخذته، لكن عندما خرجت من البيت و لم تجد الدواء لأنه مفقود بثلاث صيدليات أديت الذي عليك.
 إذا شخص بأول حياته فكر أن يكون باراً بوالديه، له زوجة صالحة.
 تقول امرأة: أربعون سنة لم يقل لي: الله يعطيك العافية، يدخل الطعام جاهز؟ دخلت قل: السلام عليكم، أثني على شيء من أخلاقها، من علمها، الطعام تعبت به، أحياناً كلمة طيبة تجد البيت صار جنة، كلمة طيبة، لا تبخلوا بالكلمة الطيبة.

((الكلمة الطيبة صدقة))

[أخرجه مسلم وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور