وضع داكن
11-05-2024
Logo
الدرس : 256 - ما يراه الإنسان عن حقيقة الدنيا عند الموت - خواطر عن حياة جوبز عند مماته.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الأمة الإسلامية تقاس بإيمانها وبأخلاقها وبالتزامها :

 أيها الأخوة الكرام؛ الدرس المتسلسل بين أيديكم، لكن أحياناً يأتي موضوع مهم جداً أقطع التسلسل وأعالج هذا الموضوع.
كنت مرة في أمريكا، ولما عدت إلى بلدي سألني أحدهم: ماذا رأيت هناك؟ فقلت له: رأيت أمة تعيش لحظتها.
 الآن؛ يوجد فيلا، سيارة، نزهة، مسبح، متعة، أمة تعيش لحظتها، أي آخرة، برزخ، جنة، نار، طاعة، معصية، هذه الكلمات لا معنى لها إطلاقاً في هذه البلاد، أمة تعيش لحظتها، همها الوحيد الرافاه، وهذا الواقع واقع العالم كله الآن، موضوع الآخرة ليس داخلاً في الحسابات إطلاقاً، جنة، نار، معصية، يجوز، لا يجوز، حرام، حلال، فرض، سنة.
 الشخص أحياناً يطبخ رز بحليب، يسكبه بالزبادي، يبقى بأسفل الإناء بقية، الآن يوجد بقية مروءة، بقية وفاء، بقية مودة، أما أمتنا فأمة عملاقة، أتمنى عليكم ألا تقيسوا الأمة بالطريق السياسي، هذا ليس له معنى إطلاقاً، تقاس الأمة بإيمانها، بأخلاقها، بالتزامها.
 هذا جوبز الآن يعد أغنى أغنياء العالم، مات عن سبعمئة مليار، هذا الرقم أكبر رقم تركه إنسان في العصر الحديث.

الرزق و الكسب :

 قبل أن أتابع القصة يوجد موضوع دقيق دقيق هو الرزق والكسب، الرزق ما استهلكته فقط، أي هذه الثياب التي تلبسها رزقك، بيتك رزقك، الزوجة المؤمنة رزقك، الأولاد الأبرار رزقك، صحتك رزقك، مكانتك رزقك، المستهلكات، لكن النبي ماذا قال؟

(( وهَلْ لَك يا بْن آدَمَ مِنْ مَالِكَ إلا ما أكلتَ فأفْنَيتَ، أو لَبِستَ فأبْلَيْتَ، أو تصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ))

[مسلم عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه]

المستهلكات ثلاثة بنود، الطعام والشراب مستهلك، والثياب تهترئ، بقي العمل الصالح، علة وجودك الوحيدة في الدنيا العمل الصالح.
 للتقريب: أرسلت ابنك إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون، علة وجوده الوحيدة في هذه المدينة نيل الدكتوراه، يوجد مطاعم، وحدائق، وملاه ليلية، ودور سينما، هذا موضوع ثان، كل هذه العناوين لا تعنيك، يعنيك أن تدرس، وأن تأتي بالدكتوراه من السوربون لتكون أستاذاً جامعياً، والدخل معقول، تستطيع أن تتزوج، وتشتري بيتاً، وسيارة، وتضع جانب اسمك د. ثلاث وعشرون سنة دراسة من أجل د. فقط، وهذه الجنة الأبدية ألا تحتاج إلى عمل؟ ثلاث و عشرون سنة دراسة ابتدائي، متوسط، ثانوي، اثنتا عشرة سنة، خمس سنوات لسانس، سنتان دبلوم، سنتان دبلوم ثان، سنتان ماجستير، سنتان دكتوراه، تدرس ثلاث وعشرين سنة كي تضع جانب اسمك د.، و كي تضع جانب اسمك مؤمناً لتدخل الجنة ألا تحتاج إلى عمل؟ أليس لك هدف لتحضر درس علم؟ ما عندك وقت، إذاً كان عندك وقت لماذا؟
 أضرب أنا مثلاً بسيطاً، شخص سافر لأمريكا جاء بدكتوراه، وبالدين كلها، الآن اشترى عيادة، والدوام من الخامسة للسابعة، جاء مريض الساعة السادسة، قال له: أنا مشغول، لكن لماذا انت مشغول؟ عليك ديون بالملايين، وأنت طبيب أسنان، وأنت حددت الموعد من الخامسة للسابعة، جاءك شخص الساعة السادسة، قلت له: أنا مشغول؟! إذا كنت مشغولاً لا تستطيع أن تعرف الله إذاً هل لديك وقت لتعمر بناء؟
 أذكر شخصاً بباريس سوري الجنيسة اشترى فندقاً من ثمانين طابق، ممتلئ دائماً، بعد يومين مات، كل شيء تملكه؛ أملاكك المنقولة والغير منقولة، وحجمك المالي منوط بضربات القلب، وقف لم يعد لك شيء.

(( رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت))

بطولة الإنسان أن يعيش المستقبل :

 أخواننا الكرام؛ الموضوع خطير جداً، فهذا جوبز توفي وهو مؤسس شركة أبل للبرمجيات، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وترك وارءه عند رحيله شركة بلغت قيمتها سبعمئة مليار دولار، أعلى رقم بالتاريخ الحديث، اقرأ ما كتبه جوبز وهو على فراش الموت قبل وفاته بأيام، البطولة أن تعيش المستقبل.

(( رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت ))

 أعرف شخصاً، عندما كان معظم الناس ثمن بيوتهم خمسة ملايين، سبعة ملايين، عشرة ملايين، كان ثمن بيته مئة وثمانين مليوناً، والد صديقي، دخلت لبيته شيء مثل الخيال، أربعمئة وخمسون متراً، قسم شرقي، نمط شرقي، كله مزاييك، أشياء تراثية غالية جداً، وجدت عنده فازة طولها يصل للسقف، سعرها مليون ليرة، وقسم غربي أحدث الموديلات، هذا توفي في أيام مطيرة، وأنا باعتباري صديق ابنه كنت بالجنازة، فتحوا القبر وجدوا فيه مياهاً سوداء، اشتروا قبراً بمقبرة الباب الصغير عندنا بالشام، فتحوا القبر مياه سوداء، ماذا يفعلون؟ سألوا ابنه قال: ضعوه ماذا سنفعل؟
 شخص يعيش حياة من البذخ تفوق حدّ الخيال، بهذا القبر مياه مجار سوداء، وضعوه و مشوا، عش المسقبل، البيت الذي أنت تسكنه عبارة عن أربعمئة وخمسين متراً، أو مئتي متر، وزوجة أمامك، وبنات صبايا، وشباب، وسيارة معقولة، جيدة، ومكتب فخم، عندك سفرة إلى البحر الميت، عندك سفرة إلى الساحل، عندك سفرة لأوروبا ثم يوجد قبر.

(( رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت ))

والله الذي لا إله إلا هو ما وجدت على ظهر الأرض أذكى، أو أعقل ممن يعمل لهذه الساعة، هذه الصفقة كيف وقعتها؟ لا تجوز، هذه السهرة كيف حضرتها؟ لا تجوز، هذه المعاملة الربوية كيف قبلتها؟ لا تجوز، فلان يصلي، وإذا صلى، المنهج الإلهي أخواننا لا أبالغ يمكن خمسين بنداً، يظن الناس صوماً، وصلاة، وحجاً، وزكاة، هذه عبادات شعائرية، لا تقدم ولا تؤخر.

(( رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت))

 دخلك، إنفاقك، بناتك صبايا يلبسون أحدث موديل، وكل مفاتنهم للطريق، كيف تقبل بهذا؟ هذه السهرة لا ترضي الله، كل النساء لا يحللن أن يجلس معهن الرجال، هكذا نعيش، هكذا أبي علمنا، أبوك نبي؟
 مرة قال لي أحدهم: أبي أمرني أن أطلق زوجتي، قلت له: كيف معاملتها؟ قال: والله جيدة جداً، صاحبة دين، ومحجبة، قلت له: لا تطلقها، قال لي: سيدنا عمر أمر ابنه أن يطلق امرأته، قلت له: أعرف، لكن أبوك عمر؟ إذا أبوك عمر طلقها، أبوك ليس عمراً، أبوك إنسان عادي، إنسان عادي، لم يحبها، تحتاج إلى منهج، إلى درس تحضره، إلى شرع تفهمه، إلى أمر ونهي تعرفه، إلى قرآن تقرئه، أنت مشغول، إذاً متى تنتهي من عملك؟
 أكثر من خمسة عشر ملحداً، ليس ملحداً عادياً، ملحد داعية للإلحاد، على فراش الموت ماذا قالوا؟ شيء يبكي، عبروا عن ندمهم اللامحدود عندما عرفوا الله.

 

على كل إنسان إدخال محاسبة الله له في حسابه :

 لذلك أخواننا الموضوع دقيق، ويحتاج إلى متابعة.

(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت ))

 قال: لقد وصلت إلى قمة نجاحي في أعمالي التجارية- جوبز- في عيون الآخرين، حياتي كانت رمزاً للنجاح، ومع ذلك وبصرف النظر عن العمل كان لدي القليل من الوقت للفرح، سبعمئة مليار، قال: كان لدي القليل من الوقت للفرح، وأخيراً في النهاية ثروتي مجرد رقم أنا معتاد عليه، رقم سبعمئة مليار.
في هذا الوقت وأنا ممدد على السرير في المستشفى أتذكر حياتي الطويلة، أدرك أن جميع الجوائز والثروات التي كنت فخوراً جداً بها أصبحت ضئيلة وغير ذات معنى.
سأقول لكم أقصوصة: أعرف شخصاً كان شاباً، يعمل في سوق الحميدية بمتجر، يكنس المحل ينظفه تماماً، يضع القمامة بعلبة فحمة،، بعلبة هدايا، ويلفها بورق هدايا، لونه خمري، ويعمل له شريطة حمراء، ويضع العلبة على طرف الرصيف، يأتي شخص يجد علبة فخمة جداً، كأن فيها مطيف ألماس، فيها ذهب، يأخذها ويسرع، هو يلحقه، بعد مئة متر يفك الشريطة الحمراء، بعد مئة متر ثانية يفتح الورقة، بعد مئة متر ثالثة يفتح العلبة فيكتشف أن في العلبة قمامة المحل، يسب ويشتم.
 أقسم لكم بالله الإنسان حاله مع الدنيا عند الموت كهذا الحال، ترك البيت إلى القبر، بيت عبارة عن أربعمئة وخمسين متراً، يقول: هذا البلاط أحضرته من إيطاليا، ما شاء الله! هذا الأثاث كله استيراد من إيطاليا، ثم يضعونه بالنعش وإلى القبر، هل يستطيع شخص منكم وأنا معكم أن يقول أنا لن أموت؟ هل يستطيع أن يبقى في بيته دائماً؟ لا، تدخل إلى بيتك عدة مرات بالنهار الواحد، مرة واحدة ستخرج بشكل افقي، أدخل هذا بحسابك، هذا المبلغ لا يجوز، هذه السهرة لا تجوز، هذه المصلحة لا تجوز، يوجد مصالح أساسها معاص، تجارة أساسها المعاصي، مواد محرمة كلها، أدخل الله بحسابك، أدخل محاسبة الله لك بحسابك.
 أنا أقول: من أغبى إنسان بالأرض؟ الذي لا يدخل الله بحسابه، من يأتي على رأس الأغبياء بالأرض كلها؟ الطغاة، لماذا؟ لأنهم ما أدخلوا الله بحسابهم، أقوياء معهم طيران، قصفوا، دمروا، انتصرنا، على من انتصروا؟ قال له: على من انتصرت؟ مثل شخص عنده أسرة، أحضر مسدساً أطلق النار على أولاده الخمس، وعلى زوجته، وأحضر تركساً وهدم بيته، قال: انتصرت، على من انتصرت؟ فكر مئة مرة قبل أن تتكلم كلمة.

(( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[ أخرجه البُخَارِيُّ وأحمد عن أبي هريرة ]

 قالت لها: قصيرة، قال لها: يا عائشة قلت كلمة - أي عبرت عن المعنى- لو مزجت بمياه البحر لأفسدته، أين يمشي الناس؟ الآن كله غيبة، ونميمة، سهرة، وامرأة أخ، و كنة ابنه، كلهم يلبسون ثياباً فاضحة، وهم مسرورون، يضحكون، ويمرحون على مفاتنهم كلها، هو لم يعمل شيئاً فقط لم يشبع من النظر إلى أعضائهن، ويقول: الله لم ينصرنا، نحن الآن مليارا مسلم، وليس أمرنا بيدنا، ومعنا نصف ثروات الأرض، ونملك عوامل وحدة لا تملكها أمة، ومع ذلك بأسنا بيننا، والعالم يتفرج علينا، ونقتل بعضنا، والطرف الآخر مرتاح، كأن عنده مناظر ممتعة، قهر قهر، قتل قتل، بالعراق، بسوريا، بمصر، يا أخوان الأمر خطير، إذا لم تستطع أن تغير المجتمع غير تفسك، عندك أنت ثلاث دوائر تملكها، محاسب عليها حساباً دقيقاً، نفسك دائرة، وبيتك دائرة، وعملك دائرة، وهنا تنتهي مهمتك.
 قال: أنا هذه الأرقام فخور بها، أصبحت ضئيلة غير ذات معنى لاقتراب الموت الوشيك، في هذا الظلام، وعندما أنظر إلى الأضواء الخضراء- في الطب يوجد أضواء خضراء بالمنفسة- لمعدات التنفس الاصطناعي، وأنصت إلى الأصوات الميكانيكية، أشعر بنَفَس الموت يقترب مني.
الآن فقط أفهم بعد أن أمضيت حياة محاولاً جمع ما يكفي من المال لبقية حياتي أن لدينا ما يكفي من الوقت لتحقيق أهداف أخرى.
 لا يوجد عنده وقت يسمع درس دين، معه وقت يقعد مع المحاسب يجني الأرباح، ما عنده وقت يسمع كلمة حق، عنده وقت يعقد صفقة.

(( رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت))

 يقول جوبز: لا يمكنني أن آخذ معي إلا الذكريات التي تعززت بالحب، قال: هذه هي الثروة الحقيقية، يكون لك أعمال صالحة، علاقات إنسانية، رعيت يتيماً، زوجت شاباً فقيراً، والله يوجد أشخاص بهم تحل مشاكل الأمة.

 

العاقل من يدخل الموت في حساباته :

 قال لي مرة شخص من أغنياء الشام: عمّر أربعة أبنية بالهامة، البناء من عشرين طابقاً، الطابق أربع شقق، الشقة خمسة وستون متراً، لعريس جديد، مفروشة، وبلغ العلماء أعطوني ورقة حسن سلوك لواحد لأعطيه شقة بألفي ليرة، هذه ثمنها حوالي عشرين ألفاً، أعطاه إياها بألفي ليرة بالتقسيط، حلّ مشاكل، أربعة أبنية، وكل بناية من عشرين طابقاً، وكل طابق أربع شقق، كم إنسان حل له مشكلته؟! أقول لكم بصراحة: الشاب يحتاج إلى مسكن، ستون متراً، وفرصة عمل، وزوجة، هذا سقف الشباب.
 أذكر أحد أخواننا عنده معمل بالشام، استأذنني أن يغلقه، قلت له: ما السبب؟ قال لي: لا يوجد ربح أبداً، لي ثلاث سنوات، الربح صفر، قلت له: كم عامل عندك؟ قال لي: ستة و ثمانون عاملاً، قلت له: أنت تفتح ستة و ثمانين بيتاً، إذا البيت فيه خمسة الحد الأدنى زوج، وزوجة، وثلاثة أولاد، أنت تطعم خمسمئة إنسان كل يوم من المعمل، أليس هذا ربحاً؟ لا تكن أنانياً، إذا كان لك عمل الناس يعيشون منه لا تغلقه، الله كبير، أحياناً يتركك لتشحذ.
والله أعرف أشخاصاً معهم ملايين، يأكلون من القمامة، والله أعرفهم، أنا لي بالدعوة أربعون أو خمسون سنة، عندي قصص لا يدخل لبيته الحلوى إلا بالصواني، والفواكه بالكراتين، افتقر، قال لي: والله أذهب إلى القمامة لآكل، حكى لي قصته مرة والله قصته تبكي، الله كبير، متل هو قادر أن يعطيك، قادر أن يسلب منك كل شيء بثانية.
 طبيب - القصة من خمسين سنة- بالشام نسائي، وحيد لا يوجد غيره، لا يذهب لعند المرأة كي يولدها إلا بليرة ذهب إنكليز أم الحصانين، وعربة، لم يكن هناك سيارة أجرة، القصة قديمة بالشام، أنا أعرف بيته بنوري باشا، بيت مثل الخيال، الحجر كله مزخرف من الخارج، طابق رابع، يكشف الشام كلها، منظر يأخذ العقل، أصيب بالفالج، عنده زوجة لئيمة جداً، خدمته شهراً، عندها قبو تحت الأرض، وضعته تحت، تحضر الخادمة له الطعام، يقول لها: أين الخانم أي زوجته؟ تقول له: والله قلت لها أن تأتي فلم تأت، تغيب أسبوعاً ثم تأتي، تقول له الخادمة: ماذا تريد من الخانم لماذا لم تأكل؟ تسمم وخلصنا.
الله كبير، لا يخرج من البيت إلا بعربة وليرة ذهب، الواحد يبيع فراشه كي يعطي هذا الطبيب ما يريد، جمع ثروة كبيرة، واشترى بناء بنوري باشا لكن ماذا حصل معه بعد ذلك؟
 فيا أخوان؛ فكروا، فكر بالمستقبل، فكر بما سيكون، فكر بالغد، فكر وأنت على فراش الموت، فكر إذا جاء أبو العز، هل تعرف من هو أبو العز؟ عزرائيل.
 شخص أخواننا الكرام؛ فقير فقير لدرجة كاد يموت من الجوع، قرر أن ينتحر- القصة رمزية طبعاً- جاء لعنده ملك الموت، قال له: لا تنتحر، أنا أدلك على طريقة تعيش ببحبوحة كبيرة، قال له: ما الطريقة؟ قال له: اعمل نفسك طبيباً، إذا رأيتني عند رأس المريض لا تعالجه سيموت، قل: هذا ليس من اختصاصي انسحب بانتظام، وإن رأيتني عن قدميه لا تخف، قل له: قبل الأكل حبتان، وبعد الأكل حبتان، على الريق، سيشفى، فطمأنه، هذا طبق ما قيل له فجمع ملايين، صار أحد أكبر أثرياء العالم.
 الملك عنده بنت يحبها كثيراً، مرضت، قال: من يشفيها سأزوجه منها، جاء فوجد ملك الموت عند رجليها، طار عقله، اختل توازنه من الفرح، عالجها شفيت، يوم عرسه جاء ملك الموت تفضل، قال له: اليوم؟ قال له: والله كان وقتها أهون.
 اشترى بيتاً فخماً، ثم غيره ووسعه، اشترى بيتاً بالجبل هذا للصيف، وبيتاً على البحر، وثلاث سيارات، سيارة للطريق للسائق ليحضر بها الخضار والفواكه، و الثانية للمناسبات، فخمة جداً لموزين، وأخرى للسفر، رتب أموره، بعدما هيأ كل شيء جاء ملك الموت تفضل.
 سبحان الله عندما تأتي الدنيا يأتي أبو العز، أنت حضر نفسك من الآن، باستقامة، بعمل صالح، واطلب العلم، وأدخل الدين بحسابك، وأدخل الموت بحسابك، أدخله بحسابك الدقيق، هذه الكلمة غلط.

(( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[البُخَارِيُّ عن أبي هريرة ]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور