وضع داكن
27-04-2024
Logo
الدرس : 255 - يجب إدخال الموت في التفكير دائماً - ماذا قال الملحدون والطغاة لحظات موتهم.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الإنسان هو المخلوق الأول رتبةً لأنه قبِل حمل الأمانة :

 أنت كإنسان بين أن تكون فوق الملائكة، وبين أن يكون الذي شرد عن الله دون الحيوان، فالإنسان يكبر، ويكبر، ويكبر ولا ترى كبره، يتضاءل أمامه كل عظيم، ويصغر ويصغر، ويصغر، ولا ترى صغره، يتعاظم عليه كل حقير، أي أنت بين حالتين، أن تكون من خير البرية، الدليل:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة: 6]

 وبين أن يكون الذي شرد عن الله:

﴿ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة: 6]

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

[ سورة البينة: 6]

 بآخر الآية:

﴿ أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة: 6]

 لذلك الإنسان في عالم الأزل، نحن الآن في عالم الصور، هذه طاولة، وهذا كمبيوتر، نحن في عالم الصور، وكنا في عالم الأول، في عالم الأزل الله عرض:

﴿ الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ﴾

[ سورة الأحزاب: 72 ]

 والسماوات والأرض مصطلح قرآني يعني الكون، والكون ما سوى الله، الله عرض الأمانة على كل الخلائق.

﴿ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب: 72 ]

 فلما قبل الإنسان حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول، الأول رتبةً، والذي قبل حمل الأمانة، ولم يفِ بالوعد كان:

﴿ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة: 6]

 أحقر حيوان الإنسان أحقر منه إذا كفر بالله، وأعظم ملك الإنسان فوقه إذا عرف الله.

 

خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط :

 لذلك الإنسان خياره في الدنيا مع مليون موضوع خيار قبول أو رفض، أراد أن يشتري بيتاً، البيت لم يعجبه، حجمه صغير، وسعره كبير، فرفضه، معك خيار رفض، خطب فتاة لم تعجبه أخلاقها، رفض الزواج منها، معك في الحياة مليار خيار، بشراء بيت، سيارة، شريك، تقسم الشركة، صديق حميم، معك مليار خيار، إلا مع الإيمان معك خيار وقت، ليس خيار قبول أو رفض، معك خيار وقت، ما الدليل؟ ما معنى ذلك؟ أي هذا الذي قال:

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

[ سورة النازعات: 24 ]

 والذي قال:

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾

[ سورة القصص: 38]

 هذا فرعون أكفر كفار الأرض، حينما أدركه الغرق، قال:

﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

[ سورة يونس: 90]

﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾

[ سورة يونس: 91]

 لا يوجد إنسان على وجه الأرض، إلا وسوف يؤمن بما جاء به الأنبياء، لكن أين البطولة؟ أن تؤمن بالوقت المناسب، أين الحمق والغباء؟ أن تؤمن بعد فوات الأوان.
 طالب دخل الامتحان، و هو لم يدرس، أخذ صفراً، رجع إلى البيت فتح الكتاب فهم الموضوع، رجع إلى الفحص أعطوني ورقتي، لا، انتهى الأمر، الفرصة انتهت، فلابد من أن تؤمن في الوقت المناسب.

﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ﴾

[ سورة الأنعام:158]

 لا يوجد خيار، هذا الوقت المناسب، جيء بك إلى الدنيا من أجل أن تؤمن، ومن أجل أن تعرف الله، ومن أجل أن تستقيم على أمر الله، ومن أجل أن تعمل صالحاً هو ثمن الجنة، فإن لم تفعل في الدنيا ما أُمرت به، أنت عند الموت أو بعد الموت لابد من أن تؤمن لكن بعد فوات الأوان، ولا قيمة لهذا الإيمان إطلاقاً.

 

أقوال الملحدين و الطغاة لحظة موتهم :

 الحقيقة بحث لطيف جداً، هناك داعية مسلم، يقابله داعية ملحد، يدعو للإلحاد، الدين أفيون الشعوب، يقول لك: الدين أوهام، الدين ما وراء الطبيعة، لكن عثرت على موضوع دقيق جداً، ملحدون وطغاة ماذا قالوا على فراش الموت؟ ملحدون ليسوا ملحدين عاديين، الملحد العادي ليس مقتنعاً بالدين، هذا ملحد عادي، أما ملحد يدعو للإلحاد، يرفع لواء الإلحاد، فهذا سيزار بورجيا، قال: في حياتي كنت أستعد لكل شيء إلا الموت، وأنا الآن أموت ولست مستعداً له، ملحد كبير.
 أنا أقول كلمة: والله يا أخوان من باب المحبة والمودة دقق وفكر في ساعة الموت.

(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ))

 تدخل للبيت قائماً مدة ثمان و ستين سنة، أو سبع و ثمانين سنة، أو سبع و تسعين سنة، لكن مرة ستخرج بشكل أفقي، هذه الحالة الأفقية أدخلها بحسابك.

(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ))

 قال: في حياتي كنت أستعد لكل شيء إلا الموت، وأنا الآن أموت ولست مستعداً له، سيزار بورجيا أحد أكبر الملحدين.
 توماس هبس، فيلسوف وسياسي قال: أنا على وشك القتل في الظلام، بالدنيا يوجد زوجة، الزوجة مؤنسة، أولاد، بنات صبايا، شباب، لقاءات، سهرات، رحلات، سياحة، ولائم، أشياء كثيرة جداً، أما على فراش الموت فلا يوجد شيء أبداً.
 أذكر كنت مرة بجدة بدعوة دعوية، فهناك فندق على البحر أمامي بناء ما رأيت أجمل منه، من أربعة عشر طابقاً، تحدثت عنه مساءً فقال لي أحدهم: هذا له قصة، ما قصته؟ قال لي: هنا أرض يملكها أعرابي بدوي، وجدة توسعت تسعين كيلو متراً، قطرها الطولي تسعون كيلو متراً، عمان ستون، جاء مكتب عقاري اشترى الأرض بثمن بخس، صاحب الأرض لا يوجد عنده خبرة بالأسعار، وجد أن الرقم كبير جداً فباع، والثاني كان قد أخذه بربع ثمنه- القصة دقيقة جداً وواقعية وأنا البناء رأيته بعيني- هذا البناء له ثلاثة أصحاب، عمروا هذا البناء، ثلاثة تجار عمار اشتروا هذا البناء بثمن بخس وعمروه أجمل بناء، ثلاثة تجار، الأول وقع من أعلى البناء فنزل ميتاً، والثاني دُهس، فانتبه الشريك الثالث، لأنه هو ربط بين موت شريكيه وبين الاحتيال على هذا الأعرابي صاحب الأرض، بحث عن الأعرابي فيما أذكر ستة أشهر بالتمام والكمال حتى عثر عليه، وكان يسكن بخيمة، أعطاه الفرق ثلاثة أضعاف الثمن، قال له هذا البدوي: أنت لحقت حال، وكل واحد منا ما دام قلبه ينبض يلحق حاله.
 لي قريب عنده بالشام محل حلويات يبيع كاتو، قال لي: مرة دخل شخص رمى لي عشر ليرات وهرب، بعثت الصانع ليرى قصته، قال له: والله أنا من حوالي عشر سنوات أكلت قطعة كاتو ولم أدفع ثمنها، خفت من الله، دفع له عشرة أضعاف.
 أخواننا الكرام؛ الموت حق، لا يوجد حدث أكثر واقعية من الموت.
 كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت:

والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر  والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر
***

 و:

كل ابــن أنثى وإن طالت سلامــته  يـــوماً على آلة حدبـــاء محمول
فإذا حمــــلت إلى القبور جنـــــــــازة  فاعــــلم بأنــــك بعدهـــــــا محمول
***

 هذا توماس هبس فيلسوف وسياسي، قال: أنا على وشك القتل في الظلام، ولو كنت أملك العالم وفي هذه اللحظة لدفعت ثمن العالم كله لشراء يوم واحدٍ في حياتي، يوم واحد فقط.

الوقت أثمن شيء يملكه الإنسان :

 أثمن شيء تملكه الوقت.

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1-2]

 الوقت هو أنت، والله ما قرأت تعريفاً جامعاً مانعاً رائعاً للإنسان كتعريف الإيمان للحسن البصري، قال: الإنسان بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه.
 يأتي القرآن يقول لك:

﴿ وَالْعَصْرِ ﴾

[ سورة العصر: 1]

 أقسم الله بمطلق الزمن لهذا المخلوق الأول الذي هو في حقيقته زمن، قال:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[ سورة العصر: 1-3]

أقوال طغاة آخرين لم يدخلوا الموت في حساباتهم :

 توماس باين كاتب ملحد، عاش في القرن الثامن عشر، قال: أرجوكم لا تتركوني وحيداً، يا إلهي ماذا جنيت لأستحق هذا، لو أن لي العالم كله ومثله معه لدفعت به هذا العذاب، لا تتركوني وحيداً، ولو تركتم معي طفلاً، فإني على شفير جهنم، إني كنت عميلاً للشيطان.
 دقق بعقيدتك، دقق ببيتك، دقق ببناتك، بنت صبية تمشي على الموديل الحديث، إذا كان شخص يهودي يجلس بباريس هو من يصمم الأزياء، قصّر يقصر المسلمون، ضيق يضيقون، عمل شقة يعملون شقة، صح، مسلمون مؤمنون معهم وحي السماء، تحت رحمة مصمم أزياء بالعالم الغربي!
 لا تتركوني وحيداً، ولو تركتم معي طفلاً، فإني على شفير جهنم، إني كنت عميلاً للشيطان.
 توماس سكوت مستشار انكليزي، مستشار ببعض الدول أعلى منصب، أعتقد هنا بالأردن المستشار هو مستشار بالقضايا الكبرى، مستشار إنكليزي توفي عام 1594، قال وهو على فراش الموت: حتى لحظات مضت لم أؤمن بوجود إله أو نار، حتى لحظات مضت لم أؤمن بوجود إله أو نار، ولكني الآن أنا أشعر بوجودهما حقيقتة وأنا الآن على شفير العذاب، وهذه عدالة القضاء الربانية.
 فولتير فيلسوف فرنسي معروف ملحد، مات عام 1777، قال موجهاً كلامه للطبيب المعالج: لقد أهملني الرب والناس، وسأعطيك نصف ما عندي إذا أبقيتني حياً لستة أشهر، أنا ميت وسأذهب إلى الجحيم.
 ممرضة فولتير قالت: لو أعطيت كل أموال أوروبا فلا أريد أن أرى شخصاً ملحداً عانى مثله- هذه الممرضة- وكان يصيح طوال الليل طلباً للمغفرة، ملحد يا ربي اغفر لي، الله شو قال:

﴿ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾

[سورة الأنعام:24]

 ديفيد هيوم، مؤرخ اسكتلندي وملحد، مات عام 1776، قال عنه مرة من رآه وهو في موته: كان يصيح: النيران تحرقني بلهبها، وكان يائساً وقانطاً لدرجة تثير الشفقة.
 لي قريب - قصة قديمة جداً- عاش في استطنبول، فكان الذي ألغى الدين، وألغى الحرف العربي، وحارب الدين بكل ما يملك، يقول: أين الإطفائية، عشرة أيام يصيح أين الإطفائية، سأدفع لها ملايين أين هي؟
 البطولة أن تغادر الدنيا وأنت مؤمن، لأن الموت ينهي كل شيء، ينهي قوة القوي، وضعف الضعيف، ووسامة الوسيم، ودمامة الدميم، وغنى الغني، وفقر الفقير، وذكاء الذكي، وغباء الغبي، ينهي كل شيء.
 مؤرخ اسكتلندي وملحد مات عام1776، كان يصيح النيران تحرقني بلهبها، وكان يائساً وقانطاً بدرجة تثير الشفقة.
 نابليون بونابرت هذا الإمبراطور الكبير، هذا قتل الملايين لإشباع جنون العظمة، قتل الملايين.
 جاءني إيميل صغير، ستة أشخاص قتلوا مئة و ثمانين مليون شخص، ماو بالصين، وستالين بسويسرا، أنا اجتهادي الشخصي أنا لا أرى أغبى من الطغاة.
 أنت إذا كان بدولة قمعية، و كان هناك جلسة فيها حوالي ثلاثين شخصاً، وتعرف أن واحداً منهم مخبراً، الكل لا يعرفه، فأنت أدخل بحسابك ألا تتكلم عن النظام أية كلمة، لماذا سكت؟ لأنك أدخلت هذا بحسابك، من هو الطاغية؟ هو إنسان أحمق غبي ما أدخل الله في حساباته، هذا الطاغية.
 هذا نابليون بونابرت الإمبراطور الفرنسي الذي قتل لإشباع جنون العظمة، قال: ها أنا أموت قبل وقتي، أعود إلى باطن الأرض، وأنا الأمبراطور الأعظم، شتان ما بين الهاوية التي أقع فيها وبين جنة الخلد.
 فرنسيس نيوبرت، رئيس نادي الملحدين البريطانين، قال لمن حول سريره وقت موته: لا تقولوا لي لا يوجد إله، فأنا الآن في حضرته، ولا تقولوا لي: لا توجد جهنم، فأنا الآن أحس بأنني أنزلق فيها، تعساً، وفروا كلامكم، فأنا الآن أضيع، إنها النار التي لو عشت ألف سنة لكذبت بها، ولو مضت ملايين السنين لما تخلصت من عذابها، آه آه إنها النار.
 شارلز التاسع، ملك فرنسي، قتل عشرات الآلاف من المسيحيين بفرنسا، عام 1572، لأنهم على غير دينه الكاثوليك، قال في موته لأطبائه: إنني أرى هؤلاء الذين قتلتهم يمرون أمامي وجراحهم تنزف، وهم يشيرون إلي، إني أرى مصيري لقد أخطأت وضعت إلى الأبد.
 أدخل الله في حساباتك، قد تكون شريكاً قوياً، المحل باسمك، والشريك الذي دفع المال كله ضعيف، لا يوجد معه وثائق، ربحت أرباحاً طائلة فصرت تضايقه وتهينه لأيام كي ينسحب من الشركة و تبقى لك، لكنك لم تدخل الله في حسابك.
 والله أعرف إنسانة ورثت بيتاً بأرقى أحياء دمشق، أخت محامية، وأخ ليس متعلماً، ضحكت عليه أخذت منه البيت، البيت غال جداً، بأرقى أحياء دمشق، صار باسمها، عاشت شهراً واحداً جاءتها خثرة بالدماغ فماتت، ورثها أخوها أخذ البيت كله.
 أقول: الله كبير ولا أشبع منها، الله كبير إياك أن تغلط، إياك أن تأخذ شيئاً ليس لك، إياك أن تعتز بقوتك، بمنصبك، بمالك، كله يزول.
 ديفيد ستراوس كاتب ملحد ألماني الجنسية توفي عام1874، قال في موته: لقد خذلتني فلسفتي، وأشعر بأني بين فكي ماكينة ذات أسنان لا أدري في أية لحظة تطحنني.
 الآن في مقالبلة مع مجلة نيوزويك الأمريكة، تحدثت سفتلانا ستالين بنت ستالين، ابنة الدكتاتور الشيوعي جوزيف ستالين عن لحظة موت أبيها، فقالت: لقد كانت ميتة أبي شنيعة، ففي لحظة موته فتح عينه فجأةً وحملق في الموجودين بنظرةٍ جنونيةٍ وغاضبة، وأومأ بيده اليسرى إلى شيءٍ ما يحوم فوقنا، وكانت إماءة تهديدٍ ثم أسلم الروح ستالين.
 أنتون ليفي، مؤسس كنيسة عبادة الشيطان، صار للشيطان عبادة، وهذا صاحب الكنيسة، ومؤلف إنجيل الشيطان توفي عام 1997، كان يصرخ عند موته ماذا فعلت؟ لقد ارتكبت خطأ جسيماً، وكان يطلب الصفح والغفران من الله.

﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾

[ سورة ق:22]

العاقل من يدخل الموت في حساباته :

 علينا أن نلحق أنفسنا كلنا قبل فوات الأوان، ما دمت تستطيع أن تمشي، تتصدق، تصلي، تغض بصرك، تتوب إلى الله، تصلي قيام الليل، ترحم إنساناً، تعطف على إنسان.
 لي قريب جراح قلب كبير بفرنسا، جاءه إنسان من الشرق الأوسط، يمكن من الشام يحتاج إلى عمل جراحي، قال له: والله العمل الجراحي يجب أن يجرى خلال أسبوع، وإلا عندك خطر الموت، قال له: أريد أن أودع أهلي، قال له: معك أسبوع، هذا جاء إلى الشام، ودع أهله لأنه ميت، لأن العمل الجراحي أحياناً تكون نسبة الوفاة فيه خمسين بالمئة، وقف أمام جزار، وجد فتاة واقفة فقيرة جداً، تأخذ العظم و تضعه في كيس، قال لها: أختي ما قصتك؟ قالت له: عندي ثمانية أيتام لا يوجد عندنا شيء إطلاقاً والله، آخذ القليل من العظم لأطبخ لهم، فجاء إلى الجزار وقال له: هذه الأخت تعطيها كل أسبوعين كيليين من اللحمة لسنة وهذا ثمنهم، ثم عاد إلى فرنسا ليجري العملية، عملوا القسطرة وجدوا أنه لا يعاني من شيء، الأطباء كادوا أن يجنوا، هذا اسمه الشفاء الذاتي.
 أنا عندي حوالي مئة قصة وأكثر بعمري الدعوي من أربعين سنة، شفاء ذاتي بلا سبب الغرب لا يصدقون، يوجد شفاء ذاتي، لا يوجد به شيء.
 أخواننا الكرام؛ القضية خطيرة، أربع و ثمانون سنة تمشي واقفاً، مرة ستخرج بشكل أفقي، أدخل هذا بحساباتك.
 كنت مرة بمراكش، مشيت بشارع ضيق جداً عرضه كعرض هذه الطاولة، أو أقل، وجدت محلاً تجارياً مكتوب عليه: صلِّ قبل أن يصلى عليك.
 أخواننا الكرام؛ ملخص هذا اللقاء الطيب، أدخل الموت بحسابك اليومي، كان النبي الكريم يضطجع بين السنة والفرض ليتفكر بالموت، هادم اللذات، مفرق الأحباب، مشتت الجماعات.

(( عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ))

[ رواه الشيرازي و الحاكم والبيهقي عن علي ]

 والحمد لله رب العالمين

ملاحظة :

 يوجد ملاحظة صغيرة، من باب المودة، أنت جئت إلى الدرس، أولاً تستطيع ألا تأتي أبداً لسبب ما، إذا جئت صليت تستطيع أن تمشي أيضاً، لكن المشي أثناء الدرس ليس من الذوق، اختر أنا لا أريد منك شيئاً، عندك عمل لا تحضر الدرس، أما بنصف الدرس تقوم تمشي، فمعنى هذا أن الدرس لم يعجبك، أنت تستطيع ألا تأتي أبداً إلى الدرس، و تستطيع أن تأتي وتصلي ثم تمشي، كله طبيعي، لكن بدأ الدرس بعد عشر دقائق تمشي فهذا له معنى غير جيد، ليس من الأدب أن تعمل هكذا، فأنت ادرس أمرك، عندك مواعيد لا تحضر الدرس، لا أحد يتكلم معك، لكن بعد أن تجلس وبنصف الدرس تقطع وتمشي، لها معنى سلبي، يجرح المتكلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور