وضع داكن
21-11-2024
Logo
الدرس : 146 - أدِّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

إيجابيات بلادنا كثيرة لا يعلمها إلا الله :

 أيها الأخوة الكرام، قبل أن أبدأ يوجد ملاحظة اسمها إدارية، العبد الفقير أنا مقيم في عمان، وإن شاء الله تعالى مادمت مقيماً في هذه البلدة الطيبة الدرس مستمر، إلا أن هناك دعوات تأتيني من جهات بعيدة، وفيها خير كبير، جالية فيها ضياع مثلاً أنا أذهب إلى إيطاليا، إلى فرنسا، عندي سفرة إلى إيطاليا غداً، أي عشرة أيام، كل سفرة لها وقت معين، أنا أبلغكم سلفاً لكن لا تسامحوني إذا أنا كنت في عمان ولا يوجد درس، لكن هذه الدعوات فيها خير كبير، أي هذه الجاليات تحتاج من حين لآخر مثل ما يقولون أنا أفتح نوافذ غرفتي لأجدد الهواء، الجاليات عندهم مشكلة الدنيا لدرجة تفوق حدّ الخيال.
إذا كان هناك جنة في الأرض فأوروبا وأمريكا، لكن هذه الجنة على الشبكية فقط، أنت هناك تفقد أولادك، الحياة بأوروبا أقوى من أي تربية. كنت بأستراليا يوم مغادرتي قال لي رئيس الجالية الإسلامية - إنسان محترم جداً- قال لي: بلغ أخوتنا في الشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، قلت له: ما السبب؟ قال لي: ابنك خمسون بالمئة ملحداً، وخمسون بالمئة شاذاً، فلا نعرف قيمة بلادنا إلا إذا سافرنا.
 دائماً هذه الجاليات حياتهم الدنيوية تفوق حدّ الخيال، والله بيوت وحدائق ومسابح، شيء مثل الخيال، تقول له: ابنك! يغمى عليه فوراً.
 كنت أقول لهم سابقاً – عندما كان كلينتون رئيس أمريكا- : لو بلغت منصباً ككلينتون، وثروة كأونسيس، وعلماً كأنشتاين، ولم يكن ابنك كما تمنى فأنت أشقى الناس.
 الحقيقة أن هناك الدنيا عريضة، والله قال:

﴿يَعلَمونَ ظاهِرًا مِنَ الحَياةِ الدُّنيا ﴾

[ سورة الروم: ٧]

 كل شيء مؤمن، أقل سوق بأي قرية، بأي مكان بأمريكا فيه أشياء لا تصدق، أي حاجة متوافرة بأعلى مستوى، بأرقى سعر، وهكذا.
 لكن يوجد إيجابيات في بلادنا لا يعلمها إلا الله، أنا أحب التوازن، عندنا هنا تماسك أسري.
 أذكر أن شخصاً في بلادنا، يوجد مكان جنوبي دمشق اسمه القدم، رجل محسن أراد أن يعمر مسجداً، كلف أحد أخواني الكرام المتفوقين في الهندسة بالبحث عن أرض، وجدوا أرضاً مناسبة جداً، مربعة، وباتجاه القبلة، أنسب أرض، بحثوا عن صاحبها فكان مستخدماً بمدرسة، المستخدم أقل وظيفة في سوريا، عنده ثمانية أولاد، دخله خمسة آلاف، لا يكفونه لشراء خبز، ورث أرضاً من قريبه الذي توفى بحادث، ولا يوجد عنده أولاد، فخلال ثانية أصبح عنده أرض سعرها خمسة ملايين، مناسبة جداً لإنشاء جامع، فالأخ المهندس أحد أخواني الكرام تفاوض مع صاحبها، فطلب خمسة ملايين، ووافق بأربعة ملايين، يريدون أن يصيغوا عقداً، قال له: العقد سنوقعه بعد أربعة أيام، قال له: لماذا؟ قال له: هذه سوف تكون مسجداً و أنت ستأتي إلى الأوقاف وتتنازل عنها، نعطيك المليونين الباقيين، قال له: سوف تصبح مسجداً؟ قال له: طبعاً. قال: أنا أبيع أرضاً سوف تصبح مسجداً؟ قال: نعم، وما المشكلة؟ قال له: والله أستحي من الله، هذه هدية مني لله عز وجل.
 إذا نزلتم إلى الشام قبل القدم يوجد أطول مئذنة في الشام، هذه الأرض نفسها، الذي قدم الأرض لا يملك من الدنيا شيئاً هذه قصة وقعت في الشام.
 سوف أنتقل إلى لندن، رجل مقيم بمانشستر، عمله بلندن، فيخرج للندن كل يوم، خرج مرة بالسيارة العامة، أعطى السائق ورقة نقدية كبيرة، قد تكون خمسة جنيهات، ردّ له التتمة، جلس بمقعده يعد التتمة فكانت زائدة عشرين بنساً عما يستحق، صار معه صراع، شركة عملاقة كبيرة، لكن أنت إمام جامع كيف تأخذهم؟ لا يجوز، بعد ذلك يبدو أن ورعه غلب على حاجته، لما وصل للسائق أعطى السائق الزيادة، فابتسم السائق، قال له: لماذا تبتسم؟ قال له: ألست إمام هذا المسجد؟ قال: بلى، قال: والله أنا حدثت نفسي قبل أيام أن أزورك في مسجدك لأتعبد الله عندك، ولكني أردت أن أمتحنك قبل أن آتي إليك- القصة رواها لي طالب من طلابي- وقع على الأرض مغشياً عليه، فلما صحا من غيبته قال: يا رب كدت أبيع الإسلام كله بعشرين بنساً، لو أبقى المبلغ بجيبه لسقط بالامتحان. كم مسلم يبيع دينه كله بعرض من الدنيا قليل؟

 

الإنسان على ثغرة من ثغر هذا الدين فلا يؤتين من قبله :

 أخواننا الكرام؛ مع الأسف الشديد الغرب لو رأوا أفراد الجاليات الإسلامية في بلادهم مطبقين لهذا الدين، لكان موقف الغرب من الإسلام غير هذا الموقف. لكن رأوا احتيالاً، قال لي شخص بأمريكا: عشرة بالمئة فقط منا شوهوا سمعة الجالية كلها بأمريكا.
 مرة طالبة سورية مقيمة بأمريكا، فازت بالمرتبة الأولى على كل الولاية، فالأوليات من كل ولاية يأخذن الشهادة من بوش رئيس الجمهورية بحفل كبير جداً، هذا الحفل كل الأوائل بكل الجامعات يدعون، فيبدو أن هذه الطالبة ملتزمة جداً، قالت: أنا لا أسافر من دون محرم، أعطوها بطاقة لأمها وأبيها، وأنا لا أصافح بوش، المصافحة حرام، وصلت لعند بوش قال لها: أنا تلقيت رغباتك، وأنا أقدسها وأحترمها، وهذه الشهادة، أعطاها الشهادة.
 الغرب عندما يرون شخصاً مطبقاً يحترمونه كثيراً، وأنا أقول: لو كان المسلمون في بلاد الغرب مطبقين لدينهم تطبيقاً تاماً والله لكان موقف الغرب من الدين غير هذا الموقف، لكن رأوا احتيالاً و تجاوزات وقد تكون عشرة بالمئة.
 الإنسان المقيم في الشرق إذا أخطأ يشار إليه بالذات، فلان أخطأ، أما بأوروبا إذا أخطأ المسلم فيشار إلى الإسلام كله بالخطأ. لذلك أنت على ثغرة من ثغر هذا الدين فلا يؤتين من قبلك.
 فكنت أقول إلى أخواننا المقيمين هناك: يا أخي هذا الفرنسي، الألماني، الإيطالي، لم يقرأ القرآن، ولم يقرأ صحيح البخاري، ولم يقرأ السيرة النبوية، الإسلام عنده أنت فقط. تخطئ أنت فيقول: إن الإسلام غلط، لذلك أنت على ثغرة من ثغر هذا الدين فلا يؤتين من قبلك، أنت عندما تسافر وتغلط هذا الغلط مسجل على دينك وليس عليك، ببلد المسلمين فلان غلط، تبقى بالاسم، إذا ارتكب أي مسيحي غلطة كبيرة جداً فقط يشار إلى اسمه، أما إذا كان المسلم قد ارتكب عملاً فيشار إلى دينه الدين الإرهابي.
 أتاني مرة إيميل: أكثر من ثلاثين مذبحة على أيدي المسيحيين، أما نسبة إرهاب المسلمين فثلاثة بالمئة، رئيس الجالية في أمريكا صديقي، قام بهذه الدراسة المؤصلة التي كانت هي ماجستير للجامعة، أعمال العنف في العالم نسب المسلمين فيها ثلاثة بالمئة، الإعلام الغربي أي عمل عنيف منسوب حكماً للمسلمين ولا يوجد إنصاف.
 لذلك أخواننا الكرام؛ أنت بالشرق الأوسط إذا ارتكبت خطأ ينسب إليك وحدك، أما إذا ارتكبت خطأ وأنت مقيم هناك فينسب إلى الجالية، الحقيقة يوجد آية من أدق الآيات:

﴿رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلَّذينَ كَفَروا ﴾

[ سورة الممتحنة: ٥]

 غير المسلم عندما يرى مسلماً يغلط، يكذب، يقدم تصريحاً كاذباً، أنا كنت بألمانيا والله دعيت إلى إلقاء محاضرة بحجم هذا المسجد، بلغني أن هؤلاء جميعاً يقدمون تصريحات كاذبة للدولة، على أنهم لا يعملون، يكفي تصريح من دون تدقيق، من دون توثيق، يعطونك تسعمئة يورو ولكل ابن ثلاثمئة، والله قلت لهم: والله لن أزوركم مرة ثانية، أنت تستطيع أن تقنع ألماني بالإسلام؟ لا، لأنه يعرف أنك تعمل بالتهريب، تتقاضى معاشاً من الدولة تسعمئة يورو ولكل ابن ثلاثمئة يورو، وأنت تعمل، فأنت عندما تقدم تصريحاً كاذباً لا يمكن أن تقنع ألمانياً بالإسلام. أنت على ثغرة من ثغر هذا الدين، فالآية تقول:

﴿رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلَّذينَ كَفَروا ﴾

[ سورة الممتحنة: ٥]

 أنت عندما تغلط تقنع الكافر بكفره، ديننا هو الصح، انظر المسلم يكذب، أنت عندما تغلط بأوروبا، تقدم تصريحاً كاذباً، تقوم باحتيال، أنت تقنع أهل الكفر بكفرهم، وهذه معنى قوله تعالى:

﴿رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلَّذينَ كَفَروا ﴾

[ سورة الممتحنة: ٥]

القدوة قبل الدعوة والإحسان قبل البيان :

 على كل أخواننا الكرام؛ القدوة قبل الدعوة، والإحسان قبل البيان، الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، مثلاً لو أم ذهبت لعند الجارة بغياب زوجها، ومعها ابنتها الصغيرة، ويبدو أنها تأخرت عندها، ولم يكن الغداء جاهزاً، جاء زوجها غضب أين كنت؟ تقول له: لم أكن بمكان، والبنت بجانبها، وأمها تقول لأبيها: لم أكن بمكان، وذهبت معها لعند الجيران، هذه القصة لو أنها أعطتها مليون محاضرة عن الصدق سوف تكذب، لأن أمها كذبت على أبيها أمامها.
 أخواننا الكرام؛ الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، هنالك فرق بين أن تقول: رأيت، وبين أن تقول: سمعت، فالطريق طويل، أنا لا أصعب عليكم المنهاج، لكن الطريق طويل، تخلف المسلمين ليس سهلاً، وهو تخلف متراكم، لذلك والله قلت لهم بألمانيا بالمحاضرة: والله لن أزوركم مرة أخرى، أمامي جمع غفير، وجميعكم قد قدمتم تصريحات كاذبة للحكومة، أننا لا نعمل، والحكومة تحتاج إلى يد عاملة، يعرفون أن التصريح كاذب، لا يقولون شيئاً، ويعطونك تسعمئة يورو ولكل ولد ثلاثمئة، وأنت تعمل بالسوق السوداء، بالتهريب، فليس من المعقول أن يقتنعوا بدينك وأنت تكذب.
 مشكلتنا ليست سهلة إطلاقاً، أنت تحمل اسم الإسلام، عندما يرون أنك لست مطبقه هم الأولى ألا يطبقوه، فأنت إذا أردت أن تقنع الناس بالدين يجب أن تكون قدوة بحياتك، لذلك قالوا: القدوة قبل الدعوة، والإحسان قبل البيان، ينبغي أن تملأ قلب المستمع بإحسانك ليفتح لك عقله ببيانك، تريد أن يصغي لك يجب أن تكون محسناً.

وجود الإسلام موضوع مصيري :

 أخواننا الكرام؛ نحن أمام مشكلة كبيرة، والآن وجود المسلمين لم يعد تقدماً وتخلفاً، نكون أو لا نكون، موضوع مصيري، وأقول لكم بكل صراحة: يوجد حرب عالمية ثالثة على المسلمين، كانت تحت الطاولة واليوم جهاراً نهاراً فوق الطاولة.
 أحد أعضاء الكونغرس يقول: بما أن الغرب مهيمن على الشرق لن نسمح بقيام حكم إسلامي في الشرق الأوسط، الانتخابات الحرة النزيهة في الجزائر أفرزت إسلاميين ألغيت بالخمسينات، والانتخابات الحرة النزيهة في فلسطين أفرزت إسلاميين ألغيت، والانتخابات الحرة النزيهة في مصر أفرزت إسلاميين ألغيت، لا يقبلون الديمقراطية إلا تفرز لهم عملاء، فإن أفرزت لهم مخلصين الانتخابات تلغى.
 يجب أن تعتقد أن هناك حرباً عالمية ثالثة معلنة على الإسلام جهاراً نهاراً، يقول أحد الأجانب وهو فيلسوف بريطاني: "أنا لا أصدق أن يستطيع العالم الإسلامي اللحاق بالغرب على الأقل في المدى المنظور، لاتساع الهوة بينهما، ولكنني مؤمن أشدّ الإيمان أن العالم كله سيركع أمام أقدام المسلمين، لا لأنهم أقوياء، ولكن لأن خلاص العالم بالإسلام".
 أنتم تلاحظون أحياناً كلما تقدم العصر اقترب الغرب من الإسلام، كيف؟ الاتحاد السوفيتي قبل أن ينهار ماذا حرم؟ الخمر، ويوجد عقاب شديد لمن يشرب الخمر، أدرك أن ثلث طاقات الأمة مهدورة بالخمر، فحرمه، فلذلك العمل الذكي يلتقي مع العمل العبادي في النتائج ويختلفان في البواعث، أحضر مؤمناً وأعطه معملاً، وراقبه مراقبة دقيقة، وأحضر شخصاً معه أعلى اختصاص بإدارة المعمل وراقبه، العمل الدعوي الإسلامي يشبه العمل العلمي في النتائج، ويختلفان عن بعضهما في البواعث، هذا هدفه الله والجنة، وهذا هدفه ثباته في منصبه.
 أخواننا الكرام؛ الآن معركة موت أو حياة، نكون أو لا نكون، وهناك حرب عالمية ثالثة معلنة جهاراً نهاراً على الإسلام، هذه الحقيقة المرة، ولم يعد موضوع ابنك لك، يأتي وقت ابنك ليس لك، أي حتى الابن يؤخذ.
 أنا مثلاً كنت بأمريكا، أحد الأخوة دعانا، وزوجته وزوجتي هناك أحبوا أن يخرجوا إلى السوق، فقالت زوجته لزوجتي: والله لا أقدر، قالت لها: ما السبب؟ - ابنهم أطول مني- قالت: إذا حدث شيء لابني بغيابي يأخذونه مني و من والده، يصبح للدولة، يحرم الأهل من أولادهم إذا تركوهم لوحدهم في المنزل، وحدث شيء ما خطأ، فلذلك قوانين صارمة جداً، لا تستطيع أن تسكن في منزل، وعندك بنت وصبي، والبنت قد تكون عمرها شهراً واحداً إلا بثلاث غرف نوم، هذا النظام بأمريكا، وإن لم تصرح يوجد عقاب شديد جداً.
 مثلاً في السيارات يجب إلا أن تضع كل ولد بمقعد، عندك خمسة أولاد لا يمكنك أن تذهب نزهة بسيارتك، يوجد قوانين صارمة جداً، والعقاب كبير جداً.
 أمة لم تتقدم من دون سبب، يوجد سبب كبير تقدمت فيه، وتحكم العالم لسبب. يقول ابن تيمية: إن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة.
 أنا أحببت أن أسافر إلى أمريكا، وطلبت طعاماً يسمونه كوشا، وهذا سعره مضاعف لأنه إسلامي، تأتي المضيفة لعندي وتدعني أرى ورقة مختومة وفيها توقيع، انظر إلى التوقيع سوف أسخن الطعام لك.
 الآن الغرب لم يتقدم بلا سبب، يجب أن تكتشف أسباب تقدم الغرب، وأسباب قوة الغرب، فنحن الطريق طويل أمامنا، لكن أنا ماذا أقول؟! أدّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك.

على الإنسان أن يؤدي الذي عليه و يطلب من الله الذي له :

 عندما وضعوا سيدنا إبراهيم في النار، أصبح أبو بريص ينفخ ليقوي النار، والضفدع يملأ فمه بالماء و يرميها ليخمدها، فلا أبو بريص أشعلها، ولا الضفدع أخمدها، لكن كل واحد بين أصله، أنت أحياناً لا يمكنك حلّ مشكلة، لكن أنت أخذت موقفاً إسلامياً، لا الضفدع أطفأها ولا أبو بريص أشعلها، كل واحد عبر عن أصله.
 مرة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، هذا لم يكن أحد يحبه إطلاقاً، فكان إذا صلى العيد يخرج الناس من الجامع كلهم، لأن الصلاة بالعيد قبل الخطبة، خليفة المسلمين آخر خلفاء بني أمية، فكلما أراد أن يصلي العيد الناس يخرجون، مرة خرج ليخطب قبل الصلاة عكس السنة، مسكه شخص من طرف ثوبه قال: هذا ما فعله رسول الله، هذه خلاف السنة، لم يرده أن يخطب، ماذا قال شخص آخر؟ قال: أما هذا فقد أدى الذي عليه أي نصحه.
 وأنا أقول: كل عملي وعملكم تحت هذا الغطاء، أدّ الذي عليك، لكن لن نقدر نحن أن نغير واقعاً ممتداً إلى عشرات السنين في ضياع الدين، الغرب الآن يبسط سيطرته على الشرق بأكمله، بما أن الغرب مهيمن على الشرق لن يسمح بقيام حكم إسلامي، الجزائر، فلسطين، مصر، الانتخابات الحرة النزيهة الديمقراطية رفضت، لأنها أفرزت إسلاميين، فنحن أمام معركة مصير، معركة نكون أو لا نكون.
 وأنا أقول لكم كلمة دقيقة: أنت ماذا يمكنك أن تفعل؟ لا تقدر أن تفعل شيئاً، لكن يمكنك أن تؤدي الذي عليك، وعندئذ تطلب من الله الذي لك، وهناك مقولة دقيقة: أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك، أنت ماذا تملك الآن؟ تملك نفسك وبيتك وعملك فقط، هل يوجد قوة تمنعك أن تكون صادقاً في بيتك أو عملك؟ أبداً، فأنت أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك، هذه مقولة مهمة جداً، حتى الشخص لا ييئس أنا عليّ أن أطيع الله فقط، لو طاعتي لم تفعل شيئاً، لم تقدم ولم تأخر، الله قال لي:

﴿بَلِ اللَّهَ فَاعبُد وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ﴾

[ سورة الزمر: ٦٦]

 فنحن يا أخواننا الكرام يجب أن نطيعه والباقي على الله:

﴿بَلِ اللَّهَ فَاعبُد وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ﴾

[ سورة الزمر: ٦٦]

 أنا خجلان منكم من أجل سفري، ولكن سفريات مهمة جداً، فأنا أريد أن أرجع إن شاء الله أبدأ التدريس في الثاني و العشرين من الشهر، يكون يوم أربعاء، هذه الرحلات لجاليات ضائعة، وأنا عندما أسافر ماذا قالت الآية الكريمة:

﴿ثُمَّ يَأتي مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفيهِ يَعصِرونَ﴾

[ سورة يوسف: ٤٩]

 الله وكيلكم يوجد محاضرتان أو ثلاث كل يوم من فضل الله، و يوجد إقبال على الدعوة كبير جداً، فإن شاء الله في صحيفتكم، أنا ما دمت في عمان لا أغيب عنكم إطلاقاً إن شاء الله، إلا إذا كان هناك سفرة طارئة فسامحوني.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور