وضع داكن
18-04-2024
Logo
الدرس : 113 - الرحمة، قال تعالى - ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ.....﴾
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

العقيدة تقبل يقيناً لا تقليداً :

 أيها الأخوة الكرام؛ الله جل جلاله يقول في كتابه العزيز:

﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلينَ﴾

[ سورة آل عمران: ١٥٩]

 الحقيقة يوجد بالقرآن ما يسمى بالقوانين، ما معنى قانون؟ العلماء قالوا: علاقة ثابتة بين متغيرين تطابق الواقع عليها دليل، لولا الدليل لكان الكلام تقليداً وليس المقلد كالمقلد، والتقليد لا يغني من الله شيئاً، لأن الله ما قبل أن نعرفه ظناً بل أراد أن نعرفه يقيناً، قال:

﴿فَاعلَم أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾

[ سورة محمد: ١٩]

 ما قال: فقل، بل قال: فاعلم، العقيدة لا تقبل تقليداً ولو أنها صحيحة لا تقبل إلا يقيناً:

﴿فَاعلَم أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾

[ سورة محمد: ١٩]

قانون الالتفاف و الانفضاض :

 لذلك قضية الرحمة دقيقة جداً، الآية تقول: فبما هذه باء السبب أي بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد كنت ليناً لهم، الرحمة بالقلب انعكست بالتعامل، فلما كنت ليناً لهم التفوا حولك، ولو لم تكن متصلاً بنا لامتلأ القلب قسوة، ولانعكست القسوة غلظة وفظاظة، عندئذ ينفضوا من حولك.
 هذه الآية توضع تحت عنوان: قانون الاتفاف والانفضاض، هذا القانون يحتاجه الأب، بين أب يلتف أولاده حوله، ويحبونه، ويقدرونه، ويطيعونه، ويتفانون في خدمته، وبين أب ينفر الأولاد منه، هذا هو السبب.

﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم ﴾

[ سورة آل عمران: ١٥٩]

 أي الإضافات توضيحية، فبسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد بسب اتصالك بنا هذه الرحمة انعكست في التعامل ليناً، هذا اللين جعل الناس يلتفون حولك، لو كنت منقطعاً عنا لامتلأ القلب قسوة، ولانعكست القسوة غلظة وفظاظة، عندئذ ينفض الناس من حولك.
 أنا أرى أنه لا يوجد إنسان ليس له دور قيادي، أب عندك خمسة أولاد، أقل دوري قيادي أب في البيت، وعندك بالدائرة من عشرة موظفين أيضاً أنت قائدهم، من أب إلى قائد الأمة، أي منصب قيادي يحتاج إلى هذا القانون، الاتصال بالله يولّد رحمة، الرحمة تنعكس ليناً، واللين يدعو الناس ليلتفوا حولك، والانقطاع عن الله يورث قسوة في القلب، والقسوة تنعكس فظاظة وغلظة، عندئذ ينفض الناس من حولك.
 فلذلك هذه الآية هي قانون الالتفاف والانفضاض، هل يوجد أب في الأرض لا يتمنى أن يكون أولاده حوله بالمحبة، أنا أقول كلمة: بالبيت يوجد عيد، هذا العيد يكون في إحدى حالتين؛ إما بخروج الأب من البيت، أو بدخوله، فأنت اسأل نفسك سؤالاً محرجاً: يا ترى الأولاد والزوجة يرتاحون بوجودك أم بغيابك؟ إذا العيد بخروجك مشكلة كبيرة جداً، إذا العيد بدخولك أنت أب ناجح، نجاحك كأب أن السرور والفرح والإقبال والمحبة بدخولك، وكل أب المفروض أن تكون معاملته طيبة جداً لأولاده حتى يكون دخوله إلى البيت عيداً عندهم، هذه رحمة من الله عز وجل قال تعالى:

﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم ﴾

[ سورة آل عمران: ١٥٩]

 يوجد بالمعاملة لين، وهذه اللين من ورائه رحمة:

﴿ وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِي الأَمرِ﴾

[ سورة آل عمران: ١٥٩]

 أقسم لكم بالله هناك آباء ينتظر الأبناء وفاتهم، هناك قصة أب مرض أحضر أولاده الطبيب، قال لهم الطبيب - وهم متلهفون أن المرض سيقضي عليه- القضية بسيطة أصابهم إحباط شديد.
 البطولة كأب أن يتمنى أولادك بقاءك، والله هناك أب بخيل جداً، عندما توفي بعض أصدقاء أولاده أثناء التعزية قالوا لهم: تهانينا، بدل عظّم الله أجركم، فكل بطولتك كأب أنك إذا دخلت إلى البيت كان في البيت عيد، والأب السيئ إذا خرج من البيت كان العيد، وهذا كله يكون بالمعاملة، ورد بالأثر:" يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها".

 

حاجة كل إنسان إلى اللين و الرحمة :

 الآن: " إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي "، أنا لا أروي قصة رمزية لكن مضطر أن أرويها لكم، أن أحد الأنبياء يمشي رأى امرأة تخبز على التنور، وابنها إلى جانبها، فكلما وضعت رغيفاً في التنور حملت ابنها وضمته وشمته، فقال: يا رب ما هذا الرحمة التي في قلبها؟ قيل: إنها رحمتي أودعتها في قلبها، وسأنزعها، فلما نزع الله من قلب الأم الرحمة بكى ابنها فألقته في التنور، نحن عندنا شاهد بسيط؛ القطط ترحم أولادها كثيراً ثم تأكلهم، أي من رحمة عالية جداً في سن معينة ثم تأكلهم أحياناً لذلك:

﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ ﴾

[ سورة آل عمران: ١٥٩]

 يحتاجها أي أب، تحتاج الآية أي أم، يحتاجها رئيس دائرة عنده عشرة موظفين، يحتاجها أعلى منصب قيادي في البلد، بقدر رحمتك تكون ليناً، ومع اللين يوجد التفاف، وبقدر قسوة قلبك تكون فظاً غليظاً مع الفظاظة والغلاظة يوجد انفضاض.
 هناك ملمح لطيف أنه أنت يا محمد أنت بالذات سيد الخلق، أنت بالذات ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، التعليق: أنت لا نبي ولا رسول ولا معك وحي ولا معك بيان ولا معك معجزات وهناك غلاظة! يوجد ملمح دقيق بالآية هذا الذي قال:

﴿فَقالَ أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾

[ سورة النازعات: ٢٤]

 هذا أكفر كفار الأرض الذي قال:

﴿ ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غَيري ﴾

[ سورة القصص: ٣٨]

 الآن اسمع القرآن:

﴿اذهَبا إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى*فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا ﴾

[ سورة طه: ٤٣-٤٤]

 إذا أنت مأمور، نبي من أولي العزم سيدنا موسى مأمور أن يخاطب فرعون، وهو أكفر كفار الأرض الذي قال:

﴿فَقالَ أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾

[ سورة النازعات: ٢٤]

 مأمور أن تخاطبه باللين فكيف إذا لم تكن نبيًا ولا رسولاً وفي الدعوة غلظة، شخص قال لآخر: سأعظك وسأغلظ عليك، فقال له المستمع – وكان أفقه من المتكلم- ولم الغلظة يا أخي؟ لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، أرسل موسى إلى فرعون فقال:

﴿فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا ﴾

[ سورة طه: ٤٤]

 فأنت لا تملك إلا أن تكون لطيفاً عندك رحمة، عندك حكمة، ما كل ما يعلم يقال، وما كل ما يقال له رجال، له أوان، ولا إذا وجد الرجال آن الأوان.

 

الحكمة أعظم عطاء إلهي :

 أكاد أقول: أعظم عطاء إلهي على الإطلاق الحكمة:

﴿ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا ﴾

[ سورة البقرة: ٢٦٩]

 أنت بالحكمة تجعل العدو صديقاً، من دون حكمة تجعل الصديق عدواً، أنت بالحكمة تدير حياتك بمال محدود، من دون حكمة تبذر المال الكثير، أنت بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة العاشرة، من دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى، أكاد أقول لكم: أعظم عطاء إلهي على الإطلاق أن تؤتى الحكمة:

﴿ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ ﴾

[ سورة البقرة: ٢٦٩]

 القرآن فيه دقة بالتعبير مذهلة، ما قال الله: ومن يكن حكيماً، الحكمة لا تؤخذ لكن تعطى فقط، هي مكافأة للمؤمن، ما قال: ومن يكون حكيماً، قال: ومن يؤتى، بعض الأحيان تدمر أمة بموقف أحمق، تنشأ حرب لا تبقي ولا تذر، بموقف أحمق، وابحثوا عن أسباب الحروب، أسباب فيها استفزاز كبير جداً، فالحكمة أعظم عطاء إلهي للإنسان، نرجو الله عز وجل أن يلهمنا الحكمة، الآن ورد بالأثر: " إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي، ومن لا يرحم لا يرحم ، ومكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحبّ الله عبداً منحه خلقاً حسناً".

 

قانون الحبّ بين الناس :

 لكن الآن أنا مضطر أن أذكر لكم شيئاً بعلم النفس؛ يوجد بحث اسمه: الصفات أو السمات، ما معنى السمة؟ هذه السمة خصيصة بالنفس، يتفرع عنها عدة صفات، مثلاً سمة الضبط، الذي عنده سمة الضبط حساباته مضبوطة، وكلامه مضبوط، وأقواله مضبوطة، عنده سمة الضبط، هذه السمة يتفرع منها صفات، بحساباته يوجد ضبط، بكلامه يوجد ضبط، بحياته يوجد ضبط، بمواقفه يوجد ضبط، هذه السمة والصفة.
 الآن لو فعلنا إن صح التعبير خارطة للإنسان، في علم النفس بحث اسمه: جدول السمات والصفات، ممكن أن نسأل شخصاً ألف سؤال، ومن خلال أجوبته نحدد هويته، ونحدد ملامح شخصيته، نضعهم على خط عمودي، مثلاً كيف يمضي العطلة الأسبوعية؟ هناك إنسان يحب أن يبقى بالبيت، إنسان يحب أن يقوم بنزهة، بالعالم الغربي يحب أن يحضر مسرحية مثلاً، .....إلخ، فنحن إذا درسنا شخصية إنسان أخذنا سماته وصفاته، وجدنا إنساناً آخر أخذنا سماته وصفاته، كلما مررنا على سمتين أو صفتين متطابقتين نرسم خطاً، ما هو قانون الحب؟ كلما كثرت التقاطعات، مؤدب مؤدب، لطيف لطيف، رحيم رحيم، دقيق دقيق، حساباته، علاقاته، زياراته، كيف يمضي العطلة الأسبوعية، هكذا، فكلما كثرت الخطوط المتقاطعة يكثر الحب بين الشخصين، فالإنسان عندما تكون زوجته على شاكلته هو كلامه دقيق وهي أيضاً، هو لا يحب الإسراف وهي أيضاً، فكلما تشابهت الصفات والسمات كان الحب بين الأشخاص، هذا قانون الحب، لهذا المؤمن يحب المؤمن، شيء طبيعي جداً، المؤمن متواضع وأخوه متواضع.
 والله أنا سافرت لمعظم بلاد العالم، التقيت مع شخص لا أعرفه بحياتي كأني أعرفه من خمسين سنة، هناك تطابق بالصفات والسمات، هذا قانون، فالإنسان كلما تفوق عند الله عز وجل يكتسب كمالاً من الله، مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحبّ الله عبداً منحه خلقاً حسناً.

الحياة مؤقتة و الدنيا دار التواء لا دار استواء :

 أيها الأخوة الكرام؛ الحياة مؤقتة وسوف تمضي، والموت ينهي كل شيء، ينهي قوة القوي، وضعف الضعيف، ينهي وسامة الوسيم، ودمامة الدميم.
 مرة قرأت كتاب قصص العرب، هو عبارة عن أربعة أجزاء، هو في الحقيقة شيء ممتع جداً لكن استنبطت أن الأقوياء ماتوا، والضعفاء ماتوا، والأذكياء ماتوا، والأغبياء ماتوا، والأغنياء ماتوا، والفقراء ماتوا، نحن في دار امتحان، ودار ابتلاء لذلك من أروع ما يقال في هذا الموضوع خطبة للنبي الكريم يقول عليه الصلاة السلام:

(( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء))

[ كنز العمال عن ابن عمر ]

 أي لا تكون كما تتمنى، الزوجة صالحة، الأولاد متعبون، الأولاد صالحون الزوجة متعبة، الزوجة والأولاد جيدون الدخل قليل، الدخل كثير النظام العام سيئ جداً أي لا يوجد إنسان يخلو من المشاكل:

(( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم بفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي))

[ كنز العمال عن ابن عمر ]

 نحن في الشام عندنا حي من أغنى أحياء دمشق، يوجد بيوت بالشام بخمسة ملايين أو سبعة أو ثمانية أو عشرين مليوناً، البيت بهذا الحي بمئة و ثمانين مليوناً، ولي صديق والده يسكن بهذا الحي، وببيت كهذا البيت، توفي في أيام مطيرة في الشتاء، وأنا من واجبي كونه والد صديقي أن أكون في الجنازة، كنت في الجنازة ووصلنا إلى المقابر في الميدان- بباب صغير- وصلنا إلى القبر، فتح القبر فكان فيه مياه سوداء، هناك أنبوب مجاري مياه سوداء مفتوحة على القبر، فسألوا الابن: ماذا نفعل؟ القبر اشتريناه لا يوجد غيره، قال: ضعوه ماذا نفعل؟ أنا أعرف حياته المرفهة بشكل يفوق حدّ الخيال، رفاهه في بيته، وأدواته، وحاجاته، وملابسه، شيء لا يتصوره العقل، البيت فيه فازات كل فاز سعره مليون ليرة، بيت مساحته تقدر بأربعمئة و ثمانين متراً، شرق وغرب، وتقليدي وحديث ومؤصل، فهذا الموت فيه موعظة كبيرة جداً.
 أنا هنا بعمان لي قريبة توفيت، هنا القبر له ترتيب آخر عميق جداً، يوضع الميت في أرض القبر، ويوجد جداران ارتفاعهم يقدر بأربعين سنتمتراً، ثم يضعون خمس بلاطات، ثم يردمون التراب، يضعون كمية تراب كبيرة جداً، فصاحبة هذا البيت تعيش في منزل وتملك سيارتين أو ثلاث، وولائم، وسهرات، هي من الملتزمات والحمد لله.
 لكن هذا المصير، هل يستطيع شخص أن يقول: أنا لا أموت، في بيتك عندك بنات، عندك أصهار، عندك كنائن، عندك أولاد، عندك لقاءات، عندك سهرات، عندك زيارات، عندك سياحة بالصيف، عندك مصيف معين، من هذا البيت إلى قبر.
 والله مرة شيعت قريباً لي أقسم بالله عندما وضعوه بالقبر، وكشف عن وجهه، وأداروه نحو القبلة، وهو صالح، أنا ما وجدت على وجه الأرض إنساناً أعقل ممن يعمل لهذه الساعة ساعة الدفن، عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت.

 

من يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه :

 كل بطولتك ادرس، وخذ شهادات، وتزوج، وأنجب أولاداً، وكُل، واشرب، أنت في المباحات، الآية الدقيقة :

﴿ وَمَن أَضَلُّ ﴾

[ سورة القصص: ٥٠]

 أي ليس على وجه الأرض إنسان أضل:

﴿ وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

[ سورة القصص: ٥٠]

 عند علماء الأصول المعنى المخالف: الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه، أي الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه، في الإسلام لا يوجد حرمان، لكن يوجد ترشيد في السلوك، فأنت لست محروماً، ديننا ليس فيه حرمان، لكن يوجد ترشيد، يوجد تصعيد:

﴿ وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

[ سورة القصص: ٥٠]

 المعنى: الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه.

 

ما كلّ ذكي بعاقل :

 الإنسان يمكن أن يكون أسعد إنسان، وقد يكون أشقى إنسان بحركة بسيطة، من الذي خلقني؟ لماذا خلقني؟ ماذا يريد مني؟ ماذا بعد الموت؟ هذه الأشياء الكبيرة في الحياة، لذلك قالوا: ما كل ذكي بعاقل، قد تحمل دكتوراه في الفيزياء النووية، فأنت ذكي جداً، فإن لم تعرف ربك، وإن لم تعرف آخرتك، وإن لم تستقم على أمر الله، وإن لم تعمل للآخرة، أنت لا تعد عاقلاً، ما كل ذكي بعاقل، والله يوجد أدمغة بالغرب شيء لا يصدق، أنشتاين هذا العالم الذي اكتشف النظرية النسبية، هذه النظرية النسبية من أخطر النظريات الحديثة، فسرت أشياء كثيرة كانت غير معروفة عند العالم، هذا الإنسان قال هذه الكلمة أحفظها غيباً: "كل إنسان لا يرى في هذا الكون قوة هي أقوى ما تكون، عليمة هي أعلم ما تكون، حكيمة هي أحكم ما تكون، رحيمة هي أرحم ما تكون، هو إنسان حي لكنه ميت" هذه كلمة أنشتاين، هذا الذي جاء بالنظرية النسبية، هذا الذي اكتشف السرعة المطلقة في الكون، فلذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور