وضع داكن
20-04-2024
Logo
الدرس : 111 - مشاكل هذا العصر.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارض عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

في آخر الزمان يبيع الإنسان دينه بعرض من الدنيا قليل :

 أيها الأخوة الكرام؛ ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برِأيه، فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة))

[أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني]

 قد يأتي زمان يعمل بهذا الحديث، ويغلب على ظني أن هذا الحديث لهذا الزمان، هذا الحديث نحن فيه، إذا رأيت شحاً، الشح المادية المقيتة يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.
 أخواننا الكرام؛ الإنسان أحياناً يقدم تصريحاً كاذباً، قلت لكم فيما أعتقد: من أيام كنت في ألمانيا، ودعيت إلى إلقاء كلمة في مسجد كبير كهذا المسجد، ثم أبلغت أن كل هؤلاء قد قدموا تصريحاً كاذباً للحكومة الألمانية أنهم لا يعملون، والحكومة الألمانية لا تحقق تعطي كل شخص راتباً يقدر بتسعمئة يورو في الشهر، وتعطي كل ولد ثلاثمئة، فكلهم يعملون في أعمال خاصة يسمونها أعمال سوداء، أي تهريب، ويتقاضون المبلغ، هل من الممكن أن يسلم الألماني بهكذا وضع؟ تصريحات كلها كاذبة، فإذا رأيت شحاً مطاعاً، تذهب إلى أستراليا أيضاً كنت في أستراليا يعطون الزوجة مبلغاً فلكياً، أي مواطن له معاش شهري، لذلك أعلى نسبة شقاق زوجي هناك، هي ليست بحاجة له إطلاقاً، لها دخل كدخله تماماً.
 فلذلك يغيرون خلق الله، هناك نظم ونواميس وحقائق ومسلمات كلها تتغير، هنا الحديث دقيق جداً، ومرة أخرى أقول: يأتي زمان يعمل بهذا الحديث، وأنا لا أستبعد أن نكون في الزمان الذي يعمل بهذا الحديث، إذا رأيت شحاً مطاعاً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، إذا رأيت شحاً مطاعاً منتشراً، مادية مقيتة، وهوى متبعاً- الجنس- كيفما فتحت بالأنترنت في الفضائيات يوجد جنس.
 مرة أذكر أن هناك خطيباً بالشام جاءه رجل من وجهاء حي المالكي، هذا أغنى حي في دمشق، والخطيب صديقي الحميم، جاءه أحد وجهاء الحي، قال له: أتمنى عليك أن تذكر قصتي على المنبر دون أن تذكر اسمي، القصة أنه يتابع مساء على التلفزيون والفضائيات بعض المحطات، جالس مع زوجته وأولاده فإذا محطة إباحية صدفة، فوراً الأب نقل المحطة لقناة أخرى، الابن انتبه، استيقظ الساعة الثانية ليلاً ليجد أن بين ابنه وابنته علاقة تامة، فقال للخطيب: أرجوك أن تذكر هذه القصة على المنبر، فأحياناً يكون في البيت أجهزة مفتوحة، أنت تسهر مع أقربائك والجهاز مفتوح، والابن شاب في أول حياته، بينه وبين العلاقة عشرون سنة قادمة، يراها بتفاصيلها على الشاشة، عندنا شيء مخيف، فرنسا قدمت هدية للجزائر، موقع إباحي، لأن هذا المجتمع المسلم لا يمكن أن تنتصر عليه إلا بالإفساد، دقق كانوا الغرب يجبروننا بالقوة المسلحة على أن نفعل ما يريدون، الآن يجبروننا بالقوة الناعمة المرأة على أن نريد ما يريدون.
 نحن نشأنا بالخمسينات أو الأربعينات، كان الشاب يذهب إلى السينما فتقوم الدنيا ولا تقعد، الآن بكل بيت يوجد ملهى ليلي، بكبسة زر يعمل هذا الجهاز، فهذا الجهاز إذا لم تضبطه ضبطاً دقيقاً جداً يوجد عندك مشكلة كبيرة، قد لا تظهر لك خفية، وخطيرة جداً، أي شاب بينه وبين الزواج عشرون سنة قادمة بأي كبسة زر بالأنترنيت أو بالفضائية شاهد أشياء لن يصل إليها قبل عشرين سنة، أصبح إنساناً آخر، فهذا البيت أنت مسؤول عنه، وأنت بزمن صعب، هذا الزمن فيه صوارف وعقبات، مليون شيء يصرف الشاب عن دينه، ومليون عقبة أمام التمسك بالدين، وأنت أب وأنت مسؤول مسؤول مسؤولية كبيرة، ورد في الآثار النبوية" أن المرأة تقف يوم القيامة بين يدي ربها تقول: يا رب لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي".
 تأتي لعندك ابنة أخيك بالعيد وهي تلبس ثياباً متفلتة، وتضع زينة على وجهها، وأنت ترحب بها، أنت أصبحت صبية، ما شاء الله حولك! يليق بك هذا اللباس، ما هذا الكلام؟ هذه تمشي بالطريق تفتن الشباب.

 

الجهاد في سبيل الله أعلى عبادة على الإطلاق :

 والله يا أخوان أقول لكم كلمة دقيقة: أنا أعلم يقيناً أن أعلى عبادة على الإطلاق الجهاد في سبيل الله، ذروة سنام الإسلام، أعلى عبادة يقوم بها الرجل الجهاد في سبيل الله، ولها تفصيل كبير في القرآن:

﴿ وَجاهِدهُم بِهِ جِهادًا كَبيرًا﴾

[ سورة الفرقان: ٥٢]

 يوجد جهاد قولي، و جهاد عملي، و جهاد بنائي، و جهاد النفس والهوى، والجهاد القتالي، فأعلى عبادة على الإطلاق الجهاد في سبيل الله، وأنا أرى اجتهاداً مني أعلى عبادة للمرأة عبادة إعفاف الشباب، العبادة هذه حينما تستر المرأة كل مفاتنها لا يبدو منها شيء مثير إطلاقاً، هذه العبادة أعلى عبادة للمرأة، تقوم بإعفاف الشباب وذلك بستر مفاتنها عنهم في الطريق.

 

من غيّر قناعاته على حساب دينه انتهى عند الله :

 لذلك هنا إذا رأيت شحاً مطاعاً- مادية - يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، أي للتقريب يموت إنسان، إذا جاؤوا له بتقرير طبي أن الوفاة طبيعية، وكان الميت مقتولاً، و معه مئة مليون، يعطون الطبيب خمسة ملايين ليكتب في تقريره أن الوفاة طبيعية، إذا كتب التقرير انتهى عند الله، إذا كان من الممكن أن تغير قناعتك بمليار دولار عند الله أصبحت صفراً، ممكن أن تغير قناعتك بموت غير طبيعي، مات مسموماً وأنت طبيب شرعي تكتب تقريراً أنه مات مسموماً سقطت من عين الله، هذا شيء خطير، فلذلك إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، ابن عمر دينك دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا، ضربت مثلاً عن طبيب شرعي، الميت تارك مئة مليون، ويدفع لهذا الطبيب خمسة ملايين مقابل تقرير أن الوفاة طبيعية، انتهى عند الله، لو مئة مليار انتهى عند الله، هذا علم، لماذا يجب أن تطلب العلم؟
 إذا رأيت شحاً مطاعاً - مادية مقيتة- وهوى متبعاً، المادية المقيتة هي الشح المطاع، قال تعالى:

﴿ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ ﴾

[ سورة الحشر: ٩]

 أخواننا الكرام؛ هناك أمراض قاتلة كالسرطان، صدق ولا أبالغ السرطان مرض يصيب الجسم وقد يميته، والشح مرض خبيث يصيب النفس وقد تنتهي عند الله، قال تعالى:

﴿ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾

[ سورة الحشر: ٩]

التوجيه النبوي لآخر الزمان :

 إذاً:

(( إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ))

 الشح المطاع المادية المقيتة، والهوى المتبع الجنس.

(( وإعجاب كل ذي رأي برأيه))

 الكبر؛ كل شخص يرى نفسه محور العالم، يقول لك: أنا عندي هذه غير مقبولة، من حضرتك؟ يقولون هذا عندنا غير جائز فمن أنتم؟ كل شخص يظن نفسه محور العالم، هذه لا تناسبني، هذا شرع، قرآن، سنة لا يقبلها، مع أنها مكتوبة في الكتاب أو في السنة، يقولون هذا عندنا غير جائز فمن أنتم حتى يكون لكم عند؟ أنت مؤمن تخضع لكتاب الله وسنة رسوله:

(( فإذا رأيت شحاً مطاعاً))

 مادية.

(( ....وهوى متبعاً))

 الجنس.

(( ..وإعجاب كل ذي رأي برأيه))

 الكبر، التوجيه النبوي:

(( .....فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة))

 هذا التوجيه النبوي لآخر الزمان، الزم بيتك، جنة المؤمن داره، أما يوم بالمطعم الفلاني، ويوم بالمقصف الفلاني، ويوم على البحر، ويوم بالشاليه، وكل يوم بمكان، هذا يؤدي بك إلى رقة في الدين:

(( ...فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك))

 هذا الاجتماع ليس شرطاً أن يكون مع الأقرباء، المهم أن يكونوا مؤمنين طاهرين ملتزمين صادقين، تجتمع بهم كل يوم، هذه خاصة نفسك:

(( ....ودع عنك أمر العامة))

 لست مسؤولاً عن العامة، هذا حديث متعلق بزمن معين، ويغلب على ظني أننا في هذا الزمن:

 (( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة))

بطولة الإنسان أن يجعل بيته جنة و يتحرى عن أصدقاء أبنائه :

 أخواننا الكرام؛ الآية تقول تأكيداً للحديث:

﴿وَإِذِ اعتَزَلتُموهُم وَما يَعبُدونَ إِلَّا اللَّهَ فَأووا إِلَى الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَيُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقًا﴾

[ سورة الكهف: ١٦]

 كهفك الآن بيتك، اجعل بيتك جنة، ليس بالمال، بل بالمودة، انظر أخي الكريم الابن كل بطولتك كأب أن تجعل البيت جنة له، يوجد بالبيت خصومة، وشقاق زوجي، وكلام قاس، و تعنيف، وشدة، أصبح البيت مكاناً كريهاً للطفل، فالابن يلتصق بأصدقائه، الآن بعلم النفس يوجد حقيقة؛ هذا الشاب عنده أب، وعنده أم، وعنده عم، وعنده خال، وعنده أستاذ ديانة، وعنده شيخ الجامع، هؤلاء جميعاً تأثيرهم في الشاب أربعون بالمئة، ورفيق السوء وحده ستون بالمئة، يجب أن تعرف من هو صديق ابنك، ويجب أن تعرف من هي صديقة ابنتك، الانحرافات كلها تأتي من رفاق السوء.
 مرة أخرى: الأب والأم والعم والخال والأخ الأكبر وشيخ الجامع وأستاذ الديانة كل هذه الجهات التي توجه مجموع تأثيرها بالشاب أربعون بالمئة وتأثير صديق السوء ستون بالمئة، أنا أعرف شخصاً مقيماً في كندا الآن، كان مقيماً في الشام، له أصدقاء على شاكلته، أصدقاء ملتزمون، بيوتهم إسلامية، فاتفقوا أن يقيموا علاقة مودة وصداقة بين الأولاد، أي هذا ابن فلان، فلان بيته ملتزم، فأنت يهمك أن تعرف من هو صديق ابنك، ومن صديقة ابنتك، الصديقة اتركها لزوجتك، والصديق لك، فإذا أنت ضمنت أن أصدقاء ابنك ملتزمون من أسر ملتزمة فهذه نعمة، وإلا لابد من صديق، دور الصديق غير دور الأب والأم مهما كنت حريصاً على ابنك لأن الصديق من عمره، يبوح له بكل شيء، فلذلك الآية تقول:

﴿وَإِذِ اعتَزَلتُموهُم وَما يَعبُدونَ إِلَّا اللَّهَ فَأووا إِلَى الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَيُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقًا﴾

[ سورة الكهف: ١٦]

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يَهْوِي بها سبعين خريفاً في النار))

[أخرجه الترمذي]

 كلمة واحدة.

 

سعادة الإنسان لا تكون إلا بأولاد صالحين :

 أخواننا الكرام بالمقابل، قال تعالى:

﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم ﴾

[ سورة الطور: ٢١]

 ألحقنا بهم أعمال ذريتهم، كل أعمال أولادك إلى يوم القيامة في صحيفتك، قال تعالى:

﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ﴾

[ سورة الطور: ٢١]

 كل امرئ بما كسب رهين، فيا أخواننا الكرام؛ الذي عنده ابن وأنا كنت أقول هذه العبارة في أمريكا، كنت أقولها عشرات المرات وقتها زرت أمريكا كان كلينتون رئيس الجمهورية قلت لهم: إذا بلغت منصباً ككلينتون، وثروة كأوناسيس، وعلماً كأنشتاين- لم يبق شيء- منصب رئيس جمهورية وثروة أوناسيس وعلم أنشتاين ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس، وأعني ما أقول، أقسم لكم بالله تقول لشخص بأمريكا: ابنك، يغمى عليه، الغنى هناك يفوق حدّ الخيال تدخل إلى بيوت ارتفاع السقف عشرون متراً، دخل الأطباء هناك يفوق حدّ الخيال، لكن تقول له: ابنك، يغمى عليه، هذه المشكلة، فأنت لن تسعد إذا لم يكن ابنك كما تتمنى، قال تعالى:

﴿ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾

[ سورة الفرقان: ٧٤]

 مقابلها إن وجدت ابنك يصلي وهو مستقيم، وحافظ لدينه تأتيك سعادة لا توصف:

﴿ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾

[ سورة الفرقان: ٧٤]

 أنا أقول كلاماً دقيقاً: لا يمكن أن تسعد وابنك متفلت أبداً، فمن أجل أن تسعد أنت:

(( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عمل ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))

[أخرجه مسلم وابن خزيمة في صحيحه]

 فأنا أتمنى أن يكون الاعتناء بابنك و بدينه رقم واحد، فإذا كان مستقيماً، وكان عفيفاً وأميناً وصادقاً، شعرت بسعادة لا توصف، وهذه السعادة سميت قرة العين:

﴿ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾

[ سورة الفرقان: ٧٤]

 تقول: أنا ليس لي علاقة، الزمن صعب، لا يمكن أن تعفى من المسؤولية مهما كان الزمن صعباً، اضبط أمورك حتى الشاشة تضبط على محطات ملتزمة إخبارية فقط، أي لا يوجد محطة إباحية يمكن أن تظهر لك بكبسة زر، هذا بيت، أنت لن تتواجد في البيت دائماً، صدق أنا أقول لكم أشياء من الصعب أن تصدقوها، يتم الآن زنا محارم، افتح عنه بالأنترنيت منتشر بشكل مذهل.
 فنحن في زمن صعب، ولن تسعد إلا بأولاد صالحين، الأولاد الصالحون يحتاجون إلى أب يملك شيئاً، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، تحتاج إلى أب طالب علم، يتعلم، يعرف ما هي حدود المسؤولية، ويعرف مدى الانحراف، ويعرف طبيعة العصر، أنا لا أعتقد أن هناك عصراً ممكن أن تصل إلى كل شيء بكبسة زر.
 يوجد بعض التوجيهات ممنوع أن يكون هناك كمبيوتر في الغرفة، يجب أن يكون بالصالون، لأن هذا دخل إلى غرفته وفتح اللابتوب يرى أشياء غير جيدة، يجوز ألا تصدقوا يوجد ثلاثة و عشرون مليون موقع إباحي بالأنترنيت، بكبسة زر تحصل على ما تريد، فأنت يجب أن تنتبه لأولادك، لبناتك، تتفاجأ شيء صاعق أن ابنك لا ينتمي إليك إطلاقاً ليس مقتنعاً بالإسلام كله ولا بالدين كله.
 كنت بأستراليا ودعني رئيس الجالية والله بالمطار بكى قال لي: بلغ أخواننا بالشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، قلت له: اشرح لي؟ قال لي: ابنك خمسون بالمئة ملحداً وخمسون بالمئة شاذاً.
 فنحن نعيش بأصعب عصر، نسأل الله أن يلهمنا الصواب، اضبط بيتك، جنة المؤمن داره، يجب أن يكون البيت جنة لأولادك، أما كل يوم يوجد خلاف في البيت، ضرب أبواب وتكسير، كره الولد البيت، من يلتقفه؟ رفيق السوء، تراه غاب عن البيت تغير وضعه، كأن هذا ليس ابنك، علمه صديقه أشياء غير معقولة، ثلاثة و عشرون مليون موقع إباحي بالأنترنيت وكبسة زر هذا اللابتوب انتبه له، يجب أن تكون واعياً، الآن صعب أن تمنع ولكن يمكن أن تحصن، اقنع ولا تقمع، من الصعب أن تمنع لكن ممكن أن تحصنه من الداخل، تعرفه بالله عز وجل، تصطحبه إلى الجامع، تنوره، تسهر معه، وتجلس معه، وتحاوره على الطعام، فإذا كان لا يوجد عندك وقت لابنك فأنت لست أباً، فقدت رسالتك كلها في وقت لابد من أن تجلس فيه مع أولادك، لابد من وجود وقت تجلس فيه معهم.
 أنا والله عندي درس أسبوعي لبناتي، درس رسمي أحضره، لأنه كيف يتعلم الابن؟ وهذه البنت تحتاج إلى متابعة، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون مع أولادنا وأزواجنا.

 

الدين منهج تفصيلي :

 وقال تعالى:

﴿ إِنَّ مِن أَزواجِكُم وَأَولادِكُم عَدُوًّا لَكُم ﴾

[ سورة التغابن: ١٤]

 هذه عدوة مآل، أنت عندما يأتيك الضغط من زوجتك تأخذ قرضاً ربوياً، وتحقق لها أهدافها، هي قد ترضى عنك الآن، لكن متى تكتشف عداوتها؟ يوم القيامة عندما نفذت رغبتها أخذت إلى غير ما ينبغي، هذه مشكلة كبيرة.
 الدين شيء خطير، الدين شيء مصيري، الدين يفهمه الناس أنه صلى عدداً من الركعات، وصام، وحج، هذه عبادات شعائرية، والله لا أبالغ الدين فوق الخمسمئة ألف بند، كسب مالك بحث قائم بذاته، إنفاق مالك، اختيار زوجتك، علاقتك بجيرانك، بالأقوياء، بالوضع العام، عندك مليون موضوع بالدين، العبادة الشعائرية خمسة بنود فقط، احفظها هذه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( بني الإسلام على خمس))

[البخاري وابن خزيمة عن عبد الله بن عمر ]

 هذه غير الخمس، هذا منهج، هذا منهج تفصيلي يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية، أي خمسمئة ألف بند، اطلب العلم، أما الصوم والصلاة والحج والزكاة فخمس عبادات شعائرية أما الإسلام فبناء آخر.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور