وضع داكن
03-12-2024
Logo
الدرس : 131 - في الصلاة كل أركان الإسلام وهي عماد الدين.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الصلاة هي الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال :

 أيها الأخوة الكرام؛ من الثابت أن أركان الإسلام النطق بالشهادة والصلاة والصوم والحج والزكاة، فالزكاة تسقط عن الفقير، والحج يسقط عن غير المستطيع، وأما الشهادة فينطق بها مرة واحدة في العمر، الصلاة والحج والصيام والزكاة، الصيام يسقط عن المريض وعن المسافر، والزكاة تسقط عن الفقير، والحج يسقط عن غير المستطيع، الفرض الوحيد في الإسلام الذي لا يسقط بحال هو الصلاة، الفرض الوحيد المتكرر، الصيام بالسنة شهر، الزكاة على الغني، أما الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال فهو الصلاة، فالمريض يصلي قاعداً، و هناك حالات قليلة جداً قد تصلي برموش عينيك، الموضوع طويل أما ملخص هذا الموضوع فهو أن الصلاة هي الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال، والآية تقول:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

[ سورة طه :14]

 والصلاة ذكر لكنها أرقى أنواع الذكر، قال تعالى:

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

[ سورة طه :14]

الحكمة أعظم عطاء إلهي يمنحها الله للإنسان :

 الآية الثانية، دقق قال تعالى:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[ سورة البقرة: 152]

 إنك إن أديت الصلوات الخمس وذكرت الله ماذا فعلت؟ أديت واجب العبودية لله عز وجل، لكن الله إذا ذكرك - هنا الشاهد - ما النتائج؟ لا تصدق، منحك الحكمة، والحكمة أعظم عطاء للمؤمن، أنت بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة العاشرة، ومن دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى، أنت بالحكمة تجعل العدو صديقاً، ومن دون حكمة تجعل الصديق عدواً، أنت بالحكمة تتدبر أمرك بمال محدود، وبدخل محدود، ومن دون حكمة تتلف المال الكثير، وأنا أؤكد لكم مرة ثانية أن أعظم عطاء على الإطلاق أن تؤتى الحكمة، والآية تقول:

﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة: 296 ]

 أي الحكمة لا تؤخذ ولا تكون، ليست الآية ومن يكن حكيماً، قال تعالى:

﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ﴾

[ سورة البقرة: 296 ]

 تجد أذكى الأذكياء، العباقرة يرتكبون حماقات يترفع عنها طفل صغير لأنه لا يوجد حكمة، وأكاد أقول: إن ما في الأرض من حروب كان من الممكن ألا تكون بالحكمة، أي مثلاً الحرب العالمية الثانية تركت خمسين مليون قتيل، وسبعين مليون جريح، وبالنهاية لم ينتصر أحد.
 إذا الله عز وجل تفضل على الإنسان بالحكمة في بيته مع أولاده، في عمله مع شركائه، مع الناس، مع الأقرباء، مع الأرحام، أكاد أقول مرة ثانية: إن أعظم عطاء إلهي لا يقدر بثمن أن تؤتى الحكمة، والحكمة لا تؤخذ، ولا تكون بالذكاء دققوا:

(( ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ ))

[مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد الخدري ]

 الجد هو الذكاء، أي مع الله لا يوجد ذكي، هناك مستقيم، مهما تصورت أن الإنسان بذكائه يصل، يصل بتوفيق الله عز وجل، والآية الوحيدة في القرآن الكريم:

﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ﴾

[ سورة هود : 88 ]

 لا يتحقق شيء في الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا بتوفيق الله، نجاح الزواج بتوفيق الله، نجاحك مع أولادك بتوفيق الله، نجاحك بعملك بتوفيق الله، نجاحك بعلاقتك مع زوجتك بتوفيق الله، فالمؤمن مفتقر، أعطانا الله عز وجل درسين أبديين، الصحابة الكرام قمم البشر، وفيهم سيد البشر، في بدر افتقروا فانتصروا، هذا درس يتكرر أنت في عملك افتقر تتفوق، عندما تقول: أنا عندي اختصاص، أنا عندي خبرات متراكمة، أنا لي شبكة علاقات ناجحة جداً، حينما تعزو نجاحك في الدنيا إلى غير الله، وقعت في الشرك، أشركت الأصدقاء مع الله، والشرك أخفى من دبيب النملة السمراء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على جور، أي لك صديق يكرمك كثيراً، وتعلم علم اليقين أن ماله حرام، لكن إكرامه لك أنساك حرمة ماله، هذا شرك، أو أن أحداً قدم لك نصيحة بأدب جمّ لم تحتمل مكانتك أكبر من ذلك، كيف يجرؤ؟ وهو قد نصحك، هذا أيضاً من الشرك.
 سيدنا عمر بن عبد العزيز اختار شخصاً من علية القوم علماً وتقوى وورعاً قال له: كن معي دائماً- مستشار- فإذا رأيتني ضللت - أخطأت - فأمسكني من تلابيبي، وهزني هزاً عنيفاً، وقل لي: اتقِ الله يا عمر فإنك ستموت. لذلك قال تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

[ سورة طه :14]

 الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال هو الصلاة، لا خير في دين لا صلاة فيه، وبيننا وبين المشركين ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر.

 

من ذكره الله منحه الحكمة في كل شيء :

 طبعاً هناك تفاصيل دقيقة جداً من تركها جحوداً بها، من تركها تقصيراً، وقع في معصية كبيرة لكنه لن يقع في الكفر، قال تعالى:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[ سورة البقرة: 152]

 الآن إذا ذكرك الله منحك الحكمة في بيتك، في عملك، مع جيرانك، مع أقربائك، أحياناً عمل بسيط مثلاً جار سيئ جداً، يتفنن في إزعاج جاره، سألني أحدهم: ماذا أفعل معه؟ نفسه بالعداوة طويل، قلت له: قدم له هدية، قدم له سلة تفاح، قال لي: شيء عجيب انقلب قلباً، أحياناً الهدية تذهب بوحر الصدر، أحياناً طريق العداء طويل، أكثر الدعاوى في القضاء تبقى ثماني عشرة سنة، عشر سنوات تتلف أعصابك، تتلف أعصابك لعشرين سنة، والمحامي يعيش على مشاكل الناس، يقول لك: يا أخي القاضي أخذ رشوة، ليس لقضيتك حل، هذا يجب أن نعطيه مبلغاً ضخماً، يبتز أموالك، قال لي أحدهم: عندي دعوى عمرها ثماني عشرة سنة، فسافر سفرة طويلة فأنهاها ابنه، الأب غضب غضباً لا حدود له، كيف تنهيها؟ نحن نستطيع أن نبقى بالدعوى عشر سنوات، هذا المحامي مطمئن للمستقبل، ويكون القاضي لا يرتشي ونزيهاً والحكم لا يوجد فيه أمل إطلاقاً، بلغه أنه لا يوجد أمل، هذا المؤمن، لا يكذب أبداً.

 

للإنسان حركتان؛ حركة نحو الله و حركة نحو الخلق :

 أيها الأخوة الكرام؛ قال تعالى:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[ سورة البقرة: 152]

 إذا الله عز وجل ذكرك، والله العطاء الإلهي يصعب حصره، أعطاك الحكمة، بالحكمة تسعد بأي شي، من دون حكمة تشقى بأي شي، لذلك السكينة مصطلح قرآني، الله عز وجل ينزل على قلوب المؤمنين السكينة- دقق في تعريفها- السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، تجد بيتاً فخماً قطعة من الجحيم، أربعمئة متر، أثاثه بالملايين، فيه غرف استقبال، وغرف نوم، ومع ذلك هذا البيت جحيم، وترى بيتاً غرفة ومنافعها لكن هناك حباً في البيت، هذا الحب يجعل هذا البيت جنة، بالحب يصبح البيت جنة، من دون حب يغدو هذا البيت جحيماً لا يطاق، والله وسائل السعادة بيدك، التفات إلى الله، تطبيق منهج الله، الإحسان له، السيد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، الآية تقول دقق:

﴿وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً ﴾

[سورة مريم:31]

 هناك حركة نحو الله عبادته، وحركة نحو الخلق الإحسان إليهم، فأنت مع حركتين الأولى إلى الله عبادة وطاعة وإقبالاً وتوكلاً واستسلاماً، والثانية نحو الخلق.
 رجل يطوف حول الكعبة، ويقول: ربي اغفر لي ذنبي ولا أظنك تفعل؟ وراءه الإمام الشافعي، قال له: يا هذا ما أشدّ يأسك من رحمة الله؟ قال له: ذنبي عظيم، قال له: ما ذنبك؟ قال له: كنت جندياً في قمع فتنة، فلما انتصرنا على أرباب الفتنة، أُبيحت لنا المدينة، ادخلوا إلى البيوت وخذوا ما فيها، فدخلت أحد البيوت فرأيت فيه رجلاً، وامرأة، وطفلين، قتلت الرجل، وقتلت الولد الأول، وقلت لامرأته: أعطيني كل ما عندك، أعطتني كل ما عندها، فلما رأتني جاداً في قتل الثاني، أعطتني درعاً مذهبة - درع مطلية بالذهب أغلى شيء في هذا البيت- أعجبتني أيما إعجاب، تأملتها، تفحصتها فإذا عليها بيتان من الشعر قرأتهما فوقعت مغشياً عليّ، البيتان:

إذا جار الأمير وحــاجباه  وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فـــويل ثم ويل ثم ويــــــــل  لقاضي الأرض من قاضي السماء
* * *

 بيت في أحياء دمشق الراقية جداً- القصة منذ ثلاثين سنة - ثمنه يقدر بثلاثين مليوناً - القصة قديمة - بعدما مات صاحب البيت له ورثة، يأتي إنسان يبرز عقد بيع أنه اشترى البيت من صاحبه قبل موته، أبرز عقداً عمره عشر سنوات، قالوا له: لماذا لم تطالبنا بالبيت إلا بعد وفاة صاحبه؟ إذاً يوجد إشكال بالقصة، الأمر وصل إلى اليمين الحاسمة، إذا الأدلة ضعيفة آخر شيء من القاضي أنه يدعو المدعى عليه لحلف اليمين الحاسمة، والله القاضي يوجد مودة بالغة بيني و بينه، جاء هذا المدعى عليه وضع يده على المصحف وأقسم اليمين الذي أملاه عليه القاضي، فهو واقف أمام هذا القاضي وممسك الطاولة بهذا الشكل رفع يده حتى يقسم وتركها مرفوعة، فالقاضي غضب قال له: أنزل يدك، كان ميتاً، الذي جعله واقفاً أنك يمسك الطاولة بيده، عندما ترك يده وقع على الأرض، قال: والله أمامي، الله كبير.

 

على الإنسان ألا يأخذ ما ليس له :

 هناك ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله، سهل جداً الصلحة بلمحة، حقوق الله عز وجل يسامحك بها فوراً، هذا أهون ذنب ما كان بينك وبين الله، وهناك ذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد، أي شريك لك، وأنت أذكى منه بكثير، المصلحة تعلمتها منه وأتقنتها، ثم ضايقته بدأت تعمل له إهانات ما تحمل، ترك الشركة فأصبحت لك، أخذت منه الخبرات وضايقته حتى أخرجته من الشركة، الله كبير، أنا أقول أحياناً للذي اعتدى على الآخرين: الله عنده فشل كلوي، تشمع كبد، خثرة بالدماغ، الله كبير، إياك ثم إياك ثم إياك أن تأخذ ما ليس لك، لأن الله عز وجل يجعل حياة هذا المغتصب جحيماً لا يطاق، إذاً:

إذا جار الأمير وحــاجباه  وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فـــويل ثم ويل ثم ويـــــــل  لقاضي الأرض من قاضي السماء
* * *

 أيها الأخوة الكرام؛ يوجد ملاحظة دقيقة جداً يقول لك: أنا معي فتوى، وصف لعالم الموضوع كما يشتهي هو، فلما كانت الفتوى على هذا الوصف أعطاه هذا العالم فتوى، لكن الواقع غير ذلك، دققوا قال النبي صلى الله عليه وسلم:

((..وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ ... ))

[ متفق عليه عن أم سلمة]

 من القاضي؟ رسول الله، سيد الخلق، حبيب الحق، سيد ولد آدم، لا ينطق عن الهوى، لو أنك تملك فتوى من فم رسول الله ولم تكن محقاً لن تنجو من عذاب الله.

((.....وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا ))

[ متفق عليه عن أم سلمة]

 عد إلى المليون قبل أن تأخذ ما ليس لك، دائماً ماذا يحدث؟ يموت الأب، أكبر أبنائه يكون مهيمناً، عنده أخوات بنات لا يعطيهم شيئاً، يستأثر بالثروة كلها له، أو يأخذ أفضل شيء، عند الأب محل تجاري زبائنه كثر يأخذ المحل، عندهم أرض بور لا تصلح لشيء يعطيها لأخوته، الله كبير، لذلك في موضوع الإرث الله تولى بذاته العلية تقسيم الإرث، لم يترك ذلك للنبي، فأنت عد للمليون قبل أن تأخذ شيئاً ليس لك، هناك طفل صغير لا يستطيع أن يناقش أخاه الكبير، أخوه أخذ كل شيء، يقول له: أنا أطعمك، فقط تريد أن تطعمه؟ عندما يكبر يريد مالاً يتركه لشيخوخته.
 أيها الأخوة الكرام؛ لولا الظلم بين العباد لكنا بحال غير هذا الحال.

 

أغبى الأغبياء من لا يدخل الله في حساباته :

 لذلك عندنا شيء حديّ، ممكن أن تغلط مع الله بالعبادات، ممكن أن تقصر فيما ألزمك الله به من عبادات أما المعاملات.

(( ترْكُ دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام ))

[ ورد في الأثر ]

 دانق سدس الدرهم، هذا أين يصير؟ بين الشركاء؛ يوجد شريك قوي، والثاني ضعيف، شريك المحل باسمه والثاني معه عقد غير مصدق، بين الشركاء، بين الخلطاء، انظر إلى الآية ما أدقها قال تعالى:

﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء ﴾

[سورة ص: 23]

 من الخلطاء؟ الشركاء، الورثة، الأولاد، الجيران، الأصحاب، الأصدقاء، هذا قرآن.

﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾

[سورة ص: 23]

 الإمام الشافعي استنبط استنباطاً مخيفاً، أن الذي يبغي على خليطه ليس مؤمناً، شركة أسسها شخصان خلال عشرين سنة أصبحت شركة عملاقة، الأولاد كبروا، أحد الشريكين أقوى وأذكى، عمل وسائل ذكية جداً طرد شريكه جعله فقيراً، وأولاده لا يوجد عندهم شيء، وهو أخذ المال كله، وهو يعد نفسه ذكياً، هو أحمق، أقول لكم كلمة دقيقة احفظوها أرجوكم: أي إنسان لا يدخل الله في حساباته هو أغبى الأغبياء، وأنا استنباطاً من هذه الحقيقة أعد الطغاة أغبى أغبياء البشر، قتل يظن أنه إذا قتل قوي، يقول لك: انتصرت، سمعت تعليقاً من وزير سابق، كان صديقي، قال: لقد انتصرنا، شبه انتصار الطغاة على شعوبها انتصاراً، الانتصار على اليهود ليس على شعبك؟
 إنسان عنده بيت وزوجة وخمسة أولاد، أطلق النار على أولاده الخمسة، وذبح زوجته، وأحضر تركس وهدم بيته وقال: انتصرت، على من انتصرت؟ هذا شعبك، هذه الأزمة يوجد ستة ملايين بيت مهدم، عشرة ملايين في الطرقات من دون مأوى، لم تنتصر؟ على من انتصرت؟ فالإنسان من دون دين مجرم، أحمق، جاهل.

 

الدين قوام حياتنا :

 يا أيها الأخوة الكرام؛ حياتنا بالدين، انضباطنا بالدين، سلامتنا بالدين، سعادتنا بالدين، نجاح زواجنا بالدين، نجاح أعمالنا بالدين، نجاح علاقاتنا بالدين، الدين هو قوام حياتنا، لذلك أرجو الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا ونحن أحياء، أما الحقيقة فتظهر عند الموت ولكن بعد فوات الأوان، مثلاً أكفر كفار الأرض الذي قال، قال تعالى:

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

[ سورة النازعات: 24]

 هل هناك أكفر من ذلك؟ والذي قال، قال تعالى:

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾

[ سورة القصص: 38 ]

 فرعون عندما أدركه الغرق، قال، قال تعالى:

﴿ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

[ سورة يونس: 90 ]

 قال له الله عز وجل:

﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾

[سورة يونس: 91]

 لذلك قال تعالى:

﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ﴾

[ سورة الأنعام: 158 ]

 فالبطولة أن تستقيم قبل فوات الأوان، لكن بعد فوات الأوان الكل يؤمن بما جاء به الأنبياء بما فيهم الملحدون.
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور