الدكتور محمد راتب النابلسي :
كم عدد الطلاب ؟ يقول 49 ، هذا العد ، أما الإحصاء كل طالب إمكانته مستوياته ، تفوقه ، المواد التي تفوق بها ، وضعه الاجتماعي ، وضعه الأسري ، التفاصيل الدقيقة جداً التي تبين حقيقة هذه الشخصية ، الله عز وجل قال :
﴿ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) ﴾
فالإحصاء عملية بالغة التعقيد ، بالغة التدقيق ، يعني العوامل الخارجية ، والداخلية والأسرية ، والاجتماعية ، والطبقية ، والفهم ، والقدرة على استيعاب الأمور ، موضوع دقيق جداً الله عز وجل قال :
﴿ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ﴾
عن أبو هريرة رضي الله عنه : أبو هريرة رضي الله عنه :
(( قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر ))
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ]
الحقيقة هناك عدد أكبر بكثير ، لكن هذا الذي جاء به النص الدقيق جداً من أحصاها دخل الجنة
يعني آيات القرآن الكريم فيها أمر والأمر يقتضي أن تأتمر ، وفيها نهي والنهي يقتضي أن تنتهي ، وفيها قصة ، والقصة ينبغي أن تتعظ ، لكن ماذا تفعل بألف وثلاث مئة آية بالتمام والكمال ، تتحدث عن الكون والإنسان ؟ آية الأمر تقتضي أن تأتمر ، آية النهي يقتضي أن تنتهي ، القصة تقتضي أن تتعظ ، وألف وثلاث مئة قرآنية تتحدث عن الكون والإنسان ، عن آيات الله في الآفاق ، وعن آيات الله في الإنسان .
الحقيقة الأنبياء السابقون أتوا بمعجزات حسية ، المعجزة الحسية ، سيدنا موسى ضرب البحر فأصبح طريقاً يبساً ، سيدنا عيسى أحيا الميت ، يعني كل نبي معه معجزة حسية والمعجزة الحسية كتألق عود الثقاب تتألق وتنطفئ ، وتصبح خبراً يصدقه من يصدقه ، ويكذبه من يكذبه ، ولكن لأن نبينا الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم ، خاتم الأنبياء والمرسلين ، بعثته خاتمة البعثات ، رسالته خاتمة الرسالات ، ينبغي أن تكون معجزته ، ما معنى معجزته ؟ يعني شهادة الله له أنه نبيه مستمرة ، ولن تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية ، فتتميز معجزة النبي الكريم بأنها علمية ، في بالقرآن الكريم ألف وثلاث مئة آية تتحدث عن الكون والإنسان ، وقبل قليل قلت آية الأمر تقتضي أن نأتمر ، آية الأمر تقتضي أن ننتهي ، القصة تقتضي أن نتعظ ماذا نفعل بألف وثلاث مئة آية تتحدث عن الكون والإنسان ، القرآن يجيب :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ( 190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ﴾
قياماً ؛ واقفون ، وقعوداً ؛ قاعدون ، وعلى جنوبهم ؛ متكئون ، الحالات الثلاثة يعني دائماً
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
الحق الشيء الثابت والهادف ، والله هو الحق ، والباطل الشيء العابث والزائل يعني إنشاء جامعة بتخرج قادة للأمة حق ثابت وهادف ، أما السيرك أسبوعين ، عابث وزائل فالحق والباطل مصطلحان دقيقان جداً ، والحق لا يتعدد ، يعني ارسم خط مستقيم بين نقطتين ارسم خط آخر مستقيم يأتي فوقه تماماً ، يعني ألف خط تأتي فوق بعضها بعضاً ، فالحق لا يتعدد ، أو الحرب بين حقين لا تكون أصلاً ، وبين حق وباطل لا تطول ، وبين باطلين لا تنتهي ، في عنا ألف وثلاث مئة آية تتحدث عن الكون والإنسان ، فالبطولة أن أقرأ هذه الآيات كعناوين للتفكر .
مرة ثانية :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
يعني التفكر أوسع باب ندخل منه على الله ، أوسع باب ، وأقصر طريق نصل به إلى الله .
المذيع :
فضيلة الشيخ ؛ موضوع التفكر الذي ألمحت فيه في الوقوف حول أسماء الله الحسنى في حديث النبي الكريم من أحصاها دخل الجنة هذه الأسماء العظيمة لله عز وجل معنى أحصاها في هذا الحديث ، أي حفظها ؟ أم حفظها وفهمها ، وعمل بها ؟ أم ماذا ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الحقيقة من أحصاها ؛ قلت قبل قليل : العد سهل جداً ، يعني مدرس عنده 43 طالب ، الكم 43 ، أما الإحصاء ، مستوى الطلاب ، مستوى فهمهم ، تفوقهم ، وضعهم الأسري العائلي ، وضعهم الذكائي ، الإحصاء دراسة شاملة دقيقة جداً ، فنحن الكون كله يدل على الله الآيات الكونية ، والتكوينية ، والقرآنية ، الكونية تفكر
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
والتكوينية نظر .
﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) ﴾
والقرآنية تدبر .
﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) ﴾
أصلاً
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾
يعني الآيات مطلقاً هي القنوات الوحيدة ، والفريدة ، والسالكة لمعرفة الله .
" ابن آدم اطلبنِ تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء "
فالقرآن ألف وثلاث مئة آية ، تتحدث عن الكون والإنسان ، الأمر تقتضي أن نأتمر النهي تقتضي أن ننتهي ، القصة تقتضي أن نتعظ ، ماذا نفعل بهذه الآيات إنها موضوعات للتفكر ، والآية الأصل في هذا الموضوع
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار ﴾
يعني الأرض شيء من مسلمات علم الفلك ، تدور دورة حول الشمس ، خلال عام والمسار إهليلجي ، بيضوي ، وهذا المسار له قطران أطول وأصغر ، الآن تنتقل من القطر الأطول إلى القطر الأصغر ، المسافة قلت بيضوي ، الجاذبية ازدادت فلابد من أن تنجذب إلى الشمس ، وإذا انجذبت إلى الشمس انتهت الحية في دقائق ، ما الذي يحصل ؟ قال : تفرع الأرض سرعتها ، لينشأ من رفع السرعة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة تبقى على مسارها .
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (41) ﴾
آية دقيقة جداً ، الآن في القطر الأصغر انتقلت إلى القطر الأطول ، المسافة زادت الجاذبية ضعفت فلابد من أن تزداد السرعة أولاً ، بالثانية أن تخفض السرعة ، يد من ؟ ترفع السرعة أو تخفضها ؟ قدرة من ؟ علم من ؟ حكمة من ؟ عظمة من ؟
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾
الإيمان بالله العظيم دقيق جداً ، إبليس آمن بالله ، قال له :
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (81) ﴾
فالبطولة أن نؤمن بالله العظيم ، لذلك :
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) ﴾
أزمة علم فقط .
فلذلك الآيات الكونية تتحدث عن عظمة الله ألف وثلاث مئة آية ، وأنا أقول هذه الآيات الكونية هي عنوانات ، موضوعات للتفكر ، وآية التفكر :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
فعل مضارع
﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار ﴾
الله عز وجل قال :
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ( 1 ) ﴾
البروج جمع برج ، البرج ؛ كم كبير من النجوم ، أحد هذه البروج برج العقرب ، كنت مرة في أمريكا ، دخلت إلى متحف فلكي ، هذا البرج وضعوا خطوط بين نجومه ، كالعقرب تماماً في نجم صغير أحمر اللون متألق اسمه قلب العقرب ، يتسع ، دققوا ، للشمس ، والأرض مع المسافة بينهما ، الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاث مئة ألف مرة ، وبينهما 156 مليون كيلو متر ، هذا النجم الصغير في برج العقرب النجم الأحمر ، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، هذه الآيات الكونية ، هي أسرع طريق إلى الله ، أوسع باب ندخل منه على الله ، إنها تضعنا وجهاً لوجه أمام عظمة الله ، فلذلك لابد من التفكر في خلق السماوات والأرض ، وهذه العبادة إن سميت عبادة التفكر هي أقدس عبادة في الإسلام ، لأنها تضعك وجهاً لوجه أمام عظمة الله .
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾
المذيع :
هذه عبادة التفكر فضيلة الدكتور محمد ، يعني هذه العبادة يبدو أنها عبادة مهجورة يعني الكثير من العلماء والدعاة يحدثونا عن أفعال كثيرة تتعلق الدين ، فكرة عبادة التفكر أصبحت الآن عبادة مهجورة ، كيف السبيل إلها دكتور ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
طبعاً ، النقطة الدقيقة جداً ، نحن بالإسلام في عنا مرحلة مكية ، ومرحلة مدنية المرحلة المكية ؛ لو استعرضنا الآيات المكية ، تتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر ، هذا الإله العظيم ينبغي أن نعبده ، هو الإله العظيم ، الحكيم ، الرحيم ، وتقتضي أن نعبده ، وأن ندعو إليه
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾
يعني أنا للتقريب : يعني إذا كان طفل صغير أعطاه عمه خمسين دينار ، أو خمسين دولار بحسب ، والعم الثاني خمسين ، والخال خمسين ، والخال الثاني خمسين يقول : معي مبلغ عظيم ، أما إذا قال مسئول كبير بدولة عظمى أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً مو مئتي دينار ، مئتي مليار ، دقق الآن فإذا قال الله عز وجل :
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113) ﴾
إله يقول
﴿ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
فلذلك :
" فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطيك شيئاً ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .
أنا أمامي طاولة ، هذه الطاولة جسم مادي ، لها طول ، عرض ، ارتفاع ، وزن حجم ، تمام ؟ النبات بماذا يزيد على الجماد ؟ بالنمو ، طيب الحيوان بماذا يزيد عليها ؟ بالحركة والإنسان ، المخلوق الأول ، والمكلف ، والمفضل ، والمحاسب ، والمعاقب ، كيف ؟ الإنسان المخلوق الأول عند الله ، الأول ، والمفضل ، والمكرم ، والمكلف بعبادة الله ، والعبادة بأدق تعريفاتها : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية ، طاعة طوعية ، الله عز وجل خلقنا ، حياتنا بيده ، الموت بيده ، السعادة بيده ، الشقاء بيده ، الرزق بيده ، الغنى بيده ، الفقر بيده ، القوة بيده ، الضعف بيده ، ومع كل كل كل ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاً فقال :
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) ﴾
بل أراد أن تكون العلاقة به علاقة حب ، قال :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) ﴾
لذلك هناك حب في الله ، وحب مع الله ، الحب في الله عين التوحيد والحب مع الله عين الشرك ، الحب في الله أن تحب الله ، ورسوله ، والأنبياء جميعاً ، والعلماء الربانيين جميعاً والعلم ، والزوجة الصالحة ، يعني واسع جداً الحب في الله ، هو عين التوحيد ، أما الحب مع الله عين الشرك لذلك :
(( " ابن آدم اطلبنِ تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء " ))
فـــــــــــــلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنــــــــــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنــــا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولـــــــــــو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــا
ولـــــــــــــو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غريب واشتياق لقربنـــــــــــــــــــــــــــا
ولــــــــــــــــــــو لاح من أنوارنا لك لائح تركت جميع الكائنات لأجلنــــــــــــــــــــا
الحقيقة الدقيقة إن عرفت الله عرفت كل شيء .
المذيع :
فضيلة الدكتور ؛ أسئلة كثيرة وردت إلينا ، العنوان كان متعلق بأسماء الله الحسنى وتربية أبناءنا عليها ، وحضرتك طفت بنا بفكرة التفكر ، والتعرف على الله عز وجل ، وأن هذه العبادة لابد من أن نأخذها بمأخذ الجد ، وهو أسرع طريق للوصول لله عز وجل النظر إلى آياته الكونية سبحانه وتعالى .
العودة إلى أسماء الله الحسنى ، الأسئلة كثيرة ربما نختار منها ، صاحب السؤال محمد يقول : كيف ندعو الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
قبل ، أولاً القدوة قبل الدعوة ، الناس يتعلمون بعيونهم لا بأذانهم ، فما دام الأب متزن ، صادق ، أمين ، عنده حشمة عالية جداً ، لو لم يتكلم ولا كلمة ، القدوة قبل الدعوة الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم ، يعني إذا كانت امرأة ذهبت إلى بيت الجيران مع ابنتها الصغيرة ، وطال المكوث هناك ، وتأخر الطعام ، جاء الأب غاضباً ، قال : أين كنتم ؟ قالت لم نكن في مكان غير البيت ، هذه الصغيرة شربت الكذب من أمها ، أقول كلمة ، هي الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح : معظم أخطاء أولادنا من الآباء والأمهات ، والمدرسين والمدرسات ، يعني إذا كان المعلم يدخن في مشكلة كبيرة جداً ، فلابد من القدوة ، القدوة قبل الدعوة ، الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم .
أنا أقول وأعني ما أقول لو لم يتكلم الأب بحياته كلمة توجيهية واحدة ، بل كان مستقيماً ، وعفيفاً ، ومنضبطاً استقامته دعوة إلى الله ، استقامته وحدها دعوة ، القدوة قبل الدعوة والإحسان قبل البيان ، املأ قلب من تعلمه بإحسانك ليفتح لك عقله لبيانك ، الإحسان قبل البيان الأب المحسن قوله مسموع ، ويتهافت ، ويتنافس أولاده على طاعته ، فلابد من قدوة ، القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، املأ قلب من تدعوه ، أو من تربيه في بيته بإحسانك ليفتح عقله لبيانك ، القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان .
المذيع :
لكن الناس تعتريها ما يعتريه البشر ، فضيلة الدكتور ، الأب يأتي من الخارج وضغوط العمل قد يكون عصبياً بعض الشيء مع أهل بيته ، قد يكون سريع الغضب معهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الطاحنة التي تطحن الأهل الآن ، فيكون الأب تحت ضغط شديد فيتعامل بهذا الشكل ، مما يؤثر على الأبناء ، كيف يمكن يضبط نفسه بشكل يجعله مقبولاً لدى أبناءه ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذا النبي الكريم ، يعني ينفرد بمئات الخصائص ، لما أرد الله أن يمدحه بماذا مدحه ، قال له :
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( 4 ) ﴾
الإيمان هو الخلق ، لابن القيم الجوزية ، فمن زاد عليك في الخلق ، زاد عليك بالإيمان ، إن أردت أن تؤثر في أولادك ، إن أردتِ أن تؤثري ببناتك أيتها الأخت الكريمة لابد من قدوة ، القدوة قبل الدعوة ، والناس مرة ثانية يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم ، فلا يمكن أن نلغي القدوة ، المعلم قدوة ، المعلمة قدوة ، الأب قدوة ، الأم قدوة .
النقطة الدقيقة جداً ، وهي الحقيقة من الأشياء الخطيرة : شيخ الجامع ، خطيب المسجد ، أستاذ الديانة ، الأب ، الأب ، العم ، الخال ، يعني كل من حولك ممن يملكون سلطة التوجيه أربعين بالمئة ، وصديق السوء ستون بالمئة ، فعلى كل أب أن يعرف بالتمام من هو صديق ابنه ، والأخت الكريمة ينبغي أن تعلم بالضبط من هي صديقة ابنتها ، مرة ثانية هذا علم نفس ، يعني شيخ الجامع ، أستاذ الديانة ، الأب ، العم ، الخال ، أي جهة توجيهية كل هؤلاء مجتمعين لا تزيد قدرتهم على إقناع أكثر من أربعين بالمئة ، أما صديق السوء ستون بالمئة فلذلك يجب أن يعلم الأب علم اليقين من هو صديق ابنه ، ويجب أن تعلم الأم علم اليقين من هي صديقة ابنتها ، هذه الأجيال .
لذلك الغرب حينما يأس من أن يلغي هذا الدين عمل إلى الصورة لا إلى الكلمة ، قد يشاهد إنسان فلم ، فخم جداً البيت ، أناقة بالغة ، رشاقة ، صحة ، وفي بار في خمر أحياناً فهذا البيت الفخم جداً أعطاك أجمل صورة للتفلت من الدين ، وأحياناً بمكر خبيث يصورون رجل الدين أفقه محدود جداً ، بيته صغير ، زوجته عند الجيران ، أولاده بالطريق ، هم ما تكلموا بالدين شيئاً ، بس أعطوا للمشاهد أبشع صورة عن الدين ، أعطوا للمشاهد أجمل صورة عن التفلت ، فلذلك الإعلام كان في مؤسسات تشريعية ، كان ، ومؤسسات تنفيذية ، وقضائية ، الآن في إعلام ، في تلميع إعلامي ، في تضليل إعلامي ، في تعتيم إعلامي ، فلابد من ضبط الشاشة ، شاشة البيت ، وشاشة الأيباد ، وشاشة الهاتف ، هذه إن لم تضبط توبة بالبيت ما في أبداً ، هذه الحقيقة المرة التي أراها أفضل ألف مرة من الوهم المريح .
المذيع :
بارك الله فضية الدكتور ؛ أسئلة كثيرة وردت إلينا عبر صفحاتنا ، ورقم الواتس أب تقول صاحبة السؤال : أنا لدي بنت عمرها خمس سنوات ، اكتشفت أنها تتعرى أمام الموبايل وتصور فيديو ، وهي عارية ، انصدمت صدمة كبيرة ، ولا أدرس ماذا أفعل معها .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله يا أخي أنا أقول يعني ما في عمل أعظم من تربية الأولاد ، وسأقول هذه الآية :
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) ﴾
ألحقنا بهم أعمال ذريتهم ، يعني عفواً ؛ أكبر تجارة 15 % أكبر تجارة ، وفي عشرة وخمسة ، وصفر ، وخسارة ، بس أعلى ربه لتاجر اشترى ، وباع طبعاً من دون احتكار 15 أعلى ربح صناعي 25 ، أعلى ربح مع الله بالمئة مليار
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾
يعني أكبر تجارة على الإطلاق أن تتاجر مع الله بتربية أولادك ، يعني دقيقة ؛ لو بلغت أعلى منصب في الأرض ، وجمعت أكبر ثروة فيها ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس ، الابن امتداد ، لا تصدق واحد بالأرض يسعد وابنه شقي .
﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) ﴾
الآن :
﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾
اجمع الآيات ، الذي اتبع الله في تربية أولاده لا يضل عقله ، ولا تشقى نفسه ، ولا يندم على ما فات ، ولا يخشى مما هو آت ، أنا أقول بأوضح كلام : لا يمكن أن يسعد الإنسان وابنه شقي ، يعني كثير في أشياء دقيقة بالحياة :
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾
هذا إيماني والله ، يعني أعظم عمل للأسر التي تستمع وتشاهد هذا الدرس الطيب ، أن يربي الأولاد ، والابن لا ينصاع إلا بالقدوة ، القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع .
المذيع :
نصيحتك لهذه الأم فضيلة دكتور ماذا تفعل مع ابنتها الصغيرة التي لم تتجاوز خمس سنوات .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنا قلت لك قبل قليل : أخطر شيء الصديقة ، نحن عنا الآن ، والحقيقة المرة لا بد من ذكرها ، عنا شاشة ، يعني إذا كان الأب سهر مع الأم في مكان ، والشاشة مفتوحة في خطأ في البيت جسيم جداً ، يعني الأب موجود ، والأم وفي انضباط للشاشة ، لكن سهروا عند أسرة صديقة ، وبقي الشباب والشابات مع هذه الشاشة المفتوحة ، هذه الشاشة المفتوحة الغير منضبطة ، الأيباد المفتوح الغير منضبط ، والهاتف ، ثلاث شاشات ، شاشة البيت ، والأيباد والهاتف ، إن لم تضبط لا يمكن أن تنعقد توبة في هذا البيت ، والغرب هذا سلاحه الوحيد .
فرنسا وجهت 43 محطة فضائية إباحية للجزائر أثناء الثورة ، وجهت 43 محطة فضائية إباحية ، لأن أيام الكلمة تنجح في رد الباطل ، أما الصورة أبلغ ، يقولوا : ألغينا الكلمة واستعضنا عنها بالصورة .
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) ﴾
الجبل يزول ؟ عنا بالشام بقاسيون يزول ؟ الله وصف مكرهم بأن الجبال تزول منه .
﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47 ﴾
المذيع :
بارك الله بك فضيلة الدكتور ، فضيلة الدكتور ؛ سؤال آخر ، يقول صاحب السؤال : ما هو اسم الله الذي أردده بحالة الضيق والكرب ، فتنفرج كربتي ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
يعني كأنك تريد أن تقول لي ما هو اسم الله الأعظم ، هذا موضوع خلافي ، أنا باجتهادي المتواضع ، الفقير ؛ اسم الله الأعظم الغني ، والمظلوم ؛ اسم الله الأعظم العدل يعني كل واحد بحسب حاله في اسم يناسبه ، لذلك :
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) ﴾
في كلمة دقيقة جداً ، هذه الباء باء الاستعانة ، أنت لا تقدم أن تشرح اسم الرحمن إن لم تكن رحيماً ، تخلقوا بأخلاق الله ، كمعلم ، كأب ، كأم ، أي منصب قيادي ، لن تستطيع أن تقنع الناس بمقولة علمية دينية ، توجيهية إلا إذا كنت ممثلاً لها ، فالقدوة قبل الدعوة والإحسان قبل البيان ، الناس يتعلمون بعيونهم لا بأذانهم ، والإنسان إذا كان يعلم بواطن الأمور قدوة الأب لو لم يتكلم كلمة واحدة ، بل كان صادقاً ، عفيفاً ، الشاشة مضبوطة ، الدخل مضبوط ، ما في اختلاط ، ما في كسب حرام ، استقامته دعوة ، حشمته دعوة ، أدبه دعوة هذه دعوة غير الناطقة ، القرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والقرآن الكريم قرآن يمشي ، وما لم نرَ الآن إسلاماً يمشي أمامنا ، إنسان حدثك فهو صادق ، إن عاملك فهو أمين ، إن استثيرت شهوته فهو عفيف ، يقنع الناس بهذا الإسلام ، القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان والأصول قبل الفروع ، ما لم يرَ الناس إسلاماً يمشي أمامهم إن حدثهم فهو صادق ، إن عاملهم فهو أمين ، إن استثيرت شهوته فهو عفيف ، لا يقتنع بهذا الدين ، نحن بحاجة لقدوات ، نحن المرحلة المكية أهملناها ، الإيمان بالله ، بالذات الكاملة ، صاحب الأسماء الحسنى ، والصفات العلا ، أصل الجمال ، والكمال ، والنوال ، واليوم الآخر ، ركنان من أركان الإيمان ورد بالقرآن بشكل عجيب مع بعضهما بعضاً ، في معظم القرآن الكريم ، الإيمان بالله من أجل أن تطيعه .
عن الحسن ، أن زياداً استعمل الحكم الغفاري على جيش فأتاه عمران بن حصين فلقيه بين الناس فقال : أتدري لم جئتك ؟ فقال له : لم ؟ فقال : أتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له أميره : قع في النار فأدرك فاحتبس فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لو وقع فيها لدخلا النار جميعاً لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى ؟ قال : نعم . قال : إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث . وفي بعض طرقه عند الطبراني :
(( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ))
[ أخرجه الطبراني ، والطبراني ، والإمام أحمد ]
اليوم الآخر بألا تؤذي إنساناً ، هذا الإيمان ، الإيمان بالله واليوم الآخر وردا بشكل عجيب في معظم الآيات ، بالله ؛ كي تطيعه .
(( " ابن آدم اطلبنِ تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء " ))
واليوم الآخر بألا تؤذي مخلوقاً ، الله صاحب الأسماء الحسنى ، والصفات العلا كماله كمال مطلق ، فلذلك ابن آدم .
فـــــــــــــلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنــــــــــا
المؤمن أسعد إنسان .
أخي الكريم ؛ كلمة دقيقة جداً ، أعني ما أقول : نحن في عنا لذة ، اللذة تحتاج إلى وقت ، وإلى مال ، وإلى صحة ، ولحكمة بالغةٍ بالغةٍ بالغة في البدايات صحة في ، وقت في مال ما في ، بالوسط صحة في ، مال في ، وقت ما في ، بالنهاية مال في ، وقت في ، صحة ما في ، ما سمح الله لهذه الدنيا أن تمدنا بسعادة متنامية ، مستحيل ، ولا مستمرة ، بل متناقصة أما إذا انعقدت لنا صلة مع الله ، ولا تقول ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني هناك مشكلة ، أنت اتصلت مع أصل الجمال ، والكمال ، والنوال ، مع صاحب الأسماء الحسنى ، والصفات العلا ، مع من بيده كل شيء ، الأقوياء بيده ، والضعفاء بيده الصحة بيده ، المرض بيده ، الغنى بيده ، الفقر بيده ، بيده كل شيء .
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا فإنا منحنا بالرضا من أحبنــــــــــــــــــــــــــا
ولذ بحمانا واحتمِ بجنابنـــــــــــــــــــــــا لنحميك مما فيه أشرار خلقنــــــــــــــــــــا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغـــــــــــل وأخلص لنا تلقى المسرة والهنـــــــــــا
وسلـــــــــــــم لنا الأمر في كل ما يكن فما القرب والإبعاد إلا بأمرنــــــــــــــــــــا
فــــــــيا خجلي منه إذا هو قال لي أيا عبدنا ما قرأت كتابنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أما تستحي منا ونكفيك ما جرى أما تختشي من عتبا يوم جمعنـــــــا
أما آن أن تقلع عن الذنب راجعاً وتنظر به ما جاء به وعدنــــــــــــــــــــــــــــــا
فأحبابنا اختاروا المحبة مذهبـــــــــــــــــاً وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا
فـــــــــــــلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنــــــــــــــــــــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنــــا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنــــــــــا
ولـــــــــــو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــــا
المذيع :
بارك الله فيك فضيلة الدكتور ؛ فضيلة الدكتور ؛ بالعودة إلى أسماء الله الحسنى يقول البعض : أن بعض أسماء الله الحسنى تختلف للوهلة الأولى عن معرفتها عن ما نزرعه في نفوس الأبناء مثلاً أقول لابني أن التكبر حرام فيقرأ بين أسماء الله الحسنى المتكبر ، أو الضار كيف أصل أو أفهم ابني الطفل الصغير هذه الأسماء ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
يعني أحياناً تكون الصفة بالإنسان نقص ، بالإله كمال ، هو كبير ، مهما تعرفت إليه فهو أكبر ، مهما عظمته فهو أعظم ، كبير ، كبر عظمة ، كبر كمال ، كبر عطاء ، الكبر بالله غير الكبر بالإنسان .
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) ﴾
العلماء قالوا : الله لا يكيد ، لكن هنا يسمونها مشاكلة بلاغية ، كيد الله ؛ تدبير الله جميع الأسماء الحسنى التي تسترك أيام مع صفات الإنسان الفرق كبير جداً بينها ، فلذلك الله عز وجل :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) ﴾
يعني يا محمد بسبب رحمة استقرت في قلبك من خلال اتصالك بنا كنت ليناً لهم فالتفوا حولك وأحبوك ، وأنت أنت بالذات ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ ) يعني إذا النبي الكريم ، سيد الخلق ، وحبيب الحق ، قال له : أنت أنت ، على عظم مكانتك ، وعلى عظم رسالتك ، وعلى عظم نبوتك
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
فكيف بإنسان لا نبي ولا رسول ، ولا عالم رباني ، فلِمَ الغلظة يا أخي ، قال له : سأعظك وسأغلظ عليك ، قال له : إن الله أرسل من هو أعظم منك ، إلى من هو أسوء مني أرسل موسى إلى فرعون ، قال له :
﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) ﴾
فعلى ما الغلظة
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ ﴾
المذيع :
بارك الله فيك فضيلة الدكتور على هذا التوضيح .
يقول صاحب السؤال : هل العلاج بأسماء الله الحسنى ، أمر مشروع ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
مشروع ؟! فرض سيدي ، لابد من أن تعرف الله " ابن آدم اطلبنِ تجدني " اطلبنِ بأسمائي الحسنى
(( " اطلبنِ تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء " ))
ذات كاملة ، أصل الجمال ، والكمال ، والنوال " ابن آدم اطلبنِ تجدني " لابد من أن نعرف الله ، طبعاً في عنا معرفة ، عفواً :
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾
عنا يقين حسي أخي الكريم ، يقين حسي أدواته الحواس الخمس ، واستطالاتها التليسكوب ، والمكرسكوب ، هذا اليقين الحسي إنطلاقاً من قوله تعالى
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾
لشيء ظهرت عينه وآثاره ، هذا اليقين الحسي ، أما اليقين العقلي لشيء غاب عينه بقيت آثاره ، وراء الجدار في دخان ، العقل يقول : لا دخان بلا نار ، هذا يقين عقلي ، لشيء غابت عينه وبقيت آثاره ، في عنا يقين ثالث يقين إخباري لشيء غابت عينه ، وآثاره معاً .
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) ﴾
من منا رأى ذلك ؟ هذا يقين إخباري ، قيمة اليقين الإخباري من قيمة الذي ذكر ذلك فإذا كان الله هو المخبر ينبغي أن تأخذ إخباره وكأنك تراه ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) صار في يقين حسي أدواته الخمس واستطالاتها ، المكرسكوب ، والتليسكوب ، ويقين عقلي لشيء غابت عينه ، بقيت آثاره ، أداة اليقين به العقل ، العقل له مبادئ ثلاث ، شيء دقيق جداً ، مبدأ السببية ، الإنسان بعقله لا يفهم شيء بلا سبب ، يعني سافر إلى مصيف ليغيب شهرين ، أغلق التيار الكهربائي كلياً ، وسافراً ، عاد بعد شهرين الكهرباء متألقة ، لماذا يضطرب ؟ لأنه لا يصدق أن هذا التيار عاد إلى البيت من تلقاء ذاته ، هذا اليقين الحسي هذا العقل السببية .
الغائية ؛ راكب سيارتك ، وجدت شاحنة ، سلسلة إلى قطعة حديد على الأرض ، لِمَ هذه ؟ ما لها علاقة بالشحن إطلاقاً ، بس عقلك يطلب منك الغاية ، ما غايتها ؟ هذه من أجل امتصاص الصاعقة .
فالعقل مبادئه ثلاث : مبدأ السببية ، والغائية .
مرة اشتريت قرص بللوري ، إذا وضع بالحليب لا يفور الحليب ، القضية انحلت ممكن تضع الحليب على النار وتذهب إلى مكان ، هذا الحليب لا يفور ، لا يخرج من الوعاء ثم عرفت السبب ، هو قرص بلوري له فتحة صغيرة ، الفقاعات تخرج على شكل سهم ، تثقب القشطة ، فلا يفور .
فالعقل بحاجة إلى فهم السبب ، والغاية ، أما التناقض ، إذا إنسان متهم بجريمة بمدينة ، واثبت للقاضي إثبات قطعي أنه كان بمدينة أخرى ، إعفاء بصير .
فالعقل مبدأ السببية ، لا يقبل شيء بلا سبب ، والغائية ؛ لا يقبل شيء بلا غاية ، ولا يقبل التناقض ، هذا اليقين العقلي ، فاليقين الحسي أدواته الحواس الخمس لشيء ظهرت عينه وآثاره ، أما العقلي لشيء غابت عينه بقيت آثاره ، أداة اليقين به العقل البشري ، أما اليقين الإخباري لشيء غابت عينه وآثاره ، نحن الوحي من اليقين الإخباري ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) هذا يقين إخباري ، فأنت بين اليقين العقلي ، والحسي ، والإخباري ، هذا كتابنا وفق مناهج مبادئ العقل تماماً .
المذيع :
بارك الله فيك فضيلة الدكتور ، فضيلة الدكتور ؛ البعض يذكر اسماً من اسماء الله الحسنى ، ويكرره مراراً ، إن وقع مثلاً في كرب ، أو أراد أن يستغفر كأن يقول مثلاً : يا تواب ، يا تواب ، يا تواب ، يعني ذكر الله اسم من أسماء منفراً ، هل يعد هذا الذكر صحيح ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الفقير ؛ اسم المغني ، عفواً ، هذا اسمه اسم الله الأعظم ، ورد بالأثر ، اسم الله الأعظم ، اجتهاد بعض العلماء أن الفقير ؛ اسم الله الأعظم هو المغني ، والمظلوم ؛ اسم الله الأعظم ؛ هو الناصر ، وكل إنسان عنده مشكلة في اسم لله يناسب مشكلته ، لذلك كثير الآية دقيقة جداً
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
الباء للاستعانة
أنت ارحم من دونك ليرحمك من فوقك ، أعطِ من دونك يعطيك من فوقك ، هذه نقطة دقيقة جداً ، أنت رئيس دائرة عندك موظفين ارحمهم ، حتى تستقبل رحمة الله ، فإن لم ترحمهم هناك مشكلة كبيرة جداً إذا أردتم رحمتي ، فارحموا خلقي .
(( عن حكيم بن حزام رضي الله عنه : أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ' اليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى ، وابدأْ بمن تَعُولُ ، وخيرُ الصدقةِ : عن ظهرِ غِنى ، ومن يستعفَّ يُعِفَّهُ الله ، ومن يستغنِ يُغْنِهِ اللهُ ' ))
. هذا لفظ البخاري . وعند مسلم ، والنسائي قال :
(( ' أفضلُ الصدقةِ - أو خيرُ الصدقة - عن ظهر غِنى ، واليدُ العليا خير من السفلى ))
[ أخرجه البخاري ومسلم والنسائي ]
فالحياة تحتاج إلى علم .
" فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك "
المذيع :
بارك الله فيك فضيلة الدكتور ، سؤال من والدة ، وأم تقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وعليكم السلام ورحمة الله ، تقول : أنا موظفة ، وعندي ولد عمره أربعة عشر عاماً ومضطرة لتركه مع أهلي أثناء عملي أني مطلقة ، وأجد صعوبة في تربيته ، أريد أن أحببه بالدين ، والإيمان ، والعلم ، وأحاول ترغيبه بالمكافآت ، أو الحرمان ، ولا أجد نتيجة ، وإني أستعين بالله على ذلك ، لا يوجد من يساعدني ، أو يشاركني مسؤوليته ، خاصة وقد بدأ في هذا العمر مع مغريات زماننا ، الذي نعيش فيه ، أرجو من فضيلتكم النصيحة والدعاء .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنا نصيحتي الوحيدة أيها الأخت الكريمة : أدِ الذي عليك ، من نصح ، من إرشاد ، من توجيه ، من عناية ، من أن تملئي قلبه بهدية ، بعطاء ، بكلمة لطيفة ، أدِ الذي عليك ، واطلب من الله الذي لك ، الله ترك لنا بالقرآن قصص ، يعني سيدنا إبراهيم والده ، في أنبياء كثر يعني أقرب الناس لهم ما استفادوا ، لأن اختيار الإيمان قرار يتخذه الإنسان باختياره
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾
خلقنا ، حياتنا بيده ، الموت بيده ، الصحة بيده ، المرض بيده ، الرزق بيده ، الغنى بيده الفقر بيده ، القوة بيده ، الضعف بيده ، ومع كل كل ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاُ ، قال :
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾
أراد أن تكون العلاقة به علاقة حب
﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾
الحب أصل في الدين ، المعلم ، الأم ، المربية لا بد من أن تستميل قلب ابنها ، المعلم قلب تلميذه ، والقوي موقف هذا الضعيف أمامه ، فالبطولة أن أطبق هذا الدين ، معرفته سهلة جداً ، والحديث عنه أسهل ، أما أن تعيشه ، أن تعيش هذا الإسلام ، بكل تفاصيله ، بكل شروطه ، القدوة قبل الدعوة والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، ومخاطبة العقل والقلب معاً ، والمضامين لا العناوين ، والأشياء الدقيقة ؛ القدوة قبل كل شيء .
المذيع :
فضيلة الدكتور ؛ هذا السن يسمى سن المراهقة ، وله بعض المظاهر منها له فكرة العناد ، وعد الانصياع ، والتمسك برأيه ، كيف يعني هي تحاول أن تربيه بمفردها ، أن تتعامل معه ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
في معي جواب دقيق :
(( عن أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب ))
المؤمن ، في مؤمن حاد المزاج ، مؤن سهل ، مؤمن تفصيلي ، مؤمن كلي ، ما في مانع ، فأنا : أدِ الذي عليك أيتها الأخت ، واطلبِ من الله الذي لك ، الدعاء دعوة الأخ لأخيه من باب أولى الأب لابنه ، الأم لولدها ، دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب لا ترد ، فالدعاء هو العبادة .
(( عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ ))
والدعاء ذروة العبادة ، الدعاء إنسان ضعيف يسأل القوي الله عز وجل ، الغني الحكيم ، العليم ، الجبار ، الدعاء هو الدين ، ذورة هذا الدين الدعاء .
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) ﴾
[ سورة غافر ]
من لا يدعوني أغضب عليه ، إن الله يحب من عبده أن يسأله شسع نعله إذا انقطع الدعاء أهم شيء بالعبادة ، أنا أقدم لابني كل ما يحتاجه ، وفي جوف الليل إذا كان ثلث الليل الأخير ، نزل ربكم ، نزولاً يليق بجلاله ، إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فأعطيه ، هل من طالب حاجة فأقضيها له ، هل من مستغفر فأغفر له ، حتى ينفجر الفجر .
أعيد وأكرر : هذا الوقت وقت خطير جداً ، إذا كان ثلث الليل الأخير ، يعني قبل الفجر بربع ساعة ، نصف ساعة نزولاً يليق بجلاله ، إلى السماء الدنيا فيقول : هل من تائب فأتوب عليه ، هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ حتى ينفجر الفجر ، الدعاء هو العبادة ، الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ والدعاء ذروة العبادة .
المذيع :
بارك الله بك فضيلة الدكتور على هذا التوضيح ، وربما ما تقوله فضيلة الشيخ ورد به أحد المتابعين يقول ، نرجو من فضيلة توجيه الآباء والأمهات للالتفات إلى الجوالات التي صنعت حاجزاً كبيراً بين التربية في البيوت ، وأسلوب منعها بطريقة سلسة ، هذا هو الأمر السيد عاصم يسأل ما هي الطريقة السلسة لمنع الشباب من ضبط الشاشات ، ومنع من استخدام الموبايلات بكثرة ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله الشاشة الكبيرة في البيت ، والآيباد ، والهاتف ، والله الذي لا إله إلا هو إن لم تضبط لا توبة في البيت ، من أعلى الهرم إلى أسفله ، والطرف الآخر أردانا أن نفجر من الداخل عن طريق هذه الشاشة ، فرنسا وجهت للجزائر أثناء الثورة 43 محطة فضائية من أجل تدمير الأخلاق ، الإيمان هو الخلق ، من زاد عليك بالخلق زاد عليك في الدين ، لابد من أن نقف سداً منيعاً ، يعني هم ملكوا القنبلة الذَرية ، ونحن ينبغي أن نُعد لهم قنبلة الذُرية ، جيل واعي ، مؤمن ، مستقيم ، غيور ، يتقدم بالعلم ، هذا الذي نطمح له إن شاء الله .
أربع قوات للجيوش الإسلامية بسن ال18 ، أو ال20 ، فتحوا بلاد لا يعلمها إلا الله مفهوم المراهقة جاءنا من الغرب يا أخي ، الإنسان إنسان قد يتألق في شبابه ، الشباب أمل الأمة ، والشباب قوة الأمة ، والشباب مستقبل الأمة ، يعني الشباب المحرك في السيارة ، قوة اندفاع مذهلة ، والعلماء الربانيون الموجه ، والطريق المعبد هو الشرع ، فالأمة تتقدم بقوة شبابها وتوجيه علماءها الربانين على الطريق المعبد الذي هو الشريعة ، هذا الحل هنا ، وإلا في مشكلة كبيرة ، لابد من عودة إلى هذا الدين ، لابد من طلب العلم .
إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطيك شيئاً ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .
هكذا أتمنى على الأخوة المشاهدين والمستمعين .
المذيع :
فضيلة الدكتور ؛ فكرة منع الشاشات وضبطها في ظل وصلنا إلى إدمان الأولاد أو الشباب إلى إدمان الشاشات بشكل كبير ، ما هي الوسائل التي يمكن للأب أو الأم أن يستخدمها لكي يستطيع أن يضبط بشكل يسير وسهل ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
يعني أنا أتمنى على كل أب ، الآيباد ، والأيفون لا يمكن أن يذهبا مع الطفل إلى غرفة نومه ، في طاولة بالصالون يوضع هنا ، أعرف أسر كثيرة ، لا يمكن أن يسمح لابن أب أنت ، لك القرار ، هذا الجهاز أستخدمه بحكمة ، استخدمه بوقت معلوم مفتوح دائماً ! وهناك من يراهن على إفشالنا بالحياة من خلال هذه الأجهزة ، العالم الغربي يراهن على إنفاذ هذه الشاشة إلى غرف النوم .
المذيع :
بارك الله فيك دكتور .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذه نصيحة للأخوة المستمعين ، والمشاهدين ، هذا الجهاز يبقى في الصالون الأب أب ، الأمر نافذ ، ابنك هذا ، أعطيه أنت جهاز لكن يخبر فيه رفقاته ، أما يفتح أشياء لا ترضي الله ، دُمر من داخله .
المذيع :
بارك الله فيك يا دكتور ؛ سؤالي ، يقول صاحب السؤال : أنا لدي طفل ، يعني يبدأ سن المراهقة عمره 13 عاماً ، أجد معه صعوبة أن يحافظ على الصلاة ، حاولت معه مراراً بالترغيب وأيضاً بالترهيب ، لكن غير منضبط في الصلاة فماذا أفعل ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الجواب سيدي بالقرآن :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) ﴾
آية قرآنية ، طبعاً منسوخ حكماً ، لماذا بقيت ؟ لنتعلم التدرج مع أولادنا ، نقنعهم يصلوا معي ، لا أدقق لما غبت عن البيت صلوا أو ما صلوا ، بالتدرج ، يعني دائماً في عندي حركة شاقولية صعوداً ، وهبوطاً ، عندي حركة مائلة .
(( عن أبو هريرة رضي الله عنه : قال : أحْبِبْ حبِيبَك هَوْنا مَّا ، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَّا ، وأبْغِضْ بغيضَك هَوْنا مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً ما ))
الحركة الشاقولية مرفوضة عندي ، الحركة المائلة ، الدليل القرآن الكريم ( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ) الآية منسوخة قطعاً ، لماذا بقيت ؟ كي نتعلم التدرج ، مع ابنك بالتدرج أقنعه بقضية تركها كافئه عليها ، لكن لا أحاسبه على عشر قضايا ، يلغيني أنا ساعتها ، وحدة وحدة بالتدرج ( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ) بقيت هذه الآية كي تعلمنا كيف نربي أولادنا .
المذيع :
لكن فضيلة الدكتور ؛ هو الأب في هذه الحالة قد يدفعه إلى ذلك فكرة أن الله سيحاسبه على عدم صلاة ولده ، فيستخدم بعض العنف مع ولده لدفعه إلى الصلاة حتى عندما يحاسبه الله يكون قد فعل كل ما لديه .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنا لا أوافق على العنف إطلاقاً ، هذا اجتهادي ، العنف لا يلد إلا العنف الموعظة الحسنة ، القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، والتدرج لا الطفرة ، والمضامين لا العناوين ، والمبادئ لا الأشخاص ، ومخاطبة القلب والعقل معاً ، دقق إله يخاطب إنسان :
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾
خاطب قلبه
﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾
خاطب عقله ، خطاب للعقل ، خطاب للعاطفة ، خطاب للجسم ، لا بد من تأمين حاجات العقل بالحق والحقيقة ، وحاجات القلب بحب يرقى بك إلى الله ، والحاجات المادية لئلا تكون كلل ، أو عالة على الناس ، الدعوة الصادقة تغذي عقله بالعلم ، وقلبه بالحب ، وجسمه بالطعام والشراب ، هكذا الأنبياء ، قال : من ينفق عليك ؟ قال : أخي ، قال : أخوك أعبد منك ، لابد من طلب الحق ، وطلب القرب ، وطلب الرزق ، واليد العليا خير من اليد السفلى .
المذيع :
فضيلة الشيخ ؛ ربما حديث النبي صلى الله عليه وسلم يفهمه البعض عن الصلاة عندما قال صلى الله عليه وسلم :
(( عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : مُرُوا أولادَكم بالصلاة وهم أَبناءُ سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشْر وفرِّقُوا بينهم في المضاجع ))
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله الضرب ، يعني بدو جلسة ثانية بالجزيرة ، يعني ربت على كتفه فقط ، ربت على كتفه فقط ، الضرب القوي مو وارد إطلاقاً ، بس يعني الأب ضربه ، هذه متى ؟ لما يستعصي ، لابد من النصيحة أولاً ، وثانياً ، وثالثاً ، بعدين في تأديب بسيط إشعاراً له أنه ارتكب أمر للمرة الرابعة ، يعني يعلم أولاده الإنسان قد يخطئ ، مسموح الخطأ الأول ، والثاني ، الثالث أما الرابع صار في إصرار ، هناك في عقاب ما فيه إهانة ، اخشوا الوجه ، الوجه فيه إهانة كبيرة ، أما أيام حرمان من مبلغ ، أيام إعراض عن ، إعراض الأب الناجح بتربايته إعراضه عن أولاده لا ينامون الليل ، فكلما كبر شأن الأب إعراضه فقط أكبر عقاب ، أما الأب إذا كان بدأ بالضرب انتهى كل شيء ، أنا لا أوافق على الضرب إطلاقاً ، إلا حالات بالمليون وحدة ، أما الضرب له إشكالات كبيرة .
المذيع :
بارك الله فيك فضيلة الدكتور على هذه النصيحة الطيبة ، سؤال يقول صاحبه : أنا أحد متابعي ، ومتتبعي الشيخ الفضيل ، وأقول له : إني أحبه في الله كثيراً ، وطبعاً نحن جميعاً نحبك في الله فضيلة الدكتور ، وربنا نسأل الله عز وجل أن يديم عليك الصحة والعافية .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
وأنا أقول لكم كلمة دقيقة : لا بمكن أن يكون الحب من طرف واحد ، لا الحب ولا الاحترام ، ولا الشوق ، ولا الود ، هذه لابد من أن تكون من الطرفين معاً الدليل بالقرآن
﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾
هكذا ، الله يبارك فيكم ، ويجعل هذه القناة منبر حق للمؤمنين إن شاء الله .
المذيع :
آمين يا رب العالمين ، صاحب السؤال يستكمل سؤاله : أريد الزوجة الصالحة بماذا تنصحني فضيلة الدكتور ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنصحك بالزوجة الصالحة ، يعني زوجة تربيتها صالحة ، دينها صالح ، اهتمام بزوجها صالح ، هذه الزوجة الصالحة .
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾
هو الإنسان أساساً حينما يغادر الدنيا يقول هذه الآية الوحيدة
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾
يعني عملاً صالحاً ، سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة علة وجودنا العمل الصالح
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾
سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله لذلك العمل الصالح علة وجودنا الوحيدة بعد الإيمان بالله .
المذيع :
فضيلة الشيخ ؛ سؤال آخر ؛ يقول صاحب السؤال : كيف تكون التربية سلمية والأب بعيد مسافر مجبر على لظروف سياسية ومالية ، ولا توجد وسيلة للتواصل غير الهاتف .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
ينبغي أن تحل الزوجة محل الأب ، الأب حينما يغيب الزوجة ينبغي أن تأخذ دور الأب والأم ، أما بحضور الأب ، الزوجة لها دور ، والأب له دور ، بغياب الأب أصبحت الزوجة أب وأم ، نقطة دقيقة جداً في وجود الأب في حدود للزوجة ، الجانب العاطفي الانفعالي ، الرحماني ، الأب القرار ، والإرادة ، والقوة ، فإذا غاب الأب فينبغي أن تأخذ الزوجة دور الأب والأم معاً ، وبالعكس ، أيام تغيب الأم ، كان الأب قوي ، الآن في رحمة صار الأولاد فقدوا أمهم ، فلابد من أخذ دور الأم الرحمة والعطف ، بالزواج المرأة والرجل متساويان في التكليف ، والتشريف ، والمسؤولية ، المرأة مساوية للرجل في التكليف ، والتشريف ، والمسؤولية ولمن حينما قال الله عز وجل :
﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) ﴾
يعني خصائص الرجل الجسمية ، والفكرية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به ، وخصائص المرأة الجسمية ، والفكرية ، والنفسية ، والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها .
المذيع :
بارك الله فيك فضيلة الدكتور ، لا نريد أن نثقل عليك ، السؤال الأخير في هذه الحلقة نعلم أنك في الصيام وأعانك الله ، وأدام الله عليك الصحة والعافية ، سؤالنا الأخير يقول صاحب السؤال ، ويعذرنا باقي المتابعين الذي أرسلوا كثير من الأسئلة على عدم عرض كل الأسئلة على فضيلة الدكتور .
يقول صاحب السؤال : أنا أب لبنتين الكبرى السنة النهائية للثانوية العامة ، والصغرى في أولى حضانة والحمد لله ، السؤال المحير بالنسبة لي : كيف يتم مراعاة فرق السن بين البنتين أثناء الحديث معها أو توجيههما ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله يكون الحديث مع البنتين معاً القواسم المشتركة ، أما إذا انفردت مع الكبيرة ، في مشكلات خاصة بها لا تعانيها الصغيرة وإذا انفردت مع الصغيرة في مشكلات لا تعانيها الكبيرة إذا كان حديث مشترك لابد من القواسم المشتركة ، أما حينما توجه كلامك للكبيرة على انفراد دائماً وأبداً ينبغي أن تعالج معالجة سلبية على انفراد ، أنا أتمنى من كل الأولياء ألا تعنف ابنك أمام أخته ، ولا أمام أخيه ، والأخطر من ذلك أمام صديقه ، أنهيته ، لابد من أن يكون هذا بينك وبينه .
مثلاً الآية تقول :
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) ﴾
في ملمح دقيق جداً في الآية ، يجب إن كان في هجران بين الزوجين ألا يعلم بها بهذا الهجران الابن ، والأولاد
﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾
قرآن ، حينما المشكلة تخرج من غرفة النوم إلى الأولاد كبرت ، فإذا خرجت من البيت كبرت وكبرت ، هذه المشكلة ، فدائماً وأبداً
﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾
فيها ملمح دقيق جداً يجب أن تبقى المشكلة بين الزوجين في غرفة النوم ، فإن خرجت إلى الأولاد المشكلة كبرت ، ولد انحاز إلى أمه ، وواحد لأبيه ، في شرخ بالبيت ، فإذا خرجت إلى الأهل أكبر وأكبر ، لكن هذه الآية
﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾
ملمح خطير يفهم منه كل شيء .
المذيع :
أشكرك في نهاية هذه الحلقة ، أشكرك فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي على وجودك معنا في الحلقة ، وندعو دائماً لك بدوام العافية والصحة ، شكراً جزيلاً لكم فضيلة الدكتور .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
وأنا أشكركم على هذا اللقاء الطيب .
المذيع :
بارك الله فيك يا دكتور .