- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠70أيام الله - قناة الجزيرة
مقدمة :
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾
المذيع :قال ابن كثير هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله .. وعن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة . ولقد جمع الله عز وجل في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري ، وتألقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال ، وكريم الصفات والأفعال ، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد ، وتملكت هيبته العدو والصديق ، وقد صور لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت أبلغ تصوير حينما قال :
وأجـمل منك لم ترَ قط عين و أكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءاً من كل عـيب كأنـك قد خلقت كما تشاء
***
الدكتور محمد راتب النابلسي :
بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع :
بارك الله فيك ، دكتور محمد في البداية بعد كل هذه السنوات التي تحول بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم لو كان لك فضيلة الدكتور أن تبعث برسالة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فماذا تقول له ؟
رسالة الدكتور راتب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أقول له : يا سيدي يا رسول الله ، تطل علينا ذكرى مولدك الشريف ، ونحن في أمسِّ الحاجة إلى هديك الرباني ، الذي لا تزيده الأيام إلا رسوخاً وشموخاً ، ونحن في أمسِّ الحاجة إلى سنتك المطهرة التي هي المنهج القويم ، والصراط المستقيم ، والتي لا تزيدها الأيام إلا تألقاً وعبقاً، ونحن في أمسّ الحاجة إلى أخلاقك العظمى التي لا يزيدها التأمل والتحليل إلا علواً وشروقاً ، لقد ألفت القلوب بكمالك ، وألفت الكتب بأقوالك ، يا سيدي يا رسول الله عز وجل ، يا سيدي يا رسول الله يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ ، يا من قدست الوجود كله ، ورعيت قضية الإنسان ، يا من زكيت سيادة العقل ، ونهنهت غريزة القطيع ، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع ، فعشت واحداً بين الجميع ، يا من أعطيت القدوة ، وضربت المثل ، وعبدت الطريق، يا من كانت الرحمة مهجتك ، والعدل شريعتك ، والحب فطرتك ، والسمو حرفتك ، ومشكلات الناس عبادتك .
يا سيدي يا رسول الله ، لقد زكَّى الله عقلك فقال :
﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى(2) ﴾
وزكَّى لسانك فقال :﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3) ﴾
وزكّى شرعك فقال :﴿ إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (4) ﴾
وزكَّى جليسك فقال :﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ﴾
وزكى فؤادك فقال :﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) ﴾
وزكى بصرك فقال :﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى(17) ﴾
وزكَّاك كلك فقال :﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4) ﴾
لقد أقسم الله خالق السماوات والأرض بعمرك الثمين فقال :﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ(72) ﴾
وجعل الله جلّ جلاله العبودية له أعلى مرتبة ينالها إنسان على وجه الأرض فقال تعالى :﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) ﴾
الحق أنت وأنت إشراق الهدى ولك الكتاب الخالد الصفحات
من يقصد الدنيا بغيرك يلقهــا تيهاً من الأهــــــوال والظلمـات
***
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4) ﴾
يا سيدي يا رسول الله ، يوم كنت طفلاً عزفت عن لهو الأطفال ، وعن ملاعبهم ، وعن أسمارهم ، وكنت تقول لأترابك إذا دعوك إلى اللهو: أنا لم أخلق لهذا .ويوم جاءتك رسالة الهدى ، وحُمِّلت أمانة التبليغ ، قلت لزوجتك وقد دعتك إلى أخذ قسط من الراحة : انقضى عهد النوم يا خديجة ، ويوم فتحت مكة التي آذتك ، وأخرجتك ، وكادت لك ، وائتمرت على قتلك ، وقد ملأت راياتك الأفق ظافرةً عزيزة ، قلت لخصومك الذين أصبحت حياتهم معلقةً بكلمة تخرج من فمك : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
ويوم دانت لك الجزيرة العربية ، وجاء نصر الله والفتح ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، صعدت المنبر ، واستقبلت الناس باكياً وقلت لهم : من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتَد منه ، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه ، ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليشتمه ، ولا يخشى الشحناء فإنها ليست من شأني ولا من طبيعتي .
يا سيدي يا رسول الله ؛ كنت تصلي في أصحابك صلاة الفجر ، وعلى غير عادة منك أنهيت صلاتك على عجل ، وأنت في قمة الغبطة والنشوة مع ربك ، لا لشيء ذي بال ، بل لأنك سمعت بكاء طفل رضيع ، كانت أمه تصلي خلفك في المسجد ، كان ينادي أمه ببكائه ، لقد أنهيت صلاتك على عجل رحمة بهذا الرضيع .
يا سيدي يا رسول الله لقد كنت ترتجف حين تبصر دابة تحمل على ظهرها أكثر مما تطيق ، وقلت مرة لصاحب جمل هزيل : ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فقد شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه !!
لقد كنت تجمع لأصحابك الحطب في بعض أسفارهم ، ليستوقدوه ناراً تنضج لهم الطعام ، فقالوا : نحن نكفيك ذلك يا رسول الله ، فقلت لهم : أعلم أنكم تكفونني ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه .
وفي بعض الغزوات كان الأصحاب ألفاً والرواحل ثلاثمئة ، فقلت وأنت رسول الله ونبي هذه الأمة وزعيمها وقائدها : كل ثلاثة على راحلة ، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ، فسويت نفسك مع أقل جندي في هذا الجيش ، وركبت الناقة ، فلما جاء دورك في المشي توسل صاحباك أن تبقى راكباً ، فقلت لهم : ما أنتما بأقوى مني على السير ، ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر .
حقاً يا سيدي يا رسول الله ، لقد كنت أحسن الناس خَلقاً و خُلقاً ، وأجود الناس عطاء، وأصدقهم لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرةً ، لقد صدق ملك عمان حينما قال بعد أن التقى بك : والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به ، ولا ينهى عن شيء إلا كان أول تارك له ، وأنه يغلب فلا يبطر ، ويُغلب فلا يضجر ، ويفي بالعهد ، وينجز الوعد .
يا سيدي يا رسول الله ؛ لقد رأى أصحابك رأي العين كل فضائلك ومزاياك ، رأوا طهرك وعفافك ، رأوا أمانتك واستقامتك ، رأوا شجاعتك وثباتك ، رأوا سمّوك وحنانك ، رأوا عقلك وبيانك ، رأوا كمالك ورحمتك ، فكنت كالشمس تتألق في رابعة النهار .
فمن عنايتك بأصحابك ، ومن تواضعك لهم أنك دخلت بعض بيوتك فدخل عليك أصحابك ، حتى أغص بهم المجلس ، وامتلأ فجاء جرير البجري ، فلم يجد مكاناً فقعد على الباب فنزعت رداءك وألقيته إليه فأخذه جرير ووضعه على وجهه وجعل يقبله ويبكي ، وأعاده إليك وقال لك : يا رسول الله ما كنت لأجلس على ثوبك ، أكرمك الله كما أكرمتني ، فنظرت إلى من حولك يميناً وشمالاً فقلت : إذا أتاكم كريمُ قوم فأكرموه .
وعن عدي بن حاتم قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى إليّ وسادة من أدم محشوة ليفاً ، فقال : اجلس عليها ، قلت : بل أنت ، قال : بل أنت ، فقال عدي : فجلست عليها ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض ، فقلت : أشهد أنك لا تبغي علواً في الأرض ولا فساداً ، وأسلم عدي بن حاتم .
ورأى البيهقي في الدلائل أن وفدَ النجاشي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام النبي عليه الصلاة والسلام بخدمتهم بنفسه ، فقال له أصحابه : يا رسول الله نحن نكفيك القيام بضيافتهم وإكرامهم ؟ فقال : إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين ، وأنا أحبّ أن أكافئهم بنفسي .
عدله وصبره وشجاعته صلى الله عليه وسلم :
ومن عدله صلى الله عليه وسلم ما رواه الإمام البخاري عن عائشة أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : ومن يكلم فيها النبي الكريم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة ابن زيد حب رسول الله ؟ فكلمه أسامة ، فقال له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة ؟! ثم قام وخطب و قال : إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد . وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
ومن صبره صلى الله عليه وسلم ما رواه الإمام أحمد والترمذي عن أنس بن مالك قال : قال النبي الكريم عليه أتمّ الصلاة والتسليم :
(( لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاث من بين يوم وليلة ومالي طعام إلا ما واراه إبط بلال))
هذا عن صبره فماذا عن شجاعته ؟ ومن شجاعته صلى الله عليه وسلم ما قاله سيدنا علي كرم الله وجهه : كنا أي معشر الصحابة إذا حمي البأس ، واحمرت الحدق ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه .المذيع :
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الوقت ضيق لهذه الحلقة ، والحلقة نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم القدوة والرحمة ، سؤالي لك فضيلة الدكتور لأنك عرجت في حديثك في البداية عن فكرة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، وهذا السؤال يتكرر كل عام ، ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ؟
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أخي الكريم يوجد جواب دقيق ...
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)﴾
والسماوات والأرض خلق الله عز وجل :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)﴾
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ﴾
فنحن هذا الإنسان العظيم الذي جاء للبشرية بنور وهاج ، بشريعة دقيقة ، إذا تحدثنا عن كماله ، عن أخلاقه ، عن شمائله في بيت ، في مسجد ، في جامعة ، في لقاء ، ماذا فعلنا ؟ النقطة الدقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم :﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)﴾
فإذا كان قلب سيد الخلق وحبيب الحق يزداد يقيناً بسماع قصة نبي دونه فلأن يمتلئ قلبنا إيماناً بسماع قصة سيد الأنبياء والمرسلين من باب أولى ، هذه واحدة ..﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) ﴾
ينبغي أن نعرفه والآية واضحة جامعة مانعة قاطعة ، شيء ثالث :﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)﴾
رابعاً : شطر الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ما الذي يمنع في جلسة ، في بيت ، في جامع ، في جامعة ، في مدرج ، في ساحة كبيرة أن نتحدث عن أخلاقه ؟ وعن شمائله؟ وعن فضائله ؟ وعن شجاعته ؟ وعن رحمته ؟ ما الذي يمنع ؟ هذا من صلب الدين ، لكن إن سمينا هذا اللقاء والحديث عنه عبادة فهو بدعة ، سمّه دعوة إلى الله قضية كلمة ، لأن العبادات الأصل فيها الحظر ، أما المعاملات فالأصل فيها الإطلاق ، فنحن إن جمعنا الناس في بيت ، في مسجد ، في جامعة ، في مدرج ، في ساحة ، في مكان ، وتحدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وشمائله وأنه قدوة أهل الأرض ماذا فعلنا ؟ فعلنا صلب الدعوة ، لب الدعوة ، أما إذا سمينا هذا عبادة فهو عبادة .القضية قضية كلمة ، لا تسمِّ الاحتفال عبادة .
شيء آخر ؛ لو أنك تحدثت عن النبي صلى الله عليه وسلم طوال العام بأكمله بثلاثمئة وخمسة وستين يوماً لا يوجد مشكلة إطلاقاً ، لا تحدد أياماً ، ولا تسمّه عبادة ، وانتهى الأمر ، واضح الأمر سيدي ؟
المذيع :
واضح ، دكتور فكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة هل الاقتداء بالنبي فرض على كل مسلم ومسلمة أم أن الأمر على الاختيار ؟
الاقتداء بالنبي فرض على كل مسلم ومسلمة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا ، هنا لا يوجد اختيار ، القرآن الكريم كلام الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم شرح لكلام الله ، يوجد كلمة دقيقة ؛ طبيب جراح من أعلى الأطباء يعطي حقنة في العضل ، يعقم الإبرة في آلية معينة ، لو جاء ممرض بأدنى درجة في الطب لا بد من حقن هذه الإبرة كما حقنها الطبيب الجراح ، فالشرع للكل أما المستويات فتختلف ..
(( وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين ))
ولكن إنسان أمي لا يقرأ ولا يكتب اشترى مكيفاً قال له الذي باعه المكيف : اضغط على هذا الزر يأتيك الهواء البارد ، ضغط جاءه الهواء البارد ، هذه العبادة ، أما أستاذ الجامعة في التكييف فيحدثك ساعات طويلة على آلية التكييف ، فالعابد ناج والعالم أثره كبير جداً ، فنحن الحد الأدنى الشيخ قال : لا تكذب ، لا يكذب ، لا تغش ، لا يغش ، هذه عبادة والعابد ناج قطعاً، فنحن إذا تحدثنا عن التفاصيل هذا شرط متعلق بالدعاة إلى الله ، أما لعامة الناس فطبق منهج النبي صلى الله عليه وسلم تصل إلى كل النتائج الإيجابية تماماً كشراء مكيف وإنسان وضع يده على مفتاح التشغيل جاءه الهواء البارد ، أما الدعوة إلى الله فتحتاج إلى اختصاص ، إلى فهم عميق ، إلى أسلوب دقيق ، إلى قدرة إقناع .شيء آخر ؛ هذا الدين لكل البشر .
المذيع :
فضيلة الدكتور كيف هيأ الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم كي يكون قدوة وأسوة للعالمين ؟
كيفية تهيئة الله للنبي الكريم ليكون قدوة وأسوة للعالمين :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء والمرسلين ، سيد ولد آدم :
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾
عصمه من أن يخطئ في أقواله وأفعاله وإقراره ، سنته أربعة بنود ؛ أقواله سنة ، أفعاله سنة ، إقراره سنة أي صمته سنة ، صفاته سنة ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ؛ كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ))
الكتاب وحي منزل ، والسنة وحي غير متلو ، شرح لهذا الكتاب ، ولكن الكتاب قطعي الثبوت ظني الدلالة ، أما السنة فظنية الثبوت ما صح من السنة ، الكتاب قطعي الثبوت وأما السنة فظنية الثبوت :(( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ؛ كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ))
المذيع :فضيلة الدكتور لو أردنا أن نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان قدوة لأصحابه وكيف علمنا التأسي به في كل أفعاله الطيبة الظاهرة والباطنة ؟
النبي معصوم من أن يخطئ لأنه مبشر ومشرع :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
النبي صلى الله عليه وسلم لأن معه رسالة ، الله عصمه من أن يخطئ في أقواله وأفعاله وإقراره وصفاته ، عصمته من عصمة الله عز وجل لأنه مبشر ، لأنه مشرع ، لو كان هناك خطأ غير مقصود يوجد مشكلة كبيرة ولكن عندما قال الله عز وجل :
﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)﴾
أي فعل شيئاً هناك شيء أفضل منه ، هذه للتفريق بين مقام الألوهية المطلق ومقام العبودية النسبي ، النبي صلى الله عليه وسلم معصوم في أفعاله وأقواله وإقراره وصفاته لأنه مشرع، والدليل :﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ﴾
فلا بد من أن نعتني بالسنة ، وهناك بعض الأصوات النشاز بالاستغناء عن السنة وهذا خطأ كبير جداً ، لأن الله عز وجل قال :﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ﴾
عفواً هل الوضوء فرض ؟ هو فرض لكنه ليس صلاة ، مادامت الصلاة لا تتم إلا بالوضوء فالوضوء فرض ، وما دام القرآن لا نفهمه إلا بشرح النبي الكريم فالأخذ بالسنة فرض على كل مسلم ، إن لم يتم الفرض إلا بشيء آخر فهو فرض كالوضوء تماماً :﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ﴾
إذاً لا بد من أن نتعلم سنة النبي ، وقد هيأ الله لهذه الأمة علماء كباراً فطاحل درسوا الاحاديث وصنفوها ، صار هناك متواتر ، صحيح ، حسن ، ضعيف .المذيع :
فضيلة الدكتور في هذه النقطة يقول البعض : إن الله عز وجل حفظ القرآن ، وقال تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، لكن السنة لم يتم حفظها كالقرآن ؟
القرآن الكريم قطعي الثبوت ظني الدلالة أما السنة فظنية الثبوت وظنية الدلالة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
دقيقة ، ما دام القرآن يقول :
﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ﴾
إذاً لابد من أن نأخذ بالسنة ، السنة الله عز وجل هيأ لها رجالاً أبطالاً كباراً ، درسوا السنة وصنفوها ، يوجد حديث متواتر وصحيح ومقبول وضعيف ، السنة أبطال كبار تهيؤوا لهذه المهمة وفعلوها ، معنا القرآن قطعي الثبوت ظني الدلالة ، معنا السنة ظنية الثبوت ظنية الدلالة ، ظنية الثبوت القضية حلت بالعلماء الكبار أمثال البخاري ومسلم ، ورجال الصحاح ، فالسنة مدروسة ، أي لا يوجد أقوال بالتاريخ البشري درست ومحصت وصنفت ككلام النبي الكريم ، لأن السنة شطر الدين ، أكبر دليل لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فلا بد من فهم السنة ، أو لابد من فهم ما صح من السنة ، القرآن الكريم قطعي الثبوت ظني الدلالة ، أما الحديث فظني الثبوت ظني الدلالة ، فلا بد من أخذ القرآن الكريم ، فنحن مع القرآن مهمتنا أن نفهمه ونطبقه ، لكن مع السنة أن نتأكد من صحة الحديث ثم نفهمه ونطبقه ، مع غير السنة يجب أن نأخذ أول نقطة مدى صحة الفكرة لقياسها مع الكتاب والسنة ، ثم نفهم مراد قائلها ، ثم نطبقها ، و هذا عمل العلماء .المذيع :
رأي فضيلة الدكتور من وقت لآخر نجد هجوماً كبيراً خاصة على الإمام البخاري ومسلم ، من فترة إلى فترة نجد من يتحدث عنهم ، ليس انتقاداً بل انتقاصاً لقدرهم ، ماذا تقول في ذلك سيدي ؟
طلب العلم فريضة على كل مسلم :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
سيدنا موسى يخاطب ربه في المناجاة ، قال له : يا ربي لا تبق لي عدواً . قال له : هذه ليست لي يا موسى . الله له أعداء ، هذا شيء طبيعي جداً ، فلابد من طلب العلم ، لابد من التمحيص ، لابد من التدقيق ، لابد من طلب الدليل ، لولا الدليل لقال من شاء ما شاء ، لابد من الدليل ، والدليل :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) ﴾
هذا الدليل ، والتعليل ، لا بد من ذكر الدليل والتعليل ...﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) ﴾
إذاً طلب العلم فريضة على كل مسلم ، أول كلمة بأول آية بأول سورة اقرأ ، اطلب العلم ، لأن هذا الجماد أخي الكريم وزن ، حجم ، طول ، عرض ، ارتفاع ، أما النبات فيزيد عليه بالنمو ، أما الحيوان فيزيد عليهما بالحركة ، أما الإنسان فله من الجماد نصيب ؛ وزن ، حجم ، طول ، عرض ، ارتفاع ، وله من النبات النمو ، ومن بقية المخلوقات الحركة ، لكن الله ميزه بقوة إدراكية ، هذه القوة الإدراكية ما لم تلبَّ بطلب العلم هبط الانسان عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به ، ما هذا المستوى ؟ دقيق ، أول مستوى :﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾
نبضه ثمانون مثالي ، ضغطه 8/12 مثالي ، عند الله ميت ، لأنه ما عرف الله ، ما عرف سرّ وجوده ، ما عرف غاية وجوده ، فعند الله ميت .الصفة الثانية :
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) ﴾
جماد ، صفة ثالثة :﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) ﴾
صفة رابعة والعياذ بالله :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) ﴾
فأنا علاقتي بالعلم علاقة وجود ليست علاقة تحسينية ، علاقة وجود ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .المذيع :
بارك الله فيك دكتور محمد بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته ، هل رحمة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة للمسلمين فقط ؟
النبي الكريم رحمة مزجاة لكل البشر :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا ، إنما أنا رحمة مزجاة ، لكل أهل الأرض ، هو رحمة لأهل الارض لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين والخاتم ، وقف لجنازة ، جاء من يهمس في أذنه : ليس مسلماً ، قال : أليس إنساناً ؟
أخي الكريم الانتماء ، هناك إنسان ينتمي الى شخصه فقط ، يأكل أطيب الطعام في المطعم ، في البيت لا يوجد طعام ، وإنسان ينتمي إلى أسرته ، وإنسان إلى عائلته الكبيرة ، وإنسان إلى أهل بلده ، وإنسان إلى وطنه ، وإنسان إلى أمته ، أما الأنبياء فينتمون للإنسانية ، كلما ارتقى الإنسان اتسعت دائرة اهتمامه ، أنا مرة كنت في المغرب جئت بالطيارة ، كانت الطيار تلميذي قديماً ، وضعني في غرفة القيادة ، رأيت بعيني تلك طرطوس وصيدا بينهما خمسمائة كيلو متر ، معنى ذلك الإنسان كلما ارتقى اتسعت رؤيته واتسعت معها عاطفته .
أبدا ، الأنبياء إنسانيون ، الأنبياء جاؤوا للبشرية جمعاء ، رأى ناقة ، قال : من صاحب هذه الناقة ؟ قالوا : فلان ، قال : ألا تتقي الله في هذه الناقة فإنها شكت لي أنك تجيعها وتدئبها .
أبلغ من ذلك دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ، فالنبي للعالمين كافة :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾
إنس وجن وحيوان ونبات ، قطع النبات قطع غير جائز ببعض الحالات ، هذا منهج تفصيلي يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية .المذيع :
فضيلة الدكتور في هذا الإطار بما أننا نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم القدوة، وبعض الآباء وبعض الأمهات تقسو أو يقسو على أبنائه بهدف أن يخرج هؤلاء الأبناء على قدر المسؤولية فأين هم من قدوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الإطار ؟
الاقتداء بالنبي الكريم في كل شيء :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنا أؤمن أن العنف لا يلد إلا العنف ، وكل شيء جاء بالعنف ربما بعد موت الأب ينقلب الى تطرف ، وإلى تفلت ، أقنع ولا تقمع ، أقنع ولا تقمع ، فلا بد من أن تخاطب عقل الإنسان بالعلم ، وقلبه بالحب الذي يسمو به ، وجسمه بطعام وشراب أشتري بمال حلال ، الإنسان عقل يدرك وقلب يحب وجسم يتحرك ، غذاء العقل العلم ، وغذاء القلب الحب الذي يسمو بك ، وغذاء الجسم الطعام والشراب ، فإذا غذينا عقلنا بالعلم ، وقلبنا بالحب ، وجسمنا بطعام وشراب أشتري بمال حلال تفوقنا ، أما إذا اكتفينا بواحدة فتطرفنا ، وأنواع التطرف كثيرة ، هناك تطرف فيه إباحية ، أو تشددي تكفير وتفجير ، نحن نريد الوسطية ، أن نفهم الدين كما أراد الله ، كما أراد النبي الكريم .
المذيع :
فضيلة الدكتور أسئلة كثيرة وردت إلينا في هذه الحلقة الطيبة أبدأ من فكرة القدوة يقول صاحب السؤال : ما سبب قلة القدوة المؤثرة إيجابياً في هذا الزمان ؟
أسباب قلة القدوة المؤثرة إيجابياً في آخر الزمان :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله نحن في آخر الزمان ، النبي قال عن آخر الزمان : تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً .
نحن في زمن استثنائي ، هذا الزمن فيه شبهات كثيرة وفيه شهوات ، بالفكر يوجد شبهات ، وبالحركة يوجد شهوات ، فإذا ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات ، وأخذنا من الوحي المطلق ، أي إذا كان هناك طبيب أو محام مارس المحاماة مدة أربعين سنة ، وله حكمان ليسا كما ينبغي ، نقول عنه : محام رائع جداً ونزيه ، أما الله عز وجل فمطلق ، لا يمكن أن يكون في أفعال الله واحد بالمليار خطأ ، أفعال الله عز وجل وحي أوحاه للنبي ، والنبي شرحه شرحاً كاملاً ، والإنسان مهيأ ليكون المخلوق الأول عند الله عز وجل ..
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ظَلُومًا جَهُولًا (72) ﴾
تقرأ الآية مرتين ، إنه كان ظلوماً جهولاً ، لا ، كان طموحاً أما عندما كلف بحمل الأمانة ولم يحملها كما ينبغي فصار ظلوماً جهولاً .الله عز وجل أكثر ركنين وردا بالقرآن الإيمان بالله واليوم الآخر ، لماذا ؟ الإيمان بالله كي تطيعه ، وباليوم الآخر كي لا تؤذي مخلوقاً .
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) ﴾
لابد من طلب العلم ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .المذيع :
بارك الله بك فضيلة الدكتور على هذا التوضيح لكن يوجد سؤال آخر ؛ يقول صاحب السؤال : في ظل هذه الأيام التي نعيش فيها بين الفتن والشبهات كيف أستقيم على أمر الله ؟ ما هي الخطة العملية التي من الممكن أن تقدمها فضيلة الدكتور لهذا السائل ولغيره كي يستقيم أو كي نستقيم على أمر الله عز وجل ؟
كيفية الاستقامة على أمر الله :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أولاً : النبي الكريم يقول : اشتقت لأحبابي ؟ قالوا : أو لسنا أحبابك ؟ قال : أنتم أصحابي ، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان ، القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر ، أجره كأجر سبعين ، قالوا : منا أم منهم ؟ قال : بل منكم ، لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون .
نحن في آخر الزمان تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، يوجد شهوات وشبهات ، لا يوجد حقائق ولا التزام ، والإنسان إذا كان بهذا الزمان فله أجر مضاعف ، وسماهم النبي أحبابه .
اشتقت لأحبابي ، قالوا : أو لسنا أحبابك ؟ قال : أنتم أصحابي ، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان ، القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر ، أجره كأجر سبعين ، قالوا : منا أم منهم ؟ قال : بل منكم ، لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون . كل شيء بحسابه .
المذيع :
فضيلة الدكتور يقول صاحب السؤال ما نصيحتك ؟ يريد أن يحفظ القرآن ، هو يريد أن يحفظ القرآن الكريم ، لكن يريد منك النصيحة من الخطوات التي يتخذها كي يحفظ القرآن الكريم ؟
حاجة كل مؤمن إلى حاضنة إيمانية :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
النصيحة المؤمن يحتاج الى حاضنة إيمانية ، دليلها :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾
أنت بحاجة لصديق مؤمن ، يحثك على الصلاة ، سهر مع مؤمنين ، رحلة مع مؤمنين ....﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾
هي أصل ...﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾
فأنت تحتاج إلى حاضنة إيمانية .عندي ملاحظة دقيقة هي لعبة شد الحبل ، جلست مع فئة ، مع جماعة ، مع أصدقاء ، مع أشخاص ، إن استطعت أن تشدهم إليك ، إلى طاعة الله ، إلى غض البصر ، إلى أداء الصلوات ، فابق معهم ، وإن استطاعوا أن يجروك إليهم ، لإهمال الصلاة ، لإطلاق البصر فابتعد عنهم ، هذه لعبة شد الحبل مهمة جداً ، فأي مجتمع ، أي سهرة ، أي أمسية ، أي رحلة ، أي لقاء ، ما دام استطاع هؤلاء أن يشدوك إليهم ، إلى تقصيرهم ، ابتعد عنهم ، بنعومة ، بخط مائل وليس بخط أفقي ، أما إذا استطعت أن تشدهم إليك فابق معهم :
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾
المذيع :بارك الله فيك دكتور ، دكتور هذا سؤال من مهدي ، وهو طالب مغربي في فرنسا أرسل هذا السؤال أكثر من مرة ، لكن الوقت كان لا يسمح بالإجابة عليه لأن الوقت القصير ، لكن فرصة وجود حضرتك معنا أن تجيب عليه ، هو يقول : كما تعلمون إن الفرنسيين لا يفقهون الكثير عن الدين الإسلامي ، ومعرفتهم مليئة بالمغالطات ، فكلما سنحت لي الفرصة لأوضح وأنير نقطة ما لأصدقائي الفرنسيين قمت بذلك ، لكن هناك سؤال طرح عليّ أكثر من مرة ولم أعرف كيف أجيب عنه ، والسؤال هو : يقول صاحبه إن رسولكم صلى الله عليه وسلم كان يدافع عن الحقوق المضطهدة وإزالة الجاهلية ، وفي هذا الأمر هو حرم طفلة من طفولتها ، ويقصد أنه تزوج بالسيدة عائشة وهي صغيرة في السن يقول : كيف أجيب عن هذا التساؤل فضيلة الدكتور؟
لكل بلاد عادات وتقاليد والنبي معصوم من أن يخطئ في أقواله وأفعاله :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله القضية واضحة جداً أولاً : البلوغ متعلق بالخطوط العرضية للكرة الأرضية ، يجوز في البلاد الباردة البلوغ يكون بسن معين ، فهو أولاً الزواج بالسيدة عائشة زواج تشريف لسيدنا الصديق ، أما اللقاء فله ترتيب ثان ، الزواج تشريف ، وما كان هناك أي شيء يخدش الحياء ، لأن كل بلاد لها عادات وتقاليد ، الزواج شيء واللقاء الزوجي شيء آخر .
المذيع :
فضيلة الدكتور يسأل صاحب ...
الدكتور محمد راتب النابلسي :
البلوغ متعلق بالخطوط العرضية للكرة الأرضية ، البلوغ يتناسب مع خطوط العرض في الأرض ، في بلاد البلوغ متأخر جداً وفي بلاد البلوغ متقدم جداً .
المذيع :
بارك الله فيك دكتور ، هو يقول : ليس المقصود بفكرة البلوغ أكثر من فكرة أنها كانت صغيرة وتحملت مسؤولية الزواج ، وهي في هذا الوقت يقيس هذا الوقت على هذا الوقت هي صغيرة حرمت من طفولتها وتحملت مسؤولية أكبر من سنها .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
المجتمع الذي عاشت فيه هذه السيدة لو كان ينتقد هذا العمل لقامت الدنيا ولم تقعد ، يوجد بيئات معينة ، تقاليد معينة ، أشياء معينة ، يجب أن تفهم الشيء في بيئته ، في ظروفه ، في مآلاته . النبي الكريم عصمه الله أن يخطئ في أقواله وأفعاله وإقراره . لا بد من التسلسل ، أنت إذا آمنت بالله إلهاً عظيماً وهذا رسوله يجب أن تفهم الأشياء وفق هذه المعطيات .
المذيع :
دكتور يقول صاحب السؤال : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم من الفقراء أم من الأغنياء على مستوى المادة والمال ؟
النبي الكريم ذاق من كل صفة طرفيها الحادين ليكون قدوة لكل البشر :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الله أذاق النبي وحده الغنى والفقر ، لأنه قدوة لكل البشر ، لو كان فقيراً فقط ما كان قدوة للأغنياء ، لو كان قوياً ما كان قدوة للضعفاء ، أذاقه الفقر والغنى ، أذاقه من كل صفة طرفيها الحادين ، القوة والضعف ، والفقر والغنى ، والصحة والمرض ، وإقبال الناس عليه وإدبارهم عنه ، ليكون قدوة لكل البشر أذاقه الله من كل صفة طرفيها الحادين .
المذيع :
دكتور تقول صاحبة السؤال : حياتي واقفة وكلما أبدأ خطوة تأتي فاجعة ، وترجع عقارب الساعة للوراء ، صدمات كثيرة وآخرها مصيبة لم أساهم فيها ، ولم يخطر في بالي أن أوضع في موقف مثل هذا ، ودامت لسنوات لم تنته ، أريد أن أعرف سبب حياتي المعرقلة والمليئة بالصدمات لماذا ؟
الصدقة والعمل الصالح يقطعان كل توهم للإنسان بأن الله لن ينصره :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنا عندي جواب قرآني لهذا السؤال ، قال تعالى :
﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)﴾
إذا شخص يئس ، الأمور كلها ضده هكذا قال الله ، من كان يظن أو يتوهم أن الله لن ينصره في الدنيا والآخرة ، ماذا يفعل ؟ فليمدد بسبب الى السماء ، بصدقة ، بعمل صالح ، ثم ليقطع كل معصية ، المعاصي كثيرة جداً تبدأ من أخص خصوصيات الإنسان وتنتهي بأكبر الأمور ..﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)﴾
لا بد من تطبيق هذه الآية قطع كل معصية ، والقيام بعمل صالح .المذيع :
فضيلة الدكتور كيف يستطيع الإنسان أن يفرق أن ما يصيبه هو اختبار من الله أم عقوبة من الله عز وجل ؟
التفريق بين اختبار الله لعبده وبين عقوبته له :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
معقول ابن يأتي للبيت ، وعلاماته تامة ، الأب لا يضمه ويعانقه و يأخذ له دراجة؟! ومعقول أب يضرب ابنه ضرباً مبرحاً ولا يقول له السبب ؟! الله عز وجل يلقي في روع العبد أن هذه المصيبة لهذا السبب ، وأن هذا العطاء لهذا السبب ، يلقي في روعه ، هذه البشارة ، النبي شاهد ومبشر ونذير ، إنسان اصطلح مع الله ، أقبل عليه ، ضبط دخله ، وضبط إنفاقه ، ألا يتلقى من الله رحمات استثنائية ؟ تطمينات ؟
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) ﴾
تأتيه عقوبات ، العقوبات لابد من أن يأتيها إلقاء في الروع لهذا السبب ، شخص عليه زكاة ماله ، أعرفه ، عليه اثنا عشر ألف ليرة زكاة ماله ، زوجته ضغطت عليه ليدهن البيت بطلاء جديد ، استجاب لها ، بعد شهر عمل حادثاً سيارته ، كلفة الحادث هي كلفة الزكاة ، هذه رسالة من الله ، الله رب العالمين يعطي رسائل كثيرة ، لا يمكن أن يأتي شيء مؤلم إلا معه سبب، ومعه توجيه ، يقول سيدنا عمر : الحمد لله ، كلما أصابته مصيبة يقول سيدنا عمر : الحمد لله إذ لم تكن في ديني ، والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها ، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ، والمصائب سيدي أصل في الحياة الدنيا ، المصيبة رسالة إلهية ، لفت نظر إلهي ، أبداً ، واسمها مصيبة لأنها تصيب الهدف .المذيع :
بارك الله فيك دكتور محمد ، هناك سؤال يقول صاحبه : لي جار يؤذيني دوماً هل أدعو عليه ?
الدعاء على الآخرين مقبول إذا كان هناك إيذاء :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله الدعاء مقبول إذا كان هناك إيذاء ، لو شكوته إلى الله لا يوجد مانع ، أو تقول : يا رب نجني منه ، اكفف شره عني ، أو اهده .
المذيع :
نعم إذا هدي هذا أمر طيب ، وإذا كف الله شره عنه هذا أمر طيب ، أي له إحدى الحسنيين .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
المؤمن يحب الناس جميعاً .
المذيع :
لكن الإنسان يضيق صدره من الإيذاء فضيلة الدكتور ، إذا كان له جار أو صديق يقوم بإيذائه ، الطبيعي هو الشعور بضيق الصدر وينقلب هذا الضيق إلى كره أيضاً .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لو دعا عليه لا يوجد مانع لأنه مظلوم .
(( اتَّقِ دعوةَ المَظْلومِ، فإنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا، وَبَينَ اللهِ حِجَابٌ ))
والله يستجيب لدعاء المظلوم ، والمقهور ، والمضطر ، بخلاف شروط الدعاء ، المظلوم والمضطر ، قال تعالى :﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) ﴾
المذيع :فضيلة الدكتور في إطار الحديث عن الظلم ، هناك سؤال يقول : مديري في العمل يظلمني كثيراً ، وهو في نفس الوقت هو دائم الصلاة والذكر ويصلي في الصف الأول فماذا أفعل ?
ضرورة اقتران الصلاة بالاستقامة لنقطف ثمارها :
الدكتور محمد راتب النابلسي :والله الصلوات لا تعد مقياساً ، ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام، الصلوات عبادات ، لكن لابد من أن تقترن بالاستقامة حتى نقطف ثمارها ، بيت فيه جميع الأجهزة ، إذا انقطعت التيار كلها توقفت ، التيار الذي هو اتصال بالله يحتاج الى استقامة، والاستقامة حدية ، لا يوجد نصف استقامة ..
﴿ وَأَنْ لَ