- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠70أيام الله - قناة الجزيرة
مقدمة :
المذيع :
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وأهلاً وسهلاً بكم مشاهدي الكرام في حلقة جديدة من برنامجكم : " أيام الله "، قال الله تعالى في محكم آياته :
﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ﴾
وقد ذهب جمهور من العلماء منهم ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وغيرهم إلى أن الأيام المعلومات هي العشر الأول من ذي الحجة ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في فضلها :
((ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ))
ومن الأسباب التي جعلت العشر من أفضل الأيام أنها جاءت في شهر اجتمعت فيه العديد من أسباب التعظيم ، فهو من الأشهر الحرم التي فضلها الله تعالى على باقي أشهر السنة، قال تعالى :
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) ﴾
كما أنها تأتي في أشهر الحج ، فاليوم الثامن من الحج هو يوم التروية ، واليوم التاسع هو يوم عرفة ، الذي هو أفضل أيام السنة ، واليوم العاشر هو يوم الحج الأكبر .
للحديث عن أيام العشر وفضلها يسعدنا ويشرفنا أن يكون معنا في هذه الحلقة فضيلة الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، أهلاً بفضيلتكم دكتور محمد ، وكل عام وأنت بخير .
الدكتور راتب :
بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم ، وحفظ لكم جزيرتكم .
المذيع:
اللهم آمين بارك الله بك دكتور .
هذا اليوم هو اليوم الأول من ذي الحجة ، هذا شهر الله من الأشهر الحرم وهو شهر الحج ، إذا أردنا أن نتحدث عن هذه الأيام فماذا تقول فضيلة الدكتور ؟
الإنسان كائن متحرك تحركه حاجات ثلاثة :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وحبيب الحق وسيد ولد آدم اصطفاه الله ، وقد حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه على استغلال هذه الأيام بالأعمال الصالحة ، لم سمي العمل الذي أراده الله من الإنسان عملاً صالحاً ؟
الحقيقة أن الإنسان كائن متحرك ، ما الذي يحركه ؟ الحاجة إلى الطعام والشراب ، ويدفعه بعد حين إلى طلب الزواج الحاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً على بقاء الفرد ، والحاجة إلى الزواج حفاظاً على بقاء النوع ، ثم يتمنى أن يكون الطبيب الأول ، والمهندس الأول ، والداعية الأول ، حفاظاً على بقاء الذكر ، هذه الحاجات الأساسية التي ركبت في كيان الإنسان تتحقق في الدين بأعلى درجة أو بالتمام والكمال .
العمل الصالح علة وجود الإنسان في الدنيا :
الإنسان علة وجوده في الدنيا العمل الصالح ، والدليل الإنسان إذا اقترب من أجله يقول :
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾
سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ولكن قال تعالى :
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) ﴾
أي أن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، ومتى يكون العمل الصالح صالحاً ؟ يكون العمل الصالح صالحاً بشرطين ، الإخلاص وتطبيق الشريعة ، الإخلاص أن تبتغي به وجه الله عز وجل ، والموافقة للشريعة ألا يكون بخلاف نصوص الكتاب والسنة ، سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله وصواباً ما وافق السنة ، والإنسان حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، وماذا يقول الإنسان إذا وافته المنية ؟
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾
لا يوجد إنسان يقول إذا وافته المنية : أرجعوني لأتمم بناء الطابق الخامس يا رب ، تنتهي الدنيا ، الآن قدم إلى الآخرة البضاعة الرائجة الوحيدة في الآخرة العمل الصالح ، وحجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح ، وسمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .
المذيع :
معذرة فضيلة الدكتور في هذا الإطار في موضوع العمل الصالح هناك أسئلة وردت حول فكرة العمل الصالح ، هل العمل الصالح بكثرته ؟ لأن الناس في هذه المواسم سواء في رمضان أو العشر الأول رسائل كثيرة هيا بنا نختم القرآن ، هيا بنا نصلي قيام الليل ، هل الأمر بكثرة العمل الصالح أم يكون هذا العمل له تأثير على الشخص ويفتح له طاقة إلى الله عز وجل ؟
حجم الإنسان عند ربه بحجم عمله الصالح :
الدكتور راتب :
الإجابة دقيقة ، سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً مع التوحيد ، مع الإخلاص ينفع الإنسان كثير العمل وقليله ، وبلا إخلاص لا ينفعه لا كثير العمل ولا قليله ، فالبطولة النية ، إنما الأعمال بالنيات .
فلذلك إنما أداة قصر وحصر ، أي قيمة العمل الصالح محصورة بدقة بالغة بالنية ، أحياناً الإنسان يفعل شيئاً للسمعة ، يفعل شيئاً لتأكيد مكانته الاجتماعية ، أما حينما يستوي العمل في الخلوة والجلوة ، وحده أو مع الناس ، وحينما يستوي العمل في الضعف والقوة ، وفي الفقر والغنى ، يكون هذا العمل صالحاً ، لأنه عندئذ يصلح للعرض على الله ، والعمل الصالح حجمك عند الله ، والفقر الحقيقي المخيف فقر العمل الصالح ، الغنى والفقر بعد العرض على الله ، فالبطولة لا أن تنتهي آمالنا وطموحاتنا في هذه الحياة ، الدنيا ساعة اجعلها طاعة :
كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والـــجبروت
***
و :
والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر
***
و كل ابن أنثى و إن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
فإذا حملت إلى القبــــــــــــور جنـــــــــازة فاعلم بأنك بعدهـــــــــا محمول
***
أخي الكريم ؛ بارك الله بك على هذا السؤال ، الذكاء والنجاح والتفوق أن تعرف سر وجودك في الدنيا ، إنسان أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون نقول : علة وجود هذا الطالب في هذه المدينة العملاقة شيء واحد أن يدرس ، يدرس ليعود إلى بلده يحمل دكتوراه من السوربون ، ينال منصباً رفيعاً ودخلاً كبيراً ، فإذا غفل عن دراسته في هذه المدينة يكون ارتكب خطأ مدمراً واستراتيجياً ، انتهى ، علة وجودنا في الدنيا العمل الصالح ، وحجم الإنسان في الدنيا بحجم عمله الصالح ، وقيمة عمله الصالح بالإخلاص والصواب ، الإخلاص ما ابتغي به وجه الله ، والصواب ما وافق السنة ، هذا الذي أريد أن يكون واضحاً لدى الأخوة .
المذيع :
بارك الله بك دكتور محمد ، بالعودة إلى هذه الأيام التي أقسم الله بها في سورة الفجر : قال : والفجر وليال عشر ، هذا القسم العظيم كيف نتوقف عنده وكيف نفهمه فضيلة الدكتور ؟
الإيمان بالله العظيم لأن كل ما في الكون يدلنا عليه سبحانه :
الدكتور راتب :
والله واو القسم مع الذات الإلهية قضية تحتاج إلى تفصيل ، الإنسان يقسم بعظيم ، تقول : والله العظيم ، أما الإله إذا قال : فوربك ، هنا يوجد مشكلة ، الله عز وجل أعظم العظماء قال : والفجر واو القسم ، لذلك قالوا : هذه الواو للفت النظر ، للفت النظر إلى عظم هذا الشيء الذي يأتي بعد الواو لأن الله هو العظيم وحده ، أنا أقول : والله أقسم بالله وهو العظيم ، النقطة الدقيقة فقط للتقريب لو أن طفلاً أخذ في العيد مبالغ ، جمع مئة دينار ، يقول : أنا معي مبلغ عظيم ، من القائل ؟ طفل ، مئة دينار في الأردن مبلغ عظيم لطفل ، فإذا قال مسؤول كبير في مؤسسة عسكرية في دولة عظمى : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً ، نقدره بمئتي مليار دولار ، فإذا قال الله جل جلاله :
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
هذا أكبر عطاء إلهي أن تعرف الله ..
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
كل ما في الكون يدل على الله ، آيات الله الكونية لا تعد ولا تحصى ، طعامك وشرابك ، مثل بسيط : كأس الماء الذي تشربه فيه خاصة لولاها لما كان هذا اللقاء ، ولا كانت هذه الندوة إطلاقاً ، ما هذه الخاصة ؟ الماء كأي عنصر آخر في الأرض في التبريد ينكمش ، بالتسخين يتمدد ، إلا الماء إذا كانت حرارته عشرين نزلت هذه الحرارة إلى خمس عشرة درجة ، ثم إلى عشر درجات ، ثم إلى خمس ، ثم على زائد أربع يزداد حجمه ، فإذا ازداد حجمه قلت كثافته، إذا قلت كثافته طفا على سطح الماء ، بقاء البحار على حقيقتها سائلة بهذه الخاصة ، طبعاً لو أن الماء تجمد وكثافته ازدادت اتجه نحو القاع ، بعد حين تتجمد البحار ، يلغى التبخر ، تلغى الأمطار ، يموت النبات ، يموت الحيوان ، يموت الإنسان ، ما قولك أن هذا العالم بما فيه من نشاطات مبني على هذا القانون في الماء ، أنه يزيد حجمه عند درجة زائد أربع ، هذه آيات الله الدالة على عظمته ، الحقيقة ..
﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)﴾
فالإيمان بالله العظيم موجود ، إبليس آمن بالله قال : ربي فبعزتك ، فالبطولة والذكاء والنجاح والفلاح أن تؤمن بالله العظيم ، والكون كله يدل عليه .
التفكر في خلق السماوات والأرض من خلال آياته :
عندنا آيات كونية خلقه ، تقتضي التفكر ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
هذه آيات كونية ، ألف وثلاثمئة آية في القرآن ما مهمتها ؟ آية الأمر تقتضي أن نأتمر ، آية النهي تقتضي أن ننتهي ، آية القصة تقتضي أن نعتبر ، ماذا نفعل بألف وثلاثمئة آية ؟ هذه موضوعات للتفكر ...
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
ويتفكرون فعل مضارع يفيد الاستمرار ...
﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
ممكن التفكر بالماء ، بالطعام ، بالشراب ، بهذه المخلوقات ، بهذه الأشجار ، بهذه الأطيار ، بهذه السماوات العلا ، مليار آية تدل على عظمة الله ، إن آمنت به عظيماً اتقيت أن تعصيه ، عفواً مثل من حياتنا اليومية ؛ إذا كانت الإشارة حمراء لماذا تقف ؟ تقف لأنك تعلم يقيناً أن واضع قانون السير وزير الداخلية علمه يطولك من خلال هذا الشرطي ، واليوم علمه يطولك من خلال هذه الكاميرا ، وقدرته تطولك يوجد سحب إشارة ، تبقى سنة بلا قيادة سيارة ، لأن إنساناً عادياً جداً أعطاك هذه التعليمات ولم تنفذها حرمك من قيادة المركبة .
بطولة الإنسان أن يعرف الله :
الآن خالق الأكوان يقول :
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)﴾
أي الله عز وجل علمه يطولك ، وقدرته تطولك ، كيف تعصيه ؟ لا يعصي الله إلا أحمق ، أحمق وغبي من يرتكب معصية ، أو يبني مجده على أنقاض الآخرين ، يبني حياته على موتهم ، يبني عزه على ذلهم ، يبني غناه على فقرهم ، يبني صحته على مرضهم ، هذا الإنسان سيحاسب حساباً عسيراً يوم القيامة ، فالبطولة أن تعرف الله حق المعرفة ، وأن تستقيم على أمره ، ولك دنيا وآخرة ، قال تعالى :
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾
جنة في الدنيا هي جنة القرب ...
فلو شاهدت عيناك من حسـننــا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنـــــــــا
ولو سمعت أذناك حُسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا
ولو ذقت من طعم المحـبَّة ذرةً عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـا
ولو نسمت من قربنا لك نسمةٌ لمـُت غريباً واشـتياقــــــــاً لقربـنـــــــا
ولو لاح من أنوارنا لـك لائــــحٌ تركــت جميع الكـائنــــات لأجلنـــــــــا
فما حبنا سهلٌ وكل مـن ادعى ســهولته قلنا لــــــه : قد جهـلتنــــا
***
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
(( لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد ، والعقيم الوالد ، والظمآن الوارد ))
شيء دقيق جداً أن تعرف الله ، إن عرفت الله عرفت كل شيء ، وإن غابت عنك معرفته غاب عنك كل شيء ، والإنسان يأتي يوم القيامة بعمل سيئ يستحق عليه عذاباً إلى أبد الآبدين ، فالقضية خطيرة جداً ، يوجد تعبير معاصر يقال : هذا الموضوع مصيري ، يحدد مصيرك ، والعلاقة بالدين علاقة مصيرية إما في جنة يدوم نعيمها ، أو في نار لا ينفذ عذابها ..
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
المذيع:
دكتور محمد بارك الله بك على هذا الكلام الطيب الذي تتحدث فيه عن فكرة معرفة الله عز وجل والتفكر في خلق الله ، ما تأثير معرفة الله عز وجل والتفكر في خلق الله عز وجل في هذه الأيام المباركات وكيف نستفيد منها دكتور ؟
السلامة مع الله أكبر عطاء في الدنيا والآخرة :
الدكتور راتب :
علاقتها بالاستقامة يا أخي ، علاقتها إن آمنت بالله العظيم لا يمكن أن تعصيه ، إن لم تؤمن بالله العظيم ، قال تعالى :
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)﴾
كل حركات الإنسان وسكناته ، وعطائه ومنعه ، وغضبه ورضاه ، محسوبة عليه ، فإذا عرف الله عرف كل شيء ، السلامة مع الله أكبر عطاء في الدنيا والآخرة ، أن يكون خالق الأكوان راضياً عنك ، أنت موفق في عملك ، في بيتك ، باختيار زوجتك ، بأولادك ، ببناتك ، باختيار حرفتك ، التوفيقات لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى :
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾
جنة في الدنيا هي جنة القرب ، وجنة الآخرة هي جنة الخلد ، قضية مصيرية خطيرة جداً ، ليس الدين جانباً من جوانبنا ، أحياناً يقولون : سلامتك وسعادتك متعلقة بفهمك للدين ، منهج الله عز وجل ، أنت اشتريت سيارة غالية جداً ، تألق ضوء أحمر في لوحة البيانات ، دقق إن فهمت هذا التألق تألقاً تزيينياً احترق المحرك ، كلفك مئة ألف ، أما إن فهمته ضوءاً تحذيرياً فأوقفت المركبة وأضفت الزيت ، سلم المحرك ، تعليمات الصانع لا بد من أن تتبع ، انطلاقاً من حرص الإنسان على سلامته وسعادته وعلى أنانيته إن صح التعبير ، عفواً يوجد ثمانية مليارات إنسان الآن هل يوجد فيهم واحد يحب الفقر أو المرض أو القهر ؟
المذيع :
لا .
الدكتور راتب :
هل فيهم واحد لا يتمنى أن يكون غنياً وقوياً وعنده أولاد أبرار وبنات محتشمات وبيت واسع ومركبة فارعة ؟ طبعاً كلنا نتمنى ذلك ، ما عند الله لا ينال بمعصية الله ، لكن إذا الإنسان ألغى الدين من حياته كلياً ، وآمن بالدنيا فقط ، له حساب خاص ، قال تعالى :
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾
العلم شيء خطير ..
فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، إلا أن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .
العقل قوة إدراكية تلبى بطلب العلم :
أخي الكريم ؛ أمامي طاولة ، لها وزن ، حجم ، طول ، عرض ، ارتفاع ، هذا الجماد، النبات يزيد عليه بالنمو ، والحيوان يزيد عليهما بالحركة ، أما الإنسان فالله أعطاه قوة إدراكية ، العقل ، القوة الإدراكية تلبى بطلب العلم ، وكل إنسان ما طلب العلم يستمع إلى قوله تعالى :
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) ﴾
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) ﴾
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) ﴾
أوصاف القرآن الكريم كلام خالق السماوات والأرض لمن عزف عن طلب العلم ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، إلا أن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ..
المذيع :
فضيلة الدكتور محمد بارك الله فيك على هذا التوضيح ، هذه الأيام أيام مفضلة عند الله عز وجل لماذا فضل الله هذه الأيام وقال فيها :
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) ﴾
فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه :
الدكتور راتب :
أخي الكريم نحن عندنا عبادة شمولية مستمرة ، أن تعرف الله أولاً ، وأن تعرف منهجه ثانياً ، وأن تطبق الأمر ، وأن تجتنب النهي ، هذه عبادة ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً وربع اليوم ، عندنا عبادة موسمية ، رمضان عبادة موسمية ، الأيام العشر من ذي الحجة عبادة موسمية ، عندنا عبادات استثنائية ، نحن بعبادة موسمية ، أما أنا بثلاثمئة وخمسة وستين يوماً لا بد من غض البصر ، وضبط الشاشة ، وضبط الإنفاق والدخل ، وتربية أولادي ، عندنا أوامر ونواه تبدأ من فراش الزوجية وتنتهي بالعلاقات الدولية يجب أن تكون وفق منهج الله ، وفق الخبير ، أي إذا مكتوب : حقل ألغام ممنوع التجاوز ، راكب سيارتك ومكتوب : ممنوع التجاوز حقل ألغام ، هل تعد هذه اللوحة حداً لحريتك أم ضماناً لسلامتك ؟
شيء آخر ؛ دائماً الشهوات يمكن أن نمارسها مئة وثمانين درجة ، والعالم الآخر يمارسها مئة وثمانين درجة ، وما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها الله قناة نظيفة تسري خلالها ، بين إنسان ارتكب علاقة محرمة وبين إنسان تزوج امرأة صالحة ، أنجب أولاداً أطهاراً ملؤوا البيت فرحة ، كبرت سنه صار أباً ، صار جداً ، له مكانة اجتماعية ، الخيرات والإيجابيات والمسرات من تطبيق منهج الله لا تعد ولا تحصى ، ذكرت قبل قليل ...
فـلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنــا
***
أنت تتصل مع الذات الإلهية ، مع أصل الجمال والكمال والنوال ، تتصل مع العزيز، مع الرحيم ، مع القوي ، مع الذي يقال جلّ جلاله ، هذا إله عظيم سمح لك أن تتصل معه ، سمح لك أن تناجيه في الليل ، سمح لك أن تصلي له ، الدين حياة ، مرة ثانية الذي ابتعد عن الدين :
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾
هذا وصف القرآن ، الذي ابتعد عن الدين ..
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) ﴾
الذي ابتعد عن الدين ..
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) ﴾
الذي ابتعد عن الدين ..
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾
هذا كلام خالق الأكوان ، أنا لم أذكر حديثاً لعله ضعيف ، أنا مع القرآن ، الآن كلام الخالق وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه .
المذيع:
فضيلة الدكتور في هذا الإطار أنت تتحدث عن الذي يبتعد عن الدين في هذه الأيام ، هذه الأيام أيام بركة ، وأيام هدى ، وأيام الحج إذا أراد شخص أن يتقرب إلى الله وأن يعود لكن يرى أن ذنوبه الكبيرة قد تكون عائقاً ، هو يستحي من الله عز وجل فبماذا تنصحه ؟
حقوق العباد مبنية على المشاححة وحقوق الله مبنية على المسامحة :
الدكتور راتب :
الجواب أروع سؤال بارك الله بك قال تعالى :
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾
لا يوجد معصية لم يرتكبها ...
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾
بالعبارة الدارجة : الصلحة بلمحة ، إلا أن هذه الذنوب أنواع ثلاث ؛ ذنب ما كان بينك وبين الله يغفر فوراً ، يوجد تقصير بالصلوات ، ما كان بينك وبين الله يغفر فوراً ، ما كان بينك وبين العباد يغفر بشرط الأداء أو المسامحة ، عليك دين إما أن تؤدي الدين أو أن يسامحك ، الذنب مع الله يغفر فوراً ، ما بينك وبين العباد يحتاج إلى أداء أو مسامحة ، أما الشرك بالله فهذا ليس له مغفرة ، السبب : شخص معه جلطة ، ويجب أن يذهب بطريق المستشفى وإلا يموت فذهب إلى طريق فيه ملهى ، اختار الدنيا فقط ، اختار اللذات ، اختار الآثام المعاصي ، هذا موضوع ثالث ... ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله ، وذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد ، وذنب لا يغفر وهو الشرك بالله .
صحابي توفاه الله من عادة النبي أنه كان يزور أصحابه قبل دفنهم ..
(( أم العلاء امرأة من الأنصار قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبرته أنهم اقتسموا للمهاجرين قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي مات فيه ، فلما توفي غسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا عثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه ؟ فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن يكرمه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هو فقد جاءه اليقين فوالله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي ، قالت : فوالله ما أزكي بعده أحداً أبداً ))
مات صحابي كان مع الصحابة الكرام فقبل أن يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( أعليه دين ؟ قالوا : نعم ، قال : صلوا على صاحبكم ، ولم يصلِّ عليه ، إلى أن قال أحدهم : عليّ دينه يا رسول الله- فصلى عليه ، في اليوم التالي سأل هذا الذي تعهد الدين - أأديت الدين ؟ قال : لا ، سأله في اليوم الثالث : أأديت الدين ؟ قال : لا ، سأله في اليوم الرابع : أأديت الدين ؟ قال : نعم ، قال : الآن بردت عليه جلده ))
شيء مخيف حقوق العباد مبنية على المشاححة ، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة ، إنسان يعيش بلا علم ، بلا قراءة قرآن ، بلا فهم الحديث النبوي الشريف ، بلا لقاء بجامع يسمع خطبة متينة قوية ربانية ، يعيش هملاً ، هذا إنسان هام على وجه ، هذا أكبر غباء، هذا غباء شديد ألا تعرف الله ..
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
المذيع :
في هذه الأيام العشر أو التسع من ذي الحجة هناك أعمال صالحات كثيرة ، الصيام ، قراءة القرآن ، الذكر ، هناك من يسأل هل واجب عليّ أن أصوم هذه الأيام ؟
صيام الأيام العشر مندوب والأكمل الإكثار من الأعمال الصالحة :
الدكتور راتب :
الحقيقة مندوب ، أما صوم عرفة فسنة مؤكدة ، وقد ترتقي لمستوى الواجب ، يوم عرفة فقط ، أما الصيام فهنا صيام نفل ، الأكمل أن تدفع بهذه الأيام العشر صدقات زيادة ، تصل الأرحام ، تقرأ القرآن ، تتابع قضية إسلامية ، تقرأ كتاب تفسير ، تعمل نشاطاً دينياً استثنائياً إما بتلقي العلم أو بالعطاء ، عشرة أيام استثنائية ، العبادة استثنائية .
عندنا عبادة ثانوية على مدى ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً وربع اليوم من أداء الصلوات والصدق والأمانة إلى آخره ، وعندنا عبادة استثنائية في رمضان ، بهذه الأيام العشر عبادة استثنائية ، دورة خاصة استثنائية ..
المذيع :
ربما في مشكلة بالصوت ، نحن الآن في أول يوم من ذي الحجة وهو من الأشهر الحرم وأشهر الحج ، ويستحب فيه الأعمال الصالحات ، هذه الأعمال الصالحة قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله عز وجل في هذه الأيام ..
(( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام ، يعني أيام العشر ، قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ))
لماذا جعل الله عز وجل الأعمال الصالحة في هذه الأيام هي من أحب الأعمال إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن ثوابها أفضل من الجهاد إلا استثنى رجل خرج بماله ونفسه ولم يرجع بدونهما من شيء ؟
الدكتور راتب :
كما قلت قبل قليل الله عز وجل جعل مواسم استثنائية عنا عبادة شمولية مستمرة في كل أيام العام عندنا شهر رمضان ..
(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
وهذه عشرة أيام ذي الحجة عمل الله مناسبات استثنائية مثل فرصة للعبد أن يتوب على الله توبة نصوحة أعطاه مرغبات ، تسامح ،
(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
عفواً ما قولك واحد في عنده مليون ديون ، ومحجوز على أمواله المنقولة وغير المنقولة جاء من يقول له افعل هذا العمل ثلاثين يوماً وأنت معفى من كل هذه الديون ما قولك ؟
(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
فالصيام والقيام فرصة كبيرة وهذه الأيام العشر فرصة كبيرة ، فرصة أن نصطلح مع الله ...
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
المذيع:
فضيلة الدكتور فرصة كبيرة جداً هذه الفرصة ماذا عن فرصة التوبة ، هل الإنسان يحتاج إلى أن يتوب عندما يفعل ذنباً كبيراً أم أن التوبة فعل استمراري يحدث بشكل يومي مثلاً ؟
التوبة فعل يومي :
الدكتور راتب :
التوبة فعل يومي ، قال تعالى :
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27)﴾
من لا يتب أغضب عليه ...
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) ﴾
(( يَا بنَ آدَمَ ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي ، يَا بنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي ، يَا بنَ آدَمَ ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً))
هو ينتظرنا ..
(( لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد ، والعقيم الوالد ، والظمآن الوارد ))
ضرورة معرفة الله لأنه أصل الجمال والكمال والنوال :
الحقيقة يجب أن نعرف الله ..
فلو شاهدت عيناك من حسـننــا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنـــــــــا
ولو سمعت أذناك حُسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا
ولو ذقت من طعم المحـبَّة ذرةً عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـا
ولو نسمت من قربنا لك نسمةٌ لمـُت غريباً واشـتياقــــــــاً لقربـنـــــــا
ولو لاح من أنوارنا لـك لائــــحٌ تركــت جميع الكـائنــــات لأجلنـــــــــا
***
الإنسان أحياناً يتصور مع إنسان له منصب لا ينام الليل من فرحه ، والصورة يعرضها في أي مكان ، يضع الصورة على الفيس بوك ، أنت صار لك صلة مع الله ، مع خالق الأكوان ، مع الذات الكاملة ، مع أصل الجمال والكمال والنوال ، مع من بيده كل شيء ، كن فيكون ، زل فيزول ، قال تعالى :
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) ﴾
العدو بيده ، والقريب بيده ، والغني بيده ، والفقير بيده ، والدول العظمى بيده ، والدول المتجبرة بيده ، كل شيء بيده ، هذا التوحيد ، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، التوحيد ألا ترى مع الله أحداً .
كلمة دقيقة أقولها وأنا أعني ما أقول : لو أسلمك إلى غيره لا يستحق أن تعبده ، الدليل :
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) ﴾
الأمر أل الجنس ، أخواننا الكرام المتبحرون في اللغة العربية أل الجنس تعني أي أمر بالقارات الخمس ، هذا السطح المكاني من آدم إلى يوم القيامة ، البعد الزماني ، يرجع إليه :
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) ﴾
متى أمرك أن تعبده ؟ بعد أن طمأنك ، أمرك بيده ، سعادتك بيده ، القوة بيده ، الضعف بيده ، المرض بيده ، الصحة بيده ، الغنى بيده ، الفقر بيده :
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) ﴾
أنت عندما تعبده عبادة صحيحة تذوق طعم القرب منه ، عندئذ تقول وأنا أعني ما أقول : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني ، والله لا أبالغ ، قد تسكن في بيت عبارة عن ستين متراً ، عندك بيت متواضع جداً ، ودخل محدود جداً ، وأنت أسعد إنسان في الأرض ، وقد تملك ملايين مملينة وقصور متعددة ولم تكن على صلة بالله ، لا أستطيع أن أقول : شقي بل لست سعيداً كما تتمنى ، القضية ليست سهلة ، أنت مع أصل الجمال والكمال والنوال ، مع خالق الأرض والسماء ، مع الله صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، مع رب العالمين رب كل شيء ، أنت مع إذا أقبلت عليه قبلك ، قال تعالى :
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾
(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إليّ صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّ ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))
جزاء بر الوالدين في الدنيا قبل الآخرة :
أنا كنت مرة في مستشفى لا أنسى هذا المنظر ، المحجبة تبكي وابنها تحضنه ، وغير المحجبة تبكي ، والمثقفة تبكي ، وغير المثقفة تبكي ، أودع الله بقلب الأمهات والآباء رحمة بأولادهم ، هناك حكمة بالغة ، أما الابن فما أودع فيه هذه الرحمة ، أودع فيه بر الوالدين ، بر الوالدين تكليف ، يوجد ابن عاق ، بالمناسبة :
(( ليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ))
وبر الوالدين جزاؤه في الدنيا قبل الآخرة ، قال تعالى :
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) ﴾
وبالوالدين الواو حرف عطف ، عرب عطف إعراباً ، نحواً ، أما في البلاغة فحرف مماثلة ، الله رفع بر الوالدين إلى مستوى عبادته :
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) ﴾
فلذلك أبواب الجنة مفتحة ، ولكل إنسان مهما كان شأنك ، مهما كان دخلك ، مهما كان حجمك الله عز وجل ، مع كل مخلوق ، ويحب عباده الطائعين :
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾
جنة في الدنيا هي جنة القرب ، وجنة في الآخرة ..
المذيع:
في موضوع بر الوالدين قلت : العاق لوالديه لن يدخل الجنة ، وماذا عن عقوق الأب؟
على الإنسان أن يؤدي الذي عليه ويطلب من الله الذي له :
الدكتور راتب :
إذا مات عاقاً .
المذيع :
أنا أسأل عن الأب العاق الذي لا يحن على أولاده ولا يصرف عليهم بل يعنفهم و يهملهم ما جزاؤه أيضاً ؟
الدكتور راتب :
وقع بخطأ كبير جداً جداً ، الأب له مكانة كبيرة جداً عند الله ، الأب له مكانة كبيرة عند الهأ ، آيات كريمة تحض على احترام الآباء والتأدب معهم ، الله عز وجل أودع في قلب الأم والأب في الوضع الصحي الطبيعي عاطفة ليست في غير الأب والأم ، يوجد إنسانان في الحياة ليس غيرهما يتمنيان أن تكون فوقهما في كل شيء ، لا يوجد إلا إنسانان الأم والأب ، ابنها أخذ أعلى منصباً فهي أسعد الناس بابنها ، الأخوة قد لا يرتاحون لذلك ، أما الله عز وجل فقد أودع في قلب الأب والأم محبة وعطفاً للأولاد بحيث لو ارتفع الابن عن أبيه مالاً أو علماً أو منصباً ، الأب أسعد إنسان ، فقط الأب والأم هؤلاء لا يحسدون ولدهم أبداً ، يفتخران به .
المذيع :
فضيلة الدكتور ماذا تقول لابن أو ابنه ابتليا بأب أو أم عاقة ؟ هل يقاطعهما أم كيف يتعامل معهما ؟
الدكتور راتب :
لا أبداً ، لو أنه كان ملحداً فرضاً أقول له : أدّ الذي عليك لأبيك واطلب من الله الذي لك ، سيدنا إبراهيم :
﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) ﴾
كان عابد صنم ، أدّ الذي عليك لأبيك واطلب من الله الذي لك ، وكم من أب شارد عن الله رجع إلى الله من خلال ابنه ، وكم من زوج شرد عن الله رجع إلى الله من خلال زوجته ، إذا كان هناك علاقات حميمة الطرف الواحد إن عرف الله صار هناك رحمة ، يجد مسافة كبيرة جداً بين هذا الابن العاق وهذا الابن البار ، مسافة كبيرة جداً ، والله معي آلاف القصص ، إنسان بعيد عن الدين بعد الأرض عن السماء من موقف أخلاقي من ابنه تاب إلى الله عز وجل ، الله أحبنا أن نتعاون على الإيمان ، عفواً معاملة الأب تحتاج إلى دقة بالغة ، الأب فقط يحسن إليه ، إن أحسنت إليه ملكت قلبه ، إن ملكت قلبه أصغى إليك ، أما أنت كنت طفلاً صغيراً أمامه تعمل له دروساً ، وتعمل عليه أستاذاً فهذه ليس واردة إطلاقاً ، أما أنت افتح قلبه بالإحسان ، أنا ماذا أقول دائماً ؟ القدوة قبل الدعوة ، أب ما أخطأ أمام أولاده ، ما خلع ثيابه أما