- محاضرات خارجية / ٠01دروس صباحية - جامع التقوى
- /
- دروس صباحية جامع التقوى - الجزء أول
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
قال تعالى :
(( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ... ))
أيها الأخوة الكرام ؛ في الآية الكريمة وهي قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾
تفسير قوله تعالى : ألا تخافوا ولا تحزنوا .
حيث ما وردت في القرآن الكريم كله كلمة :
﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾
هذه الجملة تغطي الزمن كله .
﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا ﴾
من المستقبل .
﴿ وَلَا تَحْزَنُوا ﴾
على الماضي ، فمن صفات المؤمن أنه لا يخاف ولا يحزن ، والآية الدقيقة تقول :
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
والآية الثانية المتممة لها :
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون ﴾
لو جمعت الآيتين ، الذي يتبع هدى الله عز وجل لا يضل عقله ، ولا تشقى نفسه ، ولا يندم على ما فات ، ولا يخشى مما هو آت ، ماذا بقي من سعادة الدنيا والآخرة ؟
تفسير قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾
بالمناسبة :
﴿ قَالُوا رَبُّنَا ﴾
يعني اعتقدوا اعتقاداً جازماً ، النفاق ظهر متأخراً ، فقبل ظهور النفاق قالوا يعني اعتقدوا ، أما الآن لك أن تقول ما يرضي الآخر وأنت لست كذلك ، صار في نفاق الآن .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾
الإيمان من دون استقامة لا جدوى منه .
أيها الأخوة الكرام ؛ الإيمان من دون استقامة لا جدوى منه إطلاقاً ، والأدلة كثيرة جداً .
(( يؤتى برجال يوم القيامة لهم أعمال كجبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا ، قيل يا رسول الله جلهم لنا ، قال : إنهم يصلون كما تصلون ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ))
هذه الصلاة .
(( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ))
هذا الصيام .
(( من حج من مال حرام ، ووضع رجله في الركاب وقال : لبيك اللهم لبيك ، ينادى أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك ))
هذا الحج .
(( من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة ، قيل وما حقها ؟ قال : أن تحجزه عن محارم الله ))
فالعبادات : الصلاة ، والصوم ، والحج ، والزكاة عبادات شعائرية ومع ذلك إن لم تسبقها استقامة لا تقطف ثمارها ، فلذلك :
الصلاة عماد الدين ، وعصام اليقين ، وسيدة القربات ، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات ، إن لم ترافق الصلاة الاستقامة لا تقطف ثمارها .
الدين كل لا يتجزأ .
الإنسان أحياناً يختار من الدين الصلاة القضية سهلة ، لكن يا ترى الدخل حلال ؟ في شك بالدخل ؟ في حرمة ؟ في معصية ؟ فلما تفهم الدين عبادات شعائرية هذا فهم في انحراف كبير عن الحقيقة ، يعني المسلمون يزيدون عن مليار وسبعمئة مليون ، وليست كلمتهم هي العليا ، وليس أمرهم بيدهم وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل ، ومع ذلك أمرهم ليس بيدهم ، إذاً أين وعود الله عز وجل أين :
﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾
لهم علينا ألف سبيل وسبيل ، أين :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾
نحن لسنا مستخلفين .
﴿ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾
وديننا ليس ممكن في الأرض .
﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾
نحن لسنا آمنين ، لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكنين ، ولسنا آمنين ، أين الخلل ؟ في عنا خلل كبير ، قال :
﴿ يَعْبُدُونَنِي ﴾
فإن قصرنا في عبادتنا فالله جل جلاله في حل من وعوده الثلاث .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
الإيمان من لوازمه الاستقامة .
والدعوة إلى الله عز وجل من لوازمها الإحسان .
حينما نهتم بالعبادة الشعائرية ، ولا نهتم بما ينبغي أن يرافقها من عبادة تعاملية ، والعبادة التعاملية وردت في نص دقيق جداً ، لما سيدنا جعفر التقى النجاشي ، وقال : حدثني عن الإسلام ، قال :
(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ))
يعني إن حدثك فهو صادق ، وإن عاملك فهو أمين ، وإن استثيرت شهوته فهو عفيف .
(( فدعانا إلى الله لتوحيده ، ولنعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ))
أخوانا الكرام ؛ هذه الكلمات المتتابعة هي العبادة التعاملية ، ويجب أن نعلم علم اليقين لا الصلاة ، ولا الصيام ، ولا الحج ، ولا الزكاة ، ولا النطق بالشهادة ، تنفعنا إن لم تستقم على أمر الله إذاً :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾
الإيمان ثم استقاموا ، والدعوة إلى الله وعمل صالحاً ، إن لم يرافق الدعوة إلى الله عمل صالح لا تؤتي ثمارها إطلاقاً ، وإن لم يرافق الإيمان الاستقامة لا نقطف ثمار الإيمان إطلاقاً .
قال تعالى : وأبشروا بالجنة ...........
الآن :
﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَاٍ ﴾
يعني إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ، ويا ربي ماذا فقد من وجدك ، وماذا وجد من فقدك .
(( ابن آدم اطلبنِ تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء ))
من هنا ورد في الأثر القدسي :
(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلي صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلى بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي ، من أقبل علي منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم نادته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))
لا شك أن المسلمين يزيدون عن مليار وسبعمئة مليون ، لو اعتقدنا أو ظننا أن من المليار وسبعمئة مليون ، مليون يصلون ، الحديث الصحيح :
(( لن تغلب أمتي من أثني عشرة من قلة ))
نحن مليار وسبعمئة ألف ، السبع مئة لم يصلوا ، مليار وليست الكلمة عليا ، وليس أمرنا بيدنا ، وللطرف الآخر علينا ألف سبيل وسبيل ، إذاً في عنا خلل ، أين الخلل ؟ قال :
﴿ يَعْبُدُونَنِي ﴾
أخوانا الكرام ؛ أنت كائن متحرك ، كيف متحرك ؟ هذه الطاولة كائن ساكن ، لو تركتها مئة عام هي هي ، أما أنت يحركك بحاجة إلى الطعام والشراب ، هذه حاجة ببقاء الفرد ، ويحركك الحاجة إلى بقاء النوع دون أن تشعر الزواج ، ويحركك الحاجة إلى بقاء الذكر ، تأكيد الذات التفوق فكل إنسان تحركه حاجات ثلاثة ، الأولى الحاجة إلى الطعام والشراب لحفاظه على بقاءه كفرد والحاجة الثانية إلى الزواج حفاظاً على بقاء النوع ، والحاجة الثالث التفوق حفاظاً على بقاء الذكر وهذه الحاجات الثلاث يرعاها الدين أيما رعاية ، هذه الحاجات الثلاث متوافرة في أحكام الدين ، الله خاطب النبي الكريم فقال :
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
أية خصيصة من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام لكل مؤمن منها نصيب بقدر إيمانه وإخلاصه ، فأي مؤمن ، إذا استقام على أمر الله ، واصطلح مع الله يرفع الله له ذكره ، يعلي قدره ، صدقوا ولا أبالغ النتائج الذي يجنيها المؤمن من استقامته تفوق حد الخيال ، لا تعد ولا تحصى ، يغطيها هذا النص الكريم الحديث الشريف :
((استقيموا ولن تُحْصُوا ))
لن تحصوا الخيرات ، لذلك :
﴿ أَلَّا تَخَافُوا ﴾
المستقبل .
﴿ وَلَا تَحْزَنُوا ﴾
على الماضي .
﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾
مفهوم الجنة :
أخوانا الكرام ؛ من بعض نصوص النبي الكريم يقول : أبو بكر في الجنة ، قد نفهم من هذا النص أنه مبشر بالجنة ، وفي فهم آخر لهذا النص هو الآن في جنة ، هذه الجنة بالدنيا سماها الإمام ابن تيمية جنة القرب ، هو في جنة ، فلذلك :
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
يعني إذا ما بتقول ، وأنا دقيق في كلامي ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني يكون في عنا خلل ، إن لم نقل ليس على وجه الأرض من هو أسعد منا لماذا ؟ أنت مع من ؟ مع الرب ، مع الخالق ، مع المسير ، مع العزيز ، مع الحكيم ، مع القوي مع الغني ، مع الرحيم ، إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك .
﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
يعني إذا كنت بدولة ، وشخص من أقوى الأقوياء ، الأمور كلها بيده ، قال لك : أنا معك ، تمشي بالعرض ، أعلى منصب بالدولة رئيس الجمهورية ، يقول لك : أنا معك ، فإذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ، والتتمة : ويا ربي ماذا فقد من وجدك ، وماذا وجد من فقد .
من هنا :
(( إذا رجع العبد العاصي إلى الله نادى منادِ في السماوات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله ))
يعني أعلى مقام تصل إليه أن تصطلح معه ، ولو واحد سألني ما هو أعظم شيء في هذا الدين ؟ أنا أرى أن أعظم شيء في هذا الدين معاملة الله لك بعد أن تصطلح معه ، شيء يحير سكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، أمن :
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
سداد تصرفات .
﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾
عندك رؤية صحيح ، أنا أقول لكم المؤمن يرى مالا يراه الآخرون ، ويسمع مالا يسمعون ، عنده عقل رشيد ، وفكر سديد ، نزواته ضمن إدارته ، لا تحكمه نزواته يحكمها ، يحكم نفسه ولا تحكمه ، يملك هواه ولا ينقاد له ، سما حتى اشرأبت إليه الأعناق ، وطابت نفسه حتى رنت إليه القلوب ، المؤمن شخصية فذة ، شخصية متفوقة ، الشخصية الفذة المتفوقة لها ثلاث خصائص في خصيصة علمية ، وخصيصة أخلاقية وخصيصة جمالية .
ما اتخذ الله ولياً جاهلاً لو اتخذه للعلمه .
هذه خصيصة علمية ، من هو المؤمن ؟ عرف الله ، بتعرف شيء بالفيزياء ، تضع إلى جانب اسمك د . دكتور يعني ، تعرف شيء بعلم النفس ، دكتور بعلم النفس ، دكتور بعلم الاجتماع ، والذي عرف الله .
(( اطلبنِ تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
البطل ، الموفق ، الذكي ، العاقل ، الذي عرف الله ، الله قال :
﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
فعلاً مال من دون بنين شيء صعب كتير ، والأصعب منه بنون من دون مال كلاهما أصعب من الآخر .
﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
في بالقرآن ملمح دقيق جداً ، قال :
﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ﴾
لما قال :
﴿ وَالْبَاقِيَاتُ﴾
وصف ما قبلها .
﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ ﴾
زائلات يعني .
﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ﴾
عند العلماء الباقيات الصالحات : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر يعني إذا سبحته ، وحمدته ، ووحدته ، وكبرته ، يعني عرفته .
أيام طفل صغير عقب العيد يقول لخاله : أنا معي مبلغ عظيم ، كم تقدر هذا المبلغ من فم طفل ؟ أنا أقول مئة دينار فقط ، العيادي الذي جمعهم ، إذا قال مسؤول بالبنتاغون أعددنا لحرب العراق مبلغاً عظيماً كم تقدره ؟ بمئتي مليار ، كلمة عظيم قالها طفل ، قدرتها بمئة دينار ، قالها مسؤول قدرتها بمئتي مليار ، فإذا قال ملك الملوك ومالك الملوك ، إذا قال رب العالمين :
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
لو معك مئتي مليار ، عنده فندق بباريس ثمانين طابق ، كومبليت دائماً ، كم دخله هذا ؟
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
لذلك أخوانا الكرام ؛ طريق الجنة واضح ، وأسبابه بيدك ، يعني الله عز وجل أعطاك الخيار .
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾
يعني يلزمنا كل يوم ربع ساعة من أنا ؟ أنت المخلوق الأول عند الله .
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
لأنك قبلت حمل الأمانة كنت عند الله الأول ، أنت الأول ، والإنسان المؤمن دققوا فوق الملائكة ، يقول سيدنا علي :
ركب الملك من عقل بلا شهوة ، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل ، وركب الإنسان من كيلهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، المؤمن فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان ، الدليل القرآني :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾
أنت متاح لك أن تكون أفضل مخلوق بهذا العمر القصير ، شيء من معرفة الله والاستقامة على أمره ، والعمل الصالح ، ترقى إلى أعلى عليين .
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا جميعاً بما علمنا ، وأن يحفظ لنا إيماننا ، وأهلنا وأولادنا ، وصحتنا ، ومالنا .