- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (015)سورة الحجر
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الحقّ هو الشيء الثابت والباطل هو الشيء الزائل :
أيها الإخوة المؤمنون ؛ مع الدرس الثامن من سورة الحجر .
وصلنا في الدرس الماضي إلى قوله تعالى :
﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) ﴾
فالحق هنا ضد الباطل . وفي آية أخرى :
﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) ﴾
ما خلقناهما إلا بالحق ، فكلمة
﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
من صفات الباطل الثابتة التي تترابط معه ترابطاً وجودياً أن الباطل زائل ، فالجدار الذي يبنى بشكل مائل هذا جدار باطل ، لأنه لا بدّ من أن يقع ، والتنظيم الذي فيه إجحاف لإنسان لو أن تركة وزعت بين أربعة أولاد ، وكان هذا التوزيع مجحفاً بحق بعضهم هذا التوزيع باطل ، بمعنى أنه لن يطبق ، ولن يستمر ، ولن يعترف به ، ما دام هذا التوزيع فيه إجحاف لولدين ، ومحاباة لولدين فهو توزيع باطل ، والشيء الباطل لا يستمر ، ولا يستقر.
الباطل الشيء الذي يزول ، لأن فيه خللاً ، لأن فيه ضعفاً ، لأن فيه تناقضاً ، لأن فيه ظلماً ، لأن فيه نظرة من جانب واحد ، الباطل هو الشيء الذي يزول ، فالحق هو الشيء الثابت على مرّ العصور والدهور ، على اختلاف الأزمان والأوقات ، في كل الأمصار ، في كل الأصقاع ، في كل البيئات ، في كل الظروف ، عند كل الناس ، أسودهم ، وأبيضهم ، وأحمرهم ، وأصفرهم ، غنيهم ، وفقيرهم ، الحق حق ، الشيء الثابت الذي لا يتزحزح .
معاني الحق :
1 ـ الإنسان إما أن يتبع الحق أو يتبع الباطل :
من معاني الحق أنك إما أن تكون متبعاً للحق ، وهو الشيء الثابت ، وإما أن تكون متبعاً للباطل ، وهو الشيء الزائل ، ثابت لأنه بني على قواعد صحيحة ، ثابت لأنه بني على العدل ، ثابت لأنه بني على المنطق ، ثابت لأنه استند إلى حقيقة ، وهذا باطل ، لأنه بني على خرافة ، أو على كذب ، أو على تزوير ، أو على ظلم ، أو على بغي ، فالشيء الباطل هو الشيء الزائل لخلل فيه ، والشيء الحق هو الشيء الثابت ، لأنه يستند إلى حقيقة ، إلى واقع ، إلى منطق ، إلى حجة ، إلى دعم من الله رب العالمين ، هذا المعنى الأول .
أما أن يحيا الإنسان حياة يُعدّ نفسه للعمل ، ما إن يتسلم عمله حتى يموت بعد سنوات ، هذا الشيء لا يتناسب مع عظمة الكون ، لا بدّ من حياة أخرى ينصف فيها الإنسان ، يؤخذ على يد الباغي ، وينصر فيها المظلوم ، لا بدّ من حياة تتحقق فيها معنى العدالة ، إذاً :
2 ـ الله تعالى منزَّه عن العبث :
المعنى الثاني مستنبط من الآية الثانية وهي :
﴿
العبث هو العمل الذي لا يتوخى منه صاحبه هدفاً ، من تعاريف اللعب : هو عمل آني ، ليس له هدف ، هدفه تمضية الوقت ، فالله سبحانه وتعالى جلّ عن أن يعبث :
﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) ﴾
هكذا ، من دون حساب ، من دون مسؤولية ، من دون تدقيق ، إذاً :
3 ـ الحق هو الحكمة الثابتة :
شيء آخر ، جاء في بعض التفاسير أنه بالحق أي بالحكمة الثابتة ، أي هناك حكمة ما بعدها حكمة ، هناك حكمة من خلق السماوات والأرض ، حكمة ثابتة لا تقبل التغير ، قد ترتئي أنت ، وأنت الإنسان الضعيف أن هذا العمل هو أحكم ما يكون ، بعد أن تكبر ترى أن هذا العمل أخرق ، وأن الحكمة عكس ذلك ، لكن خلق السماوات والأرض كان بالحق ، بمعنى أن هناك حكمة ثابتة من خلق السماوات والأرض ، ما هي هذه الحكمة ؟ قالوا : هي الاستدلال بالسماوات والأرض على صانعها ، أي على خالقها ، آيات تدل على الخالق ، السماوات والأرض بدءًا من الذرة ، وانتهاء بالمجرة ، السماوات وما فيها ، والأرض وما فيها ، وما بين السماوات والأرض ، كل الكون مخلوق ليجسد أسماء الله الحسنى.
إذاً : الهدف الأول أن تعرفه من خلال الكون ، ما هي الحكمة الثابتة التي خلق الكون من أجلها ؟ أن يكون هذا الكون دليلاً على الواحد القهار ، دليلاً على الله الأحد الفرد الصمد ، أن يكون هذا الكون دليلاً للإنسان على خالقه ، هذه هي الحكمة الثابتة .
لماذا جعله الله دليلاً على ذاته ؟ لأنك إذا عرفت ذاته عبدته ، وإذا عبدته سعدت بقربه إلى الأبد ، وهذا هو الهدف من خلق السماوات والأرض .
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ﴾
شيء مهم جداً أن تعرف لماذا خلق الله السماوات والأرض ؟ أي ما من شيء يعلو على هذا الهدف ، لماذا أنت على وجه الأرض ؟ من أنت ؟ أين كنت ؟ وإلى أين المصير ؟ لماذا السماء وما فيها من مجرات ؟ لماذا الشمس والقمر ؟ لماذا الأرض ؟ لماذا الجبال ؟ لماذا هذا التنويع الهائل في المخلوقات ؟ لماذا ؟ لماذا هذا الجمال في الأرض ؟ جمال الأزهار ، الأطيار ، الأسماك ، البحار ، الجبال ، لماذا ؟ لماذا تنويع الغذاء ؟ لماذا الحياة والموت ؟ أسئلة كبيرة ،
الكون كله تعريف بالله :
إذاً الحكمة الثابتة أن نستدل على الله بالسماوات والأرض ، وماذا يعني أن نستدل على الله بالسماوات والأرض ؟ إذا عرفته عبدته ، أي قادتك هذه المعرفة إلى تطبيق أوامره ونواهيه ، وهذا هو الإسلام .
﴿
أي أن تنقاد في كل أقوالك ، وأفعالك ، وتصرفاتك ، ومواقفك إلى أمر الله سبحانه وتعالى ، هذه هي حقيقة العبادة ، إذاً:
هذا الهدف النبيل ، هذا الهدف العظيم وهو أن يكون الكون أداة لتعريفك بالله ، وتعريفك بالله طريق إلى عبادته ، وعبادته طريق إلى سعادتك الأبدية ، هذا الهدف النبيل لا يتناسب مع الفساد في الأرض ، لا يتناسب مع الانغماس في الشهوات ، وترك معرفة رب الأرباب ، لا يتناسب هذا الهدف النبيل مع الركون إلى الدنيا ، والاستمتاع بها ، لا يتناسب مع إشاعة الفساد في الأرض ، لذلك لا بدّ من أن يرسل الله سبحانه وتعالى رسلاً مبشرين ومنذرين ليحذروا الناس من مغبة غفلتهم ، وسقوطهم في وحول الشهوات ، إذاً إرسال المرسلين بالحق ، انسجاماً مع الحق الذي خلق الله الكون من أجله ، هذا الحق أي هذا الهدف العظيم هو الذي يدعو إلى إرسال الأنبياء والمرسلين ، وهو الذي يدعو أيضاً إلى إهلاك الفجرة الفاسقين .
إذاً خلق السماوات والأرض بالحق ، وإنزال الكتب بالحق ، وإرسال الرسل بالحق ، وإهلاك الأقوام الطاغية بالحق .
الساعة آتية لا ريب فيها وهذا ما يؤكد أن خلق السماوات والأرض بالحق :
إن الذي يكمل خلق السماوات والأرض أن الساعة آتية لا ريب فيها ، لو لم تكن هناك ساعة آتية لتعطلت بعض أسماء الله الحسنى ، وهو أن الله حق ، وقد يكون في الأرض الباطل ، وقد يكون في الأرض البغي والعدوان ، لو لم يكن هناك ساعة آتية لتعطلت أسماء الله ، أو بعض أسماء الله سبحانه وتعالى ، فالذي يؤكد أن خلق السماوات والأرض بالحق هو أن الساعة آتية ، هذه الساعة يفصل الله بها بين الخلائق ، يعطي كل إنسان جزاء عمله ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، وإن الساعة آتية ، وكل متوقع آت ، وكل آت قريب .
ما هي إلا فترة لا نحس بمرورها إلا وجاء العام التالي ، والعام الذي يليه ، ثم يأتي الموت ، ويُنسى هذا الإنسان ، ويلقى عمله ، ويُحاسب عليه .
الحق لا يتحقق إلا يوم الدين :
﴿
بدأ الخلق فجسد بهذا الخلق أسماءه الحسنى ، وأعاد الخلق فحقق اسم الحق ، لأن الحق لا يتحقق إلا يوم الدين .
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) ﴾
يوم يدين فيه الرجل والعبد لله عز وجل ، يخضع له خضوع الرجل أمام القاضي ، لمَ فعلت كذا ؟ لمَ لمْ تفعل ؟ لمَ قلت كذا ؟ لمَ لمْ تقل ؟ لماذا أعطيت ؟ لماذا منعت ؟ لماذا قدمت ؟ لماذا أخرت ؟ ماذا فعلت ؟ ماذا عملت بكتابي ؟ هل طبقته ؟ لمَ لمْ تطبقه ؟ وهكذا .
الفرق بين العفو والصفح :
العلماء قالوا : هناك فرق بين العفو وبين الصفح ، فالعفو أن تتجاوز هذا الذنب فلا تُعاقِبُ عليه ، لكن الصفح أن تنساه كلياً ، أن تعفو عن صاحبه ، وألا تعاتبه عليه إطلاقاً ، فربنا عزّ وجل أمر النبي عليه الصلاة والسلام قائلاً له :
الصفح الجميل أي أن تعرض عن صفحة ذنبه ، هذه صفحة ذنبه تطويها ، وانتهى الأمر ، هذا هو الصفح ، أو أن تفتح له صفحة جديدة في التعامل معك ، إما أن تطوي صفحة ذنبه وإما أن تفتح له صفحة جديدة ، والصفح هو العفو مع ترك التثريب ، ترك الملامة ، ترك الذكر ، ترك الامتنان . النبي عليه الصلاة والسلام يأمره الواحد الديّان أن يصفح الصفح الجميل ، اصفح ، أي كأن الله عز وجل يقول : ما دام الله بصيراً بحالهم ، وسيحاسبهم عن أعمالهم ، لأن الساعة آتية ، إذاً فاصفح عنهم الصفح الجميل ، أي هذا الذي أساء إليك لابدّ من أن يوقف يوم القيامة ليحاسب على إساءته ، ولابدّ من أن يندم على فعلته ، ولابدّ من أن يلقى جزاءه ، ولابدّ من أن يذوب ندماً على فعلته إذاً أنت فاصفح عنهم .
إذا ارتكب رجل مخالفة ، وكُتِب فيه ضبط ، وأحُيل إلى القضاء ، لماذا أنت مهموم ؟ لابدّ من قاض حَكَمٍ فصلٍ يحكم في هذه القضية ، لذلك قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
حُـــــــــــرٌّ وَمَذهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذهَبي ما كُنتُ بِالغاوي وَلا المُتَعَصِّـبِ
يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقــــرَبِ
لـــــــي أَن أَرُدَّ مَساءَةً بِمَســـــاءَةٍ لَو أَنَّني أَرضى بِبَرقٍ خُـــــــــلَّبِ
حَسبُ المُسيءِ شُعورُهُ وَمَقالــُهُ في سِرِّهِ يا لَيتَني لَم أُذنـــــــــــِبِ
***
﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ
بصير بحالهم ، سيحاسبهم على أعمالهم ، أنت اصفح عنهم الصفح الجميل .
علة خلق السماوات والأرض هي أن تعرف الله سبحانه وتعالى :
﴿
أي العلم هو علة خلق السماوات والأرض ، خلق الله السماوات والأرض لتعلم أن الله على كل شيء قدير :
﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ
آيات كثيرة تؤكد أن علة خلق السماوات والأرض أن تعرف الله سبحانه وتعالى ، لذلك لو رأيت حاجة من حاجات الدنيا ولو أنك لم تقتنِها .
لذلك لو رأيت حاجة من حاجات الدنيا ، لو أنك لم تقتنها ، لو أنك ما ذقت العسل في حياتك ، لكنك قرأت عنه ، وعن فوائده ، وعن نظام النحل ، وعن هذا النظام المعجز في خلق هذه الحشرة ، وخشع قلبك ، وانهمرت دمعات من عينيك لقد حققت الهدف من خلق هذه النحلة ، وهو أنك عرفت الله من خلالها ، مع أنك لم تذق طعم العسل ، أن تذوق طعم العسل شيء ثانوي بالنسبة لمعرفة الله من خلال الكون ، لأنك إذا عرفته فسوف تدخل الجنة ، وفي الجنة أنهار من عسل مصفى – ليس كيلو واحداً - أنهار من عسل ، من لبن ، إذاً النحلة من أجل أن تعرفه ، وهذه الوردة من أجل أن تسبحه ، وهذا البحر من أجل أن تمجده ، وهذه الجبال من أجل أن توحده .
إذا عرفت أن الكون خُلق من أجل أن يكون وسيلة إيضاح ، وأداة تعريف ، فقد حققت الهدف من خلقك ، فإذا استمتعت بالدنيا ، وملكت الأموال الطائلة ، وانغمست في نعيمها ، وفي شهواتها ، وفي زينتها ، وفي بهرجها ، ولم تعرف الله سبحانه وتعالى ، فكأنك عطلت علة خلق السماوات والأرض ، عطلت هذه العلة .
هذا الذي يشتري كتاباً ، ويجلده ، ويكتب عليه اسمه ، ويوقع تحت الاسم ، ولا يقرأ فيه ، ماذا فعل ؟ عطل الهدف من تأليف الكتاب ، الكتاب حينما أُلِّف من أجل أن تقرأه ، أنت افتخرت باقتنائه ، وضعته في مكان في مكتبتك ، طبعت عليه اسمك بماء الذهب ، كتبته ، وقّعت عليه ولم تقرأه ، أنت إذاً عطلت الهدف من تأليفه .
الله تعالى قادر أن يخلق الإنسان ثانيةً ليقف بين يديه ويحاسب عن أعماله كلها:
﴿ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) ﴾
الأحمق من انهمك بهموم الحياة ونسي الموت ولم يعدّ له :
الحقيقة عندما ينهمك الإنسان في هموم الدنيا ، ويغيب عن هذه الحقائق يكون قد ضيع كثيراً ، وفي الحديث عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من كانت الدُّنيا همَّه فرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عينَيْه ، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له ، ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه ، جمع اللهُ له أمرَه ، وجعل غناه في قلبِه ، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ . ))
خلقت لك ما في السماوات والأرض ، ولم أعي بخلقهن ، أفيعييني رغيف خبز أسوقه إليك كل حين ؟ لي عليك فريضة ، ولك علي رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزق ، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي ، أي إذا غاب الإنسان عن هذا الهدف النبيل ، لماذا أنا على هذه الدنيا ؟ الناس في غفلة ، الناس نيام ، إذا ماتوا انتبهوا ، نذهب إلى أعمالنا ، ونعود إلى البيت ، نأكل ، وننام ، نستيقظ على بعض المعاصي ، نلهو ، نسهر ، نسمر ، ننام متأخرين ، نستيقظ بلا صلاة ، نذهب إلى أعمالنا إلى أن يأتي الموت فجأة ، فتكتب النعوة على الجدران ، ويدفن هذا الإنسان في التراب ، ولا يدري ماذا حلّ به بعد الموت ، إلى أين ذهب ؟ كيف سيحاسب ؟ متى يلغى وجوده ؟ لا يلغى وجوده أبداً .
﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) ﴾
كيف يستسيغ الإنسان حياة قصيرة مليئة بالمتاعب ، ويضيع من أجلها حياة أبدية وعدنا الله بها ؟ قول وجدته لبعض الصحابة رضوان الله عليهم يتعلق بالموت ، قال هذا الصحابي :
هل بقي أحد من الأولين ؟ هل بقي نبي ؟ النبي يموت ، العظيم يموت ، الغني يموت ، الصحيح يموت ، المريض يموت،
أواخر السورة ملخص لها :
أيها الإخوة الأكارم ، الملاحظ أن أواخر السور فيها آيات كأنها ملخص السورة كلها ، فنهاية سورة الحجر :
أتمنى على الإخوة الأكارم التأمل في هذه الآيات في هذا الأسبوع ،
(( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ . ))
والحمد لله رب العالمين