- محاضرات خارجية / ٠01دروس صباحية - جامع التقوى
- /
- دروس صباحية جامع التقوى - الجزء أول
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
إلزام الله عز وجل نفسه العلية بهداية الخلق :
أيها الأخوة الأكارم ؛ يقول الله جل جلاله :
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
أول ملمح بالآية أن لفظ الجلالة إذا اقترن بكلمة على ، معنى ذلك أن الله جل جلاله ألزم ذاته العلية بهداية خلقه .
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
فكلمة على مع لفظ الجلالة تعني أن الله ألزم ذاته العلية بما يلي ، لذلك حينما قال الله عز وجل :
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
معنى ذلك إنسان مقيم بألاسكا ، نظر مرة إلى غروب الشمس ، فتساءل : هل من إله لهذا الكون ؟ بحث ، طلب ، تساءل ، يمكن أن يفتح الصحيفة اليومية يجد فرصة عمل في واشنطن يسافر ، ويقدم طلباً ، ويقبل ، الشركة التي قُبِل بها ربما فرزته إلى الخليج ، سافر إلى مكان عمله ، سكن في بيت إلى جانبه جار مؤمن ، صار بينهما زيارة ، لقاء ، حديث ، تمّ الهدى على يد هذا الجار ، كان بألاسكا تساءل .
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
لا تقلق ، مرة التقيت مع ممثل شركة هولندية ، أردت أن أحدثه عن الله قليلاً قال لي : قف ، هذه الموضوعات لا تعنيني ، ولا أهتم لها ، ولا ألقي لها بالاً ، أنا لا يعنيني إلا امرأة جميلة ، وسيارة فارهة ، وبيت واسع ، بحياتي ما تذوقت قوله تعالى :
﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ ﴾
لو أسمعهم وليس فيهم خير :
﴿ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾
لا تقلق ، الكلمة الدقيقة الدقيقة الدقيقة : لا تقلق على ما يجري ، ولكن اقلق إذا ما سمح الله لك أو لم يسمح أن تكون جندياً للحق ، الهداية بيد الله عز وجل .
﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾
فلا تقلق على هذا الدين إنه دين الله ، ولكن اقلق ما إذا سمح الله لك أو لم يسمح أن تكون جندياً له ، على هذا اقلق .
ردّ الله عز وجل على كيد الكافرين بكلمة مشابهة لموقفهم :
النقطة الدقيقة الدقيقة :
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ﴾
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾
الله عز وجل ليس بالكائد ، ليس من أسمائه الكائد .
ويمكرون ، ويمكر الله ، وليس من أسمائه الماكر ، ما معنى الآية ؟
﴿ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
هذه بالبلاغة سميت مشاكلة ، معنى المشاكلة ، نقول له : أنطبخ لك طعاماً ؟ يقول : لا اطبخوا لي جبة وقميصاً ، هو بحاجة إلى جبة وقميص ، وليس بحاجة إلى الطعام ، فقالوا : أنطبخ ؟ فشاكل كلامهم بكلمة مشابهة ، قال : اطبخوا لي جبة وقميصاً ، هذه المشاكلة باللغة .
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
فالله عز وجل ليس كائداً ، وليس ماكراً ، ولكن ردّ على مكرهم بتدبير إلهي حكيم سمّي مكراً مشاكلة ، والله لا يكيد ، لأنه ليس بكائد ، ولكن ردّ على كيديهم بكلمة مشابهة لموقفهم :
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾
لذلك : إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا ربي ماذا فقد من من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟
معية الله خاصة و عامة :
لذلك :
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾
أي معية الله عز وجل دقيقة جداً ، هناك معية عامة ، ومعية خاصة .
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾
هذه معية عامة ، هو مع الكافر ، مع الملحد ، معه بعلمه ، فالإنسان إذا تكلم فالله سميع ، وإذا تحرك فالله بصير ، وإذا أضمر شيئاً فالله عليم ، تتكلم سميع ، تتحرك بصير ، تظهر فهو عليم .
﴿ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾
علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم ما سيكون ، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، علم ما كان الذي وقع ، وعلم ما سيكون المستقبل ، وحده يعلم الغيب ، لا يعلم الغيب إلا الله ، وأي إنسان يدّعي زوراً وكذباً أنه يعلم الغيب ، قل له صراحة : كذبت ، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ، أما الأحاديث الشريفة التي ذكر بها النبي عليه الصلاة والسلام أشراط الساعة فهذه الأحاديث من إعلام الله له ، لا من علمه ، من إعلام الله له .
تعاون الأعداء و تخطيطهم للقضاء على الإسلام :
إذاً النقطة الدقيقة :
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ﴾
تصور إنساناً يخطط لقلب نظام حكم ، والأوراق معه ، وعيّن هذا وزير دفاع ، وهذا وزير مالية ، وهذا وزير اقتصاد ، كل الوثائق يوجد منها نسخة ثانية عند الله .
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
دقق ، جبل متواضع جداً جداً جداً قاسيون مثلاً لو أن أهل الأرض بكل ما يتمنون من علم ، وقدرة ، وآلات ، وجهود ، وخبرات ، هل بإمكانهم أن ينقلوا جبلاً كجبل قاسيون من دمشق إلى درعا ؟ فوق طاقة البشر ، الله شبه مكرهم وكيدهم بأنه تزول منه الجبال .
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
شيء مخيف ، يخططون و يخططون ، وتجد العالم الإسلامي يمللك نصف ثروات الأرض ، وهناك عوامل واحدة بين أطيافه ، لا تملكها أمة ، آلام ، وآمال ، وتاريخ واحد ، ولغة مشتركة ، ودين مشترك ، وإله واحد ، ونبي واحد ، وقرآن واحد ، ومع ذلك بأسهم بينهم ، أعداء الأمة بينهم قواسم مشتركة لا تزيد عن خمسة بالمئة و يتعاونون .
كنت بإسبانيا ، وبعدها فرنسا ، وبعدها ألمانيا ، وبعدها إيطاليا ، كأنك تنتقل من عمان إلى إربد فقط ، لا يوجد هوية ، ولا جواز ، بلد واحد ، بينهم خمسة بالمئة قواسم مشتركة ويتعاونون تعاوناً مذهلاً ، ونحن أمة عربية بيننا تسعون بالمئة قواسم مشتركة ، تسعون بالمئة وبأسنا بيننا و الدماء تسيل ، هذه وصمة عار بحق الأمة .
لذلك أقول لكم هذه الكلمة : إذا رمزنا للحق بالشمس وللباطل بالظلام الدامس ، اسمعوا هذه العبارة ، الذي يعمل في الظلام الدامس ينتصر على النائم في ضوء الشمس ، إذا رمزنا للحق بالشمس ، وللباطل بالظلام الذي يعمل في الظلام ينتصر على النائم في ضوء الشمس ، لذلك أمة واحدة ، دين واحد ، أهداف واحدة ، آلام واحدة ، آمال واحدة ، لغة واحدة ، وقل واحدة ، واحدة لمئة سنة ، وبأسنا بيننا ، والدماء تسيل .
الطاعة مع الصبر ليس بعدها إلا النّصر :
لذلك أنا أقول : طرح أي قضية خلافية الآن تعد جريمة بحق الأمة ، كن مع المجموع ، كن مع القواسم المشتركة ، هذا الذي أتمنى أن يكون ، إذاً :
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
أقسم لكم بالله : آية فيها كلمتان ، حل مشكلاتنا كأمة بها ، كأمة :
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾
ألغي كيدهم كله .
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا ﴾
لذلك القانون : المعصية مع الصبر ماذا بعدها ؟ ليس بعدها إلا القبر ، الطاعة مع الصبر بعدها النصر .
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾
والله أساساً رحمة بنا ما كلفنا أن نعد القوة المكافئة ، قال :
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾
القوة المتاحة فقط ، وعلى الله الباقي ، مهما يكن ميزان القوى غير متوازن ، أقمار صناعية ، أي شيء يتحرك في الأرض مرصود في السماء ، قرأت مقالة بمجلة ألمانية مترجمة ، أقسم بالله شيء لا يصدق ، الكرة الأرضية كما هي بالقمر الصناعي ، حيث يوجد مربع صغير ، جاء هذا المربع على شمال أمريكا تكبرت ، هذا المربع الصغير كبّر ، هناك مربع ثان كبّر ظهرت فلوريدا ، هذا المربع كبّر ظهرت مدينة ساحلية بفلوريدا ، هذا المربع كبّر أصبحنا بمكان إلى جانب ميناء بفلوريدا ، هذا المربع كبّر الصورة التي تليه شاهدنا إنساناً مضطجعاً على بساط ، إلى جانبه صحن فيه ثلاث تفاحات ، وساعته بيده ، و يمسك كتاباً ، ويمكن أن تقرأ عنوان الكتاب ، هذه من القمر ، الغرب يملك الآن أدوات العقل لا يصدقها ، كل شيء يقع في الأرض مصور ، أي جهة تريد أن تكيد له يظهر الصور ، شيء لا يصدق ، هذه مجلة ألمانية ، والمقال مطول ، كله صور ، أنا قرأت عنوان الكتاب الذي يمسك به هذا المضطجع ، إلى جانب ميناء ، وإلى جانبه صحن فيه ثلاث تفاحات ، من القمر .
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾
الملخص : الطاعة مع الصبر ما بعدها إلا النصر ، والمعصية مع الصبر ما بعدها إلا القبر ، فالأمر بيدنا ، والكرة بملعبنا .
من طبق سنة النبي الكريم فهو في مأمن من عذاب الله :
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
ما دامت سنتك يا محمد قائمة فيهم هم في مأمن من عذاب الله ، والأمر بيد الله .
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ ﴾
الأمر هذه أل الجنس ، أي أمر بالكون ، أل الجنس .
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
أل الجنس الإنسان ، يوجد أل تعريف ، هناك بحث طويل في ثمان و أربعين حالة لهذه الأل ، إحدى هذه الحالات أل الجنس ، أي جنس البشر .
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
فلذلك :
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ ﴾
الأمر العام ، والأمر الخاص ، والأمر الإقليمي ، والأمر العربي ، والأمر الإسلامي ، والأمر الدولي ، والأمر الشخصي ، أمر الصحة ، أمر الرزق .
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾
تسخير الكون للإنسان تسخير تعريف و تكريم :
الآن قال لك :
﴿ فَاعْبُدْهُ ﴾
متى أمرك أن تعبده ؟ بعد أن طمأنك .
﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
فأنت إذا عبدته وتوكلت عليه حققت الهدف من وجودك ، لذلك قال تعالى :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾
لأن الكون سخر لنا تسخير تعريف وتكريم ، موقف الإنسان من تسخير التعريف أن يؤمن ، وموقف الإنسان من تسخير التكريم أن يشكر ، فإذا آمن وشكر حقق الهدف من وجوده، وإذا حقق الهدف من وجوده تتوقف كل المعالجات الإلهية ، هذا كلام خالق الأكوان ، هذه الكلام زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، لا تقلق ، لا تقلق على المستقبل ، الأمر بيد الله عز وجل ، لو أن الله أسلمك إلى غيره ، أي جعل مصيرك بيد إنسان طاغية ، لا يستحق أن تعبده ، لأنه قال لك :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾
أنت ببيتك علاقتك بزوجتك ، علاقتك ببناتك ، بأولادك ، علاقتك بالوظيفة ، بالمدير العام بيد الله كله ، لذلك كن لي كما أريد أكن لك كما تريد ، كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك، لا تقل ولا كلمة ، تأتي الأمور كما تتمنى ، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد .
(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلي صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلى بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))