أحاديث رمضان 1444هـ - مقتطفات رمضانية : 18 - الإرادة والعزيمة
- أحاديث رمضان
- /
- ٠23مقتطفات رمضانية 1444 هـ
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الإرادة والعزيمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحقيقة ربنا وإلهنا في كتابه الكريم ضرب الأمثال، وقد يكون المثل أفضل طريقة للتعبير عن الفكرة، إنسان راكب دراجة، والطريق مستوٍّ ومستقيم، وصل إلى مكان متفرع إلى طريقين، طريق هابط، وطريق صاعد، وأنت راكب دراجة، والطريق الهابط للدراجة شيء مريح جداً، الطريق الهابط ألطف طريق للراكب دراجة، ما عليه جهد إطلاقاً، والصاعد متعب جداً، نضيف الصاعد فيه غبار وأكمات وأحجار، والحر شديد، والعرق شديد، والهابط معبد، فيه ورود، وأزهار، ورياحين، طبعاً فطرته جسمه يختار الهابط، يوجد لوحة على طرف الطريق الهابط، هذا الطريق الهابط ينتهي بحفرةٍ مالها من قرار، فيها وحوشٌ كاسر، وجائعة، واللوحة الثانية ينتهي هذا الطريق الصاعد بقصرٍ هو لمن وصل إليه، هذه اللوحة الأولى والثانية قد تغير الاختيار، فإذا كان مع اللوحة منظار رأيت معالم الحفرة، ووحوشها الكاسرة، ومعالم القصر وما فيه، ألا تتخذ قراراً آخر؟ هذه الإرادة، الإرادة تكون بالمعطيات، بالمعلومات، من دون معلومات يختار الأسهل، والأقرب إلى جسمه، وإلى طبيعته، وإلى راحته، لذلك الأعمال العظيمة تسبقها رؤية خاصة، فكلما تعمقنا في هذه الرؤية الخاصة أن أرى مصير من سلك هذا الطريق، وأن أرى نهاية من بلغ هذا الطريق، هنا تقوى الإرادة، فالإرادة تكون بعد المعلومات الدقيقة، بعد الإدراك، بعد الفهم.