الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
من مصادر المعرفة في العقيدة الإسلامية التفريق بين عالم الشهادة وعالم الغيب:
أيها الإخوة المؤمنون؛ الموضوع الثاني من مواضيع العقيدة أن العالمَ غيبي ومشهود، العالم الذي خلقه الله عز وجل يُقسَم إلى قسمين،
عالم غيبي وعالم مشهود، فكل شيء يقع تحت حواسنا فهو عالم مشهود، فالمرئيات عالم مشهود، المسموعات عالم مشهود، المشمومات عالم مشهود، كل شيء يقع تحت حواسنا الخمسة أو تُدركه حواسنا فهو عالم مشهود.
لكن هناك عالماً لا تدركه حواسنا ولكننا نستطيع أن نتبيّن أثره، مثلاً الكهرباء لا نستـطيع أن نـراها بـالعين، ولكن حركة هذه المروحة أثر من آثار الكهرباء، حرارة المدفأة الكهربائية أثر من آثار الكهرباء، صوت المذياع أثر من آثار الكهرباء، فالكهرباء تبدو على شكل صوت، أو على شكل حرارة، أو على شكل تبريد، أو على شكل حركة، فنقول: إن الكهرباء لا تستطيع حواسنا أن تدركها لكننا نُدرك آثارها، وما دمنا قد أدركنا آثارها فإننا نحكم بوجودها.
إذاً هناك أشياء موجودة لا تستطيع حواسنا إدراكها لكن آثارها دالة عليها، هذا عالم آخر؛ غابت عنا ماهيتها، وظهرت لنا آثارها، فنحن نحكمُ بوجودها.
الاستشهاد بأمثلة على آثار علم الغيب:
مثل آخر أوضح من ذلك؛ قطعتان من الحديد بقياس واحد، وحجم واحد، ووزن واحد، ولون واحد، وتشكيل واحد، هذه العين لن تستطيع التفريق بينهما، إحداهما مشحونة بقوة مغناطيسية والثانية غير مشحونة،
إذا قربنا قطعة معدن صغيرة من القطعة المشحونة تجذبها، إذاً نحكم بوجود قوة في القطعة الثانية نحن بحواسنا الخمسة لا نستطيع أن ندرك هذه القوة، ولكن بجذب المعدن الصغير لها, نستنتج أن في هذه القطعة قوة قطعية الثبوت ولكننا لا نستطيع بحواسنا الخمسة أن ندركها، إذاً العالَم عالَم مشهود، وعالَم غيبي، ووجود العالم الغيبي ليس أقل من وجود العالم المشهود، بل ربما كان العام الغيبي أكثر وجوداً من العالم المشهود، فالحيوانات تتعامل مع العالم المشهود، لكن الإنسان بما أُوتي من فكر يستطيع أن يتعامل مع العالم الغيبي، لذلك قال ربنا عز وجل:
﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)﴾
أي الشيء الذي غاب عنهم يؤمنون به إيماناً يقينياً، وأنت إذا رأيت غديراً، الماء يدل على الغدير، والأقدام تدل على المسير، أفسماءٌ ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدُلّانِ على الحكيم الخبير؟!
الإيمان بالله من دلائل آثار علم الغيب:
إذاً عندنا علم اسمه علم يقيني وهو علم استدلالي أنت من أثر الشيء تستنتج وجود الشيء، أي أقول لكم: إنك إذا رأيت مروحة تدور يقينك بوجود الكهرباء فيها بالمئة كم؟ مئة بالمئة، يقين قطعي مع أنك لم ترَها، فإذا كانت الكهرباء تحكم بوجودها قطعاً ومع أنك لم ترَها، وإذا كانت القوة مغناطيسية تحكم بوجودها قطعاً مع أنك لم ترها، وإذا كانت الروح، الروح أقرب شيء لنا من العالم الغيبي هو الروح.
الآن إذا نظرت إلى ميت، وزنه ثلاثة وسبعون كيلو غرام وثمانون غراماً مثلاً، لو أن روحه خرجت منه لا يقل وزنه ولا غرام، كان يرى بعينه، كان يسمع بأذنه، كان يتحرك، كان يفكر، كان يُحاكم، كان ينطق، كان يفرح، كان يغضب، كان إنساناً تُحادثه، تجلس إليه، تؤنسه، يؤنسك، تسأله، يجيبك، يبثك همه، حزنه، فرحه، ألمه، فإذا هو جثة هامدة، لا يتحرك، لا يتكلم، لا يفكر، لا يقنع، لا يغضب، لا يرضى، لا يتألم، لا يحزن، لا يفرح، لا يهضم أمعاءه تقف، قلبه يقف، ما الذي فقده؟ هو الروح، من منا يستطيع أن يُنكِر وجود الروح؟ إذا أنكرنا وجود الروح أنكرنا وجودنا، ومع أن الروح موجودة بالبداهة في يقين كل منا لا نستطيع أن نلمسها بيدنا، ولا أن نراها، ولا أن نسمع صوتها، ولا أن نَشُمّ ريحها، لا صوت لها، ولا رائحة لها، ولا شكل لها، ومع ذلك هي موجودة.
إذاً العالم الغيبي موجود، عالم الغيب الذي لا تراه عينك موجود وجوداً صارخاً، أوله الروح، إذاً العالم عالم مشهود ندركه بحواسنا الخمسة، وعالم غيبي ندركه بعقولنا، إذاً الإيمان بالله هو إيمان تحقيقي، أي أنت تستطيع أن تصل إلى درجة من الإيمان اليقيني بالله عز وجل:
(( عن عَامِرٍ أَوْ أَبِي عَامِرٍ أَوْ أَبِي مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فِي غَيْرِ صُورَتِهِ يَحْسِبُهُ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِسْلامُ؟ فَقَالَ: أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ وَأَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: مَا الإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَهُوَ يَرَاكَ، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ. ))
لشدة يقينك بوجوده كأنك تراه، ((فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَهُوَ يَرَاكَ)) هذا الذي ينبغي أن نعرفه جميعاً، أن الإيمان بالغيب لا يعني أن تؤمن بشيء احتمالُ وجوده قليلٌ، هذا من ترهات الشياطين، يقول لك: فلان غيبي، يؤمن بالغيبيات، الملحدون الماديون الفُجّار إذا أرادوا أن ينتقصوا من إنسان مؤمن قالوا: غيبي، يؤمن بالغيبيات، مع أن الإيمان بالغيب هو إيمان بوجود الإنسان، ديكارت قال كلمة، قال: أنا أفكر فأنا موجود، استنتج حقيقة وجوده من تفكيره، فالإيمان بالغيبيات إيمان قوي، وإيمان متين، وإيمان صارخ.
هذا الذي أحبّ أن أقوله بادئ ذي بدء.
من ارتقى إيمانه يرى الله في كل شيء:
عندنا شيء ثالث، إذا كانت الروح يستحيل علينا إدراك كُنهها، ويستحيل علينا إدراك كنه الكهرباء، ويستحيل علينا إدراك كُنْه القوة المغناطيسية، مع أننا جميعاً نوقن بوجودها، ونحكم بوجودها، فما قولك بوجود الله سبحانه وتعالى؟ أي هذا الكون كله دال عليه، أين الله؟ في كل شيء.
وفي كل شيء له آيةٌ تدلُّ على أنه واحد
والله يا إخوان إذا الإنسان ارتقى إيمانه أي يرى الله في كل شيء، في كأس الماء، في الطفل الصغير، في العصفور، في الفاكهة، في حبة العنب، في جسمه، في سمعه، في بصره، في الشمس، في القمر، في النجوم، في السماوات، في الرياح، في الأمطار، في البحار، في الجبال، في الصحارى، في السهول، في كل شيء، حيثما وقعت عينه على شيء يرى الله مِن خلاله، من صممّهُ؟ من كوّنهُ؟ من خلقهُ؟ من برأه؟ من فطره؟ من..
أحياناً الإنسان يتعامى عن حقائق، ربنا عز وجل خلق بالأرض معدن الرصاص، من منا يفكر بقيمة هذا المعدن؟ الآن إذا أردنا تثبيت حديد بحجر ما الطريقة؟ تصور أنه لا يوجد عندنا رصاص، عندنا سور حجر يحتاج فوقه إلى سور حديد، كيفية طريقة تثبيت هذا الحديد بهذا الحجر، الرصاص يذوب بدرجة مئة، أي على موقد غاز عادي ضع رصاصاً بحوجلة حديدية تجده صار ماء، يُصب الرصاص في حفرة يوضع فيها وتد المعدن، بعد أن يبرد هذا المعدن من رابع المستحيلات، أنا مرة نظرت إلى حديقة، أُلغيت حديقة فجاؤوا بمناشير حديدية وقطعوا جذور السور الحديدي من الحجر، قلت: سبحان الله! قطع الحديد بالمنشار أهون عليهم من سحب هذا الجذر من مكانه في الحجر، ما السبب؟ لأن الرصاص إذا برد تمدد، حشوة الأسنان ترى المادة سوداء فيها رصاص، عندما يبرد يتمدد، الطبيب يحاول أن يعمل حفرات جانبية حتى الحشوة تدخل بمكانها تتمدد فتعلق، ربنا عز وجل معنى هذا كون كامل، نحن بحاجة إلى معدن سهل الذوبان، يتمدد عند التبريد، كان الرصاص، ما هذه الحكمة البالغة؟
قال لي مهندس من يومين: هل تصدق أن مُعَامِل تمدد الحديد يساوي تماماً مُعَامل تمدد الإسمنت، لو اختلفا لما بقي بناء قائماً في مكانه، التمدد للحديد يساوي تمدد الإسمنت مئة بالمئة، هذا الحديد من أعطاه هذه القوة؟ الحديد فيه قوة تماسك وفيه قوة دفع، قوة التماسك يُعَبر عنها بالمتانة، بقوى الشد، وقوة الدفع يُعبَر عنها بشيء آخر وهي القساوة، فالإسمنت يتحمل قوى الضغط لكن الحديد يتحمل قوى الشد، يقول لك: إسمنت مسلح، أي الحديد يتحمل قوى الشد والإسمنت يتحمل قوى الضغط، من أعطى هذه المواد هذا التماسك؟
الماء متماسك لكن تماسك شكله متغير، أما شكل الحديد ثابت، فالإنسان يجب أن يفكر، هذه الأشياء تحيط به وآيات إذا نظرت إلى كل شيء ترى الله من خلال كل شيء، فالإنسان المؤمن يرى ما لا يراه الآخرون، ويشعر بما لا يشعرون، هذه ميزة المؤمن عن غير المؤمن.
طريق الإيمان بالغيبيات هو الخبر الصادق:
الآن عندنا شيء اسمه: الإيمان بالملائكة، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالجنة، الإيمان بالنار، هذه أشياء من نوع ثالث، هذه أشياء وسيلةُ معرفتها الخبرُ الصادق فقط،
فالإيمان بالله عز وجل إيمان تحقيقي، لكن الإيمان بالملائكة إيمان تصديقي، تقول لي: أخي أين الملائكة لا أشاهدهم؟ أين آثار الملائكة؟ هذه ليس لها آثار، الله سبحانه وتعالى أخبرنا عنهم، إذاً الخبر الصادق وحده هو الدليل القاطع على وجود الملائكة والجنة والنار وما إلى ذلك من عوالم الغيب البعيدة عن إدراك الحواس، هناك أشياء نحسها بحواسنا عالم الشهادة، هناك أشياء نُحس آثارها بحواسنا، إذاً نستدل على وجودها بحواسنا كالروح، كالكهرباء، كالمغناطيس، والله سبحانه وتعالى ترى آثاره، وهناك أشياء لا نستطيع أن نرى آثارها بحواسنا، هذه الأشياء طريقة معرفتها الخبر الصادق فقط.
إذا آمنت بالله إيماناً صحيحاً، وأخبرك عن الجنة، أخبرك عن النار، أخبرك عن الملائكة، أخبرك عن الجن، أخبرك عن الشياطين، فهذا هو الطريق الوحيد لمعرفة هذه الأشياء المُغيّبة عنا بكنهها وبآثارها، هناك أشياء عينها موجودة، هناك أشياء آثارها موجودة، هناك أشياء لا عينها ولا آثارها بعيدة عنا، موجودة، إذاً هذه نعرفها بالخبر الصادق، فالوحي هو الطريق الوحيدة لتعريفنا بحقائق الأشياء الداخلة في عالم الغيب.
1- قسم مغيب يظهر عن طريق العلم واكتشافاته:
الآن عندنا أشياء؛ الإنسان لا يتفاجأ أيضاً عندنا بعالم الغيب قسمان؛ قسم استأثر الله بعلمه، وقسم ممكن أن ينتقل من عالَم الغيب إلى عالَم الشهادة، مَن منا يعرف وجه القمر الآخر؟ فلما وصلوا إلى سطح القمر، وهناك مرة هبطت المركبة على الوجه الآخر، والتقطوا صوراً له، فهذا المكان انتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، هناك أشياء كثيرة تنتقل بحسب الاكتشافات العلمية، حسب التقدم العلمي، من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، هذا لا يمنع أن نتفاجأ أحياناً بكشوفات كانت من قبل من عالم الغيب فأصبحت من عالم الشهود، قال الله تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)﴾
درسنا اليوم عالم الغيب والشهادة، وربنا عز وجل قال: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ وقال أيضاً:
﴿ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)﴾
قد يكون هناك أشياء بالنسبة إلينا من عالم الغيب، الجن من عالم الغيب، الله أخبرنا بوجودهم، أما الجن بالنسبة إلى بعضهم بعضاً من عالم الشهادة، أشياء إذا قيست بالنسبة للإنسان مِن عالم الغيب، إذا قيست بالنسبة إلى الجن من عالم الشهود، ممكن نقسم بحثنا إلى أن العالم عالم مشهود، وعالم غيبي، والعالَم الغيبي بعضه يمكن أن يصبح من عالم الشهود، وبعضه مما استأثر الله بعلمه، هو ما سيكون، ما هو كائن معروف، لكن ما سيكون هذا من العلم الذي لا يعلمه إلا الله قال تعالى:
﴿ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)﴾
2- قسم لا يعلمه إلا الله:
الغيب بمعنى ما سيكون هذا استأثر الله بعلمه فقط، قال الله عز وجل:
﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)﴾
وهو ممّا لا يعلمه إلا الله،
(( عن عبد الله بن مسعود قال: مَنْ أَتَى عَرَّافًا أو ساحراً أو كَاهِنًا فسأله فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ))
[ صحيح الترغيب :صحيح موقوف ]
كأنه حشر نفسه في مجال الله سبحانه وتعالى استأثر به، عالم الغيب بمعنى ما سيكون لا يعلمه إلا الله.
(( عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً. ))
ولا دعاء أربعين ليلة، إذاً عالم الغيب بعضه يمكن أن ينتقل إلى عالم الشهود، وبعضه الآخر مما استأثر الله بعلمه ولن يُطْلِع عليه أحداً إلا مَن اختارهم مِن بعض أنبيائه.
وفي درس قادم نتابع هذه الموضوعات إن شاء الله.
الملف مدقق