وضع داكن
26-04-2024
Logo
إتحاف المسلم - الدرس : 34 - النزاهة والعفة والأمانة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

استنبط عنوان الدرس من هذه الأحاديث :

 أيها الأخوة, عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:

(( كان على نفل النبي صلى الله عليه وسلم -النفل: الغنيمة, يعني: كان على غنائم رسول الله صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ يُقَال له: كِرْكِرَةُ -مثل: أمين مستودع, يعني: الغنائم التي جمعت في بعض الغزوات, وكل بها رجل اسمه: كركرة- فماتَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هو في النارِ, فَذَهَبُوا يَنْظُرونَ إليه، فَوَجَدُوا عَباءة قَد غَلَّهَا))

 يعني: أخذها خلسة, عباءة للغنائم .

 

[ورد في الأثر]

 الفصل اليوم: عن الغلول, في شيء: المسلمون غافلون عنه؛ صلى, وصام, هذه العبادات الشعائرية تسقط قيمتها, حينما تُتجاوز الحدود في العبادات التعاملية.
 فعباءة غلها, يعني: أخذها قبل أن تقسم الغنائم, أخذها خلسة, قال: هو في النار .
 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

 

((حدَّثني عمرُ, قال: لمَّا كان يومُ خيْبرَ, أَقْبلَ نفَرٌ من صحابةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، حتى مَرُّوا على رجُلٍ فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كلاَّ، إنِّي رأيتُهُ في النارِ في بُرْدَةٍ غَلَّها -أو عَباءةٍ- ثُمَّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا بْنَ الخطابِ، اذْهبْ فَنادِ في الناسِ: إنَّهُ لا يدخلُ الجَّنةَ إلا المؤمنون))

[أخرجه مسلم والترمذي عن عبد الله بن عباس]

 في بالحديث: إشارة دقيقة جداً, معنى ذلك: الذي يأخذ مالاً حراماً ليس مؤمناً, فهذا الذي غل عباءة: هو في النار؛ لأنه لا يدخلُ الجَّنةَ إلا المؤمنون.
 وكل إنسان يفرق بين العبادات الشعائرية, والعبادات التعاملية, فهو أدى الصلوات الشعائرية, والحج, والصوم, ولم يؤد العبادة التعاملية؛ الأمانة, والنزاهة, والعفة, والدقة, فهذا: شطرَ الإسلام شطرين, والإسلام: كل متكامل لا يجزأ.
 الأول: رواه البخاري, والثاني: رواه مسلم.
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

(( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يومٍ، فَذَكَرَ الْغُلولَ، فَعَظَّمَهُ وعَظَّمَ أمْرَهُ -الآن: هناك عدد كبير من المسلمين, يعلقون آمالاً كبيرة على شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام, شفاعة النبي: لمن مات موحداً, لمن مات غير مشرك بنص الأحاديث الصحيحة, والذي يموت غير مشرك, قطع تسع وتسعين بالمئة من الطريق إلى الله عز وجل, يعني: مات, وعلاماته ناجح بالمواد كلها, عنده مادة واحدة, ينقصه فيها درجتين فقط, هذا تناله شفاعة النبي- ثم قال: لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم, يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ: بعيرٌ له رُغاءٌ -يعني يختلسه- يقول: يا رسولَ الله! أَغِثْني، فأقولُ: لا أملكُ لك شيئاً، قد أبْلَغْتُكَ -هذه حالة- لا أُلْفِينَّ أَحدَكم, يجيءُ يومَ القيامةِ على رقَبَتِهِ: فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فيقول: يا رسول الله! أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أَبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم, يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ: شَاةٌ لها ثُغَاءٌ -بعير بعد البعير: فرس, بعد الفرس: شاة- يقول: يا رسول الله! أغِثْني، فأقول: لا أملك له شيئاً، قد أبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم, يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ: نَفْسٌ لَها صِيَاحٌ، -يعني: دجاجة, كائن حي لها صياح, اختلسها من الغنائم- فيقول: يا رسول الله! أغثْني, فأقُول: لا أملكُ لك شيئاً, قد أبلغتُكَ، -طيب: ماذا يوجد بعد الدجاجة؟- لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم, يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ: رِقاعٌ تَخْفِقُ، -رقاع: ورقة, تكتب عليها العهود, أو القروض, أو السندات- فيقول: يا رسول الله ! أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتُك، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم, يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ: صامتٌ، -دينار, المال: ناطق وصامت, الآن: يقول لك: منقولة وغير منقولة, على عهد النبي: ناطق وصامت, كل شيء له أصوات؛ بعير له صوت, فرس له حمحمة, شاة لها ثغاء, هذا كله: اسمه ناطق, والذهب ساكت, معه ذهب وفضة- فيقول: يا رسول الله! أغثني، فأقول: لا أَمْلك لك شيئاً، قد أبلغتُك))

[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]

 هذا الدين, ورقة أحياناً, قلم ليس لك, تضعه في جيبك, عن قصد طبعاً, وتذهب, قلم, ورقة, قطعة معدن من العملة, دجاجة, شاة, فرس, إبل, ناقة, إن أخذ الإنسان مالاً حراماً, يلغي كل عباداته, يأتي يوم القيامة إلى النار, وهذا الحديث متفق عليه, رواه البخاري ومسلم.
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

((خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، ففتح الله علينا، فلم نَغنَمْ ذَهباً وَلا وَرقا، غَِنمْنَا المتاعَ، والطَّعَامَ, والثِّيَابَ، ثُمَّ اْنطَلَقْنا إلى الوادي -يعني: وادِي الْقُرَى- ومَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ له، وهَبَهُ له رجُلٌ من جُذام, يُدْعى: رِفَاعَة بن زَيدٍ، من بني الضُّبَيْبِ، فلمَّا نَزَلنَا الوادي, قام عبدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم, يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فكان فيه حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هنيئاً له الشَّهادةُ يا رسولَ اللهِ! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كلاَّ، والذِي نَفْسُ محمد بيَدِه، إنَّ الشَّمْلَةَ لَتلْتهِبُ عليهِ نارا، أخَذَها من الغنَائِم يوْم خَيْبَر، لم تُصبِهَا المقاسِمُ, قال: فَفَزِعَ النَّاسُ، فجاءَ رجُلٌ بِشِراكٍ، أوْ شِراكَيْنِ, فقال: أَصَبْتُهُ يومَ خَيْبر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: شِراكٌ من نارٍ، أو شِراكانِ من نارٍ))

[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]

 فهذا الإسلام منهج, منهج دقيق, وشامل, وكامل, ولا يتجزأ, والأمانة واحدة, فحتى تصح الصلوات, والصوم, والحج, يجب أن تحاسب نفسك على أقل الأشياء, على الدرهم....
 ورد في بعض الآثار النبوية: أن الوحي انقطع عن النبي أسبوعين, أو ثلاثة, فعجب, قال لها:

((يا عائشة, لعلها تمرة أكلتها من تمر الصدقة))

 وجد على السرير تمرة فأكلها, النبي يعلمنا: أن الوحي ينقطع لتمرة أكلها الإنسان, من تمر الصدقة.
 الإنسان أحياناً: يغتصب بيوتاً, بيت ثمنه عشرون, ثلاثون مليون يُغتصب, لأن مستأجراً متمكن فيه, والقانون معه, تجد شركات: شريك يأخذ حق شريكه, ملايين مملينة تؤخذ غصباً من الناس, باسم تشغيل, باسم....
 شخص: أخذ ستين, سبعين, وولى هارباً, ويظهر نفسه رجل دين, وفي كل حفلة يجلس أول صف, شيء....
 هذه الأحاديث, هذا ديننا, فإذا الإنسان لا يوجد عنده أمانة, لا يوجد عنده ورع, لا يوجد عنده خوف من الله عز وجل, لا يحاسب نفسه على الدرهم والدينار, ليس لها قيمة صلواته, وصيامه, وحجه, هذه عبادات شعائرية, مثل: ساعات الامتحان؛ الدارس يكتب فينجح, والغير الدارس, هذه الساعات الثلاثة, لا قيمة لها إطلاقاً, قيمتها في الدراسة التي تسبق هذه الساعات.
 هذه أحاديث كلها صحيحة, وكلها تؤكد: أن الغلول صاحبها في النار, مع أنه مات بحسب الظاهر شهيد.

سؤال طرح على النبي :

 شخص سأل النبي عليه الصلاة والسلام:

((أيغفر للشهيد كل ذنب؟ -النبي اجتهد- قال: نعم, فجاءه جبريل, فاستدعاه, قال له: يا هذا! يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين))

 شهيد قدم روحه في سبيل الله, الدين لا يغفر له, لا بد من أن يؤدى, حقوق العباد مبنية على المشاححة, وحقوق الله مبنية على المسامحة .
 فالدَّين: لا بد من أن يؤدى, ولا يغفر, ولا يسقط إلا بالمسامحة, أو بالأداء, وكل إنسان يتوهم أنه ذاهب للحج, عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه, هذا وهم, هذا الحديث ينصرف إلى الذنوب التي بينك وبين الله, فعلاً: تغفر كلها, أما: مغتصب بيت, مغتصب حصة بشركة, مغتصب مال, أخذت شيئاً ليس لك, لو حججت مليون حجة, الحقوق ثابتة لا تنقص ولا تزول.
 المسلمون: حينما يفهمون دينهم هذا الفهم, هل يعقل: سيدنا عمر يصبح قاضياً, وزير عدل, يجلس سنتين, لا ترفع له ولا قضية!؟ وهل يعقل: أن تجد عشرين, ثلاثين, الآن: دعوة كيدية بقصر العدل, كلهم مسلمون؛ اغتصاب بيوت, اغتصاب شركات, سرقة أموال.....
 الآن: كم تاجر يشتري بضاعة, ويبيعها, ويحل مشاكله, ولا يدفع سعرها؟ اِمسك أي تاجر بالشام, يقول لك: لي مع فلان مليون, نصف مليون, سبعمئة ألف, لا يدفعهم, هذا الحاضر مرتاح, عليه سبعمئة ألف ومرتاح, ما عنده مشكلة أبداً, يماطل, هو حل مشاكله, زوج أولاده, رتب أموره, وأموال الناس لا تهمه.

حقيقة ينبغي أن تعتقدها :

 أيها الأخوة, هؤلاء المسلمون المليار, ليس لهم قيمة عند الله بأف, ليس الألف بأف, المليار أف, هكذا نموذج: لا يستحق النصر, لا يستحق أن يكون الله معهم, أن يدافع عنهم, أن ينصرهم على أعدائهم, هؤلاء مسلمون فلكلوريون, الإسلام فلكلور, تقاليد, مظاهر إسلامية, لكن لا يوجد انضباط بالمعاملة, حرمة الله لا قيمة لها, هان أمر الله عليهم, فهانوا على الله.
 هذه كلها أمامكم, هذه السنة, وهذا الحديث, هذا ديننا, عباءة أخذها, ذهب إلى النار, طيب كم الآن: في كلام في الأسر, وطعن, وغيبة, ونميمة؟ .
 إن فلانة تذكر: أنها تكثر من صلاتها, وصيامها, وصدقتها, غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها, قال: هي في النار, حديث صحيح.
 هذه نساء المسلمين, دائماً: في عملية كيد, وكبر, وافتخار, وتحقير للفقير, استعلاء, أين!؟.
 قالت له:

((إنها قصيرة, قال: يا عائشة, لقد قلت كلمة, لو مزجت بمياه البحر لأفسدته))

 أين؟.
 لو وازنا عملنا مع النصوص هذه, على النار معظم الناس, وهذه النصوص صحيحة, النبي لا يمزح, مقام النبي يستحيل عليه أن يمزح, أو أن يقول: كلاماً لا معنى له, أو أن يبالغ, أو أن يخوفنا تخويفاً ليس له مبرر, هذا كلامه.
فلما نفهم الدين الفهم الدقيق, لما نحاسب أنفسنا على الليرة, كم إنسان الآن: مات, وترك أموالاً؟ هو عندي في الجامع عشر سنوات, اثنتا عشرة سنة, عشرون سنة, لا يزحزح شيء بالورثة, عنده بنات متزوجات لا يعطوهن, لا يأخذن قرشاً, بيد الذكور الثروة كلها, وكلما طالبوهن, يماطل الذكور.
 قال لي أخ: انتظرنا عشرين سنة, لم يعطوننا قرشاً, وترك أموالاً طائلة الأب, والبنات بحاجة إلى سيارة, إلى بيت لأولادهم ......يقول لك: مسلم, وجهه كبة نور, ما هذا الكلام؟ كبة نور, كلام شيطان هذا, إذا على عباءة: دخل إلى النار, نزلت, كنا بناقة, بفرس, بشاة, بدجاجة, بورقة, رقاع تخفق, بليرة معدنية صامت, هي في النار.
 هذا الدين نفهمه بهذا الشكل, كنا من الناجين جميعاً, تفهمه, أنا الحمد لله أصلي, هذا كلام مضحك, ديِّن؛ لأنه يصلي, لا, ليس لها قيمة الصلاة أبداً, ممكن كل إنسان أن يصلي, بالعكس: الصلاة عدة الشغل, يصلي بالمسجد, ويأكل أموال الناس بالباطل, هذا البلد أمامكم, هذه الحريقة, هذه الأسواق كلها, مليون قضية اختلاس أموال, ضمن التجارة غش, يدفع ثمناً, يبعث له بضاعة من نوع ثان, يوهمه إيهاماً, يعد نفسه شاطراً.
 قال لي صاحب مطعم, قال لي: والله! الله هداني, قال لي: كنت الوقية (150غ), هكذا تعليماته لكل المطعم, يأخذ حق وقية لحم بأعلى سعر, يضع (150غ) بدل سبعة مواس, خمسة مواس, واللحم من أردى الأنواع أيضاً, وفي أشياء شخت, توضع مع اللحم, مطعم ضخم, هذه المطاعم كلها غش.
 مثلاً: معامل تأتي بضاعة, قد انتهى مفعولها, يبيعونها لمعامل غذائية, معمل بسكويت: يبيعونه سمنة, انتهى مفعولها, يعدها شطارة, لكن نحن: نصلي, ونصوم, ونحج, ونفعل ما نشاء, الله عز وجل يرد علينا: صلاتنا, وصيامنا, وحجنا....
 لو أن إنساناً حج بمال حرام, ولما أحرم قال: لبيك اللهم لبيك, يقال له: لا لبيك ولا سعديك, وحجك مردود عليك .
 فأنا أشفق على نفسي, وعلى أخواني, حاسب نفسك حساباً دقيقاً؛ اغتصاب بيوت, اغتصاب محلات, اغتصاب شركات, نأخذ ما ليس لنا, وأكثر شيء واضح: أن يحرم بناته, يعطي الثروة لأولاده, والبنات محرومات, والله تأتيني هواتف, يبكين على التلفون, لم يعطنا شيء, طيب أليست ابنتك هذه؟ يعني: أنت أفهم من الشرع؟ لما أعطاها الشرع للأنثى نصف الذكر, أنت أفهم من الشرع؟ هكذا....
 تجد ملايين مملينة, مليار ومئتي مليون, ليس لهم قيمة عند الله, ما في إنسان مستقيم, كل الناس تأكل أموالاً حراماً, عملية هرج, من أقوى يأخذ؛ الذكر أقوى من الأنثى, يأخذ حقها, شريك قوي؛ محل باسمه, والترخيص باسمه, يعطي شريكه أقل شيء, يعمل مشكلة, يخرجه منها, مرتاح, هو يصلي, هو يلبس أبيضاً, ويعطر حاله, ومسبحة بيده, وبالجامع, بالوسط يجلس, مرتاح, الدين عنده المظهر هذا, هذا باطل.
 مسبح مختلط, عمل مولد, يريد أن يتقرب من رسول الله, مسبح مختلط, وتعمل مولد أيضاً, ويدعو الناس, ويلقون كلمات, يثنون عليه أيضاً, ما هذا؟ إسلام مضحك, إسلام بقي شكل بلا مضمون, لا يوجد انضباط.
 أنا هذا رأيي, هذه الأحاديث أمامكم, إذا في زيادة الكتاب راجعه: إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب, من أحاديث البخاري ومسلم, باب: الغلول؛ من أجل ورقة للنار, من أجل قطعة معدن من عملة للنار, من أجل فرس للنار, هكذا....
 ملايين القصص توجد, لا توجد شركة: ما فيها مال حرام مأخوذ, شخص أخذ من وراء ظهر شريكه, هكذا الناس, كلها تمشي هكذا, يقولون: الله لا ينصرنا, لا ينظر إلينا, ويرفعون أصواتهم بالدعاء: يا رب, عليك بهم, الله يزودهم بزيادة, كلما دعيت عليهم, يقويهم أكثر, هذا الذي يحدث, إذا استقمت أنت, يتغير الأمر :

﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾

[سورة الأنفال الآية:18]

 أنت يا عبدي, إذا أطعتني, أنا أنزع لهم كل خططهم مهما تكن الخطط كبيرة, ومحكمة, أنا أنزعها, لكن: كن معي أنت:

﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾

[سورة الأنفال الآية:18]

 طمأنك, قال لك: بقدر ما كانت خططهم مخيفة, بقدر ما عندهم أسلحة, بقدر ما عندهم جبروت, جميعهم أسخره لمصلحتك, لكن: كن معي أنت, هكذا.
 هذه الحقيقة يا أخوان, اكسبوا وقتكم, وعمركم, نريد شيئاً ملياناً, يوجد شيء فاض, هذه مظاهر الدين كلها فاضية, نريد حقائق الدين, الدين: استقامة, الدين: التزام, الدين: ورع, الدين: عفة عن المطامع, عفة عن المحارم, خذ الذي لك من حقك, لا تأخذ ما ليس لك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور