وضع داكن
26-04-2024
Logo
الدرس : 8 - سورة البقرة - تفسير الآية 282 ، شهادة المرأة في الإسلام
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

  الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

مساواة الرجل للمرأة في التكليف والتشريف والمسؤولية :

 وبعد ؛ فهذه الدروس القصيرة تتجه أحياناً إلى شرح آية قرآنية ، أو إلى شرح حديث شريف ، أو إلى معالجة موضوع إسلامي ، ففي آيات سورة البقرة الأخيرة يوجد آية الدين بالذات في قوله تعالى :

﴿وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى﴾

[ سورة البقرة : 282]

 إنّ أعداء المسلمين يأخذون على الإسلام مأخذاً هو أن المرأة في الإسلام ليست مساوية للرجل في الشهادة ، فشهادتها نصف شهادة الرجل .
 والحقيقة أن الله سبحانه وتعالى في آياتٍ قرآنيةٍ كثيرة بين وأكد أن المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف وفي التشريف وفي المسؤولية ، في التكليف مكلفة بأركان الإيمان ، ومكلفة بأركان الإسلام ، ومسؤولة عمن استرعاها الله عز وجل ، عن رعاية بيت زوجها ، وأولادها ، وفي الآخرة تدخل الجنة كالرجل .
 لكن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل ببنية جسميةٍ وبنيةٍ نفسيةٍ وبنية عقليةٍ تختلف عما خلق المرأة ، وهذا يؤكده :

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

[ سورة آل عمران : 36 ]

 ويؤكد المعنى الأول :

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾

[ سورة الأعراف: 189]

 فمن جهةٍ المرأةُ تساوي الرجل في التكليف وفي التشريف وفي المسؤولية ، ومن جهة أخرى خلق الله المرأة ببنيةٍ جسميةٍ ، وبنيةٍ نفسيةٍ ، وبنيةٍ عقليةٍ تختلف عن الرجل ، وتكون ملبيةً لزوجها ، ألم تقل المرأة التي قابلت النبي صلى الله عليه وسلم وشكت إليه وسمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ، قالت : يا رسول الله إن زوجي تزوجني وأنا شابة ، ذات أهلٍ ومالٍ وجمال ، فلما كبرت سني ، ونثر بطني ، وذهب مالي ، وتفرق أهلي ، قال : أنتِ عليّ كظهر أمي ، ولي منه أولاد ، إن تركتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتم إليّ جاعوا .
 فإذا فهم بعض المسلمين أن المرأة أقل من الرجل في عقلها أو في دينها فهذا فهم جاهلي ، لأن الله سبحانه وتعالى حينما- دققوا في هذا الكلام - زاد في قوة إدراك الرجل ، وأنقص من انفعاله وعاطفته فهذا كمالٌ في حقه ، وحينما أنقص من قوة إدراك المرأة ، وزاد في انفعالها ومشاعرها الرقيقة فهذا كمالٌ فيها ، والمجموع واحد في كلا الطرفين ، إذا أعطينا قوة الإدراك مع شدة الانفعال مئة درجة ، فالمرأة لها مئة درجة في قوة الإدراك وفي قوة الانفعال ، والرجل له مئة درجة في إدراكه وفي انفعاله ، لكن إدراك الرجل زاد ليحقق رسالته في الحياة ، وإدراك المرأة واهتمامها بالقضايا العامة قَلَّ ، ولكن زاد بالمقابل في اهتمامها بأولادها ، وانفعالها الشديد ، وعاطفتها الرقيقة .
 إذاً الزيادة في قوة إدراك الرجل كمالٌ فيه ، ونقص الإدراك في المرأة كمالٌ فيها ، وزيادة الانفعال والعطف والعاطفة في المرأة كمال فيها ، ونقص العاطفة والانفعال في الرجل كمال فيه .

الرجل والمرأة متكاملان :

 لكن الرجل والمرأة مع التفاوت الشديد بينهما متكاملان ، وصفات كل منهما شرط لازم كافٍ لنجاح العلاقة الزوجية .
 الأمثلة ؛ سيارة سياحية مهمتها أن تنقل إنساناً مع أهله و أولاده إلى مكان جميل ، ومحركها بقوة عشرين حصانًا ، وفرشها أنيق ، أبوابها رقيقة ، صوت محركها يكاد يكون معدومًا ، لكن التركس هذا الذي من أجل أن يهدم بناء ، قوة محركه مئة وعشرون حصاناً ، يمشي على سلاسل ، له ركائز ، وشفرات ، ومجارف ، وشوكات ، فالتركس كل خصائصه كمالٌ فيه ، والسيارة السياحية كل خصائصها كمالٌ فيها .
 هذا طيب ‍! فما هو الفساد في الأرض ؟ أن نذهب إلى نزهةٍ بالتركس ، أو أن نهدم بناء بسيارة سياحية ، هذا الغلط ، حينما نضع المرأة مكان الرجل وقعنا في الفساد ، أو حينما نضع الرجل مكان المرأة وقعنا في الفساد ، لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء .
 وقد قال أحد علماء النفس : المرأة حينما نافست الرجل في الحياة العامة خسرت مرتين ؛ خسرت المنافسة وخسرت أنوثتها ، وأجمل ما في المرأة أنوثتها وحياؤُها ، فإذا انطلقت للحياة العامة وخالطت الرجال خسرت السباق مع الرجال ، وخسرت أنوثتها .
 إذا قلنا للطيار : اجلس في كبين الطائرة مكان القيادة ، وقال : هذا تقييد لحريتي ، هذا مكان ضيق ، وهو يعلم أنَّ أرواح الركاب كلهم برقبته ، وهذا مكان القيادة ، فلا بد من أن يجلس في مكان القيادة .

كمال الرجل صفاته التي فُطر عليها وكمال المرأة صفاتها التي فُطرت عليها :

 فيا أيها الأخوة ؛ ما زاد في قوة إدراك الرجل ، ونقص في شدة انفعاله كمالٌ فيه ، وما نقص في قوة إدراك المرأة وعدم اهتمامها بالقضايا العامة ، وما زاد في قوة انفعالها وعاطفتها كمالٌ فيها ، فالنقص كمال ، والزيادة كمال .
 مثل من الأمثلة ، المركبة التي تعد لنقل البضائع ، مساحة مكان الشحن مكان البضائع ، هذا يزيد كثيراً على حساب كبين الركاب ، وهذا كمالٌ فيها ، أما سيارة البولمان السياحية لنقل الركاب ، فأكبر مساحة للركاب وأقل مساحة للبضائع ، فالزيادة هنا كمال والنقص كمال ، والأمر كذلك هنا ، لأن الله عز وجل يقول :

﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾

[ سورة النجم : 45-46]

 حينما ينطق إنسان ليقول : إنّ الرجل أعلى من المرأة فهو جاهلي عنصري متخلف ، قال تعالى :

﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾

[ سورة الأحزاب : 35 ]

 تماماً :

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

[ سورة النحل : 97 ]

 وفي آية أخرى :

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

 إذاً المرأة لها مهمةٌ خطيرةٌ أنيطت بها ، والرجل له مهمةٌ خطيرةٌ أنيطت به ، وصفات الرجل الجسمية والعقلية والنفسية كمال فيه ، وصفات المرأة النفسية والجسمية والعقلية كمالٌ فيها ، والمجموع ثابت عند الطرفين ، فإذا أعطينا علامات لقوة الإدراك ، ولقوة الانفعال ، المجموع ثابت عند الطرفين ، والمرأة والرجل متكاملان ، صفات كلٍ منهما لا تغني أحدهما عن الآخر ، من أجل حسن تربية الأولاد ، وما نقَصَ في عقلها كمالٌ فيها ، وما زاد في عقله كمال فيه ، وما نقص في عاطفته كمال فيه ، وما زاد في انفعالها كمال فيها ، وما نقص من إدراكها كمال فيها ، وليس في الإمكان أبدع مما كان ، وهذا خلق الرحمن ، أما حينما نبدِّل ونحوِّر ونضع المرأة مكان الرجل ، يقول عليه الصلاة والسلام :

(( لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ))

[ البخاري عن أبي بكرة]

 لأنّ إمكانياتها الانفعالية الرقيقة لا تسمح لها أن تحكم بالإعدام على مجرم ، واللهُ عز وجل قال :

﴿ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾

[ سورة النور : 2 ]

 انفعالها ورقتها وأنوثتها لا تسمح لها أن تصدر هذه الأحكام ، وهذا يحتاج إلى رجل، كما أن الرجل لا يستطيع أن يرعى الأطفال ، يحتاج إلى عطف ، وإلى بال طويل ، ورحمة ، ومحبة ، لذلك كمال الرجل صفاته التي فُطر عليها ، وكمال المرأة صفاتها التي فُطرت عليها ، فأي فريةٍ يفتري بها أعداء المسلمين من أن المرأة شهادتها نصف شهادة الرجل هذا كمالٌ فيها ، كما أن الأمية في النبي كمال فيه ، والأمية فينا نقص ، أما عند النبي لماذا هي كمال ؟ لأنه يوحى إليه ، حتى لا يسأله أصحابه كل يوم وكل ساعة : هذا الحديث يا رسول الله من عندك ؟ من ثقافتك أم من الوحي ؟ لذلك مُنع النبي عن ثقافة الأرض ، وعن كل معلومات الأرض ، وكان كلامه كله وحيًا من السماء .

قوامة الرجل على المرأة قوامة إدارة وتنظيم :

 لذلك موضوع الإدراك الدقيق لدور المرأة والرجل شيء مهم ، والأحاديث كثيرة في هذا الموضوع ، نسوق إليكم بعضها .
 اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ، فهي إذًا مجاهدة ، ويتوجه النبيُّ إلى الرجال فيقول :

((أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ويغلبهنَّ لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً ))

 ينطلق المؤمن من احترام زوجته ، امرأة مشاعرها كمشاعره ، تحب كما يحب ، تبغض كما يبغض ، تسمو كما يسمو ، تنحط كما ينحط ، تغضب كما يغضب ، وهذا يؤكده قوله تعالى :

﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾

[ سورة البقرة : 228 ]

 أما حينما قال الله عز وجل :

﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾

[ سورة النساء : 34]

 هذه قوامة إدارة وتنظيم ، لا قوامة سيطرة واستفزاز ، بينك وبينها درجة واحدة ، لا ما بينك وبينها كما بين قائد الجيش والمجند ، لا ، ولكن بين رتبتين فقط ، رتبة واحدة بينك وبينها .

﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾

[ سورة البقرة : 228 ]

 هي درجة القوامة ، لأنه هو المنفق . فأن ينطلق المسلم من فهمه لحقيقة دور الرجل والمرأة خيرٌ له و أصحّ ، وأنْ يعلم أيضًا أنَّ المرأة لها مكان لا ينبغي أن تتجاوزه :

﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾

.

شهادة المرأة هي أولادها وحسن تربيتهم :

 إذا قلنا :

﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾

[ سورة الأحزاب : 33]

 تذكروا أن يقال للطيار وهو في غرفته الصغيرة ، وأمامه الأجهزة المعقدة : اثبت في هذا المكان ، يقول لك : هذا مكان صغير ضيِّق ، وهذا تضييق لحريتي ، نقول له : أرْواح الركاب كلها في رقبتك ، هذا مكانك الطبيعي ، فالمرأة حينما تخرج من البيت ، من دون سبب قاهر وتضيع أولادها ، تخلت عن مهمتها الأساسية التي أناطها الله بها ، فلذلك أعظم عمل يقوم به الإنسان أن يربي عناصر طيبة يدفعها إلى المجتمع ، لذلك فشهادة المرأة ليست هذه الورقة التي تعلقها في البيت ، تقول لك : أنا مهندسة ، شهادتها أولادها ، حسن تربيتهم ، أخلاقهم ، عاداتهم ، تقاليدهم ، ثقافتهم ، خبرتهم ، هذه شهادتها ، فلذلك إذا قال أحدهم : إن الإسلام ما أنصف المرأة ، وأنّه أعطاها دون ما تستحق ، والدليل شهادتها نصف شهادة الرجُل ، نرد عليه ونقول : إن هذا كمالٌ فيها ، وهي والرجل متكاملان ، وأن هذه الزيادة محض كمال ، وأن ذلك النقص محض كمال ، وهذا العضو الذي في الصدور ، في الأضلاع ، كمالها بأنها منحنية ، ولو أنها مستقيمة لخرجت من البطن وكانت كالأعواد ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ))

[ البخاري عن أبي هريرة]

 أي أنت لا ترضى عن زوجة فيلسوفة في قضايا العالم الثالث والرابع والخامس ، والبيت مهمل ، لا فيه تنظيف ، ولا طبخ ، ولا شي مما يُعدُّ من مهنة المنزل ، أنت تريد أن تأتي والبيت نظيف ، وهي متزينة ، والطبخ جاهز ، والأولاد مرتبون ، هذا الذي يرفع من قيمتها في نظرك ، فلذلك هذا الضلع ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

(( إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا ))

[ أحمد عن سمرة ]

المعاشرة بالمعروف :

 ملخص الملخص َدَارِهَا تَعِشْ بِهَا ، الزوجة دارها تعش بها ، وهذه سنة الله في خلقه ، وما أصدق مقالة رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيَّةً للزوج :

(( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ))

[ مسلم عن أبي هريرة ]

﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾

[ سورة النساء : 19 ]

 قال المفسرون : المعاشرة بالمعروف ليست أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها ، بل أن تحتمل الأذى منها .

تحميل النص

إخفاء الصور