وضع داكن
16-04-2024
Logo
رياض الصالحين - الدرس : 063 - حديث أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة – حق الزوج على المرأة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

 

تمهيد :


أيها الإخوة الكرام؛ باب جديد من أبواب رياض الصالحين, من كلام سيد المرسلين، عليه أتم الصلاة والتسليم، اسمه: 

باب حق الزوج على المرأة.

أيها الإخوة الكرام؛ نظام القيادة في الحياة: 

أن لكل مؤسسة قائداً واحداً، مستشفى له مدير، ثانوية لها مدير، وزارة لها وزير. 

أية مؤسسة، أي تجمع, لا بد له من قائد يملك القرار، وهذه الأسرة خلية من خلايا المجتمع، مؤسسة من مؤسسات المجتمع، لا بد لها من واحد يعطي الأمر.

طبعاً: هذا الواحد يجب أن يكون أعقلها وأكملها، وأوسعها أفقاً، وألينها عريكة، وأطيبها نفساً، فربنا عز وجل جعل من الرجل الذي ميزه الله بأشياء كثيرة, تؤهله ليكون قائداً لهذا البيت.

أيها الإخوة؛ لكن النقطة الدقيقة جداً هي: أن هذه القوامة درجة واحدة، تريدها متزينة أمامك ينبغي أن تتزين لها، تريدها أن تحترم أمك وأباك، ينبغي أن تحترم أمها وأبيها، تريدها أن تكون وفية لك كن وفياً لها، تريدها أن تكون صابرة كل مما تأكل، لا تأكل أنت في المطاعم, وتدع لها أخشن الطعام.

حينما تكون مؤمناً، حينما تطبق شرع الله عز وجل، أو حينما تزكي نفسك، حينما تتصل بربك، حينما ترقى، لا تسمح لنفسك أن تعاملها معاملة دونك، تطعمها مما تأكل، تلبسها مما تلبس، تحترم أمها وأباها, كما أنك تريد منها أن تحترم أمك وأباك، تدلها على الله، كما أنك سعيد بمعرفة الله، تسمح لها لطلب العلم، كما أن العلم زكاك ورفعك، تسمح لها أن تطلب العلم، لها ما لك، وعليها ما عليك، هي مساوية لك في التشريف, والتكليف, والمسؤولية، مساوية لك في أن لها عند الله مكانة لا تقلُ عنك أبداً، تأمرها وتأمرك، تنصحها وتنصحك، تدلها وتدلك، ترقى بها وترقى بك، أرأيت إلى هذه المساواة؟.

أيها الإخوة؛ لكن لحكمة بالغة أرادها الله عز وجل, لا بد لهذا البيت من قائد، فأعطاك مرتبة القيادة، إذا كان هناك فرقة عسكرية، فيها لواء وعميد، نمنح القيادة للواء، والعميد تحت جناحه، لكن الثاني ليس مجندا، هو عميد، بينهما درجة ورتبة واحدة، فإذا ظننت نفسك بينك و بينها من السماء إلى الأرض, فأنت جاهلي، لا تعرف الحقيقة.

 

اعلمي أيتها المرأة واسمع أيها الرجل.


أيها الإخوة؛ إنسان مكرم، مكلف, مسؤول، محاسَب، قد يسبقك عند الله عز وجل، أول من يمسك حِلق الجنة أنا، أول إنسان يدخل الجنة هو النبي، فإذا امرأة تنازعني, تريد أن تدخل الجنة قبلي، قلت: من هذه يا جبريل؟ قال: هذه امرأة مات زوجها، وترك لها أولاداً، فأبت الزواج من أجلهم.

الحديث:

(( عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أول من يفتح له باب الجنة إلا إنه لتأتي امرأة تُبادرني فأقول لها:  مالك، فمن أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي ))

[ أخرجه أبو يعلى ]

أحياناً: امرأة صالحة, مؤمنة, تقية, عفيفة، واللهِ امرأة من هذا النوع، واللهِ قلامة ظفرها تساوي مليون رجل متفلت، امرأة ترعى زوجها، وأولادها، وتحسن إليهم، تيسر لهم طريقهم، حياتهم، طعامهم، شرابهم، فذلك: 

قال عليه الصلاة والسلام: اعلمي أيتها المرأة، وأعلمي مَن دونك من النساء, أن حسن تبعل المرأة زوجها, يعدل الجهاد في سبيل الله

جهاد، والجهاد كما قال عليه الصلاة والسلام: 

(( أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ, وَعَمُودِهِ, وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ))

أعلى شيء في الإسلام, أن تقدم حياتك في سبيل الله عز وجل، والمرأة التي تحسن تبعل زوجها وأولادها, في مرتبة المجاهد يوم القيامة، علموا هذا نساءكم، علموا هذا فتياتكم، علموا هذا بناتكم ((اعلمي أيتها المرأة، وأعلمي مَن دونك من النساء, أن حسن تبعل المرأة زوجها, يعدل الجهاد في سبيل الله)) إياك أن تستخف بها، إياك ألا تلقي لها بالاً، إياك أن تزور عنها، هي إنسان كريم، لها عند الله شأن كبير.

 

حديث امرأة من الأنصار.


واللهِ هناك امرأة أنصارية، أنا أقسم بالله ولا مئة مليون رجل, يرقى إلى مستواها، في معركة أحد أشيع أن النبي قد قُتل، فخرجت إلى ساحة المعركة، فإذا أبوها مقتول، لم تعبأ، فإذا زوجها مقتول، فلم تعبأ، تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا ابنها مقتول، لم تعبأ، تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخوها مقتول، أبوها، وأخوها، و زوجها, وابنها، وتقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

قلقة عليه.

فلما طمأنوها, أنه على قيد الحياة, قالت: أروني أنظر إليه، فلما رأته حياً, قالت: يا رسول الله, كل مصيبة بعدك جلل.

هل منا واحد عنده مثل هذه المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

فيا أيها الإخوة الكرام؛ لا تزدري المرأة، لا تقل: هذه امرأة، وأنت أيضاً رجل، لا تزدري المرأة، فهي مكرمة عند الله، الله هيأها بشكل، بجسم، بنفسية، بعقلية، بعاطفة، أنت تتكامل معها، تكمل نقصك بها فتسكن إليها، وتكمل نقصها بك فتسكن إليك.

أنا أتمنى أن يكون بيت المسلم جنة، قد يكون البيت صغيراً، والطعام خشناً، والثياب رخيصة جداً، ولكن هناك ود بين الزوجين.

 

أحاديث في حق الزوج والزوجة.


أيها الإخوة؛ أحاديث كثيرة توصي الرجال بالنساء، وأحاديث كثيرة توصي النساء بالرجال.

(( فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً – أي لا يَكرهها-, إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ))

[ أخرجه مسلم ]

قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) قال علماء التفسير: ليست المعاشرة أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها.

(( وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا, أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ, لَأَمَرْتُ الزوجة, أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ))

[ أخرجه الترمذي في سننه  ]

لعِظم حقه عليها.

طبعاً: السجود خضوع، لذلك: المرأة دينها يسير، أربعة أرباع:

(( فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا, قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ))

[ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط, والإمام أحمد في مسنده ]

إذا صلت المرأة خمسها ربع، وصامت شهرها ربع ثان، وحفظت نفسها ربع ثالث، وأطاعت زوجها, دخلت جنة ربها، ويمكن أن يكون دين الرجل مئة ألف بند، إذا باع بيعة بعقدين، إذا أطلق بصره، إذا حلف يمينا كاذبة، قواعد الشرع كبيرة جدا، فأنت مكلف بمنهج تفصيلي، أما هي ففي بيتها، تصوم شهرها، وتصلي خمسها، وتحفظ نفسها، وتطيع زوجها، تدخل جنة ربها.

حديث آخر: 

(( عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ, قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ, وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ, دَخَلَتْ الْجَنَّةَ))

[ أخرجه الترمذي في سننه ]

هذه الأحاديث ينبغي أن تعرفها النساء، لأن رضى زوجها عنها جزء من دينها، والله عز وجل يرضى عنها، بل إن المرأة التي تسترضي زوجها، وهي مظلومة, لها عند الله مكانة كبيرة جداً، رأبا للصدع، ولمًّا للشمل، تحقيقا للسعادة الزوجية.

 

تفقّهوا في الدين.


أيها الإخوة؛ المسلم بحاجة إلى أن يتفقه أمر دينه، وإلا مع الجهل, تصبح بيوت المسلمين جحيماً، كلام قاس، نظرات قاسية، تفلت من منهج الله، فالله عز وجل يغري بينهما العداوة والبغضاء، والقانون معروف، كل بيت فيه تقصير.

قال أحدهم : واسمحوا لي بهذه الكلمة. 

قال أحدهم لصاحبه: نحن بألف خير.

فقال الثاني: لا، والله لسنا في خير.

فقال: لمَ؟ ما ينقصك؟. 

قال: لا أنام حتى أرى عشرين امرأة أجمل من زوجتي على الشاشة، ولا تنام هي حتى ترى عشرين رجلاً أجمل من زوجها، أين نحن والخير؟. 

ما دام هناك إطلاق بصر إلى الشاشة, معنى ذلك: أن هناك امرأة أجمل بكثير، فينصرف الإنسان عن زوجته، يراها أسوأ زوجة، وهي تراه أسوأ زوج، هدِم البيت، حتى نعيش مع الحضارة ونتنور، ونرى ما يحدث في العالم، لكن أنت خربت بيتك، هذا أكبر شيء هدم بيوت المسلمين، يتابع ما يُعرض على الشاشة، وإذا كان عنده صحن هوائي, فالأمر خطير.

فلذلك: قضية السعادة الزوجية شيء ثمين، له ثمن باهظ، الثمن الباهظ غض البصر، وبعد غض البصر, يتولى الله عز وجل التوفيق بين الزوجين، إذا بني الزواج على طاعة, ولو افتقر إلى معظم مقومات نجاحه, تولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين، فإذا بني على معصية الله, ولو توافرت له كل أسباب النجاح, يتولى الشيطان التفريق بينهما.

جرّب، غض بصرك بحزم أسبوعاً، وامتنع عن مشاهدة أي شيء على الشاشة، وانظر كيف تعامَل من قِبل الله عز وجل, وانظر كيف تكون زوجتك لك, وكيف يخلق الله الود بينكما, وتغدو أسعد زوج, وتغدو هي أسعد زوجة.

وحينما تنظر إلى غيرها، والتي عندك لها خمسة أولاد، وامرأة شريفة، من عائلة راقية، ما تدربت على أساليب إغراء الرجال مثل بعض الشركات، هؤلاء كلهن مومسات, يتدربن بأساليب علمية على أساليب إغراء الشباب والرجال، زوجتك شريفة، من عائلة طاهرة ، مستقيمة، ليس عندها الأساليب التي تراها أنت، فلذلك: إذا كان عندك البديل, انتهت زوجتك من حياتك، هذا كلام علمي، إذا أردت سعادة زوجية, فعليك بطاعة الله عز وجل.

أيها الإخوة؛ هناك شيء ثان، أنا أعتقد، ولا أتمنى أن يكون الأمر كذلك: مَن منكم أيقن بالحور العين؟ لا أحد، مع أنه حق، إذا غض الإنسان بصره في الدنيا, فيما يبدو أنه حرم نفسه أن يستمتع بمفاتن النساء، وغض بصره، له عند الله في الجنة من الحور العين, ما تحار بها الألباب، على أبد الآبدين.

أحد الصحابة طلبت منه زوجته حاجة، فقال لها: اعلمي يا امرأة, أن في الجنة من الحور العين, ما لو أطلت إحداهن على الأرض, لغلب نور وجهها ضوء الشمس والقمر، فلأن أضحي بكِ من أجلهن, أهون من أن أضحي بهن من أجلكِ.

ليس في الإسلام حرمان، ولكن هناك قناعة، الله عز وجل قسم لك هذه الزوجة، هذه هدية من الله، إذا غضضت بصرك عما سواها في الطريق, وعلى الشاشة، الله عز وجل يخلق من عنده ودًّا بينكما، تراها أفضل زوجة، وتراك أفضل زوج، فإذا كان بينكما ود, نشأ الصغار على صحة اجتماعية عالية جداً، قد يكون البيت قطعة من الجنة، وهو بيت متواضع.

دخلت بيتاً مرة, أول جادة من فوق، الأرض إسمنت ليس فيه بلاط، والله البساط رخيص، ولكنه نظيف، بيت متواضع، عبارة عن غرفتين, ومشرقة –بالتعبير القديم–, وأثاث متواضع جداً، ولكن شعرت أن هذا البيت قطعة من الجنة، لأن فيه طاعة لله، فيه صلوات، بيت فيه السلام عليكم، بيت فيه تسمية.

 

أدخل السعادة إلى بيتك.


أيها الإخوة؛ جاء في الحديث: 

(( عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ, فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ, وَعِنْدَ طَعَامِهِ, قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ, قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ -طوال الليل شجار بين الزوجين-, وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ, قَالَ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ ))

[ أخرجه مسلم وأبو داود ]

إذا دخلت وقلت: السلام عليكم, هرب الشيطان، جلست إلى الطعام: بسم الله، وجدت شيئاً طيباً في البيت, أثنيت على زوجتك، صليتم جماعة، وقرأتم القرآن، صار البيت رحمانياً ، أما إذا كان هناك مسلسلات، وصحون، وكلما اتسعت الصحون على السطوح, ضاق صحون المائدة، ليس هناك عمل، بضاعة كاسدة، لأنك كبّرت الصحن على السطح، فصغر صحن الأكل، كلما رخص لحم النساء, غلا لحم الضأن، كلما قلّ ماء الحياء, قل ماء السماء.

فلذلك أيها الإخوة؛ قضية السعادة الزوجية مهمة جداً، هي أساس السعادة في الدنيا، هذا بيتك، أول خلية اجتماعية، زوجتك, وأولادك، إذا كان البيت متماسكاً، وفيه ود، ومحبة, و تعاون، ينعكس هذا التفاهم على الأولاد، يقال: هذا الإنسان تربيته عالية، ولو لم يكن ملتزماً كثيراً, لا يؤذي أحداً، تربى في بيت إسلامي، لو كان الابن غير ملتزم إلى حد ما, لكن في قلبه رحمة, وشفقة، وخوف من الله، أسعد شيء أن يكون بيتك إسلامياً، زوجتك مؤمنة، أنت مؤمن، في البيت ذكر لله عز وجل، ليس البيت قبراً، البيت روضة من رياض الجنة، فإذا دخل الإنسان وسلّم، وجلس, وسمّى، ورأى شيئاً جميلاً في البيت, فأثنى على زوجته، وربّى أولاده، وحفظهم كتاب الله، وجلس معهم, فهذه سعادة.

أيها الإخوة؛ دخلت مرة بيتاً, يريد أحد الإخوة أن يشتريه، فطلب مني أن أراه، فقبلت ذلك، دخلنا الغرفة، وكان الرائي (التلفاز) مفتوحاً، وأمامه طفل مضطجع على ظهره، واضعاً رجلاً فوق رجل، ولم يتحرك لما دخلنا، ومعي أبوه، هذا الرائي وحش.

وقد قال أحدهم لهذا: أخرجت الوحش من بيتي، من هو الوحش؟ فقال: ضيف زارنا، وضعناه في صدر البيت، أصغينا له ساعات طويلة، أنا وزوجتي وأولادي، كرمناه تكريماً كبيراً، بعد حين اكتشفت أن هذا الضيف وحش، أقام علاقة متينة جداً بينه و بين أولادي، على حساب علاقتهم معي، أقام علاقة طيبة جدا بينه وبين زوجتي وأولادي، وأنا أصبحت مهمتي أن آتي لهم بالطعام فقط ليأكلوه, وهم مع الوحش، مهمتي أن آتي لهم بالطعام، ثم اكتشفت أنه ما لم أطرد هذا الوحش من بيتي, يقضي علي وعلى أسرتي.

شيء خطير: يوم كنا صغاراً, إذا ذهب أحدنا إلى فيلم السينما, كان يعاقَب من أشد أنواع العقاب.

الآن: في كل بيت ملهى ليلي، هذه بيوت المسلمين، شيء مؤلم جداً، فإذا لم يقم الإنسان الإسلام في بيته، ما ربّى الأولاد تربية إسلامية، ولم يكن في البيت طهر وعفاف، ذكر لله، وتلاوة القرآن، وإقامة الصلوات، وفيه روحانية الإسلام، فيه تجليات من الرحمن، هذا البيت قطعة من الجحيم، كله مشاكل, وصخب, وضرب, وتكسير, وسبّ، وطرد على بيت الأهل، وحرد، هذا من فعل الشيطان، أما إذا كان هناك طاعة للرحمن, اختلف الأمر.

إخواننا الكرام؛ لا أحب أن أطيل عليكم، ولكن أحب أن يكون بيتكم إسلامياً، بالتوبة، بغض البصر، بالصدق، بتربية الأولاد، أداء الصلوات، أيقظها على صلاة الفجر، هل صلى المسلمون الفجر؟ تعشى الأولاد؟ نعم، سرور، قال لها: هل صلوا العشاء؟ لا يسألها، لكن يسألها عن الأكل وكتابة الوظائف فقط، هذا البيت المسلم.

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً. والحمد لله رب العالمين.

والحمد لله رب العالمين

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور