وضع داكن
24-04-2024
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 2 لعام 2014 - تركيا : من الحلقة (28) - قصيدة في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - قصص مؤثرة في بر الوالدين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

قصيدة في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :

 المنشد أبو علي :

رباك ربُك جلّ من ربــــــــــــــــــــــاك   ورعاك في كنف الهدى وحماك
سبحانه أعطاك فيض فضـــائــلٍ   لـــــــم يعطها في العالمين سواك
سوّاك في خلق عظيم وارتـقــــى   فيك الجمال فجلّ مــــن ســـــــواك
***
سبحانه أعطاك خير رسالـــــــــــة   للعالمين بــــــــــــــــها نشرت هداك
وحباك في يوم الحساب شفاعة   محمودة مــــــــــــــــــــــــــــــا نالها إلاك
الله أرسلك إلينـــــــــا رحمــــــــــــــــة   ما ضلّ مـــــــــن تبعت خطاهُ خطاك
***
كنا حيارى في الظلام فأشرقت   شمس الهداية يوم لاح سنـــــــــــاك
كنــــــــــــــــــا وربي غارقين بغينا   حتى ربطنا حبلنا بــــــــــــــــــــــــــــــعُراك
لــــــــولاك كنا ساجدين لصخرة   أو كوكب لا نــعرف الإشــــــــــــــــــراك
***
لــــــــــــــولاك لم نعبد إلهاً واحداً   حتى هدانا الله يوم هـــــــــــــــــــــــــداك
أنت الذي حـنّ الجماد لـعطفه   وشكا لك الحيوان يـــــــــــــــــــــــوم رآك
والـــجذع يسمع بالحنين أنينه   وبكاؤه شوقــــــــــــــــاً إلى لــــــــــــــــقياك
***
ماذا يزيدك مدحنـــــــــــا وثناؤنا   والله بالقرآن قد زكــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك
ماذا يفيد الذبُ عنك وربنـــــــــا   سبحانه بعيونه يرعـــــــــــــــــــــــــــــــــاك
بدر تحدثنا عن الكفِ الــــتــــــــــــي  رمت الطغاة فبوركت كفـــــــــــــــــــــــاك
***
والغار يخبرنا عن العين الـتـــــــي  حفظتك يوم غفت به عينــــــــــــــــــاك
لم أكتب الأشعار فيك مهابــــــــــــة  تغضي حروفي رأسها لــــــــــــــــــعلاك
لكنها نار علــــــــى أعدائكـــــــــــــــــــم  عادى إله العرش من عـــــــــــــــــاداك
***
لك يـا رسول الله نبض قصائــــدي   لو كان القلب للقصيد فــــــــــــــــــداك
هم لن يطولوا من مقامك شعـــــــرة  حــــــــــتى تطول الذرة الأفــــــــــــــــلاك
والله لن يصلوا إليك ولا إلـــــــــــــــــى  ذرات رمل من تراب خــــــــــــــــــــــطاك
***
هم كالخشاش على الثرى ومقامكم   مثل السماء فمن يطول سمـــــاك
روحي وأبنائي وأهلي كلهـــــــــــــــــــــم   وجميع ما حوت الحياة فــــــــداك
***

قصص مؤثرة في برّ الوالدين :

الشيخ سعد العتيق:
 الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله.
 من أجمل الفتاوى، ومن أعظم المستفتين اتصال يصل إلى صاحب فضيلة من مشايخنا، تقول السائلة خلف الهاتف: يا شيخ أنا أدهن قدمي أمي بالفازلين، فإذا دهنت أقدامها لكي تلين يبقى قليل من الفازلين في يدي، فأمسح به وجهي ولكنه لا يذهب، السؤال: هل غسل اليدين- بعد أن أدهن قدمي أمي لتليينها وترطيبها- بالصابون من العقوق؟ لأن أقدام أمي ثمة الجنة؟
سؤال أبكى الشيخ.
 وأخرى تتصل عليه، فتقول للشيخ: إني أضرب لأمي الأنسولين، فأرى الألم في وجهها، لأنها مؤلمة، ثم تبكي، وتقول يا شيخ: والله لا أستطيع إلا أن أفعل ذلك فهل ضرب الإبرة للأم أو للأب والألم أراه على وجه أمي هل هذا من العقوق؟
ما أجمل أن تكون حياة الإنسان محراب بر بعد طاعة ربه، إن من قصص البررة معاشر الأحباب ما يجعل الإنسان يتقازم، عندما يرى هؤلاء الذين سخروا حياتهم لبر آبائهم وأمهاتهم.
 أحد السلف الصالح كان يشتري الحطب في الصيف فيفلقه، ثم بعد ذلك يقشره، حتى إذا أتى الشتاء وصلت أمه كان يوقد في الكانون خلفها من النار ما يدفئ ظهرها، ينشغل بتدفئة أمه وهي تصلي وتعلم أنه خلفها، لكنه لا تريد أن تمنعه لأنه مستمتع بالبر.
 ما أجمل أن نستمتع بالبر! فإن الاستمتاع يجعل للحياة لذة، والله إن أقدام الأمهات ثمة الجنات، فهل يا أخي تنسى أن تطرق هذا الباب وهو موجود عندك؟؟
 أب، رجل كبير كان مريضاً، وكان لديه أبناء كثر، لكن أبرهم كان الأوسط، وكان يقول له: يا بني! رافقتني في المستشفى أكثر من شهرين، اخرج الآن، اذهب، اذهب إلى الأسواق، وكان في مدينة الرياض، وكان له أخوة غير هذا الأخ، كان هناك أخوة، ولكنه لا يستطيب حياته أن يخرج عن أبيه.
في يوم من الأيام عزم الأب على ابنه، وقال: لتخرج رغماً عنك، واتركني إلى وقت المرافقة الثانية، اذهب إلى الأسواق، اذهب إلى مطعم، اذهب كما يقولون وسع صدرك، بكى هذا الابن، قال: يا أبتِ والله لا لذة، ولا سعادة إلا أن أكون تحت أقدامك، أرغمه فأخرجه، وفي جوف الليل كان أحد أبنائه الذين كانوا يأخذون البر عادة، وكانوا يتأففون من خدمة أبيهم، ولربما من رفع الأذى عنه، وكان إذا نام في الليل، وقام الأب ونادى ابنه لكي يقلبه، البعض من الأبناء لربما يتألم، أو يتأفف، أو يتضجر.
 في جوف الليل نادى الكبير باسم ذاك الذي قال له: اخرج، لأنه قد ألِف ستين يوماً وليلة، وهو يناديه، فلما قال: يا ناصر! خطأ، وإلا فناصر قد أخرجه، قال: يا ناصر! والموجود لديه كان اسمه فهداً، يقول: يا ناصر! إذا بناصر يفتح الباب من الخارج ويقول: لبيك، والتفت إليه، ألم تخرج؟ ألم تذهب؟ كان قد نام على عتبة الباب، على باب غرفة أبيه في المستشفى، قال: والله لا تهنأ لي عين بمنام يا أبتِ وأنت هنا حتى أكون تحت أقدامك.

البر الحقيقي :

 وأختم فأقول: إن البر ليس أن تقبّل الرأس، ولا اليد، البر أن تكون الحياة كلها كل حياتك بعد طاعة الله خدمة لأبيك وأمك، ولذلك ينبغي أن تكون عندهم، أو يكونوا عندك حتى تتلذذ بهذا الباب العظيم من الأجر، من أراد الجنة، فبين يديك أبواب الجنة، الزم قدميها فثمة الجنة، وقل دائماً:

﴿ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ﴾

[ سورة الإسراء: 24]

إخفاء الصور