- محاضرات خارجية / ٠31مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء
- /
- مقتطفات من الموسم الثاني 2014 تركيا
الود هو أصل العلاقة بين المؤمنين :
الدكتور راتب :
بارك الله بكم، ونفع بكم، وأدام هذا الود بيننا، هذا الود من خلق الله عز وجل لقوله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
قال بعض العلماء: وداً فيما بينهم، ووداً مع ربهم، فهذا الود هو الأصل في العلاقة بين المؤمنين، وحينما لا نجد هذا الود هناك مشكلة كبيرة جداً، فالله عز وجل أراد أن تكون العلاقة بين المؤمنين وبينه علاقة ود ومحبة، الله عز وجل خالقنا، ومربينا، إله، ورب، ومسير، حياتنا بيده، ورزقنا بيده، ومن فوقنا بيده، ومن تحتنا بيده، وكل شيء بيده، ومع ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاً، أراد أن نعبده حباً.﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ﴾
﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾
فإذا كان خالقنا وربنا ومسيرنا أراد أن تكون العلاقة به علاقة حب لا علاقة إكراه.﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾
لذلك ينبغي أن نؤمن أن الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، غذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، فإذا غذينا عقولنا بالعلم، وقلوبنا بالحب، وأجسامنا بالطعام والشراب تفوقنا، فإذا اكتفينا بواحدة تطرفنا، وفرق كبير بين التفوق والتطرف.الاتجاه في الدعوة إلى الله إلى القلب و العقل و الجسم :
لذلك أية دعوة إلى الله ينبغي أن تتجه إلى عقل الإنسان أولاً، فتعطيه الحجج والبراهين، هذا الجانب الأيديولوجي، وينبغي أن تتجه إلى قلبه فتعطيه الحب الذي يرقى به عند الله، وينبغي أن تتجه إلى الدنيا، كي تكون بحد معقول يصون بها نفسه عن السؤال، فحينما تتوجه الدعوة إلى الله إلى العقول والقلوب والأجسام معاً يتفوق الإنسان، أما إذا اكتفت بواحدة فيتطرف، والحقيقة القرآن الكريم خاطب العقل والقلب معاً في آيات كثيرة.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعل من هذه اللقاءات لقاءات مثمرة، والحقيقة أن الناس إذا رأوا الدعاة إلى الله يتعاونون تعاوناً واضحاً جداً يرتفعون جميعاً عند الله، وعند الناس، أما إذا رأوا خصوماتهم أحياناً، أو التراشق في بعض الاتهامات، فيسقطون من عين الله جميعاً، ومن عين الناس، فهذا الود بين العلماء ضروري جداً لنكون عند الله وعند الناس في موضع يليق بنا.
وبارك الله بكم.