وضع داكن
27-04-2024
Logo
درر 3 - الحلقة : 27 - العُجْبُ - الغُرُور – الكِبْرُ.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ بلال :
  السلام عليكم، دخل أبو الدرداء الشام فجمع أهلها وخطب بهم قال: " يا أهل الشام مالي أراكم تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، إن من كان قبلكم قد جمعوا كثيراً فأصبح أملهم غروراً، وجمعهم ثبوراً، ومساكنهم قبوراً".
 في هذا اللقاء نتحدث إن شاء الله عن أمراض قلبية هي الغرور والعجب والكبر، فتابعونا..
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 أخوتي أخواتي أينما كنتم بتحية الإسلام أحييكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنقل التحية باسمكم جميعاً لفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب :
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله بكم.
الأستاذ بلال :
 سيدي الفاضل نتحدث اليوم عن مرض من أمراض القلوب وهو الغرور، ومن أخطرها ومعه العجب، ومعه الكبر، نناقشها إن شاء الله بما يسمح به الوقت، لو بدأنا بالغرور سيدي ما الغرور؟ ولماذا يغتر الإنسان؟

تعريف الغرور :

الدكتور راتب :
 أولاً: الغرور أن تتصور الشيء بحجم أكبر من حجمه، فإذا رأيت الدنيا هي كل شيء وعتمت على الآخرة هذا أكبر غرور، الدنيا تغر وتضر وتمر، الغرور أن ترى شيئاً أكبر من حجمه ثم تفاجأ، يوجد قصة طريفة جداً، أن موظفاً في محل تجاري كبير في أحد أسواق دمشق الكبرى، يجمع قمامة المحل بعلبة، ثم يلفها بورق فخم جداً، مع شريطة حمراء، مع وردة، ويضعها على طرف الرصيف، يأتي إنسان يظن أن فيها قطعة ذهب غالية جداً، فيحملها ويسرع، يلحقه، يمشي مئة متر يفك الشريط، بعد مئتي متر ثانية يفك الربطة، يفك الورق، يفتح فيشاهد قمامة المحل، هذا المثل الصارخ والله قد يفاجأ به كل إنسان بالدنيا وقد رآها كل شيء، المال هو كل شيء، التمتع بالدنيا هو كل شيء، ثم يكتشف بعد فوات الأوان أنها ليست بشيء، فكل بطولة الإنسان أن يكشف الحقائق قبل فوات الأوان، طالب دخل إلى الامتحان و هو لم يدرس، قدم ورقة الامتحان أخذ الصفر بجدارة، عاد إلى البيت قرأ الكتاب فهم الموضوع، متى فهم؟ بعد فوات الأوان، لذلك قال تعالى:

﴿ يَومَ يَأتي بَعضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت في إيمانِها خَيرًا﴾

[سورة الأنعام: ١٥٨]

 فأولاً الموضوعية علم، أنا أقول: قيمة تلتقي بها المبادئ الأخلاقية مع المبادئ العلمية هي الموضوعية، فإذا كنت موضوعياً فأنت عالم، وإذا كنت موضوعياً فأنت أخلاقي، الموضوعية تلتقي بها قيم العلم وقيم الأخلاق، فالدنيا لها حجم محدود لكن أن تراها كل شيء هنا المشكلة، أن تنسى الآخرة كلياً مشكلة أكبر، فلذلك الغرور أن ترى الشيء بحجم أكبر من حجمه، والغرور الشيطان، يغري بالمعصية، يغري بانتهاك الحرمات، يغري بالمال الحرام، بوسوسة دائماً، الغرور هو الشيطان، قال تعالى:

﴿ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾

[سورة فاطر: 5]

 فالدنيا تغر وتضر وتمر، والشيطان هو الغرور.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل يقول الله عز وجل:

﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ﴾

[سورة آل عمران: 196-197]

الدكتور راتب :
 مثلاً إنسان ارتقى لمنصب رفيع، أعطوه سيارتين أو ثلاث، بيت فخم جداً، مكانة رفيعة، الناس حوله بكل مكان، و لكنه سيموت، كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت:

والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر  والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر
***
و كل ابن أنثى و إن طالت سلامته  يوماً على آلة حدباء محمول
فإذا حملت إلى القبــــــــــور جنـــــــــازة  فاعلم بأنك بعدهــا محمــــــــول
***

 الحقيقة أن الغرور مبالغة بالشيء، والعلم موضوعي، والأخلاق موضوعية، أنا أقول: هذه القيمة تلتقي عندها قيم الحق وقيم الجمال.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل أيضاً في قوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾

[ سورة الانفطار: 6]

 هل يغتر الإنسان بربه؟

 

أكبر غرور أن يظن الإنسان أن الله لن يحاسبه :

الدكتور راتب :
 يظن أن لن يحاسبه، هذا أكبر غرور، الله لا يدقق، هذه كلمات العوام، تأكل مالاً حراماً وتنجو؟ ترتكب أعمالاً كبيرة جداً وتنجو؟ هذا شيء يتناقض مع وجود الله، أحياناً يكون هناك شيء لا يتناقض مع عدله يتناقض مع وجوده، يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل بعض العلماء أو أصحاب الرقائق يقرؤون ما غرك بربك الكريم هو كريم، فكأنه يشير إلى أن يغرنا به كرمه، والبعض قالوا: لا الكريم هو كريم معك فكيف تغتر به، ينبغي أن تحرص على طاعته.
الدكتور راتب :
 هذه من الرقائق.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل أيضاً من أمراض القلب الكبر، جمعناهم مع بعض الكبر والغرور والعجب، ما هو الكبر؟

 

تعريف الكِبر :

الدكتور راتب :
 سأل رجل النبي عليه الصلاة والسلام: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً أنيق، ونعله حسنة، هل هذا من الكبر؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( لا، إن الله جميل يحب الجمال، الكبِرْ: بطَرُ الحقِّ، وغمطُ الناس ))

[مسلم وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود ]

 أن ترد الحق، أن تحتقر الناس، فالأناقة مطلوبة:

(( أصلحوا رحالكم، وحسنوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة بين الناس ))

[ أحمد عن سهل بن الحنظلية]

 الشكل الغير مرضي غير مطلوب، هذا ليس غروراً إطلاقاً، الغرور أن ترد الحق، وأن تحتقر الناس.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل إبليس عصى ربه، قال تعالى:

﴿ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ﴾

[سورة البقرة: 34]

vما الفرق بين معصية إبليس - معصية الكبر- ومعصية آدم؟

 

الفرق بين معصية إبليس ومعصية آدم :

الدكتور راتب :

﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾

[سورة الأعراف: 12]

 سأقول كلمة دقيقة جداً: تقييم الأشخاص من شأن الله وحده، أنا أدرس الشرع أما فلان صح أم غلط فهذا ليس عملي، أحكم بالظاهر، لو كان لا يصلي هذه مشكلة كبيرة، نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، الكبر أحد الموانع للاتصال بالله عز وجل:

(( الكبْرِياءُ ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذَفْتُهُ في النار ))

[ مسلم وأبو داود عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ]

الأستاذ بلال :
 ما الفرق بين معصية الكبر ومعصية الغلبة من ناحية التوبة؟

 

الفرق بين معصية الكبر ومعصية الغلبة من ناحية التوبة :

الدكتور راتب :
 الحقيقة الكبر أصعب من الغلبة، ضعف أمام شهوته، وندم، رُبّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً.
الأستاذ بلال :
 جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سنعود بعد فاصل...
 السلام عليكم، عدنا لنتابع الحديث حول أمراض القلوب، ونتحدث عن الغرور والكبر والعجب، أستاذنا الفاضل لو انتقلنا إلى موضوع العجب، الإنسان قد يعجب بنفسه، الكبر يستعلي على الآخرين، كما تفضلتم يحتقر الناس، لكن قد يعجب بطاعته، بنفسه.

 

إعجاب الإنسان بنفسه و نسيان توفيق الله له :

الدكتور راتب :
 يعجب بنفسه وينسى توفيق الله له، الإنسان حينما يوحد يرى المنعم من خلال النعم، وغير الموحد يرى النعم ولا يرى المنعم، الله أكرمني بهذا العلم، أكرمني بالصحة، أكرمني بزواجي، أكرمني بأولادي، دائماً وأبداً المؤمن الصادق يعزو النعم إلى الله، بينما ضعيف الإيمان أحياناً يعزو النعم إلى ذاته.
الأستاذ بلال :
 هذا ليس تواضعاً حقيقةً أن النعمة من المنعم جلّ جلاله، يقول تعالى في كتابه يتحدث عن العجب:

﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ﴾

[ سورة التوبة:25 ]

التولي و التخلي :

الدكتور راتب :
 الصحابة قمم البشر ومع ذلك في بدر افتقروا فانتصروا، هم هم وفيهم سيد الخلق وحبيب الحق، في حنين اعتدوا بعددهم فلم ينتصروا، قال تعالى:

﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾

[ سورة التوبة:25 ]

 لذلك أنا أقول: هذا الدرس ساعي، يوجد درس شهري، ودرس سنوي، ودرس أسبوعي، هذا الدرس ساعي، تقول: أنا، يتخلى الله عنك، تقول: الله، يتولاك، أنت بين التولي والتخلي، إذا عزوت النعم إلى المنعم استمرت بل وارتقت، أما إذا عزوتها لجهدك ولعبقريتك مثلاً ولخبراتك المتراكمة عندئذ تخسرها.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل في الحديث الذي ذكرتموه مرمراً:

(( لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أشدّ من ذلك العجب ))

[ البيهقي عن أنس]

العجب أشدّ من الذنوب :

الدكتور راتب :

(( لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعالى فَيَغفِرُ لَهُمْ))

[ مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ]

 معنى يذنبون يشعرون بذنوبهم، أحياناً سهرة طوال السهرة غيبة ونميمة، ما عملنا شيئاً، هذه كبيرة، فإذا الإنسان:

(( لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ...))

 لو لم تشعروا بذنوبكم.
الأستاذ بلال :
 وفي هذا الحديث: خشيت عليكم ما هو أشدّ من الذنب، وهو العجب، لماذا العجب أشد من الذنوب؟
الدكتور راتب :
 لأنه يحجب عن الله، الذنب يستغفر منه، يتوب إلى الله، أما العجب فتحجبه عن الله.
الأستاذ بلال :
 هذه الكبائر الباطنة التي في القلب العجب والرياء وما إلى ذلك أصعب من الكبائر الظاهرة؟

 

الكبائر الباطنة التي في القلب أصعب من الكبائر الظاهرة :

الدكتور راتب :
 والله الظاهري أهون بكثير، الظاهري يتاب منه أما الباطنة فهو معجب بنفسه ولا يدري أنه معجب بنفسه، دائماً إذا كان هناك شيء ظاهر صارخ فهذا سهل معالجته، أما الشيء الخفي فمن الصعب معالجته.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل المعجب بنفسه من صفاته أنه يحاول أن يعتم على إنجازات الآخرين، ما قولكم في ذلك؟

من صفات المعجب بنفسه التعتيم على إنجازات الآخرين :

الدكتور راتب :
 أنا أقول: الموضوعية قيمة علمية وأخلاقية في آن واحد، فإذا أنت تعرف شخصاً متفوقاً، وأثنيت على تفوقه أنت موضوعي، إذا عتمت عليه لست موضوعياً، قال تعالى:

﴿ وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ﴾

[ سورة آل عمران: 188]

 أنا أشاهد الموضوعية من أرقى القيم الأخلاقية والعلمية بآن واحد، الموضوعية علم وأخلاق.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل الكبر والعجب آفتان خطيرتان قد تكونان من الكبائر، لكن بينهما ما الفرق بين الكبر والعجب؟

 

الفرق بين الكبر والعجب :

الدكتور راتب :
 يجوز الكبر يتوهم أن وضعه شيء غير موجود، العجب بشيء موجود فيه، يحمل دكتوراه مثلاً، يملك أموالاً طائلة، أما الكبر فيدّعي ما ليس له.
الأستاذ بلال :
 ويستعلي على الآخرين به، سيدي هذه الأمراض التي تحدثنا عنها اليوم، الغرور، الكبر، العجب، كلها معاً كيف يتخلص الإنسان منها ويعود إلى حجمه الحقيقي؟

كيفية التخلص من أمراض القلوب :

الدكتور راتب :
 أولاً: بمعرفة الله عز وجل، مثلاً لو أن عندنا فرن صهر حديد، الحرارة فيه ألف وخمسمئة، ألقينا به ورقة صغيرة وقلنا: ما مصيرها؟ خلال دقائق تبخرت، فحينما نعرف وضعنا تماماً، نعرف نقاط ضعفنا، نعرف افتقارنا إلى الهواء، إلى الماء، إلى قلب ينبض، هناك أجهزة دقيقة جداً في الجسم، أي جهاز لو تعطل أصبحت الحياة جحيماً لا يطاق، الإنسان إذا عرف نقاط ضعفه تواضع، وإذا عرف نقاط ضعفه أصبح عبداً لله، وإذا عرف نقاط ضعفه أحبه الناس، أما الكبر فبطر الحق وغمط الناس، الكبر أن يبدو بحجم أكبر من حجمه، أن يستعلي على الآخرين، والحقيقة التواضع شيء دقيق جداً، هذا من صفات الأنبياء.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل هذه نقاط الضعف الذي تحدثتم عنها وهي تخدم الإنسان في أن يتواضع الله عز وجل يقول:

﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾

[ سورة النساء: 28]

 نبدأ بالضعف.

 

الحكمة من أن الإنسان خلق ضعيفاً :

الدكتور راتب :
 لو خلقه قوياً لاستغنى بقوته، فشقي باستغنائه، خلقه ضعيفاً ليفتقر في ضعفه، فيسعد بافتقاره.
الأستاذ بلال :
 قال تعالى:

﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾

[ سورة الأنبياء: 37]

 أليس العجل نقطة ضعف؟

 

العجلة و الهلع نقاط ضعف في الإنسان أيضاً :

الدكتور راتب :
 الدنيا أمامه، الشهوات أمامه، والآخرة بعد الموت، البطولة يوجد نقاط ضعف ثلاث، الإنسان عجول وضعيف، العجلة يحب الشيء الآني، أما هناك شهوات تلتمع أمامه، تتألق، فلأنها تغضب الله تركها، خالف طبيعته الإنسانية العجولة، قال تعالى:

﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً ﴾

[سورة الإسراء: 11]

 نقل اهتماماته للدار الآخرة، الناس أمام الشهوات، أمام الطعام والشراب والنساء والأشياء المريحة والبيوت الجميلة والسيارات الفارهة، الأشياء بين يديه، أما الآخرة فبعد الموت، عندما عاكس هوى نفسه المبني على التسرع وآثر الآخرة على الدنيا ارتقى عند الله.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل ومن نقاط ضعفه خلق هلوعاً، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾

[سورة المعارج: 19-21]

الدكتور راتب :
 لو لم يخف لما تاب إلى الله، هذه نقاط الضعف هذه تماماً كالفيوز في الآلة، تسيح ينقطع التيار الكهربائي، خلق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه فيسعد في افتقاره، ولو خلق قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ بلال :
 جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.
 أخوتي الأكارم؛ قبل الختام يقول عمرو بن شيبة: كنت بمكة بين الصفا والمروة فرأيت رجلاً وحوله غلمان له، وهو يركب بغلته وغلمانه يعنفون الناس من حوله، فاستغربت شأنه، بعد حين دخلت بغداد وأنا على جسرها وجدت رجلاً طويل الشعر، حافي القدمين، عاري الرأس، فاستغربت حاله، وبدأت أنظر إليه، قال: أتعرفني؟ قلت: شبهتك بشخص لقيته بمكة وذكرت له صفته، قال: نعم أنا ذاك الرجل، قلت: ما فعل الله بك؟ قال: إني ترفعت في موضع يتواضع الناس فيه فوضعني الله في موضع يترفع الناس فيه.
 إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور