وضع داكن
28-03-2024
Logo
درر 3 - الحلقة : 21 - التفكر في مخلوقات الله نرقى.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ بلال :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مقلب القلوب والأبصار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه الأبرار الأطهار.
 أخوتي أخواتي أينما كنتم بتحية الإسلام أحييكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في مستهل حلقة جديدة من برنامجنا:" درر" اسمحوا لي في بدايتها أن أرحب باسمكم جميعاً بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب :
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأستاذ بلال :
 شيخنا الكريم من أعمال القلوب التفكر، بادئ ذي بدء أستاذنا الكريم إذا كان للإنسان فكر ففي كل شيء له عبرة، لماذا التفكر؟ لماذا ينبغي للإنسان أن يعمل عقله؟

التفكر أرقى عبادة على الإطلاق :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أصل الدين معرفة الله، ذلك أن الإنسان إذا عرف الله ثم عرف أمره تفانى في طاعته، أما إذا عرف أمره ولم يعرفه تفنن في معصيته، وكأنني وضعت يدي على مشكلة العالم الإسلامي الآن، الأمر بين أيديهم لكن ما عرفنا من هو الآمر، إن عرفنا من هو الآمر نعد للمليون قبل أن نعصيه، فأصل الدين معرفة الله إلا أن الذات الإلهية لا ترى، قال تعالى:

﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾

[ سورة الأنعام : 103 ]

 ولكن قال بعضهم: ولكن العقول تصل إليه ولا تحيط به. لذلك كان هذا الكون بسمواته وأرضه، بمخلوقات الله جميعاً، النبات الحيوان الإنسان، الجبال الأنهار البحار، الفواكه الثمار، هذا كله من آيات الله الدالة على عظمته، فالتفكر في خلق السموات والأرض هي الطريق السالكة الوحيدة إلى معرفة الله، قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾

[ سورة آل عمران : 190-191 ]

 الإنسان له حالات ثلاث إما أنه قاعد أو قائم أو مضطجع، الثلاث وردت، إذاً دائماً يذكر الله، قال تعالى:

﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة آل عمران : 191 ]

 أصل في الدين، فالتفكر جاء بالفعل المضارع، والمضارع يدل على الاستمرار:

﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران : 191 ]

 فالتفكر هو أرقى عبادة على الإطلاق، لأن التفكر يضعك وجهاً إلى وجه أمام عظمة الله، والله عز وجل له آيات لا تنتهي في خلقه، في أفعاله، في كلامه، وكل شيء في الكون من دون استثناء يدلك على وجود الله، ووحدانيته، وكماله، من هنا كان التفكر طريق سريع لمعرفة الله عز وجل لأنه يضعك وجهاً إلى وجه أمام عظمة الله.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل لما قرأتم الآية ورد إليّ خاطر قلتم:

﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران : 191 ]

 هل التفكر يؤدي إلى أن يبتعد الإنسان عن النار؟

 

من كان مع الحق كان مع الله :

الدكتور راتب :
 الحق ما هو؟ الشيء الثابت والمستمر والدائم، ماذا يقابله؟ الباطل، الشيء العابث والزائل، الحق الشيء الثابت والدائم، الباطل الشيء الطارئ والزائل، فالإنسان إذا كان مع الحق كان مع الله، كان مع المبادئ القيم، كان مع التوفيق، كان مع التيسير، كان مع الدعم، كان مع الرزق، فكل شيء من إيجابيات نراها عند الله.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل ابن عباس يقول: " تفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا" لماذا لا يجوز للإنسان أن يتفكر في ذات الله؟

 

التفكر في ذات الله شيء مهلك :

الدكتور راتب :
 إذا عندنا فرن لصهر الحديد كم حرارته؟ تقريباً تقدر حرارته بألف وخمسمئة درجة، لو ألقينا بهذا الموقد - الفرن - ورقة دخينة، نقول: ما مصيرها؟ من الوهج تبخرت، التفكر في ذات الله شيء مهلك، تفكروا في مخلوقاته، والتفكر في مخلوقاته يرقى بنا، أما في ذاته فهذه مشكلة كبيرة جداً، عقولنا لا تحتمل، مثلاً العقل ميزان مكتوب على الميزان: من خمسة غرامات إلى خمسة كيلو، لو أردت أن تزين مركبتك بهذا الميزان، مررت فوقه حطمته، هذا مصمم للفواكه والخضار ببقالية، مصمم أكثر شيء لخمسة كيلو، السيارة خمسة أطنان، لو أردت أن تزين بهذا الميزان مركبتك حطمته، تفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل مهمة العقل يتفكر فقط لا يمكن أن يحكم على النقل.

مهمة العقل التفكر فقط :

الدكتور راتب :
 العقل يوصل إلى الله، يوصل إلى الله ولا يحيط به، مثلاً إنسان يقف أمام البحر المتوسط في بيت سأله أحدهم البحر كم لتر؟ أي رقم يذكره فهو جاهل، إذا قال: لا أعلم، هو العالم، لذلك العجز عن إدراك الإدراك إدراك، أحياناً كلمة لا أعلم من عالم لها مكانة كبيرة، جاء وفد من الأندلس إلى أحد العلماء الكبار، معهم ثلاثون سؤالاً أجب عن سبعة عشر، الإمام مالك، قالوا: والباقي؟ قال: لا أعلم، هم صعقوا الإمام مالك لا يعلم؟ قال لهم: قولوا لهم الإمام مالك لا يعلم. أنا أرى مصداقية الإنسان من استخدام كلمة لا أعلم وسام شرف للعالم، هذا الموضوع أنا لم أطلع عليه، لا أعلم.
الأستاذ بلال :
 سيدي يقول الحسن رضي الله عنه:" تفكر ساعة خير من قيام ليلة" ما السبب؟

 

التفكر ارتقاء بالفكر و زيادة معرفة بالله :

الدكتور راتب :
 التفكر زادك معرفة بالله، وأصل الدين معرفة الله، المعرفة منعتك من مئات الأعمال الغير صحيحة، ودفعتك إلى مئة عمل صالح، أما العبادة وحدها فتضيف على بنود العبادات عبادة، أما التفكر فارتقيت بالتفكر.
الأستاذ بلال :
 هل هناك عبادة وهناك علم؟ العبادة المبنية على علم أعظم أثراً وأجراً؟
الدكتور راتب :
 أجراً ومصيراً.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل كما ذكرت لكم تفكر ساعة خير من قيام ليلة، كما يقول الحسن رحمه الله ورضي عنه، الآن سيدي هناك أحياناً إنسان يعبد الله عبادة جوفاء لا تقدم ولا تؤخر، ثم يأتي عليه زمن يعبد الله عبادة مختلفة تماماً فيرقى بها إلى الله، أريد أن أسمع منكم جواباً ولكن بعد الفاصل عن علاقة ذلك بقوله تعالى:

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾

[ سورة الزمر: 67 ]

 وعن علاقة ذلك بليلة القدر ولكن بعد الفاصل...
 عدنا من جديد لنتابع الحديث بصحبتكم حول موضوع التفكر، سيدي سألتكم عن قوله تعالى:

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾

[ سورة الزمر: 67 ]

 وعن علاقة ذلك بالتفكر و بليلة القدر أيضاً من اسمها نصيب كما يقال.

من قدر الله حق قدره وصل إليه وأقبل عليه :

الدكتور راتب :
 والله الاسم ليلة القدر، فإذا قدرنا الله حق قدره، هناك آية:

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾

[ سورة الزمر: 67 ]

 وصلنا إليه، أقبلنا عليه، اشتققنا من كماله كمالاً، أحسنا إلى الخلق، الخيرات كلها صغيرها وكبيرها في معرفة الله عز وجل، فإذا أردت الله أردت كل شيء، وإن فاتتك معرفة الله فاتك كل شيء:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

 الإنسان إذا لم ينتبه لدين، أو أعرض عنه، أو رآه لا يناسب هذا العصر، هو سيبني مجده مالياً أو إدارياً أو علمياً، فالخط صاعد صاعد يأتي الموت ينزل به إلى الصفر، طبعاً انتهت وظيفته، وانتهت مكانته العلمية، وانتهت كل إيجابياته، أما إذا عرف الله، فأقول خطه البياني صاعد، والموت نقطة على الخط الصاعد، ويبقى الخط صاعداً لأن الدنيا جزء من الأبد، الله عز وجل وعدك بالأبد، ما الأبد؟ الأبد شيء لا يصدق، أنت واضع واحداً أمامه ثلاثة أصفار ألف، ثلاثة أخر مليون، ثلاثة ثالثة ألف مليون، ثلاثة رابعة مليون مليون، واحد هنا وأصفار إلى الطرف الآخر من البيت، رقم خيالي، أنا أقول وأعني ما أقول: واحد بالأرض والأصفار إلى الشمس، مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر، وكل ميلي صفر، أخواننا في الرياضيات - هذه من بديهيات الرياضيات - أي رقم مهما كبر إذا نسب إلى اللانهاية صفر، الله وعدنا باللانهاية، وعدنا إلى أبد الآبدين في جنات وعيون، نحن اخترنا ثلاثين سنة، خمس عشرة، عشرين، ثلاث سنين، الموت يأتي فجأة، أنا ما وجدت أعظم ممن عرف الله، لكن هناك من لا يعرفه يعد ذكياً، فقيل: ما كل ذكي بعاقل، العاقل من عرف ربه، عرفه خالقاً مربياً مسيراً، عرف أسماءه الحسنى وصفاته العلا، عرف ربوبيته، عرفها تماماً، واتصل به، وأقبل عليه، هذا الإنسان الناجح نجاحاً مطلقاً، أما إذا غابت عنه هذه المعرفة فيخسر كل شيء، بثانية واحدة توقف القلب انتهى كل شيء، مربوطة مكاسبه كلها بضربة قلبه.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل هنا نقلتمونا وهذا أمر حسن كنت أسأل عن التفكر في مخلوقات الله، و الآن أسأل عن التفكر بالموت، التفكر ليس خاصاً بالمخلوق.

 

التفكر في الموت :

الدكتور راتب :
 أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللّذّاتِ، ما قال تفكروا، أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللّذّاتِ، ما قال تفكروا، مفرق الأحباب، مشتت الجماعات.

(( عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ))

[ الشيرازي، و الحاكم، والبيهقي، عن علي ]

 والله الذي لا إله إلا هو لو تفكر الإنسان بالموت كل يوم بعد صلاة الفجر لانقلبت أعماله مئة وثمانين درجة، هذا كله زائل أمامك، الذي يبقى هي الدار الآخرة، والآخرة هي الحياة الحقيقية.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل لو قال قائل: هؤلاء الذين يجلسون في أكبر المراصد للفضاء هؤلاء يرون من عجائب خلق الله ما لا نراه نحن، ولم يؤمنوا ما السبب؟

 

التفكر يبدأ من العقل و ينتهي إلى القلب :

الدكتور راتب :
 السبب تصور آلة تصوير من أرقى الآلات في العالم، العدسة، إلى آخره، لكن لا يوجد فيلم، نُقلت صور بالعدسة مذهلة، طلب الحقيقة هو الفيلم، كنت في أمريكا قبل أشهر زرت المتحف الفضائي، فكان أنشتاين هذا العالم الكبير الفيزيائي جالساً بشكل تمثال برونزي، وقفت أمامه وقلت: يقول هذا العالم الكبير: كل إنسان لا يرى في هذا الكون قوةً هي أقوى ما تكون، عليمةً هي أعلم ما تكون، رحيمةً هي أرحم ما تكون، هو إنسانٌ حي ولكنه ميت. كشفها أنشتاين عالم ذرة كبير.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل هؤلاء الذين ينظرون ولا يتعظون بقيت الأمور معلومات دماغ، نحن نتحدث عن التفكر الآن في أعمال القلوب هو في الأصل عمل عقلي لكن ينبغي أن ينتقل إلى القلب.
الدكتور راتب :
 هو يبدأ من العقل ينتهي إلى القلب تعظيماً لله، ومحبة في طاعته، وخوفاً من عقابه.
الأستاذ بلال :
 فإذا لم ينتقل إلى القلب تبقى مجرد معلومات لا تقدم ولا تؤخر، أيضاً من أنواع التفكر قلنا التفكر في آلاء الله وفي خلقه وفي الموت أيضاً أليس هناك تفكر في نعم الله عز وجل؟

التفكر في نعم الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 هذه النعم التي أنعم الله بها علينا إذا تفكرنا بها أحببنا ربنا، أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه، إنسان يتحرك و إنسان مشلول، إنسان معه ثمن طعامه، وإنسان لا يملك ثمن طعامه، يمد يده، إنسان عنده مأوى، وإنسان ليس عنده مأوى، إنسان عنده زوجة تحصنه، وزوجة لا تحصنه، نعم الله لا تنتهي فكلما ذكرتها استرحت، وكلما غفلت عنها انحسرت، فالبطولة أن تحاسب على هذه النعم بشكرها.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل في القرآن الكريم كأن هناك أسلوباً لقضية التفكر مثلاً عندما يذكرنا الله بأصل الشيء يقول: خلق الإنسان من علق، هذا الشيء وأصله أليس هذا باعثاً لنا على التفكر؟

 

خلق الإنسان باعث للإنسان على التفكر :

الدكتور راتب :
 هذا الذي أنجب ولداً ألا يعلم أن هذا الولد سببه ماء خرج منه، هذا الماء شكّل طفلاً برحم الأم في دماغه مئة و أربعون مليار خلية سمراء استنادية لم تعرف وظيفتها بعد، يوجد شبكية بالعين شيء لا يصدق، هناك عدسة تقوم بعملية المطابقة يعجز عنها علماء الضوء، يوجد معدة وأمعاء، وأنف وأسنان، يوجد عضلات وجهاز طرح البول – الكليتان- يوجد طريق طوله مئة كيلو متر، لو توقف عند خصائص الجسم لخر لله ساجداً، لذلك أنا أقول:

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾

[ سورة العلق: 1-2 ]

 أعطاك أقرب آية له، جسمك الذي بين جنبيك، الحرف يحتاج أحياناً إلى أربع عشرة عضلة حتى ننطقه، إذا كلمة فيها خمسة حروف وجملة فيها سبع كلمات، والخطبة فيها خمسة آلاف جملة، هذا النطق ليس شيئاً سهلاً، الشم، البصر، طبعاً الأذنان، أنت تمشي في الطريق ويوجد وراءك سيارة تطلق بوقها، تنتقل نحو اليمين، لم لم تنتقل نحو اليسار؟ دخل الصوت إلى الأذن اليمنى أنت تمشي على اليسار دخل إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى بتفاضل لا أحد يصدقه واحد على ألف وستمئة وخمسين جزءاً من الثانية، هذا التفاضل عرفت به جهة السيارة.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ بلال :
 جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم على هذه المعلومات القيمة، أخوتي الكرام ختاماً:

تأمل في نبات الأرض وانظر  إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات  بأحداقٍ هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهداتٍ  بأنّ الله ليس له شـــــــــــريك
* * *

 إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور