وضع داكن
20-04-2024
Logo
درر 3 - الحلقة : 20 - الإحسان.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ بلال :
  السلام عليكم، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:" الإحسان من منازل إياك نعبد وإياك نستعين، وهذه المنزلة هي لب الإيمان وروحه وكماله، وهي جامعة لما عداها من المنازل، فكل المنازل منضوية تحتها، يشهد لها قوله تعالى:

﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾

[ سورة الرحمن:60]

 هذا هو موضوع لقائنا اليوم: الإحسان.
 الحمد لله مقلب القلوب والأبصار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه الأبرار الأطهار.
 أخوتي أخواتي أينما كنتم بتحية الإسلام أحييكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في مستهل حلقة جديدة من برنامجنا:" درر" اسمحوا لي في بدايتها أن أرحب باسمكم جميعاً بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب :
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل نتحدث اليوم عن مقام عظيم هو مقام الإحسان، وقد أدرجناه ضمن أعمال القلوب، لأن الإحسان يبدأ من القلب ثم ينتقل إلى الجوارح، سيدي الفاضل بداية ما الإحسان وما موقعه في الدين؟

الإحسان و موقعه في الدين :

الدكتور راتب :
 هناك إسلام وإيمان وإحسان، فالإسلام مجرد الخضوع لمنهج الله فأنت مسلم، أما الإيمان فتطبيق وإقبال، تصديق وإقبال على الله عز وجل، والكفر تكذيب وإعراض، الإقبال متفاوت، لذلك المؤمنون يتفاوتون في درجاتهم لا انطلاقاً من معلوماتهم، المعلومات واحدة، بل من إقبالهم على الله، أما الإحسان فيأتي بعد مرتبة الإيمان، إسلام إيمان إحسان، الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، عبّر بعض العلماء عن هذا المقام بالمراقبة، الإنسان المحسن دائماً يراقب ربه في موقفه، هل هذا الموقف يرضي الله؟ هل هذه الكلمة، هل هذا التصريح، هل هذه النصيحة أبتغي بها وجه الله؟ المتابعة ومحاسبة النفس أعلى درجة لطريق العبد إلى الله عز وجل، هذه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل علاقة الإحسان بالإتقان، إتقان العبادة وإتقان العمل بشكل عام، لأن الإحسان في بعض معانيه كما تعلمنا منكم هو الإتقان.

علاقة الإحسان بالإتقان :

الدكتور راتب :
 يحفر قبر لصحابي توفي، ردم القبر، بقيت فرجة صغيرة عرضها كعرض الأصبع، النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ))

[ الجامع الصغير ومسند أبي يعلى الموصلي والطبراني في الأوسط عن عائشة ]

 أذكر مرة أن صحناً فضائياً ركب على سطح بيت، العامل مستعجل يوجد أربعة براغي، وضع اثنين فقط، جاء هواء شديد فطار الصحن أصاب فتاة في مقتبل حياتها فماتت، أنا أقول الذي قتلها ليس الهواء إهمال إتقان العمل، أنا أرى باجتهادي الشخصي أن إتقان العمل جزء من الدين، الإتقان مرتبة عامة، لكن إتقان العمل جزء من الدين، كثير من الصناعات الغذائية بخطأ يكون لها مضاعفات خطيرة جداً.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل وإتقان العبادة؟
الدكتور راتب :
 تمام العبادة، تمامها يعني الصلاة:

(( الصلاة عماد الدين..))

[ البيهقي في شعب الإيمان عن عمر]

 أي صلاها و الطعام أمامه، كُلْ وصلِّ، أو صلِّ بمكتبك قبل أن تأتي إلى البيت، هذه صلاة، فكلما أديت هذه الفريضة على عجل ولسبب أو لآخر هذه مشكلة، ما أتقنها، فالإتقان أول ما يتجه إلى إتقان العبادات، في رمضان أنت صائم وهناك أحياناً أشياء لا ترضي الله عز وجل فكأنما أفطر دون أن يشعر، طبعاً ما أفطر حكماً أفطر حقيقة.
الأستاذ بلال :
 لأنه لم يحقق حكمة الصيام في متابعة ما يلي، أستاذنا الفاضل الإحسان صفة من صفات الله، والله تعالى محسن جلّ جلاله قال تعالى:

﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾

[سورة البقرة :138 ]

الإحسان صفة من صفات الله :

الدكتور راتب :
 أولاً: منحنا نعمة الإيجاد، ومنحنا نعمة الإمداد، أمدنا بالهواء، الهواء ليس له فاتورة آخر الشهر، أمدنا بالماء، أمدنا بالمسكن، أمدك بزوجة تحبها وتحبك من جنس البشر، لها مشاعر البشر، أمدك بأولاد يملؤون البيت فرحة، أمدك بدخل يكفيك أن تسأل الناس، هذه النعم لو ألفت نسيت، والبطولة أن تشكر النعم المألوفة.
الأستاذ بلال :
 هو أحسن إلينا جلّ جلاله.
الدكتور راتب :
 أحسن إلينا أنه خلقنا أولاً، وأمدنا بما نحتاج، الإمداد ربوبية، والخلق خالق، ثم سيّرنا إلى ما ينفعنا، يوجد خطأ يعالجه الله، لو فرضنا أن مدرساً أحد طلابه أخذ صفراً بمادة اللغة العربية ما عالجه يرسب، لو كان نبهه، أعطاه تمريناً استثنائياً وبلغ والده لا يرسب، الله رب أيضاً هو خالق ورب ومسير.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل تعليقكم على قوله تعالى:

﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾

[سورة البقرة :138 ]

الصبغة و الفطرة :

الدكتور راتب :
 طبعاً كلمة صبغة تقتضي أن نفهم الفطرة، قال تعالى:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾

[ سورة الروم الآية : 30]

 أي إنسان في الأرض بالسبعة مليارات والمئتي مليون يحب الخير، يحب الصدق، يحب الصدق لا يعني أنه صادق، بالمناسبة، أن تحب الخير، أن تحب العمل الصالح، هذه فطرة الفطرة حببت إلينا دائماً، والدليل قوله تعالى:

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات: 7]

 فالفطرة ميل، تميل إلى الحق، تحب القاضي العادل، تحب الطبيب المتقن، تحب المهندس الذي أبرز البناء بشكل جيد، تحب الصانع المتقن، تحب الخطيب المفوه الصادق بما يقول، الله عز وجل حبب إلينا هذا كله.
الأستاذ بلال :
 أما الصبغة؟
الدكتور راتب :
 أما الصبغة فأن تصطبغ بهذا الكلام، الفطرة أن تحب العدل، أما الصبغة فأن تكون عادلاً، الفطرة أن تحب العمل الصالح أما الصبغة فأن تعمل عملاً صالحاً، الفطرة أن تحب من يلوذ بك أما الصبغة فأن تحسن إليهم، هناك فرق كبير، واحدة ميل والثانية تحقق.
الأستاذ بلال :
 والله تعالى حينما يصبغنا بهذه الصبغة:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾

[سورة البقرة :138 ]

 الإحسان.
الدكتور راتب :
 طبعاً الصبغة كاملة كمالاً مطلقاً هذا الإحسان فيها.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل ننتقل إلى فرع من الإحسان وهو الإحسان في الخلق قال تعالى:

﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾

[ سورة السجدة : 7 ]

 الله أحسن الخلق.

 

الإحسان في الخلق :

الدكتور راتب :
 لو فرضنا أن هناك أعصاب حس في الشعر، أنت مضطر كل أسبوع أو كل أسبوعين أن تذهب إلى المستشفى كي تخدر تخديراً شاملاً من أجل أن تحلق، الشعر ليس به أعصاب حس، والأظافر كذلك، أعطاك عينين، لو كانت عين واحدة ترى الطول والعرض فقط، أما الثانية ففيها بعد، أنت لا تستطيع أن تضم إبرة بعين واحدة، أغمض الأولى قد يأتي الخيط بعيداً عن الإبرة خمسة سنتمترات، بالعينين يصبح هناك بعد ثالث وهو العمق، هذه نعمة كبيرة جداً، أعطاك ألواناً، لو كان الكون أبيض وأسود، العين تفرق بين ثمانية ملايين لون، أذكر مرة إنساناً ركّب شيئاً أفقي بمكتبة، قلت له: مائلة، قال: لا، وأصر، قلت له: مائلة، فجاء بالمتر وضعه قال لي: هكذا تمام، قلت له: مائلة، لما أصررت جلب بيكاراً فتحه بقدر الفتحة هنا وقفله، ووضعه هنا كان الفرق ربع ميلميتر، ربع ميلي ميزتها، هذه من نعم الله عز وجل، الله عز وجل كرم الإنسان بخصائص كثيرة.
الأستاذ بلال :

﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾

[ سورة السجدة : 7 ]

 جزاكم الله خيراً، سنتابع الحديث حول الإحسان...
 السلام عليكم عدنا إليكم من جديد لمتابعة الحديث حول موضوع الإحسان، شيخنا الكريم تحدثنا عن ألوان من الإحسان، وتحدثنا عن إحسان الله لخلقه، الآن ننتقل للإحسان بالمخلوقات، نبدأ بأعظم مخلوقين حقاً على الإنسان وهما الوالدان، يقول تعالى:

﴿ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا ﴾

[سورة الإسراء: ٢٣]

 ما دلالة ذلك؟

الإحسان إلى الوالدين :

الدكتور راتب :
 الحقيقة أن الإله العظيم هو الخالق، لكن هذا الخلق تمّ بسبب الوالدين، فإذا كان الخلق يعزا، إلى الله وصولك إلى الدنيا يعزا إلى الوالدين، لذلك رفع الله بر الوالدين إلى مستوى عبادته، أنت لا تقول: اشتريت بيتاً وملعقة، الواو تقتضي التناسب والتماثل، اشتريت بيتاً ومزرعة، مركبة وبيتاً، أما بيتاً وملعقة فلا تتناسب، فلما الله عز وجل قال:

﴿ وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ﴾

[سورة الإسراء: ٢٣]

 أعلى شيء العبادة لله:

﴿ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا ﴾

[سورة الإسراء: ٢٣]

 رفع مستوى الإحسان بالوالدين إلى مستوى عبادته، الإله هو الخالق، والخلق تمّ عن طريق الأم والأب.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل لماذا قال: بالوالدين ولم يقل إحساناً لهما؟
الدكتور راتب :
 أحياناً تاجر كبير أو موظف كبير أو وزير، له أم وأب، عنده مستخدم خذ لهم طعاماً، أبوه مرض قال له: خذه إلى الطبيب، الباء باء الإلصاق، أمسكت بالملعقة، باء الإلصاق من حروف الجر، جاءت هنا أكمل شيء بالبر أن تذهب بنفسك إليهم، وأن تتمنى أن تراهم وتسلم عليه، وتقدم لهم ما طلبوا منك، هذا معنى الباء:

﴿ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا ﴾

[سورة الإسراء: ٢٣]

 أي إحسانك لهم مباشرة منك لا عن طريق وسيط.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل أحياناً الإحسان يكون في القول، قال تعالى:

﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾

[ سورة الإسراء: 53]

 ما أهمية الإحسان بالقول؟

 

الإحسان بالقول :

الدكتور راتب :
 أنت أمامك خيارت كثيرة، فالبطولة أن تختار أجمل كلمة، ألطف عبارة، أكثر كلمة فيها ود، الآن يجب أن تختار الأحسن بالكلمة، الأحسن في العمل، أنت أمام أشياء كلها حسنة مطلوب منك الأحسن.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل من نتائج الإحسان وثماره أن الله عز وجل يقول:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة العنكبوت:69 ]

 ما هذه المعية؟

 

معية الله عامة و خاصة :

الدكتور راتب :
 المعية معيتان، معية علم ومعية توفيق، إذا قال تعالى:

﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾

[ سورة الحديد: 4 ]

 معكم بعلمه، الكافر الله يعلم ما يفعل، الذي صنع قنبلة ذرية يعلمها، كل شيء وقع يعلمه الله، هذا معنى وهو معكم أين ما كنتم، يعلم أعمالكم، ويعلم خبايا أعمالكم، ويعلم نواياكم، ويعلم مؤدى أعمالكم، أما قوله تعالى:

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الأنفال: 19 ]

 فهذه معية خاصة، مع المؤمنين ينصرهم، يؤيدهم، يلهمهم الصواب، يحفظهم، يوفقهم، البطولة أن تملك المعية الخاصة، العامة لكل الناس حتى لغير المؤمنين.
الأستاذ بلال :
 هذه المعية الخاصة ينالها المحسن؟

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة العنكبوت:69 ]

الدكتور راتب :
 أبداً، لمع المحسنين هذه لام المزحلقة، لام التأكيد، هو معهم يكافئهم، ويسعدهم، ويتجلى عليهم، دقق ولا أبالغ المحسن غير موضوع ثناء الناس عليه يشعر بسعادة لا توصف، الله كافأه بالدنيا قبل الآخرة، المحسن له سعادة من الله، بتعبير آخر الله يتجلى عليه بالسكينة، فالسكينة يسعد بها ولو فقد كل شيء، ويشقى بفقدها ولو ملك كل شيء.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل أيضاً من ثمرات الإحسان قوله تعالى:

﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة البقرة:112 ]

 أيضاً ما تعليقكم على هذا الأجر؟

 

من ثمرات الإحسان أن أجر المحسن على الله :

الدكتور راتب :
 أحياناً يكون الإنسان قانعاً أن الدين حق، والنبي نبي عظيم، والقرآن كلام الله، وهناك أوامر ونواه، هو استسلم لهذه المعلومات الأساسية وما صدقها، ما انتفع منها، العبرة بالتطبيق، أي شيء إذا بقي نظرياً لا قيمة له، أمده محدود، وينتهي وينسى، أما إذا كان هناك عمل فيؤكده.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل ما معنى:

﴿ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة البقرة:112 ]

استسلام المؤمن لأمر الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 والله أنا أتأثر بهذه العبارة كثيراً، دقق أنا الآن هنا، لحظة الآن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون على الماضي، لا يوجد أروع من هذه الآية، لا خوف عليهم، إنسان بسن معقولة آتاه الله مالاً، يجوز أن يخاف من أن يصاب بالشلل، يخاف من المرض، أشياء كثيرة أنا أرى أن المؤمن لا يخاف لأن الله عز وجل يطمئنه، يوجد قصة سمعتها، شخص بلغ من العمر ثمانية وتسعين عاماً، رزقه الله قامة طويلة، بصره حاد، سمعه مرهف، أسنانه في فمه، فإذا سئل يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها؟ كان عالماً من علماء الشام، يقول: يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر. لذلك المستقبل يجب أن يكون لصالح المؤمن والدليل:

﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 لن للمستقبل، قد لا ننتبه للام، هذه لام الملك، هناك فرق بين كتب علينا وكتب لنا، آية قرآنية:

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 الإنسان الغني والقوي قد يعيش لحظته، لكن عنده قلقاً ترى هل أصاب بالفالج؟ بالشلل؟ بحادث سير يودي بحياتي.
الأستاذ بلال :
 المؤمن مستسلم.
الدكتور راتب :
 المؤمن مستسلم لله عز وجل.

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 الحقيقة عندنا سلامة وعندنا أمن، السلامة عدم حدوث شيء، شخص أمضى سنة بعد زواجه لا يوجد أية مشكلة، لا بعمله ولا مع زوجته، لكن عنده قلقاً، أما المؤمن فلا يوجد عنده قلق في المستقبل من هذه الآية:

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 إيجابيات.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ بلال :
 جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، أخوتي المشاهدين في الختام نزل عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب منزلاً في طريقه في السفر فلم يجد طعاماً يأكله، بعث غلمانه ليبحثوا عن طعام، وجدوا امرأة عجوز في خيمة قالوا لها: هل عندك من طعام؟ فما وجدوا عندها خير خبزة، قالوا: جودي علينا بنصفها، قالت: أما النصف فلا أجود به أما الكل فخذوه إن شئتم، قالوا لها: عجباً لك تمنعين النصف وتجودين بالكل؟ قالت: إن إعطاء الشطر نقيصة وإعطاء الكل فضيلة، وأنا أمنح ما يرفعني وأمنع ما يضعني.
 إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور