- ندوات تلفزيونية / ٠03برنامج دٌرر - قناة مكة
- /
- ٠2درر 2 - الحقوق
مقدمة :
الأستاذ بلال :
السلام عليكم ؛
فيَاربِّ مِن أجلِ الطُّفولة وحدهــــا أفض بركات السلم شرقاً و مغربا
وصُن ضحكة الأطفال يارب إنهـا إذا غردت في ظامئ الرمل أعشبا
***
الأطفال قطوف الأمل ، وغراس المستقبل ، وقرة العين ، كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال ؟ كيف نحميهم من الأخطار المحيطة بهم ؟ وكيف ننشئهم على محبة الله ومحبة رسوله ؟ وكيف نتعامل معهم مع هذا الإعلام الفاسد المفسد ؟ تابعوا هذا اللقاء للإجابة عن هذه الأسئلة .
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أخوتي الكرام ؛ أخواتي الكريمات ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في مستهل حلقة جديدة من برنامجكم درر ، ونحن نتناول قيم الإسلام في التعامل بين أفراد المجتمع وصولاً إلى مجتمع يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، بادئ ذي بدء يسرني أن أرحب باسمكم بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، السلام عليكم .
الدكتور راتب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم نحن اليوم سنتحدث إن شاء الله عن قيم الإسلام في التعامل مع الطفل ، قبل أن نبدأ بما في الكتاب والسنة من حديث عن الأطفال لمَ اهتم الإسلام بالأطفال اهتماماً عظيماً وأولاهم عناية كبيرة ؟
الحكمة من عناية الإسلام بالأطفال :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين .
إجابة عن سؤالك اللطيف والمهم الأطفال هم المستقبل ، بل إن أية نهضة أمة على الإطلاق لا يمكن أن نبدأ بالمراحل العملية للنهوض إلا بالعناية بالصغار أولاً ، لأن الأطفال رجال المستقبل ، والأطفال أمل الأمة ، والنقطة الدقيقة والخطيرة أن الإنسان لو حصّل أعلى مرتبة في الحياة بل وجمع أكبر ثروة مالية ، وارتقى لأعلى منصب ، ولم يكن ابنه كما يتمنى فهو أشقى الناس ، هناك ترابط عضوي ومصيري بين الأب وطفله ، والحقيقة أن العلوم تؤكد أن المهارات والأخلاق والعادات والمبادئ والمثل والقيم يتلقاها الطفل في سن مبكرة ، فإذا أهملنا سنواته المبكرة وقعنا في حيص بيص ، وقعنا في شعور بأن هذا الطفل تشكّل لا على ما نريد بل على ما يحاط به من أشخاص ، ومن أصدقاء ، وهناك نقطة دقيقة جداً جداً جداً وهي أن الإنسان يتلقى من أبيه تعليمات أو توجيهات ، فالأب والأم والأستاذ والشيخ والموجه والمرشد اجمع كل هؤلاء القادة التوجيهيين هؤلاء يشكلون أربعين بالمئة من التأثير ، وصديق السوء وحده يشكل ستين بالمئة ، فشيء خطير جداً ، فإذا أردت أن تربي ابنك يجب أن تعرف من قرينه ومن صديقه ، وإذا أردت أيتها الأم أن تربي ابنتك يجب أن تعلمي من هي صديقة ابنتك ، قضية خطيرة لها امتداد بعيد ، وحينما يقيم الإنسان في بلد بعيد عن قيم الإسلام إن ذكرت له أولاده يكاد يغمى عليه ، لأن أولاده تربوا تربية أخرى ، فالذي حرص على تربية أولاده ، وعلى مستقبل أولاده ، والذي يعلم هذا الترابط العضوي بينه وبين أولاده لا بد من أن يبذل وقتاً كبيراً في تربية أولاده ، وكلما كثرت العقبات والصوارف والمغريات في الحياة نحتاج إلى تربية أشدّ وأعمق وذات تأثير فعال أكثر .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل بينتم إذاً لماذا اعتنى الإسلام بالأطفال ؛ لما لهم من أهمية في بناء المستقبل ، الآن سأذكر بعض اللقطات من السيرة لأسمع تعليقكم عليها بما يهم الآباء .
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُمَا بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ أَخْذًا رَفِيقًا وَيَضَعُهُمَا عَلَى الْأَرْضِ فَإِذَا عَادَ عَادَا حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْعَدَهُمَا عَلَى فَخِذَيْهِ ... ))
أي هذه الرحمة بالطفل ما أهميتها في التربية ؟
أهمية الرحمة بالطفل في التربية :
الدكتور راتب :
والله في مرحلة الطفل يتأثر بالحب ، وأدوات الحب الملاعبة ، لاعب ولدك سبعاً ، لا يوجد عنده ضوابط إلا أن يحب أباه وأمه ، إذا كان هناك ملاعبة و ضم ، مر معنا بعلم النفس شيء لا يصدق ، الطفل يحتاج أن تضمه في اليوم عشرين مرة من منطلق علمي محض، غير الطعام والشراب والتنظيف ، فلذلك الذي أنجب طفلاً حمل مسؤولية كبيرة جداً ، هذا الطفل سيقتبس من أبيه وأمه ، حينما يرى خطأ لفظياً أو سلوكياً من الأم أو الأب يتشرب هذا الخطأ لأنه ممن يحبه ، فأنا أرى موضوع التربية من أخطر الموضوعات ، والأمة لا يمكن أن تنهض إلا إذا بدأت بالتربية .
نضيف شيئاً ثانياً ؛ والتربية تحتاج إلى معلم ، وما لم نعتن بالمعلم لا تجدي التربية، هناك قراءات يجب أن نذكرها ، إذا أراد أعداء الأمة أن يضعفوا الأمة يصوبون سهامهم نحو المرحلة الأولى الأسرة ، ونحو المرحلة الثانية المعلم والتعليم ، ونحو المرحلة الثالثة المراجع الدينية ، هذه المؤسسات الثلاث الأسرة والمدرسة والمرجع الديني أدوات الأمة في صون الأخلاق وتلقين المبادئ والقيم ، فهنا القضية خطيرة جداً .
الأستاذ بلال :
كأني لما قلتم كلمة لطيفة قلتم في مرحلة معينة يحتاج الطفل إلى الحب ، ويحتاج أن يحضنه والده ، النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه وفد قال : أتقبلون صبيانكم :
(( قَدِمَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالُوا : لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَ مَا أَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ ؟ ))
هذه المرحلة مرحلة الحب لا بد من أن يأخذ الطفل نصيبه من الحب وهو صغير .
التعامل بالرحمة و الشفقة مع الطفل :
الدكتور راتب :
وحينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حفيده نزل من على المنبر وهو يخطب وحمله وصعد به المنبر ، أي خطيب يفعل هذا ؟
الأستاذ بلال :
فما بال بعض الناس اليوم يخرجون الطفل من المسجد أو يرجعونه إلى الصفوف الخلفية يقولون له : ارجع ؟
الدكتور راتب :
والله العبد الفقير بتاريخ دعوتي لا أسمح لإنسان أن يرجع طفلاً من الصف الأول أبداً لو وقف في الصف الأول يبقى في مكانه الأول .
الأستاذ بلال :
حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم احترم حق الطفل ، كان عن يمينه طفل وهو أحق بالشراب قال : أتأذن لي أن أسقي القوم ؟ قال : لا آثر أحداً ، فسقاه أولاً . هذا ملمح نتعلمه في مساجدنا لأن بعض الناس من رواد المساجد لا يقدرون وجود الطفل فإذا أحدث صخباً قليلاً بحكم أنه صغير يكرهونه بالمسجد من خلال معاملتهم له داخل المسجد .
الدكتور راتب :
حدثني أخ كان في المسجد فالصبي الذي معه سرق حذاؤه لسبب أو لآخر ، فاشترى له حذاء جديداً أغلى من حذائه ، ثم التقى بأبيه وصار هناك مودة بينهما ، يقسم بالله أن هذا الطفل ما ترك الصلاة طوال حياته ، إذا أرجعنا طفلاً من الصف الأول إلى الصف الأخير بعنف لعل هذا الطفل يترك الصلاة .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم سنعود للمتابعة بعد فاصل قصير ...
السلام عليكم عدنا من جديد لنتابع الحديث معكم عن قيم الإسلام في التعامل مع الأطفال والصغار ، أستاذنا الفاضل قبل الفاصل كنا قد انتهينا إلى موضوع الحب والتعامل بالرحمة والشفقة مع الطفل ، وأكدنا على ذلك داخل المساجد ليجد الطفل ما يسره ، ويدفعه إلى أن يكون دائماً في بيوت الله عز وجل ، الآن أريد أن أنتقل إلى قضية وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كما صح في الحديث كان يقول :
(( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه ))
ما هذه الأخلاق العالية ؟
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال :
الدكتور راتب :
النص نفسه فيه ملمح لطيف ، سمع طفلاً يبكي ينادي أمه ببكائه فأشفق عليه واختصر في الصلاة ، هذه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم .
الأستاذ بلال :
وفي حديث آخر :
(( كان النبي صلى الله عليه و سلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ ))
ماذا نستنبط أيضاً من هذا الحديث ؟
الدكتور راتب :
إيناس الطفل ومداعبته و الابتسام بوجهه ، جزء أساسي من تربيته ، هناك مرحلة الذي يجذبه إلى الكبير الحب ، والمودة ، والطعام الطيب ، والأكلة الطيبة ، هذا كله يجذب ، أعرف أناساً كثيرين بجيبهم سكاكر كلما شاهد طفلاً أعطاه سكرة ، مع أن هذا الشيء بسيط لكن له معنى كبيراً ، هذا الطفل هو المستقبل ، هو عماد الأمة ، هو قائد المستقبل ، فإذا ربيناه على الحب استفدنا منه ، لذلك التربية البيتية الراقية تنشئ في قلب الطفل حباً ، لو تسلم منصباً رفيعاً حينما يكبر ، هذه المحبة التي أودعت في قلبه من أمه وأبيه تنعكس على من دونه ، تنعكس على من يرأسهم أحياناً .
الأستاذ بلال :
فإذا ربي على الإعلام ترك للشاشة ما المصير إذاً ؟
إنفاق الأموال لتأمين إعلام جيد لأجيالنا :
الدكتور راتب :
والله أنا عندي دراسة لكن خطيرة جداً ، وقد لا تصدق ، هذه الأفلام الكرتونية في دراسة تحليلية لها تبث فيمن يشاهدها إنكار وجود الله والإباحية ، دراسة علمية ، هل نعجز على أن نصنع لأطفالنا فيلماً كرتونياً إسلامياً ؟ والله مرة شاهدت فيلماً كرتونياً إسلامياً عن محمد الفاتح والله رأيته مرتين ، هذا محمد الفاتح فتح القسطنطينية ، والنبي بشر بفتحها ، نحن يجب أن ننفق أموالنا من أجل أجيالنا ، فنحن نترك أجيالنا إلى هذه الأفلام ، ولو كان هناك دراسة لكن لا أحد ينتبه لها، ولو كان هناك دراسة عميقة يربى هذا الصغير على الإباحية والإلحاد ، حتى أن هناك ألعاباً صغيرة جداً تنزع ثيابها قطعة قطعة فإذا نزعت كل ثيابها أخذت جائزة ، ألعاب صغيرة ، فالغرب يريد أن يدمر هذه الأمة ، من الألعاب ، من أفلام الكرتون ، فلذلك أغنياء المسلمين ينبغي أن يبذلوا في هذا المجال شيئاً دقيقاً جداً سيدخل فيلم الكرتون بحياة كل أسرة هذا الأب هل ينتبه لهذا الفيلم ما به ؟ على ماذا ينشأ ؟
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل أريد أن أنتقل إلى موضوع أيضاً لصيق بحديثنا وهو التكامل في التربية ، قالوا : التربية تحتاج إلى ميمات أربعة ، ميم المنزل ، ميم المسجد ، ميم المدرسة ، فهذه الميمات المسجد والمدرسة المنزل كيف تتكامل فيما بينها لإنشاء الجيل ؟
تكامل عمل المدرسة مع البيت لإنشاء جيل واع :
الدكتور راتب :
أنا أقول كلمة ذكرتني بها الآن : لو فرضنا هذا الطفل يحضر مع والده خطب الجمعة ، ومن خلال هذه الخطب تبين أن سيدنا آدم - أبو البشرية - فإن دخل إلى الصف وكان هناك أستاذ الطبيعيات ، وشرح لهم نظرية دارون التي تؤكد أن الإنسان من قرد ، ما الذي يحصل في نفس هذا الطفل ؟ هذا أستاذ وهذا أستاذ لا يوجد تناغم ، لا يوجد تنسيق ، لا يوجد شيء يؤكد شيئاً ، هذا أصيب بحالة انفصام ، والانفصام إذا استمر صار لامبالاة ، شعر أن هناك قوتين تجذبانه ، وهو حائر بينهما ، هذه الحيرة إذا استمرت وقتاً طويلاً تنقل هذا الإنسان إلى حالة اللامبالاة ، تجد جيلاً لا يهمه شيء ، لا يهمه حق ولا باطل ، ولا خير ولا شر ، ولا دين ولا دنيا ، شرود ، لامبالاة ، بعد لك جاءته مؤثرات ثقافية متناقضة ، لذلك هذا الانسجام بالمناهج ، الانسجام بالكتب المدرسية ، الانسجام بين المدرسة وبين البيت ضروري جداً ، أحياناً أذكر أن هناك مدارس تقيم مراسلة أسبوعية مع البيت ، هل تعجبك صلاته في البيت مثلاً ؟ كيف معاملته لأخوته ؟ ما دام هناك تواصل بين المدرسة والبيت هذه نقلة نوعية في التربية
اتفقنا قبل قليل أنه عندنا مدرسة وبيت ومرجع ديني ، إذا كان هناك تناغم بين هذه المرجعيات الثلاث ، لو فرضنا أن الطفل ذكر كلمة قالها المدرس ، يجب أن يعلم والد هذا الطفل يقيناً أنك إذا طعنت بكلام المدرس زعزعت ثقة ابنك فيه ، أنت ممكن أن تذهب للمدرس وتقول له : هذه الفكرة لو صححتها في درس قادم ، فالطفل هذا والده وذاك معلمه ، و أحدهم سخف الثاني ، هناك أخطاء يرتكبها الناس ، ترتكبها الأمهات مع أبنائهم في علاقتهم بأستاذهم خطيرة جداً تزعزع مكانة المدرس .
الأستاذ بلال :
إذاً ميم المنزل ، والمجتمع ، والمدرسة ، والمسجد ، هذه ينبغي أن تتكامل ، أستاذنا الكريم لو انتقلت إلى قضية القدوة ، النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى امرأة تقول : تعال ، فقال: ما أردت أن تعطيه ؟ قالت : تمرة ، قال : أما والله لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة ، هذا الطفل يتعلم بعينه وينبغي أن ننتبه إلى هذه القضية .
التعليم بالقدوة :
الدكتور راتب :
تأكيداً لكلامك امرأة زارت جارتها ومعها ابنتها الصغيرة ، وتأخرت عندها كثيراً ، فلما عادت إلى البيت الطعام غير جاهز غضب الأب ، قال لهم : أين كنتم ؟ قالت : لم نذهب إلى أي مكان ، والبنت الصغيرة ذهبت مع أمها إلى الجارة ،
شربت الكذب من أمها دون أن تشعر ، شيء خطير
سيدي الذي عنده أولاد هو الموجه الأول له ، الذي عنده أولاد هو القدوة الأولى لهم ، قبل أن تتكلم كلمة ، قبل أن تكون الكلمة غير لائقة ، قبل أن تخلع ثيابك أمام أولادك وتبدلهم بثياب أخرى ، هذه يجب أن تكون في غرفة النوم ، حتى يتعلم الأدب ، عندنا أحكام تربوية لا تكريسية ، ثياب الطفل صغيرة جداً إذا كان فيها تفلت من الصعب أن يقبل منك بيوم أن يلبس ثياباً محتشمة .
ائمروا أولادكم بسبع للصلاة ، التكليف بالبلوغ لسبع ، والعقاب لعشر ، أما بيوم واحد تقول له : تعال صلّ فلن يسمع كلامك .
الأستاذ بلال :
كأني ألمح من كلامكم أننا نحتاج إلى عملية تكاملية تراكمية وليست آنية .
الدكتور راتب :
تراكمية وتكاملية .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل يوجد أثر من المربين كانوا يقولوا : إنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ما معنى أن يربي الإنسان طفله لزمان غير زمانه ؟
ضرورة اهتمام الأب بالعصر الذي يعيش فيه ابنه :
الدكتور راتب :
إذا الأب لم يدخل الكومبيوتر لبيته ، و ليس مهتماً به إطلاقاً ، طبيعة عمله لا تستدعي ذلك ، لو طلب ابنه كومبيوتر ، والآن من لا يوجد عنده كومبيوتر إنسان أمي ، فيجب أن يعيش عصر ابنه ، وليس عصره هو ، كثير من الآباء ينشئون مشكلات مع أبنائهم ، الأب هذه القضية ليست داخلة في برنامجه ، خلقوا لزمن غير زمنكم ، أنا أقول : الكومبيوتر رفع الدقة من واحد لمليون ، وخفض الجهد من مليون لواحد ، وتطور من دراجة إلى روز رايز ، ونزل سعره من روز رايز لدراجة
هذا الآن جهاز العصر ، والآن هناك بعض الآراء من لا يتقن الكومبيوتر إنسان أمي ، بشكل أو بآخر فخلقوا لزمن غير زمنكم ، فالأب الذي يعيش العصر ويعيش مستقبل هذا العصر يهتم بأولاده اهتماماً يتناسب مع العصر الذي سيعيشون به .
خاتمة و توديع :
الأستاذ بلال :
مع المتابعة والمراقبة جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ، وأحسن إليكم ، وأنتم أخوتي الكرام لم يبق لي في نهاية هذا اللقاء الطيب إلا أن أشكر لكم حسن متابعتكم ، سائلاً المولى جلّ جلاله أن ألتقيكم في أحسن حال ، إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .