وضع داكن
19-04-2024
Logo
درر 2 - الحلقة : 18 - حقوق المريض ؛ زيارته ، الدعاء له ، التنفيس له بالأجل .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ بلال :
السلام عليكم ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

((من عاد مريضاً نادى مناد من السماء : طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً ))

[ابن ماجه عن أبي هريرة]

ما حكم عيادة المريض ؟ وكيف نتعامل معه ؟ ثم بماذا ندعو له ؟ هل نطيل الجلوس عنده ؟ كيف ننفس له في الأجل ؟ ما هي آداب عيادة المريض ؟ تابعوا الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال هذا اللقاء الطيب من درر الشريعة .
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أخوتي الكرام ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في مستهل حلقة جديدة من برنامجكم درر ، بداية يسرني أن أرحب باسمكم جميعاً بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، السلام عليكم .
الدكتور راتب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم نحن في هذا البرنامج كما أوضح لأخوتي المشاهدين نعالج قيم الإسلام في التعامل مع أصناف المجتمع ، كيف يتعامل الفرد مع الفقراء ؟ مع الضعفاء ؟ مع ذوي الاحتياجات ؟ اليوم مع موضوع جديد في موضوع القيم في التعامل مع المريض ، إنسان أصيب بمرض نسأل الله العافية للجميع ، كيف يتعامل المسلم معه ؟
بادئ ذي بدء يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمس " وعدّ منها عيادة المريض ، وبعض العلماء قالوا : عيادة المريض سنة مؤكدة ، والبعض قالوا : بل هي واجب كفائي ، لأنها وردت في الحقوق .
بداية أول حق لنتحدث عن عيادة المريض .

 

عيادة المريض :

الدكتور راتب :
والله هذا الواجب على المسلم والحق للمريض يمتن العلاقات الاجتماعية ، والمريض حينما يأتيه أخوه يعوده ترتفع معنوياته ، ويرى مكانته في مجتمعه ، وهذا يوطد أيضاً العلاقات الاجتماعية ، المريض بحاجة إلى مؤانسة ، وإلى تطمين ، ننفس له في الأجل ، أحياناً العائد يكون على حكمة بالغة يذكر له حالات كثيرة لأصدقائه ألمّ بهم هذا المرض وشفوا شفاءً تاماً ، هذه نقطة دقيقة جداً ، هذا من باب نفسوا له في الأجل ، فلذلك من عاد مريضاً فكأنما يخوض في الرحمة خوضاً ، وأنا أتصور أن هذا الذي زار أخاه يعوده تلقى من الله سعادة كبيرة جداً ، فقد خاض في الرحمة خوضاً .
الأستاذ بلال :
لو انتقلنا إلى الحديث القدسي المشهور :

(( يا بن آدم مرضت ولم تعدني ، قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟))

[مسلم عن أبي هريرة]

الضعف يعطي الإنسان حجمه الحقيقي :

الدكتور راتب :
هذا الحديث فيه ملمح دقيق جداً :

(( يا بن آدم مرضت ولم تعدني ، قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ..))

[مسلم عن أبي هريرة]

لكن لا تظهر قيمة هذا النص إلا بالفقرة الثانية :

((.. يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني ، قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي))

[مسلم عن أبي هريرة]

الفرق كبير بين لوجدتني عنده ، وبين لوجدت ذلك عندي ، معنى ذلك المريض له عند الله معاملة خاصة ، الذات العلية هي عند المريض ، وكأن الطريق سالك إلى الله ، وكأن المريض يفتح مع الله خطاً ساخناً ، وكأن المريض قريب من الله عز وجل ، والحقيقة المرض له فوائد كثيرة منها يشعر الإنسان بضعفه ، قوته ، نشاطه ، جبروته بالمرض يضعف ، لذلك أحياناً الإنسان بحاجة إلى منبهات لضعفه ، أنا أقول : لو أن الله خلق الإنسان قوياً لا يمرض لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه ، خلقه ضعيفاً ليفتقر في ضعفه ، ويسعد بافتقاره ، الصحابة الكرام قمم البشر في بدر تذللوا وخضعوا لله فانتصروا ، هم هم في حنين اعتدوا بعددهم فلم ينتصروا ، هذا يعلمنا شيئاً دقيقاً هو أنت بين الافتقار والاستغناء ، المرض الذي يمكن أن يعالج فوراً من قبل الله للمؤمن قد يشعر بقوته ، أو بعلمه ، وقد يستغني بهما ، تأتي المعالجة سريعة جداً :

(( فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم ))

[أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي الدرداء]

فالضعف يعطي الإنسان حجمه الحقيقي .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم نقطة المرض - الإنسان يمرض كما تفضلتم وكان ممكن أن يكون قوياً - هذه نقطة ضعف فيه ، ولكنها لصالحه ، هل يمكن أن نفهم ذلك ؟

 

إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه والمرض نوع من الابتلاء :

الدكتور راتب :
لا شك أن المؤمن المرض لصالحه ، أنا أذكر مريضاً مصاباً بمرض خبيث ، فكلما زاره عائد يقول له : اشهد أني راض عن الله ، يا رب لك الحمد ، غرفة هذا المريض أصبحت تشع بالإيمان ، أصبح الأطباء يكثرون زيارته ليتمتعوا بحديثه ، وهو يعاني ما يعاني ، وكأن الألم ضعف كثيراً ، وهذا يذكرني أن هناك بحثاً علمياً دقيقاً جداً عنوانه : بوابات الألم ، فطريق الآلام في الإنسان طريق بوابات ، فإذا أغلقت انخفض الألم إلى العشر ، وإذا فتحت تضاعف إلى عشرة أضعاف ، ألطف شيء بآخر المقالة العلمية يتحكم بهذه البوابات الحالة النفسية للمريض ، فتجد المؤمن يمرض ، و يكون مرضه معقولاً ، فإيمانه بالله ، وبحكمة الله، وبرحمة الله ، وأن الله يحب له كل خير ، وأن هذا المرض حكمة

هذه المعاني الإيمانية تخفف الألم ويرى نفسه معتنى به ، لذلك الإنسان حينما يرى أن ابنه بحاجة إلى معالجة ، معنى ذلك أن الأب واثق من ابنه أن عنده إمكانيات لكنه بحاجة إلى دفع ، قال تعالى :

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾

[ سورة الأنعام : 44]

إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه ، والمرض نوع من الابتلاء .
بالمناسبة الله عز وجل يثبت مليار قانون ؛ لا يوجد دعاء للشروق ، تشرق الشمس دائماً ، دائماً الماء سائل ، الحديد صلب ، هناك مليار قانون كله ثابت إلا أن الله جل جلاله حرك شيئين ؛ حرك الصحة والرزق ، لتكون الصحة والرزق بابين من أبواب تربية الإنسان ، الإنسان يربى بقلة رزقه، فإذا عرف أين الخلل تلافاه وجاءه الإكرام الإلهي ، ويربى بالمرض أحياناً بضعفه ، حتى قال بعضهم : المرض نافذة إلى السماء ، الأقوياء بالمرض تجدهم ضعفاء.
الأستاذ بلال :
و كأن الله عز وجل يأخذ شيئاً من صحته فيعوضه بالقرب منه ، أستاذنا الفاضل هناك ملمح في قوله تعالى سيدنا إبراهيم يتحدث :

﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾

[ سورة الشعراء : 78-80]

كأن هذا أدب من آداب الأنبياء أنه نسب المرض إلى نفسه هل من معنى آخر ؟

 

المرض يكون لفائدة تعريفية أو فائدة علاجية :

الدكتور راتب :
الإنسان خلق للسعادة والدليل قال تعالى :

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود:119]

فالأصل ألا يمرض ، هناك تعليمات و حكم و سنن بالطعام والشراب و الحركة ، لكن إذا الإنسان قصر في هذه السنن أصابه المرض ، المرض مقابل التقصير ، نحن عندنا مثل أعلى فالإنسان حينما يكون مطبقاً لكل مناهج الله عز وجل في حياته الخاصة ينبغي ألا يمرض، لكن أحياناً المرض يكون فائدة كبيرة جداً ، إما فائدة تعريفية ، أو فائدة علاجية ، على كل المرض فيه حكمة كبيرة للمؤمن طبعاً .

(( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر وكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك لغير المؤمن ))

[أحمد في مسنده عن صهيب ]

بطولة المؤمن أنه يرى أن يد الله تعمل في الخفاء ، أن هذا المرض وراءه إرادة إلهية، وأنا أقول لكل مؤمن أصيب بمرض : أنت تحب الله وتعبده وتؤثر طاعته هذا الذي تحبه هذا قراره ينبغي أن تحترم قراره .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل أحسن الله إليكم ، أخوتي المشاهدين مازال في حديثنا عن قيم الإسلام في التعامل مع المرضى شيء آخر يتعلق بحقوق المرضى علينا نعود بعد فاصل ..
عدنا إليكم من جديد لنتابع الحديث عن قيم الإسلام في التعامل مع المرضى ، أستاذنا الفاضل تحدثنا عن أول حقوق المريض علينا وهو عيادته ، وفصلنا في هذا الموضوع لعل من الحقوق أيضاً الدعاء له ، النبي صلى الله عليه وسلم دعا : " اللهم اشف سعداً " قالها ثلاثاً ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم يدعو للمريض : " بسم الله اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك " . ينسب الشفاء إلى الله عز وجل ، أريد تعليقكم على موضوع الشفاء .

 

بطولة الإنسان أن يأخذ بيد المريض و لا يتركه لليأس :

الدكتور راتب :
أولاً هناك تعليق دقيق جداً أن الإنسان مصمم للشفاء ، فهذا العظم ينكسر ، الخلية العظمية حينما تسهم في نمو العظم إلى حدّ معين ثم تقف ، العلماء قالوا : تنام ، وقد تنام سبعين عاماً ، فإذا كسرت هذه العظمة تستيقظ وترمم

فالإنسان مصمم على الشفاء ، شفاء ذاتي ، الطبيب أحياناً يضع العظمة في مكانها الطبيعي وينتهي الأمر ويضع الجبصين ثم يصبح التئام كامل ، فأنا أرى الإنسان بكل شؤون أجهزته هناك شفاء ذاتي ، الجرح يلتئم ، و إن لم يلتئم الجرح فالمشكلة كبيرة جداً ، الدم يتخثر ، هناك آلاف الأبحاث في الطب كيف أن هذا الإنسان مصمم أن يشفي ذاته بذاته ، والآن عندنا شيء دقيق قد يكون الشفاء من دون أي سبب، والأدلة كثيرة ، وهذا الطب لم يعترف به ، لم يدخله ببرنامجه ، لكن هناك حالات مؤكدة شفاء تام عندما يثق المريض أن الله عز وجل قادر أن يشفيه شفاء تاماً ولو كان الورم خبيثاً ، هذه تعطيه معنويات عالية جداً ، فالبطولة أن نأخذ بيد المريض لا نتركه لليأس ، هناك طبيب له وجهة نظر قد لا تكون مطابقة للشرع ، يعطيك حجم المرض بأكبر حالة ، قد ينهار ، أذكر إنساناً قال له الطبيب : أنت مصاب بورم خبيث ستعيش شهرين أو ثلاثة فمات في اليوم الثاني، لم يتحمل ، نفسوا له في الأجل ، ارفعوا معنوياته ، لي قريبة جئنا لها بطبيب الساعة الثانية ليلاً لأن مرضها كان خطيراً ، هو لامني على أني أخبرته بهذا الوقت ، قال لي : أنا إنسان نائم و حالتها بسيطة لا تحتاج أن آتي في الليل ، هي لم تكن حالتها بسيطة لكن هو كان يتكلم معي أنا ، ويسمع المريضة ، والله ساهم هذا الكلام بالشفاء ، رفع معنويات المريض شيء مهم جداً ، لذلك كان اسم الطبيب قديماً حكيماً ، الآن إذا لم يكن حكيماً يعمل مشكلة ، طبعاً لكن يجب أن يعرف الأهل الوضع تماماً حتى ينتبهوا للطعام والممنوعات .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل هذه المعاني لو وصلت إلى المريض أن الله هو الشافي .

 

الشفاء مؤكد من الله عز وجل :

الدكتور راتب :
الحقيقة أن الشفاء مؤكد من الله عز وجل ، لأن الله على كل شيء قدير ، الحقيقة هناك قصص ثابتة علمياً لكن لا تصدق ، إنسان أجرى فحوصات فكان مصاباً بورم خبيث من الدرجة الخامسة ، بعد حين تلاشى المرض لوحده ، أي طبيب يعرف هذه الحالة ؟ الآن الطب الحديث ما أدخلها بحسابه لأنه يتوهم أن لها علاقة بالخرافات وهي وقائع .الأستاذ بلال :
لو زار إنسان صحيح إنساناً مريضاً وعاده تنفيذاً لسنة النبي ، هل يسن له أن يطيل الجلوس أم ينصرف ؟

 

النهي عن إطالة الجلوس عند المريض :

الدكتور راتب :
الأصل ألا يطيل ، المريض بحاجة إلى إبرة ، إلى جرعة ماء ، إلى تناول حبة من حبوب الأدوية ، إلى قضية يحتاجها ، لكن أحياناً يكون المريض ملّ الفراش ، وجاءه صديق يحبه كثيراً ، والمريض مرتاح ، فإذا ألح عليك المريض أن تبقى عنده اجلس عنده ، هذه حالة نادرة ، المريض مرتاح ، لا يوجد مشكلة ، الأدوية تناولها ، وهو مشتاق لصديقه ، و لا يوجد عنده أي عمل آخر ، هو استأنس بك ، هذه حالة نادرة ، الأصل ألا نطيل الجلوس عند المريض .
الأستاذ بلال :
إلا إذا وجد منه إلحاحاً .
الدكتور راتب :
وهناك معيار أن عيادته مقدار فواق ناقة .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم ، عندما قلنا الحديث : اشف أنت الشافي ، هذا يشجع المريض ، أيضاً هناك حديث آخر :

(( ما أنْزَلَ الله من داء إلا أنزل له دواء ))

[البخاري عن أبي هريرة ]

الحديث السابق فيه تطمين للأطباء و المرضى معاً :

الدكتور راتب :
والله له ملمحان دقيقان جداً ؛ أول ملمح تطمين الأطباء أن هذا المرض الذي أعياكم له دواء ابحثوا عنه ، يعطي الطبيب باعثاً للبحث عن الدواء ، أخبرك الخالق أن هذا المرض له دواء ، هذه نقطة ، والنقطة الثانية تطمئن المريض : لم يعد هناك يأس إطلاقاً ، و الآن هناك أمراض وبيلة صار لها حل .
الأستاذ بلال :
ونسبة الشفاء إلى الله لا تعني أبداً أن يترك الإنسان زيارة الطبيب .

 

الأخذ بالأسباب و التوكل على الله :

الدكتور راتب :
الموقف الإسلامي الكامل التوحيدي أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، أنا أقول : الأخذ بالأسباب أحياناً يضعف التوكل ، والتوكل غير الصحيح التواكل يضعف الأخذ بالأسباب ، فالبطولة بالإنسان المؤمن أن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، ليس سهلاً ، مثلاً أتناول أدوية بدقة بالغة ، أفضل دواء ، بالمواعيد الدقيقة ، وبعد ذلك أقول من أعماق أعماقي : يا رب أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، الجمع بين الحالتين يحتاج إلى مهارة كبيرة ، الأخذ بالأسباب يضعف التوكل والتوكل الساذج يضعف الأخذ بالأسباب ، فلا بد أن تجمع بينهما ، أنا بعبارتي الدقيقة أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، هذا الموقف الوسطي .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل لا شفاء إلا شفاؤك لا تتناقض مع الذهاب إلى الطبيب .
الدكتور راتب :
ويختار الطبيب الجيد ، ويتناول الدواء الجيد بالمواعيد الدقيقة .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل آخر شيء في قيم الإسلام بالتعامل مع المرضى أحياناً يكون المريض أنثى ، وهنا يسأل الناس : هل يجوز للمريضة أن تذهب للطبيب ؟ ما ضوابط ذلك ؟

ضوابط ذهاب المرأة المريضة إلى الطبيب :

الدكتور راتب :
والله الطبيب المسلم مسموح له أن يرى مكان المرض في المرأة ولا يؤاخذ ، وأنا لي اجتهاد آخر ؛ الطبيب المؤمن صدق ولا أبالغ حينما تكشف له المرأة عن مكان الألم والله لا علاقة له بالإثارة إطلاقاً ، عمله مقدس ، عمله بعيد عن الشهوة إطلاقاً ، لكن أنا أعرف طبيب عظمية وأقدره كثيراً عنده ملاءة كبيرة فيها فتحة دائرية يضع الفتحة مكان الألم ، ما رأى منها شيئاً ، وهناك أطباء لعلة لا أعرفها يأمر بخلع الثياب كلياً ، هذه مشكلة ، المرأة المسلمة تخلع كل ثيابها مشكلة كبيرة جداً ، فالطبيب المسلم له احتياطات دقيقة جداً .
الأستاذ بلال :
لو توفرت الطبيبة المسلمة الجيدة ؟
الدكتور راتب :
أفضل ، لذلك أنا أقول : الطبيبة المسلمة لها دور خطير جداً لهذه المرأة المحجبة العفيفة الطاهرة هذه تتطلع عليها امرأة أخف بمليون مرة من أن يتطلع عليها رجل .
الأستاذ بلال :
إذا لم توجد الطبيبة ، الطبيب المسلم الذي يخاف الله .
الدكتور راتب :
طبيب مسلم حاذق ورع .

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ بلال :
في زيارتها للطبيب المسلم ألا ينبغي أن يرافقها رجل من محارمها حتى لا تكون خلوة ؟
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ، وأحسن إليكم ، لعلنا بهذا استوفينا ما يتعلق بقيم الإسلام فيما يتعلق بالمرضى ، وأنتم أخوتي الكرام لم يبق لي في نهاية هذا اللقاء الطيب إلا أن أشكر لكم حسن متابعتكم ، سائلاً المولى جلّ جلاله أن ألتقيكم في أحسن حال ، إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور