- ندوات تلفزيونية / ٠03برنامج دٌرر - قناة مكة
- /
- ٠2درر 2 - الحقوق
مقدمة :
الأستاذ بلال :
السلام عليكم ؛ يقول تعالى :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أحبوا الفقراء وجالسوهم ))
هل يكفي أن نعطي الفقير مالاً أم أنه يحتاج شيئاً آخر ؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( شر الطعام الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء ))
تعالوا بنا في هذا اللقاء الطيب نتعرف على قيم الإسلام في التعامل مع الفقراء .
بسم الله ، الرحمن علم القرآن ، خلق الإنسان علمه البيان ، والصلاة والسلام على نبينا العدنان ، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان .
أخوتي الأكارم ؛ أينما كنتم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ونحن في مستهل حلقة جديدة من برنامجكم درر ، وما زلنا نتابع الحديث عن قيم الإسلام في التعامل مع الفقراء والضعفاء ، بداية اسمحوا لي أن أرحب بفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، السلام عليكم أستاذنا الكريم .
الدكتور راتب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم كنا نتحدث عن قيم الإسلام في التعامل مع الفقراء ، وكتلخيص لما سبق في الحلقة السابقة فقد بينتم أن الغنى الحقيقي والفقر الحقيقي بعد العرض على الله ، ثم بينتم أن الغنى والفقر امتحان يمتحن الله الغني بالفقير ، وكذا الفقير بالغني، وبينتم أنواع الفقر ، فقر الكسل وفقر القدر وفقر الإنفاق ، وجزاكم الله خيراً اليوم نتابع في حق الفقراء علينا ، وفي قيم الإسلام في التعامل مع الفقراء ، وأريد أن أبدأ من قوله تعالى :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
لنفهم هذه الصدقات ما مآلاتها ؟ وكيف هي في الإسلام ؟
الصدقة تؤكد صدق الإنسان في طاعته لله :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين .
الحقيقة الدقيقة في هذه الآية التي تفضلت بها ملمح دقيق جداً ، الآية الكريمة :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
بادئ ذي بدء ، هذه الزكاة سميت في هذه الآية صدقة لأنها تؤكد صدق الإنسان في طاعته لله ، هناك عبادات لا تكلف كثيراً ، وعبادات تكلف إنفاق المال ، فحينما تنفق مالاً حببه الله لك ، المال محبب والإنسان حريص على المال ، فإذا أنفق هذا المال يتقرب إلى الله ، أنفق شيئاً يحبه ، قال تعالى :
﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾
قال تعالى :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ﴾
تؤكد صدقهم في طاعة ربهم ، التعليل دقيق جداً وهذا درس للآباء والمعلمين والمدرسين ورؤساء الدوائر وأي منصب قيادي يجب أن يتخلق صاحب هذا المنصب بهذه الأخلاق ، أعط أمراً لمن حولك ، أقنعهم لا تقمعهم ، أنت إذا أقنعته رفعت مكانته ، طبق هذا الأمر عن قناعة لا عن ضغط وإكراه ، قال تعالى :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾
تطهر الغني من الشح ، وتطهر الفقير من الحقد ، وتطهر المال من تعلق حقّ الغير به .
الزكاة تزكي نفس الغني و الفقير :
﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾
الزكاة النماء ، تنمو نفس الغني حينما يرى عمله الطيب انعكس سعادة في البيوت ، أنا أذكر في بيت الأب يعاني من مرض في القلب ، والعملية تحتاج إلى أموال طائلة ، ولا يملك منها قرشاً واحداً
جاء رجل محسن وتبرع بإجراء هذه العملية على حسابه ، والطبيب الجراح أحد أخواني ، والعملية نجحت نجاحاً باهراً ، وأنا زرت المريض قبل العملية وبعد العملية ، قبل العملية هناك كآبة في البيت ، الأب المنتج الوحيد معه أزمة قلبية ، وزرته بعد نجاح العملية كأن هناك عيداً في البيت ، الأولاد يفرحون و يمرحون ، الإنسان عندما يعلم قيمة العمل الصالح يموت من أجله ، بل إن علة وجودك في الدنيا العمل الصالح ، قال تعالى :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾
تطهر الغني من الشح ، تطهر الفقير من الحقد ، تطهر المال من تعلق حقّ الغير به ،
﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾
الزكاة هي النماء ، تنمو نفس الغني يشعر بقيمته ، يشعر بمن حوله ، يحبونه ، يفتدونه بأرواحهم ، حراس له ، يخدمونه من أعماق أعماقهم .
﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾
تزكي نفس الغني ، والفقير حينما يشعر أن هذا الدين العظيم لم ينسه ، أمر الأغنياء بإنفاق أموالهم ، فجاءه مبلغ معقول ، فاشترى طعاماً وشراباً ولباساً ، فهذا الفقير سعد بهذا العطاء فنمت نفسه ، أنا لست هيناً على مجتمعي ، لست منسياً ، هناك من يهتم بي ، هناك الغني الذي أنفق ماله من أجلي ، والذي أمره الشرع بذلك ، فهذا لفقير نمت نفسه .
نمو المال بالزكاة :
الآن والمال ينمو بالزكاة ، هناك تفسير علمي وتفسير آخر ، التفسير العلمي أن الغني عندما أنفق ماله ، دفع زكاة ماله ، ووضع بأيدي الفقراء قوة شرائية ، هذا المال الذي هو قوة شرائية اشتروا بها حاجاتهم ، فأصحاب المحلات التجارية ، أصحاب المعامل ، أصحاب المؤسسات ربحوا ، فكأن هذه الزكاة التي دفعوها انقلبت إلى قوة شرائية بأيدي الفقراء ، واشتروا حاجاتهم فعاد عليهم الربح .
وهناك معنى آخر أنا أتمنى أن يكون واضحاً عند أخوتي المشاهدين ؛ هناك قانون أنا أسميه قانون العناية الإلهية ، أنت حينما تنفق هذا المال للفقراء بقانون العناية الإلهية يتولى الله مضاعفة أموالك أضعافاً كثيرة ، إما بآلية قانونية أصبح المال متداولاً ، أو بآلية من الله إخبارية ، نما هذا المال بفعل الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ﴾
تؤكد صدقهم ، قال تعالى :
﴿ تُطَهِّرُهُمْ ﴾
تطهر الغني من الشح ، تطهر الفقير من الحقد ، و المال من تعلق حقّ الغير به ،
﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾
تنمو نفس الغني وتنمو نفس الفقير ، ويزداد هذا المال إما بآلية متعلقة بالزكاة ، نفسه أصبح بيد الفقير قوة شرائية ، أو ينمو بالعناية الإلهية مباشرة .
الأستاذ بلال :
جزاك الله خيراً ، أستاذنا الفاضل ما زال الحديث عن قيم الإسلام في التعامل مع الفقراء ، المزيد ولكن بعد فاصل قصير ...
عدنا من جديد للحديث عن قيم الإسلام في التعامل مع الفقراء ، لفت نظري قبل الفاصل واستوقفتني جملة قلتم : تطهر المال من تعلق حق الغير به ، وكأني ألمح من كلامكم أن هذا المال حق للفقير ، فإذا لم يعط الإنسان زكاته فقد منع حق الفقير في ماله ، الآن أستاذنا الكريم الموضوع اللصيق بالإنفاق جداً قضية الإنفاق السري أو العلني ، قال تعالى :
﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾
كيف نفهم هذا الإنفاق ؟
دور التنافس في المشاريع الخيرية :
الدكتور راتب :
والله أنا أفهم هذا الإنفاق من خلال تجربة عانيتها سابقاً ، ندعى في كل رمضان إلى حفل للتبرع للأيتام ، وكان هناك إعلان للرقم ، قال تعالى :
﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ ﴾
يقول هذا التاجر : أنا عليّ مئة ألف ، شريكه مئة ألف أيضاً ، هناك خير بالأمة كبير جداً ،
((الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة))
فعندما يتبرع الشريك بمئة ألف ، يقول شريكه : وأنا مئة ألف ، يبدو بعد ست أو سبع سنوات - أنا أحضر كل هذه الاحتفالات لجمع التبرعات للأيتام بالضبط ، عندنا ميتم ضخم جداً يحتاج إلى مال - هناك توجيه يجب أن يكون الرقم غير معلن ، فأعطوا إيصالات للحاضرين جميعاً ، المبلغ كان مجموعه العشر ، عشر مبلغ السنوات السابقة ، أما الجواب الدقيق الآن فإذا كانت هذه التبرعات متجهة إلى مشروع خيري يجب أن تكون معلنة من أجل التنافس ، والدليل قال تعالى :
﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾
أما إن كانت هذه الأموال لإنسان نحطمه بالإعلام ، قال تعالى :
﴿ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾
إما أن تتجه هذه الأموال لمشاريع ، مشاريع خيرية ، جمعيات خيرية ، مؤسسات خيرية ، أو أن تتجه للفقراء ، الفقير يجرح ، لذلك الفقير يؤتى الزكاة من دون أن يشهر بهذه الزكاة ، إذاً : إبداؤها في موطن وإخفاؤها في موطن ، إن اتجهت إلى إنسان بالذات يجب أن تخفوها ، إذا اتجهت إلى مشروع خيري ينبغي أن تعلن ، والتنافس له دور كبير جداً .
الأستاذ بلال :
أستاذنا اليوم بعض الجمعيات الخيرية هداهم الله يعطون الفقير الصدقة ، وينبغي أن يصور وهو يأخذ الصدقة فيظهر الفقير وهو يأخذ المساعدات .
إخفاء الصدقة و سترها عند إعطائها للفقراء :
الدكتور راتب :
ليس هذا هو الإعلان ، الإعلان حينما تتجه الصدقة لمشروع خيري غير محدد ، نعلن من أجل التنافس ، قال تعالى :
﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾
أما إن كانت هذه الأموال إلى فقير فينبغي أن نستر . وكان السلف الصالح يتفننون بإظهار ضعفهم أمام الفقير ، قد يضعون في البيت المبلغ دون أن يعرف من وضع هذا المبلغ .
الأستاذ بلال :
جزاك الله خيراً ، أستاذنا الفاضل بعد حديثكم عن الناحية المعنوية للفقير يقودني إلى قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أحبوا الفقراء وجالسوهم ))
فالفقير كأنه لا ينتظر مالاً فقط ، ينتظر شيئاً آخر من حسن المعاملة معه أليس كذلك ؟
الحكمة في مخاطبة الأغنياء و الفقراء :
الدكتور راتب :
والله مرة دعيت إلى إلقاء محاضرة في حي فقير جداً ، فقلت في هذه المحاضرة نصاً قاله النبي الكريم ، دخل عليه رجل من الصحابة فقير جداً قال له : أهلاً بمن أخبرني جبريل بقدومه ، قال : أو مثلي ؟ قال : نعم يا أخي أنت خامل في الأرض علم في السماء .
ومرة دعيت إلى جمع تبرعات بأغنى الأحياء بالمليارات ، فأنا قلت لهم وقتها : إن هذا البيت جميل ، من اختار هذا البلاط وهذه التزيينات ؟ المرحوم ، أين المرحوم ؟ في القبر ، فإذا خاطبت الأغنياء بلغة يجب أن تضع لهم رادعاً كبيراً وهو الموت ، سينتقل من كل شيء إلى لا شيء ، إلى قبر تحت الأرض ، الأغنياء لهم أسلوب في مخاطبتهم ، والفقراء لهم أسلوب، على كل لا بد من الحكمة ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾
والبطولة أن نكون حكماء فيما نطلب من الأغنياء ، وحكماء فيما نعطي للفقراء .
الأستاذ بلال :
جميل هذا الجانب المعنوي الذي أشرتم إليه في مخاطبتكم للفقراء أمر مهم ، فالفقير لا يحتاج مالاً فقط ، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه ، وحسن الخلق، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( شر الطعام الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء ))
لا ينبغي أن نكتفي بإعطاء المال ، وإنما الفقير يحتاج منا خلقاً حسناً وكلمة طيبة وجبراً للخاطر .
أداء زكاة المال بخلق حسن و كلمة طيبة :
الدكتور راتب :
لو فرضنا قال الغني للفقير : خذ هذه زكاة مالي ، اجعلها هدية يا أخي ، ابحث عن شيء يحتاجه ، بمناسبة عيد قدم له هذه الهدية ، أنت أديت زكاة مالك بأسلوب رائع جداً ، ليست البطولة أن تؤدي الزكاة فقط البطولة ألا تجرح الفقير ، والإنسان يعيش بكرامته ، يعيش بقيمه ، لكن حينما يطمئن الله المحسنين ، الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير ، أنا كنت أرى بعض المحسنين يدفعون زكاة أموالهم للفقير ويجعلون يدهم السفلى ، والفقير يده هي العليا أدباً مع الله عز وجل .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل :
(( شر الطعام الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء))
كنت أسمع منكم أن بطولتك في أن تلبي دعوات الفقراء وليس الأغنياء ، أليس كذلك ؟
بطولة الإنسان أن يلبي دعوات الفقراء :
الدكتور راتب :
والله مرة دعيت إلى إطعام إفطار في رمضان ، سفارة دعتنا إلى هذا الطعام ، كان الطعام بأعلى درجة ، ولي طالب علم فقير جداً يسكن في أطراف المدينة ، فدعاني إلى طعام في اليوم نفسه ، آثرت دعوة هذا الطالب ، شعرنا بسعادة لا توصف
طبعاً هناك في السفارة طعام نفيس جداً جداً جداً ، أما عند هذا فالطعام من الدرجة العاشرة ، ومع ذلك صار تجلٍّ ، جلسة رائعة جداً ، دخلت بيتاً في الدرجة العاشرة من حيث المساحة والبساطة ، وجدت طفلاً صغيراً نظيفاً ، وشعرت أن في هذا البيت سعادة لا توصف ، فالله عز وجل أحياناً يتجلى بتجليه الرائع على فقير يكون أسعد الناس ، وقد يكون هناك إنسان آخر في أعلى درجات الغنى والقوة وهو أشقى الناس ، فالبطولة أن تملك مفتاح السعادة والشقاء ، فإن الله يعطي الصحة ، والذكاء، والمال ، والجمال ، للكثيرين من خَلقه ، ولكنه يعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين ، السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء.
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل وجدتم في هذين البيتين مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم :
(( أحبوا الفقراء وجالسوهم ))
فقد يجد الإنسان السعادة في مجالسة الفقراء وإعانتهم ، وهذا خير له من أن يلبي دعوات الأغنياء فقط ويكف عن هؤلاء المحتاجين .
الدكتور راتب :
تعقيباً على ما تفضلت به تلبية دعوة الأغنياء من الدنيا ، وتلبية دعوة الفقراء من الآخرة ، أنت بهذا تتقرب من الله بتلبية دعوته .
خاتمة و توديع :
الأستاذ بلال :
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ، وأحسن إليكم ، وأنتم أخوتي الكرام أسأل الله جميعاً أن ينفعنا بما سمعنا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا ، إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .