وضع داكن
26-04-2024
Logo
محاضرات خارجية - ندوات مختلفة - تركيا - غازي عنتاب - المحاضرة : 19 - نفحات إيمانية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغرِّ الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.
أيها الإخوة الكرام، أيها الإخوة الأحباب؛ بادئ ذي بدء أشكر لكم جميعاً دعوتكم الكريمة لأنها إن دلت على شيء فعلى حسن الظن بي، وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنكم، وإن وجدتم في كلمتي تلك ما كنتم تتوقعون فالفضل لله وحده، وإلا فحسبكم الله ونعم الوكيل.

الإيمان هو الخُلق:


ابن القيّم من كبار العلماء الربانيين يقول: الإيمان هو الخُلق، فمن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الإيمان ، النبي العدنان آتاه الله من الخصائص التي انفرد بها مئات، لكن حينما أثنى عليه أثنى على خُلقه قال:

﴿  وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ﴾

[ سورة القلم ]

فالخُلق: الإيمان هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان، الآن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحبَّ الله عبداً منحهُ خُلُقاً حَسَناً، لا يمكن أن يكون مؤمن كاذباً ولا خادعاً، كل الصفات السلبية تستحيل على المؤمن الصادق. 
إن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحب الله عبداً منحه خُلُقاً عظيماً، النبي -عليه الصلاة والسلام-سيد الخلق وحبيب الحق وسيد ولد آدم ومع كل ذلك حينما أراد الله أن يمدحه مدحه بخلقه العظيم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) الدين أخلاق، الدين مبادئ، الدين حياة، الدين رحمة، الدين صبر، كل مكارم 
الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحب الله عبداً منحه خُلُقاً حَسَناً، مكانتك عند الله بالأخلاق، المعلومات ممكن جهاز صغير يعطيك عن موضوع بثانية، الآن هناك أجهزة الآن ممكن تبحث عن أي موضوع بثواني، أما الذي يرقى بالمؤمنين أخلاقهم الحسنة، هناك وفاء، هناك صدق، عفواً:

﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ وتمت كلمة ربك(115) ﴾

[ سورة الأنعام ]

كأنه هذه الآية تلخص العلاقة بين الله وبين عباده، يعني: يا عبادي منكم الصدق ومني العدل، أنتم تتفاوتون عندي بصدقكم، وأنا أعدل بينكم، بمعنى آخر: هذا القرآن 600 صفحة فيها حقيقة دقيقة جداً، فيها الإخبار، الكلام: خبر وإنشاء، الخبر: يصح أن يُقال له صادق أو كاذب، أما الإنشاء كالأمر، والتمني، والترجي، لذلك هذا الكتاب الذي جمع آيات الله -عزَّ و جلَّ-فيه حِكم لا تنتهي، يعني إذا أردت الدين فاقرأ القرآن، هذا القرآن فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه ، لا تنقضي عجائبه.

إذا عرفت الآمر، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر:


لذلك الآن هناك حقيقة دقيقة وهي أساسية؛ إن عرفت الآمر وهو الله، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، الصحابة الكرام في مكة لسنوات طويلة تعرفوا إلى الآمر فلما انتقلوا إلى لمدينة جاء الأمر، الملخص: إذا عرفت الآمر، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، فإذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر، من الآخر. 
إن عرفت الآمر وهو الله، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت منه، مثل بسيط: تركب السيارة والإشارة حمراء، لماذا تقف سؤال؟ لأن واضع قانون السير علمه يطولك من خلال الشرطي أو الكاميرة مثل بعض، علمه يطولك وقدرته تطولك لذلك أنت تطيعه، فإذا قال الله -عزَّ وجلَّ -:

﴿ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ  وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا(12)﴾

[ سورة الطلاق ]

مادام الإله العظيم علمه يطولك، وقدرته تطولك، لا يمكنك أن تعصيه، دعك من هذا المثل الرائع، مع شرطي لأن هو عين وزير الداخلية فإذا خالفت الإشارة علم هذا الوزير يطولك، وقدرته تطولك، إذاً لا تعصي أنت، متى تستقيم؟ إذا علمنا أن لله يعلم.

﴿ يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ(19) ﴾

[ سورة غافر ]

إذاً ملخص هذه اللمحة إن عرفت الآمر، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، والصحابة كذلك، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر، كيف أعرف الآمر؟  

﴿ لَّا تُدْرِكُهُ ٱلْأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلْأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ (103) ﴾

[ سورة الأنعام ]


أنواع الآيات:


لكن الله جعل آيات، هناك آيات كونية: خلقه، آيات تكوينية: أفعاله، آيات قرآنية: كلامه. 

﴿ تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ (6) ﴾

[ سورة الجاثية  ]

معنى ذلك أن الآيات مطلق الآيات هي القنوات الوحيدة والفريدة لمعرفة الله، الآية (فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ) الآيات أنواع ثلاث: آيات كونية: خلقه، آيات تكوينية: أفعاله، آيات قرآنية: كلامه (فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ) .
الآيات هي القنوات الوحيدة والفريدة التي تعرف الله من خلالها، الأنواع مرة ثانية: آيات كونية: خلقه، آيات تكوينية: أفعاله، آيات قرآنية: كلامه، فلذلك الله-عزَّ وجلَّ-حينما تعرف من هو الله صاحب الأسماء 
الحسنى والصفات العلا، بيده كل شيء، إليه يُرجع الأمر، لذلك الله-عزَّ و جلَّ-إن عرفت الله ثم عرفت أمره تفانيت في طاعته، أما إذا عرفت أمره ولم تعرفه تفننت في التفلت منه، لذلك أول آية (فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ) .
يعني الآن تحتاج أمثلة: الأرض تدور حول الشمس في مسار إهليلجي يعني بيضوي، المسار البيضوي له قطران: قطر أصغر، وقطر أطول، واضح؟ الأرض هنا، الشمس هنا، الأرض انتقلت من القطر الأطول إلى القطر الأصغر، المسافة قلت، الجاذبية ازدادت، فلابد من أن تنجذب الأرض إلى الشمس، فإذا انجذبت تبخرت في وقت قصير، تنتهي الحياة، ما الذي يحدث؟ -دققوا-ترفع الأرض سرعتها لينشأ من رفع السرعة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة فتبقى على مسارها، يد من؟! علم من ؟! قدرة من؟! واضحة تمام؟ المسار إهليلجي له قطران: قطر أطول، وقطر أصغر، فلما انتقلت الأرض من القطر الأطول إلى الأصغر، المسافة قلت، الجاذبية ازدادت، إذا انجذب الأرض إلى الشمس تلاشت في وقت قصير، ترفع الأرض سرعتها لينشأ من رفع السرعة قوة نابذة أقل تكافئ القوة الجاذبة الأقل تبقى على مسارها.

﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِۦ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا(41)﴾

[ سورة فاطر ]

انتقلت الأرض من القطر الأصغر إلى الأطول، المسافة زادت، الجاذبية ضعفت، لابد من تفلت الأرض من جاذبيتها حول الشمس، إذا تفلتت 260 تحت الصفر تنتهي الحياة كلياً، إذا انجذبت إليها وإذا تفلتت عنها، هنا تخفض الأرض سرعتها لينشأ من خفض السرعة قوة نابذة أقل تكافئ القوة الجاذبة الأقل، تبقى على مسارها (إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ أَن تَزُولَا) واضحة تمام؟
الله-عزَّ و جلَّ-قال: 

﴿ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلبُرُوجِ(1) ﴾

[ سورة البروج ]

البروج: جمع برج، والبرج جمع كبير كبير من النجوم والكواكب، فهذه الأبراج كثيرة جداً بالملايين، أحد هذه الأبراج برج العقرب، كنت مرة في أمريكا، دخلنا إلى متحف، واصلون خطوطاً بين النجوم كالعقرب 
تماماً، في هذا البرج برج العقرب نجوم بالمئات بالألوف، هناك نجم صغير متألق أحمر اللون اسمه قلب العقرب-دققوا الآن-يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما هذا الإله العظيم يُعصى، ألا يُخطب ودّه؟! ألا تُرجى جنته؟! ألا تخشى ناره؟! 

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ                 هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ                   المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

[ الإمام الشافعي ]

إذاً الآيات الكونية: خلقه، الموقف الكامل التفكر، والآية تقول:

﴿ إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَءَايَٰتٍ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ(190) ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَٰطِلًا سُبْحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ(191) ﴾

[ سورة آل عمران  ]

هذا ماء هل تصدقون لهذا الماء خاصّة لولاها ما كان هذا اللقاء، ولا ما كانت هذه المدينة كلها، شيء لا يُصدق جميع العناصر في الأرض الصلبة كالطاولة، والسائلة كالماء، والغازية بالحرارة تتمدد، بالبرودة تنكمش، قانون جامع شامل، قاطع، رائع، هذا القانون شيء ثابت، إلا بأن لهذا ماء خاصّة ولا أبالغ لولاها ما كان هذا اللقاء، ولا كانت هذه المدينة كلها، ولا كان هذا الإقليم، هذا الماء حرارته عشرون، خفضناها لخمس عشرة، للعشرة، للخمسة، زائد أربعة (+4) شيء لا يُصدق تنعكس الآية! تقل كثافته، يزداد حجمه، تطفو، لولا هذا الاستثناء كلما تجمدت طبقة من الماء، الكثافة زادت انخفض، بعد حين بعد بعض السنين، مئات السنين تتجمد البحار، ينعدم التبخر، تنعدم الأمطار، تموت النباتات، يموت الحيوان، يموت الإنسان، كل ما تراه عينك في الأرض لولا هذا الاستثناء من هذا القانون، لما كان هذا اللقاء، فلذلك: 

﴿ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ(69) ﴾

[ سورة النمل ]

آيات كونية: خلقه، الموقف الكامل التفكر، والآيات التكوينية: أفعاله، الكونية: خلقه، والمطلوب منك أيها 
الإنسان التفكر في خلق السماوات والأرض، ملمح دقيق؛ إذا في القرآن آية أمر.

﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌبِمَا يَصْنَعُونَ(30) ﴾

[ سورة النور ]

تقتضي أن تأتمر، وآية نهي:

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ(12) ﴾

[ سورة الحجرات ]

تقتضي أن نلتزم، وقصة عن نبي أن نبتعد، الآن دققوا، 1300آية تتحدث عن الكون والإنسان، ماذا ينبغي أن نعمل؟ أن نتفكر في خلق السماوات والأرض هذه أول نقطة، طبعاً الكون والإنسان.
الإنسان هناك شعر برأسه، كم شعرة تقريباً؟ -ليس الكل طبعاً-300ألف شعرة لكل شعرة وريد، وشريان، وعصب، وعضلة، وغدة دهنية، وغدة صبغية، هذا الإله العظيم يُعصى؟! ألا يخطب وده ألا تُرجى جنته، ألا تُخشى ناره؟!

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ                 هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ                   المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

إذاً آيات كونية تفكّر، واضحة تماماً، التكوينية نظر، الآية (قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ) فاء، والثانية:

﴿ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ ثُمَّ ٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ(11) ﴾

[ سورة الأنعام ]

هذه آيات تكوينية أفعاله، أذكر هاتين القصتين: صديق حميم قاضٍ في الشام، بيت بأرقى أحياء دمشق، مات صاحب البيت، فيرثه أولاده وبناته، الذي حصل إنسان جاء بعقد شراء من عشر سنوات، وعقد الشراء مضبوط مئة بالمئة، فالقاضي شيء عجيب دعاه لحلف اليمين، لما تنتهي الأدلة وهناك إنكار نحلفّه اليمين -القاضي من فمه إلى أذني-، وضع الإنسان المتهم يده على المصحف وحلف اليمين الذي أمليت عليه 
ورفع يده ولم ينزلها، القاضي غضب، قال له: "أنزل يدك"، كان ميتاً، هذه (قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ) بالفاء، وواحد آخر أُعدم بمكان، قبل وضع الحبل في رقبته قال:" أنا سأُشنق لأنني متهم بقتل إنسان أنا ما قتلته"، قتلت أحدهم من ثلاثين سنة" الآيات التكوينية أفعاله بـ(الفاء) مباشرة، بـ(ثم) مع التأجيل.
 حسناً النقطة الثانية: آيات قرآنية: (فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ) الآيات الكونية: كم آية يوجد؟1300 آية في القرآن، المطلوب أن تتفكر في هذه الآيات، هذه خلقه، والتكوينية أفعاله، آيات كثيرة والقرآنية: كلامه، لذلك أنت إذا عرفت الله عرفت كل شيء، وإن فاتتك هذه المعرفة فاتك كل شيء.
 الآن هذا الجماد؟ هذا جماد: طول، عرض، ارتفاع، وزن، حجم، صح؟ هذا الجماد، حسناً والنبات؟ أيضاً طول، عرض، ارتفاع، وزن، حجم زائد نمو، واضحة تمام؟ الحيوان: طول، عرض، وزن، حجم، ارتفاع زائد نمو، زائد حركة، الهرة تمشي، وأنت أيها الإنسان لك من الجماد: وزن، حجم، طول، عرض، ارتفاع، ولك من النبات النمو، ولك من بقية المخلوقات الحركة، لكن الله أودع فيك قوة إدراكية بهذه القوة تفوقت، العقل قوة إدراكية، هذه القوة الإدراكية تُلبّى بطلب العلم، فإن لم تطلب العلم استمع إلى الآيات القرآنية.

﴿ أَمْوَٰتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ(21) ﴾

[ سورة النحل ]

هؤلاء الذين شردوا عن الله (أَمْوَٰتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ)، الثانية:

﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ(4) ﴾

[ سورة المنافقون ]

قرآن. 

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً ا(44) ﴾

[ سورة الفرقان ]

﴿ مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَىٰةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ  لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ(5) ﴾

[ سورة الجمعة ]

أوصاف القرآن كلام خالق الأكوان لمن عزف عن طلب العلم-أنت إنسان إذا طلبت العلم-خسرت إنسانيتك، لذلك (أَمْوَٰتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ) ميت القلب لا يرى إلا المال، يعيش بشهوته فقط (أَمْوَٰتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ) من هنا كان التفكر في خلق السماوات والأرض أمر إلهي (إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَءَايَٰتٍ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ) .
الآن النوع الثالث: الآيات الكونية تفكر، التكوينية نظر، الآيات القرآنية تدبر، الفهم الدقيق (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا) يا عبادي منكم الصدق ومني العدل.
 الآن النبي الكريم-عليه أتم الصلاة والتسليم-قال:" إنما بُعِثْتُ مُعَلِّمًا" إنما أداة قصر وحصر "بعثت معلماً" ، وكل إنسان يعمل في التعليم منكم التعليم وسام شرف له. 

(( إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ -وفي روايةٍ (صالحَ)-الأخلاقِ ))

[ أخرجه أحمد، والبخاري، والبزار عن أبي هريرة   ]

لماذا قال: لأتمم؟ لأن هناك أخلاق فطرية.

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30) ﴾

[ سورة الروم ]

أنا أضرب مثلاً لكن دقيق قليلاً أعينوني على فهمه: دخلت إلى البيت الساعة الواحدة بالليل، قالت لك أمك الحبيبة: أحتاج لهذا الدواء، قلت لها: كل الصيدليات مغلقة، فسكتت، أنت لا تنام مرتاحاً تعلم علم اليقين، معك سيارة وهناك خمس صيدليات مناوبة، هي سكتت لكن أنت شعرت بالذنب الكبير، الآن افتراضاً، ركبت المركبة وزرت هذه الصيدليات الخمس الدواء مفقود، ترجع تنام مرتاحاً، بالحالتين الدواء ما أحضرته، هذا تأنيب الضمير، سمِّه ضميراً، سمِّه ما شئت، الإنسان عندما يغلط يحس بكأبة، كان عندنا أستاذ في
الجامعة من كبار علماء النفس، قال: أقول لكم وأنا أعني ما أقول، أوربا فيها كآبة بالمئة مئة واثنان وخمسون، ما هذه المشكلة؟ بالمئة مئة فهمناها، بالمئة مئة واثنان وخمسون! قال: مئة معهم كآبة ومئة واثنان وخمسون معهم كآبتان، أنت مبرمج مولّف على محبة الطاعات وعلى كراهية المعصية، فلما أنت تعصي معك كآبة طبيعية، لو لم تعلم أنت مبرمج مولّف على طاعة الله فإذا عصيت الله يختل توازنك، لذلك: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ) أنا -اجتهاد مني-لا يوجد عمل أعظم بالنص من الدعوة إلى الله. 

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ(33) ﴾

[ سورة فصلت ]


أعظم عمل؛ الدعوة إلى الله:


دعا إلى الله بلسانه، بحركته، بمعاملاته، وعمل صالحاً: كسب المال، إنفاق المال، اختيار الزوجة، تربية البنات، الأبناء، ألف بند؛ هذه العبادة التعاملية، العبادة الشعائرية: صوم، وصلاة، وحج، وزكاة، وشهادة، التعاملية تقريباً ألف بند: كسب المال، إنفاق المال، معاملة الموظفين، معاملة الأقوياء، الضعفاء، بحث طويل ملخص بكلمتين، يبدأ من أخص خصوصيات الإنسان؛ من العلاقات الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية، لذلك أعظم عمل على الإطلاق: الدعوة إلى الله، لا تقبل شيئاً في الدين، إلا بالدليل: ولا ترفض شيئاً في الدين، إلا بالدليل (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ) .
والدعوة -الآن دخلنا بالتفاصيل- الدعوة نوعان : فرض عين على كل مسلم، وفرض كِفاية، فرض عين: كالصلاة تماماً في حدود ما تعلم ومع من تعرف فقط، حضرت خطبة جمعة، ذكر الخطيب حديثاً تأثرت به كثيراً، انقله لزوجتك- داعية-، لأولادك، لزملائك، لرفقائك، الدعوة إلى الله كفرض عين في حدود ما تعلم ومع من تعرف فقط، هذه فرض عين على كل مسلم، حضرت درس علم عندك ثلاثة أولاد وبنتان و زوجتك تحدث عن هذا الدرس، عن آية، عن حديث، هذه الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم، في حدود ما تعلم ومع من تعرف فقط؛ أما التبحّر بالعلم و التعمّق والتثبّت و التفرّغ هذه دعوة إلى الله إذا قام بها البعض سقطت عن الكُل، دعوة فرض عين في حدود ما تعلم، و دعوة فرض كِفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكُل.
الآن (علموا ولا تعنفوا) فإن المعلم خير من المُعنّف، كل شيء بالقوة مرفوض (أقنع ولا تقمع)، لذلك أول كلمة، بأول آية، بأول سورة:

﴿ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ(1) خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِنْ عَلَقٍ(2) ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ(3) ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ(4) عَلَّمَ ٱلْإِنسَـٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) ﴾

[ سورة العلق ]


ما هو العقل؟ 


هذه سورة أساسية، أول كلمة، بأول آية، بأول سورة (اقرأ) ، يعني أنت، مرة ثانية: أنت كائن لك جسم له وزن، وحجم، وطول، وعرض، وارتفاع، والنبات يزيد عليها بالنمو، والكائن المتحرك بالحركة، وأنت أعطاك الله عقلاً، العقل صدق -ولا أبالغ-أعقد آلة بالكون، ما هو العقل؟ 
ثلاثة مبادئ: مبدأ السببية، مبدأ الغائية، مبدأ عدم التناقض، أنت لا تفهم شيئاً بلا سبب، أغلقت البيت، أطفأت الكهرباء كلياً، سافرت أسبوعين رجعت المصابيح متألقة، لماذا تضطرب، لا يمكن إلا أن يكون هناك من دخل لهذا البيت، المصابيح متألقة، إذاً تريد حادثاً، هناك أحد ألّقها؛ هذا مبدأ السببية، مبدأ الغائية فيه أشياء طريفة، مرة لقيت قرصاً بلورياً يوضع في آنية الحليب، لا يفور الحليب، القضية انحلت تضع القرص في الوعاء وتروح، الحليب لا يرتفع، أنا ما قدرت أفهم، أنا استفدت، القضية انحلت لكن كيف؟ مبدأ الغائية؛ فقاعات الحليب تطلع مجتمعة تدفع القشدة إلى خارج الوعاء، الآن هنا جمعوهم بمكان واحد طلعوا بشكل صاروخ ثقبوا القشدة، العقل البشري لا يفهم شيئاً إلا بالسبب، ولا يفهم شيئاً إلا بالغاية، أنت راكب سيارتك ماشٍ وراء شاحنة يوجد سلسلة وضعت كي تلمس الأرض، ألا ترونها؟ الكل شاهدها، هذه تأتي الصاعقة تمتصها إلى الأرض، هذا العقل البشري لا يفهم شيئاً بلا سبب، لا شيء بلا غاية ولا يقبل التناقض، أحدهم متهم بمدينة بقتل إنسان أثبت للقاضي كان بمدينة بعد ألف كيلو متر، وجاء بوثيقة، إذاً إعفاء، العقل البشري لا يقبل شيئاً إلا بالسبب، ولا يقبل شيئاً إلا بالغاية، ولا يقبل التناقض؛ هذا العقل.

علاقة مبادئ العقل بالقرآن الكريم:


 مبادئ العقل: مبدأ السببية، مبدأ الغائية، وعدم التناقض ، تنطبق على القرآن بأكمله، إذاً
(ٱقْرَأْ بِٱسْمِ  رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ* خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِنْ عَلَقٍ)
أول قراءة قراءة البحث والإيمان، القراءة الثانية (ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ* خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِنْ عَلَقٍ* ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ ) .
منحك نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد (ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ* خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِنْ عَلَقٍ) هذه قراءة البحث والإيمان (ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ* ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ) ، منحك الإيجاد، والإمداد، والهدى والرشاد، الآن: 

﴿ كَلَّآ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ(6) أَن رَّءَاهُ ٱسْتَغْنَىٰٓ(7) ﴾

الإنسان حينما يبتعد عن الله يستغني عن طاعة الله؛ فلذلك الكلمة الدقيقة: الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي -عليه الصلاة والسلام-قرآن يمشي.
الآن دققوا، أنا اجتهادي المتواضع، والمجتهد قد يُخطئ، لا تستطيع أن تقنع الناس بالإسلام إلا إذا كنت مسلماً حقيقةً، القرآن كلامه والنبي رسوله، إذا رأيت إسلاماً يمشي، إن حدثك صادق، إن وعدك لا يخلف، إن شهوته استثارت يضبطها؛ هذا هو الإيمان، فلذلك(ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ) قراءة البحث والإيمان ( خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِنْ عَلَقٍ* ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ) منحك نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد؛ إيجاد، إمداد، هدى ورشاد، أما الآخر الأعداء يقرؤون لصنع قنبلة ذرية، لصنع أنواع الأسلحة كلها، فلذلك:

(( تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج من عترتي، أو من أهل بيتي، من يملأها قسطاً وعدلاً ))

[  أخرجه أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ]

مما في السنة:

(( أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ  ))

[ أخرجه البخاري عن عوف بن مالك الأشجعي   ]

(( والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا تَذْهَبُ الدُّنْيا حتَّى يَأْتِيَ علَى النَّاسِ يَوْمٌ لا يَدْرِي القاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، ولا المَقْتُولُ فِيمَ قُتِل، ))

[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة    ]


فحوى دعوة الأنبياء جميعاً:


الآن، قبل أن أغادر، أو قبل أن أنهي هذا اللقاء، ممكن آية واحدة بالقرآن فيها فحوى دعوة الأنبياء جميعاً، آية واحدة قال تعالى: 

﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا فَٱعْبُدُونِ(25) ﴾

[ سورة الأنبياء ]

قلنا(مِن) ما هذه(مِن)؟ لاستغراق أفراد النوع، أنت معلم عندك صف أمامك فيه خمسون طالباً، قلت لهم: لكل واحد منكم هدية غداً، لكن هناك طالبان غائبان ليس لهما هدية، لو قلت: ما من طالب في هذا الصف إلا وله هدية، إعراب (مِن) لاستغراق أفراد النوع، الآن (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ) حتى الأنبياء الذين لم يُذكروا في القرآن (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ) : الآن فحوى دعوة الأنبياء جميعاً أنه: (لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا فَٱعْبُدُونِ) . قالوا: نهاية العلم التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، أن لا ترى مع الله أحداً، لا معطي، ولا مانع، ولا رافع، ولا خافض، ولا مُعزّ، ولا مُذلّ، واعلم أن تؤمن بالله بأسمائه الحسنى(وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا فَٱعْبُدُونِ) ، والعبادة علة وجودك.
 فحوى دعوة الأنبياء كلمتان (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا فَٱعْبُدُونِ) التوحيد نهاية العلم، والعبادة نهاية العمل، والعبادة: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تُفضي إلى سعادة أبدية ، لذلك لذلك لذلك لا يخافنَّ العبد إلا ذنبه، ولا يرجونَّ إلا ربه.
 هذا القرآن كلام رب العالمين، وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، فلابد من أن نقرأ القرآن يومياً، لا تنقضي عجائبه (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا) .

الخاتمة:


أرجو الله ان يحفظ إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، هناك واحدة أهم واحدة واستقرار بلادكم، هذه نعمة لا تُعرف إلا إذا فُقدت استقرار البلاد، والحمد لله رب العالمين.
المقدم: 
جزى الله عنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي كل خير، وأسأل الله -سبحانه وتعالى-أن يبارك لنا في 
صحته وفي عمره، وأن يجمعنا به في جنات الخلد كما جمعنا في هذا المكان، فضيلة الدكتور يعني هذه الجموع وهذا الحضور كما تعلم ما من أحد في هذه القاعة إلا وله حاجة وله مسألة عند الله-عزَّ و جلَّ-وما جمعهم إلا حب الله وحب رسوله-صلى الله عليه وسلم-نريد منكم رسالة لهم وبشارة، كماعودنا مشايخنا في الشام أنهم يأخذون عهداً على الحاضرين قبل الانصراف، فما هو العهد الذي سيأخذه فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي من الحاضرين قبل الخروج؟
الدكتور محمد راتب النابلسي:
إذا أردت الدنيا زواج ناجح، عمل معقول، مكانة اجتماعية، صحة طيبة، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، لكن العلم لا يعطيك بعضَه إلا إذا أعطيته كلك، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً.

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ(46) ﴾

[ سورة الرحمن ]

جنة الدنيا جنة القرب، وجنة الآخرة جنة الخلد.
المقدم: 
سيدي؛ أنا أرى يوجد شبان كثير، ويوجد أخوات كُثر.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
أخوات شابات.
المقدم: 
أنا أقرأ في عيون الشباب أنهم يحتاجون دعوة، الكل يبحث عن زوجة صالحة.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
أولاً: ريح الجنة في الشباب، إن الله ليباهي الملائكة بالشاب المؤمن، الله-عزَّ و جلَّ-يباهي الملائكة بالشاب المؤمن، الشباب، الأجداد ماضي، ونحن نحن، والشباب المستقبل، آخر معنى-صدق ولا أبالغ-هناك شاب بالسابعة والستين مادام هدفه الله شاب، كان عندنا عالم جليل بلغ السابعة والتسعين، كان إذا رأى شاباً
يقول له: يا بني أنت كنت تلميذي، وكان أبوك تلميذي، وكان جدك تلميذي، قامة منتصبة، بصر حاد، سمع مرهف، يقال له: يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها؟ يقول: يا بني، حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً.

الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور