وضع داكن
02-05-2024
Logo
محاضرات خارجية - قطر - مختلفة - محاضرة في مدينة الدوحة - معرض الدوحة للكتاب - 32 : بالقراءة نرتقي
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آل بيته الطيّبين الطّاهرين، وعلى صحابته الغرّ الميامين أمناء دعوته وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين. 
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.
أيّها الإخوة الكرام؛ مرة ثانية أشكر لكم دعوتكم الكريمة التي إن دلت على شيء فعلى حسن الظن بي، وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنكم.

ضرورة طلب العلم:


 يقول سيدنا معاذ بن جبل -رضي الله عنه:-  " تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ خَشْيَةً وَطَلَبَهُ عِبَادَةً، وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وَتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ؛ لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَمَنَارُ سُبَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهُوَ الْأُنْسُ فِي الْوَحْشَةِ وَالصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ وَالْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالسِّلَاحُ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَالزَّيْنُ عِنْدَ الْأَخِلَّاء" ، وفي أول كلمة من أول آية، ومن أول سورة نزلت في القرآن الكريم كلمة:

﴿   ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ (1) ﴾

[ سورة العلق ]

بشكل أو بآخر؛ أي اطلب العلم لأن الإنسان: عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، وغذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، و غذاء الجسم الطعام والشراب، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، إلا أن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كُلَّك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالِماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علِم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً، لذلك في أول كلمة من أول آية، وفي أول سورة نزلت من القرآن الكريم (ٱقْرَأْ) أي اطلب العلم، وفرق كبير بين الذي طلب العلم من خلال كتاب الله وهو وحي السماء، وما صح من سنة النبي الكريم وهو تفسير رسول الله.

وحي السماء مبادئ وقربات، وحل الأرض مصالح وشهوات:


 إذاً وحي السماء فيه المبادئ والقربات، ومن أخذ من وحل الأرض حيث المصالح والشهوات، وحي السماء مبادئ وقربات، وحل الأرض مصالح وشهوات.

﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُۥنَ (18) ﴾

[ سورة السجدة  ]

قد يسأل سائل: الشيء الذي يقابل يقابل العلم والإيمان هو الكفر والعصيان (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا) الآية تقول: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا) معنى ذلك البعد عن الله فيه فسق حتمي؛ لأنه حينما لا يؤمن الإنسان بوحي السماء وفيه المبادئ والقربات لا بد من أن يهبط إلى وحل الأرض حيث المصالح والشهوات، وحي السماء مبادئ وقربات، وحل الأرض مصالح وشهوات لذلك: 

﴿ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَٰطِ لَنَٰكِبُونَ (74) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

أي معرضون، ومن لوازم البعد عن الله أن تأخذ ما ليس لك، وأن تتجاوز حدود الله ، وأن تنقض عهوده ومواثيقه وهذا من لوازم البعد عن الله ، لذلك أيها الإخوة؛ الإنسان فُطر على حب وجوده، وحب كمال وجوده، وحب استمرار وجوده، أي إنسان بالثمانية مليارات بالأرض فُطر على حب وجوده، وحب كمال وجوده، وحب استمرار وجوده، ففي الأرض الآن ثمانية مليارات إنسان ما منهم واحد من أي ديانة، من أية طائفة، من أية قبيلة، من أي عرق، من أي جنس إلا وهو يحب سلامة وجوده، ويحب كمال وجوده، ويحب استمرار وجوده، أن يكون غنياً ، وأن يكون قوياً، وأن يكون معمراً، ثمانية مليارات إنسان يتمنون جميعاً كمال الوجود،  وسلامة الوجود، واستمرار الوجود، والحقيقة تنطبق على أي إنسان على وجه الأرض كائناً من كان، لكن هناك سؤالاً كبيراً، لماذا الشقاء والضياع في الأرض؟! مادام ثمانية مليارات إنسان بُرمجوا على حب وجودهم، وكمال وجودهم، واستمرار وجودهم، السبب: الشقاء بسبب نقص العلم؛ والدليل أن أهل النار وهم في النار يقولون:

﴿ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِىٓ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ (10) ﴾

[ سورة الملك ]

أزمة علم فقط، لذلك أنت حينما تأتي المسجد من أجل أن تتلقى تعليمات الصانع وهو الله لتضمن سلامة وجودك، وكمال وجودك، واستمرار وجودك من أجل مصلحتك أنت، مثلاً: الإنسان قد يرفض أي شيء قد يرى بيتاً صغيراً غالي الثمن فيرفضه، يرفضه احتقاراً لموقعه، أو احتقاراً لمساحته أو لارتفاع ثمنه، وقد تعرض عليك فتاة لتتزوجها لا يرى فيها ديناً قويماً فيرفضها، فأنت في الحقيقة مُخير أن ترفض ملايين الأشياء إلا مع الحق الأمر بالعكس، أما إذا رفضت منهج الله فأنت تحتقر نفسك، الدليل:

﴿ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)﴾

[ سورة البقرة ]

قد ترفض مليون قضية في الحياة لأنه لم ترتقِ هذه الخيارات إلى ذهنك، أما مع الله العكس لذلك (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ) .
مرة ثانية أول كلمة في أول آية في أول سورة نزلت ( ٱقْرَأْ) أي اطلب العلم، طبعاً لابد للهاتف- جميعاً بين أيديكم هواتف- من شحن دوري، كذلك شبّه نفسك بهذا الهاتف إن لم تشحنه يصمت وتنطفئ شاشته، ويصبح قطعة صلبة فقط لا معنى لها إطلاقاً، فلذلك الحقيقة ينبغي أن تكون ماثلة عند المؤمن، من هذه الحقائق الصلوات الخمس، وأنت من الصلاة إلى الصلاة على صلة مع الله -عزَّ وجلَّ- والدليل قوله تعالى:

﴿ ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَآئِمُونَ(23) ﴾

[ سورة المعارج ]

أي ما دام لم يرتكب عملاً سيئاً، ما بنى مجده على أنقاض الآخرين، ما بنى حياته على فنائهم، ما بنى غناه على إفقارهم، هناك معه خط ساخن مع الله، إذاً (ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَآئِمُونَ) فلا بد من شحن يومي وهو شحن الصلوات الخمس شحن يومي، ولا بد من شحن أسبوعي خطبة الجمعة، ولا بد من شحنة أطول قد تكون المناسبات الدينية بالأعياد، قال علماء التفسير: ذكر الله هو الخطبة، قد يتوهم بعض المتوهمين أنه إذا جاء إلى المسجد وأدرك الركعة الثانية في الصلاة أدرك الجمعة، والله ما أدركها، تقبل صلاة الجمعة إذا استمعت إلى خطبتها وتدبرت، إن العلماء أجمعوا أن الله -عزَّ وجلَّ- حينما قال:

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) ﴾

[ سورة الجمعة ]


أهمية الخطبة:


طبعاً الخطبة تعليمات الصانع، الصانع هو الحكيم، إذاً ذكر الله هو الخطبة؛ لأن من أعظم ما في الدين الحنيف أن فيه عبادة تعليمية، هذا الدين العظيم فيه عبادة تعليمية ثابتة وهي خطبة الجمعة، ولا يوجد بلدة ولا مدينة ولا مكان في العالم الإسلامي إلا وفيه خطبة الجمعة تأخذها مباشرة، والخطبة: نقل أصول العلم إلى الحضور، فأنت تستمع في خطبة إلى تفسير آية محكمة أو شرح حديث صحيح أو قصة دعوية مؤثرة، لكن بالمناسبة قد يكون من المناسب أن أقول لكم هذا الكلام؛ يجب أن تكون داعية، سؤال: لماذا تصلي؟ الجواب القاطع: الصلاة فرض، أنا أقنعكم الآن أن الدعوة إلى الله فرض كالصلاة ولكن في حدود ما تعلم ومع من تعرف، إذاً الدعوة إلى الله كأساسيات وطاعة لله فرض عين على كل المسلم ولكن في حدود ما تعلم ومع من تعرف، حضرت خطبة الجمعة تأثرت بآية شرحها الخطيب شرحاً رائعاً أنقل هذا إلى زوجتك، أنت داعية الآن، مع أصدقائك أبلغ هذا التفسير لأصدقائك، هذه الدعوة فرض عين على كل مسلم ولكن في حدود ما تعلم ومع من تعرف، والأثر بدأ:

(( بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ))

[ أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو   ]

لذلك كل واحد منا ينبغي أن يعتقد جازماً أن الدعوة إلى الله بحقه فرض عين، الدليل؛ لولا الدليل لقال من شاء ما شاء:

﴿ قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ (108)﴾

[ سورة يوسف ]

فإن لم تدعُ إلى الله على بصيرة؛ معنى البصيرة: بالدليل والتعليل:

﴿ إِذْ أَخَذْنَا مِيثَٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ﴾

[ سورة البقرة ]

من حكمة بالدليل، وما الدليل؟ الآية الكريمة هي الدليل، والحديث الصحيح هو الدليل، عوّد نفسك أن تسأل عن الدليل، معظم المسلمين يسأل داعية، خطيب مسجد، عالم: هذا العمل حرام أم حلال؟ يقول لك: حلال، يسأله: ما الدليل؟ لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، عوّد نفسك حتى يتكوّن عندك فكر أن تسأل عن الدليل، عوّد نفسك أن تطلب الدليل، وأي عالم يُسأل عن الدليل فيغضب فهو ليس بالعالم كما ينبغي، ينبغي ألا تغضب:

(( إنَّ هذا العِلمَ دِينٌ، فانظُروا عمَّن تأخُذون دينَكم ))

[ أخرجه مسلم عن محمد بن سيرين ]

(( يا ابن آدم، دينك دينك، فإنه هو لحمك ودمك ))

[ الحسن البصري ]


طلب العلم فريضة على كل مسلم:


خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا، إذاً أول كلمة في أول آية، في أول سورة نزلت يقول الله -عزَّ وجلَّ: (ٱقْرَأْ) يدعوك إلى طلب العلم، تعليق سريع: هذه الطاولة جماد طول، عرض، ارتفاع، وزن، حجم، أما النبات يزيد عليها في النمو، أما الكائن الحي يزيد عليهما بالحركة، أما أنت أيها الإنسان من الجماد وزن، حجم، طول، عرض، ارتفاع كل واحد، من النبات النمو كان طفلاً صار هكذا، الآن لبقية المخلوقات الحركة، بماذا فُضّل الإنسان؟ بقوة إدراكية هذه القوة الإدراكية تُطلب، لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم، معنى فريضة؟ للتقريب: استنشاق الهواء فريضة، بلا هواء هناك موت، شرب الماء فريضة، طبعاً إحداهما دقائق، إحداهما ساعات، إحداهما أيام، تناول الطعام فريضة، فلا بد من طلب العلم، مرة ثانية؛ إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، ومرة ثانية؛ والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كُلَّك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، مرة ثانية الإنسان: عقل يدرك غذاؤه العلم، قلب يحب غذاؤه القرب من الله كي تذوق طعم القرب: 

فلو شاهدت عيناك من حسننا               الذي رأوه لمــا وليت عنا لغيرنا

ولو سمعت أذناك حسن خطابنا             خلعـت عنك ثياب العجب وجئتنا

ولــو ذقت من طعم المحبة ذرة             عذرت الـذي أضحى قتيـلاً بحبنـا

ولــو نسمت من قربنا لك نسمة            لــــمُـت غريبـاً واشتيـاقـــاً لقــربنـا

ولـــو لاح مـِــن أنـوارنــا لـــك لائـــحٌ         تـركــت جـمـيـع الكـائـنـات لأجـلـنـا

فما حبنـا سهـلٌ وكل مـن ادَّعـى           ســهــولتـه قلنـا لـه قـــد جهــلتـنـا

وأيـسـرُ مـا فـي الحـب للصـب قـتـلُه     وأصعـبُ مـِن قـتـلِ الفـتى يـومُ هجْـرِنا

[ علي بن محمّد بن وفا  ]

إذاً:           

﴿ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ (2) ﴾

[ سورة العلق ]


آيات خالق الأكوان في الإنسان:


 أيها الإخوة؛ دعاء لكم: بارك الله بكم ولكم وبأهليكم وبأولادك، هل هناك واحد منكم لا يعرف أن ابنه كان نطفة من ماء مهين صار إنساناً؟! في الرأس -ليس الكل طبعاً-300ألف شعرة، لكل شعرة وريد وشريان وعصب وعضلة وغدة دهنية وغدة صبغية، في داخل الرأس الدماغ فيه 140 مليار خلية استنادية لم تُعرف وظيفتها بعد؛ من مسلمات العلم، هناك ذاكرة بحجم حبة العدس تتسع لـ 70 مليار صورة:

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ(4) ﴾

[ سورة التين ]

الآن الإنسان ينام، أنت حينما تنام ما الذي يجري وأنت غارق في النوم؟ يجتمع اللعاب في فمك ويزيد، تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ، لعاب ازداد يأتي أمر من الدماغ إلى لسان المزمار يفتح المري طريق الطعام ويغلق القصبة طريق الهواء، يد من؟!حكمة من؟! علم من؟! تخطيط من؟!  تقريباً من 38 مرة إلى 40 مرة وأنت غارق في النوم، هيكل عظمي -موضوع ثاني-هيكل عظمي له وزن فوقه يوجد عضلات، العضلات التي تحته تنضغط فإذا انضغطت ضاقت الأوعية فإذا ضاقت شعر الإنسان بالتنميل؛ لذلك-دققوا- يأتي إلى الدماغ وأنت نائم تتقلب إلى اليمين مرة التقلب الثاني نحو اليسار، واحدة يمين واحدة يسار، هذا الذي أصيب بمرض السبات له سرير يقلّبه، التقلب وحده آية -عافانا وإياكم من كل مرض عضال- هذا له سرير خاص يقلّبه، إذا لم يتقلب فاللحم الذي بالأسفل يتفسخ، والآية تقول:

﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَٰسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلْوَصِيدِ ۚ لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)﴾

[ سورة الكهف ]

كلام خالق الأكوان حتى أن أهل الكهف لو لم يتقلبوا لماتوا (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ) ، الآن (ٱقْرَأْ) أي اطلب العلم لتؤكد إنسانيتك، يوجد آية دقيقة جداً: 

﴿ أَمْوَٰتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍۢ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾

[ سورة النحل ]

كلام خالق الأكوان، ميت ما الميت؟ ضغطه8/12 مناسب مثالي، نبضه 80 نبضة عند الله ميت، لذلك الإنسان إن لم يعرف الله فهو ميت، أول صفة (أَمْوَٰتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍۢ) :

﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ(4) ﴾

[ سورة المنافقون ]

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَٱلْأَنْعَٰمِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)﴾

[ سورة الفرقان ]

﴿ مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَىٰةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًۢا ۚ بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ(5) ﴾

[ سورة الجمعة ]

آيات قرآنية لمن شرد عن الله، إذاً طلب العلم ينبغي أن يكون جزءاً من حياتك لفهم القرآن الكريم ولفهم السنة الشريفة المطهرة، لفهم الأحكام الفقهية النيرة، وفهم ما ينبغي فأنت أعقد آلة في الكون، وهذا التعقيد تعقيد إعجاز لا تعقيد عجز، وهذه الآلة لها صانع حكيم وعظيم، هو الخبير التشغيلي إنه القرآن الكريم تعليمات الصانع؛ فلذلك انطلاقاً من حرصك على سلامتك وسعادتك واستمرارك ينبغي أن تطيع ربك فتطبق منهجه انطلاقاً من حبك لذاتك ينبغي أن تطيع ربك تعالى، قال تعالى:

﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾

[ سورة الأحزاب   ]

للتقريب: ابن أخذ من عمه 50 ديناراً، وعمه الثاني 50، وخاله الأول 50، وخاله الثاني 50، أنا معي مبلغ عظيم، طفل ثماني سنوات معه 200ديناراً مبلغ عظيم، فإذا قال رئيس دولة عظمى: أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً 800 مليار، فإذا قال الله -عزَّ وجلَّ-:

﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْءٍۢ ۚ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)﴾

[ سورة النساء ]

كلام خالق الأكوان، لذلك أعظم نعمة هي الهدى والصحة والكفاية، من أدرك هذه الأشياء الثلاثة ما فاته من الدنيا شيء، أقسم لكم بالله -ليس هذا من عادتي في كلماتي- أن ترى بحثاً علمياً كيف تتطور البويضة التي لُقحت بنطفة إلى أن تصبح طفلًا في تسعة أشهر لا تملك إلا أن تخر لله ساجداً، نقطة ماء مع بويضة أصبحت طفلاً سوياً، أكبر آية لو درست هذا الموضوع لا تملك إلا أن تخر لله ساجداً، الآن الخلية تنمو لكن هناك شيء لا يصدق هناك خلايا تنمو تصبح دماغاً، هناك خلايا تصبح عظماً، تنوع المآلات شيء لا يُصدق، يد من؟! قدرة من؟! رحمة من؟! حكمة من؟! علم من؟! لذلك هذا التمايز بين النُّسج -إنه الله -وبعد تسعة أشهر طفل سوي؛ رأس وشعر وعينان، كل عين بالشبكية، حجم الشبكية ملم وثلث، فيها 130 مليون عصية، كلها أرقام مؤسسات علمية من أعلى مستوى، لذلك:

﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُۥ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَٰهُ ٱلنَّجْدَيْنِ(10) ﴾

[ سورة البلد ]

القرنية شفافة، القرنية وحدها تتغذى بطريقة عجيبة تنفرد بها، تأخذ الخلية غذاءها وغذاء جارتها حتى لا تتسع الشبكة، لولا هذا الاستثناء كان ضمن الشبكة. 
إخواننا الكرام؛ شيء آخر من جعل هذه القرنية شفافة شفافية تامة، من جعل الشبكية عشر طبقات أكبر آلة تصوير احترافية، أحدث آلة تصوير، أغلى آلة تصوير وقد يكون ثمنها باهظاً، مكان استقبال الصور ملم وربع، 10 آلاف مستقبل ضوئي الرقم الكبير، أما العين 100 مليون، أقسم لكم بالله لو قرأت هذه المعلومات لا تملك إلا أن تخر لله ساجداً، بالحرف الواحد يسهم في صنعه سبع عشرة عضلة، خمسة حروف، خمس كلمات، خطبة، كم عضلة تتحرك (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُۥ عَيْنَيْنِ* وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَٰهُ ٱلنَّجْدَيْنِ)
هذا الحليب معقم وساخن في الشتاء، بارد في الصيف، فيه مضادات حيوية مذهلة، لذلك المرأة حينما تلد ينزل مع الوليد قرص لحمي اسمه المشيمة، هذه المشيمة تجتمع فيها دورة دم الأم مع دورة دم الجنين، ومن بديهيات الطب أنك إذا أعطيت إنساناً دماً من غير زمرته يموت فوراً من خلال الدم، دم الأم زمرة ودم الجنين زمرة، يجتمع دم الأم مع دم الجنين في قرص لحمي واحد هو المشيمة، كيف يجتمعان؟ بينهما غشاء رقيق، هذا الغشاء الرقيق غشاء عاقل، كيف عاقل؟ إنه يقوم بأعمال تعجز عنها العقلاء، بماذا يقوم؟ يأخذ من دم الأم السكر والأوكسجين والأنسولين يضعه في دم الجنين، صار في دم الجنين: سكر، أوكسجين، أنسولين، يحترق السكر بالأوكسجين بوساطة الإنسولين تنشأ طاقة هي الحرارة؛ هذه حرارة الجنين- شيء لا يصدق- حين جاءت إلى السكر من دم الأم مع الأوكسجين مع الأنسولين، لماذا احترق السكر؟ هناك بقايا غاز الفحم، الغشاء العاقل يأخذ هذا الفحم من دم الجنين ويضعه في دم الأم، الآن جزء من زفير الأم هو زفير ابنها، يد من؟! عظمة من؟! رحمة من؟! علم من؟! حكمة من؟! لذلك الغشاء العاقل ينقل من دم الأم إلى دم الجنين كل عوامل المناعة، المرأة التي لقحت نفسها بلقاح معين تنتقل هذه اللقاحات إلى الجنين، ينقل البروتينات و الشحميات والمواد الهلامية، ينقل مئات بل بضع مئات من المواد الغذائية من دم الأم إلى دم الجنين، هذه المواد تمثل أو تستقلب صار هناك استقلاب، الآن بواقي حمض البول سيأخذها الغشاء العاقل من دم الجنين يضعه في دم الأم فجزء من بول الأم بول الجنين، كلها مؤسسات علمية راقية، الآن الطفل بحاجة إلى بوتاس، ما الوسيلة ليعبّر بها الطفل الجنين من بطن أمه؟ يقول : أريد بوتاس؟! المرأة الحامل تشتهي أكلة فيها بوتاسيوم، هذا الوحام يسمونه العوام، والله شيء لا يصدق، ما تشتهيه الحامل هو حاجات طفل، هذا الإله العظيم يُعصى؟! هذا الإله العظيم ألا يُخطب وده؟! ألا تُرجى جنته؟! ألا تخشى ناره؟!

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ       هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ        إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

أنواع القراءة المطلوبة من كل مسلم:
لذلك ( ٱقْرَأْ) اطلب العلم، أتمنى على إخوتنا الكرام أن يكون طلب العلم جزءاً أساسياً من حياته، أنت كائن معقد تعقيد إعجاز، والذي خلقك وهو الله أعطاك التعليمات، تعليمات ماذا ينبغي أن تفعل فانطلاقاً من حبك لذاتك وحرصك على سلامتك وسعادتك واستمرارك ينبغي أن تطلب العلم، إذاً:

﴿ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ (2) ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ(3) ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ(4) عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) ﴾

[ سورة العلق ]

الآن أول قراءة: قراءة بحث وإيمان، الثانية: قراءة شكر وعرفان، الثالثة: قراءة وحي وإذعان: (ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ* خَلَقَ ٱلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ* ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ* ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ*عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ، هناك قراءة الغيب: لا يعلم الغيب إلا الله، أخبرك الله عن يوم آخر، عن الصراط المستقيم، وعن حساب يوم الدين، وعن جنة أو عن نار، إذاً عندنا قراءة بحث وإيمان، وقراءة شكر وعرفان، وقراءة وحي وإذعان، ثلاث قراءات: (ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ) ، قراءة الإيمان (خَلَقَ ٱلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ* ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ) ، الشكر والعرفان (ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ*عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ، قراءة الوحي والإذعان ثلاث قراءات، لذلك حياة المؤمن يجب أن تكون مبنية على طلب العلم، والإنسان إذا طلب العلم حقق سلامته وسعادته وكمال وجوده واستمرار وجوده، مرة ثانية: المؤمن يجب أن تكون إذا طلب العلم حقق سلامته وسعادته وكمال وجوده واستمرار وجوده (عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) 

﴿ كَلَّآ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ (6) أَن رَّءَاهُ ٱسْتَغْنَىٰٓ(7) ﴾

[ من النعم الباطنة المصائب: ]

أخطر شيء بحياة الإنسان أن يكون المرء غنياً وقوياً، عندئذٍ ينسى الله (كَلَّآ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ* أَن رَّءَاهُ ٱسْتَغْنَىٰٓ) لذلك المصائب من أعظم أحياناً من أعظم النعم:

﴿ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِى ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍۢ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَٰبٍۢ مُّنِيرٍۢ(20)﴾

[ سورة لقمان ]

الباطنة المصائب، لفت نظر من الله -عزَّ وجلَّ-، الطفل قال لأبيه: أريد ألا أدرس، قال له: كما تريد، لما كبر لا يوجد بيت، ولا يوجد زوجة، فحقد على والده، لكن الله -عزَّ وجلَّ- يرسل بعض المصائب ليلفت نظر عباده إلى الإيمان، إلى الاستقامة، لذلك: 

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍۢ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ(155) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ(156) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ(157) ﴾

[ سورة البقرة ]

 صدقوا -ولا أبالغ- المؤمن إذا أصيب بمصيبة يرى أن هذه المصيبة رحمة؛ نعمة باطنة (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةً وَبَاطِنَةً) لذلك إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، وإن شكر اغتناه، إذا أحب الله عبداً عجل له بالعقوبة، وتابع للتوضيح؛ طبيب جاءه مريضان الأول معه التهاب معدة حاد، أخضعه لحمية قاسية جداً حليب فقط، وهدده بمرض ينهي حياته، أما الثاني معه مرض خبيث منتشر، الأول سأله: ماذا آكل؟ قال له: حليب فقط لستة أشهر، الثاني سأله: ماذا آكل؟  قال له: كُل ما شئت. 

﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذْنَٰهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)﴾

[ سورة الأنعام ]

إذا االله -عزَّ وجلَّ- ساق مصيبة للمؤمنين يكون القضية فيها حكمة بالغة، والإنسان إن لم يذب لا لإيجابيات الحياة بل لسلبياتها.
 المقدم: 
شيخنا أنا أريد القراءات، قراءة إيمان...
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
بحث وإيمان، شكر وعرفان، وحي وإذعان، أما الطرف الآخر يُعطى ليزداد بعداً عن الله-عزَّ وجلَّ-.
المقدم: 
جميل، فضيلة الشيخ إذا أردنا أن نطبق مثل هذه القراءات أو نحييها في قراءتنا، هل من كلمة ختامية نختم بها هذا اللقاء حول هذه القراءات، أو الطريقة تطبيقها؟
الدكتور محمد راتب النابلسي:
قال تعالى:

﴿ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦ أُوْلَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ(121) ﴾

[ سورة البقرة ]

حق التلاوة أن تقرأه وفق قواعد اللغة العربية "تعلموا العربية فإنها من دينكم" وراءه خمسة آلاف وقرأ:( إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ) الصلاة كلها باطلة، الآن إن أمكن أحكام التجويد، ثم فهم الآيات، ثم العمل بها، ثم الدعوة إليها (يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦ) أربعة أشياء.
المقدم: 
إذاً كله من خلال العلم، والعلم كما أشارت فضيلة الشيخ: إذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، وإن أعطيته كلك لم يعطك إلا البعض، وقد أجمع كل من دخل في طلب العلم أن الباب الواسع والطريق المناسب لطلب العلم هو العناية في الوقت، ولا شك أيضاً أن القراءة هي أيضاً باب من أبواب طلب العلم، شكر الله سعيكم.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
 الله -عزَّ وجلَّ- أقسم بالعصر، العصر مطلق الوقت، جواب القسم مخيف:

﴿ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَفِى خُسْرٍ (2)﴾

[ سورة العصر  ]

لماذا؟ مضي الوقت يستهلكه، هذا أثمن شيء يملكه الوقت، الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه. 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور