- محاضرات خارجية
- /
- ٠28ندوات مختلفة - قطر
مقدمة :
أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في رحاب جامعتنا جامعة قطر ، وبعد قول السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وبعد صلاتي على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه صلاة أرجو أن نزدلف بها إلى رحمة الله وجناته .
وما زالت الإنسانية منذ بدأتها تبحث عن جزئها الذي يكمل جمالها ، وقد بحثت المرة تلو المرة فوجدته في مادة اسمها السعادة ، وما زال المتذوقون الأفذاذ من بني الإنسان يقصدون طريقها ، ويطلبون أسرارها ، حتى يصلوا إلى حقيقة السعادة الإنسانية العليا ، وها هو ضيفنا العلّامة النابلسي واحد من هذه الثلة المباركة التي تلمست أسباب هذه السعادة في تجربة غنية ممتدة على عشرات السنين ، يضعها الساعة بين قلوبنا في دقائق معدودات ، وليس لي أن أعرف بالعلّامة الشيخ وهو الذي طافت شهرته الآفاق ، وبلغ نفعه الملايين ، فزرع الخير ونثر السعادة في القلوب المتعطشة لها ، كيف وهو رئيس هيئة الإعجاز القرآني ، وعالم قد غاص في درر القرآن وآلائه ، فكانت خواطره النافذة تفسيراً بديعاً في عشرة أجزاء لخص فيه التذوق والمعرفة والعلم والسعادة النفسية في جنب القرآن والسنة النبوية ، كيف وقد نظر في أسماء الله الحسنى فشرحها شرح العالم المتأمل المتذوق للبيان ، فكان كتابه بها من فرائض ما كُتب في بابه ، ومرجعاً أساسياً لطلابه ، هذا غيض من فيض ، وقليل من كثير ، ولعل سماعه خير تقديم له ، فليتفضل سعادة الدكتور العلّامة فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي مشكوراً مأجوراً.
عبادة الهوية:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
أيها الأخوة الكرام ؛ أيتها الأخوات الفضليات ؛ قبل أن أبدأ ورد هذا النص :
(( أول من يمسك بحلق الجنة أنا – رسول الله أول إنسان يمسك بحلق باب الجنة - فإذا بامرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت : من هذه يا جبريل ؟ - الآن استمعوا كيف أجاب الرسول الكريم- قال : هي امرأة ربت أولادها))
أي عبدت ربها فيما أقامها ، أقامك أماً ، أقامك زوجةً ، أقامك بنتاً ، فالمرأة حينما تعبد الله فيما أقامها تدخل جنة ربها ، أي هذا يستدعي موضوعاً لطيفاً جداً عبادة الهوية ؛ أنت من ؟ أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوي عبادتك الأولى إحقاق الحق ، أنت عالم عبادتك الأولى تعليم العلم ، أنت امرأة عبادتك الأولى أن تقومي بالمهمة التي أناطها الله بك :
(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله – أي يعدل الجهاد في سبيل الله والجهاد ذروة سنام الإسلام- ))
أقول هذا لأن المرأة لها دور كبير وخطير في المجتمع ، يجب أن تعلمي أيتها الأخت مقدار الدور الذي أناطه الله بك هذه بداية .
الجامعة و الجامع مؤسستان متكاملتان وليستا متناقضتين :
أولاً : وأنا في جامعة ، وأذكر لكم أنني درست في الجامعة في دمشق في كلية التربية ثلاثة وثلاثين عاماً ، وفي عملي الدعوي يمكن أن أعتذر عن مئات الدعوات إلا دعوة الجامعة ألبيها من دون تردد لأني أجد نفسي في الجامعة .
أخواننا الكرام ؛ أخواتنا الفضليات ؛ الأمة بجامعاتها ، أي تقدمها ، قوتها ، حضارتها ، تفوقها بجامعتها ، والجامعة مؤنث والجامع مذكر ، والرجال قوامون على النساء ، الجامعة مؤنث والجامع مذكر ، أي شيئان في الأمة ؛ في الجامعة نتعلم مختلف العلوم ، وفي الجامع نتعلم طريق الوصول إلى خالق السموات والأرض ، هاتان المؤسستان متكاملتان وليستا متناقضتين ، الجامعة تكمل الجامع ، والجامع يكمل الجامعة ، أي الشيء بالشيء يذكر ؛ يقع على رأس الهرم البشري فئتان كبيرتان ؛ الأقوياء والأنبياء ؛ الأقوياء ملكول الرقاب ، والأنبياء ملكوا القلوب ، وشتان بين أن تملك رقبة الإنسان وبين أن تملك قلبه ، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ، ولا ترتقي عند الله بقدر ما تأخذ ، ولكن ترتقي بقدر ما تعطي ، الأقوياء عاش الناس لهم ، والأنبياء عاشوا للناس ، وجميع البشر أتباع للأقوياء أو للأنبياء ، فكل بطولة أخواتنا الفتيات ، وأخوتنا الذكور ، أن يكونوا من أتباع الأنبياء .
مهمة الجامعة :
أخواننا الكرام ؛ الجامعة ما مهمتها في الأصل ؟ في الأصل أن تخرج قادة للأمة ، والجامع مهمته أن يخرج مرشدين للأمة ، هناك قيادة و هناك إرشاد ، لكن لا بد من هذا التعليق.
هناك دول متخلفة جداً الجامعة مدرسة يدخلها الطالب جاهلاً متواضعاً ، يتخرج منها جاهلاً متكبراً فقط ، أضيف له التكبر هذا في الدول المتخلفة ، أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون بلدكم من البلاد الراقية ، أنا والله أحبّ هذا البلد ، ويوجد فيه إيجابيات كبيرة جداً أتمنى أن تعرفوها أنتم ، لأن دوام النعمة ينسي هذه النعمة ، لذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها ".
حينما تزول النعمة تراها صارخةً ، أما وأنت فيها قد لا تراها ، ووفاءً بحق الله أن نشكر النعم التي أُكرمتم بها في هذا البلد .
الإنسان خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه :
من الإنسان ؟ قال : من عرف نفسه عرف ربه ، ما الإنسان ؟ الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، لأنك زمن ، أو لأن رأس مالك هو الزمن ، أو لأن أثمن ما تملكه هو الزمن أقسم الله لك بمطلق الزمن فقال لك :
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
خاسر ، لم ؟ لأن مضي الزمن وحده يستهلكك ، قبل أن تقول : مؤمن وغير مؤمن، محسن أو مسيء ، مضي الزمن وحده يستهلك الإنسان ، لذلك جاء جواب القسم إنك أيها الإنسان خاسر و تستطيع أن تتلافى الخسارة فيما بعد إلا :
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا ﴾
أربعة أشياء قال عنها الإمام الشافعي : هذه أركان النجاة ، إلا الذين آمنوا أي بحثوا عن الحق والحقيقة ، وعملوا الصالحات أي تحركوا وفقها ، وتواصوا بالحق دعوا إليها ، وتواصو بالصبر صبروا على البحث عنها ، والعمل بها ، والدعوة إليها .
بطولة الإنسان أن ينفق وقته استثماراً لا استهلاكاً :
أخواننا الكرام ؛ أنت زمن ، أنت وقت ، أنت بضعة أيام ، فالبطولة أن تكون بطلاً في إنفاق الزمن ، هذا الزمن ينفق استهلاكاً أو ينفق استثماراً ، ينفق استهلاكاً ؛ نأكل ونشرب وننام و نسهر ونسمر ونتابع بعض المسلسلات ثم نستيقظ نذهب إلى العمل ونعود إلى البيت نأكل وننام ونستيقظ ونسهر ونسمر وننام هذا العمل الرتيب الذي لا معنى له يجعل حياة الإنسان تافهة :
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾
أخواتنا الكرام ؛ دققوا في وصف القرآن الكريم لهؤلاء الذين شردوا عن الله قال تعالى:
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾
هذا الإنسان الذي شرد ما عرف الله ، ما عرف كتابه ، ما عرف سنة رسوله ، ما انضبط بمنهجه ، ما بحث عن الآخرة ، ما قدم عملاً صالحاً ، ما كان أباً كاملاً ولا أماً كاملةً ، ولا كان موظفاً مخلصاً ، الإنسان الشارد هو عند الله ميت :
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾
غير ميت :
﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾
جماد أو :
﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ﴾
بهائم أو كمثل الحمار يحمل أسفاراً ، هذا كلام من ؟ كلام خالق السموات والأرض، ميت ، خشب ، أنعام ، دابة .
الهدى خيار مصيري :
خيارك بالهدى خيار صعب ، خيار مصيري ، الهدى ليس وردة تتزين بها ، الهدى هواء تستنشقه :
﴿َ فإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
و:
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾
لعل بعضكم اختصاصه شريعة ، يوجد لدينا معنى مخالف أي عكسه ، أي الذي يتبع هواه أي شهوته وفق هدى الله لا شيء عليه ، في الإسلام لا يوجد حرمان ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها ، أكيد في الإسلام لا يوجد حرمان ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها عندنا مئة وثمانون درجة ، أي أنّ أي شهوة من دون استثناء لك أن تتحرك فيها مئة وعشر درجات ، والباقي ممنوع ، تتزوج تسعد بهذا الزواج ، يكون هناك لقاء زوجي ، وتصلي قيام الليل، وتبكي في الصلاة ضمن المنهج ، ضمن الخطة الإلهية ، ضمن المباح ، ضمن المندوب.
أي إنسان يقول لك أحياناً : - بدأ وجود هذا المثل في بلادكم - امش في جنازة ولا تمش في زواجة - هذا كلام الشيطان ، اسمعوا كلام سيد الأنبياء :
((من مشى بتزويج رجل بامرأة كان له بكل كلمة قالها وبكل خطوة خطاها عبادة سنة قام ليلها وصام نهارها ))
يجب أن تفرق بين كلام الشيطان وبين كلام الرحمن ، فالإنسان عندما يطلب العلم يتحرك وفق هدف دقق :
﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
هدفه واضح ، والوسائل له واضحة ، لكن للتقريب لو أن إنساناً وجد نفسه في باريس ، وسأل سؤالاً عجيباً : إلى أين أذهب ؟ نقول له : لماذا جئت لهذا المكان أصلاً ؟ إن جئت طالب علم إلى السوربون ، إن جئت سائحاً إلى برج إيفل ، إن جئت تاجراً إلى الأسواق ، فأنت كائن متحرك ، ما الذي يسدد حركتك ؟ أن تعرف سرّ وجودك .
الغرق في الجزئيات أحد أكبر أمراض الأمة :
سؤال كبير وأكبر من كبير ؛ لماذا نحن في الأرض ؟
أخواننا الكرام ؛ أقول كلاماً دقيقاً جداً : أحد أكبر أمراض الأمة الغرق في الجزئيات؛ قائمة أعمال ، دفع الفاتورة ، لقاء فلان ، محاسبة فلان ، إقامة دعوى على فلان ، تأمين غرفة نوم مثلاً ، جزيئات .
الإنسان كائن متحرك والعبادة علة وجوده على سطح الأرض :
أنت من ؟ أنت المخلوق الأول ، لماذا أنت في الدنيا ؟
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
ما العبادة ؟ طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية أساسها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية ، علة وجودك هنا العبادة ، كأن نقول لهذا الطالب في باريس : لماذا جئت إلى هذا المكان ؟ إن جئت طالب علم إلى السوربون ، إن جئت سائحاً إلى برج إيفل ، إن جئت تاجراً إلى الأسواق ، فأنت كائن متحرك .
وبالمناسبة ما الذي يجعلك كائناً متحركاً ؟ هذه الطاولة كائن ساكن ، أنت متحرك ، يدفعك إلى الحركة الحاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً على بقاء الفرد ، يدفعك إلى هذه الحركة الزواج حفاظاً لكن هذا من دون أن تشعر على بقاء النوع ، لولا الزواج لفني البشر من آلاف السنين ، يوجد حاجة للزواج ، البشر يتوالدون ، لا يكفي أكلت وشبعت وشربت وسكنت ببيت وتزوجت وأنجبت لا يكفي ، عندك حاجة ثالثة خطيرة جداً درسناها في علم النفس اسمها : تأكيد الذات ، أنت تريد أن تكون أول طبيب ، تريد أن يشار إليك بالبنان ، أن تكون أول محام ، أول قائد ، أول صناعي ، الحاجة إلى التفوق من أجل تأكيد الذات ، الحاجة إلى الطعام من أجل بقاء الفرد ، الحاجة إلى الزواج من أجل بقاء النوع ، الحاجة إلى تأكيد الذات من أجل بقاء الذكر .
مرة قلت لطلابي من يذكر لي خمس أكبر تجار في الشام عاشوا عام ألف وثمانمئة وستة وثمانين ؟ لم يعرف أياً منهم الجواب ، فقلت لهم : ولا أنا أعرف أيضاً ، وأنا لا أعلم ، لكن مثلاً سيدنا صلاح الدين الأيوبي ، سيدنا خالد ، سيدنا عمر ، أنا أخاطب شاابت وشباب ، لم لا تحب أن تكون لك بصمة في الحياة ؟ لماذا تحب أن تكون من بين مليارات من الشباب والشابات جاؤوا إلى الدنيا وغادروها ولم يدر بهم أحد ؟ لماذا تحب أن تكون من الدهماء ؟ من السوقة ؟ لماذا لا تكون من الأعلام ؟ سيدنا عمر جاءه ملك الغساسنة أعلن إسلامه ، رحب به، ذهب ليؤدي عمرة ، أثناء طوافه حول الكعبة بدوي من قبيلة فزارة داس طرف ردائه فانخلع رداؤه عن كتفه - هو ملك - فضرب هذا الأعرابي الفزاري ضربة هشمت أنفه ، فشكاه إلى سيدنا عمر، سيدنا عمر استدعى جبلة ، ملك استدعاه ، وإذا بجانبه رجل بالتعليل المعاصر من دهماء الناس ، من سوقتهم ، من عامتهم ، أي بالطبقة الدنيا الدنيا ، شاعر معاصر صاغ الحوار شعراً قال سيدنا عمر لجبلة : أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟ فقال جبلة : لست ممن ينكر شيا - أي شيئاً هذه مسهلة ، همزة مسهلة – أنا أدبت الفتى أدركت الفتى بيدي ، قال له سيدنا عمر : أرض الفتى لا بد من إرضائه ما زال ظفرك عالقاً بدمائه أو يهشمن الآن أنفك -عصر مبادئ- وتنال ما فعلته كفك ، صعق قال : كيف ذاك يا أمير هو سوقة وأنا عرش وتاج ؟ كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟ قال : نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها ، أقمنا فوقها صرحاً جليلاً وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً ، فقال جبلة : كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز أنا مرتد إذا أكرهتني ، قال له : عنق المرتد بالسيف تحز ، عالم نبنيه كل صدع فيه يداوى وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى ، هذا عصر مبادئ بعده عصر أشخاص، سيدنا صلاح الدين ، قطز ، هؤلاء القادة الكبار الذين صمدوا أما الغزو التتري ، هؤلاء الذين تألقوا ، العصر الثاني عصر رجال ، مع الأسف الشديد الشديد نحن الآن في عصر أشياء ، هناكي عصر أبطال ، عصر مبادئ ، عصر أشياء ، تستمد قيمتك من مساحة بيتك، ومن نوع مركبتك ، لا يكفي نوع المركبة ، هناك مرسيدس مئة وثمانون ، قال : أنا عندي ستمئة، يستمد كل مكانته من سيارته ، من بيته ، من دخله ، مثلاً أنا والله لا أصدق إذا كان لوحة مركبة رقمها قليل سعرها يقدر بخمسين مليوناً ، ما هذه القيمة ؟ ماذا قدمت ؟ أشياء ما أنزل الله بها من سلطان .
الإنسان هو المخلوق الأول عند الله عز وجل :
أخواننا الكرام ؛ نحن في معركة الحق والباطل يجب أن نتمسك بالحق ، فالإنسان -الآن دخلنا في بعض تفاصيل الموضوع - هو المخلوق الأول عند الله ، الأول لأنه عندما عرض الله الأمانة على السموات والأرض والجبال وأبين
أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان
الإنسان قال : أنا لها يارب ، أنا لها ، من هنا يجب أن نقول : الإنسان عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، غذاء العقل العلم ، وغذاء القلب الحب ، وغذاء الجسم الطعام والشراب ، وما لم نغذ عقولنا بالعلم ، وقلوبنا بالحب ، وأجسامنا بالطعام والشراب ، هبطنا عن مستوى إنسانيتنا إلى مستوى لا يليق بنا .
تعريف الحياة الطيبة :
الآن لو اقتربنا من عنوان هذا اللقاء الطيب الحياة الطيبة ، والحياة الأخرى المعيشة الضنك ، الحياة الطيبة والمعيشة الضنك :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
ما الحياة الطيبة ؟ صدقوا ولا أبالغ لو ذهبنا لساعة مديدة نتحدث عنها لا نفيها حقها ، لماذا ؟ لأن الحياة الطيبة سكينة ، والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، سكينة ، سعادة ، طمأنينة ، توازن ، رضا ، محبة ، تألق ، حكمة، أكبر عطاء إلهي السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، الرضا سعادة ، راض عن الله ، راض عن جنسك ، راض عن عملك ، راض عن إمكاناتك ، راض عن أولادك ، راض عن أي قضاء قضاه الله لك ، حلاوة الإيمان رضا :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
فالجواب الحياة الطيبة فوق كل الظروف والأجواء والأقاليم والبلاد والعباد ، حياة طيبة ، زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين :
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾
وعد الله عز وجل :
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾
تقصير العباد بما كلفوا به من عبادة يجعل الله في حلّ من وعوده :
أخواننا الكرام ؛ عودوا أنفسكم دائماً أن تقبلوا الحقيقة المرة ؛ هل نحن مستخلفون في الأرض ؟ لا والله ، هل نحن ممكنون في الأرض ؟ لا والله ، هل نحن آمنون ؟ هذه الحقيقة المرة، والحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، لذلك :
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾
قانون الاستخلاف .
وقال : يمكنن لهم دينهم ، قد نقول ولا نبالغ : إن هذا الدين الإسلامي العظيم يواجه حرباً عالمية ثالثة كانت تحت الطاولة واليوم فوق الطاولة جهاراً نهاراً ، أحد أعضاء الكونغرس يقول : لن نسمح بقيام حكم إسلامي في الشرق الأوسط ، والتجارب تعرفونها ، من عمل صالحاً يجب أن تعتقد أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين :
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾
الثلاثة غير محققة ، الجواب بآخر كلمة بالآية يعبدونني ، فإذا قصر العباد بما كلفوا به من عبادة فالله جل جلاله في حلّ من وعوده الثلاثة .
الحياة الطيبة أكبر عطاء إلهي للإنسان :
هذا اللقاء الأول وهذا المحور الأول عن الحياة الطيبة ، والله مهما توجهنا إلى شرحها لا نفيها حقها ، وعد الله أن :
﴿ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾
سيتمتع بالمحبة ، و الرؤية الصحيحة ، والنظر الثاقب ، والتألق ، والثقة بالله عز وجل ، الحديث عن الحياة الطيبة الحقيقة يوجد جواب واحد لا يعرفها إلا من ذاقها ، مثلاً لو قلنا لك : صف لنا طعم التفاح ، تقول : حلو ، والإجاص حلو ؟ والعنب حلو ؟ أريد وصفاً خاصاً للتفاح ، لا تستطيع ، يوجد أشياء مستحيلة ، الحياة الطيبة أكبر عطاء إلهي ، أكبر سبب للسعادة ، أكبر سبب للحكمة ، أكبر سبب للقرار الصحيح ، للنظر الثاقب ، أكبر سبب كي تنجو من مطبات الحياة :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾
والله يا أخواتي الكريمات ويا أخوتي الكرام يجب من هذه الدقيقة أن نتخذ قراراً :" إذا رجع العبد إلى الله نادى منادٍ في السموات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله"
هذه الحياة الطيبة حياة الاتصال بالله ، حياة التوكل على الله ، حياة أن تستنير بنور الله ، حياة اليقظة ، حياة الإدراك ، حياة السكينة ، حياة الفطرة السليمة ، حياة الأسرة المتماسكة، حياة النجاح في العمل ، حياة النجاح في صحتك .
النجاح و الفلاح :
أخواتنا الكريمات ؛ كان قديماً يوجد نجاح ، الآن النجاح لا وزن له كثيراً إذا وزن بالفلاح ، الفلاح أن تحقق الهدف من وجودك ، وجدت للجنة ، وجدت لمعرفة الله ، وجدت لطاعته ، وجدت للعمل الصالح ، فإذا عرفت الله من خلال الكون ، وعرفت منهجه من خلال الشرع ، وطبقت منهجه تقربت إليه ، والآيات كثيرة جداً :
﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
الآن :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ﴾
سأل إنسان : فما بال الأغنياء والأقوياء أي معيشة ضنك ؟ فكان الجواب جواب أحد العلماء : ضيق القلب .
يوجد سعادة داخلية ويوجد سعادة خارجية ، فضيق القلب من لوازم المعرض عن الله، والآية واضحة :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً* قَالَ كَذَلِكَ ﴾
لذلك إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، هذا عمل القلب شيء مخيف :
﴿ ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ﴾
القدوة قبل الدعوة :
يمكن أن نقول : القرآن كون ناطق ، والكون قرآن صامت ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي ، تعليقي ما لم ير المسلمون اليوم إسلاماً يمشي أمامهم لن يقنعوا به ، لذلك قالوا : القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، والتربية لا التعرية .
القدوة قبل الدعوة ؛ أنت أب يكفي أن تكون كاملاً ولو لم تنطق بكلمة ، فالأولاد يقلدوك ، أنت كأم لو لم تنطقي بكلمة توجيهية يكفي أن تراك ابنتك في الثياب يوجد حشمة و أدب و وعي و علم و كلام سديد حتى تحترم هذا الاتجاه ، فالقدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، ومخاطبة القلب والعقل معاً ، هل مرّ معكم آية تخاطب العقل والقلب معاً ؟
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾
يخاطب القلب :
﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾
يخاطب العقل ، فأنت كداعية ، كمرشد ، كمعلم ، كأستاذ ، كمدرس ، كأم ، كأب ، يجب أن تخاطب في أولادك عقولهم وقلوبهم ، أي لو تصورنا أن إنساناً قلد إنساناً مؤمناً هل ينجو ؟ الجواب : لا ، لأن العقيدة أخطر ما في الدين ، و هي لا تقبل تقليداً ولا ترديداً ، لا تقبل إلا بحثاً ودراسة ، الدليل :
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
قد نستنبط أنه لا بد من أن تقتطع وقتاً من وقتك الثمين لمعرفة الله ، والآن الأشياء بين أيديكم العبد الفقير لي موقع في الأنترنيت يزوروه في اليوم مليون زائر ، يسحب منه في اليوم مليونا ملف ، تعرفونه هو : الحج غوغل ، اكتب اسمي فقط ، كل شيء فيه ، تفسير القرآن بكامله ، هناك مكان اسمه : تحميل كتب ، يوجد أربعة وستون كتاباً بكبسة زر يتحمل الكتاب كله ، كتاب الإعجاز ، كتاب الأسماء الحسنى ، يتحمل كله بكبسة زر ، لا يوجد وقت العلم متوافر كهذا الوقت .
إعجاز القرآن الكريم :
مرة ثانية : كانت الأرض خمس قارات ، قارة بلد مدينة قرية بيت غرفة مكتب سطح مكتب ، الآن الارض كلها سطح مكتب ، انتفعوا من هذه الخاصة ، كنت مرة بمالبورن في أستراليا ، آخر مدينة في الأرض ، بينها وبين القطب الجنوبي مسافة قليلة ، يوجد فيها معهد شرعي ، فيها إذاعة إسلامية ، ماذا قال النبي الكريم ؟ قال : " يبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ".
هذه بشارة النبي الكريم ، مثل بسيط ؛ السيارة المحرك فيها هو الشهوة - قوة دفع- والمقود هو العقل ، والطريق هو الشرع ، فبطولتك أن تستخدم المحرك كي تندفع المركبة ، وأن تحدد مسارها بالمقود ، وأنت تبقيها على الطريق المعبد ، هذا أول عمل .
أنا بجامعة وأعتقد لأنني بجامعة هنا إذا تكلمنا عن قضية علمية تتحملون ذلك ، النظرية النسبية جاء بها أينشتاين ساد بها على أهل الأرض ، هل تصدقون أن هذه النظرية النسبية مدرجة ببضعة كلمات في القرآن الكريم ؟ شيء لا يصدق ، النظرية النسبية التي كشف بها أينشتاين سرعة الضوء المطلقة ، السرعة المطلقة في هذا الكون هي سرعة الضوء ، ثلاثمئة ألف كيلو متر في الثانية ، هذا البحث عرض في مؤتمر الإعجاز السادس في موسكو ، حجمه يقدر بثمانين صفحة سوف أضغطه في دقيقة أو دقيقتين ، لو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر، القمر يدور دورة حول الأرض كل شهر ، الأرض كرة والقمر كرة لو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر ووصلنا بينهما بخط ، ما هذا الخط ؟ هو نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض ، ضرب اثنين القطر ، ضرب البي 3,14 هذا المحيط ، هذا في الشهر ، ضرب اثني عشر في السنة ، ضرب ألف في ألف سنة ، والله لا أبالغ الابن الصغير مع آلة حاسبة ومع ثلاثة معطيات يقول لك كم يقطع القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام ، معنا رقم كبير جداً لو قسمنا المسافة على الزمن تنتج معنا السرعة ، تقسيم ألف سرعة الدوران في السنة ، تقسيم ثلاثمئة وخمسة وستين في اليوم ، تقسيم أربع وعشرون في الساعة ، تقسيم ستين في الدقيقة ، تقسيم ستين في الثانية ، سرعة الضوء ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يوم واحد ، الآية :
﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
هذه النظرية النسبية التي جاء بها أينشتاين ، أينشتاين كان عالماً كبيراً جداً ، وكان له سائق ، هذا السائق عندما زار أمريكا ألقى أينشتاين النظرية النسبية في خمس وثلاثين ولاية ، بقيي الولاية السادسة و الثلاثون ترجاه سائقه أن يلقيها عنه - السائق حفظها ذكي ذاكرته قوية- فسمح له فقدم أينشتاين السائق في المحاضرة ، فتحدث بها كلمة كلمة لم يغلط أبداً ، رفع برفيسور في الجامعة أصبعه وطرح عليه سؤالاً كبيراً جداً فقال له : سؤالك سخيف جداً ، والدليل أنا سأجعل السائق يجاوبك .
آيات الله في الكون تكوينية و قرآنية و كونية :
أخواننا الكرام ؛ الآيات كونية خلقه ، الآيات التكوينية أفعاله ، لما ركبوا بالتيتانيك من بريطانيا إلى بوسطن ، وزعوا على الركاب نشرة ، النشرة يوجد فيها : إن القدر لا يستطيع إغراق هذه السفينة ، فغرقت في رحلتها الأولى والقصة معروفة عندكم ، قال بعض القساوسة : هذا درس بليغ من السماء إلى الأرض ، أرسلوا مركبة اسمها تشالينجر المتحدي بعد سبعين ثانية من إطلاقها أصبحت كتلة من اللهب ، فلذلك هذه أفعاله التكوينية ، له آيات كونية خلقه ، آيات تكوينية أفعاله ، وله آيات قرآنية كلامه ، في كلامة تتدبر :
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾
وبآياته التكوينية تنظر :
﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾
و في آياته الكونية تتفكر :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
أركان الدين :
في نهاية هذا اللقاء الطيب وأنا به سعيد جداً ورد هذا الأثر القدسي هذا الأثر عجيب يوجد فيه تقريباً أركان الدين كله :
(( ليس كل مصلٍّ يصلي ، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي – الإيمان بالله العظيم- وكفّ شهواته عن محارمي - الاستقامة- ولم يصر على معصيتي – التوبة- وأطعم الجائع - العمل الصالح- ، وكسا العريان ، ورحم المصاب ، وآوى الغريب ، كل ذلك لي - الإخلاص- وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس على أن أجعل الجهالة له حلماً ، والظلمة نورا ، يدعوني فألبيه ، ويسألني فأعطيه ، ويقسم عليّ فابره ، أكلأه بقربي ، وأستحفظه ملائكي ، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ، ولا يتغير حالها))
أرجو الله لكم أن يحفظ إيمانكم وأهلكم ومن يلوذ بكم وصحتكم واستقرار بلادكم ، وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان ، وأن يحقن دماءهم في الشام . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خاتمة و توديع :
جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور ، وأحب المجلس التمثيلي المنظم مع الأخوة أن يقدم لكم هدية رمزية يقدمها أخي أحمد نوح ثاني رئيس المجلس التمثيلي فليتفضل .