- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠4رياض الصالحين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
تمهيد :
أيها الإخوة المؤمنون؛ لا زلنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا زلنا في باب: تعظيم حرمات المسلمين، وبيان حقوقهم، والشفقة عليهم، والرحمة بهم, وقبل قراءة الحديث الشريف, الذي هو موضوع الدرس اليوم, أحب أن أقدم كلماتٍ بين يدي هذه الأحاديث.
ما هو السر الذي فقدناه؟.
لماذا نحن -كما يقول بعضهم- ليست كلمتنا هي العليا؟.
بينما أصحاب النبي عليهم رضوان الله كانت كلمتهم هي العليا؟.
ربما كان فهمنا للدين فهماً خاطئاً، بيد أن أصحاب النبي عليهم رضوان الله, فهموا الدين فهماً صحيحاً، وفهمناه فهماً خاطئاً، وأنهم وضعوا أيديهم على جوهر الدين، ووضعنا أيدينا على قشور الدين، هذا هو التفسير المعقول، لا بد من هذا التفسير، إما أن أصحاب النبي عليهم رضوان الله فهموا الدين فهماً صحيحاً، وفهمناه فهماً مغلوطاً، أو وضعوا أيديهم على جوهر الدين، ووضعنا أيدينا على قشور الدين.
على كلٍ هذه الأحاديث التي بين أيدينا اليوم تؤكد لكم أن أصحاب النبي عليهم رضوان الله فهموا الدين خلقاً، فهموا الدين صدقاً، فهموا الدين أمانةً، فهموا الدين إخلاصاً، فهموا الدين ورعاً، فهموا الدين حباً، فهموا الدين اتصالاً بالله عزَّ وجل، فهموا الدين تواضعاً، فهموا الدين عبوديةً، وربما نحن فهمنا الدين؛ صوماً، وصلاةً، وحجاً، وزكاةً, وليس غير.
في القرآن الكريم آلاف أفعال الأمر، يبدو أن أصحاب النبي عليهم رضوان الله, كل فعل أمرٍ في القرآن طبقوه، وجعلوه أمراً واجب التنفيذ، وربما فهمنا أن الدين صلاةً وصياماً وحجاً وزكاةً، أما قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41)﴾
ربنا سبحانه وتعالى وصف المنافقين, فقال:
﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ
ربما فهم أصحاب النبي عليهم رضوان الله, قوله تعالى:
﴿
وفهمنا نحن أن الدين يُسر، وأن الله سبحانه وتعالى لن يحاسب الناس على الدقائق والصغائر، وأن هذه صغيرة، الصغيرة في أثرها السلبي كالكبيرة، إنها حجاب.
فهذا التيار الكهربائي، إذا ابتعدا طرفا الشريط عن بعضهما ميليمتراً، أو سنتيمتراً، أو ديسيمتراً، أو متراً، أو عشرة أمتار، ما دام هناك تباعد, فالتيار قد انقطع، فالصغيرة صغيرة، والكبيرة كبيرة، ولكن أثر الصغيرة في قطع العبد عن ربه كأثر الكبيرة، لذلك ما الذي أهلك المسلمين؟ أنهم تركوا الكبائر، ووقعوا في الصغائر.
(( عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل يهلكنه ))
هذا ذنبٌ تافه لا قيمة له، أنا لست نبياً، أنا لست صحابياً، صام، وصلى، ولم يرتكب كبيرةً، لم يزن، ولم يسرق، ولم يشرب الخمر، أما الغيبة، والنميمة، والنظر، والشبهات في كسب المال، والشبهات في إنفاق المال، هذا كله تساهل به، فإذا هو بعيدٌ عن الله عزَّ وجل بعداً كبيرا، فإذا الإسلام عنده ثقافة، أو حركاتٌ, وطقوس.
في بالإسلام جانب فكري، وفي جانب شعائري، الجانب الفكري لا يكفي، لأنه شرطٌ لازمٌ غير كافٍ، والجانب الشعائري لا يكفي حركاتٌ وسكنات لا معنى لها، ولكن الإسلام اتصالٌ بالله، والمشكلة: أن الاتصال بالله لا ينعقد, إلا إذا كان هناك استقامة على أمر الله.
جعلت هذه المقدمة تمهيداً لبعض هذه الأحاديث التي بين أيدينا، والتي ترون من خلالها:
أن المسلم لا يكون مسلماً إذا صلى، وصام، وحج, وزكى، وزعم أنه مسلم، لا يكون المسلم مسلماً, إلا إذا كانت أخلاقه رضية, كما وصفها النبي عليه الصلاة والسلام.
أحاديث تتعلق بتعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والرحمة عليهم.
الحديث الأول:
(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يُسْلِمُهُ, وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ, كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ, وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً, فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا, سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))
إنما المؤمنون إخوة, قال تعالى:
﴿
﴿
الحديث الثاني:
(( عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))
فيا ترى هؤلاء المسلمون هل يعنيك ما يعنيهم؟ هل يؤلمك ما يؤلمهم؟ هل يفرحك ما يفرحهم؟ هل أنت منهم؟ هل أنت مهتمٌ بشؤونهم؟ هل تحرَص عليهم؟ هل ترحمهم؟ إذا كنت بائعاً، هل ترحمهم بالسعر؟ إذا كنت طبيباً، هل ترحم فقيرهم؟ إذا كنت محامياً، هل ترحم ضعيفهم؟ هل في قلبك رحمة تجاههم؟ هل تعاملهم كإخوانك؟ هذه علامة إذا شعرت بقلبك ينبض حباً للآخرين، ينبض رحمةً، ينبض شفقةً، ينبض عطفاً، فأنت مؤمن ورب الكعبة.
تنبيه:
طبعاً النبي عليه الصلاة والسلام استثناءً من هذا الكلام, يقول عليه الصلاة والسلام:
(( عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انْصُرْ أخَاكَ ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسولَ الله أنصرُه إِذا كان مظلوما ، أَفرأيتَ إِن كان ظالما : كيف أنصُرُهُ ؟ قال : تحجزُه أو تمنعُه عن الظلم ، فإن ذلك نَصْرُهُ
وفي رواية نحوه ، قالوا: كيف ننصره ظالما؟ قال: تأخذُ فوقَ يديه ))
النبي عليه الصلاة والسلام أوتي جوامع الكلم، والعرب كانوا في الجاهلية مع إخوانهم على الحق وعلى الباطل، هذه الجاهلية:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشدِ
أحد أفراد القبيلة مع قبيلته أعَلى الحق كانت أم على الباطل, في الخير أو في الشر, النبي عليه الصلاة والسلام فاجأ أصحابه بعبارةٍ, تشبه عبارات الجاهلية:
﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ
إذا فتنت إنسانًا عن دينه، إذا دللته على معصية، إذا أغريته بالانحراف، إذا دفعته إلى مخالفة، إذا جعلت حب الدنيا يشغل قلبه كله، إذا جعلته ينصرف إلى شؤون الحياة، ويدع شؤون الآخرة فقد فتنته، والفتنة أشد من القتل، لأن القتل قد يكون المقتول شهيداً، وقد يستحق الجنة، أما هذا الذي فتنته, ربما دخل إلى النار، فلذلك قال عليه الصلاة والسلام:
من يصدِّق أن سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه, اختار أحد كبار العلماء، اسمه مزاحم فيما أذكر، اسمه عمر، وقال له:
الحديث الثالث:
(( عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضا، وشَبَّكَ بين أصابعه ))
المؤمنون بعضهم لبعضٍ كالبنيان المرصوص, يشد بعضه بعضاً.
الحديث الرابع:
(( عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: يَدُ اللهِ مع الجماعةِ ))
المؤمنون يدٌ واحدة
هو أن الذي يشدك إلى الله عزَّ وجل، هو أن الذي يشدك إلى الدين، هو أن الذي يشدك إلى المسجد، هو أن الذي يشدك إلى مجالس العلم ، ليس الكلام، ولكن الله سبحانه وتعالى عاملك معاملةً جديدة، شرح صدرك، ويسَّر أمرك، وأطلق لسانك، هذه المعاملة الجديدة التي استحققتها بعد أن تبت إلى الله توبةً نصوحا، هذا الذي يشدك إليه.
أن كل إنسان له ومضة؛ يفور ويهمد، ولكن البطولة في الثبات، يعني إذا كنت قد أزمعت حضور مجالس العلم, فهذا الوقت لله عزَّ وجل، الله عزَّ وجل يحب الذي يقف موقفاً واضحاً، فأنت عاهدت الله عزَّ وجل، أعاهدت إنساناً يموت؟ أعاهدت جهةً لئيمة؟ عاهدت خالق الكون على السمع والطاعة، فإذا عاهدته فكن عند عهده:
(( مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ ))
عبدي كن لي كما أريد, أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد, ولا تعلمني بما يصلحك, أنت تريد وأنا أريد, فإذا سلَّمت لي فيما أريد, كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد, أتعبتك فيما تريد, ثم لا يكون إلا ما أريد.
شرح الحديث الأول:
فالنبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
المسلمُ أخو المسلمِ:
لا تتصور أن الله عزَّ وجل يحبك، وأنت على خصومةٍ مع أخيك، لا يحبك الله عزَّ وجل، وأنت تؤثر نفسك على أخيك، الله سبحانه وتعالى وصف المؤمنين من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فقال:
﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
الحقيقة في الإنسان هناك لذة اسمها:
وهناك لذةٌ اسمها:
المؤمن يبقى في سعادةٍ كبيرة، ولكن هذه السعادة أو هذه اللذة بعد أن كانت في الأخذ, تصبح في العطاء، بعد أن كان يشعر بلذة إذا كسب مالاً وفيراً، الآن يشعر بلذة إذا أنفق مالاً وفيراً، بعد أن كان يشعر بلذة فيما لو انتقم، الآن يشعر بلذة فيما لو عفا، كان يشعر باللذة فيما لو أثبت شخصيته، أما الآن يشعر باللذة فيما لو أغفل شخصيته، وكان متواضعاً، هناك تصعيدٌ واضحٌ في الميول، فـ
المسلمُ أخو المسلمِ، لا يَظْلِمُه:
أحياناً إذا بعته سلعةً بثمنٍ, يزيد عن ثمنها الحقيقي، أو إذا بعته سلعةً، وأوهمته أنها من صنع كذا وكذا، وهي ليست كذلك، إذا بعته سلعةً، وأوهمته أنك لن تجدها بعد اليوم، فاشترى فوق حاجته، إذا بعته سلعةً, والكمية أقل مما كتب على العبوة، يعني: أي نقصٍ في الوزن، أو النوع، أو الكمية، إذا بعته سلعةً، وسلَّمتها إياه في وقتٍ متأخرٍ, وقد فاته أن يبيعها، أو أن يستفيد منها، فقد ظلمته.
إذا عملت عملاً, ولم تؤده على الوجه الصحيح، فقد ظلمت صاحبه، إذا عالجت مريضاً، ولم تهتم به اهتماماً كافياً، فقد ظلمته، إذا توكلت عن وكيلً, ولم تبذل الجهد الكافي في كتابة المذكرات, وقبضت منه مبلغاً كبيراً، فقد ظلمته، أمانة الأعمال شيءٌ خطيرٌ جداً، إذا بعت قماشاً، ولم تُبْلِغ المشتري أن هذا القماش عيبه كذا وكذا، ودفع مبلغاً، وجعل منه ثوباً، وبعد أشهرٍ رأى خلله وعيبه، فقد ظلمته.
المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يَظْلِمُهُ ، ولا يُسْلِمُه:
لا يتخلى عنه، أنت في مركز قوي، وأخوك وقع في مشكلة، وبإمكانك أن تنقذه منها، تخليت عنه، أنت مسلم؟ لا والله، أخوك المسلم واقع في مشكلة، وأنت في مركز قوي، وبإمكانك أن تنقذه، وبإمكانك أن تصرفها عنه، وبإمكانك أن تنجِّيه منها، وتقول: أنا ما لي علاقة، وتنصرف إلى بيتك, وأنت مسلم؟ لا والله، ولو صليت, وصمت، وزعمت أنك مسلم، فقد ظلمته
وقد سمعت أن موظف تموين, دخل محلا فيه مخالفات، قال له: كذلك فلان مخالف، وفلان مخالف، وفلان مخالف، أنت مسلم؟ أنت خالفك هذا الموظف، لا بد أن تفضح الخمسة الذين هم حولك، وأنت مسلم؟ معنى هذا أنت أسلمته، هو جاء عندك فقط، فقال له: سأخالفك أنت وحدك، هكذا قال له.
لا يَظْلِمُهُ ، ولا يُسْلِمُه ، مَنْ كانَ في حاجةِ أخيهِ كانَ اللهُ في حاجتِهِ:
إذا أحب الله عبداً, جعل حوائج الناس إليه، هذا الذي يطرق بابه ليلاً نهاراً، هذا مكرمٌ عند الله عزَّ وجل، إياك أن تتأفف، هذه النِعَم يقرك الله عليها ما بذلتها، فإذا بخلت بها سلبها منك.
يعني قصص كثيرة جداً بهذا المعنى، ما دام الله أكرمك بالجاه، بالقوة، بالمال، بالعلم، بالمكانة, بالخبرة ابذلها، العلم ابذله، والخبرة ابذلها، والمال ابذله، والجاه ابذله، حتى الله عزَّ وجل يزيدك قوةً، وعزاً، وغنىً، ومالاً، وشأناً، وخبرةً، فإذا بخلت بها، سلبها منك, وحوَّلها إلى غيرك
وَمَن فَرَّجَ عن مُسلم كُرْبَة فَرَّجَ اللهُ عنهُ بهَا كُرْبة مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ:
فهذا المفرح للناس، دخل على أخيه فرآه كئيباً، ما مشكلتك؟ كذا وكذا، حللتها له، جعلته يضحك بعد أن كان عابس الوجه، كان مكتئباً فجعلته مسروراً، كان متشائماً فجعلته متفائلاً، كاد يضيق ذرعاً بهذه المشكلة، فجعلت ملامح وجهه تنبسط، فهؤلاء الذين يفرحون الناس, يقضون حوائجهم، يحلون مشكلاتهم، يفكون عُقَدهم، هؤلاء مؤمنون ورب الكعبة
وَمَنْ سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَهُ اللهُ يومَ القيامةِ:
(( عن علي بن الحسين بن علي عن أبيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مِنْ حُسْن إسلام المرءِ تِرْكهُ ما لا يَعنِيه ))
(( عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته العضباء - وليست بالجدعاء - فقال: طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ))
هذه الأخلاق المحمدية، وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه, ولعله أدرى به, النبي الكريم, علمنا أن أحداً, قال لك كلمات، فسمع وقع خطواتٍ وراء ظهره, فسكت، أو التفت، فهذا الحديث أمانة، لمجرد أن يسكت, إذا شعر أن أحداً يستمع إليه، فهذا الحديث أمانة، يجب أن يبقى أمانةً بينك وبينه، لذة أن تستر الناس.
(( عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: نَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ, مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ, وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ, لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ, وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ, فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَةَ أَخِيهِ, يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ, حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ ))
الحديث الخامس:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَحَاسَدُوا, وَلَا تَنَاجَشُوا, وَلَا تَبَاغَضُوا, وَلَا تَدَابَرُوا, وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ, وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ أخْوَانًا, الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يَخْذُلُهُ, وَلَا يَحْقِرُهُ, التَّقْوَى هَاهُنَا, -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ, أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ, كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ, وَمَالُهُ, وَعِرْضُهُ ))
الإسلام بذل، الإسلام تضحية، وليس الإسلام صلاةً, وصياماً، وحجاً, وزكاةً, وليس غير، وما تخلف المسلمون عن ركب الأمم، وما أصبحت كلمتهم ليست هي العليا, إلا حينما فهموا الإسلام ركعاتٍ جوفاء تؤدى، وتركاً للطعام والشراب في رمضان، وذهاباً إلى بيت الله الحرام، ودفعاً لجزءٍ من الأموال ليس غير.
يقول عليه الصلاة والسلام: لا تَحاسَدوا:
من هو الحاسد؟ الحاسد جاهل، واسألوا الله من فضله:
قل لي مـن بات لي حاسداً أتدري علـى من أسأت الأدب؟
أسأت علـى الله في فـعله إذ لـم ترض لي ما وهــب
يعني وهذه علامة طيبة، من علامة إيمانك أنك تفرح لأخيك إذا آتاه الله شيئاً من الدنيا، أخوك اشترى بيت، الله يهنئه، المؤمن الصادق يشعر بلذة وارتياح, حينما تحل مشكلة أخيه، لا تقل هذه اللذة فيما لو كان هذا البيت له، أخوك تعين بوظيفة جيدة، الحمد لله، قوةٌ لك ، أخوك تزوج قبلك، فلا تمتلئ حسدًا، جاء النصيب، آن الأوان، الله يبعث لي مثله، وأحسن، واسألوا الله من فضله، يعني:
﴿
لا تتمن, بيت فلان أوسع, الله يهنئه فيه، أنا هكذا يناسبني، أروع كلمة قالها الإمام الغزالي:
﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)﴾
اصبر، لو كان حكم الله واضحاً, لا تحتاج لصبر، لكن:
﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا
ربنا قال:
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
والله هذه الآية وحدها تكفي، رب العالمين خالق الكون, يقول لك:
لذلك المؤمن مستسلم، وأساساً أحد أسباب الصحة النفسية: هذا الاستسلام لله عزَّ وجل، الله اختارني بهذا الشكل، وبهذا اللون، واختار لي هذه الزوجة، وهذا البيت، وهؤلاء الأولاد، وجعلني موظف، الآن رفعوا الرواتب مثلاً، وجعلني تاجرًا، وجعل عملي خارج بلدي، هكذا ترتيب الله عزَّ وجل، هذا اختيار الله لك, ألا ترضى به؟ أنت عليك أن تكون عبداً لله، أجمل آية:
﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)﴾
حيث لا يكون تقصير من قِبَلك، أنت تعرف تمام المعرفة, ما الذي يرضي الله؟ وما الذي يغضبه؟ افعل ما يرضيه، ودع ما يغضبه, وانتهى الأمر، أنا الذي عليّ فعلته, قال تعالى:
﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)﴾
أنت عليك أن تلقي هذه الحبة، وعلى الله الباقي، فهذا الحسد سببه الجهل، لا يحسد إلا جاهل، وكأن الحسود يشك في حكمة الله عزَّ وجل، وكأن الحسود يشك في عدالة الله عزَّ وجل ، وكأن الحسود يرى أن الأمور تجري جزافاً.
أخي الله عزَّ وجل يطعم الحلاوة لمن لا ضرس له.
يعني هو ليس حكيمًا، أنت الحكيم فقط؟ فالإنسان يستسلم.
الحسد أحد أسبابه: الجهل.
أحد أسبابه: ضيق الأفق.
أحد أسبابه: عدم التيقُّن من حكمة الله عزَّ وجل، عدم التيقن من عدالته.
من قال لك: إن الدنيا هي كل شيء؟.
الحظوظ في الدنيا توزع توزيع ابتلاء، وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء.
مَن قال لك: أن الدنيا هي كل شيء؟.
(( عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ, مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ))
(( عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: إِنِّي لَفِي الرَّكْبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ أَتَى عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ قَالَ: فَقَالَ: أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا -أَوْ كَمَا قَالَ- قَالَ: فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا ))
يقول عليه الصلاة والسلام: لا تَحاسَدوا، وَلَا تَنَاجَشُوا.
عرضت السلعة على شخص فقلت له: هذه ثمنها مئة، فقلت له: أكثر سعرها ثمانون، مر واحد فغمزته، عندك منها؟ نعم، كم ثمنها؟ مئة، هذا هو ثمنها، الثاني مضطر لها، أنا آخذها، مكنت البيع، وبعد أن غمزته، دفع لك الثمن بأكمله، هذا بيع النجش، بيع تمثيلي، في شخص قام مثل دور المشتري، ودفع السعر المرتفع، والعملية كلها غير صحيحة، هذا التناجش.
التناجش فيه احتيال، فيه مكر، فيه خداع، وليس المكر والخداع والاحتيال من صفات المؤمن، المؤمن ما في قلبه على لسانه، والذي ينطق به في قلبه، وداخله كخارجه، وباطنه كظاهره، وسريرته كعلانيته، ليس عنده الازدواجية، هذا بيع تمثيلي، مكنا البيعة بهذه الطريقة.
يقول عليه الصلاة والسلام: لا تَحاسَدوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا.
هذا البغض من الشيطان، إذا الإنسان رأى أن أخاه عنده عيب، فأنت عندك مئة عيب، يكون الإنسان منطقيًا، مثلاً بزوجته: لو تكوني على أطول، أنت كذلك عندك خمسون علة، هذه الكلمة من الشيطان, تسبب النفور بين الزوجين دائماً، هذا التباغض.
(( عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلتُ: يا رسول الله حَسْبُكَ من صفيّةَ قِصَرها، قال: لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَ [ بها ] البحر لَمَزَجَتْهُ، قالت: وحكيتُ له إِنسانا، فقال: ما أحبّ أني حكيتُ إنسانا وأن لي كذا وكذا ))
إذا كانت كلمة قصيرة فقط, تفسد مياه البحر، ومياه البحر لا يفسد، فالمدن الساحلية الكبرى، المياه المالحة تسير فيها قرابة ثمانية كيلو مترات، ومع ذلك مياه البحر طاهرة، أما كلمة: قصيرة, فتفسد مياه البحر، فـ:
(( فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً, إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا, رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ -أَوْ قَالَ- غَيْرَهُ ))
أحياناً شريكان لهم طباع معينة, عرفوا بعضهم وانتهى الأمر، هذا حاد وهذا هادئ، هذا غضوب، هذا مهمل، لكنه أمين، ومحب، وفيه مودة، فلما الإنسان يعرف أخلاق زوجته، يتعايش معها، لأنه ليس كل زواج مبني على الحب الصاعق، في زواج مبني على المصلحة، في زواج مبني على تقوى الله عزَّ وجل، مبني على تأدية رسالة، مبني على تربية أولاد، في أهداف كبرى جداً في الزواج أقلها: أن يكون مبنياً على الحب، لأن هذا الشيء زائل.
فهذا الذي تزوج امرأةً، ولم تعجبه، وشعرت أنه أعرض عنها, قالت له كلمة -اسمه عامر- قالت له: يا عامر, قد يكون الخير كامناً في الشر-أي إذا رأيتني شراً, فقد يكون الخير في، هذا ما تحمل- ترك المدينة، وهام على وجهه عشرين عاماً، عاد إلى المدينة، ودخل مسجدها، فإذا عالمٌ شاب, حوله آلافٌ مؤلَّفة، سأل عنه, فقالوا: هو مالك بن أنس، وهذا اسمه: أنس بن عامر والده، فهذا العالم ما عرف أن هذا أباه, فلما التقى به: يا فلان, قل لأمك: إن بالباب رجلاً, يقول لك: قد يكون الخير كامناً في الشر، فلما سمعت مقالة ابنها, قالت: يا بني, هذا أبوك دعه.
لا تعرف هذه التي ما أعجبتك, قد يكون منها خير كبير، تكون مصلية، صائمة، صالحة، وهذه التي أعجبتك, تكون طريقًا إلى جهنم، وأنت لا تعرف, قال تعالى:
يقول عليه الصلاة والسلام: لا تَحاسَدوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا, وَلَا تَدَابَرُوا.
الآن لا تجد أسرة ما فيها خصومات، إخوان لا يكلم أحدهما الآخر، جاران متصارمان، قريبان متقاطعان، أخت لا تتكلم مع أختها، الأم لا تزور ابنتها، الأب معاد لأخوته، فهذه مشكلة، هذا ليس من الدين في شيء
الإنسان ليس بحاجة لهذا الذي تدابر معه، لكن لك عنده حاجة دينية، لكن لو ذهبت إليه، وسلمت عليه، فاستحيا منك، حلت المودة محل التباغض، ومحل التدابر.
يقول عليه الصلاة والسلام: وَلَا تَدَابَرُوا, وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ.
بكم باعها لك؟ أنا عندي أرخص، الله يصلحك، كنت مر عندي، أفسدت له البيعة، فذهب وأرجعها، هؤلاء مسلمون؟! باع وانتهى الأمر.
وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ, وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ أخْوَانًا.
كن أخاً لأخيك، كن أخاً له بكل معاني الكلمة.
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يَخْذُلُهُ, وفي رواية أخرى: وَلَا يَحْقِرُهُ.
ومن أدراك أن هذا الأخ الذي أمامك, قد يكون أفضل منك عند الله؟ ومن أدراك أن هذا الأخ له نوايا طيبة أعلى من نواياك؟ له إخلاصٌ أشد من إخلاصك؟ ومن أدراك أن له عند الله درجة لم تبلغها أنت, ولا بعشرات السنين؟ مَن أدراك؟ كيف حكمت عليه أنك فوقه؟ كيف احتقرته؟.
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ.
لكن الإنسان الحقيقة, متى يحتقر أخاه المسلم؟ إذا كانت مقاييسه مادية، دخل فوجد بيته غرفتان، كيف تسكن في هذا البيت؟ كيف يسعك هذا البيت؟ إن هذا البيت لا يُسكن, ما عنده غيره هذا البيت، هذه إمكانياته، احتقرته لبيته, احتقرته لأن دخله قليل, معنى هذا: أن مقياسك مادي، معنى هذا: أنك لست مسلم.
سيدنا بلال رضي الله عنه، سيدنا الصديق, عندما اشتراه من أمية بن خلف، أراد أمية بن خلف يحقره، فقال له:
والله لو دفعت به درهماً واحداً لبعتكه -أنا أبعه بدرهم، فليس له قيمة عندي- فقال له سيدنا الصديق: والله لو طلبت به مئة ألف درهم لدفعتها لك، فلما أخذه وضع يده تحت إبطه -هذه أعلى درجة بالإخوة- وقال: هذا أخي
أصحاب النبي القرشيون الهاشميون، كانوا إذا ذكروا بلالاً، قالوا:
وكان سيدنا عمر رضي الله عنه, يخرج إلى ظاهر المدينة, لاستقبال سيدنا بلال.
سيدنا عمر أمير المؤمنين، هذا الإسلام، الإسلام عظيم، الإسلام كلنا سواسية، لا تفاضل إلا بالتقوى، لا تفاضل إلا بالعمل الصالح، لا تفاضل إلا بالعلم، العلم, والتقوى, والعمل الصالح، صدق القائل:
لا تقل أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ما قد حصل
الحقيقة: هناك غيبةٌ بالقلب، وهناك احتقارٌ بالداخل، لا ينبغي أن تحقر أخاك المسلم، قد يكون أرقى عند الله منك
بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ, أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ.
يعني يكفيه من الشر
(( عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحتُ يوماً قريبا منه ونحنُ نسيرُ ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني من النار، قال : .................. ثم قال : أَلا أُخبرك بملاك ذلك كلِّه ؟. قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: كُفَّ عليك هذا - وأشار إلى لسأنه - قلتُ : يا نبيَّ الله ، وإنَّا لمؤاخذونَ بما نتكلم به؟ قال: ثَكِلتْك أمُّك معاذ ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مَناخِرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم؟. ))
تسعة أعشار المعصية, من أخطاء اللسان، وأخطاء الفرج
كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ, وَمَالُهُ, وَعِرْضُهُ.
عرضه، دخل رجل بيتًا, فيجب أن يبالغ في غض البصر، زوجة أخيك, هذه عرضك، عرض أخيك، ومال أخيك مالك، فيجب أن تحافظ عليه, حفاظك على مالك، فالدم، والعرض، والمال.
الدم, قال تعالى:
﴿
مستحيل، فإذا وقع هذا, فليس أحدهما بمؤمن، مستحيل ((كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ, وَمَالُهُ, وَعِرْضُهُ)).
الخاتمة:
أيها الإخوة الأكارم؛ بعد أن قصصنا عليكم في سنوات, قصص الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وبعد أن قصصنا أيضاً, قصص التابعين رضوان الله عليهم أيضاً، ثم خلفاء الرسول عليهم رضوان الله, أزمعت وأنا متوكلٌ على الله عزَّ وجل, أن نبدأ في الدرس القادم سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، لعل الله عزَّ وجل ينفعنا بها، لأن سيرة النبي شيءٌ خاص، قضية تشريع، موقفه قدوة، سكوته قدوة، تكلمه قدوة، زواجه مثالي، علاقاته مع الناس كلها مثالية، فإن شاء الله في الدرس القادمة, نبدأ فصولاً من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، كما هو العهد من درس الأحد, أن يكون جانبٌ منه في الحديث الشريف، وجانب آخر في الفقه، وجانب ثالث في السيرة النبوية المطهرة، نرجو الله سبحانه وتعالى أن ننتفع وإياكم بها، إنه على ما نقول شهيد.
و الحمد لله رب العالمين