- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (042)سورة الشورى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الولي هو الله وهو الذي يتولى أمرنا:
أيها الأخوة الكرام؛ مع الدرس الثالث من سورة الشورى، ومع الآية التاسعة وهي قوله تعالى:
﴿
الأولياء جمع ولي، والولي هو الذي يتولَّى أمرنا، يتولى توجيهنا، تستعين به، تسترشده، تحتمي به، تلوذ إليه، فالإنسان لا ينبغي له أن يتخذ من دون الله ولياً، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم، وغيره لا يعلم، فإذا استعنت بمن لا يعلم أوردك المهالك، الله تعالى هو القوي وغيره ضعيف، فإذا استعنت بالضعيف أوردك المهالك، الله سبحانه وتعالى مُسعد وغيره لا يُسعد، فإذا طلبت السعادة في غيره شقيت، لذلك ربنا عزَّ وجل يقول:
﴿
هذه الصيغة تفيد القَصر لو أن الله سبحانه وتعالى قال: فالله وليُّك، ليس فيها معنى القصر، لكن:
﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
أي هو وحده الولي ولا وليّ سواه.
من ضعف تفكير الإنسان وشقائه أن يتخذ من دون الله وليَّاً:
إذا قلنا: فلان شاعر، يقول شخص: لا، فلان هو الشاعر، أي هؤلاء كلُّهم ليسوا شعراء من كلمة هو، فالله هو الولي، هذه العبارة تفيد القصر، أي إذا أردت أن تتخذ وليَّاً ليس لك إلا الله؛ لأنه يعلم وغيره لا يعلم، لأنه قوي وغيره ضعيف، لأنه مُسعد وغيره محزِن، فمن ضعف تفكير الإنسان ومن شقائه أن يتخذ من دون الله وليَّاً.
الحقيقة القضيَّة قد تكون عفويَّة، فلا يعقل أن يقول الإنسان: فلان ولييِّ من دون الله. لا، لكن حينما يتجه الإنسان، ويتوهَّم أن الخير عنده، وأن السوء إذا غضب، وأن السعادة إذا رضي، وأنه بإمكانه أن يعطيك أو أن يمنعك اتخذته وليَّاً وأنت لا تدري.
بوعي الإنسان المسلم صعب أن يقول لك: أنا اتخذت فلاناً ولياً من دون الله، هذه لا تقع، لكن حينما تنساق لإرضاء إنسان، أو حينما تُعجب بقوَّة إنسان، أو بمال إنسان، أو حينما تتوهَّم أن هذا الإنسان يُسعدك من دون الله اتخذته ولياً وأنت لا تدري.
من اتخذ من دون الله ولياً اتخذ شيئاً مُنْحَطَّاً:
﴿
الظلمات جمع؛ ظلمات العقائد، ظلمات العادات، ظلمات التقاليد، ظلمات الشهوات، أما النور فواحد، الحق لا يتعدَّد، أما الباطل فيتعدَّد، آلاف مؤلَّفة من ألوان الباطل العقائدي والسلوكي، لكن الحق واحد.
المؤمن إن توسَّم الخير بمؤمن آخر فهذا لا يتناقض مع التوحيد:
إذاً:
عن عبد الرحمن بن أبزى صلَّيتُ خلفَ عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنهُ صلاةَ الصبحِ فسمعتُهُ يقولُ بعدَ القراءةِ قبلَ الركوعِ:
(( اللهمَّ إياكَ نعبُدُ، ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ، وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ، نرجو رحمتَكَ، ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ، اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ، ونستغفرُكَ، ونُثْنِي عليكَ الخيرَ، ولا نَكْفُرُكَ، ونُؤمنُ بكَ، ونخضعُ لكَ، ونَخلعُ من يَكْفُرُكَ. ))
أي أن الله هو الولي، والمؤمن حقيقةً إن لم يدرك هذا المعنى فليس مؤمناً، مؤمن على أعتاب كافر؟! مؤمن يظن الخير بالكافر؟! مؤمن يرجو الخير عند الكافر؟! مؤمن يبذل ماء وجهه أمامه؟! هذا مستحيل، يمكن لمؤمن أن يتوسَّم الخير بمؤمن، هذا لا يتناقض مع توكُّله على الله عزَّ وجل، يمكن لمؤمن أن يتوسَّم السعادة إذا عاشر مؤمناً أعلى منه، هذا الشيء لا يتناقض مع التوحيد، لكن مؤمن الله وليُّه يتَّجه لغير الله؟! يعتمد على غير الله؟! يأنس بغير الله؟! يستعين بغير الله؟! معنى ذلك أنه اتخذه ولياً من دون الله.
على كل إنسان أن ينتبه لقلبه:
أهم شيء للإنسان أن ينتبه لقلبه، على من يعتمد؟ بمن يثق؟ من يسترشد؟ أحياناً لو أن الإنسان سأل عامة الناس في موضوع تأتيه الإرشادات خلاف القرآن الكريم، يقول لك مثلاً: دَيِّن فلاناً؟ تقول له: احفظ نقودك بلا جنون، يوجد تضخُّم نقدي بالمئة سبعة عشر فكيف تدينه؟ لو سألت مئة شخص ينصحك بعدم إقراض الآخرين، أما ربنا فقد قال:
﴿
الله عدَّ القرض له وليس لعبده، وقال لنبيه داود: عن أبي هريرة:
(( إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا بْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي؟ قالَ: يا رَبِّ، كيفَ أعُودُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يا بنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ، وكيفَ أُطْعِمُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لوْ أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي، يا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قالَ: يا رَبِّ، كيفَ أسْقِيكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: اسْتَسْقاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أمَا إنَّكَ لو سَقَيْتَهُ وجَدْتَ ذلكَ عِندِي. ))
الشيء الدقيق في الموضوع أن المؤمن لا يمكن أن يسترشد، أو أن يسأل، أو أن يستنصح، أو أن يتحرَّك بتوجيه غير المؤمن، معنى هذا أنه ليس مؤمناً،
ولاية الله لك أن تطيعه وتنفذ أوامره:
الله توجيهه بالقرآن، إذا احتاج القرآن إلى توضيح فالنبي يفسِّر القرآن الكريم، وبعد النبي الصحابة، وبعدهم الفقهاء المجتهدون، إذا أردت أنت حكم الشرع في موضوع كأنَّك تقول: الله ولييِّ، أنا لا أتحرَّك إلا بتوجيهات ربي، بتعليمات الصانع، بمضمون كتاب الله، ألم تقل السيدة عائشة: "كان خلقه القرآن". الحقيقة ولاية الله لك تعني أن تطيعه، قال لك مثلاً:
﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا
معظم الأسر يريدون شاباً، يريدون دخلاً كبيراً، يريدون بيتاً واسعاً، يريدون مركبة، آخر شيء يسألون عن دينه، يمشون بخلاف القرآن الكريم، لذلك يعانون من متاعب لا تحتمل، يأتي هذا الخاطب فيذلّهم، ويؤذي ابنتهم، وينغِّص عليهم عيشهم، طمعوا بغناه ونسوا دينه، معنى هذا أنهم تحرَّكوا بتوجيهات غير توجيهات الخالق.
المؤمن الصادق لا يتحرَّك إلا بتوجيهات خالقه:
ما معنى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
إذا أنت تساهم على تقوية منكر، بمعاونة على اغتصاب حقوق، فهذا عمل لا يرضي الله عزَّ وجل، فلا يوجد مؤمن على الإطلاق يتحرَّك بتوجيه كافر، لا يوجد مؤمن يتحرَّك من دون توجيهات خالق الكون، أنت آلة معقَّدة جداً لك صانع، وكل واحد منَّا يراقب نفسه إذا اشترى آلة غالية كثيراً، ونفعها عظيم، ودخلها كبير، لا يمكن له أن يسأل جاره، قد يكون جاره إنساناً صالحاً جداً، قد يكون إمام مسجد، أما هذا كمبيوتر، يسأل خبير الشركة، لن يسأل شخصاً أميًّاً بهذا الموضوع، يقول لك: هذه آلة غالية سأسأل الخبير، يقرأ التعليمات، يترجمها، يهتم فيها، فلماذا أنت في أمور الآلات المعقَّدة لا تقبل إلا رأي الخبير وإذا كان مهندس جاء من الشركة هذا أقوى بكثير، يمكن ألا يعجبك مهندس مقيم في بلدك، يقول لك: هذا لا يفهم، أنت تريد مهندس الشركة لأنك خائف على الآلة، فلماذا تتساهل في أمر دينك؟ وتتلقَّى توجيهات من غير الله عزَّ وجل؟ يقول لك شخص: يا أخي ابنك إن لم يتعلَّم المحادثة في دولة أجنبية فلن يقوى باللغة الإنكليزية، واللغة الإنكليزية أساس التجارة الآن، والله كلام صحيح، لكن غاب عنك أنه هناك يجوز أن يضيع دينه، يجوز أن يرجع إنساناً آخر.
من لوازم إيمان المؤمن أن يعرف أمر الله عزَّ وجل:
المؤمن الصادق لا يتحرَّك إلا بتوجيهات خالقه، لذلك يسأل، ما أسباب السؤال؟ لأن وليَّك الله عزَّ وجل،
على كل إنسان أن يتعلم أمور الفقه:
إذا فكَّرت أنت بالكون تعرف الله، لكن إذا قرأت الأحكام الشرعيَّة تعرف أمره، ليس من المستغرب أن يكون في بيت كل مسلم كتاب فقه مثلاً، أحكام الطهارة، أحكام الوضوء، أحكام الصلاة، أحكام الصيام، أحكام الحج، أحكام الزكاة، اليمين، الوكالة، الحوالة، هناك أشياء نتعامل معها يومياً كالشراكة مثلاً، المضاربة، القرض الحسن، وأحكام الربا، من دخل السوق من دون فقه أكل الربا شاء أو أبى.
إذاً القصد أن الله ولي الذين آمنوا لا يتحرَّكون إلا وفق تعليماته، إلا بأوامره، إذاً من لوازم هذه الآية أن تتعلَّم أمور الفقه، طبعاً هناك أشياء بالفقه لابدَّ من أن تعرفها، وهي فرض عين على كل مسلم، مثلاً أحكام الصلاة والصوم والحج والزكاة، مهنتك، حرفتك، كل حرفة لها أحكام فقه متعلِّقة بها، إذا كنت شريكاً فيجب أن تعلم أحكام الشراكة، وإذا كنت طبيباً فأحكام الجُعالة، الطبيب والمحامي والمدرِّس يلزمهم أحكام الجُعالة، إذا كنت تاجراً فأحكام البيع والشراء، هذا إذا أنت آمنت بالله إيماناً حقيقياً، وأردت أن تطيعه لابدَّ من معرفة أمره لكي يتولاك الله، أنت عندما تنفِّذ أحكام الصانع يتولاك الله.
عندما يمرض الإنسان يلجأ إلى طبيب، لماذا لجأ إليه؟ لعلمه، قال له الطبيب: اترك الملح، وامش كل يوم، وخذ هذا الدواء، هذه تعليمات الطبيب، فمعنى هذا أن الطبيب تولَّى أمر شفائك، مادام تولى أمر شفائك لابدَّ من طاعته.
الله عز وجل بعد أن يموت الإنسان يحييه للحساب:
إذاً:
الإنسان بلا عمل صالح إنسان ميِّت ومن عرف الله فهو حيّ ولو مات:
المعنى الأوسع تؤكِّده الآية الكريمة:
﴿
تؤكِّده آية ثانية:
﴿
معنى هذا أن الإنسان قد يكون ميِّتًا وهو في أوج حياته، وقد يكون حياً وهو تحت التراب، هذا المعنى العميق للموت والحياة، الموت والحياة بهذا المعنى إنسان بلا عمل صالح، بلا معرفة لله، يعيش لحظته، لشهواته، هذا ميِّت؛ إنسان عرف الله، عرف أمره، يمشي على منهج، له صلة بالله، يعمل للآخرة هذا حي، لو مات حيّ، لهذا قال الله عزَّ وجل:
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾
فولاية الله عزَّ وجل تجعل الميِّت حيَّاً، وقول الشاعر المشهور:
ليس من مات فاستراح بمَيْت إنما الميِّتُ ميِّتُ الأحياءِ
* * *
إذا الإنسان لا يعرف الله كالبهيمة، يتحرَّك وفق شهواته ومصالحه، ليس عنده قيم، ولا روادع، ولا نوازع، ولا مبادئ، يتحرَّك كالدابَّة المتفلِّتة من أي منهج هذا ميِّت.
إن كان الإنسان ميتاً فلا يحيا إلا بالله تعالى:
إذاً ربنا عزَّ وجل يقول:
إذاً أولاً: إن كان الإنسان ميتاً يحيا بالله، وإن كان يعاني مشكلةً فالله على كل شيءٍ قدير، فلمَ لا تتخذه ولياً؟! لذلك دعاء السحَر: عن أبي هريرة رضي الله عنه:
(( فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جَلَّ وَعَزَّ فَقَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ. ))
ونحن الآن في شهر رمضان، هذا شهر القُرْب، شهر الاتصال بالله عزَّ وجل، شهر البذل، شهر أن الله سبحانه وتعالى يعافي عباده المؤمنين من جميع الهموم، من جميع المصائب.
الغافل عن الله إنسان ميت:
إذاً التركيز في هذه الآية:
النقطة الثانية:
الله عز وجل حاكم عادل يحكم بين الناس جميعاً:
الآن الآية التي بعدها:
﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(10)﴾
الآن توجد موضوعات خلافيَّة بين الناس لا يعلمها إلا الله، بالعقائد، بالمذاهب، بالتطبيقات، نظريات اقتصاديَّة، نظريات نفسيَّة، علاقات اجتماعيَّة، كل إنسان يدّعي أنه على حق وأن نظريَّته صحيحة، الخلاف واقع، الناس فرق، واتجاهات، وأصحاب مبادئ وضعيَّة وغير وضعيَّة، وكلٌ يدَّعي وصلاً بليلى، فهذه زحمة الخلافات من يقضي بينها؟ قال: الله سبحانه وتعالى.
إذا كان هناك سبع قطع معدنيَّة صفراء لامعة، وواحدة منها ذهب عيار أربعة وعشرين، والباقي معدن خسيس مطلي بمعدن نفيس، فكل يدّعي أنها ذهب خالص، أما هي فواحدة فقط ذهب خالص، لو أنه صار هناك خلاف، ومنازعات، ومشكلات، وأخذ ورد، يأتي الخبير فيقول: هذه الذهب، هذه كلها معدن خسيس، هذه من المعدن النفيس وتلك من المعادن الخسيسة، وانتهى الأمر، فالذي يحكم هو الله عزَّ وجل، وربنا عزَّ وجل يحكم وينفِّذ.
الله عزَّ وجل حكمه تنفيذي:
أحياناً تجد خبيراً يعرف الحقيقة لكنه ضعيف، وتجد شخصاً قويًّاً لا يعرف الحقيقة، قوي لكنه لا يعرف، والذي يعرف لا يقوى على شيء، لكن ربنا عزَّ وجل كلمة ﴿يقضي﴾ تشير إلى المعرفة والتنفيذ بآنٍ واحد.
ما الفرق بين أن تسأل المفتي وأن تلجأ إلى القاضي؟ يوجد فرق بينهما، المفتي يقول لك: القضيَّة جوابها كذا وكذا، أما القاضي فيصدر قراراً ويحال للتنفيذ، التنفيذ فيه شرطة يقبضون على السارق، القاضي معه حكم تنفيذي، أما المفتي فمعه حكم استشاري، فرق كبير جداً، فربنا عز وجل إذا الله حكم بين الناس لا يقول لأحدهم: أنت على حق وأنت على باطل، لا، الذي على حق يرفع شأنه، والذي على باطل يخسف به الأرض، هناك فرق، حكم الله غير حكم عبد الله، الله عزَّ وجل إذا حكم نفَّذ.
أحياناً يحكم على إنسان أنه على حق فيرفع شأنه، يقويِّه؛ ويحكم على إنسان مبطل أنه على باطل فيضعفه، يبطل عمله، يضعفه، عندما حكم الله بين النبي وأعدائه، ما معنى حكم الله؟ أي أنت على حق وأنتم على باطل، فالله رفع شأن النبي ونصره، وهؤلاء خذلهم وجعلهم في مزابل التاريخ، وانتهى الأمر، إذا الله حكم غير عبد الله، إذا حكم الله فحُكمه مع التنفيذ الكامل، تأخذ حقَّك كاملاً،
من كان على حقّ رفعه الله ونصره ومن كان على باطل خذله وابتعد عنه:
الله عزَّ وجل قال: فَتَوَكَّلْ يا محمَّد.
﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)﴾
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ
قوَّتك تستمدُّها من الله، فإذا كنت مع الله انتهى كل شيء، إن لم تكن معه مشكلة كبيرة جداً.
الآن كل أنواع الخلافات؛ خلافات في العقائد، خلافات في النظم، خلافات في القيَم، يجوز في مجتمع أن يكون هذا الشيء ليس عاراً، الآن في المجتمعات الغربيَّة عملية الزنا أهون من تناول حبة سكَّر، شيء لا يحاسب الإنسان عليه إطلاقاً، شيء طبيعي جداً، معنى هذا أن هذا مجتمع فاسد، إذا صار هناك خلاف بالعقائد، أو خلاف بالنُظُم، أو خلاف بالقيَم، أو خلاف بالحقوق، أو خلاف بالتطبيقات، أو خلاف بالوسائل، إذا صار خلاف بين بني البشر فالحكم لله، الله عزَّ وجل حكمه تنفيذي، أنتم على حق يرفعكم وينصركم ويؤيِّدكم؛ وأنتم على باطل يخذلكم.
امتحان الله عز وجل للعباد:
لكن ربنا لحكمةٍ يريدها أحياناً يسمح للباطل أن يجول جولة لكي يمتحن الناس، هناك أُناس إذا قوي الباطل يأخذون به، ينسون الحق، هم مع الأقوى وليسوا مع الحق، فهذه مرحلة استثنائيَّة لأن الله قال:
﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
يسمح للباطل أن يعمل جولة أو جولتين، يمتحن فيها الناس، من مال معه رغبةً فيما عنده وفي قوَّته فقد سقط من عين الله، ومن بقي على إيمانه وعلى ورعه واستقامته فقد ارتفع في عين الله.
الحكمة من كون الأنبياء ضعفاء:
أساساً هناك نقطة مهمَّة جداً قد تغيب عن معظم الناس، لماذا كان الأنبياء ضِعافاً؟ لمَ لم يكونوا أقوياء؟ لو كانوا أقوياء ودعوا الناس إلى شيءٍ ما لأقبل الناس كلُّهم على تصديقهم، لكن هذا ليس تصديقاً وليس إيماناً لكنه خوفٌ منهم، لكن جعلهم ضعفاء لحكمةٍ رائعة، بحيث أنك يمكن أن تتهم النبي بالكذب، أو بالجنون، أو بالسحر، أو الشعوذة، أو الشِعر، وتنام مساءً ناعم البال، لذلك الذي يؤمن بالنبي له عند الله مقامٌ كبير، ما آمن به لا خوفاً ولا طمعاً، لأنه لا يوجد عنده شيء يعطيك إياه، وأوضح موقف عندما كان النبي عليه الصلاة والسلام يمر على آل ياسر وهم يُعَذَّبون، فلا يستطيع أن يفكَّهم من تعذيبهم فيقول عن جابر بن عبد الله:
(( صبرًا آل ياسرٍ ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ . ))
والدليل الآخر عندما كان النبي في الطائف سُخر منه، وكذِّب، وضُرِب، هو رسول الله، الحكمة العظيمة من كون الأنبياء ضعفاء من أجل أن تكون قيمة الذين يؤمنون بهم عالية جداً، آمنوا بهم لا عن خوف ولا عن طمع، هم ضعفاء وليس معهم الدنيا.
القوة والمال يأتيان ويذهبان أما الذي يبقى فهو أن تكون على حق:
الناس أحياناً يقبلون على الشيء إما خوفاً طلباً لسلامتهم، أو طمعاً بما عند هذا القوي، إما خوفاً من بطشه أو طمعاً بما عنده، النبي جعله الله ضعيفًا في البدايات لحكمةٍ أرادها حتى الذي آمن به ليكون إيمانه عظيماً جداً، لأنه ما آمن لا عن خوف منه، ضعيف، ولا عن طمعٍ في دنيا، كان لا يوجد عنده دنيا.
﴿ قُلْ إِنِّي
﴿ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ
﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13)﴾
فإذا كان الإنسان مستضعفًا لا مانع، له الشرف، نبينا كان في مرحلةٍ مستضعفاً، المشكلة أن تكون على الحق، القوة والمال يأتيان ويذهبان، أما الذي يبقى فهو أن تكون على حق.
العبرة بخواتم الأعمال:
أنا خطر في بالي أنه صلى الله عليه وسلم سيدنا رسول الله في البدايات قال: عن أنس:
(( لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال. ))
تعال الآن اشهد مقام النبي عليه الصلاة والسلام، ترى الناس من كل حدبٍ وصوب، من كل الملل والنحَل، لم يروه، ولم يجتمعوا له، ولم يأخذوا من عطائه، مضى على وفاته ألفٌ وخمسمئة عام ومع ذلك ذكره يعطِّر المجالس، يأتون إليه من أطراف الدنيا، يقفون أمام قبره يبكون، ويناجون، ويتأثَّرون، ما معنى ذلك؟ العبرة ليست بالبداية بل في النهاية.
ألم يكن في الطائف مستضعفاً؟ ألم يُضْرَب في الطائف؟ ألم يكذَّب في الطائف؟ ألم يسخر منه في الطائف؟ ألم يقل:
(( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ))
إذا كان سلطان كبير يحكم ثلثي الأرض جدَّد شيئًا بمقام النبي يكتب: الفقير إليه تعالى، أحقر الورى، ليس له ذكر أمام النبي عليه الصلاة والسلام.
لذلك أيها الأخوة؛ العبرة لا بالبدايات بل بالنهايات، العبرة بخواتم الأعمال، العبرة أن تكون لك بداية محرقة حتى تكون لك نهايةٌ مشرقة، فالعبرة فيما يُختم عملك، الدعاء:
التوكل على الله يجعل الإنسان قوياً:
إذاً:
﴿
لو كان هناك خلاف لا مانع، العبرة أن تكون على حق لأن الله هو الحق، وسوف يُحقُّ الحق، الباطل له جولات ثم يضمحل، وقد تطول جولته حتى سبعين عاماً ثمَّ ينهار، هذا الباطل، الباطل باطل، العبرة أن تكون على الحق وانتهى الأمر، الله مع الحق لأنه هو حق،
أحياناً الإنسان يستصدر حكماً ضد جهة قوية ولا يُنفَّذ الحكم، لكن ربنا عزَّ وجل يحكم وينفِّذ،
من أخلص لله كان الله معه:
إلا أن هناك نقطة دقيقة: أنا أشعر أن المؤمن لا يستطيع التوكُّل التوكُّل الكافي إذا كان عليه شوائب، إذا كان هناك مخالفات، إذا كان هناك معاص، لأن هذه المعاصي تحجبه عن التوكُّل، لكنه لو كان على الحق مئة بالمئة، لو كان مصطلحاً مع الله مئة بالمئة، لو كان مقيماً لأمر الله مئة بالمئة، لو لم تأخذه لومةً لائم في الله مئة في المئة وأصابه مكروه يقول: يا رب إني مغلوبٌ فانتصر لدينك، أي أروع ما في التوكُّل أنك تشعر أنك أقوى إنسان، لأن الله معك، ومن كان الله معه فمن ضدُّه؟! أي إذا كان الله معك فمن عليك؟ أي إذا أنت مجنَّد غُر ووالدك قائد الجيش، من يجرؤ أن يكلمك بكلمة؟ إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان الله عليك فمن معك؟ لا يوجد معك أحد، إذا الخالق ضدَّك انتهى، يهينه أقرب الناس إليه، أحياناً زوجته تهينه، أحياناً ابنه يهينه إذا غضب الله عزَّ وجل على إنسان، لذلك الدعاء الشريف: عن عبد الله بن عمر:
(( اللهم إني أعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفجأَةِ نِقمتِك، وجميعِ سخَطِك. ))
أحياناً تأتي المصيبة فجأةً إما بمرض عضال، أو بإهانة شديدة، أو بفقر مُدقع، فإذا كان الله مع الإنسان لا يخاف، أعداؤه تخدمه، انظر إلى هذه النقطة، وإذا تخلَّى الله عنه أقرب الناس إليه يخذله، من كان من صلبه، من أخلص لها طول عمره، تقف منه الموقف اللئيم، أحياناً الزوج مثلاً يعصي الله إرضاءً لزوجته، لابأس، يمرض، فإذا يئست من شفائه تقول له: طلقني، الحياة معك لا تطاق، هذا الجواب، لأنه عصى الله من أجلها فكانت من ألأم الناس تأديباً له.
من اعتمد على الله تولى الله أمره ومن اعتمد على نفسه تخلى الله عنه:
النقطة الدقيقة يا أخوان، هل تعرفون يوم بدر؟
﴿
وهل تعرفون يوم حنين؟
﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ
وأنا أقول لكم: في حياة كل واحد منَّا باليوم الواحد عدة أيام بدر وحنين، إذا قلت: الله وأنا لا شيءـ هذا ليس تأدُّباً، هذه حقيقة، الله يتولاك، وإذا قلت: أنا؛ إما بخبرتك، أو بشهادتك، أو بعلمك، أو بمالك، أو بقوَّتك، أو بصحَّتك، إذا قلت: أنا، الله يتخلَّى عنك، فأنت بين حالين: بين حال التولية والتخلية، فإذا اعتمدت على الله تولَّى أمرك، وإذا اعتمدت على نفسك تخلَّى عنك.
الأخذ بالأسباب من لوازم التوكل على الله عز وجل:
إذاً:
﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(10)﴾
إلا أنها أيها الإخوة تتوكَّل على الله عزَّ وجل من دون أن تأخذ بالأسباب فهذه معصيةٌ كبيرة، لأنه استخفافٌ بنُظُم الكون، الله وضع للكون نظماً، فأنت حينما لا تأخذ بالأسباب تستخفّ بهذه النظم، لذلك من لوازم التوكُّل أن تأخذ بالأسباب، ودرس الهجرة درس دقيق جداً بين أيدينا.
النبي عليه الصلاة والسلام سار مُساحلاً، وهناك إنسان لمحو الآثار، إنسان لتتبُّع الأخبار، إنسان لجلب الطعام، استأجر خبيراً من الدرجة الأولى، أخذ بكل الأسباب ثم توكَّل، هذا موقف المؤمن، إن أخذت بها واعتمدت عليها فقد أشركت كشأن الغربيين، وإن لم تأخذ بها كشأن الشرقيين، نحن أمة محمد مرحومة، من سيئ لأسوأ، وإن لم تأخذ بها فقد عصيت، أما كمؤمن فيجب أن تأخذ بها وأن تعتمد على الله، فالتوكُّل من لوازمه أن تأخذ بالأسباب.
سيدنا عمر رأى قوماً في مكَّة فقال لهم: من أنتم؟ قالوا:
على المؤمن أن ينفذ أمر الله عز وجل وقلبه مع الله:
لذلك عندما حكم عليه الصلاة والسلام بين رجلين، الذي حكم عليه قال: حسبي الله ونعم الوكيل، فالنبي تألَّم من هذا الكلام، هذه كلمة حق أريد بها باطل، طالب لم ينجح، ما درس يوماً واحداً، فإذا سئل: لماذا لم تنجح؟ فيجيب: هكذا ترتيب الله، ما هذا الكلام؟ هكذا يريد الله؟ أنا هل يمكنني أن أفرّ من قضائه؟ هذا الكلام جدل، فعندما قال هذا الشخص: "حسبي الله ونعم الوكيل، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( إِنَّ اللَّهَ َلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. ))
إذا أنت بذلت الجهد المستطاع ولم تتمكن من الوصول إلى هدفك فقل: حسبي الله ونعم الوكيل. أما قبل أن تقولها فيجب أن تأخذ بالأسباب، إذاً التوكُّل أيها الأخوة يحتاج إلى أن تأخذ بالأسباب،
بطولة الإنسان أن يكون مع كلام الله عز وجل:
إذاً:
نظام الزوجية:
﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنْ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ(11)﴾
من أوجه المعاني لهذه الآية:
المرأة فطرها الله عزَّ وجل لتكون مكمِّلةً لزوجها:
الله عزَّ وجل قال:
نظام التوالد على مستوى النبات والحيوان والإنسان نظام رائع خلقه الله تعالى:
قال:
الله واحد أحد بيده مفاتيح كل شيء:
﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ
﴿المقاليد﴾ المفاتيح، مفتاح كل شيء بيد الله عزَّ وجل،
(( قال رجُلٌ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
وفي درسٍ آخر إن شاء الله تعالى ننتقل إلى بقية الآيات.
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين