- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (039)سورة الزمر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
كل ما يسوقه الله جلَّ جلاله لعباده في الدنيا إنما يسوقه لهم من أجل أن يقرِّبهم إليه:
أيها الأخوة الأكارم؛ مع الدرس الخامس من سورة الزُّمَر، ومع الآية الثامنة وهي قوله تعالى:
﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ(8)﴾
أولاً: كلمة الضُّر، ليس في الكون ضرٌ مقصودٌ لذاته، هذه أول حقيقة، لأن الله سبحانه وتعالى أسماؤه حسنى، لأن الله سبحانه وتعالى بيده كل شيء، وأسماؤه حسنى، وخَلَقَ الخلق ليرحمهم..
﴿
ما دام الأمر كلُّه بيد الله؛ لا حركة، ولا سكنة، ولا فعَّال إلا الله، الذي أراده الله يقع، والذي لم يرده لا يقع، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، الذي وقع أراده الله، وإرادة الله متعلِّقةٌ بالحكمة المُطلقة، وحكمته متعلِّقةٌ بالخير المطلق، إذاً شر لا يوجد، شرّ مقصودٌ لذاته هذا لا وجود له في الكون إطلاقاً، لكن الشر نسبي، الأب حينما يعالج ابنه قد يُضيِّق عليه، هذا التضييق من وجهة نظر الابن تضييق وشر؛ لكن من وجهة نظر الأب تربيةٌ وفضل، فيجب أن نعلم علم اليقين أن كل ما يسوقه الله جلَّ جلاله لعباده في الدنيا إنما يسوقه لهم من أجل أن يقرِّبهم إليه، والدليل قول الله عزَّ وجل:
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)﴾
الله عزَّ وجل إذا ساق عذاباً لعباده فمع العذاب لطفٌ كبير يمسّهم مسَّاً خفيفاً:
كلمة (الضُّر) ليست بالمعنى المطلق، بل بالمعنى النسبي، أي أنها ضرٌّ بالنسبة للإنسان المقصِّر العاصي، لكنها بالنسبة إلى الله جلَّ جلاله تربيةٌ، وفضلٌ، ومعالجةٌ، ونعمةٌ باطنة كما فسَّرها المفسِّرون.
﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
النقطة الثانية:
المُصلي له صفاتٌ خاصَّة تختلف عن الإنسان العادي:
﴿
أما الإنسان المقصود في الآية فهو الإنسان الذي أودع الله عزَّ وجل فيه خصائص، أودع فيه شهوات، أعطاه عقلاً، أعطاه فطرة، هذا الإنسان كمواد أوليَّة قبل أن يعرف الله له خصائص، فإذا عرف الله عزَّ وجل له خصائص أخرى، مثلاً.
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)﴾
بحكم حفاظه على حياته، بحكم حبِّه لوجوده، ولسلامة وجوده، ولاستمرار وجوده، ولكمال وجوده، يخاف؛ شديد الخوف، شديد الفزع، شديد الحِرص، الغرائز التي أودعها الله فيه، وحبُّ ذاته، وحبُّ كمال ذاته، يجعله شديد الخوف، شديد الجزع، شديد الهَلَع، شديد الحرص،
الإنسان قبل أن يعرف الله أودِعَت فيه خصائص كل هذه الخصائص لمصلحته:
إذاً في الآية مراكز ثِقل، كلمة
﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)﴾
لم يقل: إن بعد العسر يسراً،
جميع أنواع الحظوظ التي أودعها الله في الإنسان حظوظٌ حياديَّة:
لذلك الحظوظ كلُّها، جميع أنواع الحظوظ التي أودعها الله في الإنسان حظوظٌ حياديَّة، يمكن أن ينتفع بها في آخرته، ويمكن أن يهوي بها في جهنَّم، لذلك الحظوظ تماماً كدرجات أو دركات، درجاتٌ إلى الجنة يرقى بها، ودركاتٌ إلى النار يهوي بها، المال هو نفسه يمكن أن يكون سلَّماً إلى الجنَّة، والمال نفسه يمكن أن يكون دركات إلى النار، الأولاد، الكافر مثلاً لا ينجب إلا ولداً كافراً :
﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)﴾
لأنه يُنَشِّئُ ابنه على معصية الله، ينشِّئه على أن هذا الدين لا يصلح لهذا الزمان، هكذا يُلقي في روعه، فالولد، المال، الصحَّة، الذكاء كل هذه الحظوظ حياديَّة، بإمكانك أن ترقى بها إلى الله، وبإمكان الإنسان أن يهوي بها إلى النار، فلذلك:
(( حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ. ))
(( إن عمل الجنة حَزَن بربوة، وإن عمل النار سهل بسهوةٍ..عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن أنظَرَ مُعسِرًا أو وضعَ لهُ وقاهُ اللهُ مِن فَيْحِ جهنَّمَ ألا إنَّ عملَ الجنَّةِ حَزنٌ بِرَبوةٍ ثلاثًا ألا إنَّ عملَ النَّارِ سَهلٌ بسَهوةٍ والسَّعيدُ مَن وُقيَ الفِتنَ وما مِن جرعةٍ أحبَّ إلى اللهِ من جَرعةِ غَيظٍ يكظِمُها عبدٌ ما كظَمها عبدٌ للَّهِ إلَّا ملأَ جوفَه إيمانًا. ))
الإنسان إذا عرف الواحد الديَّان صار عنده صفات أخرى، لذلك فرَّق العلماء بين الفطرة وبين الصبغة، الفطرة أن تحبَّ الخير، الفطرة أن تحبَّ العدل، لكن الصبغة أن تكون عَدْلاً، الصبغة أن تكون خَيِّراً، فكل إنسان مفطورٌ فطرةً عاليةً، لكن المؤمنون وحدهم اصطبغوا بالكمال الإلهي، هذا الذي يمكن أن يُقال في كلمة الإنسان.
الضُّر يكشف زيف الإنسان ويجعله وجهاً لوجهٍ أمام فطرته:
الإنسان دائماً يتأمَّل نفسه، هل صفاته تشبه الصفات التي أوردها الله في القرآن الكريم قبل أن يؤمن؟ الإنسان قَتور، الإنسان جَحود، الإنسان كَفور، الإنسان كما قال الله عزَّ وجل عَجول، الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً، هذه صفات الإنسان قبل أن يعرف الله عزَّ وجل، أما إذا عرفه فصفاته تتبدَّل تبدُّلاً جذرياً.
الآن الله عزَّ وجل رب، هو خالق، هو مسيِّر لكنَّه ربُّ العالمين، ومعنى رب العالمين أنه يربي النفوس، يربيها، فإذا اختارت ما يؤذيها، اختارت طريقاً ضالاً، أو اختارت طريقاً يودي بها إلى النار لا يدعها على حالها، لا يتركها هملاً، يربيها تربيةً تعود عليها بالخير، من هنا يأتي الضُّر،
والله أيها الأخوة؛ في نفس المؤمن من مشاعر الرضى عن الله عزَّ وجل، ومشاعر الثقة برحمة الله، ومشاعر الطمأنينة إلى عدالة الله، ومشاعر أن الأمر كله بيد الله، وأن علاقته مع جهةِّ واحدة، هذه المشاعر تملأ قلبه سعادةً، في حين أن أهل الدنيا لو حصَّلوا من المال الشيء الوفير، ومن الصحَّة، ومن الذكاء، والقوَّة، والجمال، إذا فقدوا الإيمان فقدوا كل شيء، لذلك في المناجاة:
الإنسان الكامل هو الذي يعرف حجمه قبل أن يُحَجِّمَهُ الله عزَّ وجل:
﴿
الإنسان وهو في بحبوحة يتحدَّث عن قوَّته، عن ماله، عن شأنه، عن ذكائه، عن خبرته، لكن إذا ألمَّت به المكاره قال: يا رب. أحياناً تلتقي مع إنسان له شأنٌ رفيع في المجتمع، كأن يشغل منصباً رفيعاً مثلاً، له رتبة عالية، فإذا رأيته مريضاً وجدته عبداً لله عزَّ وجل، يقول: يا رب، فتقول في سرك: لم أكن أسمعه يقول هذا الكلام من قبل، بل كان يعتدُّ بنفسه، حدَّثني أخ عن رجل من أشدِّ الرجال قسوةً، ومن أشدِّهم قوَّةً، ألمَّ به مرضٌ عُضال فزاره أصدقاؤه فإذا هو كالطفْلِ الوديع، قلت: سبحان الله! ما الذي أعاده إلى فطرته؟ هذا المرض أعاده إلى فطرته، فالإنسان الكامل هو الذي يعرف حجمه قبل أن يُحَجِّمَهُ الله عزَّ وجل، الله يُحجِّم، لأن الله عزَّ وجل مربٍّ، فأنت إذا عرفت حجمك كنت في بحبوحة، لقوله تعالى:
﴿
أما إذا لم تعرف الله، وتبجَّحت بقوَّتك، وذكائك، وخبرتك، وعلمك، وأسرتك، ومالك، وأجهزتك، وبيتك، يأتي التحجيم من الله عزَّ وجل ليعرِّفك بعبوديَّتك، لذلك:
بالمناسبة إذا اعتمد الإنسان على ماله فالله عزَّ وجل يعالجه معالجة لا ينفع فيها المال، إذا اعتمد على قوَّته يضعه بظرف لا تنفع فيه القوَّة، فكل شيء أنت معتمد عليه، ومتكئ عليه، وكأنك تعدّه إلهاً من دون الله، الله عزَّ وجل لأنه رب العالمين لابدّ من أن تدخل في مشكلة، وهذا الشيء الذي تعتمد عليه لا يجديك نفعاً أبداً.
الإنسان كما يُبْتَلى بالمصائب يُبْتلى بالنعم:
الآن:
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
الإنسان كما يُبْتَلى بالمصائب يُبْتلى بالنعم، قال:
المصائب التي يسوقها الله عزَّ وجل للإنسان تذكير له باقتراب الأجل:
اليوم ذكرت قصَّة بليغة جداً، ومناسبة جداً لدرسنا، شخص يقود سيَّارته وإلى جانبه زوجته، تعرَّض لأزمة قلبية حادَّة، عند وقوفه أمام إشارة المرور ارتمى على المقود، لأن الله عزَّ وجل لطيف جداً، مرَّ صديقه في الوقت المناسب، فحملوه من فوره ووضعوه على المقعد الخلفي، وقاد صديقه السيارة إلى مستشفى، وأدخلوه غرفة العناية المشدَّدة، بعد سويعات استيقظ فطلب مسجِّلة، فذكر في هذه المسجِّلة اعترافاته، وقال: المحل الفلاني فروغه كذا مليون ليرة وهذا ليس لي ولكن لإخوتي، أنا اغتصبته منهم غصباً، اعترف، الأرض الفلانيَّة، البستان الفلاني، ذكر كل ما عليه من حقوق كان قد اغتصبها بسبب هذه الأزمة التي ألمَّت له، بعد أيَّام تخرَّج من المستشفى، وعادت له صحَّته وقوَّته، قال: أين الشريط؟ أعطوني إيَّاه، أخذه وكسَّره، وبعد ثمانية أشهر جاءته أزمةٌ أخرى فأودت به، هذه القصَّة نقلتني إلى شيء عِشْتُهُ حينما كنت في التعليم، فالتيار الكهربائي كان في بعض الأقضية ليس مستمراً، كانت تقسم البلد إلى أقضية ونواح، الساعة الثانية عشرة تُطْفَأ الكهرباء، طبعاً كان عندنا تقليد لطيف أنه في الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق تطفأ لثانيةٍ واحدة ثمَّ تعود، أي إشارة أنه اقترب وقت انقطاع التيار الكهربائي فانتبهوا، أما الإشارات الضوئيَّة فلها وميض، فاللون الأخضر يومض وميضاً أي أسرع ستصبح الإشارة حمراء، فكل هذه المصائب التي يسوقها الله عزَّ وجل للإنسان إنما هي تذكيرٌ بأن اللقاء قد اقترب فهل أنت مستعد أيها العبد؟ أساساً شَيْبُ الشعر، يقول الله عزَّ وجل: عبدي كبرت سنُّك، وانحنى ظهرك، وضعُف بصرك، وشاب شعرك، فاستحي مني فأنا أستحي منك، اقترب اللقاء، إذا دخل الإنسان في الأربعين دخل في مدارج الآخرة، الإنسان إذا بلغ الأربعين ولم يغلب خيره شرَّه فليتجهَّز إلى النار، الأربعون فما بعدها سِنُّ معرفة الله، سِنُّ التقرُّب إليه، وإن كان ما يفعله الشاب في شبابه يوازي أضعافاً مضاعفة ما يفعله الكَهل في كهولته، والشيخ في شيخوخته، لأن الله عزَّ وجل قال: أحبُّ ثلاثاً وحبي لثلاث أشد، أحبُّ الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد، هذا شيء لا يُقدَّر بثمن،
عن عقبة بن عامر:
(( إنَّ اللهَ لَيَعجَبُ مِنَ الشابِّ ليست له صَبْوةٌ. ))
الكافر إذا خوَّله الله نعمةً نسي ما كان يدعو إليه:
﴿
يا أيها الأخوة؛ إذا كنت بصحَّة طيِّبة، فصحَّتك هذه نعيم، السؤال عنها: كيف استعملت هذه الصحَّة؟ في طاعة الله أم في معصيته؟ إذا كان عندك وقت فراغ فهذا نعيم تُسأل عنه يوم القيامة، هذا الوقت كيف أمضيته؟ إذا كنت في طمأنينة لست مُلاحقاً، هذه نعمة كبيرة جداً، حُر تتحرَّك أينما تريد، تسافر، تقيم، لست خائفاً، نعيم الأمن ماذا فعلت به؟ هل استخدمت الأمن للتمادي في المعاصي أم استخدمت الأمن الذي تنعُم به في المبالغة في الطاعات؟ هذا معنى قول الله عزَّ وجل:
﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)﴾
نعمة الصحَّة، ونعمة المال، ونعمة الفراغ، ونعمة الأمن، ونعمة القوَّة، هذا كله من نعيم الدنيا، لكن الكافر إذا خوَّله الله نعمةً نسي ما كان يدعو إليه، ينسى حاله عندما كان يترجى إلى الله عزَّ وجل، لا أعتقد أنَّ هناك إنساناً تلمُّ به مصيبة إلا وينادي ربَّه، لكن البطل هو الذي يبقى عند ندائه، عند عهده، يا رب أنا أعاهدك إن نجَّيتني من هذه الورطة لأكونن من الصادقين، لأكونن من الطائعين، لأكونن من المؤمنين، لأكونن من التائبين، لأكونن من القانتين، فلمَّا نجَّاه منها عاد إلى ما كان عليه، ليته اكتفى بذلك، قال:
الله عزَّ وجل هو الذي يستحقُّ وحده العِبادة:
﴿
عنده قضيِّة شائكة جداً، والله ألهم محامياً مخلصاً يخدمه فيها، فربحت دعواه، هذا المحامي لا مثيل له، لو كان غيره لخسرت دعوانا، قل: الله عزَّ وجل، قل: الله عزَّ وجل ساق لي هذا المحامي ليدافع عني، وألهمه الحجَّة، وألهم القاضي الإنصاف، فالإنسان حينما تأتيه مشكلة ويدعو الله عزَّ وجل ويزيح عنه هذه المشكلة ينسى، فيعزو هذا النجاح إلى أشخاص، لذلك: ما تعلَّمت العبيد أفضل من التوحيد:
هناك رأي آخر وهو رأي قوي: أن الند لله، الله معبود، الله عزَّ وجل الذي يستحقُّ وحده العِبادة، معنى العبادة الخضوع التام، الحب الكامل، الإخلاص الشديد، ولكن إذا كان الله عزَّ وجل هو المعبود الذي يستحقُّ العبادة، هو المعبود الذي ينبغي أن تطيعه، وأن تخلص له، وأن تفني شبابك من أجله، وأن تمضي العمر كلَّه في طاعته، وأن تنفق المال في سبيله، وأن تجلس على ركبك السَّاعات الطوال لتطلب العلم الذي يريده، وأن تخدم خلقه، لكن إذا فعلت هذا مع غير الله عزَّ وجل كأنَّك جعلت هذا الشيء نداً لله عزَّ وجل، إذا أخلصت لامرأةٍ مثلاً وأنت ترى كل السعادة في الزواج منها، حتَّى أمرتك بمعصية الله فاستجبت لها، أنت جعلتها نداً لله عزَّ وجل، أو إذا أخلصت لإنسانٍ، ورأيته قوياً، أي بإمكانه أن يرفعك وإذا غضب عليك بإمكانه أن يخفضك، فأنت جعلت هذا الإنسان ندَّاً لله، حينما جعلت طاعته فوق طاعة الله عزَّ وجل، فليحذر الإنسان، أحياناً أشخاص، أو أشياء، أو شهوات، أو قيَم ترتفع في نظره فتكون ندَّاً لله عزَّ وجل، إما أن يعزو الخير الذي أصابه لله عزَّ وجل،
الإنسان إذا أشرك أضلَّ نفسه عن الله وأضلَّ غيره:
﴿
الند طريقٌ غير سالك، لديك طريق وحيد سالك هو طريق طاعة الله، هذا الطريق سالك إلى الله، أما أي طريق آخر فهو مسدود، لو تعلَّقت بإنسان، هذا الإنسان ليس عنده ما يرضيك، ليس عنده سعادة تُسعدك، ليس عنده قوَّة تعينك، ليس عنده أنوار تنوِّر قلبك، طريقٌ مسدود، الطريق الوحيد طريق الله عزَّ وجل، هذا الطريق سالكٌ لرحمته، سالكٌ للسعادة، فالإنسان إذا تعلَّق بغير الله، وأطاع غير الله، أضلَّ نفسه عن الله، وسار في طريق مسدود.
لذلك لو فرضنا من باب التمثيل أن لك مبلغاً كبيراً جداً في مدينة حلب، وهو جاهز للدفع بمجرَّد أن تصل إلى هذه المدينة، وذهبت إلى محطَّة القطارات، هناك قطار إلى حِمص، وقطار إلى درعا، وقطار مثلاً إلى بيروت، وقطار إلى تدمر فرضاً، وهناك قطار إلى حلب، قطار حلب هو أخطر قطار بالنسبة لك، لأنك إذا ركبته ووصلت إلى فلان قبضت المبلغ الكبير، أما القطارات الأخرى فليس لك بها فائدة، طريقها مسدود، لو ذهبت إلى بلدةٍ على عكس حلب فلن تجد شيئاً، ولن تقبض أي شيء، يوجد دفع، فالإنسان حينما يتَّجه إلى غير الله عزَّ وجل لا يفقه شيئاً، الإنسان إذا أشرك أضلَّ نفسه عن الله، وأضلَّ غيره..
متاع الحياة الدنيا محدود:
أطاع زيداً فقبض مبلغاً كبيراً مكافأةً على هذه الطاعة، قد يكون مبلغاً كبيراً جداً، اشترى البيت الفخم، واشترى المركبة الفارهة، وتمتَّع، واشترى مزرعة، هذا المال الكبير لكن الله عزَّ وجل يقول له:
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
الله عزَّ وجل قال:
آيات قرآنية تؤكد أن متاع الحياة الدنيا قليل:
قال تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ
الله الله؛ ما أجمل هذه الآية:
﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)﴾
﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)﴾
التمايز بين الناس يظهر جلّياً بعد العرض على الله:
﴿
أيَّام معدودة، إذا عاش إنسان ثمانين سنة، السنة ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً ضرب ثمانين، تُعَد الأيام، كم مرَّة دعي إلى وليمة؟ كم مرَّة قام بنزهة؟ كله يُعد، يقول لك: قضيت مع زوجتي أربعين سنة، يُعدّ إذاً، الأيام كلها معدودة، أربعون سنة مع هذه الزوجة، طلع مثلاً مئة رحلة، دُعي إلى ثمانمئة وليمة، كله مسجل لكن انتهوا، تفضل للحساب الآن:
﴿ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)﴾
في أثناء العالم الدراسي كل الطلاب يتشابهون، كلهم يلبسون لباس الفتوة ويدخلون إلى المدرسة، وإن كانت جامعة كلَّهم يلبسون بدلات الدراسة الجامعية ويذهبون إلى الجامعة، منهم كسول، ومنهم مجتهد، ومنهم عبقري، وبعضهم فلتة من فَلتات الزمان، وبعضهم كتلة غباء، مشكَّل، متى يُعْرَفون؟ بعد الفحص، أثناء العام الدراسي كلهم مثل يعضهم؛ هذا اللباس الموحَّد، والحركة نحو الجامعة، وحضور المحاضرة والاستماع، لكن هذا يدرس، وهذا كسلان، متى يُكْشَف الأمر؟ بعد الامتحان.
نحن الآن في العام الدراسي، نحن في أثناء العام الدراسي، لكن يوم القيامة هو الامتحان، لا تعرف نعم الله العظمى عليك، عندما ترى أقوى الناس وأغنى الناس في حسرة كبيرة جداً، في خسارة كبيرة جداً، وأنت ربحت الدار الآخرة، هذا شيء لا يوصف،
ربنا عزَّ وجل نقلنا نقلة مفاجئة إلى نموذج آخر:
الآن ربنا عزَّ وجل نقلنا نقلة مفاجئة إلى نموذج آخر، هذا الإنسان سويعاتي، أي تأتيه المشاكل فينهار، يقع في اليأس والقنوط، وأحياناً ينتحر، تأتيه الدنيا فيرقص، لا يوجد عنده حلّ وسط، الخير يجعله خفيفاً، والشر يجعله يئوساً، وإذا ساق له الله عزَّ وجل بعد الشر خيراً ينسى الله، ينسى دعاءه وتبتُّله، ينسى ترجِّيه لله عزَّ وجل، يجمِّع الأموال يريد أن يعمل ويترك:
التؤدَةُ خيرٌ كلُّها إلا في عمل الآخرة ليست خيراً إنها تقصير:
﴿
القنوت الانقطاع، أي انقطع لطاعة الله:
﴿
باع وقته كله، يا سيدي: كم الزكاة؟ قال له: عندكم أم عندنا؟ قال له: ما عندنا وما عندكم، كم دين يوجد؟ قال له: عندكم واحد من الأربعين، أما عندنا فالعبد وماله لسيده. يقاس عليها أن الوقت كلُّه لله، كل طاقاتك لله، كل خبراتك لله، بيتك لله، مركبتك لله، مالك لله، أنت في زمن الامتحان، أنت الآن في حياة إعداديَّة، لذلك لا خير في الإسراف لكن لا إسراف في الخير، والتؤدَةُ خيرٌ كلُّها، إلا في عمل الآخرة ليست خيراً إنها تقصير، وإنها بطء..
دائرة المرئيات محدودة أما دائرة المسموعات فكبيرة جداً:
نحن على أبواب شهر رمضان، عندنا كل يوم تراويح، فإذا أكل أحدكم فليأكل أكلاً خفيفاً ولا يكثر، لكي يصلي صلاة فيها وجهة لله عزَّ وجل، لكي يشعر أن التراويح ولو كانت عشرين ركعة فهي خفيفة عليه، لو ملأ بطنه لما استطاع أن يصلي، فاكتفى بأكله الخفيف لكي يقوى على الصلاة، وقف بين يدي الله عزَّ وجل عشرين ركعة، ساعة وربع الساعة، واستمع إلى جزء من القرآن الكريم، وتأمَّل في الآيات، وشعر كأن الله يتلوها عليه، وركع وسجد، واستمع إلى درس علمي قصير، وعند الفجر كذلك، وصلى الظهر في المسجد، وكذلك العصر، ودائماً يقرأ القرآن، يذكر الله عزَّ وجل، يغضُّ بصره، يضبط سمعه ولسانه، هذا الإنسان له عند الله شيءٌ كثير، لذلك:
(( عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ:
ما لا عينٌ رأت، دائرة المرئيَّات محدودة جداً لكل واحد منَّا، ولا أذنٌ سمعت، المسموعات أكبر منها بمليون مرَّة، بمئة مليون، أنت رأيت كم مدينة في العالَم؟ سبع أو ثماني مدن، تسمع بالأخبار كم مدينة؟ مئات بل ألوف، تسمع أيضاً عن المجرَّات؛ ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، الله قال:
﴿
لم يقل: لو تعلم، لا، لا تعلم، أي لا يمكن أن تعلم،
المؤمن يخشى الله ويحاسب نفسه على الدرهم:
أحياناً يأتيك زبون بسيط إلى متجرك، قال لي شخص أنا كنت ألف محرِّكات - والله هذه الحادثة أرويها لأنها واضحة جداً - قال لي: أحياناً أفتح المحرِّك، وطبعاً صاحبه لما أحضره ظنَّ أنه محروق ويحتاج إلى لَف، الشرط بيننا خمسة آلاف، أفتح فأجد أن المحرِّك فيه طاق محروق، فبالكاوي بدقيقتين أنهيه، قال لي: قبل أن أعرف الله عزَّ وجل كنت أغلق المحرِّك ثم يأتيني صاحبه بعد يومين فآخذ منه خمسة آلاف، مثلما اتفقنا، بعدما اصطلحت مع الله، وتبت إليه، صرت أطلب منه خمساً وعشرين ليرة، ألم تقل لي: خمسة آلاف؟ نعم ولكن تبيّن أنه العطل بسيط، هو لا يعلم ما بداخله، يعلم أنه توقَّف عن العمل، فغلب على ظنِّه أنه محروق، فجاء به إليك، انظر إلى المؤمن، من هذه الحادثة هناك ملايين، المؤمن يخشى الله، يحاسب نفسه على الدرهم.
لي قريب عنده محل- مطعم تقريباً- قال لي: مرَّة دخل شخص معه ظرف رماه وهرب، كتب فيه: أنا أكلت ذات مرة عندك ولم أدفع ثمن الطعام، يظهر أنه عرف الله عزَّ وجل، لم يستطع هذه صارت عليه ذمة، واستحى أن يقول له، فرمى هذا الظرف الذي فيه الرسالة وفيه مبلغ من المال، قال لي: ولكن حسب التعرفة القديمة:
﴿
العلم هو الطريق الموصل إلى الله:
هنا يوجد سؤال دقيق: لماذا هذا الإنسان:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
التوبة من دون علم مستحيلة لذلك العلم طريق وحيد إلى الله عزَّ وجل:
هذا الإنسان الضال، الشارد، السويعاتي، تأتيه الدنيا يرقص، تذهب عنه ينتحر مثلاً، يكشف الله عنه المصيبة فينسى أنه دعا ربَّه، ويكفر، ويشرك، ويضل نفسه عن سبيل الله، كل هذه الأمراض الوبيلة في عقيدته، في سلوكه، أساسها أنه لا يعلم؛ وهذا الإنسان القانت آناء الليل، الساجد، القائم، الذي يحذر الآخرة، ويرجو رحمة الله عزَّ وجل لأنه يعلم، إذاً إذا أردت أن تكون من الذين رضي الله عنهم، من الذين استقاموا على أمره، من الذين أنابوا إليه، من الذين وقفوا عند حدوده، من الذين أحبُّوه، من الذين باعوا أنفسهم في سبيله، فعليك بالعلم.
المشكلة الآن أن الإنسان كيف يتوب؟ إذا كان مقتنعاً بأن سلوكه صحيح، وليس لديه معصية، فهذا لا يتوب، لا يتوب إلا إذا تعلَّم أن هذا العمل مخالف للشرع، معنى هذا أن حتى التوبة من دون علم مستحيلة، أحياناً تلتقي مع أشخاص غارقين بالمعاصي ويقولون: ماذا فعلنا؟ هكذا كل الناس، من قال لك أنا غلطان؟ هذه مشكلة، هو لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، لذلك العلم طريق وحيد إلى الله عزَّ وجل، لا يوجد طريق ثانٍ إلا العلم، فالإنسان إذا ما طلب العلم، الحقيقة أحياناً الإنسان يحضر خطبة جمعة، الخطبة لها طعم غير الدرس، الخطبة فيها جذب الإنسان إلى طريق معرفة الله، أحياناً يضعون إعلانات تدعوك إلى الانتساب إلى هذه المدرسة، لكن هذه المدرسة لها منهاج خاص، لها تفصيلات، بيان القرآن، والسنَّة، والفقه، والسيرة، الإنسان لا يكفيه أن يحضر خطبة فقط، لابد من طلب العلم.
العلم المقصود هو العلم بالكُلِّيات الذي يقودنا لمعرفة الله ومعرفة منهجه وسرِّ وجوده:
إذاً:
﴿
بالمناسبة بعض التفاسير فيها إشارة لطيفة إلى أن العلم الذي أراده الله هنا ليس العلم بالجُزْئِيَّات، أحياناً تجد شخصاً يحمل دكتوراه بالفيزياء، هل هو يعلم بنصِّ هذه الآية؟ العلم بالجزئيات، العلم إذا لم يقودك إلى طاعة الله ليس علماً، العلم المقصود هنا العلم بالكُلِّيات، العلم الذي يقودك إلى معرفة الله، ومعرفة منهجه، ومعرفة سرِّ وجودك، ومهمَّتك في الحياة، العلم الذي يحملك على طاعة الله هو العلم المطلوب، فليس كل إنسان نال شهادة عُليا، باختصاص معيَّن، صار عالِماً حسب نص هذه الآية:
على الإنسان أن يرتحل من أرض يُعصى الله فيها إلى أرض يُطاع الله فيها وليس العكس:
لذلك يقول الله عزَّ وجل بعدها يوجِّهنا:
﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10)﴾
أي لابدّ من طاعة الله، فإذا حال أحدٌ بينك وبين طاعته، لابدّ من أن تبحث عن مكانٍ تطيع الله فيه، هذا معنى:
﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
ليس لك عذر، إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ، إذا ضاقت بك الدنيا في مكان فعليك أن تتحوَّل إلى مكانٍ آخر تطيع الله فيه، أما المشكلة الآن أن الإنسان يكون في بلدة تُقام فيها شعائر الله عزَّ وجل، فيها مجالس العلم، فيها بقيَّةٌ من حياء، بقيَّةٌ من دين، فيها روحانيَّات كثيرة جداً، من أجل المال فقط يزهد بكل هذا، ويضع نفسه في بؤرةٍ فاسدة، من أقام مع المشركين فقد برئت منه ذمة الله، صعب، طالب أُرْسِل بعثة إلى الخارج ولم يعلم مقدار الخطورة، إذا كان الشخص غير متزوِّج، أو كان إيمانه ضعيفاً فعليه مخاطر كبيرة جداً، أرسل أحدهم لي رسالة وقال لي فيها: والله كل ما قلته صحيح، فمقاومة الإنسان للشهوات صعب جداً إذا كان الإنسان إيمانه ضعيفاً، أو إيمانه غير كاف، أو لم يكن في حصن حصين.
إذا الإنسان بعكس الأمر إن أرضي واسعة يرتحل من أرض يُعصى الله فيها إلى أرض يُطاع الله فيها، ولكن الناس هذه الأيام بالعكس، تجدهم يوقفون مسافة اثنين كيلو متر ينتظرون تأشيرات الخروج لكي يذهبوا لبلاد تُرتكب فيها المعاصي على قارعة الطريق، على قارعة الطريق، فعلى الإنسان أن يختار أيضاً المكان المناسب لدينه، المكان الذي إذا نشأ أولاده رآهم قرَّة عين، إذا الإنسان فاجأته ابنته مع صديق يهودي مثلاً، وطلبت منه طلبات غير معقولة، ولا يوجد فيه دين أبداً، ماذا يحدث للمسلم وقتها؟ يتقطَّع تقطيعاً، فلذلك:
الإيمان بلا عمل جنون والعمل بلا إيمان لا يكون:
الآن:
﴿
﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
دقة القرآن، في مكان صعب، يوجد كثير من الأشخاص كانوا من أهل أوروبا الشرقيَّة هاجروا إلى هذه البلاد فراراً بدينهم، والله أغناهم في هذه البلاد.
الصبر وأهميته:
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)﴾
الصبر لابدّ منه، الإيمان والصبر والسماحة، الصبر تحمُّل، والسماحة إنفاق، الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان، الصبر يعني أنت مكلَّف وعندك نوازع، فالنوازع إذا تعارضت مع الدين تقمعُها في سبيل الله، هذا الصبر، فكل إنسان يصبر، صلاة الفجر تحتاج إلى صبر، النوم أريح للنفس، غض البصر يحتاج إلى صبر، الإنفاق يحتاج إلى صبر، طبعك أن تقبض المال، الأمر التكليفي أن تنفق المال، طبعك أن تنظر، الأمر التكليفي أن تغضَّ البصر، طبعك أن تتكلَّم، الأمر التكليفي أن تسكُت، طبعك أن تأخذ، الأمر أن تعطي، هذا الصبر، طاعة الله تحتاج إلى صبر:
الآيات تتحدث عن ثلاثة أنواع من الناس وهم الجاهل والمؤمن والمُؤمن العاقل:
صاروا الآيات الثلاثة:
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين