- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (013)سورة الرعد
الحمد لله العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون، وصلنا في الدرس الماضي إلى قوله تعالى :
﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(25)﴾
الحكمة من وصف الله المؤمنين والكافرين في القرآن :
الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم يصف تارةً المؤمنين، ويصف تارةً الكفار، سؤالٌ يُطرَح عليكم: ما الحكمة من وصف المؤمنين؟ وما الحكمة من وصف الكافرين؟ هذه الصفات التي ذكرها الله للمؤمنين إنما ذكرها لتكون مقياساً نقيس بها إيماننا، فإن لم نكن كذلك، إنما ذَكَرَهَا لتكون هدفاً نسعى إليه، فصفات المؤمنين التي أُدْرِجَت في كتاب الله إنما جعلت مقياساً لنا أو هدفاً نسعى إليه.
﴿
نحن كذلك، مقياسٌ أو هدف.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6)﴾
المؤمن كذلك؟ يُعْرِضُ عن اللغو؟ في صلاته خاشعٌ؟ إلى الزكاة مُسْرِعٌ؟ في الزلازل وقورٌ؟ في الرخاء شكورٌ؟ هكذا المؤمن؟ فحيثما ورد في كتاب الله -سبحانه وتعالى- أو في السنة المطهرة وصفٌ دقيق للمؤمن فهذا مقياسٌ لك، كن جريئاً مع نفسك، قِس نفسك بهذا المقياس.
تقول: الحمد لله في السرَّاء والضرَّاء، في الصحة والمرض، في القوة والضعف، في إقبال الدنيا أو إدبارها؟
من صفات المؤمنين :
صلة ما أمر الله بصلته :
قال ربنا -عزَّ وجل- :
﴿
أية صلةٍ أمرها الله -سبحانه وتعالى- يصلونها
خشية الله والخوف عند القيام بين يديه :
هل يأتي على المؤمن خواطر يوم القيامة؟ خواطر الوقوف بين يدي الله -عزَّ وجل-؟ هل يتصور في كل عملٍ يعمله أنه سَيُسْأَل عنه؟
﴿
الصبر وطاعة الله:
صبروا على الطاعات، وصبروا عن المعاصي، وصبروا على البلاء.
﴿ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ(22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ(23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ(24) ﴾
من صفات الكافرين :
تم شرح هذه الآيات في الدرس الماضي، بالمقابل :
نقض عهد الله :معنى نقض العهد :
عهد الله: جئت إلى الدنيا وعاهدته أن تطيعه، فإذا عصيته فقد نقضت عهد الله.
ما معنى:
هناك أناسٌ داسوا بأقدامهم أرض القمر، وهناك مخترعون اخترعوا أجهزةً عجيبة، هناك مخترعون اخترعوا أسلحةً فتَّاكة، هناك من يصنع القنابل الجرثومية، هناك من يصنع السلاح الكيميائي، هناك من صنع القنبلة النووية، ومع ذلك ساقطون من عين الله، والمؤمن إذا عرف الله -سبحانه وتعالى- واستقام على أمره، وتقرَّب إليه بالعمل الصالح، فهو مُقَرَّبٌ عند الله، له مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ..
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ(54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ(55)﴾
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا(96)﴾
﴿
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو بكر الصديق، وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال، فنزل جبريل، فقال: ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال؟! فقال: أنفق ماله علي قبل الفتح، قال: فإن الله يقول: اقرأ عليه السلام، وقل له: أراضٍ أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أراضٍ أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟" فقال أبو بكر رضي الله عنه: أأسخط على ربي عز وجل إني عن ربي راض، إني عن ربي راض.
(( وذكر القرطبي الحديث بزيادة وهي: قال: "فإن الله يقول لك: قد رضيت عنك كما أنت عني راض، فبكى أبو بكر، فقال جبريل عليه السلام:
هذا مقام ..
فيا أيها الإخوة الأكارم، ما من نجاحٍ على وجه الأرض أثمن من أن تفوز برضاء الله -سبحانه وتعالى-.
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ
برحمة الله، بطاعة الله، بمعرفة الله .
﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ
﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ(61)﴾
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(58)﴾
﴿ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ(158)﴾
هؤلاء ينقضون عهد الله، يعصونه، يعصون الله، ولا يأبهون لهذه المعصية، يعصون الله جِهاراً، يفتخرون بالمعصية، يتبجَّحون بها ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾.
قطع ما أمر الله بوصله :
أمرهم الله أن يصلوا أرحامهم فقطعوها، أمرهم الله أن يعطفوا على الفقراء والمساكين فقاطعوهم، أمرهم الله أن يستقيموا فانحرفوا، أيّ شيءٍ أمرهم الله به يخالفونه
الإفساد في الأرض :
فساد العلاقة واسعٌ جداً، لابدَّ من أن تَصِحَّ العلاقة مع عقلك، ولابدَّ من أن تصح العلاقة مع نفسك، ولابدَّ من أن تصح العلاقة مع أخيك، ولابدَّ من أن تصلح بين اثنين .
﴿
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا
﴿
والتحسس تتبع الأخبار الطيبة، ربما كان هذا فضولاً وقد يفسد العلاقة.
(( مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ ))
هؤلاء يفسدون في الأرض، ومن الفساد في الأرض أن تخرج على الناس في زينتك، أن تريهم ما عندك من أثاثٍ فخم، يزورك إنسان فتعرض كل ما عندك أمامه، يخرج من عندك وهو كسير القلب .
الفساد أيضاً أن تتبجَّح بنزهاتك، ورحلاتك، وأفراحك، والمصاريف الباهظة التي أنفقتها، هذا من الفساد في الأرض، من الفساد في الأرض أن تُطْلِع أخيك الفقير على شيءٍ نفيس فتجعل في قلبه الحُرْقَة، الفساد في الأرض أن تسأل ابنتك: ماذا قدَّم لك زوجك في العيد، فإن لم يقدم لك شيئاً تذمه، توقع في قلبها الحسرة، توقع في قلبها بغضه، هذا كله من الفساد في الأرض، لذلك هؤلاء:
لا تعظِّم نفسك فما أنت إلا نطفة من ماء مهين :
حديثه عن نفسه، ولو عرف الله حق المعرفة لفني في ذات الله، ولرأى نفسه أحقر من أن يتحدث عنها، من أنا؟ هذا الكون العظيم الذي ينبئ عن خالقٍ عظيم، من أنا حتى أتحدث عن نفسي؟ عبدٌ ضعيف، فنقطة دمٍ إذا تجمدت في أحد شرايين المخ شللٌ، عمًى، صَمم، جنون، أية عظمةٍ لهذا الإنسان، أوله نطفة وآخره جيفة، أية عظمة؟ كنت قبل أيام أُشَيِّع جنازةً، وقد وُضِع الميت في قبر قريبه الذي مضى على وفاته ثمانية أعوام، لم نجد في القبر إلا بعض العظام، أي عظمةٍ كانت لهذا الميِّت، كان ملء السمع والبصر، كان غنياً، كان مُتْرَفَاً، كان الناس يتقرَّبون إليه، بضع عظامٍ ملقاةٌ في قبر، علامَ الافتخار ؟
أيها الإخوة الأكارم، طوبى لمن ذكر المبتدى والمنتهى، هذا الذي ذكر مبتداه نطفةٌ تخرج من عورةٍ إلى عورة، وتخرج من عورة، من ماءٍ مهين، وهذا الذي نظر إلى أخراه فرأى نفسه عِظاماً نخرة في قبرٍ من قبور الشام، من أنت؟ لذلك حالة الفناء التي وصفها الصوفيون تعني أنك تستحيي أن تقول: أنا وأنا، قالها الشيطان فأهلكه الله، قال:
﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ
جزاء هؤلاء الموصوفين بهذه الصفات :
اللعن والطردمن رحمة الله :
يا عجبًا كيف لو ذاقوا رحمة الله!!!
قال فرعون للسحرة :
﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى(71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(72) ﴾
ذاقوا من رحمة الله فآثروها على كل شيء .
﴿
ذاق رحمة الله،
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنا بغيرنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غراما واشتياقا لقربنا
ولو لاح من أنوارنا لك لائح تركت جميع الكائنات وجئتنا
هذا الذي يذوق من رحمة الله يضحي بالدنيا كلها من أجلها.
فليتك تحلو و الحياة مـريرة وليتك ترضى و الأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خـراب
(( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي. ))
(( المؤمن غرٌ كريم، والكافر خَبٌ لئيم . ))
سوء الدار والمنقلب :
(( فالناسُ رجلانِ : رجلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ كريمٌ على اللهِ وفاجرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ على اللهِ ، ))
لا شأن له عند الله، والناس إذا ضاقت بهم الدنيا، وغلت فيهم الأسعار، وشحَّت علهم أمطار السماء لا لشيء إلا لأن الله هان عليهم، هانت عليهم معصيته، هان عليهم خَرْقُ حدوده، هان عليهم الاستهزاء بدينه، هان عليهم نقض مواثيقه، هان عليهم أن يعصوه جهاراً، هان عليهم أن يضربوا بكتاب الله عُرْضَ الطريق، هان عليه أن يسخروا من شرعه، فهانوا على الله، هانوا عليه؛ ضاقت بهم السبل، وانقطعت بهم الأسباب .
﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ(26) ﴾
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
الإنسان يفرح بالحياة وهو لا يعلم حقيقة ذلك :
أيها الإخوة الأكارم، ربنا -سبحانه وتعالى- في آيةٍ أخرى يوضِّح هذه الآية :
﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ(15) ﴾
الإنسان أحياناً يتوهَّم أنه إذا كان غنياً، وكان في بحبوحة، وكان صحيحاً، قوياً، ذا شأنٍ ووجاهة، قد يتوهَّم الإنسان أن الله يحبُّه إذ أعطاه، فإذا ضاق رزقه، وضعُفَ جسمه، وضعف شأنه قد يتوهَّمُ أنه مُهانٌ عند الله، والحقيقة عكس ذلك
﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ(16) ﴾
لا، يا عبادي، ليس عطائي إكراماً، ولا ابتلائي إهانةً، إنما عطائي ابتلاءٌ، وحرماني معالجة .
معنى : يبسط و يقدِر :
(( قد أفلح من أسلَم و رُزِقَ كفافًا، و قَنَّعَه اللهُ بما آتاه ))
العطاء الدنيوي ليس دليلَ حب الله للإنسان :
لكن هذا الذي يعطيه الرزق الوفير لا ينبغي أن يتوهَّم أن الله يحبه، قد يحبه وقد لا يحبه، هذا الغني الذي أوتي مالاً كثيراً لا ينبغي أن يستنبط من غناه أن الله يحبُّه، قد يحبه وقد لا يحبه، قد يحبه إذا كان مستقيماً محسناً، متواضعاً سخياً.
إذا كنت غنياً لا يستنبط من هذا أن الله يحبُّك، عوامُّ الناس يقولون: " إذا أحب الله -عزَّ وجل- عبده أطلعه على ملكه "، القضية سهلة، اركب طائرةً وجُلْ بها في أقطار الأرض معنى هذا أن الله يحبك، هذا استنباط مضحك، استنباط سخيف، النبي -عليه الصلاة والسلام- ما رأى من الأرض إلا مكة والمدينة وأطراف الشام، ما رأى أوروبا ولا أمريكا، ماذا يُستنبَط من هذا؟ استنباطٌ مضحك، لذلك:
(( إن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى فإذا أفقرته أفسدت عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر فلو أغنيته أفسدت عليه دينه ))
أي أن الله -عزَّ وجل- عليمٌ، خبير، معنى خبير: خبير بهذه النفوس، هناك إنسان على الدخل المحدود من مسجدٍ إلى مسجد، فإذا زاد دخله من ملهى إلى ملهى، حينما يُكْشَفُ الغطاء يوم القيامة، ويرى العبد الفقير أن الفقر كان أنسب شيءٍ له يذوب خجلاً ومحبةً لله -عزَّ وجل-، والغني إذا أفقره الله -سبحانه وتعالى- ربما كفر، فطبيعة نفسه تقتضي الغنى، والدنيا مؤقتة، والدنيا ساعة اجعلها طاعة .
قد يكون الشر كامنًا في الخير :
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ
هناك رجل تزوج امرأةً في المدينة، فلما دخل عليها لم تعجبه، أمضى معها الليلة، ثم هامَ على وجهه في أطراف الدنيا، من شدة ضيقه قالت له: " يا فلان، قد يكون الخير كامناً في الشر، لا تدري قد يكون الخير كامناً في الشر" فلما عاد بعد عشرين عاماً إلى المدينة، ودخل أحد مساجدها رأى عالماً تحلَّق الناس حوله، فلما سأل عنه إذا هو ابنه، فلما دخل البيت ذكَّرته امرأته بقولها له حينما رآها .
﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ
هذا أنسب شيء لك، هذا بتقدير الله .
﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ
الفرح بالدنيا دليل على قلة العقل :
﴿
﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ
هذا قارون ..
﴿ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ
﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ(24)﴾
الفقر فقر العمل الصالح، والغنى غنى العمل الصالح، والغنى والفقر بعد العرض على الله.
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ
هذه هي قيمة الدنيا :
(( واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ هذِه -وأَشارَ يَحْيَى بالسَّبَّابَةِ- في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟ ))
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ
ألا تصدق الجليل يقول لك:
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾
إذا تألَّمت من سِنِّك، تذكَّر وأنت في حالة الألم الطعام الفاخر الذي أكلته قبل يومين أين هو؟ تذكر النزهة التي أمضيتها قبل أسبوع أين هي؟ تقول: إن ألم الضرس أنساني كل شيء.
حينما شَيَّعْتَ جنازةً قبل أسبوع، السيارة التي وُضِع فيها النعش وضعوا آياتٍ من كتاب الله، الآيات هي:
﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِي(26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ(27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ(28) وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ(29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ(30) ﴾
وهذا الميت الذي أمامنا تنطبق عليه هذه الآية، إلى ربِّك، رحلةٌ أبدية، يُحاسَب فيها الإنسان عن كل شيءٍ فعله في الحياة الدنيا، عن كل نظرةٍ، عن كل درهمٍ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) ﴾
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه(7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه(8) ﴾
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ(27) ﴾
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ
كيف تطلبون آية والآيات لا تخفى على أحد ؟!
كل هذه الآيات وكل هذه الدلالات لا تكفي الكافر
﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ(20) ﴾
كل هذه الآيات أينما تحركت، جسمك آية، ابنك آية، كأس الماء آية، صوتك آية، الهواء آية، الماء آية، الرياح آية، الأمطار آية، الجبال آية. وفي كل شيء له آية تدلّ على أنه واحد، ومع كل هذا:
قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُوَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ
هذه الآية ينبغي أن نقف عندها، الله -سبحانه وتعالى-:
المعنى الأول : الله يضل المتكبرَ الذي لا ينيب :
إذاً: من الذي يضلُّه؟ الذي لا يُنيب، المتكبر، المُستنكِف عن طاعة الله، إذا كانت معك معلوماتٌ قيمة لإنسان، وهذا الإنسان يسخر منك، ولا يعترف بعلمك، ولا يقدِّر هذه المعلومات، ولا يرضاها، ولا يقيم لها وزناً كيف تعطيه إيَّاها؟ مستحيل، هذا بعض معاني هذه الآية.
لو أنت معك معلومات دقيقة جداً لهذا المريض، وهذا المريض لا يأبه لك، بل يسخر منك، كيف تعطيه إيَّاها؟ ولو أعطيته إياها لألقاها في الطريق، لألقاها في سلة المُهملات .
أحياناً على مستوى طبيب، يكون طبيب ناشئ معه معلوماتٌ قيِّمة عن هذا المرض، يزور قريباً له، يلقي عليه هذه التعليمات، ثقة هذا المريض بطبيبٍ آخر، لو أملاها عليه لا يطبقها ولا يتبعها، فهذا الذي أعرض عن الله -سبحانه وتعالى- كيف يهديه الله؟ مستحيل، ولو ألقى عليه الهدى، الهدى بين أيدينا، هذا كتاب الله بين أيدينا، كم من البشر يقرؤه، ويهتدي بهديه، ويراه الحق الفَيْصَل، قلةٌ قليلة، وهؤلاء الذين إذا فتحوا المذياع، وطاشت إبرة المذياع على قرآنٍ كريم سريعاً ما يحوِّلونه، كيف يهديهم الله -سبحانه وتعالى- كيف؟ إذا ألقيت على مسامعهم كلمة الحق سريعاً ما يزورّوا عنه يقول لك: ليس عندنا وقت هذا كلام فارغ، هذا كلام لا معنى له في هذه الأيام، فالذي يعرض عن الله -سبحانه وتعالى- لا يهديه الله، هذا المعنى من بعض المعاني التي تُستنبَط من هذه الآية .
المعنى الثاني : الله يضل إذا اختارالعبد الضلالَ لنفسه :
معنى آخر: الله -سبحانه وتعالى- يضل من يشاء، لكن في آيات كثيرة، وضح هذه المشيئة ..
﴿ ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ
﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ
﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ
إذا كان في الآية هناك إيجاز فهناك آياتٌ أخرى فيها تفصيل، الظالم لا يهديه الله -سبحانه وتعالى-، الفاسق لا يهديه الله -سبحانه وتعالى-، المسرف الكذَّاب لا يهديه الله -سبحانه وتعالى-، المُختال لا يهديه الله، المتكبر لا يهديه، المسيء لا يهديه، العاصي لا يهديه .
﴿ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(33) ﴾
فإذا قال الله -عزَّ وجل- :
﴿ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ
أكمل الآية، فضله واسع، يسع الخلق كلهم، إذاً: من يشاء هنا تعود على الإنسان
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) ﴾
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
لا يعرف الأمن والسكينة إلا من ذاقها :
إن الله يعطي الصحة، والذكاء، والجمال، والمال للكثيرين من خلقه، ولكنه يعطي السكينة بقدَرٍ لأصفيائه المؤمنين، هذه السكينةُ لا يعرفها إلا من ذاقها .
﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ
فنعمة الأمن لا يعرفها إلا من ذاقها.
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ(4) ﴾
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(112) ﴾
﴿ وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ
أي أن الذي يظلم نفسه يخاف، والذي يظلم من حوله يخاف، يقذف الله في قلبه الرعب.
المؤمن آمنٌ مطمئنٌ لأنه يعلم أن الأمر كله بيد الله :
وأنه:
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وأنه:
﴿
وأنه :
﴿
انتهى الأمر، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ
ما لك لك، وما ليس لك ليس لك :
(( أَلا وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ رِزْقٍ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ لا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلا بِطَاعَتِهِ ))
﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ
أنت في رعاية الله، في ظل الله، في حفظ الله، في توفيق الله، إن الله يدافع عنك.
﴿
﴿
إذا كان الله -عزَّ وجل- وهو ملك الملوك يقول:
من أوتي القرآن فرأى أن أحداً أوتي خيراً مما أوتي فقد استصغر ما عظَّمه الله، حَقَّر ما عَظَّمه الله، إن كنت مؤمناً فنم ولا تبالِ، هنيئاً لك أنت من ملوك الدار الآخرة، إن المؤمن حينما يموت ينتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، كما يخرج الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الدنيا، ساعة الموت عُرس المؤمن،
والله الذي لا إله إلا هو يأتي على المؤمن في ساعة الموت سعادة لو عرفها أهله لضحكوا، لفرحوا، لأقاموا الزينات في البيت، إلى أين أنت ذاهب؟ إلى رحمة الله، يقول لك المُلَقِّن: اللهم أبدله أهلاً خيراً من أهله، وداراً خيراً من داره، وزوجةً خيراً من زوجته، ولقِّه الأمن والبشرى والسلامة والزلفى، اللهم نقّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس "، هذا التلقين لنا وليس للميت، لنا نحن، هناك حياةٌ أبديةٌ لا نغص، لا قلق، لا ارتفاع أسعار، لا ندرة مواد، لا خوف، لا حَزَن، لكن :
(( أعددت لعبادي الصالحين مالا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر ))
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِي(19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِي(20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ(23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ(24)﴾
لذلك:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ(29) ﴾
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ
معنى : طوبى :
طُوبى على وزن كُبرى، من طاب يطيب، طابت حياتهم في الدنيا والآخرة، طابت من كل نغص.
معنى : حُسْنُ مَآبٍ :
أي عودة مشرفة إلى الله -عزَّ وجل-، ما فيها خزي، الكافر ..
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ(6)﴾
﴿
﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ(41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ(42) ﴾
فهذا شر مآب، أما المؤمن يُستقبل كضيف.
﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ(14)﴾
هنيئاً لكم طبتم
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين.