- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (049)سورة الحجرات
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
المسلم من طبق منهج الله عز وجل في حياته:
أيها الأخوة المؤمنون؛ مع الدرس السادس والأخير من سورة الحجرات، ومع الآية الرابعة عشرة وهي قوله تعالى:
﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)﴾
أيها الأخوة؛ هناك إسلامٌ، وهناك إيمانٌ، وهناك إحسان، وقد وردت هذه المراتب في الحديث الصحيح الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم، فالإسلام هو الانصياع الظاهري لله عزَّ وجل، تطبيق الأحكام الشرعية، الذي يكسب ماله وفق منهج الله، وينفق ماله وفق منهج الله، والذي يتزوج وفق شريعة الله، والذي يعمل وفق ما أمر الله، الذي ينصاع في شؤون حياته كلها؛ صغيرها وكبيرها، جليلها وحقيرها، في بيته ومع نفسه، وفي عمله وفي مهنته وفي حرفته، وفي زواجه وفي تطليقه، وفي لهوه، وفي جِدِّه وفي مرحه، وفي إقامته وفي سفره، هذا الذي يطبق منهج الله في كل شيء هو مسلم.
مرتبة الإسلام لا يبلغها إلا من طبق الإسلام في بيته:
أما هذا الذي ينتمي إلى أبٍ وأم مسلمين من دون أن يطبق من الإسلام شيئاً فهذا لم يبلغ بعدُ مرتبة الإسلام، يقول لك: أخي هؤلاء المسلمون، قيل
(( عن عبد الله بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيرُ الصحابةِ أربعةٌ وخيرُ السرايا أربعمائةٍ وخيرُ الجيوشِ أربعةُ آلافٍ ولا يُغْلَبُ اثنا عشرَ ألفًا من قِلَّةٍ. ))
إن روَّاد بيت الله الحرام يزيدون عن أربعة ملايين، مع أن اثني عشر ألفًا من قلة لن يغلبوا.
الإسلام بناء أخلاقي ومنهج والتزام:
أيها الأخوة الكرام؛ الإسلام انصياعٌ تام لأمر الله الواحد الديَّان، فلو دخلنا إلى بيوت المسلمين لا نرى الإسلام فيها، هناك اختلاط، هناك أجهزة لهو كثيرة، هناك غيبة، هناك نميمة، لو دخلنا إلى أسواق المسلمين نجد الكسب الحرام، الكذب، الخداع، التدليس، الغش، لو دخلنا إلى بيوتهم وإلى أسواقهم لا نرى للإسلام أثراً، لعل الإسلام عندهم أن تؤدي الصلاة في المسجد، وأن تصوم رمضان، وأن تحج البيت، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عن ابن عمر:
(( بني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان. ))
ألا ترون معي أن الإسلام شيء وأن هذه الخمس شيءٌ آخر؟ بني الإسلام على خمس، الإسلام بناء أخلاقي، الإسلام منهج، الإسلام التزام، الإسلام صدق.
العبادات الشعائرية هي مناسبات لقبض ثمن العبادات التعاملية:
ألا ترون أيها الأخوة أن سيدنا جعفراً من كبار الصحابة حينما أراد أن يعرِّف النجاشي بالإسلام قال:
﴿
فيا أيها الأخوة؛ لو طبقنا منهج الله بحذافيره، جملةً وتفصيلاً، في جلائل الأمور وفي صغائرها، إذا طبقنا منهج الله كنا مسلمين، وقد لا نصل إلى مرتبة الإيمان، فكيف بالذي تفلَّت من منهج الله؟ يقول لك: أنا مسلم، شعوبٌ كثيرة تعيش في كل المعاصي وهي مصنَّفةٌ عند علماء السكَّان أنهم مسلمون.
الإسلام هو الانصياع التام إلى شرع الله:
حدثني أخ ذهب إلى بلد في أوروبا الشرقية يغلب عليه الدين الإسلامي، فلما عَلِم أحدهم أنني مسلم طار فرحاً وشوقاً وعانقني وقبَّلني ورَحَّب بي وقدم لي زجاجة خمر هديةً، هؤلاء المسلمون، اختلاط على رقص على شرب، مصنفون عند علماء السكان أنهم مسلمون، فتعريف الإسلام الدقيق: الانصياع التام إلى شرع الله، إذا كان الإسلام في بيتك مطبقاً على زوجتك، على بناتك، على كسب مالك، على إنفاق مالك، أنت الآن مسلم، أما أن تنتمي انتماءً شكلياً وتقول:ِ لمَ لمْ ينصر الله المسلمين؟ الله قال:
﴿
قال:
على المؤمن ألا يغتر بكثرة عدد المسلمين العبرة بالتزامهم وتطبيقهم منهج الله تعالى:
إخواننا الكرام؛ آن الأوان ألا نجامل أنفسنا، آن الأوان أن نعيش بالحقائق وليس بالأوهام، لا يغرنَّك كثرة المسلمين، العبرة بالتزامهم، واستقامتهم، وتطبيقهم لمنهج الله عزَّ وجل، في آخر الزمان قال عليه الصلاة والسلام ولا أعتقد أن أحداً إلا ويرى أن هذا الحديث محقق:
(( عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أي الألف منهم كأُف، هل تصدقون أن سيدنا عمر لما طلب منه سيدنا سعد دعماً لجيشه في القادسية، خليفة المسلمين يُرسل لجيشٍ يحارب أكبر دولةٍ في العالم، يرسل له دعماً رجلاً واحداً اسمه القعقاع، والله شيء لا يصدق، جيش يطلب المدد فيرسل له عمر رجلاً واحداً اسمه القعقاع بحجم جيش، الواحد كألف، وقد تجد في آخر الزمان الألف كأُف:
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
الله عز وجل لا ينظر إلى صورة الإنسان ولكن ينظر إلى قلبه وعمله:
العبرة أيها الأخوة؛ أن نكسب الوقت، العبرة أن نكسب حياتنا الدنيا، العبرة أن نتعامل مع الله تعاملاً صادقاً، العبرة أن نكون أقوياء في ديننا، العبرة أن نطبق لا أن نتكلم، لا أن نتفلسف، لا أن نحلل، ألف كلمةٍ ليس وراءها تطبيق لا تنفع ولا تغني ولا تسمن، قلت مرة في خطبة العيد، من قال: الله أكبر، أي من أطاع مخلوقاً وعصى خالقاً، ما قال الله أكبر ولا مرة ولو رددها بلسانه ألف مرة، لأنه رأى أن هذا المخلوق طاعته أكبر عنده من طاعة الله، من لم يُقِم الإسلام في بيته، رأى أن إرضاء أهله وسلامة رأسه أغلى عنده من طاعة الله، هذا ما قال الله أكبر ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة، من لم يدع الدخل الحرام ماذا رأى؟ رأى أن هذا الدخل الحرام أغلى عنده من طاعة الله، فلو قال في العيد: الله أكبر، والله ما قالها ولا مرة ولو رددها بلسانه ألف مرة، أي آن الأوان أن نتعامل مع الحقائق، آن الأوان أن نعرف حدودنا، رحم الله عبداً عرف حده فوقف عنده، آن الأوان أن نصدُق مع الله، الله عزَّ وجل لا ينظر إلى صورنا، أحياناً الإنسان يكون له مظهر رائق، جميل، بياض، على عطر، على مسواك، إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، العبرة لا بالزي ولا باللباس ولا باللوحات الإسلامية في البيت والآيات قرآنية، في مدخل المحل:
﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)﴾
بالباب الثاني:
﴿
وهناك غش في البيع والشراء، نضع على السيارة مصحفًا ولا نتقي الله في هذه السيارة، نطلق بصرنا في الحرام ونعلق تعليقات والمصحف في السيارة، فالمظاهر الشكلية من دون تطبيق هذه علَّتنا، هذا هو الداء الذي يَفُتُّ عضد المسلمين.
الإسلام انصياع الجوارح لطاعة الله والإيمان تصديق وإقبال:
فيا أيها الأخوة؛
أيها الأخوة؛ الإسلام انصياع الجوارح والأعضاء لطاعة الله، العين تغضُّ البصر، والأذن تكف عن سماع الغناء، واللسان لا يكذب، ولا يغتاب، ولا ينم، واليد تعطي ولا تبطش، والرجل تمشي إلى مساجد الله، هذا هو الإسلام، أما الإيمان فعليك أن تصدِّق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وأن تقبل على الله بقلبك، الإيمان تصديق وإقبال، والكفر تكذيب وإعراض.
الإيمان محله القلب والإسلام محله الجوارح:
الكفر والإيمان محلُّهما القلب، والإسلام محله الجوارح، أنت بجوارحك وأعضائك وبيعك وشرائك مسلم، وأنت بقلبك مؤمن، فإذا أيقنت بهذه الحقائق التي جاء بها الدين، وتمثلتها، وأقبلت على الله فأنت مؤمن، أما حينما تطبق أمر الله عزَّ وجل فأنت مسلم، فالإسلام شيء والإيمان شيء، لكن أحياناً الله عزَّ وجل يقول:
﴿
تفرقتا، إذاً الإسلام يجمع الإيمان والإسلام،
الإيمان المطلوب هو الإيمان الذي يحمل الإنسان على طاعة الله:
﴿
الحقيقة أيها الأخوة؛ الإيمان إذا كان اعتقاداً يقينياً بحقائق فالإيمان مرتبةٌ واحدة، يجب أن تؤمن بالله موجوداً وواحداً وكاملاً، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى، هذا الإيمان، أما إذا كان الإيمان اتصالاً بالله عزَّ وجل فهنا يتفاوت الناس في إيمانهم، يزيد إيمانهم وينقص بقدر إقبالهم على الله، فلذلك هناك يقينٌ يحملك على طاعة الله، واليقين الذي لا يحملك على طاعة الله لا يكفي، فإذا آمنت بالله ولم تستقم على أمره ففي الإيمان ضعف، هذا الضعف تجسدَ في التفلت من منهج الله، أما إذا آمنت بالله إيماناً حملك على طاعته فهذا الإيمان المطلوب، لذلك القضية مرنة، يمكن أن تكون أنت مع أكبر دائرة، لكن أكبر دائرة لا تكفي، أنت من جملة المؤمنين، تعتقد بوجود الله ووحدانيته وكماله، وجنته وناره، والقدر خيره وشره، والملائكة، والكتاب، لكنك لست مستقيماً، إذاً إيمانك غير كافٍ، لذلك:
﴿
كلما ارتفع مستوى الإيمان عند الإنسان ارتفع مستوى سلوكه:
اطلب كمال الإيمان، اطلب الإيمان الذي يحملك على طاعة الله، لأنه يوجد قضية دقيقة، هناك علاقة ترابطية دائمة بين تصوراتك وبين السلوك، فكلما ارتفع مستوى الإيمان يرتفع مستوى السلوك، فأنت منصاعٌ إلى أمر الله بقدر معرفتك به، ومتفلتٌ من منهج الله بقدر نقص معرفتك به، إذاً العلمُ هو المرحلة الأولى، فعلينا بالعلم:
المؤمن الحقيقي هو المؤمن الذي يبيع نفسه لله فقط:
﴿
السابق باع كل شيءٍ لله عز وجل، من هو الشاري؟ الله رب العالمين، ما هو الثمن؟ الجنة،
من آثر آخرته على دنياه ربحهما معاً:
ربنا عزَّ وجل قال:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)﴾
دقق في آخر فقرة:
﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)﴾
كل عمل عند الله محفوظ وسيحاسب الإنسان عليه:
الله عز وجل أجلّ وأعظم من أن يضيع مؤمناً أو يبخسه حقه:
﴿
فيغض بصره عن النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات، وهو في أشد نزعة الشباب، هذا العمل يضيع عند الله؟ هذا المحروم؟ لا والله، ليس محروماً، هذا السعيد، فإذا كافأه الله عزَّ وجل في الدنيا بزوجة مؤمنة تسره إن نظر إليها، وتحفظه إن غاب عنها، وتطيعه إن أمرها، الله عزَّ وجل لم يضيِّعه، هذا الذي يعف عن المال الحرام يبقى فقيراً؟ حاشا لله:
(( ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه. ))
لا تصدق أن إنسانًا يطيع الله ويخسر، لا تصدق أن إنسانًا يطيع الله عز وجل ويكون وراء الناس، إلا في المقدمة، لا تصدق أن إنسانًا يركل الدنيا بقدمه لأن فيها شبهة يبقى فقيراً، أبداً، الله أجل وأعظم وأكرم من أن يضيِّع مؤمناً، من أن يَلِت له من عمله، من أن يبخسه حقه، من أن يظلمه:
﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
هذا الإيمان.
امتحان الله الإنسان ليرى كيف يعمل:
أحياناً تأتيك إغراءات كثيرة، فالله عزَّ وجل قال -دققوا في هذه الآية-:
﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
لم يكن هناك مخرج، معنى هذا الأبواب كلها مغلقة، هذا المسجد فيه أربعة أبواب، فإذا أراد إنسان أن يخرج لا يقل: أين المخرج؟ متى يقول: أين المخرج؟ إذا كانت كل هذه الأبواب مُغَلَّقة، يقول: أين المخرج؟ لا تسأل عن المخرج إلا إذا غُلِّقَت الأبواب، أبداً، الآية دقيقة جداً، وكذلك الإنسان أحياناً أبواب الرزق مسدودة كلها، يُفتح لك أبواب غير مشروعة، أما المشروعة فكلها مسدودة، لينظر ماذا تعمل؟ فإذا قلت: أنا مضطر ماذا أفعل؟ رسبت في الامتحان، أما إذا قلت: الله الغني، يا رب لن أعصيك وليكن ما يكون، فعندئذٍ يفتح لك المخرج.
﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
ولا تجد قصَّة يعانيها الأخوة المؤمنون إلا وتؤكد هذه الحقيقة.
من أراد أمراً فعليه التوكل على الله:
إخواننا الكرام؛ هذا الحديث يجب أن يكون في ذهن كل واحدٍ منا:
(( ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه. ))
والله زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً من أجله ولا يعوِّضه عليك، أبداً، كن واثقًا من الله عزَّ وجل ولا تخف، الحرام اركله بقدمك، علاقة مشبوهة اركلها بقدمك، لا تقل: أنا مضطر، فإن الله عزَّ وجل لا ينال ما عنده بمعصيته: من ابتغى أمراً بمعصيةٍ كان أبعد مما رجا وأقرب مما اتقى:
العمل الحلال ولو كان فيه تعب وسهر وحسابات أفضل ألف مرة من الحرام:
لذلك المؤمن يطيع الله وكفى، ولا يعبأ بالنتائج، لأن النتائج حتماً لصالحه، لكن الله يمتحنه، قد يريه أحياناً أن كل الخير بهذه التجارة ولكن فيها شبهة، ولا يوجد غيرها، يقول لك: كل شيء واقف، وهذا شغال، لأن الامتحان هكذا، لولا أن الله يظهر للناس أن الخير في المعصية، والطاعة فيها ضيق، قيل:
المؤمن من ضمّ الدنيا إلى الآخرة ليفوز بكليهما معاً:
اسمع قوله تعالى:
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
دائماً أيها الأخوة؛ هناك نقطة مهمة جداً؛ لا تنظر إلى قضية من زاوية الدنيا فقط، أحياناً تجد رجلين، الأول لا يوجد عنده دين على الإطلاق، الأموال بين يديه كالتراب، صحته قوية، ومكانته الاجتماعية عليَّة، وهو قوي ومسيطر، وتجد الثاني مستقيماً، متَّبعاً لمنهج الله، يعاني من ألف مشكلة، إذا نظرت إلى الدنيا فقط تقع في إشكال، يجب أن تضم الآخرة إلى الدنيا، في الأول وفي الثاني، الله عزَّ وجل قال:
﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196)﴾
قال لك:
﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)﴾
قال لك: وبشر عبادي، فالله عزَّ وجل بشر المؤمن وحذر الكافر، لكن قد تجد في الدنيا الكافر قوياً وغنيًا والمؤمن ضعيفًا وفقيراً، إذا نظرت إلى الدنيا فقط تقع في إشكال، دائماً ضُمَّ الآخرة إلى الدنيا، فإذا ضممت الآخرة إلى الدنيا انتهى الإشكال.
كل مؤمن له معاملة خاصة وموقف خاص بحسب إيمانه:
لذلك الحياة قصيرة، أطول عمر مئة سنة؟ مئة وخمس وعشرون سنة؟ أمام الأبد ليس بشيء، صفر، واحد بالأرض وأصفار إلى القمر كم هذا العدد؟ إلى القمر المسافة ثلاثمئة وستون ألف كيلو متر، وبين كل صفرين مليمتر واحد، والواحد بالأرض والأصفار إلى القمر، هذا الرقم لو وضعته صورةً لكسرٍ عشري والمخرج لا نهاية القيمة صفر، أكبر رقم في الأرض إذا نسب إلى اللانهاية فهو صفر، الآخرة لا نهاية، والدنيا رقم مهما طال عمر الإنسان، عاش مئة وثلاثين سنة، يعيش مئتي سنة، صفر، فالدنيا لا قيمة لها، العبرة بالأبد، العبرة أن تكسب جنة ربك إلى الأبد، العبرة أن يكون لك مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، العبرة أن تطمئن يوم يفزع الناس جميعاً، العبرة أن ترتاح يوم يخاف الناس جميعاً، أحد الصحابة قال: ينبغي أن يبكي حينما يضحك الناس، وأن يتقي حينما يتفلت الناس، فالعبرة المؤمن له معاملة خاصة، له موقف خاص بحسب إيمانه.
المؤمن الحقيقي من آمن بالله و رسوله دون أي شك أو ارتياب:
إذاً:
﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
﴿إنما﴾ هذه أداة قصر، أي المؤمنون حقاً، الأعراب ماذا قالوا:
المؤمن لا يتعامل مع الظنيات إنما يتعامل مع اليقينيات:
أيها الأخوة؛ الارتياب من الكفر، شك، تردد.
زعم المنجم والطبيب كلاهمـا لا تبعث الأجساد قلت: إليكمـــا
إن صح قولكما فلست بخاسرٍ أو صح قولي فالخسار عليكمـا
* * *
هذا ليس إيماناً.
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)﴾
لا تقبل بالدين ظنًّاً.
﴿
الدين يقين وكل ما في الكون يدل على الله:
مع الظن تردد، يقول لك: لا نعرف.
جِـئتُ لا أَعلَـــــمُ مِن أَيــــــــن وَلَكِنّـــي أَتَيتُ
وَلَقَـــــــد أَبصَرتُ قُدّامــــــــي طَريقاً فَمَشَيتُ
كَيفَ جِئتُ كَيفَ أَبصَرتُ طَريقي لَستُ أَدري
لَستُ أَدري وَلِماذا لَستُ أَدري لَســــتُ أَدري
* * *
لا تكن متردداً، في الدين لا يوجد ظن، الدين يقين، كل هذا الكون يدل على الله، ينطق بكماله، ينطق بوحدانيَّته، ينطق بوجوده، كل ما في هذا الكتاب ينطق أنه كلام الله، بإعجازه، ما جاء به النبي ينطق بنبوَّته، هناك دلائل النبوة، قال النبي أشياء لا يمكن أن يصل إليها إنسان ذكي وحده، الآن كشف العلم صوابها، هذه من دلائل نبوة النبي، فلذلك لا تبقى بالظنيات، مرة قلت لإخواننا: أحياناً يقرأ الإنسان في الجريدة خمس كلمات: سيسمح باستيراد السيارات فرضاً، ينزل سعر كل سيارة خمسمئة ألف ليرة، إنسان عمل تصريحاً فخفض أسعار السيارات في كل مكان، وخالق الكون وهذا الكتاب بين أيدينا، كله وعد ووعيد، ولا أحد يتأثر؟ هكذا قال الإمام الغزالي قال: يا نفس لو أن طبيباً حذَّرك من أكلةٍ تحبينها لا شك أنكِ تمتنعين، أيكون الطبيب أصدق عندكِ من الله؟ إذاً ما أكفركِ، أيكون وعيد الطبيب أشد عندكِ من وعيد الله؟ إذاً فما أجهلكِ، فالله عزَّ وجل يقول: الإيمان هكذا:
المؤمن الحق هو المؤمن بالله وبالجنة والنار الإيمان اليقيني:
يقول لك أحدهم: لا نعرف، إن شاء الله نحن على حق، هذا ليس إيمانًا.
﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)﴾
﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾
﴿ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
هذا الإيمان.
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)﴾
الله نصب الكون كله أدلة على وجوده وكماله ووحدانيته:
هناك يقين حسِّي، وعقلي، وإخباري، لا يوجد عندنا شيء اسمه: لا نعرف، إن شاء الله، إن شاء الله نجد أن هناك جنة بعد أن نموت مثلاً، هذا ليس إيماناً، الصحابة الكرام قال سيدنا علي: "والله لو كُشف الغطاء ما ازددت يقيناً"، يقينه قبل كشف الغطاء كيقينه بعد كشف الغطاء، هذا اليقين، يقول أحد الصحابة: "والله لو علمت أن غداً أجلي ما قدرت أن أزيد في عملي" أي ينطلق إلى الله بأكبر سرعة، هذا الإيمان، لا نعرف، إن شاء الله لا نخسر الآخرة أيضاً، هكذا يقول لك:
زعم المنجم والطبيب كلاهمـا لا تبعث الأجساد قلت: إليكمـــا
إن صح قولكما فلست بخاسرٍ أو صح قولي فالخسار عليكمـا
* * *
إن صح قولكما -أي إذا كان لا يوجد جنة ولا نار-فلست بخاسرٍ أو صحّ قولي فالخسار عليكما، هذا ارتياب، الارتياب من الكفر، الله نصب الكون كله أدلة على وجوده، وعلى كماله، وعلى وحدانيته، وجعل كلامه معجزاً، فيه إعجاز علمي، إعجاز بلاغي، إعجاز تشريعي، إعجاز إخباري، إعجاز تاريخي، وجعل نبيه كلامه في دلائل نبوته، انتهى الأمر، فالعقل يحكم يقيناً بما جاء به القرآن:
إيمان الإنسان يُعبر عن وجوده بالحركة نحو خدمة الخلق:
الآن:
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا
إخواننا الكرام؛ في اللحظة التي يستقر فيها الإيمان في القلب يعبر هذا الإيمان عن ذاته بالحركة نحو خدمة الخلق، لا يوجد مؤمن منقطع عن إخوانه المؤمنين، ما دام استقر الإيمان في قلبه يتحرَّك نحو إرضاء الله بخدمة خلقه، بالدعوة، بالإحسان، بإطعام اليتامى، برعاية الأرامل، بنشر العلم، بالأمر بالمعروف، بالنهي عن المنكر، بإنفاق المال، في اللحظة التي يستقر فيها الإيمان في القلب يعبِّر هذا الإيمانُ عن ذاته بالحركة نحو إرضاء الله من خلال خدمة الخلق.
الإيمان يقين وعمل لا تردد فيه ولا انقطاع:
لذلك:
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)﴾
الإنسان قادر في كل زمان ومكان على تطبيق القرآن بكافة جوانبه:
﴿
أي هل أنت تُقيّم؟ يقول لك: هذه لا تصير، هذه فوق طاقتنا بهذا العصر، أي أنت متيقن أن هذا الأمر لا يطبق الآن؟ إذاً ماذا تفعل بقوله تعالى:
﴿
من الصادق أنت أم الله؟ يقول لك: اليقين، المنهج صعب تطبيقه، هذا كلام مستحيل أن يطبق في هذا الزمان، هل الدين لغير هذا الزمان؟ أي أن الله عليه أن يستثني هذا الزمان، يقول: يُعمل بهذا الكتاب إلى تاريخ كذا، هكذا يجب أن يكون، إذا كان الآن صعب تطبيقه، يجب أن تأتي آية يُعمل به إلى تاريخ كذا، نهاية تطبيق، أما إله فيقول:
الإنسان إذا عرف علم الله تهيَّب أن يدلي برأي أمام آية قرآنية:
﴿
إذًا كان هناك حكم، امرأةٌ عاقلةٌ سئلت: ما رأيكِ في تعدد الزوجات؟ قالت: ليس لي رأي وقد أباحه الله عزَّ وجل، لا يوجد هنا رأي، أنت تختار هذا البيت أو هذا البيت؟ أن تتوظف أو أن تتاجر؟ أن تسافر أو أن تقيم؟ هذا اختيارك، أما الله عزَّ وجل فقد حرم الربا تقول: والله أنا رأيي لابدَّ منه الآن، قال:
يقولون: هذا عندنا غير جائزٍ فمن أنتم حتى يكون لكم عند؟
* * *
الأحمق من يدلي برأي مخالف لآيات القرآن الكريم:
ما حجمك؟ هل أنت مشرِّع؟ لا يوجد إنسان في الأرض يستطيع أن يشرع إلا الله عزَّ وجل من خلال السنة، فلما يدلي الإنسان برأي، وهناك آية حاسمة يكون أحمق، يدلي برأي مخالف لآية حاسمة:
﴿
انتهى الأمر،
النظام الغربي قائم على الردع الخارجي أما النظام الإسلامي فقائم على الوازع الداخلي:
﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)﴾
هو الذي خلق، الآن أخْبَر إنسان بالآلة هو الذي صنعها، فالله هو الصانع، هو الخالق، أَمَر، ونَهَى، كنت البارحة في جلسة قلت لهم: انقطعت الكهرباء في بلدة في أمريكا، ارتكبت في ليلة واحدة مئتا ألف سرقة، قلت: النظام الغربي قائم على الردع الخارجي، أما النظام الإسلامي فقائم على الوازع الداخلي، وشتًّان بين الوازع الداخلي والرادع الخارجي، شتان بينهما، شتان أن تستقيم حباً لله ولا أحد يحاسبك، وشتان بين أن تنصاع لأمرٍ خارجي، أما إذا حُذِفَ هذا الأمر والمراقبة فقد تفلَّت الإنسان من هذا المنهج:
الدين الإسلامي سبب سعادة الإنسان:
﴿
والإنسان أحياناً إذا لم يقطف ثمار الإيمان يمن عليه، يقول مثلاً: جئنا إلى الدرس، وصلينا، ماذا يريد الله منا غير الصلاة؟ زودتموها، أنت وجودك كله منحة من الله، وجودك، نعمة الإيجاد، نعمة الإمداد، نعمة الهدى، كلما عرفت فضل الله أكثر تذوب، لا تمن على الله، نحن هل هناك غير الصلاة علينا؟ كأن الدين عبء، أثقال، الدين ليس كذلك، الدين سبب السعادة، إذا رأى إنسان لوحةً في أرض كُتِب عليها: حقل ألغام، يشعر أن من وضع هذه اللوحة قيَّد حريته أم ضمن له سلامته؟ يقول له: لم أدخل إلى الداخل من أجلك، لا ليس من أجله، لئلا تنفجر، لغم، فدائماً الإنسان إذا لم يقطف ثمار الشيء يمن على الآخرين، أما إذا استفاد فلا يمن.
من أدى الحقوق الواجبة عليه نجا من عذاب الله:
إخواننا ؛ بالمناسبة لا أحد يفتخر إذا أدى الحقوق، هذه ليس له فضل فيها، أنا عليّ دين ووفّيته، هذا لازم، واجب عليك أن توفيه، افتخر بعمل طوعي، وليس بعمل قسري، افتخر بعطاء، افتخر بتضحية، بإيثار، افتخر ببذل شيء مما آتاك الله، أما تنفيذك للشرع فليس لك فضل فيه، لأن هذا المنهج الأقوم وإلا فإنك تدفع الثمن باهظًا، قال له: "يا رسول الله عظني ولا تطل -أعرابي من بدا فقد جفا أساساً- قال: عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ:
(( يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ، بَعْدَكَ، قَالَ: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ . ))
وجدها صعبة، قال له: "أريد أخف من ذلك"، قال: إذاً فاستعد للبلاء، مثلما تحب، تستقيم تربح.
الآن قل لشخص يريد أن يعمِّر بيتًا، تحتاج إلى ثمانية طن من الإسمنت، يقول لك: يكفي أربعة طن فقط، ضع أربعة يقع البناء، مثلما تريد، هذه قوانين، هذا علم، أربعة يقع البناء، ثمانية لا يقع، أخي عملنا مثلما تريد وضعنا ثمانية أطنان، لا، لا تمنّ عليه، أنت حفظت بناءك، أريد أن أصل إلى نقطة، عندما تنفذ شرع الله فالمكسب معك، لا تمن على أحد.
استقامة الإنسان وغض بصره وإنفاق ماله كل هذا لمصلحته:
﴿
إذا ركب أحدُنا سيارة شاحنة تحمل ثمانية أطنان، فواجه جسراً كُتِب عليه: الحمولة القصوى خمسة أطنان، ثم رأى هل هناك شرطة؟ لا ليس هذا الموضوع، لو مشيت لوقعت في النهر، أخي لم نمشِ من أجلكم، لا ليس هذا هو الكلام، لو مشيت لخرِب بيتك، المعنى واضح:
(( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. ))
أما استقامتك، وغض بصرك، وإنفاقك المال، وأداء الزكاة، هذه كلها لك.
من طبق أحكام الدين وقطف ثماره يذوب شكراً لله ومن لم يطبقها يمن على الله:
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
المؤمن دائماً يرى هذا الفضل، أن الله خلقه ولم يكن شيئاً مذكوراً، منَّ عليه بنعمة الإمداد، بنعمة الهدى، عرفه ذاته، رزقه زوجة، أعطاه بيتاً، أعطاه عملاً، رفع له ذكره، دائماً يستحيي من الله عزَّ وجل.
لا أحد يعلم الغيب إلا الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)﴾
هو يعرف إن كنت مسلماً أم مؤمناً أم محسناً، يعرف مستوى إيمانك وإسلامك وإحسانك،
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين